MOHAMMED ABU ELGASIM HAJHAMAD محمد أبوالقاسم حاج حمد – لبنان – الشويفات
LEBANON-CHEWEIFAT جّوال 009613 / 727833
P.O.BOX : 30062
MOBILE : 009613-727833 منزل009615 / 433519 :
Résid. Tel : 009615-433519 ص .ب30062 :
U.A.E : MOBILE : 0097150/7212219
)SUDAN : (00249912246465 المارات العربية المتحدة – جّوال 0097150 / 7212219
)(00249912287860 السودان )(0024912 246165
MORROCCO : 0021260586983
المغرب – جوال (0021260586983) :
Haj_hamad@hotmail.com
:haj_hamad@hotmail.com Email
1
حيث نشهد بدايات التحاد الثنائي بيممن )مطلــق( النسممان و مطلممق )الكــون( ,فكلهممما يعيممش
اللمتناهيات في التكوين ) (4و عظمة الخالق )الزلي( في خلق مطلقية النسان و الكون فيها
)مكر خير( كبير ).(5
فالزلي إذ يرفض )النقص( في الخلق و التكوين حيث )يحسن( كممل شمميء خلقممه )(6
جعل )الفتنة( في كمال النسان و كمال الكون ,فإن تحقق في علم النسان بالقلم ,كما يرد فممي
سورة العلق ,اكتشافه لمطلق ذاته و مطلق الكون ,ثم اتحدا تم )استغناء( النسممان عممن المم ,و
تحولت المختبرات العلمية إلى بديل عن المساجد و البيع و الصلوات ).(7
هذه المطلقية التي حبا بها )الله الزلي( ) (8النسان و الكون فتنة و مكر إلهي جعلت
البعض يصلون إلى حد القول بموت الله ,و لم يشيعوه و لم يترحموا عليه ,على القممل وفمماءا
لذكرى أبائهم الذين عبدوه .و ليس لهم أن يقولوا ذلك إل لن في تراثهم من صمملب البممن قبممل
ذلك! فموت ال –سبحانه -له خلفيات في أدهانهم.
و التفكيكيون ل ينتهون إلى دريدا فقط ,فالحفر المعرفممي بكافممة مضممامينه و أشممكاله ,و
المنطقية المعاصرة حتى في نقدها لدغمائية الوضممعية الكلسمميكية و تحريرهمما لفلسممفة العلمموم
الطبيعيممة منهمما ,و دخممول الجميممع مجممالت التاريخانيممة و اللسممنية إلممى تحليممل النصمموص و
المقدس منها بالذات .كل ذلك يشكل أزمة اختبار للفكر الممديني و لمفهمموم اللممه ,فتغييممب اللممه
يمضي تدريجيا ,و أحسن المثقفين أحيانا من يرجئ اللقاء به في الخرة مع وصممفه فممي مكممان
جانبي في الدنيا و هو )القلب( أما )العقــل المبــدع( فللحيمماة ,حيممث يتجلممى هممذا العقممل إممما فممي
مراكز الدراسات الستراتيجية أو في المختبرات العلمية خصوصا و نحممن فممي غمممار الثممورة
الفيزيائية الفضائية التي تحقق نجاحاتهمما التطبيقيممة و فوائدهمما العلميممة إن لممم نقممل بالستنسمماخ
البايلوجي دون أن تقول )إنشاء ال(
و قد طلب مني أحد الصدقاء المحاضرين في ندوة )مؤسسة خالد الحسن( حيممن كنمما
نناقش في الرباط فكر الحسيني حول )مفهوم العودة( إلى فلســطين ) (9/10/2004أل أنظممر
إلى السماء كثيرا ) ,(9و أكتفي بطرح أفكار )جمــال حمــدان( و )عبــد الوهــاب المســيري( و
)طارق البشري( و )حامد ربيع( ,و أعلم أن هؤلء مؤمنون و يصلون بما في ذلك المحاضممر
صديقي )سيف الدين عبد الفتاح( ,حيث تساءلت )بــبراءة محضــة( إن كممان تمممة علقممة بيممن
السماء و بما أوجبتممه هممذه السممماء مممن )تقــديس( للرض ,سممواء بهيكممل سممليمان أو المسممجد
القصى لنبحث سويا في نوع من المكر اللهي ,و لكني أسكت فسممكت .و نظممر إلممي الممدكتور
طه عبد الرحمن نظرة ل أعلم إن كانت تحمل )الرثاء( أو )العزاء( !
و للمؤمنين أيضا مشكلة )يخفونها( مع الم بحكممم الداب اليمانيممة أو الخشممية مممن أن
ينعكس عليهم ما يمكن أن يبدوه على مصيرهم في الخرة .فهؤلء المؤمنون ل يمرون أن الم
يمارس تدخل و حضورا بما فيه الكفاية لحل التحديات التي تواجههم في العالم و في فلسممطين
خاصة ,فهناك )عتب إيماني مكبوت( ,و لكنه ينتهي إلممى الشممعور بالعدميممة مممما يممدفع للبحممث
أيضا عن وسائل عملية لحل الشكاليات و التحديات بما تتجاوز في كثير من الحيان توجيهمما
ت ال و وصاياه ثم )تأويلها( بكيفية ما تجعلها لئقة مع نصوصهم الدينية بكيفية فهمهم لها ,و
مع مصالحهم المناقضة لهذه النصوص ,و هناك مختصون بمفهوم )الوسطية( يماثلون مهمممة
)المحلل( للنكاح مجددا بعد الطلقة الثالثة.
2
مع ذلك فإني أنظر للمناهج التفكيكية بعين التقدير و بالذات حين تطرح إشممكالياتها فممي
إطار )العقل المجرد( الذي فصله صديقي الدكتور طه عبد الرحمن ,و كم نصحت طلبتي فممي
المنهجية التركيبية عبر مطلق القرآن ) (10أن يسممتوعبوا جيممدا خلصممات )حلقــة فيينــا( فممي
فلسممفة العلمموم الطبيعيممة و مقممالت مجموعممة مدرسممة )فرانكفــورت( و كتابممات )فوكــو( و
طروحات )محمد أركون( و أن يستعينوا بأبحاث )عبد السلم بنعبدلعالي( و )سالم يفــوت( و
)محمد وقيدي( و )كمال عبد اللطيف( و غيرهم .فالمعرفة الحقيقية بال ل تختبر إل عبر هذه
المناهج التفكيكية و الشكاليات التي تثيرها.
كما طلبت منهم فهم )إبليس( نفسه بطريقة أفضل في إطار المكر اللهي الممذي أحسممن
كل شيء خلقه ,فلبليممس أيضمما )هههههه ه( و مممداركه )الكونيــة( و لهممذا ظممل علممى
)التزامه اليماني( بأفضل من كثير من المؤمنين ) ,(11فهو يتحدى البشممر بعممزة الم و ليممس
بالكفر و هو سريع الخذلن للبشر من أنصاره في اللحظة الحاسمة ,و هذا ما يندرج في إطممار
)التركيب( من بعد التفكيك .فإبليس نفسه يشعر بالراحممة كممثيرا حيممن يكممون الفهممم البشممري لممه
فهما أسطوريا و خرافيا ) (12أو أن يتممم اختصممار نشمماطه علممى السممحر و الوسوسممة فقممط ,و
نسب كل الشرور له في حين أن النسان يمكممن أن يتفمموق عليممه فممي هممذا المجممال إذ ل يــؤمن
أكثرهم إل و هم مشركون ) ,(13و يسممتغنون عممن الم بممالقلم و يعلنممون ممموته .بممل إن بعممض
البشر رأى ضرورة مشاركة إبليس بفهم خرافي له فيما رفضه بعضهم ,فتم تسهيل مهمته فممي
الحالتين.
في ندوة أقيمت في الدار البيضاء بتاريخ 7/9/2004في كليممة الطممب بجامعممة الحسممن
الثاني بعنوان )الديمقراطية و الحداثة( حضرها ممثلون عن تيار الحداثة و من تسحب عليهم
المفاهيم الصولية و ما بين ذلك مممن تيممارات المغممرب الثقافيممة و السياسممية كممانوا يتحمماورون
جميعا حول )الصلح( .التي دافعت عن حقوق الممرأة المغربيمة جسمدت فمي مخيلمتي )هــدي
شعراوي( ,و الذي وقف بين الحداثة و الصالة ذكرنممي بلئحممة علممماء مصممر عممام 1884و
التي ركز عليها )طاهر عبد الحكيم( ,و الذي دافع عن الحداثة ذكرني بســلمة موســى ,كنممت
أستعيد محاورات مصر و لبنان و سورية في مرحلة ما يسممونه فكمر النهضممة 1889/1940
و أسترجع في دهني )نماذج( عبد ال العروي في اليديولوجيا العربية المعاصرة.
سألني أحد الصدقاء عن تعقيبي على المنتدى فقلت أن الصولي كممان يهمماجم الحداثممة
بأكثر مما يطرح السلم نفسه ,و أن الحداثي لم يميز بين اللهوت الرعوي البممدوي و النممص
القرآني ,و أن المدافعة عن حقوق المرأة لم تميز بين العرف البدوي العربي و النص القرآني,
و أن الذين سلكوا )الوسطية( مزقوا النساق الضابطة بذات الكيفية التي جمع بها خيــر الــدين
التونسي بين الديمقراطية الغربية و الشورى السمملمية فمزقهممما معمما فيممما أشممار إليممه سممابقا
دكتور كمال عبد اللطيف.
3
إنها )فوضى( المفاهيم و المنطلقات و القراءات اليديولوجية التعسفية .لم يسأل أحدهم
نفسه عن ضرورة استحضار )النص اللهي( بكيفية تأخذ بالتوافق القياسي بين عظمممة الخلممق
اللهي و تجلياته )العبقرية المطلقة( في الوجود و في النسان نفسممه ,و بيممن النصمموص الممتي
تفهم إلى ما دون عظمة الخلق اللهي .فكأن هناك )ثنائية( في فهم الله ,فالله في الخلق عليم
و عظيم ,و في النص متخلف و بدائي )سبحان ال عما يصفون(.
طمموال اسممتماعي للمناقشممات و أنمما أحلممق فممي هممذه الثنائيممة النفصممامية ! عظمممة
الميكروفون و توزيع الضاءة و الصوت و مقاعد الحضور و الفرش و الترتيب و الجمموالت
الهاتفية ,و الجمال المغربي ,ثم يستبعد هذا اللممه مممن الحداثممة الماثلممة و يتبنمماه الصمموليون أو
الوسطيون .كم تمنيت أن يكمون همذا اللممه حاضمرا فمي ذلممك المنتممدى! و سماءلت نفسممي عمن
إمكانية أن يكون حتى حاضرا دون أن نراه فالله )محجب(!.
و لكني كنت أعلم أنه موجود ,كما هو موجود هنا في هذه المحاضممرة فممي )وجــدة( ,و
إبليس أيضا موجود.
هذا )الستحضار اللهي في الواقع( حركة و وجودا هو مبتغى محاضرتنا هذه.
سممأطلق للتفكيكييممن مممداهم ,و سممأعمد للممتركيب مباشممرة بممما يتجممه لستحضممار الفعممل
اللهي في حركة الواقع و الوجود.
و لكن:
دون أن ينتقص هذا الحضور اللهي مممن مطلممق النسممان و إرادتممه المسممتقلة و كممماله
التخليقي ,و دون أن ينتقص من مطلممق الطبيعممة الكونيممة و كمالهما التخليقممي و إرادة قوانينهمما,
فأي انتقاص في الوجودين النساني و الطبيعي يعود بالنقص إلى اللمه الخمالق نفسمه المذي ل
يحسن الخلق إلى مستوى الكمال .بل كيف يكون النسان مسؤول عن أعماله أمممام اللممه و قممد
خلقه ناقصا؟ و النقص يفترض الوصاية ل المسؤولية؟!
إن للعقل النساني من خلل كمال النسان و كمال الطبيعممة )نبــوته( أي نبمموءة العقممل
التي بمقدورها اكتشاف )التكامل( بين النسان و الطبيعة ,و ذلك عبر منطممق يمكممن أن تكممون
قيمته )علمية استقرائية( للبحث في الظاهرة الطبيعية و علقتها بالوجود النساني ,أقممل ذلممك
الزرع و الضرع و العسل و اللبن و حركة الفلك.
وقتها يمكن اكتشمماف أخلقيممة للوجممود بممما فممي ذلممك سممنة الممتزاوج ,و يمكممن اكتشمماف
غائيات عقلية و أخلقية من خلل بناء الطبيعة و تكاملها مع النسان ,أي اكتشاف منهج حممق
خلق به الخلق) .فالكامل( فمي ذاتمه –طبيعمة و إنسمانا -و )المتكامــل( تنائيما ممع بعضمه بمذات
الوقت -يؤدي لكتشاف قوانين عقلية و أخلقية كاملة أيضا و في الوجود نفسه ,خلفمما لولئك
الذين بحثوا بنقصهم العقلي و الخلقي في كمال الكون فاستنبطوا منه أخلقا و عقل عدميا و
بهيميا غريزيا.
هنا يمكن أن تتبلور نبموة العقممل و الخلق الوجوديممة المثاليممة المتسممامية ,عبممورا مممن
الحدس و العقل الستدللي )المسدد( –طه عبد الرحمن -إلى العقل )المؤيد(.
4
إله العقل المؤيد:
هنا يصبح للعقل المؤيد إلهه العقلني و الجمالي الخاص ,إلهه المبدع الكامل من خلل
بديع الخلق الثنائي المطلق المتكامل ,إله يفهم في إطار مفاهيم العقل المؤيممد و ليممس خارجهمما,
فينزاح اللهوت و السطورة و الخرافة ,و يستعين العقل المؤيد بالتفكيك ليوظفه نقدا للهوت
الخرافي في إطار التركيب و هكممذا يصممادر طــه عبــد الرحمــن دريــدا و يمنممع نهممايته و يعيممد
توظيفه ,بل و يصادر محمد أركون نفسه.
حين نصل بشروط العقل المؤيد إلى فهم الله نكون قد قاربنا التجربة البراهيمية التي
أسقطت مفاهيمها هي على الكينونة اللهية ,فال )كامل بازع( ل ينقص )ل يأفــل – الفــول =
النقص( و هو كذلك )بعيد( ليس حال في الطبيعة الكونية الممدنيا ,دائمما فممي السمماء ,شمسمما أو
قمممرا أو كوكبمما أو نجوممما ,و هممو دائممما )أكــبر( و هممو كممذلك )فــاطر( تكمممن قمموته فممي خلممق
)المفطورات( ,و هو )مسخر( لهذه المفطورات الكونية الطبيعية من أجل النسان.
هذه المواصفات البراهيمية المعادلة للعقل المؤيد فيما يختص بماهيممة اللممه الكامممل و
الصادرة عن مطلقي النسممان و الطبيعممة تضممع اللممه أمممام مهمممة ثالثممة هممي حتميممة مممن ذاتممه
المنزهة و مقضية منه )كان على ربك حتما مقضيا( .و المهمة اللهية هنا هممي تنممزل المموحي
المطلق على النسان المطلق ليرتفع بالعقل المؤيد )و قــد آتينــاه رشــده مــن قبــل( إلمى مرتبمة
العقل المطلق.
الوحي المطلق يأتي مشروطا بمواصفات الكمال و عظمة الخلق و تجلياته اللمتناهية,
فل يكون خرافيا و ل أسطوريا ,و ل تأسره الشروط التاريخانيممة لنتمماج المفسممرين و ثقممافتهم
الجتماعية و العرفية ,فغاية الوحي اللهي المطلق إلى أولئك أن يخرجهممم مممن الظلمممات إلممى
النور ,من الحيائية الوثنية و الثنائية المتقابلة إلى التوحيد ,أن يجعلهم مؤمنين و لكن ل يممؤمن
أكثرهم إل و هم مشركون ,إذ يرون غير ال فممي حركممة الواقممع .أممما المموحي اللهممي المطلممق
المركب على نبوة العقل فإنه يضفي كمالت الله على هذا العقل فتتحقممق المعرفممة بممه و هممي
غاية الخلق ,و المعرفة هي فهم النسان ل و التفاعل معمه فتتحقمق عبوديمة النسمان لم علمى
غير عبودية النسان للنسان ,فل يعود المتحقق بالمعرفة العابدة يضممرب لم المثممال فيماثممل
العبودية ل بالبكمة الخرساء و الكلية التكالية كما هو شأن العبممد المملمموك المسممتلب .فتجمماوز
الستلب هو مبتدأ العبودية ل في حين أن تكريس الستلب هو مبتدأ العبودية للبشر.
كافة الفلسفة العقلنيين تقريبا بدأت إشكالياتهم مع الستلب ,حممتى مــاركس نفسممه ,و
لم تكن عدميتهم أو حتى ماديتهم أو وضعيتهم المنطقية الفلسممفية فممي أشممكالها البنائيممة الولممى
5
غير الجدلية المثالية أو الرياضية سوى مهممرب مممن اللهمموت الخرافممي الممذي أنقممص الكمممال
اللهي و الكمال النساني ,و كيف ل يهربون إلى ما هربوا إليه و يعلن بعضهم موت اللممه و
الله المطروح أدنى من كمال النسان نفسه ,و مستلب لديه؟!
فالوحي اللهي المطلق يحرر النسان و الطبيعة من السممتلبات اللهوتيممة الخرافيممة,
لهذا يأتي )معادل( لمطلق النسان و مطلق الطبيعة ,و من هنا قلنا بأن الوحي اللهي المطلممق
يعادل الوجود الكوني و حركته .و قيمنمما الزمممن باعتبمماره )ســرمديا( و اللممه )أزلــي( تتصممل
أزليته بالسرمدية و ليس الفناء ,و لهذا كان البدء بالموت كأرقى مضمون للحياة ,و بممالموت و
في الموت كان البدء .و كم هو جميل أن يتحقق موتنا و نحن ننظر ,ثم نحيا ثم نموت ,ثم نحيمما
ثم نموت.
المعرفة بال عبر الوحي المطلق هو بداية التدخل اللهممي فممي الواقممع عممبر النبيمماء ,و
عبر هذا الوحي المطلق نفهم كافة أشكال و مضامين التدخل اللهي في الكون و من هنا قولنمما
بجدلية أو )جدل الغيب و النسان و الطبيعة( فلو تحقق لنما المموت فمي حياتنما لرأينما مظماهر
لهذا الجدل الثلثي رأى العين و لما شقي الفلسفة بالصراع مع الستلب النسمماني و لدرك
دريدا الموت قبل أن يرحل.
و لكنا نمارس بعضا من )الموت( في حياتنا ,و أدنى درجات الموت هو مفارقة العقممل
الحسي )المجرد( باتجاه )المسدد( و ذلك عبر منهج )الجمع بين القراءتين( الوارد تأليفمما فممي
مقدمة سورة العلق .هنا نقرأ )كلية الخلق( برؤية الخالق )اقرأ باسم ربك الذي خلق( فنكتشف
تدخل الخالق في الخلق ,و تلك هي )القراءة الولى( ,و نقرأ )الخالق( بوجموده و حركتمه فمي
الخلق )اقرأ و ربــك الكــرم الــذي علــم بــالقلم( قممراءة فممي الظممواهر و وجودهمما و حركتهمما و
غاياتها ,و القلم موضوعي صارم في استدللته العقلية و مناهجه العلمية الستقرائية ,فينفعممل
الخلق بالخالق و يتفاعل الخالق بالخلق )ادعوني استجب لكم( .فيؤسس لمنهج الحق في الخلق
صراطا مستقيما.
ذلك هو )التأليف( بين القراءتين و هو مبتدأ نبوة العقل في عممالم هممو عممالم )المشــيئة(
اللهية حيث يتشيأ كل شيء بظواهره و قوانينه ,فل نممرى التممدخل اللهممي بممالعين المجممردة و
لكن ننظره بالعقل المسدد ,و الرؤية غير النظر ,فالرؤية حسية و النظر تدبر عقلني.
في عالم المشيئة و بالتأليف بين القراءتين ل نتوقف لممدى سممؤال الكيممف فممي الحممدوث,
فحتى العقل المجرد يكتشف الكيف ,فهناك مراكممز الدراسممات السممتراتيجية ,و معاهممد العلمموم
الجتماعية و النسانية ,و المختبرات العلميممة ,كلهمما تجيممب عممن سممؤال أو أسممئلة الكيممف تبعمما
لقدراتها .و لكن يبقى سؤال اللماذا؟ لماذا خلق ال ذلك؟ لماذا فعلــه؟ لمــاذا تــدخل؟ لمــاذا لــم
يتدخل؟ لماذا السرائيليون في الرض المقدسة بعد أربعة عشر قرنا مــن البعثــة المحمديــة؟
لماذا هناك )استئصال( إســرائيلي و )استشــهاد( فلســطيني دون تــدخل ,أم أن الستئصــال و
الستشهاد هما تـدخل إلهـي؟ مـا الـذي يحـدث فـي العـراق ...أيـن الـ؟! دعونـاه لمـاذا لـم
يستجب أم استجاب بطريقة ما؟ و لكن ماهي؟ أين ذهبت أدعوني أستجب لكم ؟ !.
سؤال اللماذا و السئلة اللماذية كلها يجاب عليهمما عممبر المموحي القرآنممي ,و لممدى بدايممة
مفارقة العقل المسدد نفسه و باتجاه العقل المؤيد ,عقل بدايات اكتشاف عالم )الرادة( اللهيممة,
و بأعلى من عالم المشيئة اللهية.
6
صعبت السئلة اللماذية التي تكشف الفعل اللهي على موسممى و هممو )البــن المتبنــى(
لكبر قائم على حضارة عصره ,و هو فرعون ,و نشأ فممي أحضممان تلممك الحضممارة الشممامخة
التي أنتجت الهرامات و تحكمت في النهار ,فممأدنى خطممأ حسممابي يممؤدي لنهيممار المسمملت
الضخمة.
و لم يكن لدى موسى كتاب كوني مطلق و ل وحممي إلهممي مطلممق ,و لكممن كتمماب يعنممى
بظواهر الحواس ,منذ مخاطبته من وراء شجرة ملتهبممة ,و سممماعه كلم الم تكليممما ,و تحمول
عصاه إلى حية تسعى ,و شق البحر و انبجاس الماء مممن الصممخر ,فممذلك بالنسممبة لممه مسممتوى
تدخل ال في صياغته الواقع ,تدخل حسيا مرئيا .و لكنه ل يجيممب علممى اللماذيممات فمي حركممة
الوجود ,ل يعطي ذلك التدخل الحسي معرفة مطلقة.
لهذا أرسل إليه من وصل لحالة الممموت ,مممن عممالم أرقممى مممن عممالم الرادة و نشمماطها
الحسي المرئي الخارق ,و ستر ال اسمه و أطلق عليه )العبد( فقط .فقتل غلما زكممي النفممس
صغيرا دون مرحلممة المحاسممبة علممى فعلممه ,و جممزى أهممل السممفينة علممى كرمهممم لهممما بخممرق
سفينتهم ,و شيد حائطا لهل قرية غلظ القلوب ,و هي أفعال )منكرة( بمقاييس المنطق العقلي
و الخلقي.
و لكن موسى نفسه قد فعل أو فعل به نفس ما فعله العبد دون أن يدري ,فموسممى نفسممه
قد قتل مصريا ,و سقى لبنتين بوجه أمة من الرعمماء قسماة القلمموب ,و أودع فممي طفممولته جممذع
نخل منقعر ,و لم يغرق تابوته .فالعبد لم يفعل إل ما فعلتممه الرادة اللهيممة بموسممى نفسممه دون
أن يدرك موسى ذلك ,و لم تكن المبررات التي ساقها العبد لموسى سوى ذات المبررات الممتي
رافقممت تجممارب موسممى الثلثممة ,ففرعممون يأخممذ كممل طفممل غصممبا ,يذبممح أطفممالهم و يسممتحيي
نساءهم ,و المصري يرهق شيعة موسى طغيانا و كفرا ,و للبنتين شيخ كبير هو أبوهما.
عوضا عن إرشاد موسى و تعويضا لنا عن مهمة العبد الصالح الذي نطلممب وجمموده و
حضوره لتفسير و توضيح حالت التدخل اللهي فممي الواقمع جماء القمرآن وحيما إلهيمما مطلقمما,
يحيط بالزمان و المكان ,نقرأ فممي داخلممه موجهممات الرادة اللهيممة و حكممم الم فممي متغيممرات
الزمان و المكان.
القرآن يقوم بدور العبد الصالح كما فصلت في سورة الكهف ,و لكممن مممن قبممل الكهممف
مباشرة جاءت السممراء لتكشممف تممدخل الم فممي فعممل التاريممخ دون أن تبطممل كيفيممات مراكممز
البحاث و الدراسات بالكيفية التي تناولها أخي و صديقي الدكتور سيف الدين عبد الفتاح في
ندوة مؤسسة خالد الحسن حين استعان بجمال حمدان و حامد ربيع و البشــري و المســيري
و طلب مني أل أحلق في السماء و لكني لم أكممن أحلممق فممي السممماء و إنممما أنظممر إلممى مقدمــة
سورة السراء من الية الولى و إلى الثامنة ,و في الية من المائة و إلى المــائة و أربعــة,
و في مقدمة سورة الحشر من الية الولى و إلى السادسة.
فعلمت من هذه اليات ما علمه العبد الصالح لموسى ,لكن فممي مجممال التاريممخ العربممي
السرائيلي منذ خروجهم من مصر في القرن الرابع عشممر القمممري قبممل الميلد و اسممتيطانهم
الرض المقدسة ,ثم عودتهم إليها في نهاية القرن الرابع عشر الهجري القمري ,بعممد إجلئهممم
من المدينة المنورة في مبتدأ القرن الهجري الول ,و ما بين الحقبممتين ختممام المسمميح للتجربممة
السرائيلية في القرن الول و ظهور خاتم الرسل و النبيين من بعد السيد المسيح بسبع قممرون
7
قمريممة هجريممة ,و هممذه التواريممخ ل تممرد فممي القممرآن بهممذه التوافقيممة و لكممن فممي الموسمموعة
البريطانية ,و هي ليست من تأليف المسلمين.
هنا )توحيد( بين القراءتين في عالم )الرادة( اللهية و التدخل اللهي ,فأخذت بمراكز
أبحاث دكتور سيف الدين عبد الفتاح و حتى بالموسوعة البريطانية و مقررات مممؤتمر بــازل
عام 1897حيث ل غيب و ل تدخل إلهي ,ثم كان الغيب و التدخل اللهي.
و قممرأت بممالقلم لتوينــبي فممي دراسممته القيمممة للتاريممخ ,و بممالقلم لــديورانت فممي قصممة
الحضارة ,و بروكلمان في التاريخ السلمي ,و ليس لي من هؤلء علقة بالغيب و قراءات
قلمية عديدة أخرى مماثلة ,فهمت منها ما يفهمه دكتور سيف الدين عبد الفتاح و حتى دكتممور
نصر محمد عارف حول تاريخ المنطقة العربية.
ثم قرنت قراءة القلم بقراءة الغيب في القرآن فتعرفت على مفهوم )المة الوسط( الممتي
تجمممع بيممن الرض الحممرام و أرجائهمما ,و بيممن الرض المقدسممة و أرجائهمما ,و أنهمما منطقممة
الصطفاء السللي للنبوات و الرسالت من بدايمة اصممطفاء آدم بشمرعة الممزواج و إلممى خماتم
الرسل و النبيين .و أن لهذه المنطقة )خصوصية إلهية( ,و فيها تتمظهممر إرادة ال م فممي الفعممل
الواقعي على عدة مستويات.
مستوى أول هو عالم المر منمذ تجريممد آدم عممن قمموته الروحيمة المتعاليمة و إخضماعه
لسنن الطبيعة في )الهبوط( و ليس )النزول( إلى الرض التي فيها ولد و فيها مات .فهو ليممس
بأول البشر و ليس أبا لكل البشرية .و إنما بداية سللة المصمطفين بمالنبوات و الرسمالت فمي
المة الوسط التي حرمت و قدست .و من آدم و إلى نوح ,و إلى نهايات قوم مدين مرورا بعاد
و ثمود و غيرهم حيث كان العطاء اللهي بخصائص ترقى على قدرات النسان مقابل )إبادة
تامة( في حالة المعصية ,و هناك تفاصيل تدخل إلهي في تلك الحقبممة تتسممع لمجلممدات ,و فيهمما
قسمان زمنيان ,أول يتسع لدم إلى نوح ,ثم قسم ثاني من نموح إلمى قموم ممدين .و هنما تتضمح
لماذياتها! و كذلك كيفياتها!
و مستوى ثاني هو عالم الرادة اللهيممة الممذي يلممي عممالم المممر ,و هممو عممالم الحممس و
التجربة السرائيلية بكاملها و التي دامت أربعة عشر قرنا منممد موسممى و إلممى السمميد المسمميح,
حيث تم النتقال من العطاء الخارق للنسان الخارق في حد ذاته إلى العطمماء اللهممي الخممارق
كشق البحر ,و حيث استبدلت البمادة بالعقوبممات الغليظممة و همي شممرائع الصممر و الغلل و
النكال و هي أكثر رحمة من البادة .و تنزل الوحي الجزئي المقيممد بلمموائح العهممد و ألممواحه و
مفهوم الميثاق.
و لهذا المستوى الرادي اللهي قسميه أيضا ,فهناك في المبتدأ )حاكمية إلهيــة( يحكممم
ال فيهمما عمبر النبيماء المتعمماقبين ,يقفمموا بعضممهم بعضما ,و بمنطمق الحاكميممة اللهيممة قدسمت
الرض لتخادها )مملكة الرب( ,و )فضل( الشعب ليلتزم بحكمم الممرب ,فليممس التقممديس لمذات
الرض و ليممس لممذات الشممعب و لكممن فممي إطممار مفهمموم الحاكميممة اللهيممة و تممدخلها الحسممي
المباشر في خوارق ما نسميه بممالمعجزات .فلممو قدسممت الرض لممذاتها و الشممعب السممرائيلي
لذاته لصدق ظن إبليس حين رفض السممجود لدم ,فخلممق الم لبليممس سممابق علممى خلممق آدم و
عنصر إبليس من مارج من نار ,و عنصر آدم من طين و ماء و حمأ مسنون.
8
و استمرت مرحلة الحاكمية اللهية عبر النبيمماء مممن موسممى و إلممى داؤود و سممليمان,
حيث بدأ القسم الثاني و هو حاكمية الستخلف عن ال .و بنفس الشرعة مع اسممتبدال التممدخل
اللهي الحسي بتفويض لداؤود و سليمان ,و من هنا تأتي آيات التسممخير السممتخلفي كالريممح
غدوها شهر و رواحها شهر ,و السيطرة على الكائنات غير المرئية كالجن ,و المرئية كالطير
و النمل ,المممور الممتي يعتبرهمما أخممي الممذي أحبممه صــادق جلل العظــم مممن بماب الخرافممات و
الساطير تماهيا مع عقله المجرد .و لكنها ظواهر حاكمية الستخلف التي تقتضي التفممويض
بنذر من الصلحيات اللهية ,فل استخلف بل صلحيات.
و قد مال الجتهاد و مالت الرؤية بممالمرحومين أبــو العلــى المــودودي و ســيد قطــب
حين فهما الحاكمية اللهية فهما مطلقا ,و هي مشروطة بمرحلة الرادة اللهية في التممدخل ,و
كذلك فهم الكثير من علماء المسمملمين ,و رضمموان الم عليهممم جميعمما ,حاكميممة السممتخلف و
الستخلف فهما عاما.
و انتهممت تلممك المرحلممة بعممد قسممميها التمماريخيين بظهممور المسمميح مممن عممالم المممر و
بخصائصه في إحياء الموتى و غير ذلك كإنذار أخير لبني إسرائيل.
ثم المستوى الثالث و هو عالم المشيئة اللهية الموضمموعية الممتي تنممزل )أحمــد( بنفسممه
من عالم المر اللهي لينتجها ,فأبطلت المعجزات الحسية ,و أبطلت شرائع الصر و الغلل
و النكال ,و في المقابل لها ,فالصيد في الرض الحرام و الشهر الحرم ل يقابمل بالمسمخ إلمى
قردة و خنممازير كالصمميد المحممرم فممي السممبت علممى بنممي إسممرائيل ,و قتممل النفممس فيممه ديممة ,و
الجروح ليست قصاصا عينا بعين و سممنا بسممن و إنممما عفممو ,و ل رجممم لممزان أو زانيممة ,و ل
قطع ليد سارق ,و ل حد حرابة من صلب من خلف ,و إنما تخفيف و رحمة ,و لممم يتبممق مممن
العقوبات الحسية إل أخفها و هممو )جلــد( الزانيممة و الزانممي ,و هممو جلممد يممأتي بعممد إيفمماء سممت
شروط مستحيلة بالمطلق أقلها عدم دخول البيت إل استئذانا و منع التحسس و التجسس و منع
نظر الشهود أنفسهم إلى فاضح الفروج و الفخاذ فكيف بالعورة نفسها ,ثم للممزوج أن يمسممكها
في البيت بعد الشهاد عليها و ليس تطبيق الحد عليها .فحد الزنا جلدا هو حد معنوي مسممتحيل
التحقق و التنفيذ العملي و لكن الخطر فيه ليس الحد نفسممه و لكممن مقاربممة الم الزنمما بالشممرك
نفسه فحرمة الممزواج ترتبممط بممأول تشممريع دينممي نممزل علممى آدم فممي الرض ضمممن المرحلممة
الولى لعالم المر في المة الوسط .و شرعة الزواج أسمماس التكمموين الكمموني و الخلل بهمما
بداية النهيار النساني و ليس خوفا من التناسل غير الشرعي فقط فذلك يمكن الوقاية منه.
تنممزل محمممد مممن عممالم المممر اللهممي ليفتتممح الممدين مجممددا فممي عممالم المشمميئة اللهيممة
بمواصممفاته النسممانية ,متحممول إلممى )النــاس كافــة( عوضمما عممن الخطمماب الحصممري لقمموام
محددين ,و إلى )حاكمية الكتاب( عوضا عن الحاكميتين اللهية و الستخلفية و إلى )شرعة
التخفيف و الرحمة( عوضا عن شرائع الصر و الغلل و النكال ,فحقق عالمية الخطمماب و
حاكمية الكتاب و شرعة التخفيف و الرحمة ,مودعا الكتاب الكمموني المطلممق المحممترم عوضمما
عن الكتب المقدسة ذات الطابع المحدود .و متكئا على تدخل إلهي )غيبي( عوضا عن التدخل
)الحسي( الذي كان للقوام السابقة في مرحلة عالم المر و عالم الرادة ,و في المقابل انتفممت
خوارق المعجزات فل ينابيع تتفجر و ل خنادق أو بحار تشق.
9
بداية نجد )تأنسن( الدين و أعيد توحيد المة الوسط لتشمل مكة و ما حولها و القممدس
و ما حولها على امتداد ما بين الجزيرة العربية و الشام الكبير ,و من أجل تأسيس هذه القاعدة
تدخل ال غيبا لتممأليف قلمموب العممراب القاسمية ,و تممدخل غيبما بملئكتممه لنصممرة مهممة خماتم
الرسل و النبيين و فرضت شرعة السيف لتكوين المة الوسط و ليس خارجها و ما تممم خلف
ذلك همو )توســع عربــي( ل علقمة لمه بالجهماد المفمروض و ل بشمرعة السميف .و تقمرر أل
يجتمع في جزيرة العرب اليمممان مممع الشممرك ,و أل تجتمممع فممي المممة الوسممط مركزيتممان ,و
أطلقت آيات الحوار و المجادلة الحسنة ,دون ذلك لتحقيق عالمية السلم.
فالتدخل اللهي حدث خلل كافة هذه المراحل ,و بمضامين و أشكال مختلفة مممن عممالم
المر المنزه بقسميه ,و عالم الرادة المقدسة بقسميه و كذلك عالم المشيئة المباركة بقسميه.
فإذا كنا قد أتينا على خصائص التأسيس علي يد خمماتم الرسممل و النممبيين حممتى اسممتوت
المة الوسط على سوقها ,شممهادة علممى النمماس مممن حولهمما و شممهادة الرسممول عليهمما و إلحمماق
القدس بالبيت الحرام كمركزية للقبلمة و التموجه .فمإن القسمم الثماني ممن العالميمة يبمدأ بانهيمار
مقوممات العالميمة الولمى إذ يعمود السمرائيليون مجمددا إلمى الممة الوسمط ليحققموا مركزيمة
الرض المقدسة كبديل عن مركزية الرض الحرام ,ثم يكون )التدافع الراهن( بين العممرب و
السرائيليين و الممذي يسممتمر بمعممادلتي الستئصممال مممن الطممرف السممرائيلي للفلسممطينيين ,و
الستشهاد المقابل لجيل الشدة الذي نشأ بعممد عممام 1967و اثممر سمميطرة إسممرائيل علممى كامممل
الرض المقدسة.
و هممو )تــدافع( يسممتمر مهممما كممانت العولمممة و مشمماريع الشممرق الوسممط ,و أوسمملو و
مدريد ,فجيل ما بعد 1967يخرج عن عباءة الوصاية العربيممة و الفلسممطينية و الدوليممة الممتي
تكونت ضمن موجبات )سيكولوجية النسان المقهور( و الستسلم و أخلقيات النظمة بممما
فيها نظام السلطة الوطنية الفلسطينية نفسها ,فجيل الشدة الستشهادي يماثل في تحرره من قيم
الجيل القديم ,عربيا و فلسطينيا ,على حد سممواء ,جيممل الصممحراء و الممتيه السممرائيلي أربعيممن
سنة ناشئا خارج وصمماية الجيممل السممرائيلي القممديم الممذي نشممأ فممي أخلق السممرو الخنمموع و
العبودية الفرعونية.
هممذا التممدافع بيممن الستئصممال و الستشممهاد سمميظل قائممما فممي الرض الوسممط و بيممن
الطرفين إل أن يحسن السرائيليون لنفسهم ليستمروا في البقمماء علممى أسممس جديممدة ,عقليمما و
أخلقيا ,و بالتالي سياسيا و استراتيجيا ,و هي ذات قيم الدين المأنسن.
قد حلت سورة السراء كما حل القرآن المطلق بديل عن مهمة و ترشيد العبد الصممالح
لموسى ,فعلمنا من تحليل القرآن خصائص العممالميتين السمملميتين .عالميممة التأسمميس الولممى
للمة الوسط و انتشار السلم في صفوف الميين غير الكتابيين ,ثم انهيار تلممك العالميممة بعممد
أربعة عشر قرنا لتبدأ دورة إسلمية جديدة هي العالمية الثانية و لكن على مستوى الكتابيين و
غير الكتابيين في العالم كله ,انطلقا من آيات الهدى و دين الحق فممي سممور التوبممة و الفتممح و
الصف ,أي عالمية الحوار و المنهج بداية من أطراف المة الوسط و ليممس مممن داخلهمما ,و قممد
حددت ذلك في الطبعة الولى من العالمية السلمية الثانية قبل ربع قرن من زمننا هذا.
ل تنطلق العالمية السلمية الثانية من الدفع الجهادي القتالي للعالمية الولى أو مفهمموم
المة الوسط و لكمن ممن أطرافهمما شممرقا و غربمما و باتجماه العممالم كلممه و علممى أسممس منهجيممة
10
معرفية )تستوعب( مختلف النساق الحضمارية و تتفاعمل ممع مختلمف المناهمج المعرفيمة ثمم
)تتجاوز( ذلك باتجاه )الرؤية الكونية( الشاملة بديل عن اللهوت و الوضعية معا.
و ل يتم هذا الظهور الكلي للهدى و دين الحق عبر ثنائية العرب و السلم و لكن مممن
خلل الخطاب العالمي للنسان و عبر أزماته حتى تتحد نبوة العقل الفلسفي مممع نبمموة المموحي
المنزل من خلل القرآن ,و هكذا ينتهي التفكيك إلى التركيب و يتعانق جاك دريدا مع طه عبد
الرحمن.
فالتفكيك و هو قائم بجدارة ضممن النسمق الحضماري الغربمي لمم يبلمغ نهمايته بعمد لن
الزمة الحضارية في بداية نضمموجها و إن كنمما نراقمب همذه الجهممود الرائعممة الممتي تتمم و فممي
مختلف التجاهات على مستوى العالم كله.
أممما الممتركيب فلزال فممي بممداياته لن الكتمماب المطلممق فممي بدايممة معمماركه المنهجيممة و
المعرفية ليتخلص من لهوت ديني خرافممي ثقيممل الوطممأة .إذ أن معظممم )المنتــج بشــريا( مممن
السلميات المطروحة في مختلف الحقول من الصول و إلى المقاصد و الفقه و كيفية فهممم و
تنمماول ممما ينسممب للرسممول مممن أقمموال و أفعممال و مخممزون التفاسممير و التأويممل لممم تتممأثر فقممط
بملبسات حاكمممة ثقافيمما و اجتماعيمما لتاريخانيممة النتمماج بممل تحممولت بالممدين مممن معرفممة إلممى
إيديولوجيا تناقض في كثير منها المعرفة الدينية نفسها حتى أصمبح جهممد التصمحيح أكمبر ممن
جهد التنزيل نفسه ,فالتنزيل صياغة جديدة للواقع المي العربممي ,أممما التصممحيح فهممو )عمليــة
مزدوجة( تتضمن الهدم التفكيكي لما أنتجه الواقع ممن بعمد مرحلمة التنزيمل ,ثمم إعمادة البنماء.
فهذه العملية الجديدة أصعب من التنزيل بداية .خصوصمما و أن ممما ينبغممي تفكيكممه و هممدمه قممد
تلبس النص الديني و أصبح مقدسا في ذاته .تماممما كممما تقدسممت ألوهممة الســيد المســيح و كممما
حرفت تعاليم المستنير بوذا و زيفت كلمات زرادشت و تحولت التوراة إلى مسممخ مشمموه ملممئ
بالساطير البابلية و الفرعونية و التي ألقت بثقلها في التراثين المسيحي و السلمي.
معركممة العالميممة السمملمية الثانيممة معركممة تصممحيحية باتسمماع العممالم كلممه ,و باتسمماع
النساق الحضممارية كلهمما ,و باتسمماع المناهممج المعرفيممة كلهمما ,اسممتيعابا لهمما بالكتمماب القرآنممي
المطلق و تجاوزا إيجابيا لها و التساؤل:
هممذا هممو الفهممم الخمماطئ بعينممه ,فالخطمماب العصممبوي هممو الممذي أدى لنهيممار العالميممة
الولى ,و وضع الصطفائيون ,العرب و السرائيليون في تدافع بينهما بعد استكمال اليهوديممة
السرائيلية لربعة عشر قرنا من موسى و إلى المسيح ,و بعد استكمال السلم العربي أربعة
11
عشر قرنا من محمد و إلى عودة السرائليين ,و هي ذات العصبوية التي أنتجت حمل التوراة
و القرآن أسفارا على ظهور الحمير دون فهمها كما أشارت سورة الجمعة.
و يتممأثر بهممذا الفهممم العصممبوي التاريخمماني الخمماطئ حممتى بعممض مممن يتبنممون كتابمات
العالمية و يعيدون طباعتها مع اجتزاء فصولها ,ففممي الرض المقدسممة طبعممت حركممة الجهمماد
مال يقل عن عشرة آلف نسخة من فصمل التمدافع العربممي السمرائيلي و بعممض محاضممراتي
حول الظمماهرة السممرائيلية فممي القممرآن ,انطلقمما مممن انتصممار المسمملمين العممرب فممي )الوعــد
الثاني( أو )وعد الخرة( كما يرد في سورة السراء .و انطلقمما مممن تحليلممي لعلقممة العممرب
بالسلم في مرحلممة تأسمميس قاعممدة المممة الوسممط المممر الممذي اضممطرني بمسمماعدة المخممرج
السممتاذ )طــارق العريــان( لتسممجيل أكممثر مممن خمسممة عشممر حلقممة تلفزيونيممة وضممحت فيهمما
الخصممائص العالميممة و ليممس العصممبوية الذاتيممة للعالميممة الثانيممة ,إذ ل يمكممن أن تبممدأ الثانيممة
بالعوامل التي أدت إلى انهيار الولى .غير أن ما حدث من التباس مرده إلى الربط بين عممودة
السرائليين و التدافع العربي السرائيلي و انطلق العالمية الثانية علما بأني أشرت إلممى دور
الطراف شرقا و غربا من المة الوسط المنهارة و أكدت على إطلقية المنهج )الهدى و دين
الحق( و ليس عصبوية النتماء لمسمى السلم نفسه و لكن لمضمممونه كممما ثبممت ذلممك الم –
سبحانه -في سور التوبة و الفتح و الصف ,و مع التركيز على نفي اللهمموت و عممودة الممدين
إلى أصوله النسانية بعد مرحلتي المر و الرادة.
لن يتنزل السيد المسيح كرة أخرى ,و ليس هناك مهدي منتظر ,و ليست هنمماك ملحمممة
ماجدو ,و لن يغزو العرب العالم من جديد .و ليس هناك شرعة السيف و لكن منهجية معرفية
و كتاب مطلق كوني يكمل مطلق النسان و مطلق الطبيعة .و هناك تممدخل إلهممي غيممبي علممى
غير )نمط( تدخل الملئكة )غير المرئي( لتأسيس المة الوسط ,مسممومين و مردفيممن ,أعزهممم
ال.
هذا التدخل اللهي هو أحد جوانب المسؤولية اللهية تجاه الخلق ,فقد شاء ال أن يممأتي
هذا الخلق مطلقا و مستقل و ل متناهي التكوين ,بحيث قاربت صممفات اللوهممة الخلممق نفسممه,
فالنسان يكاد يكون إلها في مطلقه ,و كذلك الطبيعة نفسها ,فإذا اتحدا بثنائية جدليممة دون نبمموة
العقل دمرا ذاتهما و الكون بأسممره .هنمما يكممون الم الخممالق طرفمما فممي المسممؤولية .إذ يفممترض
لتفادي هذا التدمير الكوني أن يستلب ال النسان و الطبيعممة و يبقممي عليهممما فممي قبضممته دون
مستوى الكمال المطلق و لكن ال شاء الطلقية فهو يحب كمال الخلق ,و أن يحسن كل شيء
خلقه و أن يعطي كل خلق خلقه و أن يهدي.
لهذا تدخل ال بالكتب و النبوات ,ثم تدخل حسيا في التجربممة اليهوديممة رغممم معارضممة
السرائليين دخول الرض المقدسة ,ثم تممدخل غيبما لتأسمميس المممة الوسمط رغمم تمنمع قلمموب
الميين العرب .و أضاف إلمى ذلمك حمممايته للممة الوسمط بعمد ألممف عممام ممن تأسيسممها حيمن
طوقتها أوربا في القرن الهجري العاشر /السادس عشر الميلدي ,و لم ينفممر الميممون العممرب
12
للدفاع بعممد تآكممل العباسمميين و غيرهممم منممذ القممرن السممابع الهجممري /الثممالث عشممر الميلدي,
فاستبدلهم ال بقوم غيرهم و لم يكونوا أمثالهم ,ضربوا نطاقا أمنيا حول المة الوسممط و غممزو
أوربا الصمماعدة فممي عقممر دارهمما و أولئك هممم التممراك .و انهمماروا و انهممارت معهممم العالميممة
الولى و عاد السرائيليون من جديد.
و للعالمية الثانية تدخلها اللهي الغيبي ,ليس على مستوى أطراف المة الوسط فقممط و
لكن في قلب الحضارة الغربية و على مستوى العالم كله و قمد أبمرأ الم نفسممه تجماه العمرب و
السرائليين على حد سواء ,فكما منح السرائليين مدد الهجرة من أبنائهم ,و مدد الممموال مممن
خارجهم و جعلهم أكثر تركيزا و تقنية ,منح العرب في نفس عام الهجرة اليهودية عممام 1933
ثلث نفط العممالم و فهموهمما )صــدقة جيولوجيــة( ,و تحمول بالهيمنممة علممى الطرفيممن للحضممارة
الغربية لينتصر الروم بعد أن غلبوا ,و ليظلوا فموق الممذين كفممروا بالسمميد المسميح ,فهمم قاعمدة
لهذه العالمية الثانية ,و من جملتها التأسيسية .لهذا شممكل نصممف كتمماب العالميممة فممي طبعممتيه )
(1996-1979تركيزا على النشاط الفلسفي الغربي و لممم يفهممم اللهوتيممون السمملميون مممن
ذلك سوى أني متأثر بالفلسفة الغربية خصوصمما حيممن اسممتخدمت تعممبير )الجدليــة الثلثيــة –
جدلية الغيب و النسان و الطبيعة( و تحول الدين من إيديولوجيا عصبوية إلى معرفة كونية.
الشراكة اللهية:
قد أكد ال على مسؤوليته تجماه الخلمق المذي لمم يخلقمه عابثما أو لهيما ,و إنمما بمنهمج
)الحق( و ذلك في عدة سور ضمن الكتاب المطلق ,فلله مهمة يقوم بها لدفع الباطممل و إظهممار
الحق ,و هي مهمة فيها شراكة مع النسان ,سواء أولئك الذين يلتزمون نبوة الوحي و الكتمماب
المطلق أو دعاة القسط من الناس بين الناس .و لهذا يكون التممدخل اللهممي قائممما فممي الواقممع و
حتميا )حتى يظهــر الهـدى و ديــن الحـق علـى الـدين كلــه ,و لــو كــره الكــافرون ,و لـو كــره
المشركون الذين يريدون إطفاء نور ال بأفواههم(.
و الشراكة مع ال أفضل بكممثير مممن الشممراكة مممع العولممة بمنطقهمما الليمبرالي الفمردي
الباحي ,و أسلوبها البرجماتي النفعممي الداتممي ,و قيمهمما غيممر الطبيعيممة و غيممر الخلقيممة ,و
منهجها المفارق لروح الفلسفة أيضا.
بعد التحاق خاتم الرسل و النبيين بالمل العلى فيما أسميته عروجه الخير بقي القرآن
الكريم ليممؤدي دور العبممد الصممالح الممذي ربممط لموسممى بيممن الغيممب و أثممره فممي الواقممع )عــالم
المشيئة( و ذلك بإرشاده لما كان يجري في عالم )الرادة( اللهية و )المر( اللهي.
13
أما في مرحلة خاتم الرسل و النبيين فقد استمد ما يطلق عليه خطممأ بالسممنة النبويممة مممن
صّدقًا ّلَما َبْيـ َ
ن ق ُم َ
ح ّ
ن اْلِكَتابِ ُهَو اْل َ
ك ِم َ
حْيَنا ِإَلْي َ
وحي القرآن نفسه طبقا لقوله تعالى }َواّلِذي َأْو َ
صيٌر { فاطر 31و لهذا سياق آخر. خِبيٌر َب ِ
ل ِبِعَباِدِه َل َ
ن ا َّ
َيَديِْه ِإ ّ
فالقرآن العظيم هو معادل كوني بالوحي للوجود الكوني و حركته " و لقد آتيناك سبعا
من المثاني و القرآن العظيم" ,و هو منماط "الجمــع بيــن القراءتيــن" لكتشماف همذه الكونيمة
المطلقة بالوحي المطلق ,و ربممط التفاعممل بيممن جمدليات الكونيممة الثلثمة )الغيــب و النســان و
الطبيعة( ,و معرفة مراتب الفعل اللهي بين عوالم )المر( و )الرادة( و )المشيئة(.
قد أعطى هذا الكتاب الكوني الممتمد بحيمديته و كرممه و مكنمونه و حيمه لكمل زممان و
مكان سابقين ,انسيابا مستقبليا مع متغيرات الزمان و المكان و صيرورتهما السرمدية.
و في هذا الطار حممدد مفهمموم )المــة الوســط( ممما بيممن القممدس و ممما حولهمما ,و الممبيت
الحرام و ما حوله ,و حدد )الصطفاء السللي( للرسالت و النبوات بعد اصطفاء آدم بشرعة
الزواج في هذه المنطقة بالذات ,ثم جعل النبوات في نسله بداية من نوح و إبراهيم و إلى خاتم
الرسل و النبيين.
و جعل الصطفاء في الإسرائيليين ثم في الميين العرب في إطار هذه )المة الوســط(
التي شكلت )مركزية الدين( و المموحي عممبر التاريممخ ,و جعممل ممما بيممن المممتين السممرائيلية و
العربية )تعاقبــا( تاريخيمما و مكانيمما ,و جعممل ممما بينهممما )تــدافعا( بعممد انقضمماء دور الوسممط و
انهيارها و عودة الإسرائيليين كرة أخرى إلى الرض المقدسة بعد الشتات.
ظاهر المر في عالم )المشيئة( الموضوعي استراتيجي و جيوبوليتيكي كما حاضممرنا
صديقي العزيز د .سيف الدين عبد الفتاح في مؤسسة خالد الحسن فممي الربــاط .أممما المسممألة
في عالم الرادة اللهية و عالم المر اللهممي فهممي غيممر ذلممك ,فاسممتراتيجية ممما هممو فممي عممالم
المشيئة إنما هو مظهر ما في عممالم الرادة و المممر ,و هممذا قممول ل يفهممم إل مممن خلل البعممد
الغيبي المبسوط في القرآن و لكن أكثر الناس ل يعلمون إل ظاهرا من الحياة الممدنيا فممي عممالم
المشيئة هذا.
كنت أعلم من القرآن بانهيار المة الوسط و انتهاء دورها و مركزيتهمما الدينيممة و ذلممك
أثناء شغلي بتأليف العالمية السلمية الثانية طمموال الفممترة مممن 1975و إلممى ,1977و قبممل
توقيع كامب ديفيد عام 1978و قبل الحرب العراقية المفروضة على إيران عام 1979و هو
العام الذي صدر فيه الكتاب و كنت قد فرغت من تأليفه في أبو ظممبي بتاريممخ 24ربيممع الول
1399هم بعد أن بدأت به في بيروت ,فالصدور تم قبل ربع قرن هجري.
وقتها و في الطبعة الولى كتبت الفقرات التالية التي أبقيت عليها في الطبعممة الموسممعة
الثانية عام :1996
14
6590
32040
15
16
17
هذا الستنتاج المفصممل جغرافيمما و ديمغرافيمما و تاريخيمما )ل نــص ظاهريــا( عليممه فممي
القممرآن ,فليممس هنمماك إشممارة ل للكممويت و ل للمغممرب ,و ألقممي بممه ,فمممن شمماء اتخممذه مجممرد
)فرضية( و عليه أن يتابع تحققها من عدمه ,و من شاء اتخممذه )شــطحة صــوفية( .و أنمما أميمز
تماما ما بين الربانية العرفانية عممبر القممرآن و توهمممات الشممطح ,فالممدليل هممو ممما سمميكون فممي
الواقع ,و ل أقول لكم إل مثل ما قاله يعقوب لبنائه و هممو يعلممم مممن )رؤيــة( يوسممف أنهممم لممم
ن}َ {86يــا لـ َمــا َل َتْعَلُمــو َ
نا ّ عَلُم ِمـ َ
ل َوَأ ْ
حْزِني ِإَلى ا ّ شُكو َبّثي َو ُ
يتمكنوا من قتلهَ) :قاَل ِإّنَما َأ ْ
لـ
حا ّ س ِمــن ّرْو ِل ِإّنُه َل َيْيـَأ ُ
حا ّ سوْا ِمن ّرْو ِخيِه َوَل َتْيَأ ُف َوَأ ِ
س َ
سوْا ِمن ُيو ُ سُ حّي اْذَهُبوْا َفَت ََبِن ّ
ن}) ({87يوسف (87-86 ِإّل اْلَقْوُم اْلَكاِفُرو َ
ف آَوى ِإَلْيـِه َأَبـَوْيِه َوَقــاَل
سـ َ
عَلــى ُيو ُ
خُلــوْا َ
و تحقق )علم الرؤية( غير النصيَ) :فَلّما َد َ
ن}) ({99يوسف (99 ل آِمِني َ
شاء ا ّ
صَر ِإن َ
خُلوْا ِم ْ
اْد ُ
18
قائمة بيان اليات القرآنية و الحالت
19
ل رَ ّ
ب ف ا َّ
خا ُ
ك ِإّني َأ َ
ن اْكُفْر َفَلّما َكَفَر َقاَل ِإّني بَِريٌء ّمن َ
سا ِ
لن َ
ن ِإْذ َقاَل ِل ِْ
طا ِ
شْي َ
)َكَمَثِل ال ّ
ن}) ({16الحشر (16 اْلَعاَلِمي َ
عَلى
ن َ طا ٌ
سْل َ
جيِم}ِ {98إّنُه َلْيسَ َلُه ُ ن الّر ِ
طا ِشْي َ
ن ال ّ
ل ِم َسَتِعْذ ِبا ّ
ن َفا ْ
ت اْلُقْرآ َ)َ) :(12فِإَذا َقَرْأ َ
ن ُهم ِبِهن َيَتَوّلْوَنُه َواّلِذي َ
عَلى اّلِذي َطاُنُه َ
سْل َ
ن}ِ {99إّنَما ُ عَلى َرّبِهْم َيَتَوّكُلو َن آَمُنوْا َو َ اّلِذي َ
ن}) ({100النحل – (100-99-98 ُمشِْرُكو َ
ن}{105
ضو َ
عْنَها ُمْعِر ُ
عَلْيَها َوُهْم َ
ن َ
ض َيُمّرو َ
ت َواَلْر ِ
سَماَوا ِ
)َ) :(13وَكَأّين ّمن آَيٍة ِفي ال ّ
ن}) ({106يوسف .(106-105- شِرُكو َ
ل ِإّل َوُهم ّم ْ
ن َأْكَثُرُهْم ِبا ّ
َوَما ُيْؤِم ُ
20