Anda di halaman 1dari 20

‫‪.

‬بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪MOHAMMED ABU ELGASIM HAJHAMAD‬‬ ‫محمد أبوالقاسم حاج حمد – لبنان – الشويفات‬
‫‪LEBANON-CHEWEIFAT‬‬ ‫جّوال ‪009613 / 727833‬‬
‫‪P.O.BOX : 30062‬‬
‫‪MOBILE : 009613-727833‬‬ ‫منزل‪009615 / 433519 :‬‬
‫‪Résid. Tel : 009615-433519‬‬ ‫ص ‪ .‬ب‪30062 :‬‬
‫‪U.A.E : MOBILE : 0097150/7212219‬‬
‫)‪SUDAN : (00249912246465‬‬ ‫المارات العربية المتحدة – جّوال ‪0097150 / 7212219‬‬
‫)‪(00249912287860‬‬ ‫السودان )‪(0024912 246165‬‬
‫‪MORROCCO : 0021260586983‬‬
‫المغرب – جوال ‪(0021260586983) :‬‬
‫‪Haj_hamad@hotmail.com‬‬
‫‪:haj_hamad@hotmail.com Email‬‬

‫وجدة ‪ 20 :‬أكتوبر )تشرين الول( ‪ 2004‬م‪.‬‬


‫‪ 6‬رمضان المبارك ‪ 1425‬هـ‪.‬‬
‫جامعة محمد الول – مجلة المنعطف‬
‫الثر الغيبي في حركة الواقع‪.‬‬

‫السبت ‪ 9/10/2004‬توفي الفيلسوف )جاك دريدا( دون أن يكتشف )معنــى( الممموت و‬


‫بعممد أن قضممى حيمماته كلهمما فممي التفكيــك و حممتى دون أن يصممل إلممى )العدميــة( ليكممون مممن‬
‫)المبطلين(‪ .‬فالمبطلون هم )الدهريون( )‪ (1‬و لكن دريدا فكك الدهريممة نفسممها دون أن يصممل‬
‫إلى )التركيب( فالتركيب ل يتممم خممارج )رؤيــة كونيــة( )‪ (2‬تحلممق فمموق فضمماءات الرض و‬
‫موضعيتها‪.‬‬
‫و يبقى حيا في المغممرب فيلسمموف الممتركيب‪ ,‬بعممد أن أعيمماه العقممل التفكيكممي )المجــرد(‬
‫فصرعه باتجاه )العقل المسدد( )‪ (3‬الذي يسممتجمع فممي النسممان بيممن قراءتيممن‪ ,‬قممراءة علميممة‬
‫استقرائية بالقلم تهيمن عليها قراءة عقلية استدللية تعطي الوجود بما فيه النسان )معنى(‪ .‬ثممم‬
‫يحمل )العقل المؤيد( هذا المعنى ليكتشف الوجود في معنممى الوجممود‪ .‬و ذلممك هممو )طــه عبــد‬
‫الرحمن( في معراج )التركيب( ‪.‬‬
‫كلهما متصل بالخر‪ ,‬و لكن من على بعد‪ ,‬دريدا و هو يمضممى إلممى اللمتنمماهي فممي‬
‫الصغر تفكيكا‪ ,‬و طه الذي يمضي إلمى اللمتنماهي فمي الكمبر تركيبما‪ ,‬ثمم يفترقمان فمي معنمى‬
‫)الموت(‪ ,‬إذ يمضي طه إلى الموت بخطى )سرمدية مطمئنة( فيها البقاء‪ ,‬فيما يمضممي دريــدا‬
‫إلى الموت بخطى )لأدرية( قلقة فيها معنى الفناء‪.‬‬
‫قد تمألمت لرحيمل دريــدا –المذي يمدرك الن قطعما أنمه فمي مرحلمة العبمور إلمى المدار‬
‫الخرة‪ -‬موهبته الفلسفية التفكيكية هامة جممدا )لختبــار( اليمممان فممي عصممر العلممم و العالميممة‬

‫‪1‬‬
‫حيث نشهد بدايات التحاد الثنائي بيممن )مطلــق( النسممان و مطلممق )الكــون(‪ ,‬فكلهممما يعيممش‬
‫اللمتناهيات في التكوين )‪ (4‬و عظمة الخالق )الزلي( في خلق مطلقية النسان و الكون فيها‬
‫)مكر خير( كبير )‪.(5‬‬
‫فالزلي إذ يرفض )النقص( في الخلق و التكوين حيث )يحسن( كممل شمميء خلقممه )‪(6‬‬
‫جعل )الفتنة( في كمال النسان و كمال الكون‪ ,‬فإن تحقق في علم النسان بالقلم‪ ,‬كما يرد فممي‬
‫سورة العلق‪ ,‬اكتشافه لمطلق ذاته و مطلق الكون‪ ,‬ثم اتحدا تم )استغناء( النسممان عممن المم‪ ,‬و‬
‫تحولت المختبرات العلمية إلى بديل عن المساجد و البيع و الصلوات )‪.(7‬‬
‫هذه المطلقية التي حبا بها )الله الزلي( )‪ (8‬النسان و الكون فتنة و مكر إلهي جعلت‬
‫البعض يصلون إلى حد القول بموت الله‪ ,‬و لم يشيعوه و لم يترحموا عليه‪ ,‬على القممل وفمماءا‬
‫لذكرى أبائهم الذين عبدوه‪ .‬و ليس لهم أن يقولوا ذلك إل لن في تراثهم من صمملب البممن قبممل‬
‫ذلك! فموت ال –سبحانه‪ -‬له خلفيات في أدهانهم‪.‬‬
‫و التفكيكيون ل ينتهون إلى دريدا فقط‪ ,‬فالحفر المعرفممي بكافممة مضممامينه و أشممكاله‪ ,‬و‬
‫المنطقية المعاصرة حتى في نقدها لدغمائية الوضممعية الكلسمميكية و تحريرهمما لفلسممفة العلمموم‬
‫الطبيعيممة منهمما‪ ,‬و دخممول الجميممع مجممالت التاريخانيممة و اللسممنية إلممى تحليممل النصمموص و‬
‫المقدس منها بالذات‪ .‬كل ذلك يشكل أزمة اختبار للفكر الممديني و لمفهمموم اللممه‪ ,‬فتغييممب اللممه‬
‫يمضي تدريجيا‪ ,‬و أحسن المثقفين أحيانا من يرجئ اللقاء به في الخرة مع وصممفه فممي مكممان‬
‫جانبي في الدنيا و هو )القلب( أما )العقــل المبــدع( فللحيمماة‪ ,‬حيممث يتجلممى هممذا العقممل إممما فممي‬
‫مراكز الدراسات الستراتيجية أو في المختبرات العلمية خصوصا و نحممن فممي غمممار الثممورة‬
‫الفيزيائية الفضائية التي تحقق نجاحاتهمما التطبيقيممة و فوائدهمما العلميممة إن لممم نقممل بالستنسمماخ‬
‫البايلوجي دون أن تقول )إنشاء ال(‬
‫و قد طلب مني أحد الصدقاء المحاضرين في ندوة )مؤسسة خالد الحسن( حيممن كنمما‬
‫نناقش في الرباط فكر الحسيني حول )مفهوم العودة( إلى فلســطين )‪ (9/10/2004‬أل أنظممر‬
‫إلى السماء كثيرا )‪ ,(9‬و أكتفي بطرح أفكار )جمــال حمــدان( و )عبــد الوهــاب المســيري( و‬
‫)طارق البشري( و )حامد ربيع(‪ ,‬و أعلم أن هؤلء مؤمنون و يصلون بما في ذلك المحاضممر‬
‫صديقي )سيف الدين عبد الفتاح(‪ ,‬حيث تساءلت )بــبراءة محضــة( إن كممان تمممة علقممة بيممن‬
‫السماء و بما أوجبتممه هممذه السممماء مممن )تقــديس( للرض‪ ,‬سممواء بهيكممل سممليمان أو المسممجد‬
‫القصى لنبحث سويا في نوع من المكر اللهي‪ ,‬و لكني أسكت فسممكت‪ .‬و نظممر إلممي الممدكتور‬
‫طه عبد الرحمن نظرة ل أعلم إن كانت تحمل )الرثاء( أو )العزاء( !‬
‫و للمؤمنين أيضا مشكلة )يخفونها( مع الم بحكممم الداب اليمانيممة أو الخشممية مممن أن‬
‫ينعكس عليهم ما يمكن أن يبدوه على مصيرهم في الخرة‪ .‬فهؤلء المؤمنون ل يمرون أن الم‬
‫يمارس تدخل و حضورا بما فيه الكفاية لحل التحديات التي تواجههم في العالم و في فلسممطين‬
‫خاصة‪ ,‬فهناك )عتب إيماني مكبوت(‪ ,‬و لكنه ينتهي إلممى الشممعور بالعدميممة مممما يممدفع للبحممث‬
‫أيضا عن وسائل عملية لحل الشكاليات و التحديات بما تتجاوز في كثير من الحيان توجيهمما‬
‫ت ال و وصاياه ثم )تأويلها( بكيفية ما تجعلها لئقة مع نصوصهم الدينية بكيفية فهمهم لها‪ ,‬و‬
‫مع مصالحهم المناقضة لهذه النصوص‪ ,‬و هناك مختصون بمفهوم )الوسطية( يماثلون مهمممة‬
‫)المحلل( للنكاح مجددا بعد الطلقة الثالثة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مع ذلك فإني أنظر للمناهج التفكيكية بعين التقدير و بالذات حين تطرح إشممكالياتها فممي‬
‫إطار )العقل المجرد( الذي فصله صديقي الدكتور طه عبد الرحمن‪ ,‬و كم نصحت طلبتي فممي‬
‫المنهجية التركيبية عبر مطلق القرآن )‪ (10‬أن يسممتوعبوا جيممدا خلصممات )حلقــة فيينــا( فممي‬
‫فلسممفة العلمموم الطبيعيممة و مقممالت مجموعممة مدرسممة )فرانكفــورت( و كتابممات )فوكــو( و‬
‫طروحات )محمد أركون( و أن يستعينوا بأبحاث )عبد السلم بنعبدلعالي( و )سالم يفــوت( و‬
‫)محمد وقيدي( و )كمال عبد اللطيف( و غيرهم‪ .‬فالمعرفة الحقيقية بال ل تختبر إل عبر هذه‬
‫المناهج التفكيكية و الشكاليات التي تثيرها‪.‬‬
‫كما طلبت منهم فهم )إبليس( نفسه بطريقة أفضل في إطار المكر اللهي الممذي أحسممن‬
‫كل شيء خلقه‪ ,‬فلبليممس أيضمما )هههههه ه( و مممداركه )الكونيــة( و لهممذا ظممل علممى‬
‫)التزامه اليماني( بأفضل من كثير من المؤمنين )‪ ,(11‬فهو يتحدى البشممر بعممزة الم و ليممس‬
‫بالكفر و هو سريع الخذلن للبشر من أنصاره في اللحظة الحاسمة‪ ,‬و هذا ما يندرج في إطممار‬
‫)التركيب( من بعد التفكيك‪ .‬فإبليس نفسه يشعر بالراحممة كممثيرا حيممن يكممون الفهممم البشممري لممه‬
‫فهما أسطوريا و خرافيا )‪ (12‬أو أن يتممم اختصممار نشمماطه علممى السممحر و الوسوسممة فقممط‪ ,‬و‬
‫نسب كل الشرور له في حين أن النسان يمكممن أن يتفمموق عليممه فممي هممذا المجممال إذ ل يــؤمن‬
‫أكثرهم إل و هم مشركون )‪ ,(13‬و يسممتغنون عممن الم بممالقلم و يعلنممون ممموته‪ .‬بممل إن بعممض‬
‫البشر رأى ضرورة مشاركة إبليس بفهم خرافي له فيما رفضه بعضهم‪ ,‬فتم تسهيل مهمته فممي‬
‫الحالتين‪.‬‬

‫الكونية و الحضور اللهي في الواقع‪:‬‬

‫في ندوة أقيمت في الدار البيضاء بتاريخ ‪ 7/9/2004‬في كليممة الطممب بجامعممة الحسممن‬
‫الثاني بعنوان )الديمقراطية و الحداثة( حضرها ممثلون عن تيار الحداثة و من تسحب عليهم‬
‫المفاهيم الصولية و ما بين ذلك مممن تيممارات المغممرب الثقافيممة و السياسممية كممانوا يتحمماورون‬
‫جميعا حول )الصلح(‪ .‬التي دافعت عن حقوق الممرأة المغربيمة جسمدت فمي مخيلمتي )هــدي‬
‫شعراوي(‪ ,‬و الذي وقف بين الحداثة و الصالة ذكرنممي بلئحممة علممماء مصممر عممام ‪ 1884‬و‬
‫التي ركز عليها )طاهر عبد الحكيم(‪ ,‬و الذي دافع عن الحداثة ذكرني بســلمة موســى‪ ,‬كنممت‬
‫أستعيد محاورات مصر و لبنان و سورية في مرحلة ما يسممونه فكمر النهضممة ‪1889/1940‬‬
‫و أسترجع في دهني )نماذج( عبد ال العروي في اليديولوجيا العربية المعاصرة‪.‬‬
‫سألني أحد الصدقاء عن تعقيبي على المنتدى فقلت أن الصولي كممان يهمماجم الحداثممة‬
‫بأكثر مما يطرح السلم نفسه‪ ,‬و أن الحداثي لم يميز بين اللهوت الرعوي البممدوي و النممص‬
‫القرآني‪ ,‬و أن المدافعة عن حقوق المرأة لم تميز بين العرف البدوي العربي و النص القرآني‪,‬‬
‫و أن الذين سلكوا )الوسطية( مزقوا النساق الضابطة بذات الكيفية التي جمع بها خيــر الــدين‬
‫التونسي بين الديمقراطية الغربية و الشورى السمملمية فمزقهممما معمما فيممما أشممار إليممه سممابقا‬
‫دكتور كمال عبد اللطيف‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إنها )فوضى( المفاهيم و المنطلقات و القراءات اليديولوجية التعسفية‪ .‬لم يسأل أحدهم‬
‫نفسه عن ضرورة استحضار )النص اللهي( بكيفية تأخذ بالتوافق القياسي بين عظمممة الخلممق‬
‫اللهي و تجلياته )العبقرية المطلقة( في الوجود و في النسان نفسممه‪ ,‬و بيممن النصمموص الممتي‬
‫تفهم إلى ما دون عظمة الخلق اللهي‪ .‬فكأن هناك )ثنائية( في فهم الله‪ ,‬فالله في الخلق عليم‬
‫و عظيم‪ ,‬و في النص متخلف و بدائي )سبحان ال عما يصفون(‪.‬‬
‫طمموال اسممتماعي للمناقشممات و أنمما أحلممق فممي هممذه الثنائيممة النفصممامية ! عظمممة‬
‫الميكروفون و توزيع الضاءة و الصوت و مقاعد الحضور و الفرش و الترتيب و الجمموالت‬
‫الهاتفية‪ ,‬و الجمال المغربي‪ ,‬ثم يستبعد هذا اللممه مممن الحداثممة الماثلممة و يتبنمماه الصمموليون أو‬
‫الوسطيون‪ .‬كم تمنيت أن يكمون همذا اللممه حاضمرا فمي ذلممك المنتممدى! و سماءلت نفسممي عمن‬
‫إمكانية أن يكون حتى حاضرا دون أن نراه فالله )محجب(!‪.‬‬
‫و لكني كنت أعلم أنه موجود‪ ,‬كما هو موجود هنا في هذه المحاضممرة فممي )وجــدة(‪ ,‬و‬
‫إبليس أيضا موجود‪.‬‬
‫هذا )الستحضار اللهي في الواقع( حركة و وجودا هو مبتغى محاضرتنا هذه‪.‬‬
‫سممأطلق للتفكيكييممن مممداهم‪ ,‬و سممأعمد للممتركيب مباشممرة بممما يتجممه لستحضممار الفعممل‬
‫اللهي في حركة الواقع و الوجود‪.‬‬
‫و لكن‪:‬‬
‫دون أن ينتقص هذا الحضور اللهي مممن مطلممق النسممان و إرادتممه المسممتقلة و كممماله‬
‫التخليقي‪ ,‬و دون أن ينتقص من مطلممق الطبيعممة الكونيممة و كمالهما التخليقممي و إرادة قوانينهمما‪,‬‬
‫فأي انتقاص في الوجودين النساني و الطبيعي يعود بالنقص إلى اللمه الخمالق نفسمه المذي ل‬
‫يحسن الخلق إلى مستوى الكمال‪ .‬بل كيف يكون النسان مسؤول عن أعماله أمممام اللممه و قممد‬
‫خلقه ناقصا؟ و النقص يفترض الوصاية ل المسؤولية؟!‬
‫إن للعقل النساني من خلل كمال النسان و كمال الطبيعممة )نبــوته( أي نبمموءة العقممل‬
‫التي بمقدورها اكتشاف )التكامل( بين النسان و الطبيعة‪ ,‬و ذلك عبر منطممق يمكممن أن تكممون‬
‫قيمته )علمية استقرائية( للبحث في الظاهرة الطبيعية و علقتها بالوجود النساني‪ ,‬أقممل ذلممك‬
‫الزرع و الضرع و العسل و اللبن و حركة الفلك‪.‬‬
‫وقتها يمكن اكتشمماف أخلقيممة للوجممود بممما فممي ذلممك سممنة الممتزاوج‪ ,‬و يمكممن اكتشمماف‬
‫غائيات عقلية و أخلقية من خلل بناء الطبيعة و تكاملها مع النسان‪ ,‬أي اكتشاف منهج حممق‬
‫خلق به الخلق‪) .‬فالكامل( فمي ذاتمه –طبيعمة و إنسمانا‪ -‬و )المتكامــل( تنائيما ممع بعضمه بمذات‬
‫الوقت‪ -‬يؤدي لكتشاف قوانين عقلية و أخلقية كاملة أيضا و في الوجود نفسه‪ ,‬خلفمما لولئك‬
‫الذين بحثوا بنقصهم العقلي و الخلقي في كمال الكون فاستنبطوا منه أخلقا و عقل عدميا و‬
‫بهيميا غريزيا‪.‬‬
‫هنا يمكن أن تتبلور نبموة العقممل و الخلق الوجوديممة المثاليممة المتسممامية‪ ,‬عبممورا مممن‬
‫الحدس و العقل الستدللي )المسدد( –طه عبد الرحمن‪ -‬إلى العقل )المؤيد(‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫إله العقل المؤيد‪:‬‬

‫هنا يصبح للعقل المؤيد إلهه العقلني و الجمالي الخاص‪ ,‬إلهه المبدع الكامل من خلل‬
‫بديع الخلق الثنائي المطلق المتكامل‪ ,‬إله يفهم في إطار مفاهيم العقل المؤيممد و ليممس خارجهمما‪,‬‬
‫فينزاح اللهوت و السطورة و الخرافة‪ ,‬و يستعين العقل المؤيد بالتفكيك ليوظفه نقدا للهوت‬
‫الخرافي في إطار التركيب و هكممذا يصممادر طــه عبــد الرحمــن دريــدا و يمنممع نهممايته و يعيممد‬
‫توظيفه‪ ,‬بل و يصادر محمد أركون نفسه‪.‬‬

‫بداية التدخل اللهي المعرفي‪:‬‬

‫حين نصل بشروط العقل المؤيد إلى فهم الله نكون قد قاربنا التجربة البراهيمية التي‬
‫أسقطت مفاهيمها هي على الكينونة اللهية‪ ,‬فال )كامل بازع( ل ينقص )ل يأفــل – الفــول =‬
‫النقص( و هو كذلك )بعيد( ليس حال في الطبيعة الكونية الممدنيا‪ ,‬دائمما فممي السمماء‪ ,‬شمسمما أو‬
‫قمممرا أو كوكبمما أو نجوممما‪ ,‬و هممو دائممما )أكــبر( و هممو كممذلك )فــاطر( تكمممن قمموته فممي خلممق‬
‫)المفطورات(‪ ,‬و هو )مسخر( لهذه المفطورات الكونية الطبيعية من أجل النسان‪.‬‬
‫هذه المواصفات البراهيمية المعادلة للعقل المؤيد فيما يختص بماهيممة اللممه الكامممل و‬
‫الصادرة عن مطلقي النسممان و الطبيعممة تضممع اللممه أمممام مهمممة ثالثممة هممي حتميممة مممن ذاتممه‬
‫المنزهة و مقضية منه )كان على ربك حتما مقضيا(‪ .‬و المهمة اللهية هنا هممي تنممزل المموحي‬
‫المطلق على النسان المطلق ليرتفع بالعقل المؤيد )و قــد آتينــاه رشــده مــن قبــل( إلمى مرتبمة‬
‫العقل المطلق‪.‬‬
‫الوحي المطلق يأتي مشروطا بمواصفات الكمال و عظمة الخلق و تجلياته اللمتناهية‪,‬‬
‫فل يكون خرافيا و ل أسطوريا‪ ,‬و ل تأسره الشروط التاريخانيممة لنتمماج المفسممرين و ثقممافتهم‬
‫الجتماعية و العرفية‪ ,‬فغاية الوحي اللهي المطلق إلى أولئك أن يخرجهممم مممن الظلمممات إلممى‬
‫النور‪ ,‬من الحيائية الوثنية و الثنائية المتقابلة إلى التوحيد‪ ,‬أن يجعلهم مؤمنين و لكن ل يممؤمن‬
‫أكثرهم إل و هم مشركون‪ ,‬إذ يرون غير ال فممي حركممة الواقممع‪ .‬أممما المموحي اللهممي المطلممق‬
‫المركب على نبوة العقل فإنه يضفي كمالت الله على هذا العقل فتتحقممق المعرفممة بممه و هممي‬
‫غاية الخلق‪ ,‬و المعرفة هي فهم النسان ل و التفاعل معمه فتتحقمق عبوديمة النسمان لم علمى‬
‫غير عبودية النسان للنسان‪ ,‬فل يعود المتحقق بالمعرفة العابدة يضممرب لم المثممال فيماثممل‬
‫العبودية ل بالبكمة الخرساء و الكلية التكالية كما هو شأن العبممد المملمموك المسممتلب‪ .‬فتجمماوز‬
‫الستلب هو مبتدأ العبودية ل في حين أن تكريس الستلب هو مبتدأ العبودية للبشر‪.‬‬
‫كافة الفلسفة العقلنيين تقريبا بدأت إشكالياتهم مع الستلب‪ ,‬حممتى مــاركس نفسممه‪ ,‬و‬
‫لم تكن عدميتهم أو حتى ماديتهم أو وضعيتهم المنطقية الفلسممفية فممي أشممكالها البنائيممة الولممى‬

‫‪5‬‬
‫غير الجدلية المثالية أو الرياضية سوى مهممرب مممن اللهمموت الخرافممي الممذي أنقممص الكمممال‬
‫اللهي و الكمال النساني‪ ,‬و كيف ل يهربون إلى ما هربوا إليه و يعلن بعضهم موت اللممه و‬
‫الله المطروح أدنى من كمال النسان نفسه‪ ,‬و مستلب لديه؟!‬
‫فالوحي اللهي المطلق يحرر النسان و الطبيعة من السممتلبات اللهوتيممة الخرافيممة‪,‬‬
‫لهذا يأتي )معادل( لمطلق النسان و مطلق الطبيعة‪ ,‬و من هنا قلنا بأن الوحي اللهي المطلممق‬
‫يعادل الوجود الكوني و حركته‪ .‬و قيمنمما الزمممن باعتبمماره )ســرمديا( و اللممه )أزلــي( تتصممل‬
‫أزليته بالسرمدية و ليس الفناء‪ ,‬و لهذا كان البدء بالموت كأرقى مضمون للحياة‪ ,‬و بممالموت و‬
‫في الموت كان البدء‪ .‬و كم هو جميل أن يتحقق موتنا و نحن ننظر‪ ,‬ثم نحيا ثم نموت‪ ,‬ثم نحيمما‬
‫ثم نموت‪.‬‬
‫المعرفة بال عبر الوحي المطلق هو بداية التدخل اللهممي فممي الواقممع عممبر النبيمماء‪ ,‬و‬
‫عبر هذا الوحي المطلق نفهم كافة أشكال و مضامين التدخل اللهي في الكون و من هنا قولنمما‬
‫بجدلية أو )جدل الغيب و النسان و الطبيعة( فلو تحقق لنما المموت فمي حياتنما لرأينما مظماهر‬
‫لهذا الجدل الثلثي رأى العين و لما شقي الفلسفة بالصراع مع الستلب النسمماني و لدرك‬
‫دريدا الموت قبل أن يرحل‪.‬‬
‫و لكنا نمارس بعضا من )الموت( في حياتنا‪ ,‬و أدنى درجات الموت هو مفارقة العقممل‬
‫الحسي )المجرد( باتجاه )المسدد( و ذلك عبر منهج )الجمع بين القراءتين( الوارد تأليفمما فممي‬
‫مقدمة سورة العلق‪ .‬هنا نقرأ )كلية الخلق( برؤية الخالق )اقرأ باسم ربك الذي خلق( فنكتشف‬
‫تدخل الخالق في الخلق‪ ,‬و تلك هي )القراءة الولى(‪ ,‬و نقرأ )الخالق( بوجموده و حركتمه فمي‬
‫الخلق )اقرأ و ربــك الكــرم الــذي علــم بــالقلم( قممراءة فممي الظممواهر و وجودهمما و حركتهمما و‬
‫غاياتها‪ ,‬و القلم موضوعي صارم في استدللته العقلية و مناهجه العلمية الستقرائية‪ ,‬فينفعممل‬
‫الخلق بالخالق و يتفاعل الخالق بالخلق )ادعوني استجب لكم(‪ .‬فيؤسس لمنهج الحق في الخلق‬
‫صراطا مستقيما‪.‬‬
‫ذلك هو )التأليف( بين القراءتين و هو مبتدأ نبوة العقل في عممالم هممو عممالم )المشــيئة(‬
‫اللهية حيث يتشيأ كل شيء بظواهره و قوانينه‪ ,‬فل نممرى التممدخل اللهممي بممالعين المجممردة و‬
‫لكن ننظره بالعقل المسدد‪ ,‬و الرؤية غير النظر‪ ,‬فالرؤية حسية و النظر تدبر عقلني‪.‬‬
‫في عالم المشيئة و بالتأليف بين القراءتين ل نتوقف لممدى سممؤال الكيممف فممي الحممدوث‪,‬‬
‫فحتى العقل المجرد يكتشف الكيف‪ ,‬فهناك مراكممز الدراسممات السممتراتيجية‪ ,‬و معاهممد العلمموم‬
‫الجتماعية و النسانية‪ ,‬و المختبرات العلميممة‪ ,‬كلهمما تجيممب عممن سممؤال أو أسممئلة الكيممف تبعمما‬
‫لقدراتها‪ .‬و لكن يبقى سؤال اللماذا؟ لماذا خلق ال ذلك؟ لماذا فعلــه؟ لمــاذا تــدخل؟ لمــاذا لــم‬
‫يتدخل؟ لماذا السرائيليون في الرض المقدسة بعد أربعة عشر قرنا مــن البعثــة المحمديــة؟‬
‫لماذا هناك )استئصال( إســرائيلي و )استشــهاد( فلســطيني دون تــدخل‪ ,‬أم أن الستئصــال و‬
‫الستشهاد هما تـدخل إلهـي؟ مـا الـذي يحـدث فـي العـراق ‪ ...‬أيـن الـ؟! دعونـاه لمـاذا لـم‬
‫يستجب أم استجاب بطريقة ما؟ و لكن ماهي؟ أين ذهبت أدعوني أستجب لكم ؟ !‪.‬‬
‫سؤال اللماذا و السئلة اللماذية كلها يجاب عليهمما عممبر المموحي القرآنممي‪ ,‬و لممدى بدايممة‬
‫مفارقة العقل المسدد نفسه و باتجاه العقل المؤيد‪ ,‬عقل بدايات اكتشاف عالم )الرادة( اللهيممة‪,‬‬
‫و بأعلى من عالم المشيئة اللهية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫صعبت السئلة اللماذية التي تكشف الفعل اللهي على موسممى و هممو )البــن المتبنــى(‬
‫لكبر قائم على حضارة عصره‪ ,‬و هو فرعون‪ ,‬و نشأ فممي أحضممان تلممك الحضممارة الشممامخة‬
‫التي أنتجت الهرامات و تحكمت في النهار‪ ,‬فممأدنى خطممأ حسممابي يممؤدي لنهيممار المسمملت‬
‫الضخمة‪.‬‬
‫و لم يكن لدى موسى كتاب كوني مطلق و ل وحممي إلهممي مطلممق‪ ,‬و لكممن كتمماب يعنممى‬
‫بظواهر الحواس‪ ,‬منذ مخاطبته من وراء شجرة ملتهبممة‪ ,‬و سممماعه كلم الم تكليممما‪ ,‬و تحمول‬
‫عصاه إلى حية تسعى‪ ,‬و شق البحر و انبجاس الماء مممن الصممخر‪ ,‬فممذلك بالنسممبة لممه مسممتوى‬
‫تدخل ال في صياغته الواقع‪ ,‬تدخل حسيا مرئيا‪ .‬و لكنه ل يجيممب علممى اللماذيممات فمي حركممة‬
‫الوجود‪ ,‬ل يعطي ذلك التدخل الحسي معرفة مطلقة‪.‬‬
‫لهذا أرسل إليه من وصل لحالة الممموت‪ ,‬مممن عممالم أرقممى مممن عممالم الرادة و نشمماطها‬
‫الحسي المرئي الخارق‪ ,‬و ستر ال اسمه و أطلق عليه )العبد( فقط‪ .‬فقتل غلما زكممي النفممس‬
‫صغيرا دون مرحلممة المحاسممبة علممى فعلممه‪ ,‬و جممزى أهممل السممفينة علممى كرمهممم لهممما بخممرق‬
‫سفينتهم‪ ,‬و شيد حائطا لهل قرية غلظ القلوب‪ ,‬و هي أفعال )منكرة( بمقاييس المنطق العقلي‬
‫و الخلقي‪.‬‬
‫و لكن موسى نفسه قد فعل أو فعل به نفس ما فعله العبد دون أن يدري‪ ,‬فموسممى نفسممه‬
‫قد قتل مصريا‪ ,‬و سقى لبنتين بوجه أمة من الرعمماء قسماة القلمموب‪ ,‬و أودع فممي طفممولته جممذع‬
‫نخل منقعر‪ ,‬و لم يغرق تابوته‪ .‬فالعبد لم يفعل إل ما فعلتممه الرادة اللهيممة بموسممى نفسممه دون‬
‫أن يدرك موسى ذلك‪ ,‬و لم تكن المبررات التي ساقها العبد لموسى سوى ذات المبررات الممتي‬
‫رافقممت تجممارب موسممى الثلثممة‪ ,‬ففرعممون يأخممذ كممل طفممل غصممبا‪ ,‬يذبممح أطفممالهم و يسممتحيي‬
‫نساءهم‪ ,‬و المصري يرهق شيعة موسى طغيانا و كفرا‪ ,‬و للبنتين شيخ كبير هو أبوهما‪.‬‬
‫عوضا عن إرشاد موسى و تعويضا لنا عن مهمة العبد الصالح الذي نطلممب وجمموده و‬
‫حضوره لتفسير و توضيح حالت التدخل اللهي فممي الواقمع جماء القمرآن وحيما إلهيمما مطلقمما‪,‬‬
‫يحيط بالزمان و المكان‪ ,‬نقرأ فممي داخلممه موجهممات الرادة اللهيممة و حكممم الم فممي متغيممرات‬
‫الزمان و المكان‪.‬‬
‫القرآن يقوم بدور العبد الصالح كما فصلت في سورة الكهف‪ ,‬و لكممن مممن قبممل الكهممف‬
‫مباشرة جاءت السممراء لتكشممف تممدخل الم فممي فعممل التاريممخ دون أن تبطممل كيفيممات مراكممز‬
‫البحاث و الدراسات بالكيفية التي تناولها أخي و صديقي الدكتور سيف الدين عبد الفتاح في‬
‫ندوة مؤسسة خالد الحسن حين استعان بجمال حمدان و حامد ربيع و البشــري و المســيري‬
‫و طلب مني أل أحلق في السماء و لكني لم أكممن أحلممق فممي السممماء و إنممما أنظممر إلممى مقدمــة‬
‫سورة السراء من الية الولى و إلى الثامنة‪ ,‬و في الية من المائة و إلى المــائة و أربعــة‪,‬‬
‫و في مقدمة سورة الحشر من الية الولى و إلى السادسة‪.‬‬
‫فعلمت من هذه اليات ما علمه العبد الصالح لموسى‪ ,‬لكن فممي مجممال التاريممخ العربممي‬
‫السرائيلي منذ خروجهم من مصر في القرن الرابع عشممر القمممري قبممل الميلد و اسممتيطانهم‬
‫الرض المقدسة‪ ,‬ثم عودتهم إليها في نهاية القرن الرابع عشر الهجري القمري‪ ,‬بعممد إجلئهممم‬
‫من المدينة المنورة في مبتدأ القرن الهجري الول‪ ,‬و ما بين الحقبممتين ختممام المسمميح للتجربممة‬
‫السرائيلية في القرن الول و ظهور خاتم الرسل و النبيين من بعد السيد المسيح بسبع قممرون‬

‫‪7‬‬
‫قمريممة هجريممة‪ ,‬و هممذه التواريممخ ل تممرد فممي القممرآن بهممذه التوافقيممة و لكممن فممي الموسمموعة‬
‫البريطانية‪ ,‬و هي ليست من تأليف المسلمين‪.‬‬
‫هنا )توحيد( بين القراءتين في عالم )الرادة( اللهية و التدخل اللهي‪ ,‬فأخذت بمراكز‬
‫أبحاث دكتور سيف الدين عبد الفتاح و حتى بالموسوعة البريطانية و مقررات مممؤتمر بــازل‬
‫عام ‪ 1897‬حيث ل غيب و ل تدخل إلهي‪ ,‬ثم كان الغيب و التدخل اللهي‪.‬‬
‫و قممرأت بممالقلم لتوينــبي فممي دراسممته القيمممة للتاريممخ‪ ,‬و بممالقلم لــديورانت فممي قصممة‬
‫الحضارة‪ ,‬و بروكلمان في التاريخ السلمي‪ ,‬و ليس لي من هؤلء علقة بالغيب و قراءات‬
‫قلمية عديدة أخرى مماثلة‪ ,‬فهمت منها ما يفهمه دكتور سيف الدين عبد الفتاح و حتى دكتممور‬
‫نصر محمد عارف حول تاريخ المنطقة العربية‪.‬‬
‫ثم قرنت قراءة القلم بقراءة الغيب في القرآن فتعرفت على مفهوم )المة الوسط( الممتي‬
‫تجمممع بيممن الرض الحممرام و أرجائهمما‪ ,‬و بيممن الرض المقدسممة و أرجائهمما‪ ,‬و أنهمما منطقممة‬
‫الصطفاء السللي للنبوات و الرسالت من بدايمة اصممطفاء آدم بشمرعة الممزواج و إلممى خماتم‬
‫الرسل و النبيين‪ .‬و أن لهذه المنطقة )خصوصية إلهية(‪ ,‬و فيها تتمظهممر إرادة ال م فممي الفعممل‬
‫الواقعي على عدة مستويات‪.‬‬
‫مستوى أول هو عالم المر منمذ تجريممد آدم عممن قمموته الروحيمة المتعاليمة و إخضماعه‬
‫لسنن الطبيعة في )الهبوط( و ليس )النزول( إلى الرض التي فيها ولد و فيها مات‪ .‬فهو ليممس‬
‫بأول البشر و ليس أبا لكل البشرية‪ .‬و إنما بداية سللة المصمطفين بمالنبوات و الرسمالت فمي‬
‫المة الوسط التي حرمت و قدست‪ .‬و من آدم و إلى نوح‪ ,‬و إلى نهايات قوم مدين مرورا بعاد‬
‫و ثمود و غيرهم حيث كان العطاء اللهي بخصائص ترقى على قدرات النسان مقابل )إبادة‬
‫تامة( في حالة المعصية‪ ,‬و هناك تفاصيل تدخل إلهي في تلك الحقبممة تتسممع لمجلممدات‪ ,‬و فيهمما‬
‫قسمان زمنيان‪ ,‬أول يتسع لدم إلى نوح‪ ,‬ثم قسم ثاني من نموح إلمى قموم ممدين‪ .‬و هنما تتضمح‬
‫لماذياتها! و كذلك كيفياتها!‬
‫و مستوى ثاني هو عالم الرادة اللهيممة الممذي يلممي عممالم المممر‪ ,‬و هممو عممالم الحممس و‬
‫التجربة السرائيلية بكاملها و التي دامت أربعة عشر قرنا منممد موسممى و إلممى السمميد المسمميح‪,‬‬
‫حيث تم النتقال من العطاء الخارق للنسان الخارق في حد ذاته إلى العطمماء اللهممي الخممارق‬
‫كشق البحر‪ ,‬و حيث استبدلت البمادة بالعقوبممات الغليظممة و همي شممرائع الصممر و الغلل و‬
‫النكال و هي أكثر رحمة من البادة‪ .‬و تنزل الوحي الجزئي المقيممد بلمموائح العهممد و ألممواحه و‬
‫مفهوم الميثاق‪.‬‬
‫و لهذا المستوى الرادي اللهي قسميه أيضا‪ ,‬فهناك في المبتدأ )حاكمية إلهيــة( يحكممم‬
‫ال فيهمما عمبر النبيماء المتعمماقبين‪ ,‬يقفمموا بعضممهم بعضما‪ ,‬و بمنطمق الحاكميممة اللهيممة قدسمت‬
‫الرض لتخادها )مملكة الرب(‪ ,‬و )فضل( الشعب ليلتزم بحكمم الممرب‪ ,‬فليممس التقممديس لمذات‬
‫الرض و ليممس لممذات الشممعب و لكممن فممي إطممار مفهمموم الحاكميممة اللهيممة و تممدخلها الحسممي‬
‫المباشر في خوارق ما نسميه بممالمعجزات‪ .‬فلممو قدسممت الرض لممذاتها و الشممعب السممرائيلي‬
‫لذاته لصدق ظن إبليس حين رفض السممجود لدم‪ ,‬فخلممق الم لبليممس سممابق علممى خلممق آدم و‬
‫عنصر إبليس من مارج من نار‪ ,‬و عنصر آدم من طين و ماء و حمأ مسنون‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫و استمرت مرحلة الحاكمية اللهية عبر النبيمماء مممن موسممى و إلممى داؤود و سممليمان‪,‬‬
‫حيث بدأ القسم الثاني و هو حاكمية الستخلف عن ال‪ .‬و بنفس الشرعة مع اسممتبدال التممدخل‬
‫اللهي الحسي بتفويض لداؤود و سليمان‪ ,‬و من هنا تأتي آيات التسممخير السممتخلفي كالريممح‬
‫غدوها شهر و رواحها شهر‪ ,‬و السيطرة على الكائنات غير المرئية كالجن‪ ,‬و المرئية كالطير‬
‫و النمل‪ ,‬المممور الممتي يعتبرهمما أخممي الممذي أحبممه صــادق جلل العظــم مممن بماب الخرافممات و‬
‫الساطير تماهيا مع عقله المجرد‪ .‬و لكنها ظواهر حاكمية الستخلف التي تقتضي التفممويض‬
‫بنذر من الصلحيات اللهية‪ ,‬فل استخلف بل صلحيات‪.‬‬
‫و قد مال الجتهاد و مالت الرؤية بممالمرحومين أبــو العلــى المــودودي و ســيد قطــب‬
‫حين فهما الحاكمية اللهية فهما مطلقا‪ ,‬و هي مشروطة بمرحلة الرادة اللهية في التممدخل‪ ,‬و‬
‫كذلك فهم الكثير من علماء المسمملمين‪ ,‬و رضمموان الم عليهممم جميعمما‪ ,‬حاكميممة السممتخلف و‬
‫الستخلف فهما عاما‪.‬‬
‫و انتهممت تلممك المرحلممة بعممد قسممميها التمماريخيين بظهممور المسمميح مممن عممالم المممر و‬
‫بخصائصه في إحياء الموتى و غير ذلك كإنذار أخير لبني إسرائيل‪.‬‬
‫ثم المستوى الثالث و هو عالم المشيئة اللهية الموضمموعية الممتي تنممزل )أحمــد( بنفسممه‬
‫من عالم المر اللهي لينتجها‪ ,‬فأبطلت المعجزات الحسية‪ ,‬و أبطلت شرائع الصر و الغلل‬
‫و النكال‪ ,‬و في المقابل لها‪ ,‬فالصيد في الرض الحرام و الشهر الحرم ل يقابمل بالمسمخ إلمى‬
‫قردة و خنممازير كالصمميد المحممرم فممي السممبت علممى بنممي إسممرائيل‪ ,‬و قتممل النفممس فيممه ديممة‪ ,‬و‬
‫الجروح ليست قصاصا عينا بعين و سممنا بسممن و إنممما عفممو ‪ ,‬و ل رجممم لممزان أو زانيممة‪ ,‬و ل‬
‫قطع ليد سارق‪ ,‬و ل حد حرابة من صلب من خلف‪ ,‬و إنما تخفيف و رحمة‪ ,‬و لممم يتبممق مممن‬
‫العقوبات الحسية إل أخفها و هممو )جلــد( الزانيممة و الزانممي‪ ,‬و هممو جلممد يممأتي بعممد إيفمماء سممت‬
‫شروط مستحيلة بالمطلق أقلها عدم دخول البيت إل استئذانا و منع التحسس و التجسس و منع‬
‫نظر الشهود أنفسهم إلى فاضح الفروج و الفخاذ فكيف بالعورة نفسها‪ ,‬ثم للممزوج أن يمسممكها‬
‫في البيت بعد الشهاد عليها و ليس تطبيق الحد عليها‪ .‬فحد الزنا جلدا هو حد معنوي مسممتحيل‬
‫التحقق و التنفيذ العملي و لكن الخطر فيه ليس الحد نفسممه و لكممن مقاربممة الم الزنمما بالشممرك‬
‫نفسه فحرمة الممزواج ترتبممط بممأول تشممريع دينممي نممزل علممى آدم فممي الرض ضمممن المرحلممة‬
‫الولى لعالم المر في المة الوسط‪ .‬و شرعة الزواج أسمماس التكمموين الكمموني و الخلل بهمما‬
‫بداية النهيار النساني و ليس خوفا من التناسل غير الشرعي فقط فذلك يمكن الوقاية منه‪.‬‬
‫تنممزل محمممد مممن عممالم المممر اللهممي ليفتتممح الممدين مجممددا فممي عممالم المشمميئة اللهيممة‬
‫بمواصممفاته النسممانية‪ ,‬متحممول إلممى )النــاس كافــة( عوضمما عممن الخطمماب الحصممري لقمموام‬
‫محددين‪ ,‬و إلى )حاكمية الكتاب( عوضا عن الحاكميتين اللهية و الستخلفية و إلى )شرعة‬
‫التخفيف و الرحمة( عوضا عن شرائع الصر و الغلل و النكال‪ ,‬فحقق عالمية الخطمماب و‬
‫حاكمية الكتاب و شرعة التخفيف و الرحمة‪ ,‬مودعا الكتاب الكمموني المطلممق المحممترم عوضمما‬
‫عن الكتب المقدسة ذات الطابع المحدود‪ .‬و متكئا على تدخل إلهي )غيبي( عوضا عن التدخل‬
‫)الحسي( الذي كان للقوام السابقة في مرحلة عالم المر و عالم الرادة‪ ,‬و في المقابل انتفممت‬
‫خوارق المعجزات فل ينابيع تتفجر و ل خنادق أو بحار تشق‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫بداية نجد )تأنسن( الدين و أعيد توحيد المة الوسط لتشمل مكة و ما حولها و القممدس‬
‫و ما حولها على امتداد ما بين الجزيرة العربية و الشام الكبير‪ ,‬و من أجل تأسيس هذه القاعدة‬
‫تدخل ال غيبا لتممأليف قلمموب العممراب القاسمية‪ ,‬و تممدخل غيبما بملئكتممه لنصممرة مهممة خماتم‬
‫الرسل و النبيين و فرضت شرعة السيف لتكوين المة الوسط و ليس خارجها و ما تممم خلف‬
‫ذلك همو )توســع عربــي( ل علقمة لمه بالجهماد المفمروض و ل بشمرعة السميف‪ .‬و تقمرر أل‬
‫يجتمع في جزيرة العرب اليمممان مممع الشممرك‪ ,‬و أل تجتمممع فممي المممة الوسممط مركزيتممان‪ ,‬و‬
‫أطلقت آيات الحوار و المجادلة الحسنة‪ ,‬دون ذلك لتحقيق عالمية السلم‪.‬‬
‫فالتدخل اللهي حدث خلل كافة هذه المراحل‪ ,‬و بمضامين و أشكال مختلفة مممن عممالم‬
‫المر المنزه بقسميه‪ ,‬و عالم الرادة المقدسة بقسميه و كذلك عالم المشيئة المباركة بقسميه‪.‬‬
‫فإذا كنا قد أتينا على خصائص التأسيس علي يد خمماتم الرسممل و النممبيين حممتى اسممتوت‬
‫المة الوسط على سوقها‪ ,‬شممهادة علممى النمماس مممن حولهمما و شممهادة الرسممول عليهمما و إلحمماق‬
‫القدس بالبيت الحرام كمركزية للقبلمة و التموجه‪ .‬فمإن القسمم الثماني ممن العالميمة يبمدأ بانهيمار‬
‫مقوممات العالميمة الولمى إذ يعمود السمرائيليون مجمددا إلمى الممة الوسمط ليحققموا مركزيمة‬
‫الرض المقدسة كبديل عن مركزية الرض الحرام‪ ,‬ثم يكون )التدافع الراهن( بين العممرب و‬
‫السرائيليين و الممذي يسممتمر بمعممادلتي الستئصممال مممن الطممرف السممرائيلي للفلسممطينيين‪ ,‬و‬
‫الستشهاد المقابل لجيل الشدة الذي نشأ بعممد عممام ‪ 1967‬و اثممر سمميطرة إسممرائيل علممى كامممل‬
‫الرض المقدسة‪.‬‬
‫و هممو )تــدافع( يسممتمر مهممما كممانت العولمممة و مشمماريع الشممرق الوسممط‪ ,‬و أوسمملو و‬
‫مدريد‪ ,‬فجيل ما بعد ‪ 1967‬يخرج عن عباءة الوصاية العربيممة و الفلسممطينية و الدوليممة الممتي‬
‫تكونت ضمن موجبات )سيكولوجية النسان المقهور( و الستسلم و أخلقيات النظمة بممما‬
‫فيها نظام السلطة الوطنية الفلسطينية نفسها‪ ,‬فجيل الشدة الستشهادي يماثل في تحرره من قيم‬
‫الجيل القديم‪ ,‬عربيا و فلسطينيا‪ ,‬على حد سممواء‪ ,‬جيممل الصممحراء و الممتيه السممرائيلي أربعيممن‬
‫سنة ناشئا خارج وصمماية الجيممل السممرائيلي القممديم الممذي نشممأ فممي أخلق السممرو الخنمموع و‬
‫العبودية الفرعونية‪.‬‬
‫هممذا التممدافع بيممن الستئصممال و الستشممهاد سمميظل قائممما فممي الرض الوسممط و بيممن‬
‫الطرفين إل أن يحسن السرائيليون لنفسهم ليستمروا في البقمماء علممى أسممس جديممدة‪ ,‬عقليمما و‬
‫أخلقيا‪ ,‬و بالتالي سياسيا و استراتيجيا‪ ,‬و هي ذات قيم الدين المأنسن‪.‬‬
‫قد حلت سورة السراء كما حل القرآن المطلق بديل عن مهمة و ترشيد العبد الصممالح‬
‫لموسى‪ ,‬فعلمنا من تحليل القرآن خصائص العممالميتين السمملميتين‪ .‬عالميممة التأسمميس الولممى‬
‫للمة الوسط و انتشار السلم في صفوف الميين غير الكتابيين‪ ,‬ثم انهيار تلممك العالميممة بعممد‬
‫أربعة عشر قرنا لتبدأ دورة إسلمية جديدة هي العالمية الثانية و لكن على مستوى الكتابيين و‬
‫غير الكتابيين في العالم كله‪ ,‬انطلقا من آيات الهدى و دين الحق فممي سممور التوبممة و الفتممح و‬
‫الصف‪ ,‬أي عالمية الحوار و المنهج بداية من أطراف المة الوسط و ليممس مممن داخلهمما‪ ,‬و قممد‬
‫حددت ذلك في الطبعة الولى من العالمية السلمية الثانية قبل ربع قرن من زمننا هذا‪.‬‬
‫ل تنطلق العالمية السلمية الثانية من الدفع الجهادي القتالي للعالمية الولى أو مفهمموم‬
‫المة الوسط و لكمن ممن أطرافهمما شممرقا و غربمما و باتجماه العممالم كلممه و علممى أسممس منهجيممة‬

‫‪10‬‬
‫معرفية )تستوعب( مختلف النساق الحضمارية و تتفاعمل ممع مختلمف المناهمج المعرفيمة ثمم‬
‫)تتجاوز( ذلك باتجاه )الرؤية الكونية( الشاملة بديل عن اللهوت و الوضعية معا‪.‬‬
‫و ل يتم هذا الظهور الكلي للهدى و دين الحق عبر ثنائية العرب و السلم و لكن مممن‬
‫خلل الخطاب العالمي للنسان و عبر أزماته حتى تتحد نبوة العقل الفلسفي مممع نبمموة المموحي‬
‫المنزل من خلل القرآن‪ ,‬و هكذا ينتهي التفكيك إلى التركيب و يتعانق جاك دريدا مع طه عبد‬
‫الرحمن‪.‬‬

‫و أمام العقلين‪ ,‬التفكيكي و التركيبي مشوار طويل‪:‬‬

‫فالتفكيك و هو قائم بجدارة ضممن النسمق الحضماري الغربمي لمم يبلمغ نهمايته بعمد لن‬
‫الزمة الحضارية في بداية نضمموجها و إن كنمما نراقمب همذه الجهممود الرائعممة الممتي تتمم و فممي‬
‫مختلف التجاهات على مستوى العالم كله‪.‬‬
‫أممما الممتركيب فلزال فممي بممداياته لن الكتمماب المطلممق فممي بدايممة معمماركه المنهجيممة و‬
‫المعرفية ليتخلص من لهوت ديني خرافممي ثقيممل الوطممأة‪ .‬إذ أن معظممم )المنتــج بشــريا( مممن‬
‫السلميات المطروحة في مختلف الحقول من الصول و إلى المقاصد و الفقه و كيفية فهممم و‬
‫تنمماول ممما ينسممب للرسممول مممن أقمموال و أفعممال و مخممزون التفاسممير و التأويممل لممم تتممأثر فقممط‬
‫بملبسات حاكمممة ثقافيمما و اجتماعيمما لتاريخانيممة النتمماج بممل تحممولت بالممدين مممن معرفممة إلممى‬
‫إيديولوجيا تناقض في كثير منها المعرفة الدينية نفسها حتى أصمبح جهممد التصمحيح أكمبر ممن‬
‫جهد التنزيل نفسه‪ ,‬فالتنزيل صياغة جديدة للواقع المي العربممي‪ ,‬أممما التصممحيح فهممو )عمليــة‬
‫مزدوجة( تتضمن الهدم التفكيكي لما أنتجه الواقع ممن بعمد مرحلمة التنزيمل‪ ,‬ثمم إعمادة البنماء‪.‬‬
‫فهذه العملية الجديدة أصعب من التنزيل بداية‪ .‬خصوصمما و أن ممما ينبغممي تفكيكممه و هممدمه قممد‬
‫تلبس النص الديني و أصبح مقدسا في ذاته‪ .‬تماممما كممما تقدسممت ألوهممة الســيد المســيح و كممما‬
‫حرفت تعاليم المستنير بوذا و زيفت كلمات زرادشت و تحولت التوراة إلى مسممخ مشمموه ملممئ‬
‫بالساطير البابلية و الفرعونية و التي ألقت بثقلها في التراثين المسيحي و السلمي‪.‬‬
‫معركممة العالميممة السمملمية الثانيممة معركممة تصممحيحية باتسمماع العممالم كلممه‪ ,‬و باتسمماع‬
‫النساق الحضممارية كلهمما‪ ,‬و باتسمماع المناهممج المعرفيممة كلهمما‪ ,‬اسممتيعابا لهمما بالكتمماب القرآنممي‬
‫المطلق و تجاوزا إيجابيا لها و التساؤل‪:‬‬

‫هل هي عصبوية جديدة؟!‬

‫هممذا هممو الفهممم الخمماطئ بعينممه‪ ,‬فالخطمماب العصممبوي هممو الممذي أدى لنهيممار العالميممة‬
‫الولى‪ ,‬و وضع الصطفائيون‪ ,‬العرب و السرائيليون في تدافع بينهما بعد استكمال اليهوديممة‬
‫السرائيلية لربعة عشر قرنا من موسى و إلى المسيح‪ ,‬و بعد استكمال السلم العربي أربعة‬

‫‪11‬‬
‫عشر قرنا من محمد و إلى عودة السرائليين‪ ,‬و هي ذات العصبوية التي أنتجت حمل التوراة‬
‫و القرآن أسفارا على ظهور الحمير دون فهمها كما أشارت سورة الجمعة‪.‬‬
‫و يتممأثر بهممذا الفهممم العصممبوي التاريخمماني الخمماطئ حممتى بعممض مممن يتبنممون كتابمات‬
‫العالمية و يعيدون طباعتها مع اجتزاء فصولها‪ ,‬ففممي الرض المقدسممة طبعممت حركممة الجهمماد‬
‫مال يقل عن عشرة آلف نسخة من فصمل التمدافع العربممي السمرائيلي و بعممض محاضممراتي‬
‫حول الظمماهرة السممرائيلية فممي القممرآن‪ ,‬انطلقمما مممن انتصممار المسمملمين العممرب فممي )الوعــد‬
‫الثاني( أو )وعد الخرة( كما يرد في سورة السراء‪ .‬و انطلقمما مممن تحليلممي لعلقممة العممرب‬
‫بالسلم في مرحلممة تأسمميس قاعممدة المممة الوسممط المممر الممذي اضممطرني بمسمماعدة المخممرج‬
‫السممتاذ )طــارق العريــان( لتسممجيل أكممثر مممن خمسممة عشممر حلقممة تلفزيونيممة وضممحت فيهمما‬
‫الخصممائص العالميممة و ليممس العصممبوية الذاتيممة للعالميممة الثانيممة‪ ,‬إذ ل يمكممن أن تبممدأ الثانيممة‬
‫بالعوامل التي أدت إلى انهيار الولى‪ .‬غير أن ما حدث من التباس مرده إلى الربط بين عممودة‬
‫السرائليين و التدافع العربي السرائيلي و انطلق العالمية الثانية علما بأني أشرت إلممى دور‬
‫الطراف شرقا و غربا من المة الوسط المنهارة و أكدت على إطلقية المنهج )الهدى و دين‬
‫الحق( و ليس عصبوية النتماء لمسمى السلم نفسه و لكن لمضمممونه كممما ثبممت ذلممك الم –‬
‫سبحانه‪ -‬في سور التوبة و الفتح و الصف‪ ,‬و مع التركيز على نفي اللهمموت و عممودة الممدين‬
‫إلى أصوله النسانية بعد مرحلتي المر و الرادة‪.‬‬

‫أبعاد التدخل اللهي‪:‬‬

‫لن يتنزل السيد المسيح كرة أخرى‪ ,‬و ليس هناك مهدي منتظر‪ ,‬و ليست هنمماك ملحمممة‬
‫ماجدو‪ ,‬و لن يغزو العرب العالم من جديد‪ .‬و ليس هناك شرعة السيف و لكن منهجية معرفية‬
‫و كتاب مطلق كوني يكمل مطلق النسان و مطلق الطبيعة‪ .‬و هناك تممدخل إلهممي غيممبي علممى‬
‫غير )نمط( تدخل الملئكة )غير المرئي( لتأسيس المة الوسط‪ ,‬مسممومين و مردفيممن‪ ,‬أعزهممم‬
‫ال‪.‬‬
‫هذا التدخل اللهي هو أحد جوانب المسؤولية اللهية تجاه الخلق‪ ,‬فقد شاء ال أن يممأتي‬
‫هذا الخلق مطلقا و مستقل و ل متناهي التكوين‪ ,‬بحيث قاربت صممفات اللوهممة الخلممق نفسممه‪,‬‬
‫فالنسان يكاد يكون إلها في مطلقه‪ ,‬و كذلك الطبيعة نفسها‪ ,‬فإذا اتحدا بثنائية جدليممة دون نبمموة‬
‫العقل دمرا ذاتهما و الكون بأسممره‪ .‬هنمما يكممون الم الخممالق طرفمما فممي المسممؤولية‪ .‬إذ يفممترض‬
‫لتفادي هذا التدمير الكوني أن يستلب ال النسان و الطبيعممة و يبقممي عليهممما فممي قبضممته دون‬
‫مستوى الكمال المطلق و لكن ال شاء الطلقية فهو يحب كمال الخلق‪ ,‬و أن يحسن كل شيء‬
‫خلقه و أن يعطي كل خلق خلقه و أن يهدي‪.‬‬
‫لهذا تدخل ال بالكتب و النبوات‪ ,‬ثم تدخل حسيا في التجربممة اليهوديممة رغممم معارضممة‬
‫السرائليين دخول الرض المقدسة‪ ,‬ثم تممدخل غيبما لتأسمميس المممة الوسمط رغمم تمنمع قلمموب‬
‫الميين العرب‪ .‬و أضاف إلمى ذلمك حمممايته للممة الوسمط بعمد ألممف عممام ممن تأسيسممها حيمن‬
‫طوقتها أوربا في القرن الهجري العاشر‪ /‬السادس عشر الميلدي‪ ,‬و لم ينفممر الميممون العممرب‬

‫‪12‬‬
‫للدفاع بعممد تآكممل العباسمميين و غيرهممم منممذ القممرن السممابع الهجممري ‪ /‬الثممالث عشممر الميلدي‪,‬‬
‫فاستبدلهم ال بقوم غيرهم و لم يكونوا أمثالهم‪ ,‬ضربوا نطاقا أمنيا حول المة الوسممط و غممزو‬
‫أوربا الصمماعدة فممي عقممر دارهمما و أولئك هممم التممراك‪ .‬و انهمماروا و انهممارت معهممم العالميممة‬
‫الولى و عاد السرائيليون من جديد‪.‬‬
‫و للعالمية الثانية تدخلها اللهي الغيبي‪ ,‬ليس على مستوى أطراف المة الوسط فقممط و‬
‫لكن في قلب الحضارة الغربية و على مستوى العالم كله و قمد أبمرأ الم نفسممه تجماه العمرب و‬
‫السرائليين على حد سواء‪ ,‬فكما منح السرائليين مدد الهجرة من أبنائهم‪ ,‬و مدد الممموال مممن‬
‫خارجهم و جعلهم أكثر تركيزا و تقنية‪ ,‬منح العرب في نفس عام الهجرة اليهودية عممام ‪1933‬‬
‫ثلث نفط العممالم و فهموهمما )صــدقة جيولوجيــة(‪ ,‬و تحمول بالهيمنممة علممى الطرفيممن للحضممارة‬
‫الغربية لينتصر الروم بعد أن غلبوا‪ ,‬و ليظلوا فموق الممذين كفممروا بالسمميد المسميح‪ ,‬فهمم قاعمدة‬
‫لهذه العالمية الثانية‪ ,‬و من جملتها التأسيسية‪ .‬لهذا شممكل نصممف كتمماب العالميممة فممي طبعممتيه )‬
‫‪ (1996-1979‬تركيزا على النشاط الفلسفي الغربي و لممم يفهممم اللهوتيممون السمملميون مممن‬
‫ذلك سوى أني متأثر بالفلسفة الغربية خصوصمما حيممن اسممتخدمت تعممبير )الجدليــة الثلثيــة –‬
‫جدلية الغيب و النسان و الطبيعة( و تحول الدين من إيديولوجيا عصبوية إلى معرفة كونية‪.‬‬

‫الشراكة اللهية‪:‬‬

‫قد أكد ال على مسؤوليته تجماه الخلمق المذي لمم يخلقمه عابثما أو لهيما‪ ,‬و إنمما بمنهمج‬
‫)الحق( و ذلك في عدة سور ضمن الكتاب المطلق‪ ,‬فلله مهمة يقوم بها لدفع الباطممل و إظهممار‬
‫الحق‪ ,‬و هي مهمة فيها شراكة مع النسان‪ ,‬سواء أولئك الذين يلتزمون نبوة الوحي و الكتمماب‬
‫المطلق أو دعاة القسط من الناس بين الناس‪ .‬و لهذا يكون التممدخل اللهممي قائممما فممي الواقممع و‬
‫حتميا )حتى يظهــر الهـدى و ديــن الحـق علـى الـدين كلــه‪ ,‬و لــو كــره الكــافرون‪ ,‬و لـو كــره‬
‫المشركون الذين يريدون إطفاء نور ال بأفواههم(‪.‬‬
‫و الشراكة مع ال أفضل بكممثير مممن الشممراكة مممع العولممة بمنطقهمما الليمبرالي الفمردي‬
‫الباحي‪ ,‬و أسلوبها البرجماتي النفعممي الداتممي‪ ,‬و قيمهمما غيممر الطبيعيممة و غيممر الخلقيممة‪ ,‬و‬
‫منهجها المفارق لروح الفلسفة أيضا‪.‬‬

‫جناحا العالمية الثانية ‪ :‬الكويت و المغرب ‪...‬‬

‫بعد التحاق خاتم الرسل و النبيين بالمل العلى فيما أسميته عروجه الخير بقي القرآن‬
‫الكريم ليممؤدي دور العبممد الصممالح الممذي ربممط لموسممى بيممن الغيممب و أثممره فممي الواقممع )عــالم‬
‫المشيئة( و ذلك بإرشاده لما كان يجري في عالم )الرادة( اللهية و )المر( اللهي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أما في مرحلة خاتم الرسل و النبيين فقد استمد ما يطلق عليه خطممأ بالسممنة النبويممة مممن‬
‫صّدقًا ّلَما َبْيـ َ‬
‫ن‬ ‫ق ُم َ‬
‫ح ّ‬
‫ن اْلِكَتابِ ُهَو اْل َ‬
‫ك ِم َ‬
‫حْيَنا ِإَلْي َ‬
‫وحي القرآن نفسه طبقا لقوله تعالى }َواّلِذي َأْو َ‬
‫صيٌر { فاطر ‪ 31‬و لهذا سياق آخر‪.‬‬ ‫خِبيٌر َب ِ‬
‫ل ِبِعَباِدِه َل َ‬
‫ن ا َّ‬
‫َيَديِْه ِإ ّ‬
‫فالقرآن العظيم هو معادل كوني بالوحي للوجود الكوني و حركته " و لقد آتيناك سبعا‬
‫من المثاني و القرآن العظيم"‪ ,‬و هو منماط "الجمــع بيــن القراءتيــن" لكتشماف همذه الكونيمة‬
‫المطلقة بالوحي المطلق‪ ,‬و ربممط التفاعممل بيممن جمدليات الكونيممة الثلثمة )الغيــب و النســان و‬
‫الطبيعة(‪ ,‬و معرفة مراتب الفعل اللهي بين عوالم )المر( و )الرادة( و )المشيئة(‪.‬‬
‫قد أعطى هذا الكتاب الكوني الممتمد بحيمديته و كرممه و مكنمونه و حيمه لكمل زممان و‬
‫مكان سابقين‪ ,‬انسيابا مستقبليا مع متغيرات الزمان و المكان و صيرورتهما السرمدية‪.‬‬
‫و في هذا الطار حممدد مفهمموم )المــة الوســط( ممما بيممن القممدس و ممما حولهمما‪ ,‬و الممبيت‬
‫الحرام و ما حوله‪ ,‬و حدد )الصطفاء السللي( للرسالت و النبوات بعد اصطفاء آدم بشرعة‬
‫الزواج في هذه المنطقة بالذات‪ ,‬ثم جعل النبوات في نسله بداية من نوح و إبراهيم و إلى خاتم‬
‫الرسل و النبيين‪.‬‬
‫و جعل الصطفاء في الإسرائيليين ثم في الميين العرب في إطار هذه )المة الوســط(‬
‫التي شكلت )مركزية الدين( و المموحي عممبر التاريممخ‪ ,‬و جعممل ممما بيممن المممتين السممرائيلية و‬
‫العربية )تعاقبــا( تاريخيمما و مكانيمما‪ ,‬و جعممل ممما بينهممما )تــدافعا( بعممد انقضمماء دور الوسممط و‬
‫انهيارها و عودة الإسرائيليين كرة أخرى إلى الرض المقدسة بعد الشتات‪.‬‬
‫ظاهر المر في عالم )المشيئة( الموضوعي استراتيجي و جيوبوليتيكي كما حاضممرنا‬
‫صديقي العزيز د‪ .‬سيف الدين عبد الفتاح في مؤسسة خالد الحسن فممي الربــاط‪ .‬أممما المسممألة‬
‫في عالم الرادة اللهية و عالم المر اللهممي فهممي غيممر ذلممك‪ ,‬فاسممتراتيجية ممما هممو فممي عممالم‬
‫المشيئة إنما هو مظهر ما في عممالم الرادة و المممر‪ ,‬و هممذا قممول ل يفهممم إل مممن خلل البعممد‬
‫الغيبي المبسوط في القرآن و لكن أكثر الناس ل يعلمون إل ظاهرا من الحياة الممدنيا فممي عممالم‬
‫المشيئة هذا‪.‬‬
‫كنت أعلم من القرآن بانهيار المة الوسط و انتهاء دورها و مركزيتهمما الدينيممة و ذلممك‬
‫أثناء شغلي بتأليف العالمية السلمية الثانية طمموال الفممترة مممن ‪ 1975‬و إلممى ‪ ,1977‬و قبممل‬
‫توقيع كامب ديفيد عام ‪ 1978‬و قبل الحرب العراقية المفروضة على إيران عام ‪ 1979‬و هو‬
‫العام الذي صدر فيه الكتاب و كنت قد فرغت من تأليفه في أبو ظممبي بتاريممخ ‪ 24‬ربيممع الول‬
‫‪1399‬هم بعد أن بدأت به في بيروت‪ ,‬فالصدور تم قبل ربع قرن هجري‪.‬‬
‫وقتها و في الطبعة الولى كتبت الفقرات التالية التي أبقيت عليها في الطبعممة الموسممعة‬
‫الثانية عام ‪:1996‬‬

‫‪14‬‬
6590
32040

15
16
17
‫هذا الستنتاج المفصممل جغرافيمما و ديمغرافيمما و تاريخيمما )ل نــص ظاهريــا( عليممه فممي‬
‫القممرآن‪ ,‬فليممس هنمماك إشممارة ل للكممويت و ل للمغممرب‪ ,‬و ألقممي بممه‪ ,‬فمممن شمماء اتخممذه مجممرد‬
‫)فرضية( و عليه أن يتابع تحققها من عدمه‪ ,‬و من شاء اتخممذه )شــطحة صــوفية(‪ .‬و أنمما أميمز‬
‫تماما ما بين الربانية العرفانية عممبر القممرآن و توهمممات الشممطح‪ ,‬فالممدليل هممو ممما سمميكون فممي‬
‫الواقع‪ ,‬و ل أقول لكم إل مثل ما قاله يعقوب لبنائه و هممو يعلممم مممن )رؤيــة( يوسممف أنهممم لممم‬
‫ن}‪َ {86‬يــا‬ ‫لـ َمــا َل َتْعَلُمــو َ‬
‫نا ّ‬ ‫عَلُم ِمـ َ‬
‫ل َوَأ ْ‬
‫حْزِني ِإَلى ا ّ‬ ‫شُكو َبّثي َو ُ‬
‫يتمكنوا من قتله‪َ) :‬قاَل ِإّنَما َأ ْ‬
‫لـ‬
‫حا ّ‬ ‫س ِمــن ّرْو ِ‬‫ل ِإّنُه َل َيْيـَأ ُ‬
‫حا ّ‬ ‫سوْا ِمن ّرْو ِ‬‫خيِه َوَل َتْيَأ ُ‬‫ف َوَأ ِ‬
‫س َ‬
‫سوْا ِمن ُيو ُ‬ ‫سُ‬ ‫حّ‬‫ي اْذَهُبوْا َفَت َ‬‫َبِن ّ‬
‫ن}‪) ({87‬يوسف ‪(87-86‬‬ ‫ِإّل اْلَقْوُم اْلَكاِفُرو َ‬
‫ف آَوى ِإَلْيـِه َأَبـَوْيِه َوَقــاَل‬
‫سـ َ‬
‫عَلــى ُيو ُ‬
‫خُلــوْا َ‬
‫و تحقق )علم الرؤية( غير النصي‪َ) :‬فَلّما َد َ‬
‫ن}‪) ({99‬يوسف ‪(99‬‬ ‫ل آِمِني َ‬
‫شاء ا ّ‬
‫صَر ِإن َ‬
‫خُلوْا ِم ْ‬
‫اْد ُ‬

‫و ل الحمد كيفما قام به الوجود و تقوم‬


‫محمد أبو القاسم حاج حمد‬
‫الدار البيضاء – المغرب – الجمعة أول رمضان ‪ 1425‬هـ ‪ 15 /‬أكتوبر‬
‫)تشرين الول( ‪2004‬م‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫قائمة بيان اليات القرآنية و الحالت‬

‫حِكيُم {الجاثية ‪ 37‬و كذلك ‪:‬‬


‫ض َوُهَو اْلَعِزيُز اْل َ‬
‫ت َواَْلْر ِ‬
‫سَماَوا ِ‬
‫)‪َ} :(1‬وَلُه اْلِكْبِرَياء ِفي ال ّ‬
‫ن{ الجاثية‬
‫صِري َ‬
‫سيُتْم ِلَقاء َيْوِمُكْم َهَذا َوَمْأَواُكْم الّناُر َوَما َلُكم ّمن ّنا ِ‬
‫ساُكْم َكَما َن ِ‬
‫}وَِقيَل اْلَيْوَم َنن َ‬
‫‪34‬‬
‫)‪ :(2‬للمؤلف‪ :‬ابستمولوجية المعرفة الكونية –ط ‪ -1‬دار الهادي – بيروت – ‪.2003‬‬
‫)‪ :(3‬د‪ .‬طه عبد الرحمن – العمل الديني و تجديد العقل – ط ‪ – 1‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪.1989‬‬
‫صُدوِرِهْم ِإّل ِكْبٌر ّما ُهم‬
‫ن َأَتاُهْم ِإن ِفي ُ‬
‫طا ٍ‬
‫سْل َ‬
‫ل ِبَغْيِر ُ‬
‫ت ا ِّ‬
‫ن ِفي آَيا ِ‬‫جاِدُلو َ‬ ‫ن ُي َ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫)‪ِ} :(4‬إ ّ‬
‫صيُر {غافر ‪56‬‬ ‫سِميُع اْلَب ِ‬
‫ل ِإّنُه ُهَو ال ّ‬
‫سَتِعْذ ِبا ِّ‬
‫ِبَباِلِغيِه َفا ْ‬
‫ن {آل عمران ‪ 54‬و كذلك }َوَقْد َمَكُروْا َمْكَرُهمْ‬ ‫خْيُر اْلَماِكِري َ‬
‫ل َ‬ ‫ل َوا ّ‬ ‫)‪َ} :(5‬وَمَكُروْا َوَمَكَر ا ّ‬
‫جَباُل {إبراهيم ‪ 46‬و كذلك }َوَقْد َمَكَر اّلِذي َ‬
‫ن‬ ‫ن َمْكُرُهْم ِلَتُزوَل ِمْنُه اْل ِ‬ ‫ل َمْكُرُهْم َوِإن َكا َ‬ ‫عنَد ا ّ‬ ‫َو ِ‬
‫عْقَبى الّدارِ { الرعد‬ ‫ن ُ‬ ‫س َوسََيْعَلُم اْلُكّفاُر ِلَم ْ‬
‫ب ُكّل َنْف ٍ‬ ‫س ُ‬
‫جِميعًا َيْعَلُم َما َتْك ِ‬‫ِمن َقْبِلِهْم َفِلّله اْلَمْكُر َ‬
‫‪42‬‬
‫ن {السجدة ‪7‬‬
‫طي ٍ‬
‫ن ِمن ِ‬
‫سا ِ‬
‫ق اِْلن َ‬
‫خْل َ‬
‫خَلَقُه َوَبَدَأ َ‬
‫يٍء َ‬
‫ش ْ‬
‫ن ُكّل َ‬
‫سَ‬‫ح َ‬
‫)‪} :(6‬اّلِذي َأ ْ‬
‫ك اَْلْكَرُم}‪ {3‬اّلِذي‬‫ق}‪ {2‬اْقَرْأ َوَرّب َ‬ ‫ن عََل ٍ‬
‫ن ِم ْ‬‫سا َ‬
‫ق اِْلن َ‬
‫خَل َ‬
‫ق}‪َ {1‬‬ ‫خَل َ‬ ‫ك اّلِذي َ‬ ‫سِم َرّب َ‬
‫)‪) :(7‬اْقَرْأ ِبا ْ‬
‫سَتغَْنى}‪ِ {7‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫طَغى}‪َ {6‬أن ّرآُه ا ْ‬ ‫ن َلَي ْ‬
‫سا َ‬
‫ن اِْلن َ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫ن َما َلْم َيْعَلْم}‪َ {5‬ك ّ‬‫سا َ‬
‫عّلَم اِْلن َ‬‫عّلَم ِباْلَقَلِم}‪َ {4‬‬
‫َ‬
‫جَعى}‪} ({8‬العلق ‪{8-1‬‬ ‫ك الّر ْ‬ ‫ِإَلى َرّب َ‬
‫ل َيْأِتيُكم‬
‫غْيُر ا ِّ‬‫ن ِإَلٌه َ‬
‫سْرَمدًا ِإَلى َيْوِم اْلِقَياَمِة َم ْ‬
‫عَلْيُكُم الّلْيَل َ‬‫ل َ‬ ‫جَعَل ا ُّ‬
‫)‪ُ) :(8‬قْل َأَرَأْيُتْم ِإن َ‬
‫سْرَمدًا ِإَلى َيْوِم اْلِقَياَمِة َم ْ‬
‫ن‬ ‫عَلْيُكُم الّنَهاَر َ‬‫ل َ‬ ‫جَعَل ا ُّ‬‫ن}‪ُ {71‬قْل َأَرَأْيُتْم ِإن َ‬ ‫سَمُعو َ‬ ‫ل َت ْ‬ ‫ضَياء َأَف َ‬
‫ِب ِ‬
‫ن}‪} ({72‬القصص ‪{72-71‬‬ ‫صُرو َ‬ ‫ل ُتْب ِ‬
‫ن ِفيِه َأَف َ‬
‫سُكُنو َ‬ ‫ل َيْأِتيُكم ِبَلْيٍل َت ْ‬
‫غْيُر ا ِّ‬‫ِإَلٌه َ‬
‫)‪ :(9‬مؤسسة خالد الحسن – مركز الدراسات و البحاث – الرباط‪ .‬منتدى مفهوم العودة في‬
‫فكر خالد الحسن – ‪.15/9/2004‬‬
‫)‪ :(10‬للمؤلف – منهجية القرآن المعرفية – دار الهدى – بيروت – ط ‪ 2004 – 1‬و كذلك‪:‬‬
‫مجلة قضايا إسلمية معاصرة – السنة السابعة – العدد ‪ 23‬ربيع ‪ – 1424 – 2003‬الفلح‬
‫للنشر و التوزيع – بيروت(‪.‬‬
‫ن}‪ِ {80‬إَلى َيْوِم اْلَوْقتِ‬ ‫ظِري َ‬ ‫ن اْلُمن َ‬‫ك ِم َ‬
‫ن}‪َ {79‬قاَل َفِإّن َ‬ ‫ظْرِني ِإَلى َيْوِم ُيْبَعُثو َ‬ ‫ب َفَأن ِ‬‫)‪َ) :(11‬قاَل َر ّ‬
‫ن}‪} ({83‬ص‬ ‫صي َ‬‫خَل ِ‬‫ك ِمْنُهُم اْلُم ْ‬ ‫ن}‪ِ {82‬إّل عَِباَد َ‬ ‫جَمِعي َ‬ ‫غِوَيّنُهْم َأ ْ‬‫ك َُل ْ‬‫اْلَمْعُلوِم}‪َ {81‬قاَل َفِبِعّزِت َ‬
‫س َوِإّني‬
‫ن الّنا ِ‬ ‫ب َلُكُم اْلَيْوَم ِم َ‬‫غاِل َ‬‫عَماَلُهْم َوَقاَل َل َ‬ ‫ن َأ ْ‬‫طا ُ‬ ‫شْي َ‬
‫ن َلُهُم ال ّ‬ ‫‪ {83 -79‬و كذلك‪َ) :‬وِإْذ َزّي َ‬
‫عِقَبْيِه َوَقاَل ِإّني َبِريٌء ّمنُكْم ِإّني َأَرى َما َل َتَرْو َ‬
‫ن‬ ‫عَلى َ‬ ‫ص َ‬ ‫ن َنَك َ‬ ‫ت اْلِفَئَتا ِ‬
‫جاٌر ّلُكْم َفَلّما َتَراء ِ‬ ‫َ‬
‫ضَ‬
‫ي‬ ‫ن َلّما ُق ِ‬‫طا ُ‬‫شْي َ‬
‫ب}‪) ({48‬النفال – ‪ (48‬و كذلك‪َ) :‬وَقاَل ال ّ‬ ‫شِديُد اْلِعَقا ِ‬ ‫ل َ‬‫ل َوا ّ‬ ‫فا ّ‬ ‫خا ُ‬ ‫ي َأ َ‬
‫ِإّن َ‬
‫ن ِإّل َأن‬
‫طا ٍ‬‫سْل َ‬
‫عَلْيُكم ّمن ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ن ِل َ‬
‫خَلْفُتُكْم َوَما َكا َ‬
‫عدّتُكْم َفَأ ْ‬‫ق َوَو َ‬ ‫ح ّ‬‫عَد اْل َ‬ ‫عَدُكْم َو ْ‬ ‫ل َو َ‬‫نا ّ‬ ‫اَلْمُر ِإ ّ‬
‫ي ِإّني‬ ‫خّ‬‫صِر ِ‬‫خُكْم َوَما َأنُتْم ِبُم ْ‬ ‫صِر ِ‬‫سُكم ّما َأنَْا ِبُم ْ‬‫ل َتُلوُموِني َوُلوُموْا َأنُف َ‬ ‫جْبُتْم ِلي َف َ‬ ‫سَت َ‬
‫عْوُتُكْم َفا ْ‬‫َد َ‬
‫ب َأِليٌم}‪) ({22‬إبراهيم – ‪ (22‬و كذلك‪:‬‬ ‫عَذا ٌ‬
‫ن َلُهْم َ‬ ‫ظاِلِمي َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫ن ِمن َقْبُل ِإ ّ‬ ‫شَرْكُتُمو ِ‬ ‫ت ِبَما َأ ْ‬
‫َكَفْر ُ‬

‫‪19‬‬
‫ل رَ ّ‬
‫ب‬ ‫ف ا َّ‬
‫خا ُ‬
‫ك ِإّني َأ َ‬
‫ن اْكُفْر َفَلّما َكَفَر َقاَل ِإّني بَِريٌء ّمن َ‬
‫سا ِ‬
‫لن َ‬
‫ن ِإْذ َقاَل ِل ِْ‬
‫طا ِ‬
‫شْي َ‬
‫)َكَمَثِل ال ّ‬
‫ن}‪) ({16‬الحشر ‪(16‬‬ ‫اْلَعاَلِمي َ‬
‫عَلى‬
‫ن َ‬ ‫طا ٌ‬
‫سْل َ‬
‫جيِم}‪ِ {98‬إّنُه َلْيسَ َلُه ُ‬ ‫ن الّر ِ‬
‫طا ِ‬‫شْي َ‬
‫ن ال ّ‬
‫ل ِم َ‬‫سَتِعْذ ِبا ّ‬
‫ن َفا ْ‬
‫ت اْلُقْرآ َ‬‫)‪َ) :(12‬فِإَذا َقَرْأ َ‬
‫ن ُهم ِبِه‬‫ن َيَتَوّلْوَنُه َواّلِذي َ‬
‫عَلى اّلِذي َ‬‫طاُنُه َ‬
‫سْل َ‬
‫ن}‪ِ {99‬إّنَما ُ‬ ‫عَلى َرّبِهْم َيَتَوّكُلو َ‬‫ن آَمُنوْا َو َ‬ ‫اّلِذي َ‬
‫ن}‪) ({100‬النحل – ‪(100-99-98‬‬ ‫ُمشِْرُكو َ‬
‫ن}‪{105‬‬
‫ضو َ‬
‫عْنَها ُمْعِر ُ‬
‫عَلْيَها َوُهْم َ‬
‫ن َ‬
‫ض َيُمّرو َ‬
‫ت َواَلْر ِ‬
‫سَماَوا ِ‬
‫)‪َ) :(13‬وَكَأّين ّمن آَيٍة ِفي ال ّ‬
‫ن}‪) ({106‬يوسف ‪.(106-105-‬‬ ‫شِرُكو َ‬
‫ل ِإّل َوُهم ّم ْ‬
‫ن َأْكَثُرُهْم ِبا ّ‬
‫َوَما ُيْؤِم ُ‬

‫‪20‬‬

Anda mungkin juga menyukai