1
من قبلنا شرعة لنا ".وهكذا أصبح القرآن مجرد "مصدق" لما سبق من
كتب وشرائع وليس "مهيمنًا" و "ناسخًا" لها.
ونسخت هذه المنحولت المتعددة خصائص شرعة التخفيف والرحمة
وحاكمية الكتاب المنطلقة من إدراك العقل البشري نفسه لمضمون
الكتاب ،ولم يكن هذا "الدس المتعمد " لنسخ ما جاء القرآن لينسخه
ولكن لتثبيته .ويحمل هذا التثبيت نفيا ً لعلمات " النبي المي " الموعود به
في التوراة والنجيل وبالتالي تكذيب نبوة محمد نفسه وهذا ما فات على
كثيرين من الذين فهموا السنة النبوية الطاهرة فهما ً منحول ً وخاطئا ً ،
فطرحوا على المسلمين مفاهيم " الحاكمية اللهية " ومضوا فيهم صلبا ً
من خلف بموجب " حد الحرابة " ورجما ً للزاني وتقطيعا ً للطراف
بموجب " حد السرقة " فأصبحت "شرعة ما قبلنا شرعة لنا " فل مبرر
إذن لنبوة محمد أو أنه كاذب – والعياذ بالله – مخالف لبشارة التوراة
والنجيل.
فقد بشر الله – سبحانه – محمد كقائم على شرعة الرحمة والتخفيف
ونسخ شرعة الصر والغلل ،ورسول ً إلى الناس "كافة" حين وفد إليه
نسب ِْعي َ ه َ م ُ سى قَوْ َ مو َ خَتاَر ُ نقباء بني إسرائيل للعتذار عن عبادة العجلَ .وا ْ
َ َ ما أ َ َ
ي
ل وَإ ِّيا َ ن قَب ْ ُ م ْ م ِ ْ
ت أهْلكت َهُ ْ شئ ْ َ ب ل َوْ ِ ل َر ّ ة َقا َ ف ُج َ م الّر ْ خذ َت ْهُ ْ قات َِنا فَل َ ّ مي َ جًل ل ِ ِ َر ُ
ن ن تَ َ ض ّ ي إ ِل فِت ْن َت ُ َ ّ ما فَعَ َ ُ َ
م ْ دي َ شاُء وَت َهْ ِ م ْ ل ب َِها َ ك تُ ِ ن هِ َ مّنا إ ِ ْ فَهاُء ِ س َ ل ال ّ أت ُهْل ِكَنا ب ِ َ
ب ل ََنا ِفي َ َ
ن)َ(155واك ْت ُ ْ ري َ ِ خي ُْر ال َْغافِ ت َ مَنا وَأن ْ َ ح ْ فْر ل ََنا َواْر َ ت وَل ِي َّنا َفاغْ ِ شاُء أن ْ َ تَ َ
شاُء نأ َ َ ُ ل عَ َ ك َقا َ َ
خَرةِ إ ِّنا هُد َْنا إ ِلي ْ َ ْ
م ْ ب ب ِهِ َ صي ُ ذاِبي أ ِ
َ
ة وَِفي ال ِ سن َ ً ح َ هَذِهِ الد ّن َْيا َ
ن
ذي َ كاةَ َوال ّ ِ ن الّز َ ن وَي ُؤُْتو َ قو َ ن ي َت ّ ُ ذي َ سأك ْت ُب َُها ل ِل ّ ِ يٍء فَ َ ش ْ ل َ ت كُ ّ سع َ ْ مِتي وَ ِ ح َ وََر ْ
ي ال ّ ِ ُ
هدون َ ُ ج ُ ذي ي َ ِ م ّ ي اْل ّ ل الن ّب ِ ّ سو َ ن الّر ُ ن ي َت ّب ُِعو َ ذي َ ن)(156ال ّ ِ مُنو َ م ِبآَيات َِنا ي ُؤْ ِ هُ ْ
ْ
منك َ ِ
ر ن ال ْ ُ م عَ ْ ف وَي َن َْهاهُ ْ معُْرو ِ م ِبال ْ َ مُرهُ ْ ل ي َأ ُ جي ِ لن ِ م ِفي الت ّوَْراةِ َوا ْ ِ عن ْد َهُ ْ مك ُْتوًبا ِ َ
م َواْلغَْل َ
ل َ ه ر ص إ م ه ن ع ع ض يو ث ئ با خ ْ ل ا م ه ي َ ل ع م ر ح ي و ت با يّ ط ال م ه َ ل لّ ح
وَ ُ ِ ي
َ َ ِ َ ََ َ ُ َُْ ْ ِ ْ َ ُ ْ َّ ِ َُ َ ّ ُ َ ِْ ْ ُ ْ
ُ
ذي أنزِ َ
ل صُروهُ َوات ّب َُعوا الّنوَر ال ّ ِ مُنوا ب ِهِ وَعَّزُروهُ وَن َ َ نآ َ ذي َ م َفال ّ ِ ت عَل َي ْهِ ْ كان َ ْ ال ِّتي َ
َ ه أ ُوْل َئ ِ َ
ل الل ّهِ إ ِل َي ْك ُ ْ
م سو ُ س إ ِّني َر ُ ل َياأي َّها الّنا ُ ن) (157قُ ْ حو َ فل ِ ُ م ْم ال ْ ُ ك هُ ْ مع َ ُ َ
مُنوا ت فآ ِ َ ّ َ َ َ ْ ُ ْ َ ّ
مي ُ ي وَي ُ ِ ح ِ ه إ ِل هُوَ ي ُ ْ ض ل إ ِل َ ت َوالْر ِ ماَوا ِ س َ ملك ال ّ ه ُ ذي ل ُ ميًعا ال ِ ج ِ َ
ن) دو َ م ت َهْت َ ُ ُ ّ َ َ ّ ذي ي ُؤْ ِ ّ ُ ْ ّ
مات ِهِ َوات ّب ُِعوهُ لعَلك ْ ن ِباللهِ وَكل ِ َ م ُ ي ال ِ م ّ ي ال ّ سول ِهِ الن ّب ِ ّ ِباللهِ وََر ُ
– (158العراف /ج .9
قد جاء الن " عصر التحدي " والذي يقضي بتخليص السلم من الشوائب
المنحولة عمدا ً ،فكما دس أحبار السرائيليين على النصارى فساقوهم
إلى "التثليت اللهوتي " عوضا ً عن "توحيدية " السيد المسيح ،كذلك فعل
أحبارهم في السلم .والتهام هنا موجه أساسا ً لكعب الحبار و "وهب بن
منبه " ومن شابههم كأبي هريرة.
قد تعرضت الحضارة الوروبية في حقبتها الرومانية للدس على
توحيدية السيد المسيح ونتج عن ذلك لهوت أسست عليه الكنيسة
المسيحية في ما تل الحقبة الرومانية من عصور وسطى كافة
النحرافات .وبحكم تحول الموروث المحرف إلى "المقدس" عانت كل
العصور التي تلت الحقبتين الرومانية والوسطى إشكالية "نقض" هذا
المقدس وذلك بالرغم من عصور الستنارة منذ القرن السادس عشر
وظهور حركات التجديد وتمكن هذه الحركات وغيرها من الفكر النقدي
التحليلي والعقلني .
2
وما حدث للحضارة الوروبية المسيحية حدث أيضا ً للحضارة العربية
السلمية فتمكن الدس الذي لم تجدي معه علوم الجرح والتعديل
والتحقيق وعلوم الرجال وسواها التي غفلت عن "المتن" وانشغلت
بالسند ،علما ً بنهي الرسول عليه الصلة والسلم عن كتابة الحاديث لنها
مدخل الدس خلفا ً للقرآن المعصوم والممتنع عن الدس.
العقلنية الوروبية وتجاوز المقدس اللهوتي
ونفي عقيدة التثليث وتأليـه السيد المسـيح
قد حاول كتاب كثيرون في الحضارة الوروبية المسيحية نقد عقيدة
التثليث اللهوتية ونقد الناجيل نفسها حيث احتلت مسألة طبيعة المسيح ،
والناجيل المنسوبة إليه ،وعلقة هذه الناجيل بالتوراة حّيزا ً كبيرا ً في
محاورات الفلسفة الغربية وأفكار الصلح الديني.
وتمتد هذه المحاورات لتشمل أرجاء عديدة في مفهوميات العقيدة
المسيحية وفكرة الخلص .بدأت المحاورات منذ بداية تنسم الغرب
المسيحي لرياح المتغيرات الجتماعية والذهنية ،والتي حملت معها
ارتجاجا ً كامل ً في مفهوميات الفكر الديني المسيحي .
فمننذ القنرن الثننالث عشننر الميلدي علنى وجنه التقريننب ،هنناك أول
)جون وايكليف ( النكليزي الذي عنناش فنني القننرن الرابننع عشننر و )جننون
هاس ( من بوهيميا الذي عاش أوائل القننرن الخننامس عشننر ،حيننث قننادا
تيارا تجديديا على أساس تعاليم أوغسننطين ووجهننا مننن خللننه نقنندا عنيفننا
للنظام الكنسي التقلينندي .قيننل وقتهننا أن الكنيسننة الصننحيحة تتننألف مننن
أولئك الننذين انتقنناهم اللننه للخلص ،وأنهننا ليسننت مرادفننة لكنيسننة رومننا
.وبالستناد إلى هنذه النظرينة لنم يكنن للنتمناء إلنى الكنيسنة ) المرئينة (
والمساهمة في طقوسها أي تننأثير علننى خلص النسننان .وأصننبح النظننام
الكاثوليكي بكامله غير ضروري .دفننع )هنناس( حينناته ثمننا ً لننذلك الموقننف
الجريء ،أما )وايكليننف ( فقنند تننابع رحلننة النقنند داعي نا ً إلننى الرجننوع إلننى
التوراة بعد أن ترجمها إلى النكليزيننة – باعتبارهننا المرجننع الخيننر للعقينندة
في حين اتجه ) لوفيفر ديتابننل ( فني مرحلننة أخننرى إلننى نقنند الشننروحات
والحواشي وحاشية الحواشي التي تلبسننت الناجيننل وفرضننت عليهننا طلء
مخالفا ً لها.
عبر تلك المحاولت النقدية المتقدمة فتننح الطريننق للصننلح اللننوثري
والصلح الكالفني ،من أهم نتائج )لوثر( أن اليمان بالنسبة إليننه لننم يكننن
أبدا ً مجرد التمسك بالتقاليد.فالعتقاد ،كالحياة الخلقية ،هو ثمرة اليمان
ل جوهره ،بمعنى آخر استطاع لوثر أن يؤكد على مرتبة الحق الفردي في
تأويل النجيل والننتركيز علننى مفهننوم )المحبننة ( فنني العلقننة بننالله خلفنا ً
لمفهوم )كالفن ( الذي ركز على )الحننس النندقيق بننارادة اللننه المسننيطرة
وسلطانه ( .
ورغم الفارق بين المفهومين ،ومختلف مفاهيم التجديد المسيحي
ما ناديا بوجوب اعتماد العقل في تأويل يبقى القول بأن لوثر وكالفن ل ّ
التوراة :فتحا المجال لتيار عقلي أخذ في التضخم ،ثم دفع التطور
الحضاري بدور العقل خطوات إلى المام .هكذا نشأت الثغرة في العالم
المغلق وابتدأ الكفاح الطويل من أجل الحرية – أي حق الذكاء الفردي في
العمل على تحقيق أهدافه دون أن تعيقه حدود سلفية.
3
تولى التطور الوروبي بعد ذلك – ومنذ مفاهيم ) نيوتن ( عن آلية
الكون ،دفع النقد التحليلي للفكر المسيحي إلى مدى أبعد ،حيث تعرضت
مصداقية النصوص النجيلية نفسها للتشكيك .وأشير هنا إلى دراسات
) برونو باور( التي نشرها في كتابه الصادر عام 1840حول ) نقد تاريخ
أنجيل القديس يوحنا ( وكتابه الخر عام 1841حول ) نقد تاريخ الناجيل
الربعة وأنجيل يوحنا ( .أكد )باور( أن الناجيل ل تتضمن أي ذرة من
الحقيقة التاريخية وأنها وضع تلقائي لكتاب الناجيل ،بل إن ) باور ( مضى
لبعد من ذلك حين أصدر كتابه )نقد التفسير اللهوتي للناجيل ( في برلين
1852حيث بين أن ليس ثمة رابط بين التوراة والنجيل وأن الدين
المسيحي ليس سوى فلسفة وضعية تعبر عن وعي زمانها صاغها الكتاب.
بعد هذا نطرح ما أثارته الرسائل المتبادلة بين توينبي وروزنتال التي
نشرت في جريدة "التايمز" بتاريخ السبت .20/12/1975وقد توليت
ترجمتها ونشرها في صحيفة " التحناد " – أبو ظبي – بتاريخ 29
مارس)آذار( 1979م.
المراسلت غير المنشورة
بين توينبي وروزنتــال
توينبي هو أحد المعالم الفكرية في قرننا وقد توفي عام 1975وفي
هذه الصفحات يناقش فيليب هوارد مراسلت توينبي غير المنشورة حول
موقفه من المسيحية واليهودية.
"حين مات أرنولد توينبي في أكتوبر كان قد أكمل عمل جليل سبق أن
كرس له حياته عن وتيرة نشوء وسقوط الحضارات ومعنى الحداث
واتجاهها العام .وبغض النظر عن المآخذ حول دقة آرائه عن العالم ،إل ان
ذلك العمل سيبقى أثرا ً فكريا ً بارزا ً لقرننا العشرين لما يتميز من سعة في
الفق واستيعاب لتأثير المد الديني على التاريخ ،المر الذي لم يدرج على
تناوله المؤرخون المعاصرون في دراساتهم القل تعمقا ً .
خلف توينبي من ورائه مراسلت غير مكتملة وغير منشورة توضح
في أهم جوانبها أن تصوره للدين كان آخذا ً في التغير عند نهاية حياته .
وكانت هذه المراسلت التي تتناول العلقة بين المسيحية واليهودية متبادلة
مع )أبراهام روزنتال ( الكاتب والباحث في علم الديان المقارن .وقد
كرست الرسائل بشكل خاص لبحث آفاق مستقبل الديانتين المتلزمتي
النمو في )إسرائيل ( والتي يكره توينبي معاملتها ككيان سياسي.
كانت فكرة التطور باتجاه ديانة عالمية تستخلص الفضل من ديانات
العالم الكبرى هي الخيط الرئيسي والمهيمن على أعماله.
أثناء حياة توينبي منع المستر روزنتال نشر المراسلت متحججا بأنها
شخصية جدا ً .وتعتبر المراسلت من الجانبين وثائق مذهلة لحوار بين
عقلين حادي الذكاء إذ تتناول بعمق أعظم وأكثر مسألة يلفها الغموض في
العالم.
بدأت المراسلت قبل عشر سنوات تقريبا ً حينما كتب المستر
)روزنتال ( إلى البروفسير )توينبي( رسالة عن وصفه لليهودية في
محاضرة ألقاها الخير ذلك السبوع بأنها ) من البقايا المتبقية عن الحضارة
السريانية القديمة ( ويبدو أن هذا القول كان يتعارض مع رأي سابق
4
لتوينبي ذكر فيه ) أن اليهودية هي الديانة الوحيدة التي يمكن أن يتكاثر
معتنقوها كلما تقادمت العصور.(..
رد توينبي بإيجاز ولطف بأن استخدامه لكلمة ) بقية باقية ( يجب أل
يؤخذ كنص استفزازي ) ففي الحقيقة قصدت أن تعني الكلمة لك النجاح
الستثنائي الذي أصابته المجتمعات اليهودية والبارسية في البقاء . ( ..
ثم رد المستر روزنتال متسائل ً عن الشخصية التي عناها توينبي حينما
أشار في كتاباته إلى أسم ) ديتيرواسحاق( .ففي اليهودية ل يوجد سوى
شخص واحد معنى بهذا السم وليس ثمة شخصان .
رد توينبي بطريقة موسعة وعامة ثم بدأ يشق مجرى جديدا ً لتفكيره
بعد أن حسم مسألة الديتيرواسحاق .
)قد نشأت مسيحيا وبالرغم من أنني لست ضد "الل-أدرية " الدينية إل
ون في مرحلة الطفولة نظرة النسان وعلى مدى ما بقي من أن الدين يل ّ
حياته .مع ذلك لم أكن قادرا في أي مرحلة من المراحل على ابتلع
الدعاء الرسمي للكنيسة المسيحية المجافي للعقل بأنها ) اسرائيل
الحقيقية ( ،أنني أرى المسيحية على حسب ما يستخدم الشيوعيون من
مصطلحات في قاموسهم ) انقساما منحرفا ( عن اليهودية وهرطقة
منشقة من وجهة النظر اليهودية التقليدية ،ومع ذلك فإن المسيحية
مصبوغة بالتقاليد اليهودية على نحو لفكاك منه لدرجة أنه لول شعبية
السماء "المسيحية " ) مثال أن إسمي الثاني هو جوزيف – يوسف ( لما
بقيت هناك أسماء يهودية كما هي عليه في أصلها .
هناك مسألة خاصة بالمستقبل تثير في نفسي شغفا ً لمعرفتها ،
فيسوع نفسه لم يكن فقط يهوديا ً ولكنه كان – طبقا ً لما تمضي إليه بعض
البيانات غير المستوفية وبوضوح ،تقليديا متزمتا .ذلك في حدود ما
نستخلصه من حقائق عبر كيفية تقديم اتباعه له ..فهل سيعود الشعب
اليهودي في يوم من اليام إلى إعادة نسبة إليه كواحد منهم وهم أحق
بذلك ؟
إن على اليهود الذين أصبحوا الن مواطني )إسرائيل ( أن يتعايشوا
على مقربة معه .أعني في ضوء السس اليهودية المشتركة لديهم ولديه
في نفس الوقت وذلك دون أي مسئولية تجاه ما جعلته منه الكنيسة
المسيحية أي مؤسسها السابق على وجودها ؟كيف تجد وقع هذه المسألة
لديك ؟
حين صدق توينبي على المسيح في القرآن:
تجاوب السيد روزنتال مع الحوار ورد مطول واضعا المسألة على
النحو التالي:
)ما هو المشترك بين اليهود يمكن أن يكون عصبتهم الدينية أو
أنكاريتهم ويمكن أن يكون غير ذلك إل عدم اعترافهم بيسوع فهو عامل
مشترك بينهم جميعًا(.
)ما هو المشترك بين اليهود ؟ يمكن أن يختلفوا حول اليمان وحول
الكفر ولكنهم يتفقون بحزم على إنكار المسيح بغض النظر عن كونهم
متدينين أو مفكرين أو منكرين أو خلف ذلك ..فإن المشترك بينهم
عدم اعترافهم بيسوع ..بإمكانك أن تفصله عن الكنيسة التي أسسها
فعل ً غير أنه وبإجماع اليهود يبقى خارجا ً عليهم وسيبقى كذلك إلى البد (.
5
تولى توينبي الضرب على الحديد ساخنا فقال في إجابة مسهبة انه شعر
بان المراسلت تقودهما عميقا إلى تفاهم مشترك ..قال في بعض
الفقرات ان اعتقاداتي الخاصة عن يسوع هي كالتي :
-1انه رجل فان وليس إلها:
" لماذا تدعونني صالحا ً ،ليس أحد صالحا إل واحد هو الله "
ً
أنجيل متى اصحاح رقم 19عدد 17
عيسى ابن مري َ َ
ت قُل ْ َ
ت م أأن َ ْ َ َ ْ َ َ ه َيا ِ َ ل الل ّ ُ )للمقارنة تصديقا ً للقرآن -وَإ ِذ ْ َقا َ
ن َ ما ي َ ُ حان َ َ ن الل ّهِ َقا َ َ ُ خ ُ
ن ِلي أ ْ كو ُ ك َ سب ْ َ ل ُ دو ِ ن ُ م ْ ن ِ مي إ ِلهَي ْ ِ ذوِني وَأ ّ س ات ّ ِ َِللّنا ِ
سي وََل ف ِ ما ِفي ن َ ْ م َ ه ت َعْل َ ُ مت َ ُقد ْ عَل ِ ْ ه فَ َ ت قُل ْت ُ ُ كن ُ ن ُ حق ّ إ ِ ْ س ِلي ب ِ َ ما ل َي ْ َ ل َ أُقو َ
َ َ َ
مْرت َِني ما أ َ م إ ِّل َ ت ل َهُ ْ ما قُل ْ ُ ب)َ (116 م ال ْغُُيو ِ ت عَّل ُ ك أن ْ َ ك إ ِن ّ َ س َ ف ِ ما ِفي ن َ ْ م َ أعْل َ ُ
َ
ما م فَل َ ّ ت ِفيهِ ْ م ُ ما د ُ ْ دا َ شِهي ً م َ ت عَل َي ْهِ ْ كن ُ م وَ ُ ه َرّبي وََرب ّك ُ ْ دوا الل ّ َ ن اعْب ُ ُ ب ِهِ أ ْ
ت عََلى ك ُ ّ َ َ
ن
د) (117إ ِ ْ شِهي ٌ يٍء َ ش ْ ل َ م وَأن ْ َ ب عَل َي ْهِ ْ ت الّرِقي َ ت أن ْ َ كن َ ت َوَفّي ْت َِني ُ
َ
م)– (118 كي ُح ِ زيُز ال ْ َ ت ال ْعَ ِ ك أن ْ َ م فَإ ِن ّ َ فْر ل َهُ ْ ن ت َغْ ِ ك وَإ ِ ْ عَباد ُ َ م ِ م فَإ ِن ّهُ ْ ت ُعَذ ّب ْهُ ْ
المائدة /ج (.7
و " يا إلهي ..يا إلهي لماذا تخليت عني ؟ "
ونعود إلى سياق توينبي:
ان هذه القوال هي في تقديري من أربعة فقط غير
مشكوك في صحتها من بين عدة أقوال منسوبة إلى يسوع
في الكتب المقدسة المسيحية ..ويبدو أن الصل في
البقاء على هذه الربعة إما راجع إلى سهو تحليلي أو لنها
موثقة جدا ً ومعلومة جدا لتباع يسوع ،بما يجعل من غير
الممكن حذفها .
والفقرتان اللتان اقتبستهما ل يتلءمان مع أوليات العقيدة المسيحية
لنهما يوضحان أن يسوع لم يكن يعتقد بأنه الله..
6
) التوحيد ( اليهودي .ومن المحتمل أن ما سيصاب به يسوع من
صدمة ستكون أعنف عليه شخصيا من أي يهودي آخر لنه قد اتخذ
هو بالذات موضوعا لهذا النحراف الثوري من أساسيات
التعاليم اليهودية) .راجع مرة أخرى ما سبق من آيات المائدة -116
.( 118-117
-4ل أعتقد أن يسوع هو مؤسس الكنيسة المسيحية ،فمما ل شك فيه
أن التابعين له هم الذين أنشأوها من بعد وفاته وذلك في إطار الجماعة
اليهودية وذلك كفرق يهودية خارجة عن الصل .فالمسيحية في علقتها
باليهودية التقليدية كعلقة ) البروتستانتية بالكاثوليكية ( .ثم تحولت
إلى ديانة بعد أن تحول إليها من غير اليهود أيضا ً .
-5بالرغم من تأكيد يسوع على طرح وتقديم تفسيره الذاتي لليهودية إل
أنه ظل وبإخلص يهوديا متعصبا لدينه كما هو دون ريب يهودي في عصبيته
.وفي حدود ما وصل إليه علمنا انه بالكاد قد مضى لبعد من
أطراف تلك الرجاء من فلسطين التي كان يسكنها اليهود في
عصره.
وقد ورد انه قال ) لم أرسل إل للخراف الضالة من بيت
إسرائيل ( .
.إنجيل متى ،إصحاح رقم ، 15عدد 24
)وللمقارنة تصديقا ً للقرآن -ورسوًل إَلى بِني إسراِئي َ َ
ة
م ِبآي َ ٍ جئ ْت ُك ُ ْ ل أّني قَد ْ ِ ِ ْ َ َ ِ ََ ُ
َ
َ
ن طي ًْرا ُ كوُ َ يَ ف ِ ه فيِ خُ ُ ف أن َ ف ِ ر ْ يّ ط ال ِ ة َ ئ ن ال ّ ِ َ ْ
ي ه َ ك ن طي م ْ م ِ خل ُقُ ل َك ُ ْ م أ َّني أ َ ْ ن َرب ّك ُ ْ م ْ ِ
ُ ُ َ َ ُ
مام بِ َ ن الل ّهِ وَأن َب ّئ ُك ُ ْ موَْتى ب ِإ ِذ ْ ِ ي ال ْ َ ح ِ ص وَأ ْ ه َواْلب َْر َ م َ ن الل ّهِ وَأب ْرِئُ اْلك ْ َ ب ِإ ِْذ ْ ِ
ن) مني َ مؤْ ِ م ُ ن ك ُن ْت ُ ْ م إِ ْ ة ل َك ُ ْ ك َلي َ ً ن ِفي ذ َل ِ َ م إِ ّ ن ِفي ب ُُيوت ِك ُ ْ خُرو َ ما ت َد ّ ِ ن وَ َ ت َأك ُُلو َ
ُ
م عَل َي ْك ُ ْ
م حّر َ ذي ُ ض ال ّ ِ م ب َعْ َ ل ل َك ُ ْ ح ّ ن الت ّوَْراةِ وَِل ِ م ْ ن ي َد َيّ ِ ما ب َي ْ َ صد ًّقا ل ِ َ م َ (49وَ ُ
َ
ه َرّبي وََرب ّك ُ ْ
م ن الل ّ َ طيُعوِني) (50إ ِ ّ ه وَأ ِ قوا الل ّ َ م َفات ّ ُ ن َرب ّك ُ ْ م ْ م ِبآي َةٍ ِ جئ ْت ُك ُ ْ وَ ِ
َ ُ ْ َ َ َ ٌ
ن
م ْ َ
فَر قال َ م الك ْ من ْهُ ْ سى ِ عي َ س ِ ح ّ ما أ َ م)(51فل ّ قي ٌ ست َ ِم ْ صَراط ُ ذا ِ دوهُ هَ َ َفاعْب ُ ُ
شهد بأناَ َ َ
مّنا ِبالل ّهِ َوا ْ َ ْ ِ ّ صاُر الل ّهِ آ َ ن أن ْ َ ح ُ ن نَ ْ وارِّيو َ ح َ ل ال ْ َ صاِري إ َِلى الل ّهِ َقا َ أن ْ َ
ن) – (52آل عمران /ج .3 مو َ سل ِ ُ م ْ ُ
وبذلك حصر مدى تجواله للمراقبة ضمن الجزاء اليهودية في
فلسطين مع المتناع عن تغشي مناطق الكفرة والمشركين
وحتى عن السامريين الذين كانت ديانتهم ول زالت قريبة
الشبه بالديانة اليهودية .ل بد من أن يكون هذان القولن موثقان بما
فيه الكفاية حتى تحتفظ بسجلتهما الكنيسة المسيحية التي غدت أغلبيتها
الساحقة وعلى نحو سريع من غير اليهود .
"لم أتوقف كثيرا ً لدى قولك بان اليهود ومن كل الملل ،المؤمن بينهم
وغير المؤمن متحدون في عدم اعترافهم بالمسيح وذلك لني أعتقد انك
تعني عدم العتراف بيسوع ضمن ما صورته به الكنيسة ،فاليهود
والسامريون هما الشعبان الوحيدان من شعوب المبراطورية الرومانية
اللذان لم يصبحا مسيحيين وبالطبع فإن صمودهما ضد تحولهما إلى دين
الغلبية التي يعيشان في داخلها يعتبر من مصلحتهما وذلك على مدى
ثلثة عشر قرنا عاش فيها عالمنا الغربي أجواء التعصب ،غير أنه ل يمكن
لليهود أن يمضوا في إنكار الحقيقة التاريخية ،أي كون يسوع يهوديا ً بأكثر
مما ينكر الكاثوليك بأن لوثر كان راهبا ً كاثوليكيا ً أو أن ننكر نحن في
7
بريطانيا أن جورج واشنطن كان تابعا ً لبريطانيا .بالمكان أن يعتقدوا
ويؤكدوا على أن هؤلء الثلثة مرتدون غير أن الوضاع الصلية لهذه
الشخصيات المثيرة للنقاش – تظل حقائق ثابتة ل تتبدل ".
وبعد مناقشة مستفيضة وتفصيلية يخلص توينبي إلى القول ) كيف يمكنك
على نحو إفرادي أن تؤكد على أن هذه هي وجهة النظر اليهودية الجماعية
،أو كيف يمكن لي شخص أي كان أن يتنبأ بأن ما هو موجود الن
سيستمر إلى نهاية البد .بل أننا حتى ل نعرف فيما إذا كان الزمان نفسه
يتجه إلى نهاية ما ،وخلل ذلك بالطبع فإن الزمان ل محال يحدث معه
التغييرات( .
) ...الن هناك تمثال لجورج واشنطن في لندن ،وقريبا كانت الكنيسة
المسيحية الكاثوليكية تناقش الكنيسة المسيحية البروتستانتية حول
مشروع إنشائهما المشترك للكنيسة المسيحية الغربية وذلك بعد أن اتفق
الجميع على نصوص اليات الدقيقة الواردة في الصل العبري للتوراة
وكذلك كتاب العهد الجديد المخطوط باليونانية ،وأتوقع أن يأتي يوم ينجح
فيه أحد أساتذة الجامعة العبرية بالقدس وبطريقة منهجية صبورة في
تسليط الضواء على يسوع التاريخي بمعزل عن التصور
المسيحي المضفي عليه .وذلك كما يفعل تماما خبير في
ترميم اللوحات وتجديدها حين يكشف عن الثر الفني الكامل
تحت طبقة من الطلء المتأخر ،وأتوقع لبعد من ذلك بأنه إذا ما
حدث ذلك فإن أهمية هذا البحث العلمي )الذي سيأفل دونه حتى عمل
البر فسير يادن في الماسادا ( سيتوج بإشادة نصب ليسوع الناصري
الشهير في تل أبيب – أعلم بالطبع ان التجسيد المرئي للشكل النساني
محرم في اليهودية ) ذلك بالرغم من تجاهل هذا التحريم في الكنيس
القائم في ديورا – ايروبس ( وبالرغم من أن التحريم قائم في السلم
أيضا ً فمع ذلك يوجد اليوم تمثال رمسيس الثاني في القاهرة وتمثال آخر
لتاتورك على صهوة جواد في )أنقرة( .
" ..أولن يأتي ذلك الرجل الذي ينندعي معرفننة مننا يحنندث إلننى نهايننة البنند
متشبها ً باللهة وعالما بالغيب بما ل يعلمه البشر .في الحقيقة أنه سيدعي
لنفسه رغما عن المحاذير ما تدعيه الكنيسة المسيحية ليسوع .وإنني الن
أشعر بالتفاهم الحسن بيننا ،بما يسمح لي بإنهاء هذه الرسننالة علننى هننذا
النحو الساخر" .
كتب أبرهام روزنتال ردا مسهبا آخذا نقاط الحوار بالتفصيل غير أنه لم
يأت رد من توينبي قبل وفاته وبذلك بقي الحوار اللهوتي والفلسفي دون
انتهاء ومع ذلك كان بناء " .انتهى نص الترجمة.
الدس على السلم وضرورة
السترجــاع النقــــدي
وهناك شك كبير في أن يكون الدس وأغلبه وارد في ما يسمونه
"الصحاح" قد امتد أيضا ً لصول المخطوطات " التي كتبت عن " أبي
حنيفة " النعمان – 80/150هن الموافق 699/767م – و "مالك بن أنس
– 93/179هن الموافق 711/795م – و " الشافعي – 150/204هن
الموافق 767/819م – و"أحمد بن حنبل" – 164/243هن الموافق
780/857م .
8
ففي تلك الحقب كانت المخطوطة تنتقل من يد إلى يد ،ومن بلد إلى
بلد ،ويمكن مراجعة علماء المخطوطات والمحققين ،فهناك أكثر من
مخطوطة دس عليها بل واختلف بعضها بالكامل ،ونسبت إلى علماء أجلء
ن
ن ب َي ْ ِ م ْل ِ من السلف الصالح .أما القرآن فهو معصوم إلهيا ً َ .ل ي َأ ِْتيهِ ال َْباط ِ ُ
د) – (42فصلت /ج .24وهو مي ٍ ح ِ كيم ٍ َ ح ِ ن َ م ْل ِ زي ٌ فهِ َتن ِ خل ْ ِن َ م ْ ي َد َي ْهِ وََل ِ
المرجع المطلق القاطع الذي أمرنا رسول الله اللتزام به
والستغناء به حتى عن كتابة أحاديثه حيث نهى عن كتابتها
وكذلك نهى الراشدون من خلفائه لنه يعلم ما ل يعلمون من دس أحبار
بني إسرائيل على السلم كما دسوا على النصرانية.
فالسترجاع النقدي القرآني هو أهم مدخل لنا لعادة فهم السنة النبوية
الصحيحة ،وفهم الموروث الديني ،وفهم خصائص ديننا الناسخ بعالمية
الخطاب وحاكمية الكتاب البشرية وشرعة التخفيف والرحمة لما قبله من
شرائع.
ويبقى بعد ذلك أن نوضح " المرجعية " التي نستند إليها في إعادة التقييم
إضافة إلى استرجاعية القرآن النقدية .
تكمن هذه المرجعية في استخدام الدوات المنهجية العلمية المعاصرة
التي تقوم على التحليل والتفكيك والحفر المعرفي ثم إعادة التركيب.
لو كان قد قُّيض لفقهاء المة السلمية ومفكريها أن يأخذوا السلم
بمنهجية القرآن المعرفية لما احتاج )توينبي( وغيره لعمال العقل النقدي
وحده في نصوص النجيل ،فقد تولى الله – سبحانه وتعالى – تصحيح كل
الشكاليات وبمستوى مطلق في القرآن ،إذ يظل القرآن الكريم والمجيد
والمكنون ،هو )الوحي اللهي المعادل موضوعيا ً للوجود الكوني وحركته ،
بما في ذلك النسان ( والمتنزل دائما ً بمطلقه على نسبية الواقع ،والبديل
عن كافة الفلسفات )الوضعية ( التي تحاول معالجة الزمات النسانية
ولكنها – في الواقع – تغرق النسان في الزمات الكثر تعقيدا ً والناتجة عن
ما تعتبره حلول ً )منطقية( لها.
ثم إن ما يصيب السلم من فهم خاطئ لشرعته ،يؤدي إلى تصويب
سهام )العقلنية( لشرعتنا الكونية ،فهي معركة في غير معتركها متى فهم
السلم على حقيقته وخلت القلوب من )المرض( و )القسوة( .
وأعلم في الختام أن المواضيع التي تطرقت إليها )مثيرة للجدل ( ومدعاة
للتهام ،ولكني بين خيارين :خيار)التعايش مع ما هو في الواقع (
بمنطق )براجماتي نفعي ( وفي هذه الحالة ينطبق علي مضمون اليات:
شي ْ َ َ سل َ َ َ
نم ْ ن ِ كا َ ن فَ َ طا ُ ه ال ّ من َْها فَأت ْب َعَ ُ خ ِ ذي آت َي َْناهُ آَيات َِنا َفان َ م ن َب َأ ال ّ ِ ل عَل َي ْهِ ْ َوات ْ ُ
هُ َ ْ َ َ َ َ َ َ
مث َل ُ واهُ فَ َ ض َوات ّب َعَ هَ َ خلد َ إ ِلى الْر ِ هأ ْ شئ َْنا لَرفَعَْناهُ ب َِها وَلك ِن ّ ُ ن)(175وَلوْ ِ ال َْغاِوي َ
ل عَل َيه يل ْه ْ َ
نذي َ قوْم ِ ال ّ ِ ل ال ْ َ مث َ ُ
ك َ ث ذ َل ِ َ ه ي َل ْهَ ْ ث أوْ ت َت ُْرك ْ ُ ْ ِ َ َ م ْ ح ِن تَ ْ ب إِ ْ ل ال ْك َل ْ ِ مث َ ِكَ َ
ن
ذي َ م ال ّ ِ قوْ ُ مث ًَل ال ْ َ ساَء َ ن)َ (176 فك ُّرو َ م ي َت َ َ ص ل َعَل ّهُ ْ ص َ ق َ ص ال ْ َ ص ْ ك َذ ُّبوا ِبآَيات َِنا َفاقْ ُ
نم ْ دي وَ َ مهْت َ ِ ه فَهُوَ ال ْ ُ ن ي َهْدِ الل ّ ُ م ْ ن)َ (177 مو َ كاُنوا ي َظ ْل ِ ُ م َ سه ُ ْ ف َ ك َذ ُّبوا ِبآَيات َِنا وََأن ُ
ن) – (178العراف /ج .9 سُرو َ خا ِ م ال ْ َ ك هُ ْ ل فَأ ُوْل َئ ِ َضل ِ ْيُ ْ
والخيار الثاني هو اللتزام بهدى الله – على قدر استطاعتي بإذن الله –
مهما كان الثمن في هذه الدنيا الفانية بجسدها الفاني.
فلو أدرك المفكرون حقائق السلم بمنهجيته المعرفية المتفاعلة –
استيعابا ً وتجاوزا ً – مع كافة مناهج المعرفة البشرية ،والمتفاعلة – كذلك
9
استيعابا ً وتجاوزا ً – مع كافة النساق الحضارية وبسقف )كوني( يتجاوز
)الوضعية( و )اللهوت( معا ً ،إذن لهرعوا إليه ،ولهرع إليه أنصار
)التعددية( سلما ً وتكافؤا ً بين القوميات وبمعزل عن منطق الغلبية
والقلية.
ولهرع إليه أنصار )العقلنية( المتجاوزة برؤيتها الكونية لكل ما يبوتق
التفكير البشري.
ولهرع إليه أنصار )الحرية النسانية( المتجاوزة لليبرالية الفردية
وبراجمتيتها على حساب المجتمع .الحرية النسانية المؤسسة على السلم
وليس على الصراعات وتوازناتها في الشكل الديموقراطي الغربي.
ولهرع إليه أنصار )القسط بين الناس ( وليس فقط العدالة الجتماعية.
ما ِفي قَل ْب ِ ِ
ه ه عََلى َ شهِد ُ الل ّ َ حَياةِ الد ّن َْيا وَي ُ ْ ه ِفي ال ْ َ ك قَوْل ُ ُ جب ُ َ ن ي ُعْ ِ م ْ س َ ن َالّنا ِ م ْ وَ ِ
سد َ ِفيَها وَي ُهْل ِكَ ف ِ ض ل ِي ُ ْ َ ْ ّ م)(204وَإ ِ َ ْ َ
َ سَعى ِفي الْر ِ ذا ت َوَلى َ صا ِ خ َ وَهُوَ ألد ّ ال ِ
هخذ َت ْ ُهأ َ ّ
ق الل َ َ ذا ِقي َ د)(205وَإ ِ َ ْ َ ّ س َ ال ْ َ
ه ات ّ ِ لل ُ سا َ ف َب ال َ ح ّ ه ل يُ ِ ل َوالل ُ ث َوالن ّ ْ حْر َ
ري ش ِ ن يَ ْ م ْ س َ ن َالّنا ِ م ْ د)(206وَ ِ مَها ُس ال ْ ِ م وَل َب ِئ ْ َ جهَن ّ ُ ه َ سب ُ ُ ح ْ ال ْعِّزةُ ِباْل ِث ْم ِ فَ َ
خُلوا مُنوا اد ْ ُ نآ َ ذي َ ف ِبال ْعَِباِد)َ(207ياأي َّها ال ّ ِ ه َرُءو ٌ ضاةِ الل ّهِ َوالل ّ ُ مْر َ ه اب ْت َِغاَء َ س ُ ف َ نَ ْ
نن)(208فَإ ِ ْ مِبي ٌ م عَد ُوّ ُ ُ
ه لك ْ َ ن إ ِن ّ ُ َ
شي ْطا ِ ت ال ّ وا ِ خط َُ ة وَل ت َت ّب ُِعوا ُ َ َ
سلم ِ كافّ ً ْ ِفي ال ّ
ّ َ َ ْ
م)– (209 كي ٌ ح ِ زيٌز َ ه عَ ِ ن الل َ موا أ ّ ت َفاعْل ُ م الب َي َّنا ُ ُ
جاَءت ْك ْ ما َ ن ب َعْدِ َ م ْ م ِ َزل َل ْت ُ ْ
البقرة /ج .2
10