© أ.د .محمد البخاري .العالقات العامة وإدارة األزمات 57( .صفحة) طشقند – .2010
2
مخطط البحث
الصفحة الموضوع
5 المقدمة :العالقات العامة الدولية (الدبلوماسية الشعبية)
5 التعريف aالمهني المتخصص
6 التعريف aاالجتماعي الشامل
7 نشاطات العالقات العامة في المجال الحكوميa
7 نشاطات العالقات العامة في مجال الهيئات والمنظمات الحكومية
11 العالقات العامة وإدارة األزمات
16 وسائل اإلعالم الجماهيرية كقناة من قنوات االتصال للعالقات العامة
18 اإلعالن وتطور aفنونه
21 االتصال الذاتي واالتصال الشخصي aواالتصال الجماعي واالتصال الجماهيري
21 نماذج عملية االتصال
23 وظائف aوسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية
24 تطور aنظريات االتصال
31 وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية الحديثة ،كامتداد لحواس اإلنسان
40 نظريات اإلعالم هي خالصات لما توصل إليه الباحثون
41 اإلعالم والتجربة اإلعالمية العربية
43 النظم السياسية ووسائل اإلعالم واالتصال الجماهيرية
44 النظام السياسي aالمنفتح
47 هياكل النظم السياسية ووظائفها
52 الخاتمة :الوعي السياسي والثقافة السياسية
53 مراجع البحث
3
4
المقدمة
ويقصد به إقامة عالقات حسنة داخل المؤسسaaات وخارجهaaا ،مبنيaaة على التفaaاهم
والثقة المتبادلة .من خالل إبراز واالهتمام بالوظائف األساسية الaaتي تضaaطلع بهaaا إدارة
العالقات العامة ،في مؤسسة أو منظمة حكومية كانت أم خاصة ،لتكون وظيفتهaaا بaaذلك
إدارية بحتة .وتبلور هذا التعريف مع ظهور شخصيات متخصصة في العالقات العامaaة
مع بداية القرن العشرين ،أمثال :إيفي لي ،وإدوارد بيرنيز ،وجون هيل .وتبع ذلك قيaaام
جمعيات واتحادات علمية ومهنية ضمت المتخصصين في العالقات العامة في القaaارتين
األوروبيaaة واألمريكيaaة ،خالل أربعينaaات وخمسaaينات القaaرن العشaaرين .وسaaاهمت تلaaك
الجمعيات والمنظمات بدورها في زيادة تعريف العالقات العامة ،وسaaاعدت على تحديaaد
مهامهaaا ووظائفهaaا .وفي عaaام 1947نشaaرت مجلaaة أخبaaار العالقaaات العامaaة Public
Relation Newsخالصة لتعريف العالقات العامة ،أخذته من نتائج االستقصاء الذي
أجرته بين مشتركيها ،والعاملين في مجاالت العالقات العامة ،وجاء فيها أن" :العالقات
العامة :هي وظيفة اإلدارة التي تقوم بتقويم اتجاهات الجمهور وربط سياسaaات وأعمaaال
فرد أو منشأة مع الصالح العام ،وتنفيذ برامج لكسب تأييد الجمهور وتفهمه".
واعتبر إيفي لي أحد رواد العالقات العامة في الواليaaات المتحaaدة األمريكيaaة ،أن
مهمتهaaا مزدوجaة ،وتبaدأ من دراسaة اتجاهaaات الaرأي العaaام ،ونصaح الشaaركات بتغيaaير
خططها ،وتعديل سياساتها لخدمaaة المصaaلحة العامaaة ،وثم إعالم الجمهaaور بمaaا تقaaوم بaaه
الشركات من أعمال تهمهم وتخدم مصالحهم.
أما إدوارد بيرنيز خبير العالقات العامة األمريكي ،فaaاعتبر أن العالقaaات العامaaة
هي :محاولة لكسب تأييد الرأي العام لنشاط أو قضية أو حركة أو مؤسسaaة ،عن طريaaق
اإلعالم واإلقناع والتكيaaف ،أي إيجaaاد التكيaaف والتكامaaل والتوافaaق بين مواقaaف مؤسسaaة
معينة وسلوكها ،مع مواقف جماهيرها ورغباتهم ،بحيث ال يطغى أحدهما على اآلخر.
5
أما جمعية العالق ات العام ة األمريكية فقaaد عرفتهaaا بأنهaaا :نشaaاط أي صaaناعة أو
إتحاد أو هيئة أو مهنة ،أو حكومة ،أو منشأة لبناء وتaaدعيم عالقaaات سaaليمة منتجaaة بينهaaا
وبين فئة من الجمهور :كالعمالء والموظفين والمساهمين والجمهور بشكل عام ،والعمل
على تكييف أهداف المؤسسة مع الظروف المحيطة بها ،وشرح أهدافها للمجتمع.
وقدم معهد العالقات العامة البريطاني ،تعريaaف للعالقaaات العامaaة بأنهaا :الجهaود
اإلدارية المرسومة ،والمستمرة الهادفة إلى إقامة وتدعيم التفaaاهم المتبaaادل بين المنظمaaة
وجمهورها.
بينما جاء تعريف جمعية العالقات العامة الفرنس ية ،بaaأن العالقaaات العامaaة هي:
طريقة للسلوك ،وأسلوب لإلعالم واالتصال ،اللذان يهدفان إلى إقامة عالقات من الثقة،
والمحافظة عليها ،وتقوم هذه العالقات على المعرفة والفهم المتبادلين ،بين المنشaaأة ذات
الشخصية االعتبارية ،التي تمارس وظaaائف وأنشaaطة محaaددة ،وبين الجمaaاهير الداخليaaة
والخارجية التي تتأثر بتلك األنشطة والخدمات.
أما جمعية العالقات العام ة الدولية ،فقد توصaaلت إلى تعريaaف العالقaaات العامaaة
بأنها :وظيفaaة اإلدارة المسaaتمرة والمخططaaة ،الaaتي تسaaعى بهaaا المؤسسaaات والمنظمaaات
الخاصة والعامة ،لكسب التفاهم والتعاطف مع سياساتها وأنشaaطتها .وكسaaب المزيaaد من
التعاون الخالق ،واألداء الفعال للمصالح المشتركة باستخدام اإلعالم الشامل والمخطط.
وهaaو االتجaaاه االجتمaaاعي للعالقaaات العامaaة ،الaaذي ظهaaر خالل ثالثينaaات القaaرن
العشرين ،إثر األزمة االقتصادية التي عانى منها االقتصاد العالمي عام ،1929وعرفه
د .محمد البادي ،بأنه :االتجاه االجتماعي للعالقaaات العامaaة ،كمهنaaة ذات طaaابع خaaاص،
ويشمل كل ما يصدر عن المؤسسة من أعمال وتصرفات وقرارات ،وكل ما يتصل بهaaا
من مظاهر واستعدادات وتكوينات مادية ألن ما يصدر عن المؤسسaaة أو يتصaaل بهaaا لaaه
تأثيراته ،المعنوية على الجماهير ،التي ترتبط مصالحها بها ،وهaaذه التaaأثيرات هي الaaتي
تعطي لهذه العناصر طبيعتها ،كأنشطة للعالقات العامة ،وهي أيضا ً الaaتي تعطي التجaaاه
العالقات العامة صفته االجتماعية .وهو نشاط يشترك فيه كل أفراد المؤسسaaة من خالل
تكوين عالقات عامة مرنaaة في سaaلوكهم واتصaaاالتهم ومعaaامالتهم مaaع الجمaaاهير داخaaل
المؤسسة وخارجها .وأن ال يكون الهدف من النشاط السعي لتحقيق الربح فقaaط ،بaaل إلى
تقديم خدمات للمجتمع ،عن طريق إنتاج سلع وخدمات جيدة ومتطورة تناسaaب األذواق،
وأداء الوظيفة المسندة إليهم بشكل جيد ،مراعين الظروف االقتصادية واالجتماعية التي
تفرضها المسؤولية االجتماعية في مشاركة المجتمع المحلي همومه وأفراحه وأحزانaaه،
والعمل على تقليaaل األضaaرار الناجمaaة عن نشaaاطاتهم ،والمحافظaaة على البيئaaة ،والعمaaل
على النهوض بالمجتمع ثقافيا ً وعلميا ً وحضاريا ً ومادياً.
وعرف كانفيلد العالقات العامة ،بأنها :الفلسفة االجتماعية لإلدارة ،الaaتي تaaرغب
من خالل أنشطتها وسياساتها المعلنة للجمهور كسب ثقته وتفهمه.
6
أما نولت فقد عرف العالقaaات العامaaة ،بأنهaaا :مسaaؤولية اإلدارة الaaتي تهaaدف إلى
تكييف المنظمة مaaع بيئتهaaا االجتماعيaة والسياسaaية واالقتصaaادية تمامaاً ،كمaaا تهaدف إلى
تكييف البيئة المحيطة لخدمة المنظمة لتحقيق مصلحة الطرفين.
وهو ما يظهر بوضوح في أن الربط بين المجتمع والسياسة واالقتصاد وإعطaaاء
األولية لالقتصاد كان ولم يزل في موقع األهمية منذ مطلع القرن العشرين وحتى اآلن.
ومما سبق نستطيع اسaaتنتاج أن دور خبaaير العالقaaات العامaaة ينحصaaر في :إقنaaاع
اإلدارة العليaaا للقيaaام بالنشaaاطات الaaتي تجعaaل الجمهaaور راضaaيا ً عن المؤسسaaة؛ وإقنaaاع
الجمهaaور بaaأن المؤسسaaة تسaaتحق بالفعaaل تأييaaده ودعمaaه المعنaaوي والمaaادي .وأن دور
العالقات العامة ينحصر في:
-تبني مصلحة الجمهور والمصلحة العامة؛
-ووضع السياسات المالئمة لها؛
-والسعي إليصال المعلومات عن نشاطات المؤسسة وسياساتها للجمهور؛
-وخلق رأي عام مؤيد للمؤسسة ،لدى الجمهور؛
-وإنشاء مواقف محددة ومطلوبة اتجاه المؤسسة؛
-وتقييم مواقف الرأي العام من قبل المتخصصين في العالقات العامة؛
-وإيصال المعلومات عن تلك المواقف إلدارة المؤسسة.
ويشمل نشاط العالقات العامة اليوم:
7
-دراسaaة مواقaaف الaaرأي العaaام ،ونقaaل رغبaaات ومطaaالب الجمaaاهير العريضaaة
للمسؤولين ،تمهيداً إليجاد الحلول لها ،وتلبيتها وفق الظروف المتاحة؛
-االهتمام بشؤون العاملين في تلك المنظمات والهيئات الحكومية؛
-االتصال بالهيئات والمنظمات الحكومية المشابهة ،لتحقيaaق أفضaaل صaaورة من
التعاون بينها في الداخل والخارج؛
-إصaaدار المaaواد اإلعالميaaة المطبوعaaة والمسaaموعة والمرئيaaة ،عن نشaaاطات
المنظمة أو الهيئة الحكومية ،وتبادلها وتوزيعها في الداخل والخارج؛
-توثيق كل ما تنشره وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية وغيرها من وسaaائل
االتصال الجماهيري في الداخل والخارج؛
-تنظيم الزيارات الرسمية والخاصة.
وهنaaاك مجaaاالت أخaaرى تشaaمل المؤسسaaات االقتصaaادية واإلنتاجيaaة والخيريaaة،
والمنظمات المهنية والسياسية وغيرها ،وال تختلف من حيث نشاطات العالقaaات العامaaة
عما تم تفصيله أعاله.
ومن المالحظ اليوم أن العالقات العامة في القارة األوروبية تستخدم كوسيلة من
وسائل تaaدعيم الوحaaدة األوروبيaaة ،وزيaaادة التالحم والتفaaاهم بين مختلaaف شaaعوب القaaارة
األوروبية .ألنه من المعروف أنه كلما زاد التقدم الثقaaافي والعلمي والتقaaني في أي دولaaة
من دول العالم ،زاد دور العالقaات العامaة (الدبلوماسaaية الشaعبية) فيهaا ،وتaaوجهت تلaaك
الدول نحو تأسيس جمعيات وهيئaaات تعaaنى بالعالقaaات العامaaة ،وإلى تaaدعيم المؤسسaaات
الحكومية بأقسام خاصة تعنى بهذا المجال الهام ،يطلaaق عليهaaا تسaaمية "أقس ام العالق ات
العامة" .وقد تطورت العالقات العامة في الواليات المتحaaدة األمريكيaaة ،حaaتى أصaaبحت
تضاهي مثيالتها في دول العالم األخرى ،وشهدت الدول األوروبيaaة كفرنسaaا وبريطانيaaا
وبلجيكا وغيرها من دول العالم ،تطوراً خاصا ً لمفهوم العالقات العامة .لتصبح ممارسة
العالقات العامة ذات مفهوم دولي يمارس فعالً في العالقات الدولية.
ففي الوالي ات المتح دة األمريكية مثالً :تتحمaaل وكالaaة االسaaتعالمات األمريكيaaة،
التي أنشئت عام ،1953مسؤولية العالقات العامaaة الدوليaaة ،وغيرهaaا من المسaaؤوليات،
من أجaaل تحقيaaق أهaaداف السياسaaة األمريكيaaة ،عن طريaaق شaaرح وتفسaaير ونشaaر تلaaك
السياسة ،ومواجهة الدعاية المضادة الموجهة ضد سياسaaة الواليaaات المتحaaدة األمريكيaaة
في العالم ،ويقدم مدير الوكالة تقaaاريره عن سaaير العمaaل في الوكالaaة للaaرئيس األمaaريكي
مباشرة من خالل مجلس األمن القومي.
وفي بريطانيا أسس المعهد البريطاني للعالقات العامة عام ،1948بهدف تجميع
جهود ممارسي وظيفة العالقات العامة وصب االهتمام على العالقات العامة في أجهaaزة
الدولة المركزية والمحلية ،وفي القوات المسaaلحة البريطانيaaة ،والمؤسسaaات االقتصaaادية
واالستشارية .ويمارس ضباط اإلعالم في البعثات الدبلوماسaية البريطانيaة المعتمaدة في
دول العالم ،وظيفة العالقات العامة الدولية من خالل وظيفتهم اإلعالمية األساسية.
8
وتطورت العالقaaات العامaaة في فرنسا كوظيفaaة هامaaة من وظaaائف المشaaروعات
االقتصادية والتجارية والصناعية ،بعد إنشaaاء الجمعيaaة الفرنسaaية للعالقaaات العامaaة عaaام
،1955بهدف تطوير العالقات العامة الفرنسية.
وتزايد االهتمام بالعالقات العامة في إيطاليا إثر إنشاء جمعيaaة تطaaوير العالقaaات
العامة اإليطالية في رومaا عaام ،1954ورافaق ذلaك تزايaد اهتمaام الشaركات اإليطاليaة
بوظيفة العالقات العامة.
وظهر االهتمام بالعالقات العامة في بلجيكا مع تأسيس جمعيaaة العالقaaات العامaaة
عام 1953لتطوير دور العالقات العامة في بلجيكا.
وتضطلع الهيئة العامة لالستعالمات في مصر وهي هيئة حكومية تابعaaة لaaوزارة
اإلعالم المصرية بدورها "كجهaaاز لإلعالم الرسaaمي والعالقaaات العامaaة للدولaaة" ،ومنaذ
إنشaaائها عaام 1954قaامت الهيئaaة العامaaة لالسaتعالمات بaأدوار عديaدة على الصaaعيدين
الداخلي والخارجي لشرح سياسة الدولة في المجaaاالت المختلفaaة السياسaaية واالقتصaaادية
واالجتماعية والثقافية ،ومواقفها إزاء مختلف القضايا .وفى الaوقت الaراهن تقaوم الهيئaة
بعدد من المهام األساسية منها:
-توفير تسهيالت للصaaحفيين والمراسaلين األجaaانب في مصaر ألداء عملهم على
أفضل مستوى ممكن لنقل صورة حقيقية عما يجرى في مصر إلى العالم؛
-وتقديم صورة مصر إلى الرأي العام العالمي ونقaaل الحقaaائق عنهaaا إلى وسaaائل
اإلعالم في مختلف أنحاء العالم .وعبر مكاتب اإلعالم الملحقة بالسفارات المصaaرية aفي
العديد من العواصم والمدن الكبرى؛
-وتوفير مصدر للمعلومات الدقيقة والصحيحة والحديثة عن مصaaر في مختلaaف
المجاالت كالتاريخ والحقائق األساسية عن النظام السياسي والسياسة الخارجية والثقافية
والمجتمع والفنون واالقتصاد والسياحة وغيرها ،وإتاحتها عبر موقع الهيئaaة على شaaبكة
االنترنت باللغتين العربية واالنجليزية لكل من يحتاج إليها في كل مكان من العالم ،كمaaا
تصدر مطبوعات عن هذه الموضوعات باللغات المختلفة؛
وتقوم الهيئة العامة لالستعالمات أيضا بدور مهم في التثقيف السياسي والتوعيaaة
االجتماعية للمواطنين aوشرح السياسaات الوطنيaة لهم والمسaاهمة في التوعيaة بالقضaايا
والمشكالت الوطنية (مثل قضية زيادة السكان وقضايا البيئة) وبالقضايا المحلية والبيئية
في المناطق الريفية والنائيaة في أنحaاء مصaر من خالل مراكaز النيaل لإلعالم ومراكaز
اإلعالم الداخلي.
كما توفر الهيئة مركز معلومات يتابع اإلعالم الaaدولي ويaaوفر معلومaaة صaaحيحة
ودقيقة عن صورة مصر في اإلعالم العالمي للمهتمين والمعنيين بذلك في أجهزة الدولة
ووسائل اإلعالم.
وللهيئة مقر يقع في ضاحية مدينة نصر بالعاصaaمة القaaاهرة ،إضaaافة إلى مراكaaز
اإلعالم الداخلي التي تتبعها في جميaaع محافظaaات مصaaر ويعمaaل بالهيئaaة عaaدد كبaaير من
9
اإلعالمaaيين والفنaaيين واإلداريين المaaدربين على اسaaتخدام تقنيaaات االتصaaال واإلعالم
الحديثة في أداء مهامهم.
أمaaا في أوزبكس تان فقaaد بaaدأ االهتمaaام الجaaدي بالعالقaaات العامaaة الدوليaaة بعaaد
االسaaaتقالل عaaaام ،1991حيث تم في 8/11/1995تأسaaaيس وكالaaaة أنبaaaاء JAHON
واتبعت لوزارة الخارجية بغرض:
-توزيaaع األخبaaار اإليجابيaaة عن سaaير اإلصaaالحات االجتماعيaaة واالقتصaaادية
والسياسية في أوزبكستان؛
-وتطوير الصالت مع وكاالت األنباء والمراكز اإلعالمية الدولية؛
-وتسريع عملية دخول الجمهورية إلى الساحة اإلعالمية الدولية؛
وجمع وتوزيع األخبار داخل الجمهورية عن:
-األوضاع السياسية والحقوقية وغيرها في الدول األجنبية؛
-واحتياجات السوق العالمية؛
-ونشاطات المنظمات الدولية؛
-ونشaaاطات كبريaaات المؤسسaaات والشaaركات األجنبيaaة المهتمaaة بالتعaaاون مaaع
جمهورية أوزبكستان.
وفي 21/11/1996تم إحداث المركaز اإلعالمي في ديaوان رئيس الجمهوريaة،
لتعريف الرأي العام باإلصالحات الديمقراطية الجارية في الجمهوريaaة ،والتجaaاوب مaaع
التفاعالت االجتماعية والسياسية المحلية والدولية ،عبر شبكة اإلنترنيت.
ومع انتشار مفهوم العالقات العامة في العaaالم سaaارعت مؤسسaaات التعليم العaaالي
في مختلaaف دول العaaالم الفتتaaاح أقسaaام لتaaدريس مaaادة العالقaaات العامaaة في جامعاتهaaا
ومعاهدها وكلياتها المتخصصة.
وتعaaد العالقaaات العامaaة الدوليaaة اليaaوم وظيفaaة من وظaaائف المنظمaaات الدوليaaة،
ويمارسaaها في منظمaaة األمم المتحaaدة ،مكتب اإلعالم في نيويaaورك من خالل العالقaaات
الخارجية والصحافة والمطبوعات والخدمات العامة ،التي تعرض من خاللهaaا المشaaاكل
التي تواجه منظمة األمم المتحaaدة ،وخلaaق فهم أفضaaل ألهaaداف المنظمaaة .كمaaا وتمaaارس
مكaaاتب منظمaaة األمم المتحaaدة في العaaالم العالقaaات العامaaة الدوليaaة من خالل االتصaaال
بالمنظمات غير الحكومية في الدول المعتمدة فيها ،في جميع المجaaاالت الثقافيaaة والفنيaaة
والعلميaaaة والتعليم والصaaaحة والعمaaaل … الخ .وتوزيaaaع األفالم وبaaaرامج اإلذاعaaaتين
المسموعة والمرئية والمطبوعات ،واإلدالء بالتصريحات الصحفية في إطaaار مسaaاعيها
لخلق تفهم أفضل عن منظمة األمم المتحدة.
وزاد دخaaول شaaبكات الكمaaبيوتر العالميaaة عaaالم االتصaaال المعاصaaر من دور
العالقات العامة الدولية ،وزاد من اهتمaaام الشaaركات متعaaددة الجنسaaية بالعالقaaات العامaaة
الدوليaaة عaaبر شaaبكات االتصaaال الدوليaaة ،واعتمادهaaا عليهaaا في العالقaaات التجاريaaة
10
والمصرفية والنقل والتأمين ،وتبادل المعلومات على الصعيد الدولي .وتساعد العالقaaات
العامaaة وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة في الحصaaول على المعلومaaات والمaaواد
اإلعالمية ،مما يزيد من إمكانية انتشaaارها على الصaaعيد العaaالمي .ولعaaل منافaaذ وكaaاالت
األنبaaاء والصaaحف والمجالت واإلذاعaaات المسaaموعة والمرئيaaة ،والمراكaaز اإلعالميaaة
الدولية عبر شبكة اإلنترنيت ،خير مثال على تحول العaالم في المجaال اإلعالمي بالفعaل
إلى قريaaة كونيaaة .والعالقaaات العامaaة الدوليaaة كوظيفaaة لم تسaaتثنى من وظaaائف السaaلك
الدبلوماسي ،وأصبحت من المهام األساسية للبعثات الدبلوماسaaية المعتمaaدة في الخaaارج،
وفق ما تسمح به إمكانيات كل دولة من دول العالم.
تأخذ العالقات العامة لدى الحكومات ومؤسسات المجتمع المaaدني أهميaaة خاصaaة
عند تعرضها ألزمات تهaaدد مقaaدرتها على المنافسaaة واالسaaتمرار في أداء وظائفهaaا ،في
الوقت الذي تتعرض فيه لنقد الشرائح االجتماعيaaة والقaaوى السياسaaية المختلفaaة ووسaaائل
االتصال واإلعالم الجماهيرية الالذع ألن مصالح تلك الشرائح والقوى مرهونaaة بنجaaاح
الحكومaaات ومؤسسaaات المجتمaaع المaaدني أو فشaaلها في أداء الوظaaائف المنتظaaرة منهaaا.
وتعتبر الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني األزمات التي تتعaaرض لهaaا نقطaaة تحaaول
مفاجئة تؤدي إلى انهيار االستقرار الداخلي وتهدد المصالح والبنى األساسية للمجتمع.
وينتج عن تعقaaد العالقaaات الدوليaaة المتشaaابكة نتaaائج غaaير مرغوبaaة تفaaرض على
الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني ضرورة اتخاذ قرارات تتبعهaaا إجaaراءات محaaددة
خالل فترة قصيرة لمواجهة األزمات في وقت تكون فيه جميaaع األطaaراف المعنيaaة غaaير
مسaaتعدة عمليaا ً لaaذلك وغaaير قaaادرة على المواجهaaة ومهaaددة بخaaروج األزمaaة ومشaaاكلها
المطروحة للتداول عن نطاق السيطرة ،وسرعان ما تتالقى األحداث ،وتتشابك األسباب
ليفقد أصحاب القرار بدورهم قدرتهم للسيطرة على مجريات األمور وتصريف األمaaور
في الهيئة أو المؤسسة المعنية وعلى اتجاهاتها المستقبلية.
ولهذا جرت العادة أن تقaوم الحكومaaات وإدارات مؤسسaaات المجتمaع المaدني في
ظروف األزمات بتشكيل مجموعaaات عمaaل خاصaaة إلدارة األزمـات ومواجهaaة آثارهaaا
المحتملة والتخفيف من نتائجها ،وتعنى مجموعaaات العمaaل تلaaك بaaإدارة األزمaaة والبحث
عن طرق للتغلب عليها والتخفيف من ضaغوطاتها االقتصaادية واالجتماعيaة والسياسaية
واإلعالميaaة والعسaaكرية والتحكم بمسaaاراتها واتجاهاتهaaا وتجنب سaaلبياتها مسaaتفيدين من
اإليجابيات الممكنة والمتوفرة لتحقيق أقصى قدر من المكاسب في أقصر مدة والحّ aد من
الخسائر ألدنى ح ّد ممكن.
وتستخدم مجموعات العمل ألداء العمaaل المطلaaوب منهaaا كaaل المقaaدرات المتاحaaة
لوظائف العالقات العامة ،لماذا ؟ ألن وظائف العالقات العامaaة تتضaaمن طرقaا ً للحيلولaaة
دون حaaدوث أزمaaات والتغلب عليهaaا في حaaال حaaدوثها ضaaمن مaaا يسaaمى بـ (إدارة
األزمات).
11
ويبدأ العاملون ضمن مجموعات العمل من خبراء العالقات العامة والباحثين في
الشaaؤون االقتصaادية واالجتماعيaaة والسياسaaية واإلعالميaة والعسaaكرية االهتمaaام بالقaدر
الالزم باألزمة ومجرياتها ومضاعفاتها ،بهدف البحث عن إمكانيات لفعل شيء ما حيال
مجريات األزمة وتحليل أسبابها ومصaaادرها ،آخaaذين في اعتبaaارهم آخaaر منجaaزات علم
إدارة األزمات الذي بدأ بالتطور مaع ظهaور نتaائج التطaور العلمي والتكنولaوجي ،الaتي
أسaaهمت بتقaaديم وسaaائل وأدوات متطaaورة للتعامaaل مaaع األزمaaات وإدارتهaaا ،واالتصaaال
بغرض جمع المعلومات وتحليلها ،ليتمكن خبراء العالقات العامة والباحثين في الشؤون
االقتصادية واالجتماعية والسياسية واإلعالمية والعسكرية من القيام بدور كبaaير وف ّعaaال
لمواجهaaة األزمaaات والتغلب عليهaaا والتخفيaaف من تبعاتهaaا االجتماعيaaة واالقتصaaادية
والسياسية على البيئية المحلية.
والمبدأ األساسaaي لالتصaaال خالل األزمaaات هaaو المحافظaaة على قaaدرة االتصaaال
والتواصل aمع الجمهور المستهدف ألن االتصال خالل األزمات يكون أكثر فاعليaaة منaaه
في أي ظرف آخر ،ويمكن خبراء العالقات العامة من الحصول على معلومات سaaريعة
لتحليلها ،وتقدم معلومات إيجابية عن األحداث الجارية تخدم أهداف الحمالت اإلعالمية
المخطط لها بدقة لوسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية بسرعة كبيرة ودون انتظaaار أن
تطلب وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية تلك المعلومaات بهaدف الحaد من الشaائعات
والتصدي للطروحات المعادية ،وتهدئة األوساط االجتماعية والسaaيطرة على مسaaتجدات
األزمة والحيلولة دون بروز أية تعقيدات جديدة لألزمة.
ولتحقيق أهداف العالقات العامة في ظروف األزمات ال بد:
أوالً :من وضع حد نهائي وفوري لألزمة.
وثانياً :اإلقالل من الخسائر إلى الحد األدنى.
وثالثاً :إعادة الثقـة بالمؤسسة المعنية.
ويعد تخطيط العمل أحد الشروط الهامة للنجاح والسيطرة على تداعيات األزمaaة
دون أية مفاجآت غير منتظرة .وهنا يؤكد خبراء العالقات العامة أنه من الضaaروري أن
تقaaوم المؤسسaaات المعنيaaة بتقaaويم أداء وفعاليaaة قنaaوات االتصaaال عنaaد نشaaوب األزمaaات
وخاصة قنوات االتصaaال مaaع وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة .والحصaaول على
أجوبة كافية على جملة من األسئلة الهامة أهمها:
-1ما الفائدة المرجوة التي يمكن أن تجنيها الهيئة أو المؤسسة المعنيaaة من خالل
تعاونها مع وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية وقنواتها المختلفة ؟
-2ومaaا الفائaaدة المتوقعaaة من تزويaaد وسaaيلة اتصaaال وإعالم جماهيريaaة معينaaة
بمعلومات دقيقة طلبتها عن الهيئة أو المؤسسة صاحبة العالقة ؟
-3وما درجة المخاطرة التي تقدم عليها الهيئة أو المؤسسة المعنية من نشر تلaaك
المعلومات عبر وسيلة اتصال وإعالم جماهيرية معينة ؟
12
-4وما الفوائد والمصالح التي تجنيها وسيلة االتصال واإلعالم الجماهيريaaة تلaك
من إيصال المعلومات التي تحصل عليها من الهيئة أو المؤسسة إلى ساحتها اإلعالمية؟
-5وبنية وتركيبة الساحة اإلعالمية التي تتوجه إليهaaا وسaaيلة االتصaaال واإلعالم
الجماهيرية المعنية وإلى أي مدى تهتم تلك البنية والتركيبة بمصالح الهيئaaة أو المؤسسaة
صاحبة العالقة ؟
-6وما مدى استجابة قaaادة الaرأي في القطاعaات المسaتهدفة لمaا تطرحaaه وسaيلة
االتصال واإلعالم الجماهيرية تلك ؟
-7وما مدى مالئمة طروحات األنظمة والقaaوانين المعمaaول بهaaا ،ومaaدى تلبيتهaaا
الحتياجات المجتمع قبل نشرها ؟
-8وهل هناك وسيلة اتصال وإعالم جماهيرية أفضل لنشaaر المعلومaaات المقaaرر
توجيهها إلى ساحة إعالمية أو شريحة اجتماعية معينة ؟
وكaaل ذلaaك من أجaaل تحقيaaق أفضaaل صaaورة من التعaaاون بين مجموعaaات العمaaل
المختصaaة بaaإدارة األزمaaات ووسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة كأفضaaل وسaaيلة
لالتصال بالشرائح االجتماعيaة المسaتهدفة من الحملaة اإلعالميaة المعaدة بدقaة لمواجهaة
األزمات من قبل إدارة العالقات العامة في المؤسسة المعنية.
وترتبط عملية االتصال في ظروف األزمaات ،بالتقaديرات الدقيقaة الaتي يضaعها
الخaaبراء للمخaaاطر ،والفوائaaد المتوقعaaة من نشaaر المعلومaaات ،ألن فاعليaaة المعلومaaات
المنشaaaورة ترتبaaaط بالقaaaدر الaaaذي تؤخaaaذ فيaaaه النصaaaائح المقدمaaaة من كبaaaار الخaaaبراء،
والمتخصصين aالعاملين في مجال العالقات العامة.
وتفرض األزمات عادة إتباع طرقا ً معينة مرتبطة بخصائص المشaaكلة لمواجهaaة
األزمة دون تقaaديم ضaaمانات تكفaaل بaaالخروج السaaريع من األزمaaة الaaتي تواجههaaا الهيئaaة
الحكوميaaة أو مؤسسaaة المجتمaaع المaaدني اعتمaaاداً على خaaبرات الخaaبراء والمتخصصaaين
العاملين في مجال العالقات العامة للخروج من األزمة من خالل العوامل الرئيسية التي
يمكن أن تضمن نجاح عملية االتصال خالل األزمة والتي تعتمد على:
.1وجود خطة محددة لالتصال من ضمن الخطة العامة المرسaaومة للتغلب على
األزمة؛
.2وتشكيل فريق متخصص لمواجهة األزمة عند نشوبها؛
.3وتسمية شخص محدد للقيام بدور الناطق الرسمي لطرح البيانaaات اإلعالميaaة
والصحفية طيلة الفترة التي تمتد خاللها األزمة .من ضمن معادلة :من يتحدث ،ومع من
يتحدث ،وعن ماذا يتحدث ،ومتى يتحدث ،وما الفائدة المرجوة من الحديث.
وعلى مجموعaaات العمaaل المتخصصaaة بaaإدارة األزمaaات عaaدم تجاهaaل العامaaل
االجتمaaاعي في سaaياق األزمaaة ألن العaaاملين في الجهaaة الaaتي تعaaاني من أزمaaة معينaaة
سيخوضaaون نقاشaaات دون تفaaويض من الجهaaة المعنيaaة مaaع األوسaaاط االجتماعيaaة الaaتي
يعيشون ويعملون فيها وسيردون وفق إمكانياتهم الذاتية على األسئلة الaaتي سaaتوجه إليهم
13
من مختلaaف الجهaaات ،ولهaaذا على مaaا نعتقaaد يجب تضaaمين الخطaaة الموضaaوعة إشaaراك
العaaاملين على مختلaaف مسaaتوياتهم وتحديaaد أدوارهم في تنفيaaذ خطaaة مواجهaaة األزمaaة
للوصول إلى حد يمنع التصريحات الخاصة من خaaارج الخطaaة الموضaaوعة عن طريaaق
شaaرح مسaaاوئها للعaaاملين في الجهaaة المعنيaaة وأخطaaار بث اإلشaaاعات من قبaaل غaaير
المتخصصaaين aبمواجهaaة األزمaaة ،واإلعالن عن الجهaaة المختصaaة للرجaaوع إليهaaا داخaaل
الجهة المعنية عد الحاجة ،وعدم االكتفاء بوسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية وحدها.
وال بد أيضا ً من تسمية جهة مختصة بجمع وتدقيق وتحليل وتقدير راجaaع صaaدى
ومدى تأثير التصريحات الرسمية وغير الرسaaمية والشaaائعات واقaaتراح أسaaاليب محaaددة
للتعامaaل معهaaا طيلaة فaaترة األزمaaة .ألنaaه من المعaروف أن التصaريحات الرسaaمية يقaaوم
بإعaaدادها خaaبراء مختصaaون متفرغaaون لمواجهaaة األزمaaة يسaaاعدهم مستشaaارون في
المجاالت القانونية واإلعالميaaة بشaaكل مركaaزي وبتفaaويض من إدارة الجهaaة المعنيaaة في
األزمة توخيا ً للحذر والدقة للوصول إلى األهداف المرسومة.
آخذين بعين االعتبaaار ضaaرورات aالصaaراحة والعلنيaaة في التصaaريحات ،وتجنب
نشوء نزاعات قانونية قد تثير أزمات قضائية غaaير متوقعaaة من تلaaك التصaaريحات ،ألن
الخصaaوم يتمسaaكون عaaادة بحرفيaaة مaaا أعلن لتحقيaaق أهaaدافهم من إثaaارة األزمaaات ،ألن
الصراحة والعلنية من مسوغات مواجهة األزمات من خالل وسaaائل االتصaaال واإلعالم
الجماهيرية ،وهو ما أكده روبرت ديلينشنايدر المدير السابق إلحدى كبريaaات الشaaركات
المتخصصaaة في العالقaaات العامaaة في الواليaaات المتحaaدة األمريكيaaة بقولaaه أنaaه" :على
المؤسسة التي تتعرض ألزمة الخروج إلى الجمهaaور مباشaaرةً بعaaد اإلعالن عن األزمaaة
عبر قنوات االتصال ووسائل اإلعالم الجماهيرية".
وبرأيينا هذا ال يمكن أن يتم دون ناطق رسمي متخصص في مجاالت العالقaaات
العامة يتحرك داخل وخارج الجهة المعنية في األزمة على حد سواء.
ودور النaaاطق الرسaaمي عaaادة يسaaند لمaaدير الجهaaة المعنيaaة بحكم وظيفتaaه ،ولكن
الجهات المعنية خالل األزمات كثيراً ما تلجأ لتعيين ناطق رسمي متخصaaص في مجaaال
األزمaaة الطارئaaة قaaادر على تقaaدير أهميتهaaا وآثارهaaا المحتملaaة ولaaه إلمaaام كامaaل بطaaرق
االتصaaال والحaaوار مaaع الجمهaaور المسaaتهدف والتعامaaل مaaع وسaaائل االتصaaال واإلعالم
الجماهيرية.
وعادة مaaا يكaaون النaaاطق الرسaaمي من أعضaaاء فريaaق العمaaل لمواجهaaة األزمaaة،
ومراعاة أن يكون هناك أكثر من بديل الستبدال الناطق الرسمي خالل فترة األزمة دون
تعريض خطة الخروج من األزمة ألية هزات قد ال يحمد عقباها.
وأن ال ينسى مدير الجهة المعنية في األزمة من اختيار الناطق الرسaaمي من بين
أكaaثر األشaaخاص قبaaوالً من قبaaل القطاعaaات المسaaتهدفة من الخطaaة المعaaدة للخaaروج من
األزمaaة ،ألنaaه على عمليaaة اختيaaار شخصaaية النaaاطق الرسaaمي تتوقaaف النتaaائج السaaلبية
واإليجابية لعملية إدارة األزمة.
14
ويأتي دور العاملين في الجهة المعنية في األزمة ضمن الخطة الموضوعة رديفا ً
ومكمالً لعمل الناطق الرسمي في حال لو أحسن فريق العمل مواجهaaة األزمaaة ،والعمaaل
في أوساط العاملين في الجهة المعنية إلدخال الطمأنينة إلى نفوسهم على مصائرهم التي
تهددها األزمة العابرة ،أوالً ،ومن ثم رسم دور واضح لهم في عملية االتصaaال الجاريaaة
مع األوساط االجتماعية اللذين هم جزءاً منها واالستفادة من عملية نقلهم لراجع الصدى
اإلعالمي للبيانات والتصريحات التي يسوقها فريق العمل من خالل نشaaاطاته لمواجهaaة
األزمة والخروج منها وما يدور حول الجهaaة المعنيaaة في األزمaaة من شaaائعات وأقاويaaل
ألن مصير الجهة المعنية في النهاية هو مصيرهم ومسaaتقبلهم أيضaا ً ومaaا يعنيهaaا يعaaنيهم
بشكل مباشر.
خاصة وأن من مهام العالقات العامة لدى الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني
على الدوام العمaaل على تعزيaaز الثقaaة بين اإلدارة والعaaاملين في الجهaaة المعنيaaة وتعزيaaز
الثقة المتبادلة بين الجهaaة المعنيaaة وجمهورهaaا ،ومضaaاعفة العمaaل خالل األزمaaات الaaتي
يتعقد خاللها سaلوك قيaادة الجهaة المعنيaة ومaرد ذلaك بعض العناصaر الaتي أشaار إليهaا
المتخصص األمريكي بوب كاريل وهي:
.1صعوبة تحديد أبعاد األزمة لحظة وقوعها؛
.2وصعوبة تحديد الجهات التي قد تطالها األزمة؛
.3وصعوبة تفسير أسaaباب حaaدوث األزمaaة الaaتي قaaد تطaaالهم في بعض الحaaاالت
حتى نهاية األزمة؛
.4واستمرار شعور األوساط االجتماعية التي تمسها األزمة بالخطر؛
.5وتضخيم الشعور بالخطر في األوساط االجتماعية المعنية باألزمaaة من خالل
انتظارهم للخبر اليقين الذي ينتظرونه؛
.6واتخاذ القرارات بنشر أخبaaار تفaaرض نفسaaها من خالل األزمaaة في حالaaة من
التوتر الشديد؛
.7وضرورة aتقوية العوامل االنفعالية في سلوك من تمسهم األزمة.
فيما يؤكد أكثرية خبراء العالقات العامaaة على أن سaaلوك اإلدارة خالل األزمaaات
يتحدد من االنغالق أو االنفتاح الذي تنتهجaaه اإلدارة المعنيaaة ومن فهمهaaا للبعaaد النظaaري
للثقافة الجماعية ومدى تلبيتها لمطالب األوساط االجتماعية الداخليaaة والخارجيaaة للجهaaة
المعنية.
واألولويات التي تضعها لالتصال باألوساط االجتماعية المعنية باألزمة مركزيا ً
وهامشياً ،ومن الثوابت في مواجهة األزمات:
.1أن األوساط االجتماعية تتناقل الخبر عن طريق قنaaوات االتصaaال الشخصaaي
بين األفراد بشaaكل سaaريع حaaتى قبaaل نشaaره في وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة،
مثال :وقوع انفجار في مصنع للكيماويات قريب من مناطق سكنية يسكنها العaaاملون في
15
المصنع المذكور ،أو وقوع كارثة في منجم تسكن أسر العaaاملين فيaaه بمنطقaaة قريبaaة من
المنجم؛
.2وميل البشر لتفسير مدى األزمة وتأثيرها من منظورهم الشخصي واألخطار
التي تهدد الحياة وكلها عوامل موضوعية أكثر منها ذاتية؛
.3وهيبة المصادر الحكومية التي هي أكaaثر تaaأثيراً من المصaaادر األخaaرى على
األوساط االجتماعية؛
.4وقياس جدية وحجم واتسaaاع األزمaaة من قبaaل األوسaaاط االجتماعيaaة ،اعتمaaاداً
على مدى تغطية قبل وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية لتداعيات األزمة؛
.5وتوفaaير أخبaaار عن األزمaaة عaaبر وسaaائل اتصaaال سaaهلة االنتشaaار ،للحaaد من
الشائعات ومساعدة األوساط االجتماعية على تقدير األوضاع بدقة.
ويبقي أن نقول أن إدارة الجهة المعنية باألزمة هي المسؤولة بالكامل عن التغلب
عليها من خالل تقديرها لمواقف الجهات األخaaرى من األزمaaة ،وعلى نجاحهaaا في إدارة
األزمة والتغلب عليها ،وعلى التعامل مع وسائل االتصال واإلعالم الجماهيريaaة يتوقaaف
مدى ثقة اآلخرين بها.
16
االتصال الجماهيري ،ودراسات تأثير اإلعالن ،ودراسات مدى تقدم الصناعات اآلخaaذة
بالتطور الدائم في مجاالت اإلعالم واالتصال واإلعالن.
وكaaان من أول تلaaك الدراسaaات ،دراس ات وظ ائف وس ائل االتص ال واإلعالم
الرئيسية في اإلعالم والتثقيف والترفيه والتربية والتعليم .وأولها كانت الدراسات التي
تناولت الصحف التي تعتبر قوة اجتماعية واقتصادية هامة في المجتمaaع ،وقaaوة رئيسaaية
في تشكيل الرأي العام ،وتؤثر بشaaدة على الجهaaود الوطنيaaة والدوليaaة المبذولaaة من أجaaل
التقدم الوطني والتفاهم العالمي .بعد أن تطورت الصحف من صفحة واحدة توزع محليا ً
إلى إنتاج متعدد الصفحات يوزع دولياً.
وأظهaaرت الدراسaaات أن الص حف األولى صaaدرت في بaaراغ ،وإنفسaaبورغ عaaام
،1597ودانيفaaر عaaام ،1605وبaaال عaaام ،1610وفيينaaا ،وفرانكفaaورت عaaام ،1615
وهامبورغ عام ،1616وبرلين عام ،1617ولندن عام ،1622وباريس عام .1631
ومع بداية القرن العشaaرين ظهaaرت الجمعيaaات المهنيaaة الصaaحفية ،وبaaدأ التطaaور
التدريجي للصحف المملوكة من قبل الشaaركات المسaaاهمة الكaaبرى ،وبالتaaدريج تحaaولت
الصحف إلى مؤسسات متكاملة.
وتبعها ظهaaور أولى وك االت األنب اء ،كوكال ة هاف اس ،في بaaاريس عaaام 1845
وكانت أول وكالة تمارس تجارة األخبار واإلعالنات في العالم؛
ووكالة رويتر لألنباء في لندن عام ،1851وتحول اسمها إلى رويترز فيما بعد؛
وجمعية أخب ار المين اء Harbor News Associationفي نيويaaورك عaaام
1848وتبaaدل اسaaمها إلى وكال ة أنب اء نيوي ورك أسوش يتد ب ريس New York
) Associated Press (APعام 1856؛
ووكالة وولف لألنباء في برلين عام 1849؛
ووكالة أنباء ستيفاني Stefaniاإليطالية في عام 1853؛
ووكالة إنترناش يونال ني وز س يرفيس International News Serviceفي
نيويورك عام 1909؛
ووكالة التلغراف الروسية في موسكو عام ،1918التي تغير اسمها إلى الوكالة
التلغرافية لالتحاد السوفييتي TASSتاس بعد قيام االتحاد السوفييتي ،وبعد انهيار
االتحاد السوفييتي تحول إلى إيتار تاس؛
ووكالة أنباء الصين الحمراء في بكين عام 1929التي بaaدلت أسaaمها إلى وكالaaة
أنباء الصين الجديدة في .1/9/1937
وتظهر الدراسات أن الصaaحف كaaانت تعتمaaد على مواردهaaا من اإلعالن في كaaل
مراحل تطورها ،إال أن اإلذاعة المرئية استولت فيما بعد على الحصة األكبر من سaaوق
اإلعالن مما أثر على دخل الصحف الaaتي تaaداركت األمaaر وتمكنت من تطaaوير أسaaاليبها
في إنتاج وإخراج اإلعالن ،مما أعاد لها قيمتها اإلعالنية المميزة.
17
ألن قراء الصaaحف يتمaaيزون بaaأنهم من المتعلمين القaaادرين على تaaدقيق وتحليaaل
وفهم محتوى ما تنشره الصحف .وتلتها وسaaيلة االتصaaال واإلعالم الثانيaaة ممثلaaة بaaأولى
الaaبرامج اإلذاعيaaة المسaaموعة اليوميaaة المنظمaaة الaaتي بaaدأت البث من ديaaتروا نيaaوز في
الواليات المتحدة األمريكية عام ،1920وتبعتها بريطانيا التي نظم فيها دايلي مايل أول
برنامج إذاعي مسموع في نفس العام .أما في فرنسا فقد نجح الجنرال ف يري من إرسaaال
أولى البرامج اإلذاعية المسموعة عام .1921
ومنذ ذلك الوقت اعتبرت اإلذاعة المس موعة من الوسائل الaaتي تخaaاطب حاسaaة
السaaمع دون الحاجaaة للتفaaرغ للقaaراءة كمaaا في الصaaحف بينمaaا تتفaaوق عليهaaا في اسaaتثارة
المستمع وتفاعله مع المادة المذاعaaة أو شخصaaية مقaaدم البرنaaامج وإثaaارة خيaaال المسaaتمع
لرسم الصورة الغائبة عنه من الوقائع واألحداث المذاعة فور وقوع الحدث وتوجد بذلك
نوعا ً من األلفة بين المستمع والبرامج اإلذاعية المسaaموعة .وتعتaaبر اإلذاعaaة المسaaموعة
امتداداً طبيعيا ً لألذن.
وجاء بعدها البث اإلذاعي المرئي بعد أن بدأ مركز أليكس اندر بالس البريطaaاني
للتلفزيون (التلفزيون aكلمة مكونة من شaaقين TELEأي بُعaaد VISION ،أي رؤيaaة أي
الرؤيaaة عن بُعْaد) بaالبث لمaدة سaaاعتين يوميaا ً عaام ،1936وتبعه المركaز الفرنسaaي في
التوريفaaال ببث بaaرامج إذاعيaaة مرئيaaة يوميaaة عaaام ،1938وتبعتهمaaا الواليaaات المتحaaدة
األمريكية في العام التالي ببث إذاعي مرئي استهدف جمهور كبير.
وأخaaرت الحaaرب العالميaaة الثانيaaة البدايaaة الفعليaaة النتشaaار بث اإلذاعaaة المرئيaaة
للجمهور العريض لما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية خالل عامي 1945و.1946
وتعتبر اإلذاعة المرئية امتداداً طبيعي aا ً للعين ،ومن أهم خصaaائص البث اإلذاعي
المرئي إضعاف الحاجز اللغوي ،ألن الصaورة aتصaبح مكملaة للغaة ،والصaورة aبطبيعaة
الحaaال تخaaاطب مختلaaف المسaaتويات الثقافيaaة واالجتماعيaaة ،ومن النتaaائج السaaلبية للبث
اإلذاعي المرئي أنها تُع ِّود المتلقي على السلبية ،وتقدم له األخبaaار جaaاهزة ،وال تaaتيح لaaه
فرصة التفكaaير واالسaaتعانة بتجاربaaه السaaابقة ،وتفaaرض عليaaه نوعaا ً من التaaذوق أحaaادي
الجaaانب ،وتخضaaعه لضaaغوطات المؤسسaaات الماليaaة والصaaناعية ،ومصaaالح الجماعaaات
الخاصة ،أو النظم الحاكمة.
باإلضافة لمقدرة اإلذاعة المرئية على المزج بين قدرات األداء المسaaرحي الحي
بالنقaل المباشaر ,واإلمكانيaات التقنيaة لألفالم السaينمائية ،وصaوت اإلذاعaة المسaموعة،
لتوجيه الجمهور نحو أغراض محددة.
وبذلك تمكنت اإلذاعة المرئية من استخدام أفضaaل اإلمكانيaaات المتaaوفرة لوسaaائل
االتصaaال واإلعالم األخaaرى الaaتي سaaبقتها ،ومaaزجت بين الموضaaوعية والذاتيaaة لaaدى
الجمهور ،ألن الكاميرا ومختلف المؤثرات والوسائل اإللكترونيaaة األخaaرى الaaتي تتمتaaع
بهaaا اإلذاعaaة المرئيaaة ،تمكن كaaاتب ومخaaرج البرنaaامج من توجيaaه اهتمامaaات ومشaaاعر
جمهور عريض نحو حافز معين وفق رؤيتهما الذاتية.
18
وأظهرت الدراسات أن فن اإلعالن رافق وظائف االتصال واإلعالم على الدوام
للدعوة لموضوع معين أو اإلقناع بقضية معينة أو الترويج لسلعة منتج معين ،أو خدمaaة
تقدمها جهة معينة ،مستفيداً من قدرتها على االتصال الجماهيري الذي يتفaaوق في بعض
الظروف على قدرات االتصال الشخصي.
ويعتمد فن اإلعالن على قدرات االتصال باسaaتخدام رمaaوز تحمaaل معaaنى مفهaaوم
بنفس الدرجة لدى المعلن والجهaaة المسaaتهدفة من اإلعالن ،ولكن قaaد ال يتم إال إذا تحقaaق
حaaد أدنى من التaaداخل بين مجaaاالت خaaبرة المرسaaل (المعلن) وخaaبرة مسaaتقبلي اإلعالن
ليؤدي لفهم مشترك لمعaaاني الرسaaالة االتصaaالية بين المرسaaل والمسaaتقبل ،والى إحaaداث
اتصaaال حقيقي مبaaني على المعرفaaة المتبادلaaة المشaaتركة للرسaaالة بين طaaرفي عمليaaة
االتصال.
وتطور استخدام اإلعالن عبر وسائل االتصال واإلعالم الجماهيريaaة ،وكaaان في
مقدمة مستخدميه السياسيون والتجار على حد سواء لالستفادة منaaه لتحقيaaق أهaaدافهم كaaل
في مجاله.
وجاء اإلعالن السياسي كوسيلة اتصال يدفع ال ُم ْعلِن ثمنها لقاء مaaا تقدمaaه وسaaيلة
اتصال وإعالم جماهيرية لعرض خطاب سياسaaي هaaادف من أجaaل التaaأثير على مواقaaف
وأفكار وسلوك مستقبلي الرسائل اإلعالمية.
ويعaد اإلعالن السياسaي أكaثر أنaواع االتصaال تaأثيراً على المجتمعaات ،يوظفaه
القادة السياسيون لتحقيق غاياتهم وأهدافهم لخداع الجماهير وإقناعهم وتسويق مرشحيهم
والمبالغة في إعطائهم صفات ال تمت إلى الحقيقة بصلة.
وجاء اإلعالن التجاري إلقناع الجماهير والتأثير عليها لزيادة الطلب على سaaلعة
المعلن وخلق صورة إيجابيaaة عن المنشaaأة المعلنaaة وجهودهaaا المبذولaaة إلشaaباع حاجaaات
المستهلكين ،وزيادة الرفاهية االجتماعية واالقتصادية.
ممaaا دفaع خaبراء االتصaال لدراس ة نظري ات االتص ال وت أثير وس ائل االتص ال
واإلعالم الجماهيرية ،ويعتقد البعض أن وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة تتمتaaع
بدرجة قوية للتأثير على الجماهير ،وأنها قادرة على تغيير العادات وسaaلوك وتصaaرفات
الجماهير ،وفق اآلراء التي يقaaدمها القaaائمون على االتصaaال الجمaaاهيري معتمaaدين على
مستوى شعبية وانتشار وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية القائمة آنذاك.
ففي أوروبaaا مثالً اسaaتخدمت اإلذاعaaة ,والصaaحافة ,واألفالم السaaينمائية من قبaaل
األنظمaaة الديكتاتوريaaة والشaaيوعية والفاشaaية لتحقيaaق غاياتهaaا ،واتجaaه خaaبراء االتصaaال
واإلعالم آنذاك الستخدام نتائج أبحاث علم النفس االجتماعي وطرقها ومناهجها ،لتحديد
مدى تأثير وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية.
19
وحرصت دراسaaاتهم على معرفaaة اآلثaaار الضaaارة والمحتملaaة لوسaaائل االتصaaال
واإلعالم الجماهيريaaة ,ومaaدى تشaaجيعها على االنحaaراف والجريمaaة والتعصaaب العaaرقي
والعدوان واالنحالل واإلباحية.
وفي البدايaaة اهتم البaaاحثون بaaالتمييز بين أنaaواع التaaأثير اإلعالمي الممكن على
الجماهير تبعا ً لخصaaائص الشaaرائح المسaaتهدفة وصaaفاتها النفسaaية واالجتماعيaaة ،ثم تلتaaه
مرحلة اهتمام البaaاحثين بتaaأثير العوامaaل الوسaaيطة في عمليaaة االتصaaال واإلعالم ،ودور
االتصال الشخصي ودور البيئة االجتماعية في تنشئة الجمهور.
وتلتها دراسات بينت مaaدى اسaaتخدام وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة من
قبل الساحات المسaaتهدفة ومaaدى تأثيرهaaا والبحث عن حaaوافز تaaدفع الجمهaaور السaaتخدام
وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية.
ورافقتهaaا دراسaaات اهتمت بمaaدى تaaأثير وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة
وأكدت نتائجها على أن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية غدت أكثر شعبية وتaaأثيراً
بعد ظهور اإلذاعة المرئية خالل خمسينات وستينات القaaرن العشaaرين ،كوسaaيلة اتصaaال
وإعالم جماهيريaaة قويaaة تتمتaaع بشaaعبية جماهيريaaة كبaaيرة تفaaوق سaaابقاتها من الوسaaائل
االتصال واإلعالم الجماهيرية التي سبقتها.
ويشaaير د .محم د البشر أسaaتاذ مaaادة نظريaaات التaaأثير اإلعالمي بجامعaaة اإلمaaام
محمد بن سعود اإلسالمية بالرياض في كتابaaه :نظريaaات التaaأثير اإلعالمي .إلى نظريaaة
ترتيب أولويات التأثير اإلعالمي ،ولخصها بأنهaaا عوامaaل تصaaاحب مضaaامين الرسaaائل
اإلعالمية وتتمثل في ترتيب رسالة معينة من بين رسائل ومضامين مختلفة ,وأنها تأخaaذ
مساحة زمنية أو مكانية في وسيلة االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة ,وتأخaaذ شaaكالً معينaا ً
لتقدم ما يميزها عن غيرهaا من العوامaل المختلفaaة إلبaaراز واإلشaaارة إلى اهتمaام وسaaيلة
االتصال واإلعالم الجماهيرية بقضية معينة.
وأن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية تركز على موضوع معين أو شخص
معين وتعطيه حيزاً كبيراً يدل على أن الموضوع أو أن للشخص أهمية لaaدى الجمهaaور،
األمaaaر الaaaذي يجعلaaaه حاضaaaراً باسaaaتمرار أو بكaaaثرة في وسaaaائل االتصaaaال واإلعالم
الجماهيرية ،وأن الموضوعات األخaaرى أو األشaaخاص اآلخaaرين ليس لهم أهميaaة تaaذكر
لدى الجمهور.
مما يؤدي إلى تضخيم تلك القضايا واألشaaخاص على حسaaاب قضaaايا وأشaaخاص
أهم ،وبمجموعها قد تؤثر سلبا ً على الرأي العام حيال قضايا تهم األمة.
وأن الحصيلة المعرفية لaaدى الجمهaور اإلعالمي تقتصaر على مسaaائل ال تتعaدى
غالبا ً البرامج الرياضية والترفيهية والموضوعات العاطفيaaة ,وتقaaديم شخصaaيات مزيفaaة
هامشية غير منتجة تقتدي بها بعض العناصر في المجتمع.
واعتaaبر د .محم د البشر أن إدمaaان الجمهaaور اإلعالمي على اسaaتهالك الرسaaائل
اإلعالميaaة الaaتي تقaaدمها لaaه وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة من خالل ترتيباتهaaا
20
الذاتية قد يؤدي إلى تشكيل رأي عام متaaأثر بمaaا يقaaدم لaaه من مaaواد وأطلaaق عليaaه تسaaمية
التأثير التراكمي لوسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية.
وأشaaار إلى أن الجمهaaور يشaaارك بفاعليaaة في عمليaaة االتصaaال الجمaaاهيري من
خالل استخدامه لوسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة لتحقيaaق أهaaداف مرجaaوة تلaaبي
توقعاته.
وأنaaه يمكن االسaaتدالل على المعaaايير الثقافيaaة السaaائدة في المجتمaaع من خالل
استخدامات الجمهور لوسائل االتصaaال الجماهيريaaة ,وليس من خالل محتaaوى الرسaaائل
اإلعالميaaة فقaaط .ألن رغبaات مسaتقبلي الرسaائل اإلعالميaة متعaددة ,واإلعالم في أكaaثر
األحيان ال يلبي إال بعضا ً منها.
وتشaaير نظريaaات االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة إلى أن االتصaaال هaaو سaaر من
أسرار الكون وتطوره ،ويقول بعض الباحثين أن االتصال هو الحياة نفسaaها ،واالتصaaال
هو عملية تواصل بين مرسل ومستقبل وليس عملية نقل فقط ،ألن االتصaaال هaaو عمليaaة
مشاركة في األفكار والمعلومات عن طريق عمليات إرسال واستقبال المعاني ،وتوجيaaه
وتيسير لها ،ليتم استقبالها بكفاءة معينة ،لخلق استجابة في وسط اجتماعي معين.
وتتفق أغلب الدراسات الaتي تنaاولت هaذا الموضaوع ،على تقسaيم االتصaaال إلى
أنواع أو نماذج متعددة ،منها:
21
والتعامل معها وتحريرها ،ونشرها عaaبر صaaحيفة مطبوعaaة أو وكالaaة لألنبaaاء أو إذاعaaة
مسموعة أو مرئية إلى طرف مهتم بها وبتوثيقها.
وعملية االتصال هي مشaaاركة ،ال تنتهي بمجaaرد وصaaول الرسaaالة من المصaaدر
(المرسل) إلى المتلقي (المستقبل) ،ألن هناك عوامل وسيطة بين الرسالة والمتلقي تحدد
تأثير االتصال؛ وفق ما لديهم من قيم ومعتقدات ،وانتماءات اجتماعية وثقافية ،تثير كلها
ردود فعaaل معينaaة عنaaد متلقي المعلومaaات واآلراء ،تحaaدد مaaدى تaaأثره بتلaaك المعلومaaات
واآلراء.
وفي هذا اإلطار تطورت نماذج تشرح وتفسر عملية االتصال ،وظهر في البداية
النموذج المكتوب الذي يرى أن عناصر االتصال هي :المرسل؛ والرسالة؛ والمستقبل.
ولكن الدراسات التي أجريت منذ أربعينيات القaaرن الماضaaي بينت مaaدى قصaaور
هذا النموذج .ومهدت تلك الدراسات لظهور نماذج تطaaورت بaaدورها من خالل االنتقaaال
من االتصال الثنائي إلى االتصال ال دائري ،وعلى ضaaوئها تكaaونت عملي ة االتص ال من
ستة عناصر أساسية هي :المصaaدر؛ والرسaaالة؛ والوسaaيلة؛ والمتلقي؛ وراجaaع الصaaدى؛
والتأثير.
ويقصaaد بالمص در منشaaئ الرسaaالة اإلعالميaaة ،وقaaد يكaaون فaaردا أو جماعaaة من
األفراد أو قد يكaaون مؤسسaaة إعالميaaة ،وأطلaaق على المصaaدر تسaaمية الق ائم باالتص ال،
واتفق على أن المصaaدر ليس بالضaaرورة قaaائم باالتصaaال وراحت الدراسaaات تشaaير إلى
المراسل (ناقل الخبر) ،والمحرر (صائغ الخبر) ،والمaaذيع (ناشaaر الخaaبر) ،والقaaارئ أو
المستمع أو المشاهد (متلقي الخبر) ولكنها لم توضيح دور المتلقي بعملية االتصال.
وقصد بالرس الة المحتaaوى الaaذي ينقلaaه المصaaدر إلى المسaaتقبل برمaaوز مفهومaaة
ومتفق عليها (اللغة ،الصورة ،اإليماء ،اإليحاء) ،وتحقق الهدف من الرسالة اإلعالمية.
وقصد بالوسيلة القناة التي يتم من خاللها نقل الرسالة اإلعالمية وقد تكون :مادة
مطبوعة في صحيفة أو مجلة أو كتاب ،أو مذاعة عبر اإلذاعة المسموعة أو المرئيaaة أو
غيرها من وسائل االتصال الجماهيرية ،أو عن طريaaق االتصaaال المباشaaر بين المرسaaل
والمتلقي لتكون الوسيلة اللغة واإليماءات واإليحاءات المستخدمة من الجانبين.
وقصد بالمتلقي الجمهور الذي يستقبل الرسالة اإلعالمية ويتفاعaaل معهaaا ويتaaأثر
بها ،وهو هدف عملية االتصال.
وقصaaد براج ع الص دى ردود فعaaل مسaaتقل الرسaaالة اإلعالميaaة ومaaدى فهمaaه
واستجابته أو رفضه لها.
وقد أصبحت ردود فعل المستقبل من أهم عناصر تقويم عملية االتصال ،وسaaعى
البaaاحثون من خاللهaaا لمعرفaaة مaaدى اسaaتقبال المتلقي للرسaaالة اإلعالميaaة ومaaدى فهمaaه
واستيعابه لها.
22
وقصد بالتأثير مدى تأثر المتلقي بالرسالة اإلعالمية ونسبة التغيير الحاصaaلة في
تفكيره وسلوكه.
ومaaع تطaaور وظ ائف وس ائل االتص ال واإلعالم الجماهيرية أخaaذت الحكومaaات
ممثلaaة بaaوزارات اإلعالم تتaaولى تحقيaaق أهaaدافها الداخليaaة والخارجيaaة عن طريaaق تلaaك
الوسaaائل ،ورفaaع المسaaتوى الثقaaافي للجمaaاهير ،سaaعيا ً منهaaا لتطaaوير األوضaaاع الثقافيaaة
واالجتماعية واالقتصادية والسياسية.
والتعريaaف بحضaaارات شaaعوب العaaالم ووجهaaات النظaaر الحكوميaaة الرسaaمية من
القضايا الدولية.
وتم معها إنشاء كليات وأقسام تعنى بتدريس مادة االتصال واإلعالم الجماهيري.
وإنشاء مراكز لدراسات االتصال واإلعالم الجماهيري.
وراحت مؤسسaaات المجتمaaع المaaدني االقتصaaادية والسياسaaية واالجتماعيaaة تهتم
بوسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة وتخaaدمها وتسaaاعدها على االزدهaaار .ليكaaون
اإلعالم القوي من دعائم تقوية نفوذ الدول على الساحة الدولية.
23
واقتصادياً ،وسياسياً ،وفنياً ،وأدبياً ،وتسليط الضوء على أسaaرار نجaaاحهم ليكونaaوا قaaدوة
لألجيال الصاعدة.
وتقوم وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة بوظيف ة الترفي ه والتس لية وس د
أوقات الفراغ عن طريق شغل أوقات الفراغ وتوفير فرص الراحة للجمهور اإلعالمي.
أما وظيفة اإلعالن والدعاية فتقوم بها وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية عن
طريaaق اإلعالن عن السaaلع الجديaaدة الaaتي تهم المسaaتهلكين ،واإلعالن عن فaaرص عمaaل
جديدة وشاغرة ومطلوبaaة ،ومواعيaaد رحالت وسaaائل النقaaل البريaaة والبحريaaة والجويaaة،
واإلعالن عن إجaaراء المزايaaدات والمناقصaaات العلنيaaة ،ووضaaع التزامaaات األحكaaام
القضaaائية موضaaع التنفيaaذ ،وتقaaديم نشaaرات األحaaوال الجويaaة ،والصaaيدليات المناوبaaة،
والبرامج اإلذاعية المسموعة والمرئية ،وغيرها من اإلعالنات.
وتبقى المهمة الرئيسية لوسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية التعريaaف بمaaا هaaو
جديد وتقديمه إلى الجمهور اإلعالمي وعرض فوائده وحسناته في ظروف تعقaaدت فيهaaا
الحيaaaاة وتعaaaددت االختراعaaaات والصaaaناعات واالكتشaaaافات العلميaaaة والتكنولوجيaaaة
والمعلوماتية.
واالستمرار بما سبق وقام به األبوين في األسرة ،والمعلم والمaaربي ،ومؤسسaaات
التعليم العaaالي والمتخصaaص من أجaaل تطaaوير الشخصaaية الوطنيaaة والحيلولaaة دونهaaا
واالنحراف عن الطريق القويم ،لتكون وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية فعالً جزءاً
مهم aا ً في عمليaaة التعلم مaaدى الحيaaاة الaaتي تحتاجهaaا بشaaدة المجتمعaaات من أجaaل التقaaدم
واالزدهار.
وتطورت نظريات االتص ال عبر التaaاريخ اإلنسaaاني مaaع المحaaاوالت الaaتي بaaذلها
الباحثون لدراسة وتحليل عملية االتصال ووصaaف أبعادهaaا وعناصaaر تكونهaaا ،ودورهaaا
في تطوير وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية.
ونتيجة لتلك األبحاث ظهرت نظريات ونم اذج لالتص ال الجم اهيري من بينهaا:
النمaaوذج الaذي وضaaعه البaاحث ديفي د برلو ،واشaتمل على :مرسaل؛ ورسaaالة؛ ووسaيلة
اتصال؛ ومستقبل.
والنموذج الذي أعده الباحث ولبر شرام عام 1974وطaaوره عaaام ،1971وقaaدم
فيه العناصر األساسية لالتصال وهي:
-المصدر ،صاحب الفكرة؛
aون نص
-وأسلوب التعبaaير عن الفكaaرة وتحويلهaaا لرمaaوز وصaaياغتها بشaaكل يكِّ a
الرسالة اإلعالمية؛
-والمستقبل الذي يتلقى الرسالة ويقوم بفك رموزها؛
24
-وأخيراً االستجابة لهدف الرسالة اإلعالمية وراجع صaaداها الaaذي من المحتمaaل
وصوله أو عدم وصوله للمرسل صاحب الفكرة.
واعتمد شرام في نموذجه على أفكار سبق وقدمها الباحث شانون والباحث ويفر
حول راجع الصدى والتشويش الحاصل أثناء نقل الرسالة ،وأضاف عليهaaا في نموذجaaه
النظام الوظيفي لعملية االتصال مفاهيم جديدة مثل اإلطار الداللي ،والخبرات المشaaتركة
وأهميتها في عملية االتصال.
بينما ذكر الباحث اإلنكليزي ويلز H.G. Wellsأن" :تطور التاريخ اإلنساني
هو ظاهرة اجتماعية واحدة تدفع اإلنسaaان لالتصaaال بأخيaaه اإلنسaaان ،في مكaaان آخaaر أو
مجتمaaع آخaaر" معتaaبراً أن التطaaور التaaاريخي البشaaري هaaو قصaaة رافقت تطaaور عمليaaة
االتصaaال ،وقسaaمها إلى مراحaaل وهي :الكالم ،والكتابaaة ،واخaaتراع الطباعaaة ،ومن ثم
المرحلة العالمية ،مرحلة اإلذاعة واالتصال اإللكتروني ،وفي هذه المرحلة األخaaيرة من
تطور االتصال أصبح للوسائل اإللكترونية دوراً مهما ً في حيaaاة المجتمعaaات ،واسaaتطاع
اإلنسان نقل أفكaaاره ومشaaاعره ومعلوماتaaه عaaبر الحaaواجز الجغرافيaaة باسaaتخدام أجهaaزة
االستقبال اإلذاعية المسموعة والمرئية ،لتأتي أخيراً شبكة اإلنترنيت العالمية مكملة لمaaا
سبق من التطور العلمي والتقني في مجال االتصال اإلنساني.
ومع ذلك تبقى نظرية مارشال ماكلوهين التي قدمها في أواسaaط القaaرن الماضaaي
من أكaaaثر نظريaaaات االتصaaaال واإلعالم انتشaaaاراً ووضaaaوحا ً في ربطهaaaا بين الرسaaaالة
اإلعالمية ،والوسيلة اإلعالمية ،والتأكيد على أهمية الوسيلة في تحديد نوعيaaة االتصaaال
وتأثيره ،واعتaaبر م اكلوهين أن الوسaaيلة هي الرسaaالة وأوضaaح أنaaه ال يمكن النظaaر إلى
المضامين التي تنشرها وسائل االتصال األعالم الجماهيرية بمعaaزل عن التقنيaaات الaaتي
تسaaتخدمها وسaaائل االتصaaال األعالم الجماهيريaaة ،ألن التقنيaaات تaaؤثر على مضaaمون
الرسائل الموجه للساحة اإلعالمية وعلى تشكل الرأي العام.
واعتقده ماكلوهين أن تاريخ تطور االتصال اإلنساني مر بعدة مراحل وهي:
-مرحلة التخاطب الشفهي :أي مرحلة ما قبل اكتشاف حروف الكتابة؛
-ومرحلة ما بعد اكتشاف الكتابة ونسخ الكتب والتي استمرت لنحو ألفي عام؛
-ومرحلة اختراع الطباعaة واسaتمرت من بدايaة القaرن السaادس عشaر ،وحaتى
نهاية القرن التاسع عشر؛
-ومرحلة عصر وسaaائل االتصaaال واألعالم اإللكترونيaaة الaaتي بaaدأت في مطلaaع
القرن العشرين ولم تزل مستمرة حتى اآلن.
وأن تقنيات وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية المستخدمة في كل مرحلaaة من
تلك المراحل ساعدت على تشكيل المجتمع أكثر مضامينها اإلعالمية.
وأشaaار م اكلوهين إلى أن وسaائل االتصaaال واإلعالم اإللكترونيaة سaاعدت على
تقليص الزمaaان والمكaaان على الكaaرة األرضaaية ووصaaفها بـالقرية العالميaaة Global
Villageوهي األرضaaية الaaتي ولaaد عليهaaا مصaaطلح (العولمaaة) ورافaaق االتجaaاه الجديaaد
25
لالتصال وتدفق المعلومات عالمياً ،باتجاه نحو الالمركزية في االتصال ،وتقديم رسaaائل
متعaaددة تالؤم األفaaراد والجماعaaات الصaaغيرة المتخصصaaة ،واتخaaذت هaaذه الالمركزيaaة
مظهرين:
األول :ويتحكم فيه المرسل.
والثاني :ويتحكم فيه المستقبل.
عن طريaaق ربaaط الحاسaaبات اإللكترونيaaة لتaaوفر خaaدمات متنوعaaة من االتصaaال
وتبaaادل المعلومaaات بaaدأ من الصaaحافة المطبوعaaة ونقaaل النصaaوص المكتوبaaة ،وبaaرامج
اإلذاعaaتين المسaaموعة والمرئيaaة ،واألفالم السaaينمائية ،الaaتي يمكن نقلهaaا عaaبر مسaaافات
شاسعة وبسرعة فائقة.
ورأى الباحث الفن توفلر :أن البنية اإللكترونية األساس ية في ال دول المتقدم ة
اقتصاديا ً تتميز بسمات تمثل مفاتيح المستقبل وهي:
-التفاعلية؛
-وقابلية التحرك؛
-وقابلية التحول؛
-وقابلية الربط؛
-وقابلية االنتشار؛
-والعولمة.
ليفرض االتصال خالل القرن الحادي والعشرين مبادئ:
-تكريس الالمركزية في اإلرسال واالستقبال؛
-وتكريس الهيمنة واالندماج من خالل اتجaaاه وسaaائل االتصaaال الجمaaاهيري إلى
التركيز في كيانات ضخمة وملكية مشتركة ومتعددة الجنسية؛
-والتوافق بين التقنيات القديمة والتقنيات الحديثة.
ومaaaع تحaaaول مؤسسaaaات االتصaaaال واإلعالم الجماهيريaaaة في القaaaرن الحaaaادي
والعشرين إلى شبكات ضخمة تتصارع المصالح داخلها ،أصبح من الصعب دراسaaة مaا
يحaaدث داخaل المؤسسaaات اإلعالميaaة ودور القaائمين باالتصaaال فيهaا ،وتحليaaل االتص ال
كوظيف ة اجتماعية ،ودراسaaة دور ومركaaز العaaاملين في الصaaحيفة ،أي الصaaحفيين،
والظروف والعوامل التي تؤثر على اختيaار مضaامين الصaحف ،ألن األخبaار يصaنعها
الصaaحفيون ،وهنaaا بaaرزت أهميaaة دراسaaة االلتزامaaات المهنيaaة ،واألخالقيaaة ،وطبيعaaة
السيطرة المؤسساتية على عمل الصحفيين.
وكانت أول دراسة كالسيكية من هذا النaaوع الدراسaaة الaaتي قaaام بهaaا روس تن في
الواليات المتحدة األمريكية عام 1937وتنaaاول فيهaaا مراسaaلي الواشaaنطن بوسaaت ،وفي
عام 1941نشرت مجلة الصaaحافة الربaaع سaaنوية الصaaادرة في أيaaوا بالواليaaات المتحaaدة
26
األمريكية دراسة مهمة عن العaaاملين في صaaحيفة ملaaواكي ،وبعaaد فaaترة طويلaaة ظهaaرت
أبحاث أخرى تناولت القائمين باالتصال والمؤسسات التي يعملون فيها.
ونشر ديفي د م انج وايت دراسته عن حaaارس البوابaaة ،واتقaaاء األخبaaار ،وكaaانت
دفعة قوية لألبحاث الجارية في هذا المجال.
وبعدها طورت األبحاث التي قام بهaaا عaaالم النفس النمسaaاوي األصaaل األمaaريكي
الجنسaaية ك رت ل وين نظري ة ح ارس البواب ة اإلعالمية .وذكaaر ل وين :أنaaه على طaaول
الرحلة التي تقطعها المادة اإلعالمية حتى تصل للجمهور تمaaر عaaبر نقaaاط أو (بوابaaات)
يتم خاللها اتخاذ قرارات حaول مaا يaدخل ومaا يخaرج من تلaك البوابaات ،وكلمaا طaالت
المراحل التي تقطعها األخبaaار حaaتى تظهaaر في وسaaيلة االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة،
تزداد المواقع الaaتي يصaaبح فيهaaا متاحaا ً لسaaلطة فaaرد أو عaaدة أفaaراد تقريaaر مaaا إذا كaaانت
الرسالة ستنتقل بنفس الشaaكل أو بعaaد إدخaaال بعض التغيaaيرات عليهaaا ،ليصaaبح نفaaوذ من
يديرون هذه البوابات والقواعد التي تطبق عليها ،والشخصيات الaaتي تملaaك بحكم عملهaaا
سلطة التقرير كبيراً في تقرير انتقال المعلومات.
ومع ذلك بقيت دراسات (حارس البوابة) تجريبية في الواقaaع وتنaaاولت دراسaaات
منتظمaaة لسaaلوك األفaaراد الaaذين يسaaيطرون في نقaaاط مختلفaaة ،على مصaaير النصaaوص
اإلخبارية.
وأوضaaحت الدراسaaات أن حaaراس البوابaaات اإلعالميaaة هم صaaحفيون يقومaaون
بتجميع ونقل األنباء للتأثير على اهتمامات وإدراك الجمهور اإلعالمي.
وخالل خمسaaينات القaaرن العشaaرين أجaaريت سلسaaلة من الدراسaaات ركaaزت على
الجوانب األساسية لعمل حaارس البوابaة دون اإلشaaارة للمصaaطلح قaدمت تحليالً وظيفيaا ً
ألساليب السيطرة والتحكم والتنظيم وأداء الوظيفة االجتماعية في غرف إعداد األخبار،
وحللت اإلدراك المتناقض لدور ومركز ووضع العاملين بالصحيفة ومصادر حصaaولهم
على األخبار ،والعوامل التي تؤثر على اختيار المحررين لألخبار وطريقة عرضها.
وقام بتلك الدراسات مجموعة من الباحثين األمريكaيين أمثaال وارن بري د ج اد،
وروى كارتر ،وستارك ،وجيبر ،وروبرت جاد ،ووايت ،وكن مكرورى ،وغيرهم.
وفي عام 1951نشر الباحث األمريكي شارلي ميتشل دراسته عن غرف إعداد
األخبار والعاملين فيها.
ونشaaر البaaاحث األمaaريكي س ابين دراسaaة عن كتّaaاب االفتتاحaaات في واليaaة
أوريجون.
والباحث األمريكي لورنس دراسة عن المحررين في كنساس.
ولخص البaaاحث األمaaريكي ول تر جي بر في مقالتaaه "األخبaaار هي مaaا يجعلهaaا
الصحفيون أخباراً" نتائج األبحاث األساسية التي أُجريت على حراس البوابaaة ،وأجaaرى
في عaaام 1956دراسaaة عن محaaرري األنبaaاء الخارجيaaة في 16جريaaدة يوميaaة بواليaaة
وسكونسن ،تستقبل أنباءها من وكالة أنباء أسوشيتدبرس فقط.
27
وأظهرت الدراسات التي قام بها جيبر أنه إذا كان المحرر يختار عينة مما يصله
من أنباء يمكننaaا أن نقaaول أنaaه قaaد ُوفِaaق في أداء عملaaه ،وأضaaاف :أنaaه يمكن عن طريaaق
مالحظة األسلوب الaaذي يختaaار المحaaرر بمقتضaaاه األنبaaاء لفaaترة ال تزيaaد عن أيaaام قليلaaة
يمكننا أن نتنبأ بما قد يختاره في يوم آخaaر ،وكaaان األمaaر المشaaترك بين جميaaع محaaرري
األنباء ،الذين درسهم جيبر ،الضغوط التي يفرضها الواقع البيروقراطي ،وأن العمل في
غرفة إعداد األخبار يعتبر من أقaaوى العوامaaل تaaأثيراً ،فمحaaرر األنبaaاء الخارجيaaة يعمaaل
دائمaaaا ً من خالل حسaaaاباته للضaaaغوط الميكانيكيaaaة في عملaaaة أكaaaثر اهتمامaaaه بالمعaaaاني
االجتماعيaaة لوقaaع األخبaaار ،وباختصaaار كaaانت ظaaروف إخaaراج الصaaحيفة والaaروتين
البيروقراطي aوالعالقات الشخصية داخل غرفة إعداد األخبار تؤثر على عمل المحرر.
وأظهرت دراسات جيبر حقيقتين تبعثان على القلق وهما:
أوالً :أن محرر األنباء الخارجية في سلوكه االتصالي كان سaaلبيا وال يلعب دورا
فعاال كقائم باالتصال ،فهو ال يدرس بشكل نقدي األنباء التي تصله برقيا.
وأنه هناك بعض الدالئل الaaتي تشaaير إلى أن محaaرر األنبaaاء الخارجيaaة كصaaحفي
يعمل مالزما لمكتبه ،وتختلف دوافعه عن المخaaبر الaaذي ينتقaaل من مكaaان إلى آخaaر لكي
يجمع األخبار ،وهذا يؤثر بالتالي على ما يختاره المحرر من أنباء ،وربمaaا كaaان محaaرر
األنباء الخارجية كسaaوالً ،أو قaaد أصaaبح كسaaوالً ألن رؤسaaاءه ال يشaaجعونه ليكaaون أكaaثر
نشاطاً.
وبشكل عام المحرر ال يختار برقياته بشكل يظهر فيها أنaaه يقيّم مaا يقدمaaه بشaaكل
نقدي.
وثانياً :أن محرر األنباء الخارجية ،كقائم باالتصال ،ليس لديه إدراك حقيقي عن
طبيعة جمهوره ،ولهذا فهو ال يتصل عمليا ً بذلك الجمهور.
وإذا كaaانت المهمaaة األساسaaية للصaaحيفة هي تقaaديم تقريaaر هaaادف عن الظaaروف
المحيطة من أجل خدمة القارئ ،فيمكن أن نقول أن أداء هذه المهمة كان بالصaaدفة فقaط.
ألن الصحيفة لم تعد تaaدرك أن هaaدفها الحقيقي هaaو (خدمaaة) جمهaaور معين أو الجمهaaور
بشكل عام ،ألن المجموعة التي تقaaوم بجمaaع األخبaaار ،والنظaaام البaaيروقراطي aكثaaيراً مaaا
تحدد األهداف ،أو تحدد ما يظهر على صفحات تلك الصحيفة.
واستخلص جيبر أنه بدون دراسة القوى االجتماعية التي تؤثر على عملية جمaaع
األخبار ال نستطيع أن نفهم حقيقة تلك األخبار.
ومن أعمaaق الدراسaaات الaaتي أجaaريت على القaaائمين باالتصaaال وتaaأثير القaaوى
االجتماعية على العاملين في الصaaحف ،كaaانت الدراسaaة الaaتي أجراهaaا وارين بريد عaaام
1955ووجد أنه هناك أدلة تشaير إلى وجaود عمليaة تaأثير يسaيطر أو يهيمن بمقتضaاها
مضaaمون الصaaحف الكبaaيرة والمحطaaات اإلذاعيaaة المسaaموعة والمرئيaaة المرموقaaة على
الطريقة التي تعالج بها الصحف الصغيرة األخبار والموضوعات المهمة ،أي أن الكبير
يبتلع الصغير كما يقال في عالم األحياء المائية ،وال شك أن هذا يحرم وسaaائل االتصaaال
28
واإلعالم الجماهيرية من القدرة على التغيaaير والتنويaaع وتعaaدد اآلراء الaaذي يسaaاعد على
تكوين رأي عام واعي لما يدور من حوله.
واستخدم بريد في دراسة أخرى التحليل الوظيفي ليظهر الكيفية التي تحaaذف بهaaا
الصحف األخبار التي تهدد النظام االجتماعي والثقافي أو تهاجمه ،أو تهدد إيمaaان القaaائم
باالتصال بذلك النظaام االجتمaاعي والثقaافي ،ويقaول بريد :أن سياسaة الناشaر هي الaتي
تطبق في العادة في أي صحيفة ،بالرغم من مظaaاهر الموضaaوعية aفي اختيaaار األخبaaار،
باإلضافة إلى ذلك فالجزاء الذي يناله اإلعالمي في الصحيفة مصدره ليس القراء الaaذين
يعتبرون هدفه ،ولكن مصدره زمالؤه من العاملين معه ورؤسaaاؤه ،لaaذلك يعيaaد المحaaرر
في الجريدة تحديد وتشكيل قيمه لتحقق له أكبر منفعة.
واستنتج بريد من تلك الدراسة :أن الظaaروف الثقافيaaة الaaتي تحيaaط بالصaaحفي في
غرفة إعداد األخبار ال تؤدي إلى نتائج تفي باالحتياجات األوسع للديمقراطية.
واسaaتخدم البaaاحث األمaaريكي المعaaروف سوانس ون أسaaاليب المتابعaaة المباشaaرة
واالستفسار ليحصل على معلومات عن الخصaائص الشخصaية ومعتقaدات العaاملين في
صحيفة يومية صغيرة.
ودرس ب روس وس تلي أيض aا ً محaaرري األخبaaار الخارجيaaة في صaaحف واليaaة
وسكونسaaن باسaaتخدام سaaلّم (قيaaاس القيم) وقaaارن من خاللaaه القيم الaaتي يعتنقهaaا أولئaaك
المحررون والتي تؤثر على اختيارهم لألخبار.
وتعتبر دراسة بروس وستلي ومالكلوم ماكلين عن القائمين باالتصال ،والتفرقة
بين أدوار االتصال المختلفة ،من الدراسات المهمة في هذا المجال ،والمالحظ أنaaه وجaaد
في كل تلك الدراسaaات عنصaaر مشaaترك ،تقaaول بأنهaaا تركaaز االهتمaaام على التفاعaaل بين
األنماط واألخالقيات الصحفية المثاليaaة واألسaaاليب االجتماعيaaة والتنظيميaaة المقaaررة في
المجتمع األكبر ،في ظروف متنوعaة وأوضaاع مختلفaة ،وقaدمت تلaك الدراسaات فوائaد
كثيرة لوسائل االتصال واألعالم الجماهيرية والخبراء ألنها ساعدت على الوصaaول إلى
أحكام أكثر دقة عن العاملين بوسيلة االتصال واإلعالم الجماهيريaaة في إطaaار اجتمaaاعي
مباشر ،وأبرزت الكثير من األسئلة المهمة التي يجب التوصل إلى إجابات عليها.
وتمر الرسaالة اإلعالميaة في نظري ة ح ارس البواب ة اإلعالمية بمراحaل عديaدة
وهي تنتقل من المصدر حتى تصل إلى المتلقي ،بسلسلة مكونة من عدة حلقات ،وأبسaaط
أنواع السالسل هي سلسلة االتصال المباشر ،من فرد إلى فرد آخر ،وفي حالة االتصال
الجماهيري تكون هذه السالسل طويلة ومعقدة جaaداً ،ألن المعلومaaات الaaتي تaaدخل شaaبكة
اتصال معقدة مثaaل الصaaحيفة ،ومحطaaة اإلذاعaaة المسaaموعة والمرئيaaة ،تمaaر بالعديaaد من
الحلقات واألنظمة المتصلة ،فالحدث الذي يحدث في فلسطين أو أفغانستان أو العراق أو
لبنان مثالً ،يمر بمراحل عديدة قبل أن يصل إلى القارئ في أمريكا أو أوربaaا أو الشaaرق
األوسط ،ونجد قدر من المعلومات تخرج من بعض الحلقات أو األنظمة أكثر مما تدخل
فيها.
29
وأطلق عليها شانون تسمية أجهزة التقوية ،فأجهزة التقوية أي وسaaائل االتصaaال
واإلعالم الجماهيرية تستطيع أن تصaaنع في نفس الaaوقت عaaدداً كبaaيراً جaaداً من الرسaaائل
المتطابقة ،كنسخ الصحف توصلها للجمهور ،وأنaaه هنaaاك نوع aا ً من السالسaaل كشaaبكات
معينة داخل األنظمة ،ألن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية نفسaaها هي شaaبكات من
األنظمة المتصلة بطرق معقدة ،تقوم بوظيفة فك الرموز والتفسير وتخزين المعلومaaات،
ثم وضعها مرة أخرى في رموز.
وهي الوظيفaaة الaaتي يؤديهaaا كaaل من القaaائمين باالتصaaال ،ألن الفaaرد الaaذي يتلقى
رسائل وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية هو جزء من شaبكة عالقaaات معقaدو قائمaaة
داخل الجماعة ،ويعين واقع المجتمع الذي ترتفaع فيaه نسaaبة المتعلمين ودرجaة التصaaنيع
أُسaaلوب عمaaل الشaaبكة ،ويaaزداد اعتمaaاد ذلaaك المجتمaaع على سالسaaل وسaaائل االتصaaال
واألعالم الجماهيرية ،أما المجتمaaع البaaدائي الaaذي تنخفض فيaaه نسaaبة المتعلمين ودرجaaة
التصنيع فتنتقل فيه غالبية المعلومات عن طريق سالسل االتصال الشخصي.
والجaaدير بالaaذكر أن المجتمعaaات الaaتي تخضaaع وسaaائل االتصaaال واإلعالم فيهaaا
للسaaيطرة الحكوميaaة يشaaكك األفaaراد بصaaدق مaaا تنشaaره تلaaك الوسaaائل ،لتصaaبح سالسaaل
االتصال الشخصي المباشر من فaaرد إلى فaaرد مهمaaة وطويلaaة جaaداً وتتطaaور إلى جaaانب
سالسل وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية ،وفي هذه الحالة نجد أن سالسل االتصال
الشخصي تنقل شائعات وأقاويل ومعلومات متنوعaaة من فaaرد إلى فaaرد ،وتقaaوم بالرقابaaة
على وسائل االتصال واألعالم الجماهيرية ،وتحاول سد نواحي النقص فيها.
وفي هذا الصدد أشار الباحث كرت لوين إلى أنه في سالسل االتصال الشخصaaي
هناك فرد ما في كل حلقة من حلقات سلسلة االتصال الشخصي يتمتع بحق تقرير مaaا إذا
كانت الرسالة التي تلقاها سينقلها أو ال ينقلها ،وأن تصل تلك الرسالة إلى الحلقaaة التاليaaة
بنفس الشكل الذي جاءت به أم أنه سيدخل عليها بعض التغييرات والتعديالت.
وح ارس البواب ة اإلعالمية يعaaني السaaيطرة على مكaaان اسaaتراتيجي في سلسaaلة
االتصال ،بحيث تصبح لحارس البوابة سلطة اتخاذ القرار فيما سيمر وكيaaف سaaيمر من
خالل بوابته ،حتى يصل الخبر في النهايaaة إلى وسaaيلة االتصaaال اإلعالميaaة الجماهيريaaة
ومنها إلى الجمهور اإلعالمي.
ويaaذكر ل وين أن المعلومaaات تمaaر بمراحaaل مختلفaaة حaaتى تظهaaر على صaaفحات
وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية واإللكترونيaaة ،وأطلaaق ل وين على هaaذه المراحaaل
تسمية بوابات ،وقال :أن هذه البوابات تقوم بتنظيم كمية من المعلومaات الaتي سaتمر من
خاللها ،وأشار لوين إلى مفهوم وظيفة البوابة تعني فهم المؤثرات والعوامل التي تتحكم
في القرارات التي يصدرها حارس البوابة.
وبمعنى آخر أنه هناك مجموعaaة من حaaراس البوابaaات يقفaون في جميaaع مراحaل
سلسلة االتصال التي يتم من خاللها نقل المعلومات ،ويتمتع حaaراس البوابaaات بحaaق فتح
بوابتهم أمام أي رسالة تaأتي إليهم أو إغالقهaا ،كمaا أنaه من حقهم أجaراء تعaديالت على
الرسالة التي ستمر وعلى سبيل المثال:
30
يستطيع أي فرد تقرير ما إذا كان سaيكرر أو يaردد إشaاعة معينaة أو ال يرددهaا،
ألن اإلشaaاعات حينمaaا تنتقaaل من مصaaدر إلى مصaaدر تطaaرأ عليهaaا في الغaaالب بعض
التعديالت وتتلون وفق اهتمامات ومعلومات الفرد الخاصة ومن ثم يقوم بنقلها ،وحينمaaا
تطaaول سلسaaلة االتصaaال نجaaد أن بعض المعلومaaات الaaتي تخaaرج في النهايaaة ال تشaaبه
المعلومات التي دخلت منذ البداية إال في نواح قليلة ،فإذا أخذنا في اعتبارنا أن ما يحدث
في سالسل االتصال التي تنقل األخبار حول العالم .وعلى سaaبيل المثaaال الخaaبر المنقaaول
من اليابان أو الهند أو مصر إلى أي مدينة في إحدى الواليات األمريكية ،يمaaر بمراحaaل
كثيرة وأول حارس بوابة في هaذه الحالaة هaو الفaرد الaذي الحaظ الحaدث وقت وقوعaه،
ولنفترض أن ما حدث كان كارثة طبيعيaaة وينتقي الفaaرد من دون شaaعور وصaaفا ً ألشaaياء
معينة الحظها دون أشياء أخرى ،أي أنه الحظ أشياء وأغفل أشياء أخaaرى ،ولهaaذا نaaراه
يتحدث عن نواحي ويهمل نواحي أخرى.
وبعد حارس البوابة األول يأتي حارس البوابة الثاني ،وقد يكون مخaaبراً صaaحفيا ً
حصل على الخبر من شاهد عيان شاهد الحدث عند حدوثه ،وقد يتصل الصaaحفي بaaأكثر
من شاهد عيان لكي يك ّون فكرة كاملة عن الحaaدث ،وفي جميaaع الحaaاالت ،يقaaوم المخaaبر
بانتقاء واختيار الحقائق التي سaaينقلها ،والحقaaائق الaaتي سaaيهملها ،ويقaaرر الجaaوانب الaaتي
سيختارها ويحدد بنفسه مدى أهمية الحدث.
وبعد ذلك يسلم المخبر الخبر إلى مكتب وكالة األنباء التي يتبaaع لهaaا .وفي وكالaaة
األنباء يقوم محرر آخر باتخاذ قرار معين عن الخبر ويقرر ما إذا كان سيختاره من بين
مئات األنباء لنقله إلى المشتركين في وكالة األنباء أم أنه سيختصره أو يضيف عليaaه أو
يغيره أو ينقله كما ورد.
وبعد ذلك يأتي دور محرر األخبار الخارجية في الصحيفة الذي يتلقى البرقيات،
ويقرر مدى أهمية الخبر وبالتالي المساحة التي يجب أن يخصصها له.
أي ال بaaد من اختيaaار مaaادة من بين مaaواد كثaaيرة وصaaلت إلى وكالaaة األنبaaاء ،أو
وسائل اإلعالم المقروءة والمسموعة والمرئية ألن األنباء تصل لهaaذه الوسaaائل من عaaدة
مصادر ومن بينها وكاالت األنباء ،والمراسلين aالصحفيين في جميع أنحaaاء العaaالم ،ومن
الصحف األخرى ،ومن محطات اإلذاعة المسموعة والمرئية.
وحراس البوابة في جميع تلك المراحل يسمحون لنسبة محدودة من آالف المaaواد
اإلعالمية التي تصaaلهم باالنتقaال إلى المراحaل التاليaة ،وفي النهايaة يختaaار المحaرر في
الصحيفة األخبار التي سينقلها إلى قرائه ،وكل قرار يتخذ بتوصيل أو نقل شيء ما ،هaaو
قaaرار فيaaه كبت وإخفaaاء لشaaيء آخaaر ،كنتيجaaة لعaaدد من الضaaغوط الذاتيaaة ،ولaaذا علينaaا
كصaaحفيين أن نحaaدد تلaaك الضaaغوط aونفهمهaaا كي نفهم الطريقaaة الaaتي تقaaوم بهaaا وسaaائل
االتصال واإلعالم الجماهيرية بأداء عملها الوظيفي المطلوب منها.
وأشار الباحث األمريكي مارشال ماكلوهين ،إلى أن مضمون الرسائل (المaaواد)a
اإلعالمية ال يمكن النظر إليه بمعزل عن التكنولوجيا الaaتي تسaaتخدمها وسaaائل االتصaaال
واإلعالم الجماهيرية ،فالكيفية التي تعaaرض بهaaا المؤسسaaات اإلعالميaaة الموضaaوعات،
وطبيعaaة الجمهaaور الaaذي توجaaه إليaaه رسaaائلها اإلعالميaaة ،يaaؤثران على مaaا تنقلaaه تلaaك
31
الوسائل ،وأن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية التي يستخدمها المجتمع أو يضaaطر
إلى استخدامها ،تحدد طبيعة المجتمع وكيفية معالجته لمشاكله.
وأن أي وسيلة إعالمية جديدة تشكل ظروفا ً جديدة محيطة تسيطر على ما يفعلaaه
األفaaراد الaaذين يعيشaaون في ظaaروف معينaaة ،وتaaؤثر كلهaaا على الطريقaaة الaaتي يفكaaرون
ويعملون وفقا ً لها.
فوسaaيلة االتصaaال واإلعالم امتaaداد لإلنسaaان ،فالكaaاميرة التلفزيونيaaة تمaaد أعيننaaا،
والميكرفون يمد آذاننا ،والحاسبات اإلليكترونية (الكمبيوتر) تaaوفر بعض أوجaaه النشaaاط
التي كaaانت في الماضaaي تحaaدث في عقaaل اإلنسaaان فقaaط ،وهي مسaaاوية المتaaداد الaaوعي
اإلنساني.
32
الطويلة لرعايا دولaaة معينaaة لaaدى دولaaة أخaaرى بقصaaد الدراسaaة أو العمaaل ،وتزايaaد حجم
وسرعة وتنaaوع المراسaaالت ،ودخولهaaا عصaaر الحaaوار المباشaaر عaaبر الهaaاتف والتلكس
والفاكس والبريد اإللكتروني بين مختلف دول العالم.
وتطaaور البث اإلذاعي المسaaموع والمaaرئي واتسaaع باسaaتخدام األقمaaار الصaaناعية
ألغراض االتصaaال ونقaaل المعلومaaات .وسaaاعد االحتكaاك بaaاألمم المتقدمaة على حaدوث
تحول ثقافي واجتمaاعي عaالمي ،بaرزت معaه قيم ومعتقaدات جديaدة لم تكن متوقعaة من
قبل.
ومن هنا فإن على خبراء اإلعالم والصحفيين أن يدركوا كل تلك المتغيرات عند
إعدادهم وتنفيذهم للحمالت اإلعالميaaة الموجهaaة للaaداخل والخaaارج على السaaواء ،كي ال
تحدث إخفاقات تؤدي إلى عدم استجابة المستقبل لمضمون الرسالة اإلعالميaaة الموجهaaة
له ،وأن ال يكون رد فعله مغاير ألهداف الحملة اإلعالمية.
وأن يؤخaaذ في الحسaaبان أيضaaا ً اختالف درجaaات التقaaدم االجتمaaاعي والثقaaافي
والعلمي والتكنولوجي ،وتباين النظم والمعتقدات السياسية واإليديولوجية بين دول العالم
المختلفة ،ودرجات التباين حتى بين دول النظام المتشابه.
وحدد مارشال ماكلوهين في نظريته تكنولوجية وس ائل اإلعالم التي تعتaaبر من
النظريaaaات الحديثaaaة عن دور وسaaaائل االتصaaaال واألعالم الجماهيريaaaة وتأثيرهaaaا على
المجتمعات ،أربعة مراحل لتطور التاريخ اإلنساني وهي وفق رأيه:
-مرحلة المخاطبة الشفهية القبلية؛
-ومرحلة نسخ المخطوطات التي استمرت لنحو ألفي عام؛
-ومرحلة عصر الطباعة والتي استمرت من القرن الخامس عشر وحaaتى نهايaaة
القرن التاسع عشر؛
-ومرحلة عصر وسائل االتصال واإلعالم اإللكترونية وبدأت من مطلع القaaرن
العشرين ولم تزل مستمرة.
وأن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية في كل مرحلaaة سaaاعدت على تشaaكيل
المجتمعaaات عaaبر التطaaور اإلنسaaاني ،واعaaترف م اكلوهين أن نظريتaaه جaaاءت تطaaويراً
ألعمaaال :أرد ل ويس موف ورد ()1934؛ وإتش .جي .تش ايتور ()1945؛ وس يغفريد
غيودون ()1948؛ وهارولد أنيس ()1951؛ وي ه .إتش .غوم بريتش ( .)1960وأكaaد
على انتقaaال البشaaرية من االتصaaال إلى الشaaفهي إلى االتصaaال المكتaaوب ومن ثم العaaودة
لالتصال الشفهي مرة أخرى.
وعن االتصال الشفهي يقول ماكلوهين أن البشر يتكيفون مع الظروف المحيطaaة
بهم عن طريق إيجاد توازن بين حواسهم الخمس :السمع ،والبصر ،واللمس ،والشم.
وأن اخaaتراع غوتين برغ للطباعaaة عن طريaaق الحaaروف المتحركaaة خالل القaaرن
الخامس عشر قلب التaaوازن القaaائم على الحaaواس الخمس لتفقaaد حاسaaة السaaمع سaaيطرتها
على عمليaaة االتصaaال لتأخaaذ محلهaaا حاسaaة البصaaر في القaaراءة عن طريaaق االتصaaال
33
بالكلمات المطبوعة التي أخذت تحل بالتدريج مكان ذاكرة األجيaaال المتعاقبaaة ،وليصaaبح
خزن المعلومات المطبوعة على الورق واسترجاعها من األساليب الناجعة لالتصال.
وأطلق م اكلوهين على المرحلة المعاصaaرة تسaaمية عصaaر الaaدوائر اإللكترونيaaة
وشملت :أجهزة االتصال البرقيaaة ،وأجهaaزة الهaaاتف ،والسaaينما ،واإلذاعaaتين المسaaموعة
والمرئيaaة ،وأجهaaزة الفaaاكس ،والحاسaaبات اآلليaaة (الكمaaبيوتر) ،والعقaaول اإللكترونيaaة
الناطقة ،والبريد اإللكتروني ،وكلها أعادت اإلنسان الستخدام حواسه مجتمعة.
وأن وسائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة الجديaaدة الaaتي اختصaaرت المسaaافات
وتخطت الحواجز حولت العالم إلى قريaaة عالميaaة .Global Villageلتتحaaول وسaaائل
االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة الجديaaدة إلى وسaaيلة نموذجيaaة للتعليم مaaدى الحيaaاة .ألن
وسيلة االتصال تحولت إلى رسالة إعالمية غدت األساس لتشكيل المجتمعات وقللت من
شأن المضمون اإلعالمي.
وأشار ماكلوهين إلى أنه أضحى لكل وسيلة اتصال جمهورها الaaذي يفaaوق حبaaه
لها اهتمامه بمضمونها ساخنا ً كان أم بارداً.
وجaaاءت نظري ة التقمص الع اطفي الaaتي سaaبق وأشaaار إليهaaا :أفالط ون ،وس ان
ج ون ،وس ان أوجس تين ،وس ان االكوي ني ،وس بينوزا ،في مؤلفaaاتهم ،واعتبرهaaا آدم
سميث ،وهربرت سبنسر ،عملية انعكaaاس بaaدائي ،وناقشaaها البaaاحثون ليبس ،وريب وت،
وشلير ،من خالل تحليلهم للعواطف.
ويرجع الفضل إلدخال كلمaaة العاطفaaة في اللغaaة اإلنجليزيaaة إلى تي وردور ليبس
الذي سماها الشعور بالشيء ،وطور الباحث ج ورج ميد نظريaaة التقمص العaaاطفي في
كتابه العقل والنفس والمجتمع وافترض أنه حينمaaا نتوقaaع أو نسaaتنتج مشaaاعر اآلخaaرين،
وما سيفعلونه ،وحينما نخرج بتنبؤات ،تتضaaمن السaaلوك الخaaاص لإلنسaaان ،واسaaتجاباته
الخفية ،وحاالته الداخلية ومعتقداته ،ومعانية ،وحينما نطور التوقعات ونتنبأ نفترض أن
لدينا مهارة يسميها علماء النفس بالتقمص الع اطفي ،أي القaaدرة على اإلسaaقاط وتصaaور
أنفسنا في ظروف اآلخaaرين ،وسaaاعد على تطaaوير تلaaك القaaدرة ،االنتقaaال من مكaaان إلى
مكان آخر.
وتعمل وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية على تطوير المقaaدرة على التقمص
العاطفي بين األفراد الذين لم يغادروا مجتمعaaاتهم المحليaaة أبaaداً ،ألن تلaaك الوسaaائل نقلت
العالم الخارجي إليهم .ونظرية التقمص العاطفي هي جزء ال يتجزأ من االتصال ،ألنهaaا
تربط بين ذهن المرسل وذهن المتلقي ،والتقمص العاطفي هو المقدرة عن فهم ما يaaدور
في ذهن شخص آخر ،كأن نقول لشخص آخر أننا نفهم مشاعرك.
فكيaaف يتحقaaق التقمص العaaاطفي ؟ ومaaا هي قيمتaaه لالتصaaال في إطaaار عمليaaة
االتصال ؟ فالفرد يكتسب المقدرة على التقمص العاطفي بالتحرك المادي من مكaaان إلى
آخر أو عن طريق التعرض لوسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية ،التي تجعل التحرك
السيكولوجي يحل مكان التحرك المادي أو الجغرافي ،وقيمة التقمص العاطفي لالتصال
34
يمكن تلخيصaها بأننaaا كي نتصaaل بaاآلخرين يجب أن تتaوافر عنaدنا ثالثaة عناصaaر على
األقل وهي:
-وسائل مادية لالتصال؛
-وراجع صدى؛
-ومقدرة على التقمص العاطفي.
والمقدرة على التقمص العاطفي ،هي الخروج باستنتاجات عن اآلخرين ،وتغيير
تلك االستنتاجات لتتفق مaaع الظaaروف الجديaaدة ،وهaaذه المقaaدرة معروفaaة منaaذ ألفي عaaام،
وهناك نظريتان عن التقمص العاطفي:
نظرية تقول أننا نجرب األشياء مباشرة ،ونفعل ما يفعله اآلخرون وفقا ً لخبراتنaaا
الذاتية ،أي أن نفترض أن جميع الناس سوف يتصaaرفون بنفس الطريقaaة الaaتي نتصaaرف
بهaaا ،وأننaaا ال نسaaتطيع أن نتنبaaأ بمaaا سaaيفعله اآلخaaرون ،إن لم نمaaر نحن أنفسaaنا بنفس
التجارب التي يمر بها اآلخرون.
والنظرية الثانية تقول أننا نحاول أن نضع أنفسنا في ظروف ومواقف اآلخaaرين،
وفي اتصالنا نتحول من االستنتاجات إلى اخذ أدوار اآلخرين ،على أساس تنبؤاتنا.
فكيف نطور المقدرة على التقمص العاطفي ؟ وهذا السؤال أساسي يواجهه طلبه
االتصال واإلعالم دون إيجاد رد قاطع عليه ،فهناك نظريات للتقمص العاطفي تتفق مع
األدلaaة الaaتي تم التوصaaل إليهaaا عن طريaaق البحث ،ولكننaaا نسaaتطيع أن نعaaرف التقمص
العاطفي بأنه عمليaaة نتوصaaل من خاللهaaا لتوقعaaات عن الحaaاالت السaaيكولوجية الaaدائرة
داخل اإلنسان.
ولمعرفة كيفية حدوث ذلك ،نذكر أنه هناك ثالث وجهات نظaaر أساسaaية للتقمص
العاطفي ،وترى واحدة من المدارس الفكرية أن التقمص العاطفي غير موجود ،ألننaaا ال
نستطيع تطوير التوقعات ،ومؤيدي هذا الرأي يؤمنaaون بنظريaaة التعلم البسaaيطة المكونaaة
من منبه واستجابة ،وأصحاب هذه النظرية يقولون أن كل مaaا لaaدينا في عمليaaة االتصaaال
هي مجموعة من الوسائل ،رسالة يقaدمها شaخص مaا ،ليaدركها شaخص آخaر ،وبمعaنى
آخر أنه هناك منبهات واستجابات لها.
ونظرية التعلم البسيطة تفسر التعلم غير البشري عند الحيaaوان ،ولكنهaaا ال تفسaaر
السلوك البشري ،ألن البشر يطورون توقعاتهم ولديهم المقaaدرة على تصaaور أنفسaaهم في
الحاالت والظروف النفسية لآلخرين ،ولهذا ال نستطيع أن نقبل الaaرأي الaaذي ال يعaaترف
بوجود التقمص العaاطفي ،وال نسaتطيع تطaوير توقعاتنaا وتنبؤاتنaا ،دون حaدوث عمليaة
تفسيرية تسبق االستجابة ،ألن تطaوير التوقعaات يحتaاج إلى موهبaة من نaوع مaا ،فنحن
بحاجة للتفكير باألشياء الaتي ال نراهaaا ولم نجربهaا ،ولكي تكaaون لaaدينا توقعaات البaaد أن
نتحدث عن أشياء غير موجودة ،ونحن بحاجة لصنع تلaaك الرمaaوز والتaaأثير عليهaaا ،ألن
اإلنسان يختلف عن الحيوان في تطويره لكلتا المهارتين اللتين سبق وأشرنا إليهمaaا ،وأن
اإلنسان قادر على أدراك الرموز والتأثير فيهaaا ،وصaaنع رمaaوز تخaaدم أغراضaaه ،ولهaaذا
35
يستطيع إعادة تقديم أشياء غير موجودة أمامه ،وتقديم ما لم يحدث وما ال يجري حدوثaaه
اآلن ،وأن اإلنسان يملك مهارات فردية تختلف بين البشر.
ولهذا رفض الباحثون الرأي الذي ال يعترف بمفهوم التقمص العاطفي ،معتمدين
على أننا جميعا ً نتوقع المستقبل ،ونقوم بتنبؤ العالقة بين:
-السلوك الذي نقدم عليه؛
-والسلوك الذي يقدم عليه اآلخرون استجابة لسلوكنا؛
-والتنبؤ باالستجابة التالية التي نقدم عليها بناء على سلوك اآلخرين.
أي أننaaا نقaaوم بأفعaaال وردود أفعaaال ،من خالل تطaaوير توقعاتنaaا عن اآلخaaرين
وتأثيرهم على أفعالنا قبل قيامنا بها ،وهو ما يعني التقمص العاطفي.
ومن النظريات المعروفة للتقمص العاطفي نظريتان تتحدثان عن أسaaس التقمص
العاطفي وتتفقان على أن تنبؤات اإلنسان عن الحاالت السيكولوجية الداخلية تعتمد على
السلوك المادي الaaذي يمكن مالحظتaaه ،وكلتاهمaaا تتفقaaان على أن اإلنسaaان يقaaوم بتكaaوين
التنبؤات عن طريق استخدام رموز تشير إلى السلوك المادي والتأثير على تلك الرموز.
وتعتمد وجهات النظر الثالثة للتقمص العاطفي على:
أوال – نظرية االستدالل العاطفي :وتقول نظريaaة االسaaتدالل في مجaaال التقمص
العaaاطفي أن اإلنسaaان يالحaaظ سaaلوكه المaaادي مباشaaره ،ويربaaط سaaلوكه رمزيaaا بحالتaaه
السaaيكولوجية الداخليaaة أي بمشaaاعره وعواطفaaه ..الخ ،ومن خالل هaaذه العلميaaة يصaaبح
سلوكه اإلنساني معنى بتفسيراته للمعaaنى .ويطaaور الفaaرد مفهومaaه عن ذاتaaه بنفسaaه على
أساس مالحظاته وتفسيراته لسلوكه الخاص.
ومفهaaوم الaaذات يتصaل بaاآلخرين عن طريaaق مالحظaaة سaلوكهم المaادي ،وعلى
أساس التفسيرات السابقة للسلوك وما ارتبط به من مختلف مشاعر وعواطaaف ،ويخaaرج
باستنتاجات عن حالة اآلخرين السaaيكولوجية .بمعaaنى أن يقaaول لنفسaaه :إذا كaaان سaaلوكي
يعكس مشاعر ،وإذا قام شخص آخر بهذا السلوك فهو أيضا يعكس نفس المشaaاعر الaaتي
أشعر بها عندما قمت بهذا العمل.
هذا الرأي في التقمص العاطفي يفترض أن اإلنسaaان لديaaه معلومaaات مبدئيaaة عن
نفسه ،وعن الناس اآلخرين بالدرجة الثانية .ويردف أن اإلنسaaان لديaaه المقaaدرة على فهم
نفسه ،وعن طريق تحليله لسaaلوكه الaaذاتي يسaaتطيع اإلنسaaان أن يخaaرج باسaaتنتاجات عن
اآلخرين انطالقا ً من أنه هناك تماثل بين سلوك اآلخرين وسلوكه الفردي.
ومن األمثلaaة على ذلaaك أنaaك تضaaرب المنضaaدة بيaaدك كلمaaا شaaعرت بالغضaaب
وشaaاهدت شخص aا ً آخaaر يقaaوم بنفس الفعaaل عنaaد الغضaaب فتaaدفعك أحاسيسaaك الداخليaaة
الستنتاج ذلك اعتماداً على:
-مالحظتك لسلوكه؛
-ومقارنة سلوكه بالسلوك المماثل الذي أقدمت عليه عند شعورك بالغضب.
36
وتأخذ نظرية االستنتاج في التقمص العاطفي هذا االفتراض من خالل أن:
-اإلنسaaaان لديaaaه معلومaaaات مبدئيaaaة عن أحاسيسaaaه الداخليaaaة ،ومعلومaaaات عن
األحاسيس الداخلية لآلخرين من الدرجة الثانية؛
-وأن اآلخرون يعبرون عن أحاسيسهم الداخلية بأداء نفس السلوك الذي قمت به
للتعبير عن مشاعرك؛
-وأن اإلنسان ال يستطيع فهم الحالة الداخلية لآلخرين ،إن لم يجرب تلك الحالة،
فاإلنسان ال يستطيع أن يفهم العواطف التي لم يشعر بها واألفكار الaaتي لم تخطaaر بذهنaaه
وهكذا.
فaaإذاً نحن بحاجaaة السaaتخدام أسaaلوب آخaaر في معالجaaة التقمص العaaاطفي يفسaaر
نجاحنا في تنبؤ سلوك اآلخرين ،وتوقع ذلك السلوك من خالل أسلوب يفترض أن الناس
ليسوا متماثلين.
عالوة عن أنه هناك دالئل تشير بعaaدم صaaحة افaaتراض نظريaaة االسaaتنتاج تقaaول
بأننا ال نستطيع أن نفهم المشاعر الداخلية للناس اآلخرين ما لم نجربها بأنفسaaنا ،وحقيقaaة
أن اإلنسان يفهم بشكل أفضل تلك األشياء التي جربها بنفسه ،ولكنه يستطيع بaaالرغم من
ذلك أن يفهم جزئيا ً بعض المشاعر التي لم يجربها ،على سبيل المثال نسaaتطيع أن نحس
بشaaعور آالم األم وهي تلaaد طفلهaaا دون المaaرور بالتجربaaة ذاتهaaا ،وأن نتصaaور مشaaاعر
السعادة التي يشعر بها الفرد عند تحقيق النجاح دون المرور بتجربته ،ألن التجربة تزيد
فهمنا للنجاح ،ولكنها ليست أساسية لفهم النجاح.
وثانيaaا :نظري ة أخ ذ األدوار في التقمص الع اطفي :وتقaaول أن اإلنسaaان يك ّ aون
مفهوما ً معينا ً عن ذاته قبل أن يتصل باآلخرين ،وأننaaا نحaaاول فهم سaaلوك بعض األفaaراد
وأن نفسر نتائج ذلك السلوك من خالل التقمص العاطفي عن طريق سلوك التقليد وتوقع
الثواب والعقاب ،وتطويره عن طريق االتصال ،وعن طريق أخذ أدوار اآلخaaرين وعن
طريق التصرف نحو اآلخرين ،كمحور لالتصال ،وعن طريق تطوير وتعميم المفaaاهيم
عن اآلخرين.
ونظرية االستنتاج تفترض وجود مفهوم عن الذات ،يمكننaaا من التقمص عاطفيaaا
باستخدام مفهوم الذات ،لنخرج باستنتاجات عن حاالت اآلخرين الداخلية ،وترى نظرية
االستنتاج أن مفهوم الذات يحدد كيفية التقمص عاطفياً ،أمaا نظريaaة أخaaذ األدوار فتعaaالج
الموضوع من الناحية األخرى تماماً.
وكال النظريaaتين تعطيaaان أهميaaة كبaaيرة لطبيعaaة اللغaaة والرمaaوز المسaaتخدمة في
عملية التقمص العاطفي وتطوير مفهوم الذات ألن اإلنسان يستخدم كل تلaaك أسaaاليب في
التقمص العاطفي ،ويأخذ األدوار التي تعجبه ،فكل منا يأخaaذ أدوار اآلخaaرين ،وكaaل منaaا
يعمم خبراتaaه على اآلخaaرين ،والطريقaaة الaaتي ننظaaر بهaaا إلى أنفسaaنا تحaaدد مفهومنaaا أو
أسلوبنا في التعميم على اآلخرين ،والمضمون aاالجتماعي الموجaaود وتوقعaaات اآلخaaرين
عن سلوكنا.
37
وحينما نتقمص عاطفياً ،وال نجaازى على تقمصaنا العaاطفي نضaطر للجaوء إلى
حل من حلين فإما:
-أن نحرف سلوك اآلخرين الذي أدركناه لنجعله يتفق مع توقعاتنا؛
-أو أن نعيد النظaaر بالصaaورة الذهنيaaة الaaتي كوناهaaا عن أنفسaaنا ،ونعيaaد تعريفنaaا
لذاتنا ،أو أن نعود مرة أخرى ألخذ األدوار السابقة.
وإذا لجأنا إلى الحل األول وحرفنaaا مaaا ندركaaه ،فسaaنتحول إلى مرضaaى نفسaaيين،
وتصبح تصوراتنا غير واقعيaaة ،وينتهي بنaaا المطaaاف في مستشaaفى األمaaراض النفسaaية،
وهذا ليس مرغوب ،وهنا نستطيع التنبؤ بأن مشكلة الصaaحة العقليaaة متصaaلة بعaدم قaaدرة
اإلنسان أو عدم رغبته في تغيير صورته الذهنية عن نفسه ،حينما يجد أن هذه الصaaورة
غير مجزية في الظروف االجتماعية المحيطة به.
وإذا لجأنا للحل الثاني وإعادة تعريaaف الaaذات فإننaaا نعaaود ألخaaذ أدوار اآلخaaرين،
وتطوير مفهوم جديد للتعميم عن اآلخaaرين ،وإيجaaاد مجموعaaة جديaaدة من التوقعaaات عن
سلوكنا ،لنعود إلى أنفسنا ونغير سلوكنا وفقا ً لذلك ومرة أخaaرى نخaaرج باسaaتنتاجات عن
الناس اآلخرين.
ألن عمليتaaا القيaaام بالaaدور واالسaaتنتاج تسaaيران سaaويا ً دائمaاً ،وتعaaني أن اإلنسaaان
يكيف نفسه ،ويستطيع أن يغير سلوكه ليتفق مع الظروف المحيطة والوضع االجتماعي
الذي يجد نفسه فيه ،ويطور توقعاته ويقوم بأدوار اآلخرين والخروج باستنتاجات.
ولوسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة دور في تنميaaة المقaaدرة على التقمص
العاطفي ،ومن النظريات الaaتي تنaaاولت هaaذا الجaaانب نظريaaة عaaالم االجتمaaاع األمaaريكي
دانيي ل لرنر الaaذي يفaaترض أن المقaaدرة على التقمص العaaاطفي تعتaaبر من الخصaaائص
األساسaaية الالزمaaة النتقaaال المجتمaaع من األسaaلوب التقليaaدي إلى األسaaلوب الحaaديث،
ويفترض أن هذه الخصائص كانت في الماضي تكتسب عن طريق تحرك األفراد مادي aا ً
وانتقالهم من مكان إلى أخر واختالطهم باآلخرين ،أما في القرن العشaaرين فأخaaذت هaaذه
الخاصية تكتسب مقوماتها أساسا ً عن طريق وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية الaaتي
تنقaaل العaaالم الخaaارجي إلى األفaaراد الaaذين لم تتح لهم فaaرص السaaفر واالنتقaaال وتaaرك
مجتمعاتهم المحلية .
وربaaط لرنر المقaaدرة على التقمص العaaاطفي بالتسلسaaل التaaاريخي الجaaاري في
المجتمعات الغربية ،فأشار في استعراضه النهيار المجتمع التقليدي في الشرق األوسaaط
"بناء على المادة التي جمعها مركز األبحاث التطبيقية في جامعة كولومبيا األمريكية له
عن ست دول في الشرق األوسط ،وبناء على المواد التعليمية التي حصل عليها عن 54
دولة" على أنه هنaaاك مراحaaل محaaددة يمaaر بهaaا المجتمaaع ليصaaل إلى المرحلaaة الحديثaaة،
فالمدينة تتسع لتشمل القaaرى المجaaاورة ،ونسaaبة كبaaيرة من األفaaراد أخaaذت تتعلم القaaراءة
والكتابة ،والتعلم على كيفية تكوين اآلراء ،وأن نسaaبة أكaaبر أصaaبحت تشaaتري الصaaحف
وتستمع إلى اإلذاعaaة المسaaموعة ،ونسaaب أكaaبر اكتسaaبت القaaدرة على التقمص العaaاطفي
38
وتصور نفسها في مواقف وظروف اآلخaaرين ،ليتسaaع معهaaا نطaaاق المسaaاهمة السياسaaية
واالقتصادية.
واستخلص لرنر نظريته من التطور التاريخي ،مستعرضا ً تطور الaaديمقراطيات
الغربيaaة ،وأن عمليaaة التحضaaر أظهaaرت تسلس aالً وخصaaائص يمكن أن تكaaون عالميaaة،
لتحدث في جميع المجتمعات ،وفي كل مكان حدث فيaaه االنتقaaال إلى المaaدن زادت نسaaبة
المتعلمين ،وزيادة نسبة المتعلمين رفعت نسبة المتعرضaaين aلوسaaائل االتصaaال واإلعالم
الجماهيرية ،وهذه الزيaaادة سaaارت بaaالتوازي مaaع اتسaaاع اإلسaaهام االقتصaaادي ،والaaدخل
القaaومي ،واإلسaaهام السياسaaي عن طريaaق المشaaاركة في االنتخابaaات ،وأن هaaذا التسلسaaل
حدث في الديمقراطيات الغربية وهو حقيقة تاريخية ،وصaaحبت تلaaك التطaaورات ظهaaور
تطور تاريخي له خاصية سيكولوجية تعبر عنها مقدرة األفراد على تصaaور أنفسaaهم في
ظروف اآلخرين ،وتمaaيزت المجتمعaaات الغربيaaة في مراحaaل تطورهaaا األولى باالتسaaام
بأوضاع غير ثابتة ،وجرت فيها هجرات متواصلة للوصول إلى أراض جديدة ،يستطيع
الناس فيها تحقيق أرباح ،وأصبح األفaaراد الaaذين تركaaوا أوطaaانهم يتمaaيزون بشخصaaيات
متبدلaaة ،وبقaaدرات عاليaaة على اسaaتيعاب الجaaوانب الجديaaدة في الظaaروف المحيطaaة بهم،
وأنهم تحركوا وهم مهيئون ومجهزون الستيعاب أوضaaاع جديaaدة ال يعرفونهaaا يفرضaaها
عليهم محيطهم الخارجي الجديد ،ليواجهوا أشياء لم يجربوها من قبaaل ،وهaaذا االسaaتعداد
جعلهم قادرين على التقمص العاطفي.
وأن المجتمaaع التقليaaدي مجتمaaع ال يسaaاهم أفaaراده في النشaaاطات السياسaaية ،وأن
القرابة هي أساس التعامaaل فيaaه ،وأن الجماعaaات الصaaغيرة منعزلaaة عن بعضaaها البعض
وعن المركaaز في العاصaaمة ،وأن حاجaaات المجتمaaع التقليaaدي قليلaaة ،وليس هنaaاك تبaaادل
تجاري بين أجزاء المجتمع المختلفة ،وأنه من دون الروابaaط الaaتي تنشaaأ نتيجaaة العتمaaاد
أجزاء المجتمع على بعضها البعض يضيق أفaaق األفaaراد ،وتقaaل قaaدراتهم على التحليaaل،
ألن اختالطهم بaaaاآلخرين قليaaaل إن لم يكن معaaaدوماً ،وأن إدراك األفaaaراد في المجتمaaaع
للحوادث الجارية يقتصaaر على مaaا عرفaaوه من خaaبراتهم القليلaaة السaaابقة المحصaaورة في
نطاق مجتمعاتهم الصغيرة a،وهم غير قادرين على فهم ما لم يجربوه بشكل مباشر ،كمaaا
أن معامالتهم مقصورة على األفaaراد الaaذين يتصaaلون بهم مباشaaرة عن طريaaق عالقaaاتهم
الشخصية ،لذلك ال تظهر أي حاجة للمناقشة بين األفراد والجماعات في األمور العامة،
المتعلقaaة بالدولaaة والنظريaaات السياسaaية ،أي أن الفaaرد ال يحتaaاج للنقaaاش وتبaaادل اآلراء
التفاق مaaع اآلخaرين الaذين ال يعaرفهم ،كمaا أن المجتمaaع ال يحتaاج للفaaرد للوصaaول إلى
إجماع الرأي في الشؤون العامة ،ألن تجربة الفرد محaaدودة بحaaدود النطaaاق المحلي وال
يستطيع أن يتصور ذهنه انتمائه لدولة كبيرة.
وللخروج باستنتاجاته أجرى لرنر دراسة ميدانية تناولت عينة مكونة من 1357
فرد من الشرق األوسaaط وطلب منهم الaaرد على تسaaعة أسaaئلة من بينهaaا :إذا كنت رئيسaا ً
للحكومaaة أو محaaرراً في صaaحيفة أو مaaديراً لمحطaaة إذاعيaaة ،فمaaا الaaذي كنت سaaتفعله ؟
واكتشف أن األفراد التقليديين يصaaابون بصaaدمة من أسaaئلة من هaaذا النaaوع ويسaaتغربون
توجيه مثل هذه األسئلة لهم ،أما المتميزين بمقدرة التقمص العاطفي ،فكانت شخصaaياتهم
غير ثابتة ،وكانوا أكثر قدرة على التعبير عن آراء وموضوعات في مجاالت كثيرة.
39
وتوقaaع أن تكaaون وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة قaaد زادت من مقaaدرة
األفراد على التحرك النفساني وتخيل أنفسهم في مواقف لم يجربوهaaا ،وفي أمaaاكن غaaير
األمaaاكن الaaتي اعتaaادوا رؤيتهaaا ،كمaaا عaaودت أذهaaانهم على تصaaور تجaaارب أوسaaع من
تجاربهم المباشرة المحدودة ،وعلى تخيل مناطق لم يشاهدوها.
وهذه خاصية ميزت اإلنسان الذي تغير مع المجتمع المتطaaور وتمaaيز بشخصaaية
تتمتع بمقدرة على التقمص العاطفي .وأنه حينما يظهر عaaدد كبaaير من األفaaراد القaaادرين
على التقمص العaaاطفي في مجتمaaع من المجتمعaaات ،يمكن القaaول أن هaaذا المجتمaaع في
سبيله إلى التطور السريع.
والتقمص العاطفي كما يراه لرنر هو خاصية تمكن عناصر جديدة متبدلaaة قaaادرة
على العمل بكفاءة في العالم المتغير ،ويaaرى أن المهaaارات ال غaaنى عنهaaا للشaaعب الaaذي
يتحaaرر من اإلطaaارات التقليديaaة ،وأن المقaaدرة على التقمص العaaاطفي هي في أسaaلوب
الحياة السائد الذي يميز األفراد في المجتمع الحديث الذي يملك صناعة متطورة وتعيش
نسبة كبaaيرة من سaaكانه في المaaدن ،وترتفaaع فيaaه نسaaبة التعليم ،ونسaaبة كبaaيرة من أفaaراده
يساهمون في الحياة السياسية.
وأن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية هي وسيلة من وسائل مضاعفة القدرة
على التحرك ،وأن وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية مكنت الفرد من االنتقال نفسaaيا
إلى أماكن أخرى ،وأصبح بإمكانه أن يتخيل نفسه في ظروف غريبة وفي أماكن جديaaدة
عليه بعaaد أن تمكن الفaaرد من االنتقaaال عaaبر وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة من
مكان إلى أخر في العالم الخارجي بعيد عن أمaaاكن السaaكن الaaتي تخلaaق لديaaه اسaaتعدادات
للتغيير والتكيaaف وتغيaaير التطلعaaات واآلفaaاق ،وتقaaدم خaaدمات ضaaرورية تسaaهم في نمaaو
المجتمع المحلي الحديث ،وتطور المجتمعات التقليدية ،وتساعد على التقمص العaaاطفي.
ولتفرض العالقة بين نظريات اإلعالم والسلطة نفسها.
وواضح من االسaتنتاجات الaتي قaدمها دانيي ل لرنر من المعلومaات الaتي حصaل
عليها واالستبيان الذي قام به جهله للواقع الحقيقي القائم في الشرق األوسط الضحية في
العالقات الدولية المعاصرة ،وأنه يختلف تماما ً عما حدث تاريخيا ً في الغرب المستعمر.
وتفسر الغزو االقتصادي والثقافي واالتصالي واإلعالمي والعسكري الذي تتعaaرض لaaه
دول الشرق األوسط منذ مطلع القرن العشرين لفرض مفaaاهيم غريبaaة تتنaaافى وحاجaaات
المجتمعات الشرق أوسطية .وتفسرها أيضا ً النظريات اإلعالمية السائدة في عالم اليوم.
40
جزء من فلسفة اإلعالم ألن فلسفة اإلعالم هي أعم واشمل من النظريات ،ألن اسaaتخدام
تعبير نظريات اإلعالم كان في مجمله انعكاسا للحديث عن األيaaديولوجيات والمعتقaaدات
االجتماعية واالقتصaaادية ،والحaaديث عن أصaaول منaaابع العمليaaة اإلعالميaaة المؤلفaaة من:
مرسل؛ ومستقبل؛ ووسيلة.
وترتبaaط نظريaaات اإلعالم بالسياسaaات اإلعالميaaة في المجتمaaع ،ومaaدى التحكم
بالوسيلة اإلعالمية من النواحي السياسية ،وفرص الرقابة عليها وعلى مضaaامينها الaaتي
تنشر أو تذاع من خاللها ،ليبرز سؤال هل تسيطر الحكومة على وسaaائل اإلعالم ،أم أن
لها مطلق الحرية في التحرك أم التقيد بالقواعد التي تحددها القوانين النافذة.
خاصة وأن مجموعة العوامل التي تشترك في تأسيس منطق النظرية العلمية في
المجاالت اإلنسانية والحياتية المختلفaة ،في حقيقتهaaا نابعaة من بيئaة اإلنسaaان ومجموعaة
المنبهات واالستجابات التي تتكون وفقا ً لها.
واستطاع اإلنسان تشخيص تلaaك العوامaل البيئيaaة واالجتماعيaaة والنفسaaية بعaaد أن
عرف اللغة ومفرداتهaaا ،ألن اللغaaة في شaaكلها األول وبطبيعتهaaا البسaaيطة البدائيaaة كaaانت
ضرورية لحياة الجماعة وأساسا ً لتكوين العالقات بين اإلنسان وأخيه اإلنسان ،وبمaaرور
الaaزمن تطaaورت اللغaaة لتصaaبح ذاكaaرة للمجتمaaع ومكنت اإلنسaaان من تنسaaيق جهaaوده
وتوحيدها في مجرى مشترك عaaام وجعلت تaaداول الخaaبرة ممكنaا ً بين األفaaراد واألجيaaال
والمجتمعات.
واللغة بهذا المعنى الواسع أصبحت أداة اتصال رئيسية بين بني البشر ،كما أنهaaا
في الجانب الثاني أصبحت أداة فكر وأداة لتبادل اآلراء واألفكار بين الناس.
ومعروف أن المطبعة جاءت لتفتح الطريق أمام الثورة الصناعية بعد أن مهaaدت
لها الثورة العلمية ،وما أن دخل القرن العشرين حتى صار العالم يعيش ثورة شaaاملة في
وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية.
وانحسaaرت المسaaافات الجغرافيaaة أمaaام القaaدرات التكنولوجيaaة لوسaaائل االتصaaال
واإلعالم .ومن أجaaل تسaaخير هaaذه القaaدرات وتوظيفهaaا لخدمaaة المعلومaaات وتبادلهaaا بين
المجتمعaaaات أخضaaaعتها الحكومaaaات والaaaدول إلى نظرياتهaaaا السياسaaaية واالقتصaaaادية
واالجتماعية .مما دفع علماء اإلعالم واالتصال لوضع نظريaaات إعالميaaة مسaaتنتجة من
تلك النظريات السياسية األوسع وتطبيقاتها العملية في المجتمعات المختلفة من رأسمالية
واشتراكية وهجينة وخاصة وغيرها.
وال غرابة في أن يكون إلعالم الدول النامية قو ٌل في هaaذا المجaaال السaaيما وأنهaaا
ابتليت باألوضaaاع الaaتي فرضaaتها عليهaaا السياسaaات االسaaتعمارية ،ومaaا تعانيaaه من شaaدة
الخالفات السياسية التي انعكست بالنتيجة على فعالياتها اإلعالمية.
ورغم دخaaول العaaالم القaaرن الحaaادي والعشaaرين ،وعصaaر المعلوماتيaaة ووسaaائل
االتصال المتطورة فإننا نالحaaظ اسaaتمرار تخبaaط الaaدول الناميaaة في مشaaاكلها اإلعالميaaة
واالتصالية التي ازدادت صعوبة وتعقيداً.
41
وبقي اإلعالم ظالً للسياسaaة في الحركaaة االتصaaالية اليوميaaة لتطaaبيق المنaaاهج
السياسية واالقتصادية والفكرية والتربوية والتعليمية والثقافية ،في هذا البلد أو ذاك.
وارتباط وعي اإلنسان بهذه العوامل والتكوينات االجتماعية وبتقaaديره للظaaروف
الموضوعية aوالذاتية التي تحيط به ،والتي ترتبط ارتباطا ً مباشراً بلغته القوميaaة ،السaaيما
وأن اللغaaة هي التعبaaير عن تقaaديرنا للواقaaع الموضaaوعي a،وقaaد ظهaaر الaaوعي واللغaaة في
مرحلة محدد من التطور االجتماعي للبشرية ،ليتمكن بنو البشر من التواصل واالتصال
ببعضهم البعض.
واللغة تمنح اإلنسان باإلضافة إلى وراثته البيولوجيaaة فرصaaة لالسaaتثمار األمثaaل
للثقافة والمعرفة .وقد أتاح العلم الحديث للغة ممكنات ووسائل متعددة للتعبير عن دقaaائق
األحكام الفعلية في صورها النظرية والتطبيقية لمختلف الحاجات اإلنسانية.
42
أما النظرية الليبرالية فأنها ال تصaaلح للتطaaبيق على الصaaحافة العربيaaة وال تالءم
مع الواقع السياسaي واالقتصaادي العaربي الaراهن حيث تسaaود األميaة والفقaر والتخلaف
االجتماعي مع شيوع األنظمة األوتوقراطية المتسلطة.
وأوضح حماد إبراهيم أن النظام الصحفي السلطوي هو النظام السائد في الوطن
العaaربي ،حيث يaaبرز احتكaaار النشaaاط اإلعالمي من قبaaل السaaلطة السياسaaية ،وأن أغلب
الصحف العربية ال تتسع إال لوجهات النظر الرسمية ،واالرتفaaاع بمكانaaة صaaانع القaaرار
المركزي والترويج لسياسات السلطة ،والتشكيك في الخصوم أو المعارضين السياسيين
وتشويه صورتهم أمام الرأي العام.
وفي دراسة لدور وسائل االتصال في صنع القرارات في الaaوطن العaaربي انتهى
بسيوني حماده إلى أن هناك فجوة حقيقية بين النظامين السياسي واالتصالي واإلعالمي
وأن هaaaذه الفجaaaوة ال تلغي التبعيaaaة ،وأرجaaaع هaaaذه الفجaaaوة إلى ميaaaل النظم االتصaaaالية
واإلعالميaaة لإلثaaارة والمبالغaaة وعaaدم القaaدرة على التعبaaير عن الaaرأي العaaام ،وغيaaاب
المعلومات الموثوقة من السلطة السياسaaية وعaaدم اهتمaaام صaaانعي القaaرارات بقaaراءة مaaا
تنشره الصحف ،والنظر إلى االستجابة لمطالب نظم االتصال واإلعالم على أنه ضعف
من السلطة السياسية.
لنخلص بأن أزمaaة حريaaة االتصaaال واإلعالم الجمaaاهيري في الaaوطن العaaربي ال
تنفصل عن أزمة الديمقراطية حيث تسود األنظمة السلطوية التي تضع كل السلطات في
يد رئيس الدولة ،وغياب دور التنظيمات السياسية الشعبية والديمقراطية في إطaaار عaaدم
التوازن بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضaaائية وتحaaول معظم الصaaحف العربيaaة
إلى أجهزة حكوميaaة مهمتهaaا الدعايaaة ألنظمaaة الحكم ،وتعبئaaة الجمaaاهير وحشaaدها لتأييaaد
سياساتها وممارساتها.
ورغم مaaا شaaهدته بعض الaaدول العربيaaة من تحaaول إلى نظaaام التعدديaaة السياسaaية
والصaaحفية إال أن األنظمaaة الصaaحفية في تلaaك الaaدول لم تتحaaرر حaaتى اآلن من تaaراث
النظرية السلطوية ،حيث تهيمن الحكومة على الصaaحف المركزيaaة الرسaaمية ،وتمaaارس
أشكاالً مختلفة من التنظيم والسيطرة مثل التحكم في تراخيص إصدار الصaaحف وتعaaيين
رؤساء التحرير وتوجيه السياسات اإلعالمية والتحكم في تدفق المعلومات واإلعالنات،
عالوة على القيود القانونية التي تجaaيز مراقبaaة الصaaحف ومصaaادرتها وتعطيلهaaا وحبس
الصحفيين إذا تجاوزوا حق النقد الحدود المرسومة له في القوانين النافذة.
ومن الطبيعي أن تسود أنظمة صحفية سلطوية في تلك الaaدول ذات أنظمaaة الحكم
األوتوقراطية ،ومن غير المقبول أن تستمر المفاهيم اإلعالمية السلطوية في تلك الaaدول
وال بد أن تأخذ بالتعددية وتبنى مفاهيم االتصال واإلعالم الحديثة.
لكل مجتمع من المجتمعات نظامه السياسي الخاص به ،ويشمل هذا النظام آليات
معينة الهدف منها تحقيق وظائف السلطة السياسية كنظام اجتماعي متكامل.
43
ومفهaaوم النظaaام السياسaaي هaaو من األسaaس الaaتي يعتمaaد عليهaaا علم السياسaaة في
دراسaaته لجميaaع أوجaaه الحيaaاة السياسaaية وتمييزهaaا عن غيرهaaا من مكونaaات الحيaaاة
االجتماعية في مجتمع معين بحaد ذاتaه ،تلaك المكونaات الaتي تتفاعaل فيمaا بينهaا ضaمن
لتكون نتيجة لذلك عالقات معينة تربط بين البنى التي يتكون المحيط الذي تتفاعل داخله ِّ
منها المجتمع الواحد.
والنظام السياسي عادة هو مجموعة من المكونات المتتالية وما يجaaري بينهaaا من
تفاعالت تشترك فيها كلها عaaبر تفاعلهaaا مaaع غيرهaaا من المكونaaات الaaتي تشaaكل تركيبaaة
البنى األساسية للمجتمع من اجتماعية ،واقتصادية ،وفكرية ،وثقافية ،وتشريعية.
وتعتمد درجة اتساع أي نظام سياسي على مدى الحدود المشتركة في اإلطaaارات
المتفaaق عليهaaا سياسaaيا ً ضaaمن نظaaام معين ملaaزم وواقعي وممكن التطaaبيق .ويشaaمل هaaذا
النظام التشريعي الذي يركز على مدى فعاليaaة القaaوانين النافaaذة في حaaدود معينaaة ،داخaaل
نظaaام ال مركaaزي تطبaaق من خاللaaه تلaaك الحaaدود ،والaaبرامج ،والقaaرارات aالمتخaaذة على
مختلف المستويات واألصعدة.
والنظام السياسaaي بمفهومaaه الحaaديث أخaaذ بالتشaaكل في أواسaaط القaaرن العشaaرين،
واعتبر تطaaوراُ منطقيaا ً للعلaaوم السياسaaية ،وضaaرورة منطقيaaة لوصaaف الحيaaاة السياسaaية
ومواقaaف النظم السياسaaية ومقارنتهaaا مaaع غيرهaaا من النظم والمواقaaف .ودراسaaة بعض
نماذج النظم السياسaaية للوصaaول إلى تصaaور معين عن المواقaaف السياسaaية وآليaaات أداء
الوظيفة السياسية للنظام قيد الدرس.
ويعتaaبر األمريكيaaان د .اس تون ،وغ .ألموند من واضaaعي أسaaس نظريaaة النظم
السياسية عالمياً .وقد وضع األمريكي د .استون ،في أعماله (النظaaام السياسaaي ،)1953
و(حدود التحليل السياسي ،)1965و(التحليل المنهجي للحيaاة السياسaaية )1965مaaدخالً
لتحليل النظم السياسية ،التي تشمل :البرلمان ،والحكومة ،واإلدارة المحليaaة ،واألحaaزاب
السياسية ،والهيئات االجتماعية .واعتبر استون أن النظaaام السياسaaي ،هaaو نظaaام آلليaaات
الضبط الذاتي المتطورة التي تضبط التأثيرات اآلتية من خارج ذلك النظام.
وأن النظم السياسية تحتفظ عادة بمداخل معينة تعبر عن نفسها من خالل الطرق
والوسائل التي ينعكس من خاللها ،وتعبر عن نبضات التطور االجتمaaاعي ،وتaaأتي تلaaك
النبضaaات عaaادة على شaaكل مطaaالب اقتصaaادية واجتماعيaaة معينaaة ،يطaaالب بهaaا البعض
ويؤيدها أو ال يؤيدها البعض اآلخر داخل تركيبة المجتمع الواحد.
وتتشكل تلك المطالب عادة وتظهر من داخل الوسط االجتمaaاعي المحيaaط بaaدائرة
السلطة الحكومية ،أو من داخل النظام السياسي السائد في المجتمع.
وتعبر الشرائح االجتماعية عن تأييدها للنظام السياسي عن طريق االلaaتزام بaaدفع
الضaaرائب ،وأداء الخدمaaة العسaaكرية اإللزاميaaة ،والتقيaaد بaaالقوانين النافaaذة ،والمشaaاركة
اإليجابيaaة والتصaaويت aفي االنتخابaaات العامaaة ،والتعaaاطف مaaع السaaلطات الحكوميaaة
وشعاراتها المطروحة على الرأي العام.
44
وبغض النظaaر عن وجaaود أو عaaدم وجaaود مطaaالب محaaددة لaaدى بعض الشaaرائح
االجتماعية فإن التأييد العام المعaaبر عنaaه من قبaaل أكثريaaة الشaaرائح االجتماعيaaة ،يصaaبح
جزء من كيان النظام السياسي الذي يلتزم بأخذ المطالب المطروحة بعين االعتبار ،بمaaا
يتفق ومصالح سائر التركيبة االجتماعيaaة ،وتلaaتزم السaaلطة الحكوميaaة باتخaaاذ إجaaراءات
معينة ال تخل بالمصالح الوطنية العليا للدولaaة .كتلبيaaة مطaaالب شaaريحة اجتماعيaaة معينaaة
بإعادة النظر بسلم األجور المطبق انطالقا ً من حاجaaات تلaaك الشaaريحة االجتماعيaaة على
ضوء مجريات األحداث والتطور االقتصادي واالجتماعي المحقق .ونتيجaaة ألداء النظم
السياسية لوظيفتها يتحقق شكل للقرار أو الفعل سياسي.
وهذا القرار والفعaaل يaaؤثران بشaaكل معين على الوسaaط المحيaaط .ويرتفaaع التأييaaد
المقدم للنظام في حال إذا كان هذا القرار والفعل يتفقان مع المنتظر والمطلaaوب من قبaaل
الشرائح والجماعات الكثيرة للسكان .لتتعaaزز عمليaaات اسaaتقرار هaaذا النظaaام .وفي حaaال
عدم تلبية القرار السياسي المنتظaر أو المطلaوب بالكامaل أو جزئيaا ً يمكن حaدوث نتaaائج
سلبية تؤدي إلى ظهور مطالب جديدة ،يمكن أن تؤدي إلى أزمة جزئية أو كاملة للنظaaام
السياسي .وفي هذه الحالة تتكاثر في المجتمع أوضاع تهدد االستقرار.
وتشغل المطالب مكانة هامة ضمن المعلومaaات المتنوعaaة الداخلaaة للنظaaام والaaتي
تظهر الخلفيات المنتظرة ومصالح الناس .وقسمها إس تون إلى مطaaالب توزيعيaaة تتعلaaق
بالرواتب وأوقات العمل ،وشروط الحصول على التعليم ،والخدمات ،ومطالب تنظيميaaة
تتعلق بتوفير األمن للمجتمع ،والتحكم بالسaaوق ...إلخ ،ومطaaالب اتصaaالية تتعلaaق بتقaaديم
المعلومات السياسية ،وإظهار القوة السياسية وغيرها.
وتحت تأثير مجموعة كبيرة من التأثيرات اآلتية من الوسط المحيط يتخذ النظaaام
السياسي القائم قرارات تحقaaق االسaaتقرار االجتمaaاعي .وفي حaaال كaaانت تلaaك التaaأثيرات
ضعيفة وال يملك النظام السياسي عنهaaا معلومaaات كافيaaة يمكن لهaaذه التaaأثيرات أن تaaدفع
النظام السياسي التخاذ قرار لمصلحة شريحة اجتماعية معينة وباتجاه واحد ،مما يaaؤدي
إلى زعزعaaة األوضaaاع االجتماعيaaة واالسaaتقرار .وقaaد يكaaون التaaأثير قويaaا ً ومغرقaaا ً
بالمعلومات مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة أيضا ً تaaؤدي إلى ردود فعaaل من خaaارج
النظام السياسي ،مبنية على طبيعة السلطة السياسية والمطالب الموجهة لها.
وتتكون ردود الفعل من القaaرارات السياسaaية ،ومن توزيaaع السaaلطات والقيم على
شaaكل تقبaaل السaaكان أو عaaدم تقبلهم لهaaا .ألن القaaرارات السياسaaية هي شaaكل من أشaaكال
التوزيع السلطوي للقيم .وخالفا ً إلستون ،يaaرى غ .ألموند أن للنظaaام السياسaaي تaaأثيرات
متبادلaaة كثaaيرة ،نابعaaة عن التصaaرفات ،الحكوميaaة وغaaير الحكوميaaة ،ومن الضaaروري
دراستها .ويذكر أن أي نظام سياسي يملك تركيبته الخاصة متعددة الوظائف ،وكل نظام
سياسي يحقق أو يقوم بنفس الوظائف المختلطة بالمعنى الثقافي .والخاصية الهامة تكمن
في تعدد وظائف النظام بغض النظر عن المبادئ المعلنة لتقسيم السلطة ،ألن الكثaaير من
الوظائف في مختلف النظم السياسية غير مجaaزأة .وعلى سaaبيل المثaaال :تaaدخل البرلمaaان
45
في السياسة الحكومية المتبعة ،والتدخل بنشاطات الحكومة والaaرئيس إلصaaدار القaaوانين
وهو ما يحدث في مختلف دول العaaالم .والخلaaط السياسaaي يكمن في مفهaaوم أنaaه ال يوجaaد
سلطة خالصة ،ال إدارة رئاسية خالصة وال أو سلطة برلمانية خالصة.
ويتجاوز نموذج غ .ألموند بعض النقaaائص في نمaaوذج د .إس تون .ويaaراعي في
نموذجه النواحي السيكولوجية الفردية للتaaأثيرات السياسaية المتبادلaaة ،والنبضaaات اآلتيaة
ليس من الخارج ،ومن الشريحة الحاكمة ،ومن الحكومaaة .ويaaورد مثaaاالً عليهaaا" :إقaaرار
الكثير من المسائل المتعلقة بمصالح ومطaaالب المواطaaنين أو اسaaتخدام القaaوة ضaaد بعض
الشرائح االجتماعية ،وقرار شن الحرب".
والحصaaول على المعلومaaات الالزمaaة التخaaاذ القaaرار وفaaق غ .ألموند ،يaaأتي من
تسaaييس المجتمaaع وتعبئaaة السaaكان ،وتحليaaل المصaaالح القائمaaة ،ودراسaaة عمليaaة تكامaaل
المصالح ،واالتصاالت السياسية ضمن عالقات متبادلة بين مختلف القوى السياسية.
وللمعلومaaات الصaaادرة عن السaaلطة وظaaائف تنبaaع من األصaaول الموضaaوعة
للنشaaاطات القانونيaaة ،وأداء السaaلطة التنفيذيaaة لنشaaاطاتها الحكومaaة ،وإعطائهaaا الصaaبغة
القانونيaaة ،وعن المعلومaaات الناتجaaة عن النشaaاطات العمليaaة للحكومaaة من أجaaل تحقيaaق
السياستين الخارجية والداخلية .وبهذا الشكل يرتبط أداء وظائف النظم السياسية بدراسaaة
المواقف وحساب أبعادها وخصائصها ،والقرار السياسي لحل المشاكل المكتشفة.
وتوجه هذه النماذج االنتباه للمصالح المتشابكة داخaaل النظم ،وتضaaارب وتوافaaق
حسابات تلك المصالح من قبaaل األنظمaaة .وتمaaيز تفاعaaل النظم السياسaaية المعاصaaرة مaaع
برامجهaaا المتنوعaaة .ألن النظaaام السياسaaي هaaو نظaaام شaaامل إلدارة المجتمaaع ،مرتبaaط
بالعالقات السياسية التي تضبط العالقaaات المتبادلaaة بين الجماعaaات االجتماعيaaة لتحقيaaق
االستقرار في المجتمع ،والنظام االجتماعي ،واستخدام السلطات الحكومية.
ويسمح مدخل التحليل السياسي بـ:
أوالً :تقديم الحياة السياسية كنظام لتصرفات الناس ،وتحديد آلية تaaأثير الفعاليaaات
السياسية المؤثرة على طبيعة المؤسسات السياسية وهياكلها؛
وثانياً :إعطaaاء المفهaaوم السياسaaي كيaaان موحaaد ،وفتح المجaaاالت لتحليaaل الطaaرق
المتبعة للعمل المشترك مع الوسaaط المحيaaط ،واألجaaزاء المكونaaة للطبيعaaة ،االقتصaaادية،
والثقافية ،والتركيبة االجتماعية؛
وثالثاً :أنهaا واحaaدة من أهم الوظaائف السياسaة الهادفaaة لتaأمين الوحaaدة الوطنيaaة،
والحفاظ على لحمة التركيبة االجتماعية ،وعدم تجاوز المداخالت واالختالفات الكثيرة،
وتنوع االتجاهات في مراحل العمل.
ويمثل النظام السياسي وسائل للتكام ل االجتم اعي ،وتتضمن تaaأثيرات متبادلaaة
لالختالفات االجتماعية حول أداء وظيفة األقسام الرئيسية للتركيبة االجتماعيaaة .ويعكس
مفهوم النظم السياسية وحدة جهتين سياسيتين وهمaaا :المنظمaaات والنشaaاطات ،واألفعaaال
والهياكل.
46
واألشكال تأخذ مدخل منظم توفر إمكانية التحليل المقارن لمختلف وجوهها من:
-أشكال الحياة السياسية؛
-وتحديد مقاييس متفق عليها لوصفها وتحليلها.
وتشكل النظم السياسaaية مرتبaaط بتشaaكل العالقaaات السياسaaية بالتaaدريج إلى جaaانب
مالمح العالقات السياسية الحقيقية المتمثلة بـ:
أوالً :االرتباط المتبادل والثابت لمختلف عناصر الحياة السياسية .وإذا كان هaaذا
االرتباط المتبادل غير موجود ،يظهر وضaaع معaaاكس يهaaدد وحaaدة التنظيم ،وتaaؤدي إلى
تحلل النظام ،ويصبح المجتمع غير قابل للتكامل؛
ثانياً :تنظيم العالقات السياسية ،مع توفير إمكانية تحقي ق االس تقرار والتط ور.
ومعناها تحقيق النظام في المجتمع ليخدم الظروف الالزمة لإلنتaاج والتغيaيرات الهادفaة
في العالقات االجتماعية .ألن الحياة السياسية هي ظaaاهرة نشaaيطة متجaaددة ،تغيب عنهaaا
عناصر انعدام النظام ،ومخالفaaة العالقaaات المتشaaكلة وأسaaاليب ضaaبطها ،ألن أي تطaaور
مرتبط باألشكال المخالفaة لالسaتقرار .دون أي انخفaاض بمسaتوى التفaاعالت السياسaية
واالجتماعية إلى الحد الذي يمكن أن تظهر معه تهديدات ألمن المواطنين.
وفي حال حaaدوث تقaaاعس من قبaaل السaaلطات الحكوميaaة عن أداء وظيفتهaaا فإنهaaا
ستفقد تأييد المواطنين حتماً ،ليبدأ البحث عن بدائل وكقاعدة يتم العثور عليهaaا .ألن الaaرد
يأتي في ظروف صعبة ،ويظهر شكالً جديداً للنظام ليس أفضل وقد يكaaون أكaaثر خطaaراً
من السابق.
ثالثاً :للنظم السياسية أساس ثقافي يتمثل بالقيم الجماعية ،والشعارات السياسية،
والقناعات ،المتولدة ل دى أعض اء الجماع ة السياس ية .ويعكس الوحaدة والتكامaل مaع
األجaaواء السياسaaية الممكنaaة من خالل تaaوفر عالقaaات معنويaaة معينaaة ،يتمكن النaaاس من
خاللها فهم بعضهم بعضاً.
وتظهر الخaبرة التاريخيaة أن النظم السياسaية ،مهيaaأة لالسaتقرار لفaaترات طويلaaة
ويتقاسم هذا االستقرار أكثرية أعضاء المجتمع ،وهي موجودة في النظم التربويaaة .ومن
األمثلة على ذلك :الثقافة السياسية في الواليات المتحaaدة األمريكيaaة الaaتي تخaaدم قيم الحلم
األمريكي واإليمان بارتب اط النج اح الف ردي ب الجهود واإلمكاني ات الخاص ة ،وعالقت ه
بوطن ه ك وطن مخت ار من قب ل هللا ،وي وفر لإلنس ان إمكاني ات ن ادرة من أج ل تحقي ق
الذات ،وهو موضوع معروف ويمكن قراءته على شaaعار الدولaaة ،نحن ن ؤمن باهلل ،أي
الرابطة بين اإليمان باهلل والسياسة.
رابعاً :وللنظم السياسية اس تجابات مش تركة لك ل العناص ر وض منها الت أثيرات
الخارجية .متمثلة بالفاعلية المشتركة ،والتعاون الذي يوفر للنظم السياسية إمكانية تعبئة
الموارد الضرورية aبسرعة لحل المشاكل العامة المشتركة.
47
وفي هذا المجaaال تعتمaaد مسaaاعي األجهaaزة الحكوميaaة على مسaaاهمة المواطaaنين،
وتستخدم تأييد المنظمات السياسaaية واالجتماعيaaة المتنوعaaة ،واألحaaزاب للحصaaول على
موافقة الرأي العام.
وهكذا ففكرة المدخل األسلوبي لتحليل الحياة السياسية يتلخص في دراسات:
-النظم السياسية في إطار النظم األكثر اتساعاً؛
-والبنية التحتية للنظام وعناصره.
ويسمح هذا المدخل بتحديaaد المصaaطلحات ،وتحديaaد مفaaاهيم النظريaaات السياسaaية
وتحديaaد عالقاتهaaا المشaaتركة .وارتباطaaات النظaaام السياسaaي المفتaaوح ،ومaaا يعانيaaه من
تأثيرات متنوعة تعتمد على حقائق داخلية وخارجية ،وتدرس العلوم السياسaaية كaaل تلaaك
التأثيرات.
والنظم السياسaaية المتنوعaaة تملaaك آليaaات مختلفaaة لمقاومaaة التaaأثيرات الخارجيaaة،
واألزمaaات الداخليaaة ،والتفaaاعالت والتناقضaaات الناتجaaة عنهaaا ،ووجaaود النظم السياسaaية
يعتمaaد على ضaaرورات تعaaديل السياسaaة ،والنظم .ووجaaوب حصaaر االهتمaaام السياسaaية
بالشخصيات واألحaaزاب عنaaد ظهaaور األزمaaات بطaaرق حصaaرها ضaaمن التفaaاعالت في
المراحل المبكرة ليمكن ضبطها دون خسائر جدية.
48
والعناصر الرئيسية للنظم السياسية في المجتمع وآلية أدائها الaaوظيفي ينعكس في
دسaaتور الدولaaة ،وفي القaaوانين الaتي تضaaبط مبaaادئ تشaكل ونشaaاطات أجهaزة السaلطات
الحكوميaaة ،وحقaaوق وواجبaaات المنظمaaات والهيئaaات االجتماعيaaة والحكوميaaة والحزبيaaة
واالقتصادية وغيرها.
وتعتبر المنظمات السياسية المكون األكثر حيوية في النظام السياسaaي للمجتمaaع.
التي تتم من خاللها النشاطات السياسية بأشكال منظمة وعمل مشترك ،وتنضaaوي تحت
أهداف واحدة ،وتضبطها قواعد خاصة ،وحدوداً تصدرها الجماعات السياسية.
ويجaaري تحويaaل القaaوى األيديولوجيaaة واألخالقيaaة إلى ماديaaة عن طريaaق تلaaك
التنظيمات ،لتصبح األفكار قواعد للسaaلوك .وبaaذلك تصaaبح المنظمaaة أهم وسaaيلة لتشaaكيل
إرادة موحدة .وفي هذه الحالة تقيم الجماهير عالقات سياسية في تلك الدولaaة أو غيرهaaا،
وفي حال غياب المنظمات السياسية الالزمaة لتطaور العالقaات السياسaية ،تأخaذ دورهaا
ووظائفها قوى كـ :الجيش ،والتركيبات القبلية ،والجماعات الدينية.
وتسaaمى عمليaaة تحويaaل األفكaaار إلى قواعaaد ،واألسaaاليب لتصaaرفات ،ومبaaادئ
الستمرار المنظمات السياسية في الحياة السياسية بالشكل القانوني للمؤسسات.
ومن خالل الش كل الق انوني للمؤسس ات يجaaري تأسaaيس منظمaaات سياسaaية في
المجتمaع .أمaا القطيعaة ورفض األفكaار والتنظيمaات فتولaد عمليaة عكسaية ض د الش كل
الق انوني للمؤسس ات ،وتتمثaaل بانهيaaار المنظمaaات السياسaaية ،وازديaaاد الفجaaوة بين
تصرفات الناس واألصول القانونية التي تضبطها.
ومن الواضaaaح أن العالقaaaة عضaaaوية بين السياسaaaة والمؤسسaaaات ،والنشaaaاطات
السياسية متنوعة وتتم بأشكال منظمة ،وانهيارها يaaؤثر سaaلبا ً على السياسaaة .ألن النظaaام
السياسaaي في المجتمaaع هaaو عبaaارة عن تالحم المنظمaaات والمؤسسaaات المعنيaaة ،لتقaaوم
بوظائف معينة ،ونتيجة لعملها المشترك تتحقق السلطة السياسية في المجتمع.
والنظ ام السياسي يتشaaكل من :الحكومaaة ،واألحaaزاب والمنظمaaات والحركaaات
الجماهيريaaة في المجتمaaع ،ووسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة ،والهيئaaات الدينيaaة.
والحكومة واألحزاب هي منظمات سياسية ،وهذا يعني أنهم بشكل مباشaaر يaaؤدون مهaaام
السلطة السياسية بحجمها الكامل أو تسعى ألدائها ،وجaaوهر نشaaاطهم يتجaaه نحaaو تحقيaaق
السلطة أو الصراع من أجل السaلطة .وترتبaط المنظمaات السياسaية بشaكل غaير مباشaر
بعمليaaة تحقيaaق السaaلطة السياسaaية ،ولكن هaaذا ليس إال واحaaداً من االتجاهaaات الرئيسaaية
لوظيفتهم .ألن النقابات المهنية ،المنظمات السياسية ،ومنظمات الشباب تسهم في تحقيق
السaaaلطة السياسaaaية إلى جaaaانب الهيئaaaات الرياضaaaية ،ومختلaaaف التكتالت والحركaaaات
االجتماعية.
وتجري عملية تسييسهم جميعا ً في مراحل معينة من حياة البالد عن طريaaق دعم
الهيئات االجتماعية للمرشحين لعضوية البرلمان.
49
ووظيفة المنظمaaات السياسaaية تتمثaaل بالنشaaاطات المنظمaaة الaaتي تعكسaaها وسaaائل
االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة التابعaaة لهaaا ،وتسaaهم في معaaترك الحيaaاة السياسaaية في
المجتمع.
وفي اإلطار القانوني يتم قيد كل المنظمات السياسية ،وتقaaوم اإلدارات الحكوميaaة
بمراقبة وضبط نشاطها ضمن اإلطار القانوني العام.
وفي إطار النظام السياسي تعمل وسائل االتصال واإلعالم الجماهيريaaة والهيaaآت
الدينية ،بشكل متخصص جداً .فوس ائل االتص ال واإلعالم الجماهيري ة :هي مؤسسaaات
معقدة تتaaألف من أجهaaزة وعناصaaر متعaaددة موجهaaة إلعالم السaaكان عمaaا يجaaري داخaaل
الدولaaaة وفي العaaaالم من أحaaaداث وظaaaواهر .ويطلaaaق على وسaaaائل االتصaaaال واإلعالم
الجماهيرية تسمية الس لطة الرابعة ،إلى جaانب السaلطات الثالثaة األخaرى :التشaريعية،
والتنفيذية والقضائية.
وتوجه دورها السياسي كمؤسسات مستقلة تنتج الخبر السياسaaي ،لتشaaكيل الaaرأي
العام ،وتقوم بالتأثير على التفاعالت السياسaaية الجاريaaة في المجتمaaع ،وتaaوفر المصaaادر
التربوية والثقافية السياسية ألوسع شرائح السكان.
وفي الظروف المعاصaaرة تحظى وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة بتaaأثير
فاعaaل من خالل جملaaة حقaaائق تؤديهaaا في وظيفتهaaا االجتماعيaaة ومن خالل التوجaaه إلى
ساحة إعالمية محددة.
وتنبaع التوجهaات الوظيفيaة من خالل مراعaاة طبيعaة الفئaات العمريaة ،وطبيعaة
الحاجة الروحية للساحات التي تتوجه إليها .ولهذا تعتبر خصوصية أوضاعها في النظام
السياسaaي للمجتمaaع موجهaaة وتعتaaبر من أجهaaزة المؤسسaaات الحكوميaaة ،والمنظمaaات
االجتماعية الجماهيرية ،واألحزاب السياسية.
وتتمaaيز مضaaامين ووجهaaات نظaaر وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة عن
غيرها من مجاالت العمل السياسي ،ألنها تعمل من خالل ما خصصت من أجله تحديداً.
وتطوير الفكر السياسي الموجه ألوسع ساحة وتتناول المصالح الحياتية للجماهير.
وتوفر وسائل االتصaال واإلعالم الجماهيريaaة عمليaة تكامaل اإلدارة االجتماعيaة
والسياسية ،وتشترك في إعداد وإقرار القوانين ،واتخاذ القرارات الحكومية واإلدارية.
وتختaaار وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة في مختلaaف النظم السياسaaية
المعلومات دائما ً وبشكل دقيق .وتحاول إضaaفاء الشaaرعية على قaaرارات أجهaaزة السaaلطة
السياسية وتراقب عملها بشتى الطرق المباشرة وغير المباشرة ،وهو مaaا يسaaاعدها على
تعزيز الواقعية في عملها.
ألن المعلومaaات اآلتيaaة من األعلى ،كقاعaaدة تتضaaمن جمaaل غامضaaة تفaaرض
ضرورة تنويع مصادر وقنوات المعلومات .أما سيل المعلومات اآلتيaaة من األس فل ،من
خالل القنوات غير الرسمية ،فتحمل حقائق عن رأي الجماهير في موضوع معين.
50
ولكن يتم التوحيaaaد بين المعلومaaaات اآلتيaaaة من األعلى ،ومن األسaaaفل من خالل
وسائل االتصال واإلعالم الجماهيرية .وكثaaيراً مaaا تعaaبر الحاجaaات السياسaaية عن نفسaaها
على شaaكل حالaaة اجتماعيaaة أو أوضaaاع نفسaaية معينaaة .ويأخaaذ هaaذا الوضaaع باعتبaaاره أن
وسائل االتصaال واإلعالم الجماهيريaة ،ترفaع من مسaتوى الaرأي العaام أو على العكس
تضعفه.
والسلطة تسعى دائما ً لمراقبة وضبط وسائل االتصال واإلعالم الجماهيريaaة .ألن
من يسaaيطر على المعلومaaات ،يمكنaaه التaaأثير على الaaرأي العaaام ،والقaaدرة على تحديaaد
إجراءات يتم من خاللها توجيه تصرفات الجماهير.
ووسائل اإلعالم الجماهيرية في النظم الديمقراطية تعمل بشكل مسaaتقل ،وتaaوزع
معلومات مهمة في المجتمع بشكل واسع ،وقد يكون لها طابع معارض نaaابع عن القaaوى
السياسية القائمة.
وهناك الكثير من األمثلة عندما أثارت مقاالت في الصحف فضائح سياسaaية أدت
إلى خلaق أزمaaات ،وحaaتى إلى اسaaتقالة القaادة السياسaيين .أمaaا في النظم الشaمولية فتقaوم
وسaaaائل االتصaaaال واإلعالم الجماهيريaaaة بaaaدور الaaaرقيب على نشaaaاطات الشخصaaaيات
االجتماعية ،والجماعات االجتماعية وحتى األفراد.
وعالقaaة وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة بالدولaaة والحكومaaة ،والقaaادة
السياسيين واألحزاب متناقضaaة .ألنهaaا تلعب دوراً مهمaا ً في الحaaد من اسaaتغالل السaaلطة
وقيام األوساط الحاكمة بأعمال سياسية معينة ،وفي فضح التجاوزات القانونية ،والaaدفاع
عن حقوق المواطنين من التصرفات الحكومية غير المسؤولة.
وتضطر األجهزة الحكوميaaة والقيaaادة السياسaaية لمنح وسaaائل االتصaaال واإلعالم
الجماهيريaaة حريaaة معينaaة واسaaتقاللية .ألن عكس ذلaaك يمكن أن يفقaaد تلaaك األجهaaزة
والقيادات ثقة السكان.
ووسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة من جهتهaaا كقاعaaدة تعaaزز شخصaaيتها
كمصaaدر للمعلومaaات الحكوميaaة الموجهaaة لألوسaaاط االجتماعيaaة ولشخصaaيات السaaلطة
الحكومية.
وفي الوقت الحاضر تحولت وسائل اإلعالم واالتصال الجماهيرية إلى مجaaاالت
تجارية ،تتمتع بالحريات التي حصلت عليها من الدولة وخلصaaتها من الرقابaaة ،وتكتلهaaا
باتحادات إعالمية ضخمة.
ولكن بقيت لدى السلطة ولدى رجال األعمال إمكانيات واسعة للتaaأثير والضaaغط
على وسaaaائل االتصaaaال واإلعالم الجماهيريaaaة عن طريaaaق االمتنaaaاع عن تخصaaaيص
المساعدات وإعطاء اإلعالنات التجارية.
وهكaaذا بقيت وسaaائل االتصaaال واإلعالم الجماهيريaaة جaaزء هامaaا ً في النظaaام
السياسي ،تؤثر إلى حد كبير على تطورات الحياة السياسية في المجتمع.
51
وفي العديد من دول العالم يتضح دور الهيئات الدينية في النظام السياسي ،الذي
تلعبaaه المنظمaaات الدينيaaة في المجتمaaع ،بسaaبب التفaaاف المؤمaaنين حaaول األفكaaار الدينيaaة
وأداءهم لعباداتهم الدينية الجماعية وخاصة في األوقات العصيبة.
والهيئات الدينيaaة كالكنيسaaة في الaaدول الغربيaaة تملaaك إدارة مركزيaaة لهaaا نظامهaaا
الخاص ومبادئها األخالقية والسلوكية الدينية ،ويخضع لها المؤمنين ورجال الدين.
وخالل قرون طويلة التقى الaaدين بالسياسaaة .ولكن درجaaة وطبيعaaة تaaأثير العامaaل
الديني على السياسaaة كaaانت متفاوتaaة ،ألن الaaدين موجaaود دائمaا ً في التفaaاعالت السياسaaية
والحركات الجماهيرية كجوهر وليس كظaaاهرة .وهaaذا يفسaaر جaaوهر العالقaaة بين الaaدين
والسياسة.
ويعتمد الدين على جماهيريته وكثرة أتباعه ،وتكوينه لaaوعي الجماعaaات الدينيaaة.
وفي مراحل تاريخية معينة كان يشكل الوعي الجماهيري ،بمناطق جغرافية من العaaالم.
والوعي الديني كان األكثر انتشاراً بين الجماهير ،وفي بعض األحيaaان فaaاق كaaل أشaaكال
الوعي االجتماعي.
ولهذا عندما يدور الحديث عن الدين يبقى السؤال المطروح ما هو مدى تعaaرض
الجماعات البشرية للفكر الديني .ألن السياسة أيضا ً مرتبطة بجماعات غفيرة في أوساط
السكان.
وألن الدين والسياسة ظاهرتان لم تختلطا في الحياة االجتماعية ،بل على العكس
كانتا دائما ً محددتان بقنوات تقليدية تتشابك من خاللها المفاهيم الدينية والسياسية.
وهنا يجب أن نشaaير إلى أنaaه يجaaري اليaaوم البحث عن حداثaaة أكaaثر ،ودقaaة أكaaثر
للعالقة بين الدين والسياسة ،عالقة تسمح بتعايش الaaدين والسياسaaة .وهaaذا البحث يحمaaل
طبيعة متنوعة ألن المجددين من المسيحيين يسعون لتحرير المسيحية من بعض األفكار
الجامدة ،آخذين بعين االعتبار منجزات العلوم الحديثة .وليتمكنaaوا من مسaaايرة توجهaaات
مختلف العبادات غير التقليدية ،والوعي الديني للمحافظ على البيئة وهكذا.
وإلى جaaانب المنظمaaات السياسaaية ،في تركيبaaة النظaaام السياسaaي للمجتمaaع هنaaاك
عالقات سياسية .يحددها العمل المشترك للجماع ات االجتماعي ة ،واألف راد ،والهيئ ات
االجتماعية من أجل بناء وإدارة المجتمع.
ويمكن تقسيم جوهرها االيجابي إلى مجموعات وهي:
المجموع ة األولى :وتتمثaaل بالعالقaaة بين الطبقaaات ،والمجموعaaات الكبaaيرة في
المجتمaaaع ،وبين القوميaaaات والaaaدول .والعالقaaaات بين الطبقaaaات ،وداخaaaل الطبقaaaات،
والمجموعات ،وبين القوميات التي تؤلف جوهر النظام السياسي وتنعكس في ممارسات
المنظمات السياسية وعالقاتها المتبادلة.
والمجموع ة الثانية :وتتaaألف من العالقaaات الشaaاقولية ،الaaتي تaaتراكم من خالل
عمليات تحقيق السلطة السياسية ،تحت تأثير أجهزة السلطة المركزية والمحلية القيادات
واإلدارات على التفاعالت االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية.
52
والمجموعة الثالثة :تتألف من العالقات السياسية التي يمكن أن تتضمن عالقات
تتراكم بين المنظمات والمؤسسات السياسية.
وتعتaaبر القواع د الحقوقي ة لممارس ة السياس ية العنصaaر الفاعaaل في النظم
السياسaaية ،وتتمثaaل بالدسaaتور ،والنظم الداخليaaة وبaaرامج األحaaزاب ،والتقاليaaد السياسaaية
واإلجراءات التي تضبط التفاعالت السياسية .وكلها تعتبر قاعaaدة أساسaaية .ألن األنظمaaة
السياسaaية تختلaaف عن بعضaaها البعض كالشaaمولية حالaaة الحaaزب الواحaaد ،وتعaaدد اآلراء
السياسية حالة التعددية الحزبية ،ومع ذلك تختلف مبaaادئ وقواعaaد الممارسaaات في النظم
السياسية.
والقواعد السياسية والقانونية الضابطة للعالقات السياسية ،تعطي شaaكالً منظم aاً،
يحدد ما هو مرغوب فيه وما هو غير مرغوب ،والممكن وغير الممكن من وجهة نظaaر
النظم السياسية.
ومن خالل القواعaaد السياسaaية والتشaaريعية يتم االعaaتراف الرسaaمي بالمصaaادر
السياسية .ومن خالل قواعد أجهزة السلطة السياسية يجري الوصول للمجتمع وألهداف
الجماعات االجتماعية ،واألفراد .وتحدد نماذجهم الخاصة للتصرفات وأسباب القرارات
السياسية المتخذة لقيادة المشاركين في الحياة السياسية.
الخاتمة
53
وتحقيق هذه الوظيفة ممكن من خالل توفaaير إمكانيaaات متطaaورة للنظم السياسaaية
لتجنب ظهaaaور تناقضaaaات داخaaaل المجتمaaaع ،وتجنب الصaaaراعات ،وإزالaaaة اإلضaaaرار
االجتماعية.
وتحقيaaق نaaوع من الرقابaaة على مجaaاالت توزيaaع القيم االجتماعيaaة ،الaaتي تشaaمل
الموارد المادية ،واالمتيaaازات السياسaaية ،والثقافيaaة ،وإنجازاتهaaا ،للوصaaول إلى مختلaaف
أشكال التعلم والراحة.
وطبع aا ً ال يجب أن يكaaون الضaaبط شaaامالً ،ومنحaaدراً إلى الجزئيaaات ،ألن من ال
يملك أشaياء مشaaتركة يمكن توزيعهaaا ،ال يصaaل للرفاهيaaة االجتماعيaة المطلوبaة للجميaaع
ولمختلف الشرائح والمجموعات االجتماعية.
طشقند في 17/4/2010
مراجع البحث:
إبراهيم إمام :اإلعالم واالتصال aبالجماهير،ط ،1القاهرة ،مكتبة األنجلو المصرية، .1
.1969
إبراهيم الساعدي :نظريات االتصaaال واإلعالم الجمaaاهيري a.االنaaترنيت منشaaوراتa .2
ميديا & .PR
تش ارلز .ر .رايت :المنظaaور االجتمaaاعي لالتصaaال الجمaaاهيري ،ترجمaaة :محمaaد .3
فتحي ،القاهرة ،دار المعارف1983،
د .جبار عودة العبيدي ،و هادي حسن عليوي :مaaدخل في سياسaaة اإلعالم العaaربي .4
واالتصال a.صنعاء :مكتبة الجيل الجديد.1993 ،
د.جيهان أحمد رشتي :األسس العلمية لنظريaaات اإلعالم ،ط ،2القaaاهرة ،دار الفكaaر .5
العربي.1978 ،
د .حام د ربيع :أبحaaاث في نظريaaة االتصaaال والتفاعaaل السaaلوكي ،القaaاهرة ،مكتبaaة .6
القاهرة الحديثة1973،
عبد العزيز حمد عبد هللا الحسن :وسائل اإلعالم واإلعالن وصaف aنظaaري للعالقaaة .7
والتأثير a.مدير عام اإلعالن التجاري - aتلفزيون المملكة العربية السعودية -الرياض .منتديات سaaتار
تايمز االنترنيت.
عثمان األخضر العربي :النظريات اإلعالمية المعيارية ماذا بعد نظريات aالصaaحافة .8
األربaaع ،حوليaaات كليaة اآلداب ،الحوليaة ،16الرسaالة ،112الكaaويت مجلس النشaر العلمي بجامعaaة
الكويت 1996
أ.د .محم د البخ اري :العالقaaaaات الدوليaaaaة المعاصaaaaرة والتبaaaaادل اإلعالمي. .9
.http://muhammad-2009.blogspot.com/2009/09/1-3.html
أ.د .محمد البخاري :وسائل اإلعالم واالتصال aالجماهيرية كأدوات للنظم السياسية. .10
/http://bukhari2009.blogspot.com
أ.د .محمد البخاري :مقدمaaة في اإلعالن والعالقaات aالعامaة الدوليaaة .مقaرر جaaامعي .11
لطالب مرحلaaة الماجسaaتير .طشaaقند :جامعaaة مaaيرزة ألaaوغ بيaaك القوميaaة األوزبكيaaة( .2009 .باللغaaة
الروسية)
أ.د .محم د البخ اري :العالقaaaaات الدوليaaaaة المعاصaaaaرة والتبaaaaادل اإلعالمي. .12
/http://bukhari2009.blogspot.com
54
أ.د .محم د البخ اري :الدراسaaaaات اإلعالميaaaaة وتحليaaaaل المضaaaaمون اإلعالمي. .13
/http://bukhari2009.blogspot.com
أ.د .محم د البخ اري :مaaؤتمر aهaaام في مجaaال تقنيaaات االتصaaال الحديثaaة استضaaافته .14
جامعة الملك سعود/http://bukharimailru.blogspot.com .
أ.د .محم د البخ اري :اإلعالم وتحaaaaديات العولمaaaaة في الaaaaدول األقaaaaل حظaaaaاً. .15
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محم د البخ اري :المعلوماتيaaaة وأمن المaaaوارد اإلعالميaaaة بين التخصaaaص .16
واالختصاص/http://bukharimailru.blogspot.com .a
أ.د .محم د البخ اري :األمن اإلعالمي وهمaaوم المجتمaaع المعلومaaاتي aفي عصaaر .17
العولمة/http://bukharimailru.blogspot.com .
أ.د .محم د البخ اري :محاضaaرات في الدراسaaات اإلعالميaaة وتحليaaل المضaaمون .18
اإلعالمي/http://bukharimailru.blogspot.com .
أ.د .محم د البخ اري :قضaaايا aاألمن الوطaaني aفي إطaaار العولمaaة والتبaaادل اإلعالمي .19
الدولي/http://bukharimailru.blogspot.com .
أ.د .محم د البخ اري :البحث العلمي ضaaaaaروري لتطaaaaaوير aاألداء اإلعالمي. .20
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محم د البخ اري :وسaaaائل اإلعالم الجماهيريaaaة والتبaaaادل اإلعالمي الaaaدولي. .21
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محم د البخ اري :وكaaاالت األنبaaاء العالميaaة وتحديaaد aأطaaر تنفيaaذ السياسaaات.22
الخارجية/http://bukharimailru.blogspot.com .
أ.د .محم د البخ اري :النظم السياسaaية ووسaaائل اإلعالم واالتصaaال الجماهيريaaة. .23
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محمد البخاري :العالقات العامة (الدبلوماسية الشعبية) والمجتمaaع المعلومaaاتيa. .24
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محم د البخ اري :دور وكaaاالت األنبaaاء العالميaaة في تحديaaد أطaaر السياسaaات .25
الخارجية وتنفيذها/http://bukharimailru.blogspot.com .
اري :اإلعالم الaaaaaaaaaدولي والسياسaaaaaaaaaة الخارجيaaaaaaaaaة. د البخ أ.د .محم .26
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محمد البخاري :العالقات العامة كوظيفة من وظائف التبادل اإلعالمي الدولي. .27
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محم د البخ اري :التبaaادل اإلعالمي الaaدولي واتخaaاذ القaaرارات في السياسaaة .28
الخارجية/http://bukharimailru.blogspot.com .
أ.د .محمد البخاري :وسائل اإلعالم واالتصال aالجماهيري aكأدوات للنظم السياسية. .29
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محم د البخ اري :التaaaaدفق aاإلعالمي الaaaaدولي وتكaaaaوين وجهaaaaات النظaaaaر. .30
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محم د البخ اري :التبaaaaادل اإلعالمي من وجهaaaaة نظaaaaر األمن القaaaaومي. .31
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محمد البخاري :العولمة وقضايا التبادل اإلعالمي الدولي في ظروف aالعالقات .32
الدولية المعاصرة/http://bukharimailru.blogspot.com .
أ.د .محم د البخ اري :التبaaaaaادل اإلعالمي الaaaaaدولي في ظaaaaaروف العولمaaaaaة. .33
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محم د البخ اري :العالقaaaaات الدوليaaaaة في ظaaaaروف الثaaaaورة المعلوماتيaaaaة. .34
/http://bukharimailru.blogspot.com
55
أ.د .محم د البخ اري :آفaaاق التبaaادل اإلعالمي الaaدولي في إطaaار العالقaaات الدوليaaة. .35
/http://bukharimailru.blogspot.com
اري :العالقaaaaaaaaات الدوليaaaaaaaaة والتبaaaaaaaaادل aاإلعالمي. د البخ أ.د .محم .36
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محم د البخ اري :العالقaaaات العامaaaة في إطaaaار التبaaaادل اإلعالمي الaaaدولي. .37
/http://bukharimailru.blogspot.com
أ.د .محم د البخ اري :التبaaادل اإلعالمي الaaدولي في ظaaروف aالعولمaaة والعالقaaات .38
الدولية المعاصرة/http://bukharimailru.blogspot.com .
أ.د .محم د البخ اري :محاضaرات في العالقaات العامaة الدوليaة والتبaادل اإلعالمي .39
الدولي/http://bukharimailru.blogspot.com .
اري :مبaaaaaaaaaaaaادئ الصaaaaaaaaaaaaحافة الدوليaaaaaaaaaaaaة. د البخ أ.د .محم .40
http://www.seminar.ps/library/cat:89
أ.د .محم د البخ اري :األمن اإلعالمي العaaربي وهمaaوم المجتمaaع المعلومaaاتي في .41
عصر العولمة .باالشتراك aمع د .صابر فلحوط .دمشق.2008 :
اري :التبaaaaaaaaادل اإلعالمي والعالقaaaaaaaaات الدوليaaaaaaaaة. د البخ أ.د .محم .42
.http://www.dardolphin.org
أ.د .محمد البخاري :وسائل اإلعالم الجماهيرية والتبادل اإلعالمي الدولي وكaaاالت .43
األنباء العالمية والصحافة الدوليةhttp://www.dardolphin.org .
أ.د .محمد البخاري :العالقaaات العامaaة الدوليaaة في إطaaار التبaaادل اإلعالمي الaaدولي. .44
http://www.dardolphin.org
اري :اإلعالم وتحليaaaaaaaaaaل المضaaaaaaaaaaمون اإلعالمي. د البخ أ.د .محم .45
http://www.dardolphin.org
أ.د .محم د البخ اري :الصaaaaaحافة الدوليaaaaaة والتبaaaaaادل اإلعالمي الaaaaaدوليa. .46
.http://www.dardolphin.org
أ.د .محمد البخاري :المجتمع المعلوماتي aوتحديات العولمaة في الaدول األقaل حظaاً. .47
/http://www.albukhari.com/muhammad
أ.د .محم د البخ اري :مبaaaادئ الصaaaحافة الدوليaaaة والتبaaaادل اإلعالمي الaaaدولي. .48
/http://www.albukhari.com/muhammad
اري :اإلعالم والتبaaaaaaaaaaaادل aاإلعالمي الaaaaaaaaaaaدولي. د البخ أ.د .محم .49
/http://www.albukhari.com/muhammad
أ.د .محمد البخاري :التبaaادل اإلعالمي الaaدولي والعالقaaات aالدوليaaة .مقaaرر جaaامعي. .50
طشقند :معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية( .2006 ،باللغة الروسية).
أ.د .محم د البخ اري :التفaaاعالت السياسaaية في وسaaائل اإلعالم الجماهيريaaة .مقaaرر .51
جامعي .طشقند :معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية( .2006 ،باللغة الروسية).
أ.د .محم د البخ اري :مبادئ الصaaحافة الدوليaaة في إطaaار العالقaaات الدوليaaة .مقaaرر .52
جامعي .طشقند :معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية( .2006 ،باللغة الروسية).
أ.د .محمد البخاري :قضايا aالتبادل اإلعالمي الدولي في ظaaروف العالقaaات الدوليaaة .53
المعاصرة .مقرر جامعي .طشقند :معهد طشقند الحكومي aالعالي للدراسات الشرقية ،مطبعة بصaaمة،
( .2004باللغة الروسية).
أ.د .محمد البخاري :العالقات العامaaة الدوليaaة كهaaدف من أهaaداف التبaaادل اإلعالمي .54
الaaدولي .مقaaرر لطالب الدراسaaات العليaaا (الماجسaaتير) ،معهaaد طشaaقند الحكaaومي العaaالي للدراسaaات
الشرقية .طشقند ( .2000باللغة الروسية)
د .محم د فلحي :صaaناعة العقaaل في عصaaر الشاشaaة ،عمaaان(األردن) ،دار الثقافaaة، .55
.2002
56
اتaa دراس: مجلة عالم االقتصاد. العـالقـات العامـة في األزمــات: نزار ميهوب. د .56
www.ecoworld-mag.com :تاريخ
ةaa الهيئ، القاهرة، محمد فتحي: ترجمة، أجهزة اإلعالم والتنمية الوطنية:ولبر شرام .57
1974،العامة للتأليف والنشر
ةaa دار المعرف،)رaaكندرية (مصaaاإلس،الaaدخل إلى علم االتصaa م: يوس ف م رزوق.د .58
1988،الجامعية
59. Alln wells: Mass communications, Aword view pola Alto,
California national press books,1974
60. Defleur and Dennis: Understanding mass communication,
Houghton Mifflin company,1996
61. UNESCO: Final Report. Intergovernmental Conference on
Communication in Latin American & the Caribbean. San Jose Costa July 1976.
57