بدعم من
االتحاد الأوروبي
بيروت -لبنان 2010
جميع الحقوق محفوظة للمركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة ،لبنان
ول�شركاء الم�شروع
المنظمة الم�صرية لحقوق الإن�سان ،م�صر
المركز الوطني لحقوق الإن�سان ،الأردن
الإئتالف من �أجل النزاهة والم�ساءلة ،فل�سطين
ويحق لم�ؤ�س�سة فريدري�ش ناومان واالتحاد الأوروبي
اقتبا�س �أجزاء من الكتاب �أو �إعادة ن�شره �أو ن�شر مواد منه
م�ؤ�س�سة فريدري�ش ناومان ..من �أجل الحرية المركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة
تلفون 926 6 5858635 - 5858730 بدارو ـ بيروت ،لبنان ـ بناية خاتون ـ الطابق الأول
فاك�س962 6 5858142 : �ص.ب116/2413 .
�ص.ب 921811 .ع ّمان 11192الأردن تلفون فاك�س961 1 385040/41/42 :
العنوان االلكترونيwww.fnst-amman.org : العنوان االكترونيwww.arabruleoflaw.org :
البريد االلكترونيnaumann.jorleb@fnst.org : البريد االلكترونيacri@arabruleoflaw.org :
�إخالء م�س�ؤولية
الأفكار الواردة في هذا الكتاب تع ّبر عن وجهة نظر كاتبيها وهي ال تعك�س،
ب�أي �شكل من الأ�شكال ،وجهة نظر الجهات الداعمة للكتاب.
�ساهم في �إخراج هذا الكتاب �إلى حيز الوجود
كل من
9
االوراق الوطنية
ّ
الملخ�ص التنفيذي
د� .سا�سين ع�ساف
مقدمة
ّ
الد�ساتير العربية عموم ًا تكفل الحقّ في التج ّمع والتنظيم ولكن منظومة القوانين واللوائح
التنفيذية والقرارات الحكومية و�سائر االجراءات االدارية تفر�ض قيود ًا على ممار�سة هذا الحقّ �أو
تبت�سره �أو ّ
تعطله.
في لبنان وزارة الداخلية ح ّولت الت�صريح بان�شاء جمعية عن طريق ايداع العلم والخبر في
الوزارة الى �أذن م�سبق.
وفي فل�سطين منظومة القوانين الناظمة لـهذا الحقّ لم تكتمل حتى اليوم فو�ضع قانون
للجمعيات ولم تو�ضع قوانين للنقابات والأحزاب.
وفي اليمن الد�ستور يجعل النظام ال�سيا�سي قائم ًا على التعددية ال�سيا�سية �أ ّما القانون ّ
فيعطل
الحق في التج ّمع ال�سلمي المعار�ض ،والتطبيق العملي للحق في التجمع ال�سلمي وللحق في تكوين
النقابات واالن�ضمام �إليها يتعار�ض مع �أحكام الد�ستور كما �أن ن�صو�ص القوانين المنظمة للنقابات
تتعار�ض مع الد�ستور بل وفيها من القيود ما ينتهك الحق في تكوينها.
وفي الجزائر ث ّمة �سقوف لهذا الحقّ ،منها :م�صلحة الدولة العليا والوحدة الوطنية والحريات
والقيم العامة.
وفي �سوريا المر�سوم رقم 47ال�صادر عام 1953ينظم الحياة ال�سيا�سية وعمل الجمعيات
والأحزاب وقد ا�ستمر العمل به حتى عام � 1958إذ �ألغي بعدئذ بالقانون رقم 93الناظم هو الآخر
لعمل الجمعيات دون الأحزاب .الأنظمة المتعاقبة ظلت تغ ّيب قانون الأحزاب وتبقي على قانون
الطوارئ.
نوعا
وفي م�صر القانون رقم 84ل�سنة 2002كما القانون رقم 35ل�سنة 1976وتعديالته يع ّد ً
من الو�صاية من قبل ال�سلطات الإدارية على الحرية النقابية وعلى حق العمال في ت�شكيل التنظيم
النقابي ،والقانون رقم 40ل�سنة � 1977صادر هذا الحق و�أهدره.
وفي االردن �صدر قانون العمل رقم 21ل�سنة 1960وقد ع ّلقت التعديالت التي �أدخلت عليه عام
1972قيام �أي تجمع نقابي على قرار من مجل�س الوزراء بناء على تن�سيب الوزير المخت�ص كما
11
االوراق الوطنية
الملخّ �ص التنفيذي
�أعطى الحق لمجل�س الوزراء بان يحل �أي تجمع نقابي لأمور �أمنية �أو العتبارات تتعلق بال�سالمة
العامة .وقانون الجمعيات رقم 51ل�سنة 2008وتعديالته افرغ الحق الد�ستوري من م�ضمونه.
وفي المغرب الحق في ت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية والجمعيات� ،أقرته جميع الد�ساتير المغربية
حيث جاء« :الأحزاب ال�سيا�سية والمنظمات النقابية والجماعات المحلية والغرف المهنية ت�ساهم
في تنظيم المواطنين وتمثيلهم ،ونظام الحزب الوحيد نظام غير م�شروع».
وفي مملكة البحرين ين�ص الد�ستور على حرية العمل لمنظمات المجتمع المدني� ،إال �أننا
نجد �أن حكومة البحرين ك ّبلت هذه المنظمات بقوانين داخلية تتناق�ض مع المواثيق العالمية التي
�صدقت عليها وت�ؤدي اما الى تهمي�ش هذه المنظمات �أو حلها .ين�ص الد�ستور على �أن (حرية تكوين
الجمعيات والنقابات مكفولة على �أ�س�س وطنية ولأهداف م�شروعه وبو�سائل �سلمية مكفولة
وفقا لل�شروط والأو�ضاع التي بينها القانون ،ب�شرط عدم الم�سا�س بالدين والنظام )...كما
ين�ص على عدم الم�سا�س بجوهر الحريات والحق( :ال يكون تنظيم الحقوق والحريات العامة
المن�صو�ص عليها في هذا الد�ستور �أو تحديدها �إال بقانون �أو بناء عليه .وال يجوز �أن ينال
التنظيم �أو التحديد من جوهر الحق والحرية) .ولكن بع�ض القوانين ومنها قانون �أمن الدولة
وقانون مكافحة االرهاب منعت تلك الحقوق المكفولة د�ستوريا.
معظم الت�شريعات في هذه الدول يعطل الحق الد�ستوري ويفر�ض و�صاية الإدارة الحكومية على
الجمعيات والنقابات واالحزاب ال�سيا�سية ّثم ت�أتي الممار�سة العملية لتخالف الن�صو�ص بمقا�صدها
الت�شريعية وم�ضامينها .
الو�ضع القائم
• في لبنان القانون ال�ساري المفعول هو قانون الجمعيات العثماني ( )1909ولكن قانون العمل
اللبناني ال�صادر في � 23أيلول 1946يخ�ضع �إن�شاء النقابات �إلى ترخي�ص م�سبق من وزير العمل
مع اال�شارة الى �أنّ لبنان رف�ض الم�صادقة على المعاهدة رقم 87لعام 1948المتع ّلقة بالحرية
النقابية وحماية الحق النقابي.
• في فل�سطين كفل القانون الأ�سا�سي المعدل للعام 2003هذا الحق ف�صدر قانون الجمعيات
الخيرية والهيئات الأهلية �سنة ،2000كما �صدرت الالئحة التنفيذية للقانون في العام ،2003هذا
القانون مط ّبق في ال�ضفة الغربية .القانون المط ّبق في قطاع غزّة هو قانون نقابات العمال ل�سنة 1954
الذي �صدر في عهد الإدارة الم�صرية للقطاع .وقد �صدر في عهد ال�سلطة قانون العمل ل�سنة 2000
الذي ال يت�ضمن التنظيم ال�شامل لحق التنظيم النقابي .قانون االحزاب المط ّبق في ال�ض ّفة هو القانون
الأردني ل�سنة .1955ولكن معظم الأحزاب هي ف�صائل ال تحتكم لقانون و�إنما لأنظمة خا�صة بها.
12
االوراق الوطنية
الملخّ �ص التنفيذي
• في الجزائر قانون الجمعيات ل�سنة 1990هو القانون المنظم لهذا القطاع ومن ميزاته:
اعتماد مبد�أ تجمع خم�سة ع�شرة ع�ضوا ب�صفة �إرادية �سببا قانونيا كافيا لت�أ�سي�س جمعية بجعل
الت�صريح الم�سبق كافي ًا .تجربة التعددية التي عرفتها الجزائر قبل �سنة 1962تم الرجوع �إليها
بعد اعتماد د�ستور 1989الذي �سمح بتعدد التنظيم النقابي و�أكد هذا الحق د�ستور 1996المعدل.
الجزائر تعرف حاليا من حيث حرية التنظيم والتجمع فترة يمكن �أن نطلق عليها نظام الأحادية
في �إطار من التعددية ال�شكلية .بالرغم من �صريح مواد د�ستور 1989ود�ستور 1996المعدل جاءت
جملة من القوانين التي �صدرت �سنة 1990لتعيد الجزائر �إلى الممار�سة الأحادية في �إطار من
التعددية ال�شكلية.
• في اليمن القانون رقم ()66ل�سنة 1991م ب�ش�أن الأحزاب ال يق ّيد هذا الحق .لكن بعد حرب
1994م �صدرت الالئحة التنفيذية لهذا القانون ،كما �صدر القانون رقم ( )66ب�ش�أن النقابات
العمالية والقانون رقم ( )1ل�سنة 2001م ب�ش�أن الجمعيات وقرار مجل�س الوزراء رقم()129ل�سنة
2004م ب�ش�أن الالئحة التنفيذية لهذا القانون.
• في �سوريا �صدر قانون الجمعيات رقم ( )93عام ،1958منقو ًال حرفي ًا من القانون الم�صري
384لعام ،1956وذلك لتوحيد القوانين بين �إقليمي الوحدةّ .ثم �صدرت الالئحة التنفيذية بالقرار
الجمهوري رقم 1330لعام 1958لتح ّدد �آلية �شهر الجمعيات ،ف�ض ًال عن قرارات وزارية ناظمة
لعمل الجمعيات ،ومن بينها القرار الوزاري رقم 1347لعام 1971باال�ضافة الى بع�ض التعليمات
المختلفة ،ومنها التعليمات ذات الرقم ( /9د )62 /ل�سنة 1974
المر�سوم الت�شريعي رقم /121/ل�سنة 1970جاء بدي ًال عن قانون الجمعيات والأحزاب رقم
/47/لعام 1953الذي كان معمو ًال به في �سورية ،والذي كان ال يخ�ضع ت�أليف الجمعيات �إلى
ترخي�ص م�سبق .بد�أ الحديث عن م�شروع قانون للجمعيات ا منذ بداية ،2005يقوم على ت�سهيل
تكوين الجمعيات عبر اعتماد �آلية الت�سجيل والإ�شهار ولي�س طلب الترخي�ص.
�أ ّما بالن�سبة الى االحزاب ففي ال�سابع من �آذار عام 1972و ّقع ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية
التي تت�ش ّكل من �أحزاب تتقارب في توجهاتها ال�سيا�سية وما تزال الجبهة التي يقودها حزب البعث
العربي اال�شتراكي تحكم البالد منذ �أربعين عام ًا حتى الآن .المادة الثامنة من الد�ستور هي التي
تعطي الحق لحزب البعث بقيادة الدولة والمجتمع والجبهة الوطنية التقدمية.
ن�ص الد�ستور على �أن «للمواطنين حق تكوين الجمعيات على الوجه المبين في • في م�صر ّ
القانون ،ويحظر �إن�شاء جمعيات يكون ن�شاطها معاديا لنظام التجمع �أو �سريا ذا طابع ع�سكري».
كما �أنّ الحكومة الم�صرية �صادقت على المادة ( )22من العهد الدولي للحقوق المدنية وال�سيا�سية
13
االوراق الوطنية
الملخّ �ص التنفيذي
و�أ�صبح هذا العهد جزء ًا ال يتجز�أ من قانونها الداخلي وفق ًا للمادة 151من الد�ستور .ولكن القانون
153ل�سنة 1999والقانون رقم 84ل�سنة 2002يقويان قب�ضة الجهات الإدارية على العمل الأهلي.
اتفاقية الحرية النقابية لعام 1948واتفاقية المفاو�ضة الجماعية لعام � ،1949صادقت عليهما
الحكومة الم�صرية وعلى العديد من االتفاقيات الدولية التي �أ�صبحت جز ًءا من الت�شريع الم�صري.
كما كفل الد�ستور الم�صري في مادته 56حق �إن�شاء النقابات.
�أ ّما ب�ش�أن االحزاب فالد�ستور ين�ص على ما يلي( :يقوم النظام ال�سيا�سي في جمهورية م�صر
العربية على �أ�سا�س تعدد الأحزاب وذلك في �إطار المقومات والمبادئ الأ�سا�سية للمجتمع الم�صري
المن�صو�ص عليها في الد�ستور .وينظم القانون الأحزاب ال�سيا�سية وللمواطنين حق تكوين الأحزاب
ال�سيا�سية وفق ًا للقانون « .
• في االردن قانون العمل رقم ( )8ل�سنة 1996وقانون الجمعيات رقم 51ل�سنة 2008
وتعديالته وقانون الجمعيات العامة هي القوانين النافذة حالي ًا .بع�ض �أحكام هذه القوانين ال يتفق
مع �أحكام الد�ستور فهي ت�ش ّكل ت�ضييق ًا على الحريات العامة.
• وفي المغرب منذ اال�ستقالل ال�سيا�سي �صدرت مجموعة من القوانين تحت عنوان «مدونة
الحريات العامة»� ،إن هذه « المدونة « تناولت ثالث حريات :حرية الجمعيات والأحزاب ال�سيا�سية
وحرية التجمعات العمومية ثم قانون ال�صحافة ،في حين ن�ص ظهير 1957قبل ذلك على الحرية
النقابية.
قانون 1958يمثل في المغرب الم�ستقل الميثاق الأ�سا�سي وي�ضبط بموجبه حق ت�أ�سي�س
�سجل تراجعا بعد تعديل
الجمعيات وممار�سة حريتها ،ولكن هذا قانون الذي طبع بنفحة ليبراليةّ ،
�سنة 1973الذي تت�ض ّمن ثغرات قانونية تداركها تعديل قانون الحريات العامة بموجب القانون رقم
75.00ال�صادر الأمر بتنفيذه بموجب القانون رقم 1.02.206بتاريخ 23يوليو .2002قبل �أن
يفرد الم�شرع ن�صا خا�صا بالجمعيات واالحزاب ال�سيا�سية بمقت�ضى قانون رقم 04- 36ال�صادر
في 14فبراير .2006
في �سياق االنفتاح ال�سيا�سي الذي عا�شه المغرب منذ بدايات ت�سعينيات القرن الما�ضي تتم
مراجعة العديد من الن�صو�ص ذات العالقة مع الحريات العامة خ�صو�ص ًا قوانين ال�صحافة
والجمعيات ،تعميقا لالنفتاح والحرية فبعد قانون الأحزاب ،يتم الحديث عن م�شروعي قانون
النقابات والقانون التنظيمي للإ�ضراب.
• وفي البحرين م�سودة م�شروع قانون المنظمات والم�ؤ�س�س�سات الأهليه ()2007/هي
القانون المطبق الذي ينظم عمل منظمات المجتمع المدني ،وهو معرو�ض على البرلمان لمناق�شته
14
االوراق الوطنية
الملخّ �ص التنفيذي
والت�صديق عليه وهو يت�ض ّمن بنود ًا قانونية غير د�ستورية ف�أ�ضحت جميع م�ؤ�س�سات المجتمع المدني
خا�ضعة لإ�شراف االدارة الحكومية الوزارة ما ي�ضعف ا�ستقالليتها و�شخ�صيتها االعتبارية.
جاءت م�سودة القانون غير متوافقه مع روح الد�ستور واالتفاقيات الدولية الكافلة للحريات،
والتي ان�ضمت اليها مملكة البحرين و�أهمها العهد الدولي الخا�ص بالحقوق المدنية وال�سيا�سية.
هذا الو�ضع �أثار ا�شكاليات منها:
ا�شكاليات تتم ّثل في ت�أ�سي�س التنظيمات وت�سجيلها وممار�سة حقوقها وح ّلها ،وفي قوانين
واجراءات ال تتالءم واالتفاقيات الدولية و�شرعة حقوق االن�سان.
-في الت�أ�سي�س �أو التكوين :ا�شكاليات ناتجة عن �شروط الت�أ�سي�س التي تفر�ض هيمنة �إدارية
على التنظيمات ،فر�ض �إلزامية الح�صول على االعتماد �أو الترخي�ص �أو االذن الم�سبق �أو اال�شعار
القانوني ,ا�شتراط نماذج خا�صة للت�أ�سي�س ,اخ�ضاع م�ؤ�س�سي التنظيمات لتحقيق تجريه االجهزة
االمنية ،اال�ستن�ساب في توزيع التراخي�ص ،اعتماد الترخي�ص المفرط لتنظيمات وهمية موالية
لموظفي القطاع الحكومي، لل�سلطة وحجبه �أو منع تع ّدديته عن المعار�ضة ،حظر �إن�شاء النقابات ّ
مخالفة مبد�أ الحرية والم�ساواة �أمام القانون.
-في الت�سجيل :ربط وجود التنظيمات ك�شخ�صيات اعتبارية م�ستق ّلة �أو ككيان قانوني لما بعد
الت�سجيل وت�س ّلم و�صل االعتراف واعطاء وزارة الداخلية �أو � ّأي جهة غير ق�ضائية كاالجهزة االمنية
�أو النيابات العامة حق قبوله �أو رف�ضه �أو التباط�ؤ في اجرائه ،حظر المبا�شرة بالن�شاط �إال بعد
لتوجهات ال�سلطة �أو لبع�ضا�ستكمال الت�سجيل ،حظر مفرو�ض على بع�ض الجماعات المعار�ضة ّ
االقليات.
-في الممار�سة� :سلب اخت�صا�صات مك ّونات التنظيمات ولجانها ومراقبة �أن�شطتها والتدخل
في �ش�ؤونها خ�صو�ص ًا اجراء انتخابات مز ّورة وبدون �إ�شراف ق�ضائي ما يثير ا�شكالية الديمقراطية
الداخلية للتنظيمات (الم�شاركة ,ال�شفافية ،الم�ساءلة ،الم�ساواة وال�شمول ،الحاكمية الر�شيدة،
التداول ال�سلمي لل�سلطة ) ،اخ�ضاع الممار�سة للرقابة ال�سابقة والالحقة وبخا�صة الرقابة المالية
فيتم تدقيق الم�ستندات المالية وفر�ض الموافقة الم�سبقة على فتح ح�سابات م�صرفية وقبول ّ
التب ّرعات ،عدم وجود �إطار قانوني وا�ضح ينظم التمويل ،عدم وجود معايير مو�ضوعية فيما يتعلق
بالتمويل الحكومي ما ي�ضعف من حياديته ،اال�ستن�سابية في الدعم المالي الحكومي ومنح الوزير
المخت�ص �صالحية �إ�صدار اللوائح المالية للمنظمات ،منع انخراط بع�ض الأ�شخا�ص في الأحزاب ّ
ال�سيا�سية لغايات منها ما يتعلق بالمحافظة على ا�ستقاللهم المهني ( جي�ش� ،شرطة ،ق�ضاء،
جمارك� ،إدارة ال�سجون )......ومنها ما تكون على �سبيل العقوبة وهم الأ�شخا�ص المحكوم عليهم
15
االوراق الوطنية
الملخّ �ص التنفيذي
بالحرمان من الأهلية الوطنية �أو ب�أية عقوبة �أخرى ب�سبب �أعمال مخالفة للم�صلحة الوطنية ،اجازة
الف�صل التع�سفي للعمال والقادة النقابيين وتقييد ممار�سة الحق في الإ�ضراب وفي التقا�ضي وفي
عقد تحالفات دولية ،تفتي�ش مقرات التنظيمات او اغالقها من قبل االجهزة االمنية �أو عدم ال�سماح
باالجتماعات فيها قبل الح�صول على موافقة االدارة الحكومية ووجود مراقب من الوزارة لأي
�إجتماع عام تعقده المنظمات و�إال اعتبر االجتماع باط ًال ،الت�ضييق على بع�ض التنظيمات وايجاد
�أخرى ال وجود فعلي ًا لها ,فر�ض عقوبات جنائية على مخالفات �إدارية.
-في الح ّل :اعطاء الإدارة الحكومية �أو الوزير المخت�ص �صالحيات الح ّل �أو الإغالق ّ
التع�سفي
و�صالحيات رفع دعوى �أمام الق�ضاء والطلب منه ا�صدار حكم الح ّل بدون احترام مقت�ضيات
المخت�صة
ّ المحاكمة العادلة ،ادخال التنظيمات في �شبكة معقدة من المعامالت بين الوزارات
والق�ضاء ،الح ّل بموجب دعوى حكومية �أمام الق�ضاء يجعل ال�سلطة هي الخ�صم والحكم في �آن اال
الم�س بالم�صلحة الوطنية �أو م�صلحة ّبوجود ق�ضاء عادل وننزيه وم�ستق ّل ،الح ّل الحكمي في حاالت ّ
الدولة العليا �أو الخيارات الوطنية �أو االخالل بالنظام العام ونظام القيم ومبادئ الدين.
هذه اال�شكاليات تطرح مدى الحاجة لقوانين ع�صرية ومقترحات للتطوير منها:
خا�صة للنظر في ق�ضاياها ووقف كل �أ�شكال -تعزيز ا�ستقاللية التنظيمات وتخ�صي�ص محاكم ّ
التعدي على حرية التجمع واحترام مبد�أ حق الأفراد في االن�ضمام للتنظيمات بدون تمييز وا�ستبعاد
ّ
والتدخل في �ش�ؤونها و�إن�شاء العن�صر ال�سلطوي وت�أثيره عن ت�أ�سي�سها وعن عملية االنت�ساب اليها
مجال�س وطنية للحياة الجمعوية لتحقيق ا�ستقالليتها عن ال�سلطة التنفيذية.
-اعتماد نظام الت�صريح �أو الإيداع �أو االخطار �أو العلم والخبر و�إن�شاء هيئة رقابية مختلطة
والكف عن ا�ستن�سابية ال�سلطة بعدم اخ�ضاع ت�أ�سي�س التنظيمات الى ترخي�ص م�سبق والى تحقيقات ّ
والم�س بحرية التج ّمع
ّ التع�سف في �سحب االعتماد ّ
والتدخل �أو ّ �أمنية م�سبقة ومراقبة الأن�شطة
والتنظيم ف�ض ًال عن ح�صرت�سجيل التنظيمات وحلها بهيئة ق�ضائية.
-حظر تكوين التنظيمات الع�سكرية �أو�شبه الع�سكرية� ،أو التي تقوم على �أ�س�س دينية �أو طائفية
�أو عرقية.
� -إقرار حرية ت�شكيل التنظيمات بدون قيد �أو �شرط و�إقرار ح ّقها في عقد االجتماعات العامة
بدون �أن تخ�ضع للقيود المفرو�ضة في قوانين التجمهر واالجتماعات العامة والمظاهرات وفي
�إ�صدار الن�شرات الدورية بدون ترخي�ص م�سبق ،وبدون �إخ�ضاعها لأية قيود مالية.
� -إقرار حق الجمعيات والنقابات في ع�ضوية التحالفات وال�شبكات الدولية والإقليمية
والم�صادقة على االتفاقيات الدولية ذات ال�صلة بالحقّ في التج ّمع والتنظيم.
16
االوراق الوطنية
الملخّ �ص التنفيذي
� -إعادة النظر في الإطار الت�شريعي للتنظيم النقابي بما يتوافق مع المعايير الدولية للحرية
النقابية ،وبالأخ�ص اتفاقية الحرية النقابية.
� -إعطاء الحق للتنظيمات في و�ضع د�ساتيرها ولوائحها الإدارية والمالية و�إدخال مواد �صريحة
في القانون تمنع �أي تدخل في �ش�ؤونها من طرف ال�سلطات الإدارية .واعطاء التنظيمات التي تعمل
لتحقيق غر�ض واحد الحقّ في االندماج عن طريق الإخطار فقط.
-جعل الرقابة والمحا�سبة الداخلية من م�س�ؤولية التنظيمات نف�سها واعتبار الجمعية العمومية
�صاحبة ال�سلطة الوحيدة داخلها.
-جعل الرقابة الخارجية من اخت�صا�ص الق�ضاء وحده ،كرقابة الحقة تقوم بناء على دعاوى
من هيئات المنظمات نف�سها.
� -إلغاء �صالحيات الجهة الإدارية في التفتي�ش على الوثائق والم�ستندات ودخول مقار التنظيمات
بدون �إخطار .
� -إلغاء العقوبات الجنائية وا�ستبدالها بجزاءات مدنية والأخذ بمبد�أ تنا�سب الجزاءات مع
المخالفات.
-اعطاء الحقّ في التمويل وقبول التبرعات غير الم�شروطة �شرط �أال توزع الأرباح على
الأع�ضاء وعدم تحويل التمويل الى الن�شاطات التجارية والربحية ،وفي تلقي الدعم الحكومي المالي
وتحديد طرق �إنفاذ التزام الحكومة بتقديم هذا الدعم وت�ضمين القوانين �إعفاءات للتنظيمات من
ال�ضرائب والر�سوم �شرط �أ ّال يتح ّول هذا الدعم وهذه الإعفاءات �إلى و�سائل للتدخل في �ش�ؤونها.
االولوية اذ ًا هي لتعزيز الحريات الد�ستورية واجراء مراجعة عامة لكافة الت�شريعات الناظمة
للحريات العامة والت�أكيد على ا�ستقالل الق�ضاء والغاء المحاكم الخا�صة وان�شاء محمكة د�ستورية
لمراقبة القوانين التي تقيد حقوق االن�سان وحرياته اال�سا�سية وو�ضع ت�شريعات وا�ضحة للحق في
التنظيم والتجمع ال تغفل خ�صو�صية ك ّل دولة من الدول المعنية وتلتزم المعايير العالمية لو�ضعها
بما يث ّبت هذا الحقّ ويوجد �إجراءات لحمايته وتنفيذه و�ضمان حيادية الدولة في عالقاتها مع
مختلف منظمات المجتمع المدني.
ث ّمة �ضرورة اليجاد قوانين ع�صرية للتنظيمات ّ
تنظم وتف ّعل الحياة الوطنية وتع ّمق نهج الإ�صالح
ال�سيا�سي واالجتماعي واالقت�صادي وتو ّفر االنفتاح على المجتمع الدولي واحترام االتفاقات
والمعاهدات الدولية ذات ال�صلة بحقّ التج ّمع والتنظيم.
17
الورقة الأردن ّية حول
حق التجمع والتنظيم
الجمعيات والنقابات والأحزاب
النقابات
لم تكن هناك ت�شريعات عمالية نافذة المفعول في �شرق الأردن قبل عام � 1948سوى ت�شريعين
عثمانيين في �سنة ،1909وهما قانون الجمعيات وقانون �إال�ضراب .وعلى الرغم من نفاذ هذين
ُ�سجل �أي نقابة عمال قبل عام � 1953سوى نقابة عمال �سكة الحديد عام 1946 القانونين �إ ّال انه لم ت ّ
والتي كانت فرع ًا لجمعية العمال الفل�سطينية.
و�أ ّدت زيادة الوعي العمالي �إلى تكتّل العمال في ال�ضفتين والى مطالبتهم الحكومة باالعتراف
لهم بالحق في ت�شكيل نقاباتهم ،الأمر الذي �أدى �إلى ا�ستجابة الحكومة لذلك و�إ�صدار قانون
حد كبير مع ن�صو�ص قانون نقابات العمال رقم ( )35ل�سنه 1953الذي كانت ن�صو�صه تت�شابه �إلى ًٍ
نقابات العمال الفل�سطيني ل�سنه ،1947وقد �أجاز ل�سبعة عمال �أن ي�ؤ�س�سوا نقابة ،وبموجب هذا
القانون تم �إلغاء كل من قانون �إال�ضراب العثماني ال�صادر في ،1909/7/27وقانون نقابات العمال
الفل�سطيني رقم ( )36ل�سنه 1947و�أي ت�شريع �أردني وفل�سطيني �صدر قبل نفاذه وتكون �أحكامه
مغايرة لأحكام قانون نقابات العمال رقم ( )35ل�سنه .1953
نقابات عمالية م ّثلت العديد من المهن
ٍ وفي ظل القانون رقم ( )35ل�سنه 1953ن�ش�أت ع�ش ُر
وال�صناعات ،وت ََ�ش َك َل الإتحاد العام لنقابات العمال في الأول من �أيار ،1954وقد ت�أثرت الحركة
العمالية في هذه الفترة بقوة بالتيارات ال�سيا�سية ال�سائدة �آنذاك ،كما �أن �سقف الحريات المنخف�ض
�أ ّثر على ن�شاطها وقدرتها على تح�سين ظروف العمال وتطوير الت�شريعات العمالية ل�صالحهم.
وفي عام 1956ان�ضم الأردن �إلى منظمة العمل الدولية وكان لذلك �أثر كبير في �إنفتاحها على
الت�أثيرات الخارجية� ،سواء كان ذلك على ال�صعيد الر�سمي �أو على �صعيد العمال و�أ�صحاب العمل.
وخالل هذه الفترة واظب الأردن على ح�ضور �إجتماعات منظمة العمل الدولية بوفود تم ّثل �أطراف
الإنتاج الثالثة (الحكومة� ،أ�صحاب العمل ،العمال) وازداد �إح�سا�س كل من الحكومة والعمال
و�أ�صحاب العمل ب�ضرورة �إ�صدار قانون عمل ينظم الم�سائل الأ�سا�سية التي كانت قد ت�ضمنتها
الإتفاقيات الدولية ال�صادرة عن المنظمة ،و�ساعدت على ذلك الجهود التي بذلتها جامعة الدول
العربية و�إطالع الحكومة الأردنية على ت�شريعات العمل المتطورة في الدول العربية ،حيث �صدر
قانون العمل رقم 21ل�سنة 1960وقد ح ّل هذا القانون محل قانون نقابات العمال ل�سنه 1953
وقانون تعوي�ض العمال ل�سنة . 1955
وفيما يتعلق بحق التنظيم في النقابات العمالية جاء الف�صل الثالث ع�شر بعنوان نقابات العمال
حيث ع ّرفت المادة ( )68منه نقابة العمال ،وا�شترطت المادة (/69ب) منه �أن ال يقل عدد �أع�ضاء
21
الورقة الأردنية حول
حق التجمع والتنظيم
النقابة عن ( )30عام ًال من ممار�سي المهنة الواحدة �أو المهن المتماثلة �أو المرتبطة ببع�ضها،
وقد ع ّلقت التعديالت التي �أدخلت عليه عام 1972قيام �أي تجمع نقابي على قرار من مجل�س
الوزراء بناء على تن�سيب الوزير المخت�ص وموافقة مجل�س الوزراء على النظام الداخلي كما �أعطت
المادة (/78ج) منه الحق لمجل�س الوزراء بان يحل �أي تجمع نقابي لأمور �أمنية �أو العتبارات تتعلق
بال�سالمة العامة ،وا�ستمر تطبيق هذا القانون لمدة ( )36عاما حتى �صدور قانون العمل رقم ()8
ل�سنة 1996النافذ حالي ًا.
البنية التنظيمية للحركة العمالية
وفيما يتعلق بالبنية التنظيمية للحركة النقابية العمالية ف�إنها تتكون من ( )17نقابة عمالية
منظويه تحت مظلة االتحاد العام لنقابات العمال وت�ضم عددا يتراوح بين (� )170-150ألف عامل
تمثل ما ن�سبته %10من مجموع الأيدي العاملة ،ولما كانت الع�ضوية النقابية غير �إلزامية فقد عانت
بع�ض النقابات العمالية من �ضعف في مواردها المالية ب�سبب حجم الع�ضوية لهذه النقابات� .أما
االتحاد العام لنقابات العمال فلقد توقف عن ا�ستيفاء ما ن�سبته %20من �إيرادات النقابات العمالية
ب�سبب تخ�صي�ص مبلغ وقدره (� )180ألف دينار في موازنة الدولة الأردنية �ش�أنه �ش�أن م�ؤ�س�سات
المجتمع المدني ومبلغ ( )250مائتان وخم�سون �ألف ًا من م�ؤ�س�سة ال�ضمان االجتماعي.
�أما فيما يتعلق بفعالية النقابات العمالية ف�إنه ينبغي �أن نعلم �أنه في الدورة االنتخابية لعام
2005ف�إن �ست نقابات عمالية فقط تم اختيار هيئاتها الإدارية عن طريق االنتخابات و�أما الأحد
ع�شرة نقابة الباقية فان هيئاتها الإدارية قد فازت بالتزكية.
حق التنظيم في قانون العمل الأردني
ت�ؤ�س�س النقابة العمالية من قبل م�ؤ�س�سين ال يقل عددهم عن خم�سين �شخ�ص ًا من العاملين
في المهنة الواحدة �أو المهن المماثلة �أو المرتبطة بع�ضها البع�ض في �إنتاج واحد� ،أما فيما
يتعلق بنقابات �أ�صحاب العمل قد �أعطى القانون الحق لأ�صحاب العمل في �أي مهنة ت�أ�سي�س نقابة
لهم لرعاية م�صالحهم المهنية وا�شترط القانون لت�أ�سي�س نقابة �أ�صحاب العمل �أن ال يقل عدد
الم�ؤ�س�سيين عن ثالثين �شخ�ص ًا من �أ�صحاب العمل.
كما �أعطى القانون �صالحيات لوزير العمل �أن ي�صدر قرار ًا بت�صنيف المهن وال�صناعات التي
يحق لعمالها ت�أ�سي�س نقابة لهم وذلك باالتفاق مع االتحاد العام لنقابات العمال ،وهذا ال يتالءم
واالتفاقيات الدولية وخا�صة االتفاقية رقم( )87التي تن�ص في �إحدى بنودها« :للعمال ولأ�صحاب
العمل دون �أي تمييز الحق دون ترخي�ص �سابق في تكوين منظمات يختارونها وكذلك الحق في
االن�ضمام �إليها ب�شرط التقيد بلوائح هذه المنظمات» كما �أن ال�صالحيات الممنوحة للوزير بموجب
22
الورقة الأردنية حول
حق التجمع والتنظيم
المادة ( )98ب مخالف لالتفاقيات الدولية كونها تحدد المهنة وال�صناعات التي يحق لعمالها
ت�أ�سي�س نقابة لهم.
�أما فيما يتعلق بطلب ت�أ�سي�س النقابات العمالية ونقابات �أ�صحاب العمل ف�إن القانون يلزم
بتقديم طلب الت�أ�سي�س لنقابات العمال ونقابات �أ�صحاب العمل �إلى م�سجل النقابات في وزارة
العمل ،ويترتب على م�سجل النقابات ونقابات �أ�صحاب العمل �أن ي�صدر قراره ب�ش�أن طلب ت�سجيل
�أي نقابة للعمال �أو نقابة �أ�صحاب العمل خالل مدة ال تتجاوز ثالثين يوم ًا من تاريخ تقديم الطلب،
ف�إذا وافق على الطلب �أ�صدر �شهادة بت�سجيل النقابة وين�شر قرار الت�سجيل في الجريدة الر�سمية،
و�إذا قرر رف�ض الطلب للم�ؤ�س�سين الطعن في قراره لدى محكمة العدل العليا خالل ثالثين يوم ًا من
تاريخ تبليغ القرار.
كما ا�شترط القانون في الم�ؤ�س�س لأي نقابة من نقابات العمال ونقابات �أ�صحاب العمل وطالب
االنت�ساب �إليها �أن يكون �أردني الجن�سية ،و�أن ال يقل عمر الم�ؤ�س�س عن (� )25سنه وعمر طالب
االنت�ساب عن (� )18سنة ،و�أن يكون غير محكوم بجناية �أو جنحه مخلة بال�شرف والآداب العامة.
�إن هذه ال�شروط التي و�ضعت لكل من يتقدم لت�أ�سي�س نقابة عمال �أو نقابة �أ�صحاب عمل �أو
�أن يتقدم لالنت�ساب لهذه النقابات تعتبر �شروط ًا تمييزية حيث ميزت هذه ال�شروط بين العمال
الوطنيين والعمال المهاجرين وحرمت جميع العمال المهاجرين من حق االنت�ساب للمنظمات
النقابية وحق ت�أ�سي�س منظمات نقابيه ،مخالفة بذلك جميع المعايير الدولية التي حثت جميع الدول
الأع�ضاء في منظمة العمل الدولية محاربة التمييز بجميع �أ�شكاله وكما جاء في �إعالن منظمة
العمل الدولية ب�ش�أن المبادئ والحقوق الأ�سا�سية في العمل ل�سنة 1998والذي بموجبه على جميع
الدول الأع�ضاء و�إن لم تكن قد �صدقت على االتفاقيات الأ�سا�سية مو�ضوع الإعالن ملزمة بمجرد
انتمائها �إلى المنظمة بان تحترم المبادئ المتعلقة بالحقوق الأ�سا�سية و�أن تعززها وتحققها بنية
ح�سنة وفق ًا لما ين�ص عليه د�ستور منظمة العمل الدولية.
الإ�صالح الت�شريعي
وفي �إطار اللجنة الوطنية للحوار االجتماعي والتي �شارك بها �أطراف الإنتاج الثالثة (حكومة
– �أ�صحاب عمل – عمال ) تم التوافق على م�شروع لقانون العمل حيث ت�ضمن هذا الم�شروع بع�ض
المواد التي تتالءم والمعايير الدولية فيما يتعلق بت�شكيل لجنة ثالثية ل�ش�ؤون العمل تتولى المهام
اال�ست�شارية لإجراء الدرا�سة حول مدى ان�سجام �سيا�سات وت�شريعات العمل مع احتياجات التنمية
االقت�صادية واالجتماعية ومعايير العمل الدولية و�إبداء الر�أي في ال�ش�ؤون الخا�صة ب�شروط العمل
وظروفه ودرا�سة وتقييم الم�سائل المتعلقة بمعايير العمل الدولية والعربية.
23
الورقة الأردنية حول
حق التجمع والتنظيم
كما ت�ضمن م�شروع القانون الذي تم رفعة من قبل وزارة العمل �إلى رئا�سة الوزراء لل�سير
بالإجراءات الد�ستورية �آليات التفرغ النقابي وحماية ممثلي العمال و�إلزام �صاحب العمل وممثلي
العمال بعقد اجتماعات دورية ال تقل عن ثالث مرات في ال�سنة لتنظيم وتح�سين ظروف و�شروط
العمل والإنتاج والتفاو�ض على الأمور المختلف عليها وال�سماح للعمال المهاجرين باالنت�ساب
للنقابات العمالية ,و�سحب ال�صالحيات الممنوحة لوزير العمل فيما يخ�ص ت�صنيف المهن ونقلها
�إلى اللجنة الثالثية.
التو�صيات
وليتم تر�سيخ مبد�أ حق التنظيم والحرية النقابي ال بد من �أخذ هذه التو�صيات بعين االعتبار
والتي تم ّثل بع�ض معايير العمل الدولية والتي ت�ضمنتها مدونة ال�سلوك الخا�صة بالنقابات -:
•ال�سماح للعمال و�أ�صحاب العمل دون �أي تمييز ،الحق دون ترخي�ص �سابق ،في تكوين
منظمات يختارونها ،وكذلك الحق في االن�ضمام �إليها.
•�إعطاء الحق لمنظمات العمال ومنظمات �أ�صحاب العمل في و�ضع د�ساتيرها ولوائحها
الإدارية ،وفي انتخاب ممثليها بحرية كاملة ،وفي تنظيم �إداراتها ون�شاطها وفي �إعداد
برامج عملها.
•تمتنع ال�سلطات العامة عن �أي تدخل من �ش�أنه �أن يقيد هذا الحق �أو �أن يعيق الممار�سات
الم�شروعة.
•ال يجوز لل�سلطات الإدارية حل منظمات �أ�صحاب العمل �أو منظمات العمال �أو وقف ن�شاطها
�إال عن طريق الق�ضاء.
•التزام النقابات باحترام د�ستور وقوانين البلد الوطنية دون الم�سا�س بالمبادئ.
•الت�أكيد على �ضرورة الإنخراط الطوعي للعمال و�أ�صحاب العمل في نقاباتهم ولجميع
الم�ستويات وتعميق الديمقراطية في المداوالت والإنتخابات.
•�إدخال مواد �صريحة في القانون تمنع �أي تدخل في �ش�ؤون نقابات العمال �أو �أ�صحاب العمل
من طرف ال�سلطات الإدارية.
•العمل على رفع م�ستوى التدريب والت�أهيل بين جميع الكوادر النقابية.
•تعزيز م�شاركة المر�أة في النقابات العمالية
24
الورقة الأردنية حول
حق التجمع والتنظيم
االحزاب ال�سيا�سية
مقدمة
�إن المطلع على واقع الأحزاب ال�سيا�سية الأردنية يجد �أنها تقف على مفترق طرق ،فالعمل
الحزبي في الأردن ال زال محدود ًا بالرغم من التطمينات والت�صريحات التي تعلنها الحكومة
بالدفع نحو تعزيز وحماية العمل الحزبي وتنميته ،و�أمام هذة المعطيات ،و�أمام الحراك الحزبي
المحدود وا�ستناد ًا الى الواقع الت�شريعي والعملي للحياة الحزبية في االردن يمكننا القول ب�أن �أهم
معوقات العمل الحزبي في الأردن هي-:
-1عدم كفاية الت�شريعات النافذة لتعزيز العمل الحزبي :حيث ما زال قانون االحزاب ال�ساري
المفعول غير قادر على منح االحزاب الفر�صة الكافية للقيام بالدور الم�أمول منها لن�شر برامجها
ومبادئها� ،سيما وان المواطن ما زال ي�شعر بهاج�س القلق تجاه العمل الحزبي.
-2عدم قيام و�سائل االعالم الر�سمية بالدور المطلوب منها في دعم ون�شر ثقافة العمل
الحزبي ويبدو ذلك وا�ضح ًا من �شح الن�شرات والبرامج التوعوية التي تعمل على ن�شر وتعزيز ثقافة
العمل الحزبي.
-3تق�صير االحزاب ال�سيا�سية في تر�سيخ وجودها ب�سبب عدم تبنيها �أجندات وا�ضحة لعملها
لتمكين المواطن من اال�ستفادة من برامجها والتعرف على �آلية عملها .
-4عدم تنفيذ غالبية الأحزاب لن�شاطات واقعية يكون لها الأثر الواقعي والعملي لإ�شعار
المواطن الأردني ب�ضرورة تواجدها واهمية الدور الذي تقوم به
-5غياب الدعم المالي الكافي :حيث يعتبر الدعم الذي تقدمه الحكومة للأحزاب غير كاف
وال يعمل على تمكين الأحزاب من تقديم برامج عملية.
الواقع الت�شريعي
تنطلق هذة الورقة في قراءتها للواقع الت�شريعي ا�ستناد ًا الى:
-مدى توافق هذا القانون مع احكام الد�ستور .
-مدى توافق هذا القانون مع واقع الحريات العامة في المملكة والقوانين التي تحكمها واهمها :قانون
االجتماعات العامة ،قانون منع الإرهاب ،قانون المطبوعات والن�شر ،قانون الجمعيات.
ان المحدد االول ل�سالمة الواقع الت�شريعي لقانون االحزاب ال�سيا�سية يتمثل باالجابة عن
ال�س�ؤال التالي:
هل القانون النافذ يتوافق مع احكام الد�ستور الذي ن�ص في المادة 16منه على( للأردنيين
25
الورقة الأردنية حول
حق التجمع والتنظيم
الحق في ت�أليف الجمعيات والأحزاب ال�سيا�سية على �أن تكون غاياتها م�شروعة وو�سائلها �سلمية
وذات نظم ال تخالف �أحكام الد�ستور) .اذ ي�ؤكد هذا الن�ص ان حق االفراد في ت�أ�سي�س االحزاب
واالن�ضمام اليها حق د�ستوري �أ�صيل ،و�أي قانون يقت�صر دورة على تنظيم العمل الحزبي بما ال
يتناق�ض مع روح الد�ستور ،اال ان الدرا�سة المت�أنية الحكام القانون الحالي تظهر �أن بع�ض �أحكامة
ال تتفق مع �أحكام الد�ستور واهمها رفع عدد الم�ؤ�س�سين �إلى ( )500ع�ضو موزعين على خم�س
محافظات وعدم الم�ساهمة في تحقيق اال�ستقالل المالي لالحزاب من خالل احالة القانون لم�س�ألة
تقديم الدعم المالي الى نظام ت�صدرة الحكومة ،دون تحديد ا�س�س مو�ضوعية يتم من خاللها
تقديم هذا الدعم مثل :عدد اال�صوات التي يح�صل عليها �أي حزب في االنتخابات ،او المقاعد التي
يح�صل عليها �أي حزب في االنتخابات� ،أون�سبة م�شاركة المر�أة ،وال�شباب.
كما ان من الع�سير قراءة قانون الأحزاب خارج �سياق المنظومة الت�شريعية ككل وتحديد ًا
الت�شريعات المتعلقة بالحريات العامة والتي ت�شكل بو�ضعها الحالي ت�ضييق ًا على الحريات العامة،
وبالرجوع �إلى قانون االجتماعات العامة يتبين �أن هذا القانون ي�شكل خطوة للوراء �إذا ما قورن
بالقانون الذي كان نافذ ًا وهو مقر منذ عام ،1953فالقانون الحالي ي�شترط قبل عقد �أي �إجتماع
الح�صول على موافقة الحاكم االداري ،والذي له الحق في رف�ض عقد االجتماع دون �إبداء الأ�سباب
وهذا يدل على حجم التقييد لحرية التجمع ال�سلمي ،خ�صو�ص ًا اذا علمنا �أن القانون ال�سابق كان
ي�شترط فقط �إخبار الحاكم الإداري دون انتظار موافقته.
�أما قانون الجمعيات رقم 51ل�سنة 2008وما طر�أ علية من تعديالت قد افرغ الحق الد�ستوري
من م�ضمونة ،اذ منح القانون �إجراء الت�سجيل اثر ًا من�شئ ًا للجمعية ،و�أحال بكثرة �إلى االنظمة
التنفيذية لتنظيم م�سائل جوهرية تتعلق بتكوين الجمعيات ،كما و�ضع قيودا �صارمة على تلقي
الدعم المالي ،وقيد حرية الجمعيات في ادارة �ش�ؤونها الداخلية .
هذا باال�ضافة �إلى �أن قانون االنتخاب الحالي لم ي�سهم في تدعيم الحياة ال�سيا�سية من خالل
نظام االنتخاب المتبع ،الذي ي�سهم في تهمي�ش دور االحزاب لتمكينها من الو�صول الى ال�سلطة
الت�شريعية لممار�سة دورها البرلماني.
ومن العوائق �أمام تقبل العمل الحزبي ا�شكالية الديمقراطية الداخلية لالحزاب حيث ال توجد
انظمة داخلية لأي حزب يخ�ص�ص عدد ًا معين ًا من المراكز القياديه للمر�أة اوال�شباب ،وانما ت�ضمنت
�إ�شارات في بع�ض موادها لحث الم�شاركة الن�سائية وال�شبابية ،هذا باال�ضافة الى عدم وجود �أنظمة
ماليه م�ستقله حيث �أظهرت بع�ض الدرا�سات �أن الغالبية العظمى من االحزاب لي�س لها �أنظمة
مالية م�ستقلة ،هذا باال�ضافه الى ان االحزاب تختلف في اليات �إختيار وت�أليف الهيئات القياديه
26
الورقة الأردنية حول
حق التجمع والتنظيم
بناء على النظم الداخليه اال �أن الغالبيه العظمى من االحزاب تجدد مده الوالية لأمينها العام دون
تحديد لعدد المرات ،وتعد هذه من اال�سباب الرئي�سة في تراجع قناعه الجماهير في جدوى العمل
الحزبي ،ونعت العمل الحزبي بالعمل النخبوي .كما ان االحزاب تعتبر بغالبيتها مقاطعة لل�صحافة
الحزبية والموجود منها يعاني من ازمة االنت�شار.
التو�صيات
ت�أ�سي�س ًا على ما تقدم ولتحقيق حياة حزبية حقيقية جادة ت�ساهم بتفعيل الديمقراطية والتعددية
ال�سيا�سية ال بد من اخذ التو�صيات التالية بعين االعتبار :
1 .1تعزيز واحترام الحريات الد�ستورية بمعناها الوا�سع بو�صفها المناخ العام ال�صالح
والأر�ض الخ�صبة لنمو الأحزاب ال�سيا�سية .
2 .2وقف كافة الو�سائل الحكومية و�أجهزتها الأمنية بالتدخل بكافة االن�شطة الحزبية .
3 .3مراجعة عامة لكافة الت�شريعات الناظمة للحريات العامة وتحديد ًا قانون االحزاب
ال�سيا�سية بما ي�ضمن تجاوز كافة عوائق العمل الحزبي �سواء من حيث عدد الم�ؤ�س�سين .
4 .4تعزيز الديمقراطية الداخلية :فاالحزاب مدعوة الى اتباع طرق الحاكمية الر�شيدة
والديمقراطية الداخلية في كافة ان�شطتها ،يجب عليها العمل على �إيجاد ر�ؤية وا�ضحة
لطبيعة �أدائها وو�ضع برامج عملية وا�ضحة يظهر �أثرها على ار�ض الواقع بحيث يكون
نتيجة هذا الأثر االمتداد الجماهيري الوا�ضح والذي ينعك�س �إيجابا على ر�ؤية ه�ؤالء
الجماهير ونظرتها للأحزاب واالعتماد عليها.
5 .5االهتمام بالعمل االلكتروني ولن�شربرامجها ومبادئها لتعزيز ثقافة العمل الحزبي.
27
الورقة الأردنية حول
حق التجمع والتنظيم
الجمعيات
كر�س قانون الجمعيات رقم 51ل�سنة 2008وما طر�أ عليه من تعديالت النهج ذاته الذي �سار
عليه القانون القديم في تقييد حق المواطنين في ان�شاء الجمعيات ،ولم يترك م�ساحة للقائمين
على اية جمعية في ان يعملوا ب�صورة م�ستقلة عن المجل�س او الوزارة المخت�صة التي ينبغي �أخذ
موافقتها في كل ت�صرف يمكن ان تقدم عليه الجمعية ،وجعل من الرقابة الم�سبقة على ت�أ�سي�س
الجمعية وعلى ممار�ساتها لمجمل ان�شطتها �شرطا ي�صعب الفكاك منه وتتبدي ابرز مظاهر
التقييد على عمل الجمعيات وا�شكال الرقابة التي يكر�سها القانون ل�صالح الجهة المخت�صة على
النحو التالي :
�أوال :عقبات �أمام التكوين
ت�ستخدم الأحكام القانونية المقيدة ب�شكل متزايد لتثبيط و�إعاقة عمل الجمعيات ،وقد �شمل
هذا القانون على العديد من هذه القيود منها :
1 -1حظر الجمعيات غير الم�سجلة وهو انتهاك وا�ضح لحرية تكوين الجمعيات اذ ا�شترط
القانون ان تقوم الجماعات والأفراد بالت�سجيل لكي تتمكن من ممار�سة الن�شاط (المادة
)6
�2 -2أعباء الت�سجيل و�إجراءات الت�أ�سي�س اذ ي�شترط القانون على الجمعيات الت�سجيل من اجل
الح�صول على الكيان القانوني.
3 -3عدم بيان �أ�سباب الرف�ض .اعطى القانون مجل�س ادارة ال�سجل وهي جهة غير ق�ضائية
حق رف�ض الت�سجيل دون ابداء اال�سباب مما ي�ؤدي الى ا�ساءة ا�ستعمال ال�سلطة التقديرية
وعدم تمكين الجهة الق�ضائية من ب�سط رقابتها على قرار الرف�ض ( المادة )11وان كان
القانون اف�سح المجال للمت�ضرر من قرار رف�ض الت�سجيل الطعن امام محكمة العدل العليا،
اال ان الق�ضاء االداري في االردن على درجة واحدة اذ يحرم ذلك المتقا�ضين درجة من
درجات التقا�ضي.
ثانيا :عقبات �أمام ممار�سة الأن�شطة :
حتى بعد نجاح الجمعيات في التغلب على عقبات الت�أ�سي�س الم�شار اليها �سابقا �أخ�ضع القانون
تلك الجمعيات لمجموعة كبيرة من القيود والحواجز �أمام ممار�سة �أن�شطتها الم�شروعة والتي ت�أخذ
�أ�شكاال عديدة منها :
28
الورقة الأردنية حول
حق التجمع والتنظيم
حظر القانون ب�شكل مبا�شر على الجمعيات1 -1الحظر المبا�شر على بع�ض مجاالت االن�شطة :اذ ّ
الم�شاركة في المجاالت والأن�شطة ال�سيا�سية التي تدخل �ضمن نطاق اهداف االحزاب
ال�سيا�سية دون تحديد وا�ضح لهذا الم�صطلح لعرقلة ن�شاط هذه الجمعيات واحتمال حلها
اذ يعتبر تطوير النهج الديمقراطي وت�شجيع الم�شاركة ال�سيا�سية وحماية حقوق االن�سان على
الم�ستوى المجتمعي من �أهم �أدوار الجمعيات واالحزاب في �آن واحد (المادة .)3
2 -2التدخل عن طريق الأ�شراف الرقابي :اذ �سمح القانون بالتدخل التع�سفي في �أن�شطة
الجمعيات ،وذلك عن طريق تمكين الوزارات المخت�صة بممار�سة عملية مراقبة �صارمة على
الجمعيات ،ويتمثل هذا التدخل عن طريق:
�أ -ا�شعار الوزير المخت�ص وامين ال�سجل بموعد اجتماع هيئتها العامة ومكانه وجدول
�أعماله و�إال اعتبر هذه االجتماع غير قانوني ( المادة )13
ب -الح�صول على موافقة المجل�س قبل نفاذ �أي تعديل في نظامها الأ�سا�سي (المادة )13
جـ� -إلزام هيئة ادارة الجمعية ان تقدم للوزير المخت�ص خطة العمل ال�سنوية وتقريرها
ال�سنوي الذي يت�ضمن �إنجازات الجمعية و�أن�شطتها وم�صادر �إيراداتها و�أوجه انفاقها
وميزانيتها ال�سنوية مدققة من محا�سب قانوني ( المادة )14
د -ال�سماح للوزير المخت�ص تعيين هيئة ادارة م�ؤقته للجمعية لتقوم مقام هيئة ادارتها
المنتخبة وتحل محلها من غير اع�ضاء الهيئة العامة ( المادة )17
هـ -ال�سماح للوزير المخت�ص وامين ال�سجل االطالع على ح�سابات الجمعية الم�صرفية
(المادة )15
و -ال�سماح للوزير المخت�ص تدقيق �سجالت وح�سابات الجمعية (المادة )16
-3الإغالق والحل - :يعتبر الإغالق او الحل الو�سيلة الرقابية الق�صوى �ضد الجمعيات اذ اعطى
هذا القانون للمجل�س بناء على تن�سيب الوزير المخت�ص الحق في حل الجمعية دون اللجوء
للق�ضاء ولمخالفات غير ج�سيمة ولو وقعت الول مرة كما ح�صر هذا القانون حق الطعن
بقرار الحل امام محكمة العدل العليا ولي�س امام الق�ضاء المدني الطبيعي الذي ي�ضمن حق
التقا�ضي على درجتين والتي هي احدى �ضمانات المحاكمة العادلة ( المادة )18
–4الف�شل في حماية الأفراد والجمعيات :اذ خال هذا القانون من �أي ن�صو�ص لحماية الجمعيات
والعاملين فيها وتجريم �أي عمل او قول ي�سيء الى �سمعة هذه الجمعيات او العاملين فيها.
29
الورقة الأردنية حول
حق التجمع والتنظيم
30
الورقة الأردنية حول
حق التجمع والتنظيم
موارد الم�ؤ�س�سة وتحمل الم�س�ؤولية من قبل الم�س�ؤولين عن قراراتهم �أو عن الإخفاق وم�ساءلة كل
من ثبت انه ا�ساء في ا�ستخدام اموال الجمعية او ق�صر في ذلك.
-الم�ساواة وال�شمول :يجب �أن يتاح للجميع فر�صة الم�شاركة على ا�سا�س الكفاءة وعدم
التمييز.
-الحاكمية الر�شيدة :ان الجمعيات مدعوة التباع كافة طرق الحاكمية الر�شيدة بكافة
عنا�صرها من مالية وادارية وتنفيذية ،وتلتزم بالقوانين المعمول بها في الدولة لتحقيق �أهدافها
وغاياتها المبينة في نظامها الأ�سا�سي.
-التداول ال�سلمي لل�سلطة :ان من اهم اال�شكاليات التي تواجة عمل الجميعات هي �سيطرة
النخبة على كافة ان�شطة وعمل الجمعيات لعدم وجود ن�صو�ص ت�سعف بتجديد القيادة دوريا لخلو
االنظمة الداخلية من تحديد زمن لتولي اي من�صب قيادي.
31
الورقة الأردنية حول
حق التجمع والتنظيم
التو�صيات
التو�صيات العامة
�-ضمان كافة الحقوق والحريات العامة كما وردت في الد�ستورن�صا وروحا.
-الم�صادقة على االتفاقيات الدولية الخا�صة بحقوق االن�سان التي لم ت�صادق عليها
لغاية االن ،ورفع التحفظات على العديد منها والم�صادقة على البروتوكوالت اال�ضافية
والمتعلقة بال�شكاوي الفردية ك�ضمانه ا�سا�سية لحماية حقوق االن�سان .
-الت�أكيد على ا�سقالل الق�ضاء ب�أعتباره احد �ضمانات حماية حقوق االن�سان والغاء
المحاكم الخا�صة ون�شاء محمكة د�ستورية لمراقبة القوانين التي تقيد حقوق االن�سان
وحرياته اال�سا�سية .
فيما يتعلق بالمنظومة الت�شريعية للجمعيات :
-يجب ان تكون القيود المفرو�ضة على ممار�سة حرية تكوين الجمعيات من�صو�ص ًا عليها
في القانون ومتفقة مع المعايير الدولية والد�ستورية وان تكون �ضرورية في مجتمع
ديمقراطي.
-توفير �ضمانات المحكاكة العادلة للنظر في المنازعات او الق�ضايا التي يثيرها ان�شاء او
عمل الجمعيات مثل حاالت الغلق او رف�ض الت�سجيل او الحل او ارتكاب مخالفات قانونية
على اكثر من درجة.
-ق�صر حق الرقابة الداخلية على الجمعيات على هيئاتها العامة في �ش�ؤونها الداخلية
وق�صر الرقابة الخارجية للق�ضاء العادي /الطبيعي
� -إقرار حق الجمعيات بالح�صول على التمويل الداخلي والخارجي وفق �ضوابط ت�ؤمن
التزامها بال�شفافية وعدم مخالفة القانون مع �ضرورة تقديم تقارير وميزانيات �سنوية
ت�سمح للجميع االطالع عليها.
-التزام الجمعيات باالنظمة والوائح الداخلية وتبني مبادئ ال�شفافية والم�ساءلة في كافة
�ش�ؤونها وانتهاج الحاكمية الر�شيدة يحكم كافة اعمالها .
32
الورقة البحرين ّية حول
حق التجمع والتنظيم
الجمعيات والنقابات والأحزاب
مجموعة من الباحثين
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
35
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
36
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
المادتان ( )22 – 21من هذا العهد .حيث تن�ص المادة ( )21على الحق في التجمع ال�سلمي وعدم
و�ضع قيود على ممار�سة هذا الحق �إال تلك التي تفر�ض طبقا للقانون وت�شكل تدابير �ضرورية� .أما
المادة ( )22فتن�ص على �إن لكل فرد الحق في حرية تكوين الجمعيات مع �آخرين
في �أحكام الت�أ�سي�س
تحدد المواد من ( )12 – 2في قانون منظمات المجتمع المدني �شكل ت�أ�سي�س واكت�ساب
المنظمات �شخ�صيتها االعتبارية ،حيث �إن ت�سجيل المنظمات الأهلية �إجباري مهما كان حجمها،
وعدم ال�سماح لأي منظمة بالعمل دون ت�سجيل� .إ�ضافة �إلى الجوانب ال�شكلية والتطويل التي تمر بها
عملية الت�سجيل.
لكن المادة 22من العهد الدولي للحقوق المدنيه وال�سيا�سيه« :لكل فرد حق في حرية
تكوين الجمعيات مع �آخرين ،بما في ذلك حق �إن�شاء النقابات والأن�ضمام �إليها من �أجل حماية
م�صالحه».
وال يجـوز �أن يو�ضع من القيود على ممار�سة هذا الحق �إال تلك التي ين�ص عليها القانون وت�شكل
تدابير �ضرورية ،في مجتمع ديمقراطي ،ل�صيانة الأمن القومي �أو ال�سالمة العامة �أو نظام العام �أو
حماية ال�صحة العامة �أو الآداب العامة �أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم».
�إال �أن القانون المقترح كما في المادة « »7يفر�ض عملية الت�سجيل واكت�ساب ال�شخ�صية
الأعتبارية على جميع الكيانات االجتماعية ،والي�سمح لها بالعمل خارج الإطار القانوني ،بل ي�شترط
�إخطار الوزارة بكافة المجموعات غير الر�سمية� ،أي التي تعمل دون هدف نيل ال�شخ�صية القانونية،
وانما من �أجل تحقيق هدف خا�ص �أو طارئ� .إال �أن الوزارة تفر�ض على هذه المجموعات �أي�ضا،
لي�س فقط �أخطارها انما ين�ص م�شروع القانون �أ�ضافة على ذلك �أن تتبع هذه المجموعات تعليمات
الوزارة و�إال ا�صبحت مخالفة للقانون.
�أن فر�ض عملية الت�سجيل واكت�ساب ال�شخ�صية االعتبارية على جميع الكيانات االجتماعية،
وعدم ال�سماح لها بالعمل خارج الإطار القانوني ،تكون الدولة بذلك تفر�ض ن�ص ًا قانوني ًا ،يخالف
اوال د�ستور المملكة والن�صو�ص القانونية الدولية ،التي تن�ص على �أن حرية التجمع ال�سلمي هي حق
ولي�ست �شيئا يمنح من قبل الحكومة لمواطنيها .وبالتالي ف�إن فر�ض الت�سجيل الر�سمى لمجموعات
من الأفراد اجتمعوا لأجل هدف محدد وم�شترك وم�ؤقت ،يتعار�ض مع فكرة حرية التجمع ال�سلمي.
والأ�صل هو �أن تعمل هذه المجموعات بقطع النظر عن الجوانب الإجرائية ،وعدم تقيدهم بالت�سجيل
اذ �أن ذلك لي�س فقط �سيعطل عملهم ولكن قد ي�ؤدي �إلي تعطيل قدرتهم في التحرك في الحاالت
الطارئه التي قد تواجهها المملكة.
37
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
ان عملية الإن�شاء والت�سجيل ح�سب ن�صو�ص المواد (� 5إلى )12عملية طويلة ويغلب عليها الطابع
ال�شكلي الذي من �ش�أنه �أن يعرقل عملية الت�أ�سي�س ،فرغم �أن القانون الجديد المقترح يكت�سب �صفة
الإيجابية في المادة (« )7ا�ستبدال الرف�ض التلقائي بالموافقة التلقائية في حالة عدم الرد
على طلب المنظمة في الت�سجيل خالل 60يوماً اال انه في حالة رف�ض الوزارة الإ�شهار� ،ستدخل
المنظمة في �شبكة معقدة من المعامالت بين الوزارة والق�ضاء ،والتي �ستعيق عمل المنظمة
وفعاليتها لحين �صدور الموافقة ،والتي قد ت�ستمر لأكثر من �سنة في المحاكم.
وحيث تن�ص المادة ( )7على �أنه (تكت�سب المنظمة ال�شخ�صية االعتبارية في حالتين:
�أولهما ب�إجراء الوزارة قيد المنظمة في ال�سجل .
�أو بم�ضي �ستين يوما من تاريخ قيام جماعة الت�أ�سي�س بتقديم طلب القيد دون رد الوزارة،
مع مراعاة حكم المادة ال�سابقة.
وعلى الوزارة في الحالتين ن�شر ملخ�ص للنظام الأ�سا�سي للمنظمة بالجريدة الر�سمية،
حيث تثبت ال�شخ�صية االعتبارية لها من تاريخ هذا الن�شر.
�إذن تكت�سب المنظمة �شخ�صيتها االعتبارية في حالة عدم رد الوزارة على طلبها خالل 60يوما
من تقديم الطلب ،وفي حالة رف�ض الوزارة الإ�شهار� ،سيحول الأمر للق�ضاء.
ويح�سب م�سودة القانون الجديد رفعها القيد ،عن حق ال�شخ�صيات االعتبارية في ت�أ�سي�س
المنظمات بعد ان كان هذا الحق يقت�صر على ال�شخ�صيات الطبيعية فقط.
وا�شترطت م�سودة القانون� ،أال يقل عدد الم�ؤ�س�سين ،عن � 15شخ�صا في المادة ( )3اذ �أن
العدد (� 15شخ�صا) يجعل ح�صول المنظمات ال�صغيرة على ال�شخ�صية القانونية ممكنا.
�أما المادة ( )104التي تن�ص على (�إذا رف�ضت وزارة التنمية االجتماعية �إعادة ت�أ�سي�س
المنظمة في ميعاد �أق�صاه �سنة من تاريخ تقديم طلب الت�سجيل تنفيذا لأحكام هذا القانون،
اعتبرت المنظمة منحله بحكم القانون ويعين م�صفي لها ويعتبر في حكم الرف�ض فوات
الميعاد الم�شار �إليه دون �إتمام الت�أ�سي�س �أو �إخطار مقدم الطلب برف�ضه).
تتمثل خطورة هذه المادة في �أن الوزارة هي القا�ضي والحكم في �إعادة ت�أ�سي�س المنظمات
القائمة ح�سب �أحكام القانون الجديد �أو ت�صفيتها دون ذكر ال�سبب �أو الرجوع للمنظمة في ذلك� ،أو
�إعطائها فر�صة اللجوء للق�ضاء والتظلم..
لنطبق �أح�سن الممار�سات
�أن يكون الت�سجيل بالإخطار فقط ،وفي حالة عدم موافقة الوزارة عليها هي اللجوء للق�ضاء.
كما يجب �إلغاء اكت�ساب ال�صفة القانونية الإجبارية ا�ستنادا لن�صو�ص الد�ستور البحريني (– 27
38
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
� .)31- 28أي �أن الت�سجيل القانوني ال يجب �أن يكون �شرطا م�سبقا لعمل المنظمات.
ولنا �أن نت�ساءل هنا عن معنى الإلزام في الت�سجيل والهدف منه� ،إذ �أن الت�سجيل و�ضع فقط
للم�ؤ�س�سات التي ترغب في �أن تكت�سب ال�صفة القانونية التي تتيح لها فتح ح�ساب في البنك وت�سيير
معامالتها المالية.
ولن�أخذ منظمة (المركز الدولي للقانون غير الربحي) في المادة 1/1حيث تن�ص على
(ت�شكيل منظمات المجتمع المدني :تعني حماية الحريات الأ�سا�سية في التعبير والتجمع
الم�سالم� ،أنه يجب ال�سماح لمنظمات المجتمع المدني ب�أن تت�شكل بحرية ،كما يعني �أنها يجب
�أال تكون مطالبة بالح�صول على ال�صفة القانونية لت�شارك في الن�شاطات القانونية.).كما �أن
الزامية الت�سجيل تتعار�ض مع مبادئ الوثيقة لمنتدى الم�ستقبل والتي تن�ص على «توفير الإطار
والهيكل القانوني و�أي�ضاً البيئة ال�سيا�سية ال�ضرورية التي تمكن المنظمات غير الحكومية من
تنفيذ �أن�شطتها والعمل بحرية للإ�سهام ب�شكل بناء في المجتمعات التي تنفذ �أن�شطتها فيها
دون التعر�ض لم�ضايقات ر�سمية �أو غير ر�سمية»
وبالن�سبة للمادة ( )104من القانون فتن�ص على (�إذا رف�ضت وزارة التنمية �إعادة ت�أ�سي�س
المنظمة في ميعاد �أق�صاه �سنة من تاريخ تقديم طلب الت�سجيل تنفيذا لأحكام هذا القانون،
م�صف لها ويعتبر في حكم الرف�ض فوات الميعاد ّ اعتبرت المنظمة منحلة بحكم القانون ويعين
الم�شار �إليه بدون �إتمام الت�أ�سي�س �أو �إخطار مقدم الطلب برف�ضه ).فيجب �إلغا�ؤها فهي تتعار�ض
حتى مع ن�صو�ص القانون نف�سه ،المادة ( .)6فالأ�سا�س هو ال�سماح للمنظمات المدنية �أن تعدل
و�ضعها بما يتنا�سب مع �أي قانون جديد ال �إجبارها على �إعادة الت�أ�سي�س �أو الإن�شاء.
المنظمات غير الر�سمية والأخطار الألزامي من قبل الوزارة المعنية
ت�شترط المواد ( � 86إلي � ) 89إخطار الوزارة المعنية بوجود كافة المجموعات غير الر�سمية
والمجموعات التي التنال ال�شخ�صية القانونية و�إنما تعمل على تحقيق هدف خا�ص �أو ت�سعى �إلى
مطلب طارئ فبالإ�ضافة �إلي فر�ض �إخطار الوزارة بوجود هذه المجموعات ن�ص القانون اي�ضا �أن
تتبع تعليمات الوزارة .
وتعطي هذه المواد ،الوزارة �صالحية قانونية في التدخل بال�شئون الداخلية للمنظمات مما
يخالف ن�ص المادة ( ) 22من العهد الدولي للحقوق المدنية وال�سيا�سية والذي �صادقت علية
مملكة البحرين في 2006وتن�ص على «لكل فرد الحق في حرية تكوين الجمعيات مع �آخرين
بما في ذلك حق �إن�شاء النقابات واالن�ضمام �إليها من �أجل حماية م�صالحة وال يجوز �أن يو�ضع
من القيود على ممار�سة هذا الحق �إال تلك التي ن�ص عليها القانون وت�شكل تدابير �ضرورية
39
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
في مجتمع ديمقراطي ل�صيانة الأمن القومي �أو ال�سالمة العامة �أو النظام العام �أو �أو حماية
ال�صحة العامة �أو الآداب العامة �أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم».
كما ان هذه الن�صو�ص تحرم «اللجان الأهلية الم�ؤقته» او «مجموعات االهتمام الخا�ص»
والتي لي�س لها �شخ�صية قانونية من �أن تت�شكل لهدف تحقيق مطلب اجتماعي طارئ او تحقيق
هدف خا�ص .وهذا ال يعني �أن تعامل اللجان الم�ؤقته معاملة المنظمات الم�سجلة ولكن تقيدها
بهذا ال�شكل ي�شل قدرة المجتمع على التحرك ويحرمة من حقة في التجمع ال�سلمي من �أجل
حماية م�صالحة.
وعلية يجب حذف المواد « »89-86من القانون حيث �أنه من غير ال�ضروري �أن يتم تحديد
�شكل تنظيمي ر�سمي للمجموعات التي ال ت�سعى للح�صول على ال�شخ�صية القانونية .وحتى تتواءم
الن�صو�ص مع التزامات البحرين الدولية.كما طلبت الوزارة المعنية من ال�صناديق الخيرية �إعادة
ت�سجيل نف�سها كجمعيات �أهلية ،بما يترتب على ذلك من تغير لطبيعتها وخ�صو�صيتها.
ال�صناديق الخيرية
وجدت ال�صناديق الخيرية بقيام مجموعة من الأ�شخا�ص بجمع التبرعات ور�صدها لخدمة
المجتمع المحلي المحيط بال�صندوق ،من حيث تقديم الم�ساعدات المادية والعينية للأ�سرة
المحتاجة والمعوزة .فقدمت الكثير من الخدمات التي �ساهمت في رفع العبء عن الدولة ،مثل
ترميم الم�ساكن الآيلة لل�سقوط الم�ساهمة في تعليم �أبناء اال�سر المحتاجة ،م�ساعدات المقبلين على
الزواج ،وغيرها ويحبذ المتبرعون كتمان �أ�سمائهم لأ�سباب �شتى� .إال �أن الزام الوزارة ال�صناديق
بالت�سجيل ،ونحولهم لمنظمات مجتمع مدني يجعلهم مطالبين بكل ما يطلب من منظمات م�ؤ�س�سات
المجتمع المدني الأخرى من حيث خ�ضوعهم لقانون الجمعيات .
الحقوق وااللتزامات
الف�صل الثالث (احلقوق وااللتزامات ) ويفرت�ض �أن ي�شمل احلقوق وااللتزامات ،لكنه
يقت�صر يف ن�صو�صه على التزامات املنظمات فقط دون حقوقها ،وتختزل احلقوق يف موافقة
الوزارة (املواد .)19- 16- 15
�إن م�سالة العالقة بني الوزارة املعنية ومنظمات املجتمع املدين عالقة دقيقة للغاية ،ففي
النهاية تعمل هذه املنظمات ب�شكل تطوعي ودورها كبري يف �سد الكثري من االحتياجات
املجتمعية التي تكون الدولة غري قادرة على تغطيتها يف العادة ،لذا يكون من املف�ضل �أن
تراعي الوزارة املعنية هذا اجلانب يف و�ضعها القوانني التي تدار بها هذه املنظمات بحيث ال
40
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
تكون مقيدة حلركتها ،ويف الوقت ذاته تكون هذه القوانني قادرة على مراقبة �أداء املنظمات
ب�شكل مو�ضوعي ،وب�أ�سلوب �إ�شرايف �إر�شادي ولي�س �أبويا �سلطويا كما جند يف املواد التالية :
المادة (:15يجوز للمنظمة �أن تنظم �أو ت�شترك �أو تنت�سب �إلى �أي منظمة �أخرى ح�سب
�أحكام هذا القانون يكون مقرها خارج البحرين ،وتمار�س ن�شاطا ال يتنافى مع �أهدافها ،ب�شرط
�إخطار الوزارة ،وم�ضي �ستين يوما من تاريخ الإخطار دون اعترا�ض كتابي منها).
وبالتالي تعيق هذه المادة ارتباط �أغلب المنظمات بالمنظمات العالمية التي تعمل في المجال
نف�سه والتي تحتاج المنظمات في البحرين �إلى خبرتها ودعمها �سواء في جانب التدريب �أو التمويل
والن�شاطات الم�شتركة.
تن�ص المادة ( (:)16يجوز للمنظمة �أن تتلقى التبرعات �سواء من ال�شخ�صيات الطبيعية �أو
االعتبارية ،ولها في �سبيل تدعيم مواردها �أن تقيم الحفالت والأ�سواق الخيرية والمعار�ض
والمباريات الريا�ضية وغير ذلك من و�سائل جمع المال ،كل هذا بعد موافقة الوزارة).
نرى هنا من خالل ن�ص املادة ا�شرتاط موافقة الوزارة حتى على الن�شاط اخلريي الب�سيط
جلمع الأموال مثل (طبق اخلري �أو الأن�شطة الرتفيهية) وتقيد املخالفني بعقوبات.
�أما املادة ( )19من القانون فهي تعطي الوزارة حق ت�شكيل جلنة لإدارة املنظمة ملدة حمددة
بقرار م�سبب:
�أ�.إذا �أ�صبح عدد �أع�ضاء جمل�س الإدارة غري كاف النعقاده انعقادا �صحيحا وتعذر لأي
�سبب من الأ�سباب تكملة الن�صاب القانوين.
ب� .إذا مل يتم انعقاد اجلمعية العمومية عامني متتاليني دون عذر تقبله الوزارة.
ج� .إذا ارتكبت اجلمعية من املخالفات ما ي�ستوجب هذا الإجراء ومل ير الوزير حلها.
بهذه املادة تعطى الوزارة نف�سها احلق يف حل جمل�س الإدارة وتعيني جلنة م�ؤقتة ،مع
عدم حتديد م�صدر اللجنة ،مما يعطي الوزارة احلق يف تعيني جلنة من خارج امل�ؤ�س�سة �أو
االحتاد النوعي .
فيما يخ�ص املادة ( ) 20ف�إن جهاز الإ�شراف الداخلي يفيد للمنظمات التي ال تعتمد يف
ت�شكيلها على الأع�ضاء ،بينما ينتفي �سبب وجوده للمنظمات العادية� .أما املادة ( ) 21فهي
تعطي للوزير احلق يف �إدماج �أكرث من منظمة تعمل لتحقيق غر�ض مماثل.
ونقول �إن الأ�صل يتحدد يف حق املنظمات التي تعمل لتحقيق غر�ض واحد �أن تقرر االندماج
�أو االحتاد لتن�سيق خدماتها وتقدميها ب�شكل �أف�ضل وغري ذلك من الأ�سباب التي ت�صب يف
41
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
خدمة املجتمع املدين .وعليها فقط �إخطار الوزارة بتعديل �أو�ضاعها القانونية ...كما ينبغي
تعديل املادة ( )21بحيث يكون من حق املنظمات التي تعمل لتحقيق غر�ض واحد �أن تقرر هي
االندماج لتن�سيق خدماتها عن طريق الإخطار فقط دون �أن يكون للوزير ال�سلطة يف منعها �أو
املوافقة عليها.
جهاز الإ�شراف الداخلي:
يلزم القانون منظمات املجتمع املدين ب�إ�ضافة جهاز جديد �إىل �أجهزتها التنظيمية �سمته
(جهاز الإ�شراف الداخلي) ح�سب ن�ص املادة ()23
(يجب �أن يكون لكل منظمة جهاز للإ�شراف الداخلي تكون مهنته الرقابة الدورية
على �أعمال املنظمة ورفع تقرير مف�صل يعر�ض على اجلمعية العمومية يف اجتماعاتها
ال�سنوية ،على �أن يو�ضح النظام الأ�سا�سي للمنظمة اخت�صا�ص �أع�ضائه وطريقة ومدة
تعيينهم و�أ�سباب انتهائها) .
�أحكام التمويل:
ت�سعى المنظمات ،قانونيا الكت�ساب ال�شخ�صية االعتبارية حتى تكون قادرة على �أداء معامالتها
القانونية ب�شكل م�ستقل �ضمن حدود القانون مثل فتح ح�ساب بنكي ،توقيع العقود الخ .ولكن القانون
هنا ،ي�شترط موافقة الوزارة الم�سبقة قبل القيام ب�أي ت�صرف مالي ،مثل الح�صول على تمويل او
فتح ح�ساب بنكي .فنجد ،ن�ص المادة ( )46ت�ضعف ال�صفة القانونية عن المنظمات لعمل اب�سط
المعامالت القانونية وهي فتح ح�ساب .وبالتالي ال نعرف مدى جدوى �شرط الت�سجيل القانوني
للمنظمات الكت�ساب ال�صفة االعتبارية .
�أما املادتان ( ) 48 – 47فهما حتددان م�س�ألة جمع التربعات ومتويل املنظمات مبوافقة
الوزارة.
حتظر على املنظمة �إمتالك العقارات واالنخراط يف الأن�شطة�أما املادة ( )17فهي ّ
اال�ستثمارية دون احل�صول على موافقة الوزارة امل�سبقة حتى التتحول اجلمعيات �إيل
الن�شاطات التجارية والربحية.
�صندوق تمويل العمل االجتماعي الأهلي:
قامت الوزارة ب�إن�شاء( �صندوق تمويل العمل االجتماعي الأهلي ) لتمويل الم�شاريع التنموية
وبناء القدرات وور�ش التدريب ،التي تقوم بها الجمعيات الأهلية والجمعيات الو�سيطة بقرار وزاري.
وبهذا ا�صبحت جميع منظمات المجتمع المدني تعتمد ماليا على الوزارة �إ�ضافة �إلي م�صادر تمويل
42
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
�أخرى .وا�ضحت الوزارة م�صدرا مهما لتمويل العديد من الجمعيات الأهلية ،حيث يتوجب على هذه
الجمعيات تقديم الم�شاريع المطلوب تمويلها �إلي الوزارة .
�أما �آلية هذا التمويل فتقوم على �أن تتقدم اجلمعيات الأهلية مب�شروع ح�سب منوذج معقد،
معد من قبل الوزارة ،ويف حالة املوافقة على امل�شروع ف�أن الوزارة ال ت�سمح ب�أي تغري �أو تعديل
يف امل�شروع الحقا �إال مبوافقتها� .أما اذا مت رف�ض امل�شروع فال يحق للجمعيات املراجعة كما
التوجد �آلية للتظلم ومن خالل اخلربة العملية فان العديد من امل�شاريع قد متت املوافقة عليها
ودعمها.
�أما بالن�سبة ملجل�س الأمناء ،فقد ت�شكل من م�سئولني حكوميني من الوزارات املعنية �إ�ضافة
للقطاع اخلا�ص الذي ت�شكل من ممثلي البنوك و�صناديق التمويل مع ا�ستثناء وجتاهل املجتمع
املدين.
التمويل الأجنبي:
ال يجيز القانون للمنظمات احل�صول على �أموال من �شخ�ص �أجنبي �أو جهة �أجنبية خارج
اململكة وال �أن تر�سل �شيئا مما ذكر �إىل �أ�شخا�ص �أو منظمات خارج اململكة �إال ب�إذن كتابي
من الوزارة وفق ن�ص املادة (.)48
�إن م�س�ألة جمع التربعات م�س�ألة هامة بالن�سبة لأي منظمة مدنية حيث تعتمد ب�شكل كبري على
متويل �أن�شطتها على هذه التربعات ،وب�شكل خا�ص امل�ساعدات اخلارجية بخا�صة بالن�سبة
للبحرين التي مازال فيها الأفراد وال�شركات اما غري واعني لأهمية التربع لهذه املنظمات
ودعمها واما التربع لبع�ضها دون الآخر لأ�سباب �سيا�سية ودينية مما يوقع اغلبها يف �ضائقة
مالية ال ميكن حلها �إال عن طريق جمع التربعات من خالل الأن�شطة اخلريية وحمالت جمع
التربعات واليان�صيب وغريه من الأن�شطة امل�شابهة .عالوة على االعتماد يف متويل الأن�شطة
الكبرية كعقد امل�ؤمترات وور�ش العمل التدريبية على الدعم املايل من املنظمات خارج
البحرين.
وعليه يت�ضح �أن القانون ،يعيق عملية جمع التربعات والتمويل بربطهما ب�شرط موافقة الوزارة
وكتابيا ،بطريقة بريوقراطية تعطل عملية التمويل وت�ؤثر على �سري �أن�شطة املنظمات ،ناهيك
عن �أن معايري رف�ض �أو موافقة الوزارة على نوع الن�شاط غري ُمبينة.
وتحتج الدولة بو�ضع قوانين تقيد التمويل بمحاربة تمويل منظمات ارهابية او محاربة االحتيال،
فنقول ب�أن الدولة ت�ستطيع ،تطبيق القوانين الخا�صة باالحتيال العام ح�سب قانون العقوبات في
43
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
المملكة على الأفراد والجمعيات في حال تبين وجود احتيال في عملية جمع التبرعات والتمويل
الأجنبي .
وعلية يجب تعديل ن�صو�ص القانون المقيدة للتمويل ،بحيث تتواءم مع ما ي�سهل عمل هذه
المنظمات.
الإغالق الإداري:
تعطي املادة ( ) 53من القانون ،الوزير املخت�ص احلق يف غلق �أي منظمة �إداريا ملدة التزيد
عن 60يوما دون �إعطاء مربرات ودون �إذن ق�ضائي م�سبق.
ان الن�ص يعطي الوزير الحق في �إغالق المنظمة دون قرار م�سبب .قد يكون للوزير �صالحية
�إغالق المنظمة في حالة قيامها بعمل خطير مخالف للقانون ،ويعر�ض الو�ضع العام للخطر� .إال
�أنه وحتى في هذه الحالة يف�ضل بدال من �إغالق المنظمة ال�سماح لها بت�صحيح و�ضعها خالل فترة
زمنية معقوله .ويجب �أن يوفر القانون �شروط الحماية للمنظمة في حالة توقيفها ،ب�أن ي�ضمن
اخطارها بالتق�صير و�إعطائها مهلة لت�صحيح الخط�أ ا�ضافة لحقها في التظلم �أمام الق�ضاء.
حل المنظمة:
تعطي املادة ( )53الوزير �سلطة رفع دعوى �أمام املحكمة االدارية مطالبا ب�إغالق املنظمة
م�سجلة قانونيا ملدة ال تزيد عن 60يوما ،ويف الوقت نف�سه يعطي احلق للمنظمة ذات ال�ش�أن
الطعن يف قرار احلل امل�ؤقت �أمام املحكمة االدارية املخت�صة خالل 15يوما من تاريخ علمها
بالقرار وعلى املحكمة الف�صل يف الطعن على وجه اال�ستعجال ودون م�صاريف.
وتعترب هذه املادة متقدمه عن القانون احلايل املعمول به والتي كانت تعطي الوزير احلق
يف �إغالق املنظمة دون الرجوع للق�ضاء� .إال �أنه من الأف�ضل �أن يلج�أ الطرفان �إيل الق�ضاء
للف�صل يف املو�ضوع عو�ضا عن قيام الوزير نف�سه بحل املنظمة.
العالقات الخارجية:
اما المادة 15فت�سمح للمنظمات باالن�ضمام �أو الم�شاركة مع المنظمات الأجنبية فقط �إذا
قامت ب�إخطار الوزارة ولم تتلق اعترا�ضا في غ�ضون 60يوما.
وحكم هذه المادة ال يتفق والعهد الدولي للحقوق المدنية وال�سيا�سية في المادة (« ) 2/19لكل
�إن�سان الحق في التعبير وي�شمل هذا الحق حريته في التما�س مختلف �ضروب المعلومات والأفكار
وتلقيها ونقلها �إلي �آخرين دونما اعتبار للحدود� ،سواء على �شكل مكتوب �أو مطبوع او في قالب فني
او ب�أي و�سيله �أخرى يختارها».
44
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
العقوبات الجنائية:
بموجب المادة 89تطبق على مخالفات �أحكام هذا القانون كافة القوانين واالنظمة المعمول
بها في مملكة البحرين ك ّل فيما يخ�صه بما في ذلك قانون العقوبات .وهذا ما اليتفق مع الهدف
الذي و�ضع من �أجله قانون الجمعيات الأهلية.
كما ين�ص القانون على عقوبات في حالة قيام منظمات المجتمع المدني بالإت�صال ب�أ�شخا�ص
من الخارج �أو دعوتهم لح�ضور الفعاليات والم�ؤتمرات �إال بموافقة الوزارة المعنية.
نقول في ظل العولمة واالنفتاح الثقافي ،وتحول المنظمات �إلى �شبكات عالمية ،يكون من
ال�صعب فهم موقف الوزارة با�شتراط موافقة الجهات المعنية �أوال (ولم تحدد هذه الجهات)
وتقديم الموافقة للوزارة لتوافق بدورها على ح�ضورهم .وبذلك يكون من �شبه الم�ستحيل ح�ضور
احد لطول العملية وتعقدها.
ان معظم املنظمات يف البحرين ترتبط بعالقات مع العديد من ال�شبكات واملنظمات الأهلية
واالجتماعية واحلقوقية والتي تفر�ض القيام بالعديد من الأن�شطة امل�شرتكة وتبادل الزيارات
واخلربات و�إقامة العديد من ور�ش التدريب وامل�ؤمترات.
التفتي�ش
تعطي المادة « »13الوزارة الحق في «القيام بزيارات تفقدية ميدانية ع�شوائية لمقرات
المنظمات» مرة كل � 3شهور ،مما يعتبر و�سيلة غير مالئمة وال �صحيحة .اذ ينتهك حق
المنظمات في العمل بحرية دون تدخل من الحكومة ،وعر�ضة لإ�ساءة اال�ستغالل من قبل
الوزارة.
الخال�صة:
�أن حرية ت�شكيل اجلمعيات والنقابات والأحزاب ال�سيا�سية ومنظمات حقوق الإن�سان ،مقيدة
وتبد�أ من القيود على الت�سجيل �إيل الرقابة على التمويل ،وتقييد عالقاتها والتدخل يف �شئونها
الداخلية �إيل حد تعني جمال�س �إداراتها �أو حلها الخ .
�إن تدخل الحكومة من خالل فر�ض قوانين ،تعيق دور وعمل المنظمات بال�شكل الذي يتفق مع
تعهدات البحرين والتزاماتها الدولية والتي ت�ضعا الآن في موقف محرج تجاه المجتمع الدولي ،فهي
رغم �سماحها بقيام نقابات عمالية �إال انها تمنع قيام �أي نقابة في القطاع العام وتحاكم �أع�ضاء
هذه النقابات ي�صل لحد الف�صل من العمل .
ان حكومة البحرين مطالبة بتعديل قانون منظمات المجتمع المدني ليتفق مع المعايير الدولية
45
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
لحقوق الإن�سان التي التزمت بها وكفالة كافة الحقوق التي ت�ستتبعها حرية الجمعيات والتي ترتبط
بها ارتباطا وثيقا ،كالحق بالأ�ضراب وبحرية التجمع.
مالحظات عامة :
�أوال :في بدية الن�ص تم الت�أكيد على �أن م�شروع تعديل قانون الجمعيات المعمول به حاليا
والذي لم يعر�ض على البرلمان ي�شكل خطوة متقدمة مقارنة بالت�شريع ال�سابق رقم ،1989/21
لكن بعد ذلك تم نقده ب�شكل جذري ،لهذا وجب تو�ضيح هذه الم�س�ألة لرفع �أي لب�س ،ك�أن يقال ب�أن
الم�شروع يت�ضمن بع�ض النقاط الإيجابية ،لكنه من جهة �أخرى ت�ضمن عددا من البنود التي من
�ش�أنها �أن تهدد ا�ستقاللية منظمات المجتمع المدني.
ثانيا :ا�ستند الن�ص فقط على البعد القانوني لنوعية الم�شاكل التي تواجهها منظمات المجتمع
المدني ،مع �إغفال الأبعاد الأخرى ال�سيا�سية والإعالمية والإدارية .يرجى الإ�شارة �إليها من خالل
بع�ض الأمثلة والمعطيات.
ثالثا :من بين االلتزامات الخا�صة بالحكومات «ت�شجيع الم�شاركة ال�شعبية في الحياة العامة
والمواطنية الإيجابية» ،وهو ما يقت�ضي ت�شجيع وت�سهيل عمل المنظمات الأهلية.
رابعا :لم يتعر�ض الن�ص للجانب المتعلق بالتزامات المجتمع المدني كما وردت في وثيقة
ال�شراكة ،فهل �أن المنظمات البحرينية قد �أنجزت تلك االلتزامات؟ وهو ما ي�ستوجب التوقف عند
ال�صعوبات الذاتية التي تواجهها هذه المنظمات ،وهل �ساهمت ب�شكل ملمو�س في الت�شجيع على
فتح باب الع�ضوية؟ وهل تقدمت بمبادرات لتعزيز التفاهم مع الحكومة؟ وهل لها تقاليد في �إ�صدار
التقارير المتعلقة بالإ�صالح؟ وهل لها م�ساهمات في ن�شر وتعزيز قيم الت�سامح؟ وما هي نوعية
العالقات القائمة بين مكوناتها ؟
خام�سا � :ضرورة تعزيز الن�ص بعدد من التو�صيات التي �ستطرح على الم�شاركين في الندوة
المحلية ،والتي �ستعتمد لتنظيم الحملة على ال�صعيد الوطني.
46
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
47
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
48
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
49
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
وقد يعتبر البع�ض �أن فورة ت�شكيل الجمعيات ال�سيا�سية والأهلية ظاهرة طبيعية بعد مرحلة
طويلة من الكبت والتحريم .كما �أن ذلك يتما�شى مع ما هو جار في العالم من حيث تنامي دور
منظمات المجتمع المدني.
هذا وقد مثلت قيادة الجمعيات الأهلية �إغراء للبع�ض من �أجل البروز في المجتمع وت�سليط
اال�ضواء والت�أهل للتر�شيح في االنتخابات النيابية ،كما �أن قيادة الجمعيات تتيح للبع�ض البروز
خارجيا بغ�ض النظر عن فاعليته ودوره الوطني.
�أما �أخطر ظاهرة ت�شهدها الجمعيات الأهلية فهو تعر�ض البع�ض منها لال�ستقطاب الطائفي
الذي �إخترق الحياة ال�سيا�سية والمجتمعية ،فبد ًال من �أن ت�سهم في تعزيز اللحمة الوطنية وتعزيز
المواطنة� ،أ�ضحت عام ًال ال�ضعاف الهوية الوطنية وتعزيز االنتماءات الفرعية.
من هنا ف�إنه يمكننا دون تعميم �أن نعر�ض لأهم ال�سلبيات التي رافقت ت�شكيل الجمعيات الأهلية
وطبعت عملها.
– 1التزاحم فيما بين الجمعيات الأهلية في التخ�ص�ص نف�سه ،فمث ًال هناك خم�س جمعيات
حقوقية تقوم بمهام متماثلة ،بينما الو�ضع الطبيعي �أن يكون هناك تخ�ص�ص فيما بين هذه
الجمعيات.
– 2هناك تزاحم ما بين جمعيات متماثلة في ذات الحيز الجغرافي .ن�سوق على ذلك مثل
الجمعيات الخيرية ،وال�سبب في ذلك يعود �إلى االنحيازات الطائفية لهذه الجمعيات.
� – 3إن غالبية الجمعيات ال�شبابية هي �إمتداد للجمعيات ال�سيا�سية ،وهي تقوم بن�شاطات
متماثلة وهي تتناف�س فيما بينها على الفئة العمرية نف�سها.
-4تقوم التحالفات االنتخابيه في العديد من الجمعيات االهليه على االعتبارات ال�سيا�سيه,فيما
تعتمد هذه في الجمعيات الخيريه على االعتبارات الطائفيه والقرابيه ,وذلك على ح�ساب الكفاءه
,مما يت�سبب في ا�ستبعاد كفاءات مطلوبه وتدني م�ستوى الهيئات االدارية.
و�إذا حاولنا تحليل الإ�شكاليات البنيوية للجمعيات الأهلية ف�سنجد ما يلي:
� – 1إن هناك نمط ًا من ال�سلوك يتمثل في اندفاع العديدين للت�سجيل في الجمعيات الجديدة،
بحيث �أن بع�ض الأ�شخا�ص م�سجلون في �أكثر من جمعية ،وبالتالي لن ي�ستطيعوا �أن يقدموا �شيئ ًا
لجمعيتهم ،علم ًا �أن الطابع التطوعي هو الغالب على هذه الجمعيات التي يفتقر معظمها لطاقم
�إداري محترف.
– 2نمط ال�سلوك العام هو �أن دور الجمعية العمومية يقت�صر على اجتماعات الجمعية
العمومية ال�سنوي �أو كل �سنتين حيث تنتخب الهيئة الإدارية وتقر فيه الخطط ويقر فيه التقرير
50
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
المالي والأدبي ،ثم تفو�ض كل ال�صالحيات للإدراة ،بدون �إ�سهام جدي في ن�شاطات الجمعية �أو
رقابة فعلية للإدارة .ويت�سبب ذلك في �أن الإدارة تختزل الجمعية وتتحكم في �سيا�ساتها ومواقفها،
ويالحظ �أن التجديد في ع�ضوية الهيئة الإدارية للعديد من الجمعيات الأهلية محدود وكذلك الأمر
في تجديد دمائها بحيث يالحظ قلة ال�شباب والن�ساء في الجمعيات الحقوقية مث ًال.
– 3تعاني معظم الجمعيات من غياب الطاقم الإداري المحترف خ�صو�ص ًا بالن�سبة للجمعيات
التخ�ص�صية مثل الحقوقية ،وذلك ناتج عن قلة الموارد والمفهوم ال�سائد في �أن المنظمات االهلية
هي منظمات تطوعية فقط .وهذا يعك�س نف�سه �سلب ًا على مدى حرفية هذه الجمعيات التخ�ص�صية،
و�ضعف �أدائها وعدم قدرتها على مواكبة متطلبات مجتمع ي�شهد حراك ًا وا�سع ًا ،وم�شاكل نوعية
عديدة ومتطلبات دور فاعل لمنظمات المجتمع المدني في عالم اليوم.
– 4تفتقر معظم الجمعيات االهلية ال�ستراتيجيات بعيدة المدى ،فغالب ًا ال تتعدى خططها �سنة
�أو �سنتين ،خ�صو�ص ًا و�أنها تفتقد �إلى الموارد المالية الم�ضمونة والطاقم االداري القادر على تنفيذ
البرامج بعيدة المدى.
– 5ت�شكل الموارد المالية واحدة من �أهم م�شاكل المنظمات الأهلية ولقد كانت رعاية وزارة
التنمية االجتماعية حتى عام 2007هو تقديم م�ساعدة �سنوية لكل جمعية بغ�ض النظر عن ن�شاطها
ثم تغيرت �سيا�سة الوزارة.
لقد جرى ت�أ�سي�س �صندوق للتنمية من م�ساهمات القطاع الخا�ص والحكومة ،حيث يمكن
للجمعيات الأهلية �أن تتقدم بم�شاريع �إلى هذا ال�صندوق ليجري تقييمها من قبل هيئة م�ستقلة هي
جامعة البحرين حالي ًا.
وهناك �شكاوى من العديد من الجمعيات �أنها ال تح�صل على التمويل الكافي المطلوب �أو �أنه ال
تجري الموافقة على م�شاريعها دون �أ�سباب وجيهة.
كما تعتمد بع�ض الجمعيات على تمويل ال�صناديق الأجنبية وخ�صو�ص ًا الأميركية مثل ميبي
( )MEpiوالوقف الوطني للديمقراطية (� )NEDأو الم�ؤ�س�سة الوطنية الديمقراطية ()NDI
وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ( ،)UNDPلكن هذا الدعم �إنتقائي وال ي�صل بال�ضرورة للأكثر
حاجة �أو فعالية.
و�أحد �أ�سباب هذه الأزمة هو عزوف القطاع الخا�ص و�أرباب الأعمال والتجار عن تمويل
المنظمات الأهلية �إال ما ندر ،وتوجههم لتمويل الم�شاريع الخدمية والخيرية والدينية (مراكز
�صحية ،م�ساجد ،م�أتم ،دور �أيتام).
رغم كل ما ذكرناه ف�إن وجود منظمات مجتمع �ضرورة لحياة �سيا�سية ومجتمعية �صحية،
51
الورقة البحرينية حول
حق التجمع والتنظيم
و�ضرورة لتطور المجتمع و�إزدهاره وتكاتفه ،وهي تثري حياة المجتمع وتعتبر مدار�س لتدريب
المواطنين على �إدارة �ش�ؤونهم ب�أنف�سهم وا�ستثمار طاقاتهم ومواردهم بدل �أن يكونوا عالة على
الدولة التي تميل للتغول وال�سيطرة والتحكم في المواطنين .وما هو مطلوب �إ�صالح قطاع منظمات
المجتمع المدني ولي�س الت�ضييق عليها �أو الت�ستر عليها.
ال�شراكة المطلوبة بين الأطراف الثالثة:
�أ�ضحى م�سلم ًا به الحاجة �إلى �شراكة حقيقية ما بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع
الخا�ص ،وي�ضيف البع�ض �إليهم الإعالم بمعناه الوا�سع.
�إن �سيا�سة الحكومة المعلنة هي ال�شراكة مع منظمات المجتمع والقطاع الخا�ص ك ّل ح�سب
تخ�ص�صه ،ولكن ال�شراكة الفعلية بين الأطراف الثالثة لي�ست متحققه حتى الآن ،والمطلوب تبني
الدولة �أو ًال خيار �إ�ستراتيجية ال�شراكة ،ثم عقد لقاء وطني يجمع الأطراف الثالثة ل�صياغة هذه
الإ�ستراتيجية ،وت�شكيل مجل�س وطني للإ�شراف على تنفيذ هذه الإ�ستراتيجية ممث ًال للأطراف
الثالثة باختيارها.
�إن هيئة �صندوق التنمية مث ًال ال ت�ضم ممثلين عن منظمات المجتمع المدني .وحيثما يكون هناك
تمثيل ثالثي كما في ال�ضمان االجتماعي �أو هيئة �سوق العمل ،ف�إن الطرف الأهلي هو الأ�ضعف.
�أن تنفيذ الإ�ستراتيجية الوطنية للتنمية ال�شاملة ،والوفاء بالإلتزامات الدولية مثل �أهداف
الألفية الثمانية �أو الإلتزامات بموجب المراجعة الدورية ال�شاملة لحقوق الإن�سان ،ال يمكن �أن
تتحقق �إال ب�شراكة فعلية بين الأطراف الثالثة.
52
الورقة الجزائر ّية حول
حق التجمع والتنظيم
الجمعيات والنقابات والأحزاب
حظي مو�ضوع حرية التنظيم والتجمع ب�أهمية خا�صة في الد�ستور الجزائري ل�سنة 1989
والمعدل �سنة � ،1996إذ تن�ص ديباجة هذا الأخير على:
«�أن الد�ستور فوق الجميع ،وهو القانون الأ�سا�سي الذي ي�ضمن الحقوق والحريات الفردية
والجماعية» ،بل وتن�ص مادته الثالثة والثالثون ( )33على حق «الدفاع الفردي �أو عن طريق
الجماعة عن الحقوق الأ�سا�سية للإن�سان وعن الحريات الفردية والجماعية» على خالف طبيعتها،
بالإ�ضافة �إلى المادة الحادية والأربعون( )41والتي تن�ص �صراحة على« :حريات التعبير ،ان�شاء
الجمعيات ،واالجتماع م�ضمونة للمواطن».
انطالقا من هذه المبادئ �صيغت �سنة 1990جملة من القوانين المنظمة لأ�شكال التنظيم
الجمعوي ،الحزبي والنقابي.
55
الورقة اجلزائرية حول
حق التجمع والتنظيم
56
الورقة اجلزائرية حول
حق التجمع والتنظيم
ال�سيا�سي والإيديولوجي المختار مركزيا الذي اختارته قوى �سيا�سية حاولت فر�ض هيمنتها على
المجتمع في مواجهة قوى �سيا�سية واجتماعية منازعة ومنها كانت توجهات القوى المهيمنة تر�سم
�سيا�ستها وفق �إ�ستراتجية تقوم على م�ستويات ثالثة هي:
-الت�شديد على الوحدة الأيديولوجية.
-ت�أطير ال�صراعات والنزاعات االجتماعية من خالل �أ�شكال التنظيم المراقبة مركزيا.
-تجزئة المطالب االجتماعية وت�أطيرها بوا�سطة �أ�شكال التنظيم المراقبة مركزيا ،وهذا
الجتناب �أي �شكل من �أ�شكال التنظيم االجتماعي الم�ستقل الذي يمكن �أن يوظف من طرف الفئات
االجتماعية ،ال�سيا�سية والثقافية الجانحة والمعار�ضة لنهج ال�سلطة القائدة للمجتمع.
هذه الم�ستويات الثالثة ما هي في حقيقة الأمر �إال �آليات للتحكم والمراقبة اعتمدها الت�شريع
الخا�ص بالتنظيمات الجمعوية ابتداء من �سنة 1971وهي المرحلة التي ات�سمت بتخلي ال�سلطة
العمومية و�إدارتها عن مبد�أ الإرادة الح ّرة في عملية الت�أ�سي�س والتي تّم ا�ستخالفها بمجموعة من
ال�شروط تمكنّ الإدارة من التحكم في عملية الت�أ�سي�س ب�شكل يجعل �أي تنظيم جمعوي جديد يخدم
�ضرورة التوجه الإيديولوجي لل�سلطة و�سيا�ستها القائمة على ت�سيير نظام الحزب الواحد.
من �أجل هذا ّتم �إدراج مبد�أ االعتماد المزدوج الذي ال يكتفي بترخي�ص ال�سلطة العمومية
المبا�شرة والم�شرفة على المحيط الجغرافي المحدد �إداريا لن�شاط هذه الجمعية �أو تلك وهي
الوالية بالن�سبة للجمعيات المحلية؛ ووزارة الداخلية بالن�سبة للجمعيات الوطنية ،بل �أوجب الموافقة
على طلبات الت�أ�سي�س الت�صديق الم�سبق من طرف الهيئات �أو الوزارات الو�صية على ن�شاط هذه
الجمعية �أو تلك� ،أ�ضف �إلى ذلك ،ف�إن الأمر 79/71يعطي الإدارة العمومية �صالحيات عديدة في
مراقبة �سير عمل الجمعيات و�سن العقوبات الردعية والتي ت�صل �إلى حد حل الجمعية �إداريا وخارج
الإطار الق�ضائي المخول والمخت�ص بذلك قانونا.
فالمادة الثالثة من هذا الأمر((( ،ت�شترط في الم�ؤ�س�س للجمعيات وكذا المنخرط ع ّدة �شروط
منها على وجه التحديد :ال�صفاء من حيث الفكر وال�سلوك تجاه الثورتين «التحريرية واال�شتراكية»
وهذا ب�صريح ن�ص المادة ال�سالفة الذكر والتي تقول حرفيا:
� -أن ال تكون للم�ؤ�س�س �سلوكيات معادية لحرب وثورة التحرير الوطني.
� -أن ال تكون له ن�شاطات م�ضادة ومعادية لم�صالح الثورة اال�شتراكية.
�أما المادة ال�سابعة من هذا الأمر ،فهي �صريحة القول ومحددة لطبيعة الإجراءات الردعية
�إذ تن�ص �صراحة على اعتبار« :كل جمعية باطلة وملغاة� ،إذا �ألحقت ال�ضرر باالختيارات ال�سيا�سية
واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية للبالد �أو �إلحاق ال�ضرر بحرمة التراب الوطني».
يقابل هذا الموقف ال�صريح من حيث مبررات التعطيل ،غمو�ض من حيث الأ�سباب ،هذا
� -3إ�شارة �إلى الأمرية ال�صادرة برقم 79/71ونقال عن القانون الخا�ص بالجمعيات ال�صادر في .1971
57
الورقة اجلزائرية حول
حق التجمع والتنظيم
الغمو�ض يعطي للإدارة بال�ضرورة �سلطة تقديرية وا�سعة في قبول �أو رف�ض تقديم االعتماد وكذا
حل الجمعيات الجانحة لأب�سط الأ�سباب ،لأن هذه خا�ضعة ل�سلطة الإدارة في تقدير �أ�سباب الحل
وهذا الحال ال يزال قائم ًا حتى الآن.
مع بداية الثمانينيات ظهرت م�ؤ�شرات تغيير العالقة بين ال�سلطة والمجتمع وذلك من خالل
المحاوالت الأولى لتغير نموذج العالقات االجتماعية االقت�صادية مع المجتمع وفر�ض �أ�سلوب
وفل�سفة جديدة للعي�ش والتي تج�سدت الحقا في �شعار «من �أجل حياة �أف�ضل» ،م ّيزت خطاب هذه
الفل�سفة من حيث النظر والهدف ،دخول بع�ض المفاهيم والم�صطلحات التي كانت م�ستبعدة من
التداول في الخطاب ال�سيا�سي ل�سلطة الحزب الواحد ولي�ست دولة الحزب الواحد ،من �أهم هذه
المفاهيم مفهوم «المجتمع المدني» الذي �أ�صبح ّ
ينظر له �سيا�سيا وجعل مك ّوناته �أ�سا�س الحلول
المفتر�ضة بدون الأخذ بعين االعتبار خلفيته التاريخية و�أ�صوله الفل�سفية وذلك بمعزل عن محيطه
االجتماعي ،الثقافي بخا�صة المختلف مع واقع المجتمع الجزائري الثقافي ،فكان هذا المفهوم
محل غر�س ق�سرا ال توافقا مع الوعي العام للمجتمع الجزائري.
هذا التحول في الموقف من المك ّونات التنظيمية الم�ستقلة وفل�سفة فعلها االجتماعي ،ترجم
كذلك نظريا في اعتماد جملة من المفاهيم المتعار�ضة مع «التوجه اال�شتراكي» وتج�سد عمليا
هذا الم�سعى الحقا في ما يخ�ص �أ�شكال التنظيم الم�ؤطرة للمجتمع بالم�صادقة على القانون رقم
15/85ل�سنة 1987المتعلق بالجمعيات غير ال�سيا�سية؛ ميزة هذا القانون على الم�ستوى التطبيقي
�إلغاء االعتماد الم�سبق والرجوع �إلى الت�صريح الإداري الذي كان معموال به قبل �سنة 1971من
حيث الفترة والأمر رقم 79/71من الجانب الت�شريعي والذي �صدر في ال�سنة نف�سها.
يظهر هنا ،وك�أن الأمر اتخذ وعيا لتهيئة القطاع الجمعوي م�ستقبال لمواجهة التكفل بالق�ضايا
التي �ستنتج عن �سيا�سة تخلي الدولة عن الكثير من مهامها ووظائفها وبالتالي تغيير طبيعة عالقتها
التي كانت قائمة مع الأفراد والمجتمع والتي كانت تقوم على الكفالة والرعاية من جانب الأولى
وطاعة ال�سلطة القائدة لها من جانب مكونات الثاني ،لكن وبالرغم من العودة �إلى الروح اللبرالية
في م�س�ألة ت�أ�سي�س وت�سيير الجمعيات التي جاء بها قانون �سنة ،1987ف�إن المر�سوم التطبيقي
ال�صادر بتاريخ � 02شباط/فبراير � 1988سحب هذه الروح ب�إبقائه على �صالحيات الإدارة في عملية
مراقبة ت�أ�سي�س الجمعيات؛ لذا ف�إن االنفتاح القانوني على �أ�شكال التنظيمات الجمعوية في هذه
الفترة بالذات ،بقى ناق�صا وال يتما�شى ومجمل التحوالت التي حدثت على الم�ستوى االقت�صادي
واالجتماعي التي نفذت في حينها.
ا�ستمرت هذه الو�ضعية القانونية على حالها �إلى غاية �صدور القانون رقم 31/90الم�ؤرخ في
كانون االول /دي�سمبر((( 1990كتتويج لالنفتاح ال�سيا�سي المفرو�ض من �أعلى والقائم على التعددية،
.Loi relative aux associations. N° 90/31, de 1990 - 4
58
الورقة اجلزائرية حول
حق التجمع والتنظيم
التي تج�سدت ت�شريعا في د�ستور 1989وقانون الجمعيات ذات الطابع ال�سيا�سي لذات ال�سنة ،ثم
قانون الجمعيات ل�سنة ،1990هنا يمكن اعتبار من الناحية الت�شريعية ال على م�ستوى الممار�سة،
�أن هذا القانون يعتبر بمثابة القانون المنظم لهذا القطاع حاليا ومن ميزاته اعتماد مبد�أ تجمع
خم�سة ع�شر ع�ضوا ( )15ب�صفة �إرادية �سببا قانونيا كافيا لت�أ�سي�س جمعية ح�سب ما �أقرته المادة
الثانية (� ،)02إلى جانب هذه الميزة هناك ميزات �أخرى ومنها على وجه التحديد :التخفي�ض من
الإجراءات االحتياطية المانعة ،والتقليل من تدخل الإدارة في �صيرورة الن�ش�أة وت�أ�سي�س الجمعيات
بجعل الت�صريح الم�سبق كاف الكت�ساب الجمعية لوجودها القانوني و�شخ�صيتها المعنوية؛ وذلك
بمجرد ن�شر ذلك في جريدتين وطنيتين ,هذا بالرغم من الإجراءات غير المقننة تقنينا محكما
والتي تعطي للإدارة �إمكانية �إق�صاء �أو تجميد �أية جمعية كما تن�ص عليه المادة الخام�سة من
قانون � ،31/90إذ ح�سب روح هذه المادة تعتبر كل جمعية ملغاة �إذا كانت �أهدافها تخالف النظام
الت�أ�سي�سي �أو الآداب العامة ,القوانين والتنظيمات المعمول بها وهو ما طبق فعال �سنة 1993على
ج ّل الجمعيات الإ�سالمية التي اعتبرت جانحة �أو مناه�ضة للإرادة ال�سيا�سية التي خلقتها ظروف
توقيف الم�سار االنتخابي ل�شهر كانون الثاني/يناير �سنة � 1992إلى جانب هذا ،هناك ال�شروط التي
تن�ص عليها المادة 04من القانون ال�سالف الذكر والخا�صة بالأع�ضاء الم�ؤ�س�سين وغير المحددة
بدقة ،من �أ�شكال عدم الدقة هذه الق�ضايا المتعلقة بـ:
� -إ�شكالية التمتع بالجن�سية الجزائرية.
-التمتع بالحقوق المدنية وال�سيا�سية بدون تحديد الأ�سباب التي �أدت �إلى نزعها.
-ال�سلوك المخالف لثورة التحرير الوطني بدون تحديد لطبيعته التنظيمية وامتداداته العائلية
والزمنية.
�إلى جانب هذه الم�آخذ ،هناك بع�ض المزايا واالمتيازات الأخرى التي يخولها هذا القانون
للجمعيات والمحددة �أ�سا�سا في المواد من � 26إلى 30والتي تتيح وتم ّكن التنظيمات الجمعوية
وبخا�صة ذات التوجه الإ�سالمي على اختالف فئاتها بالبحث عن م�صادر للتمويل العيني والمالي،
خارج الإطار الحكومي زيادة على ا�شتراكات الأع�ضاء وذلك لتفعيل ن�شاطاتها وبرامجها ،لكن
ميوعة وعدم دقة بع�ض المواد القانونية �أعطت لل�سلطات العمومية �إمكانية جعل الم�ساعدات العينية
والمالية التي تتلقاها الجمعيات مهما كان م�صدرها عائقا فعليا �أمام الجمعيات وو�سيلة من و�سائل
عرقلة �أو حل الجمعيات ذات التوجهات التي تعتبر جانحة في نظر ال�سلطة لمجرد اال�سم ال�صريح
وهو ما حدث بالفعل مع الكثير من �أ�شكال التنظيمات الجمعوية مع االختالف في المبررات ،بل
هناك �سيا�سة قائمة تخرج عن الإطار القواعد التي يحددها القانون رقم 31/90الم�ؤرخ في كانون
االول /دي�سمبر 1990في حالة طلب الت�أ�سي�س �أو التجديد المعطلين بيروقراطيا منذ مدة.
59
الورقة اجلزائرية حول
حق التجمع والتنظيم
60
الورقة اجلزائرية حول
حق التجمع والتنظيم
�أن حق �إن�شاء الأحزاب ال�سيا�سية معترف به و�أكد هذا د�ستور 1996المعدل الذي جعل مادته42
تن�ص على «�أن حق �إن�شاء الأحزاب ال�سيا�سية معترف به وم�ضمون وال يمكن التذرع بهذا الحق
ل�ضرب الحريات الأ�سا�سية والقيم والمكونات الأ�سا�سية للهوية الوطنية والوحدة الوطنية ،و�أمن
التراب الوطني و�سالمته وا�ستقالل البالد و�سيادة ال�شعب ،وكذا الطابع الديمقراطي والجمهوري
للدولة»(((.
وفي ظل �أحكام الد�ستور نف�سه ال يجوز ت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية على �أ�سا�س ديني �أو لغوي �أو
عرقي �أو جن�سي �أو مهني �أو جهوي(((.
يحظر الد�ستور نف�سه على الأحزاب ال�سيا�سية التبعية في �أي �شكل من �أ�شكال التبعية لم�صالح
�أو الجهات الأجنبية ،كما يركز د�ستور 1996على عدم جواز �أن يلج�أ �أي حزب �سيا�سي �إلى ا�ستعمال
العنف �أو الإكراه مهما كانت طبيعته �أو �شكله ،وبهذا ف�إن د�ستور 1996المعدل �أكد ما جاء في د�ستور
�سنة ،1989ف�أر�سى مبد�أ �شرعية وحرية �إن�شاء الأحزاب ال�سيا�سية وفي الوقت نف�سه قد �أ�ضاف
�شروط ًا وقيود ًا �أخرى تفر�ض على �إن�شاء الأحزاب ال�سيا�سية((( ون�شاطها.
61
الورقة اجلزائرية حول
حق التجمع والتنظيم
الحقوق النقابيـة
�سمح د�ستور 1989بتعدد وحرية التنظيم النقابي وي�ضمه قانون النقابات ال�صادر �سنة 1990
و�أكد هذا الحق د�ستور 1996المعدل �إذ تن�ص مادته 56على �أن « الحق النقابي معترف به وم�ضمون
للجميع» ،والمادة 57منه تن�ص على «الحق في الإ�ضراب معترف به» لكن يجب �أن «يمار�س في
�إطار القانون ،يمكن �أن يمنع القانون ممار�سة هذا الحق� ،أو يجعل لممار�سته حدودا في ميادين
الدفاع الوطني والأمن �أو في جميع الخدمات �أو الأعمال العمومية ذات المنفعة العامة للجميع».
مهما يكن تنق�سم التنظيمات النقابة �إلى النقابات الم�ستقلة الجزائرية ويبلغ عددها �أزيد من
100تنظيم جلها غير معترف به قانونا بالرغم من تواجده من حيث الممار�سة الميدانية والفعلية
على م�ستوى كل القطاعات العمومية وتبقى الهيمنة للإتحاد العام للعمال الجزائريين الذي ت�سيره
قيادة �شديدة االرتباط بفترة نظام الحزب الواحد.
والخال�صة الأهم ،الجزائر تعرف حاليا من حيث حرية التنظيم والتجمع فترة يمكن �أن
نطلق عليها نظام الأحادية في �إطار من التعددية ال�شكلية .والخال�صة بالرغم من �صريح مواد
د�ستور 1989ود�ستور 1996المعدل التي تكفل حرية التنظيم والتجمع ،هذه المواد عززت بجملة
من القوانين التي �صدرت �سنة ، 1990النظام في الجزائر اكت�سب فن الرجوع �إلى الممار�سة
الأحادية في �إطار من التعددية ال�شكلية �إن كان على م�ستوى تنظيمات المجتمع المدني ،الحزبي
والنقابي ،بل هذه التعددية ال�شكلية في ظل كثافة الممار�سات البيروقراطية المعطلة وم�شاريع
تعديل القوانين الخا�صة بالممار�سة الحزبية ،الجمعوية والنقابية.
في ظروف مواتية لمثل هذه التحركات.
62
الورقة ال�سور ّية حول
حق التجمع والتنظيم
الأحزاب
مجموعة من الباحثين
الجمعيات
�أ� .سو�سن زكزك
الورقة ال�سورية حول
حق التجمع والتنظيم
65
الورقة ال�سورية حول
حق التجمع والتنظيم
مع مجيء الرئي�س ب�شار الأ�سد �إلى ال�سلطة �أو بعيد ذلك بقليل� ..صار الحديث يدور عن �ضرورة
�إيجاد قانون ع�صري للأحزاب ،ينظم الحياة ال�سيا�سية ،ويحتكم ل�صناديق االقتراع ،وي�سمح
بتداول ال�سلطة �سلمي ًا ،ويعتقد ب�أنّ الحزب ال�شيوعي ال�سوري جناح يو�سف الفي�صل� ،أو ما بات
يعرف بجناح «النور» هو �صاحب هذه الطرح ر�سمي ًا في �إطار القيادة المركزية للجبهة الوطنية.
هناك من بين �أحزاب الجبهة من يعار�ض هذا الطرح تحت زعم �أنّ قوى معينة يمكن �أن تقفز
�إلى ال�سلطة كما حدث في الجزائر �أو في فل�سطين المحتلة ،ويتخوفون على الموقف الوطني ال�سوري
الذي هو في المح�صلة موقف قومي عربي ممانع للهيمنة الخارجية على المنطقة ،وخ�صو�ص ًا
الأمريكية الداعمة لإ�سرائيل على طول الخط� ..إ�ضافة �إلى ت�أييد �سورية للمقاومة في ن�ضالها من
�أجل حقوق بالدها الوطنية ودعم �أ�شكال ن�ضالها المختلفة� ،سواء في لبنان �أم في فل�سطين ..وقبل
تم�سك نظام الحكم في �سورية بحقوق بالده الم�شروعة وفي مقدمتها ا�ستعادة �أرا�ضي هذا وذاك ّ
الجوالن التي احتلها الإ�سرائيليون عام .1967
هناك بالطبع من ي�ستمع �إلى هذا التبرير ويدعمه ،وخ�صو�ص ًا �أنّ من يطالب بالديمقراطية
ويدعو �إلى ن�شرها بقوة ال�سالح هم الأمريكان ،وقد �أعطوا نموذج ًا �سيئ ًا لتطبيقها في العراق� ..إذ
�أعيد المجتمع العراقي ،في تخلفه� ،إلى ما قبل �ستة �أو �سبعة عقود خلت .حيث اال�صطفاف ال�شعبي
اليوم على �أ�سا�س الدين �أو المذهب �أو الطائفة �أو القبيلة �أو االنتماء القومي�..إلخ
ولع ّل ما �أ�سفرت عنه �أحداث الحرب على العراق قد �ساهم على نحو �أو
�آخر في ت�أجيل فكرة مناق�شة قانون الأحزاب بعد �أن كانت عدة م�شروعات عن قانون للأحزاب
قد طرحت ت�سريب ًا عبر �شبكات النت ومنها �أو من �أهمها م�شروع القانون الذي �صدر عن لجنة حزب
البعث العربي اال�شتراكي في مجل�س ال�شعب ..و�أوردته ن�شرة «كلنا �شركاء في الوطن» الإليكترونية
في العا�شر من �شباط عام 2006تحت عنوان :م�شروع قانون للأحزاب في �سورية .وبغ�ض النظر
عما �آل �إليه الم�شروع الذي لم ي�أخذ طريقه �إلى مجل�س ال�شعب� ..إال �أنّ ما جاء في مقدمته التي
تبحث في �أ�سبابه ودواعيه يقر بالتطورات المو�ضوعية التي تتطلب التغيير والم�شار �إليها �آنف ًا:
«فقد توفرت الظروف المو�ضوعية والذاتية للتوجه بخطاب �سيا�سي واقت�صادي وحزبي جديد
يعمق النهج ويدفع بعجلة الإ�صالح االقت�صادي وال�سيا�سي في البالد قدم ًا �إلى الأمام ..الأمر الذي
ي�ستوجب �إ�صدار قانون ناظم لعمل ون�شاط الأحزاب ال�سيا�سية القائمة والتي �ستقوم في البالد»..
وت�شير الوثيقة في مكان �آخر �إلى �أن هذا الم�شروع قد ي�سهم ،في حال تح ّوله �إلى قانون:
«في توفير المناخ المنا�سب لتعزيز الحياة ال�سيا�سية والديمقراطية في حياة البالد ».كما ت�شير
الوثيقة �إلى:
66
الورقة ال�سورية حول
حق التجمع والتنظيم
�أهمية «االنفتاح على المجتمع الدولي من خالل القطيعة مع دائرة الأنظمة ذات الطابع ال�شمولي
�إلى دائرة الأنظمة ذات الطابع الديمقراطي».
�إنّ قراءة متمعنة في بنود تلك الوثيقة ت�شير �إلى الت�أكيد على مبادئ ثورة الثامن من �آذار التي
�أتت بحزب البعث �إلى ال�سلطة ..وت�شير كذلك:
�إلى �ضرورة «درا�سة المادة الثامنة من الد�ستور درا�سة معمقة»(المادة الثامنة في الد�ستور
ال�سوري هي التي تعطي الحق لحزب البعث بقيادة الدولة والمجتمع والجبهة الوطنية التقدمية).
�إنّ الإ�شارة �إلى المادة الثامنة على هذا النحو ،ي�شي ب�أنّ م�شروع القانون فيما �إذا �أنجز �سيحافظ
في جوهره على ما هو قائم ..وخ�صو�ص ًا �أ ّنه لم ي�أت على ذكر �أي �شيء عن تداول ال�سلطة.
ي�شير الم�شروع ،من جهة �أخرى ،و�إن على نحو عمومي� ،إلى منع ت�شكيل �أحزاب على �أ�سا�س
ديني �أو قومي �أو طائفي .وربما ت�شددت الوثيقة لجهة الأعداد الكبيرة لمن يريدون ت�شكيل �أحزاب
جديدة� ..إذ حددت عدد �أع�ضاء الم�ؤتمر الأول للحزب الم�شكل حديث ًا بقولها:
« ال ي�صح انعقاد الم�ؤتمر الت�أ�سي�سي �إال �إذا كان يم ّثل ثلث محافظات القطر ّ
و�ضم خم�سمئة
ع�ضو ينتخبهم خم�سة �آالف ع�ضو منت�سب �إلى الحزب.»..
�إنّ تلبية بع�ض مطالب �أحزاب الجبهة ،وتقديم مطالب �أخرى ،بع�ضها يت�ضمن مبد�أ الم�شاركة
الفعلية ،وال�سعي لتحقيقها ،ربما �أبقى ك ّل �شيء على حاله ،وخ�صو�ص ًا بعد دخول الحزب ال�سوري
القومي االجتماعي ،منذ عدة �سنوات �إلى الجبهة ،ونال ما تناله �أحزابها في ال�سلطتين الت�شريعية
والتنفيذية ،و�أنّ حظر ًا مفرو�ض ًا على جماعة الإخوان الم�سلمين منذ الأحداث الإرهابية �سيئة
الذكر !..وال يوجد على ال�ساحة �أحزاب لها وزن �أو ت�أثير �سوى بع�ض الأحزاب التي تمثل بع�ض
الأقليات القومية كالأحزاب الكردية التي ال يمكن ال�سماح بت�شكيلها.
ويبقى القانون �ضروري ًا على �أكثر من �صعيد ومن ذلك على �سبيل المثال :حل م�شكلة ال�شخ�صية
االعتبارية للأحزاب �إذ غيابها يع ّر�ض حياتها الداخلية �إلى �إ�شكاالت كثيرة ومنها� :إ�شكالية مواجهة
�أ�شكال تنظيم �ش�ؤونها المالية وممتلكاتها.
�أ�ضف �إلى ذلك �أنّ ثمة �أحزاب �أو تجمعات ت�سير في االتجاه العام لل�سيا�سة ال�سورية ،وهي في
معظمها منق�سمة عن �أحزاب موجودة في الجبهة ،تنتظر �صدور القانون لتعلن عن نف�سها.
وبعد ال �أحد يعرف كيف �ستنعك�س التطورات االقت�صادية االنفتاحية التي �أخذت م�ؤخر ًا ت�شجع
اال�ستثمار العربي والأجنبي .وتمد م�ساحة الخا�ص على ح�ساب العام ..وكذلك مدى ت�أثير التحالفات
الدولية الجديدة على ال�سيا�سة ال�سورية(تطور العالقات التركية ال�سورية).
67
الورقة ال�سورية حول
حق التجمع والتنظيم
68
الورقة ال�سورية حول
حق التجمع والتنظيم
ويت�ضمن الباب الثاني من الق�سم الأول الخا�ص بالجمعيات في القانون الن�ص على الجمعيات
ذات النفع العام ،حيث يمكن للجهة الإدارية �إن�شاء اتحادات في �أي منطقة تقوم بالتن�سيق بين
الجمعيات ذات النفع العام التي لها �أغرا�ض متماثلة.
�أما الق�سم الثاني من القانون فقد حدد الأحكام المتعلقة بالم�ؤ�س�سات الخا�صة ،وتعرف فيه
الم�ؤ�س�سة الخا�صة ب�أنها التي تن�ش�أ بتخ�صي�ص مال مدة معينة لعمل ذي �صفة �إن�سانية �أو دينية
�أو علمية �أو فنية �أو ريا�ضية �أو لأي عمل من �أعمال البر والرعاية االجتماعية �أو النفع العام دون
ق�صد الربح .ويتم �إن�شائها ب�سند ر�سمي �أو بو�صية ،ويعتبر ال�سند �أو الو�صية هو د�ستور الم�ؤ�س�سة
وي�سري عليها ما ي�سري من رقابة حكومية على جميع الجمعيات والم�ؤ�س�سات الخا�صة وفقا لقانون
الجمعيات.
ويتعلق الق�سم الثالث من القانون بالعقوبات ،وعلى �سبيل المثال يعاقب بالحب�س مدة ال تزيد
عن �ستة ا�شهر وبغرامة مالية ال تزيد عن �ألف ليرة �سورية �أو ب�إحدى هاتين العقوبتين على «تقديم
بيانات كاذبة ،مبا�شرة الن�شاط قبل �شهر الجمعية ،تجاوز الغر�ض الذي �أن�شئت من �أجله الجمعية
،..موا�صلة الن�شاط في جمعية منحلة».
و�إلى جانب القانون تنظم الالئحة التنفيذية الخا�صة به ،وال�صادرة بالقرار الجمهوري رقم
1330لعام � 1958آلية �شهر الجمعيات ،فتن�ص المادة 27على �أنه يجوز للوزارة رف�ض �إعطاء الإذن
ب�إن�شاء جمعية ما �إذا تبين لها �أنها ت�سعى �إلى تحقيق �أغرا�ض ال تدخل في نطاق �أوجه الن�شاط
الأكثر حاجة �إلى الرعاية بالن�سبة لمنطقة عملها .وعهدت الالئحة ذاتها للوزارة بو�ضع نموذج
النظام الداخلي ،ولكن الوزارة لم ت�صدر قرارها بذلك الإ بعد مرور اثني ع�شر عاما على ذلك،
بموجب القرار الوزاري رقم 119الذي و�ضع نموذجا �إلزاميا ،على كافة الجمعيات ال�سورية التقيد
بم�ضمونه وم�ؤلف من 52مادة موزعة في �سبعة ف�صول.
كما �أن هناك العديد من القرارات الوزارية الناظمة لعمل الجمعيات ،ومن بينها القرار
الوزاري رقم 1347لعام 1971والمت�ضمن نظام جمع التبرعات والذي �أخ�ضع جمع التبرعات �إلى
وجوب الح�صول على ترخي�ص م�سبق من وزارة ال�ش�ؤون االجتماعية والعمل �أو مكاتبها المخت�صة
في المحافظات ،وا�شترط �أن يقدم طلب الترخي�ص قبل �أ�سبوع من البدء بالجمع .كما �أن الح�صول
على الإعانات النقدية والعينية عملية تكتنفها عقبات مالية و�إدارية تكمن في �سوء تطبيق القوانين
التي تعفي الجمعيات من ال�ضرائب والر�سوم المالية والجمركية .فمثال عندما ت�أتي �إعانة كرا�سي
للمعاقين �أو حليب للأطفال �أو �أدوية �أو تجهيزات للجمعيات ف�إن �إدارة الجمارك ال تعفي مبا�شرة
�إنما تحول الأوراق �إلى وزارة المالية وتقوم هذه الأخيرة بدورها بتحويل الأوراق �إلى رئا�سة الوزارة
69
الورقة ال�سورية حول
حق التجمع والتنظيم
وبعدها ي�صدر القرار بالإعفاء .غالبا ما تعاني الجمعيات من هذا المو�ضوع وتف�ضل �أن يكون
المرجع جهة �إدارية واحدة(((.
و�إ�ضافة �إلى كل ما �سبق هناك بع�ض التعليمات المختلفة ،ومنها التعليمات ذات الرقم ( /9د/
)62والتاريخ , 1974 /8 /8والتي تطلب �إلى المكاتب التنفيذية في المحافظات «رف�ض طلب �شهر
�أنظمة الروابط والجمعيات والأندية ذات الأهداف المتماثلة مع �أهداف المنظمات ال�شعبية.عدم
�شهر �أي جمعيات ن�سائية عم ًال بالمر�سوم الت�شريعي رقم /121/ل�سنة ».1970وهذا يعني �أنه غير
م�سموح ت�شكيل منظمات تعمل في مجاالت الطفولة وال�شباب والن�ساء ....
لم يكن هذا القانون هو الأول في �سوريا بعد اال�ستقالل ،بل �إن هذا القانون جاء بدي ًال عن
قانون الجمعيات والأحزاب رقم /47/لعام 1953الذي كان معمو ًال به في �سورية ،والذي كان
ين�ص في المادة – 1 – 8ال يخ�ضع ت�أليف الجمعيات ال�سورية �إلى ترخي�ص م�سبق ،وفي الفقرة
-2على �أن هذه الجمعيات ال تتمتع بال�شخ�صية االعتبارية من قبل الغير �إال �إذا تم �شهرها .ثم
يحدد القانون �إجراءات ال�شهر والتي تتلخ�ص ب�أن طالبي ال�شهر الم�ؤ�س�سين يقدمون الإخبار �إلى
ال�سلطة المخت�صة مرفق ًا با�سم الجمعية و�أهدافها والمعلومات الأخرى المطلوبة .ويح�صلون على
�إي�صال م�ؤقت ،وتدر�س ال�سلطة المخت�صة الوثائق ثم تعطي خالل ع�شرة �أيام من تاريخ الإي�صال
الأول �إي�صا ًال نهائي ًا .ف�إن امتنعت هذه ال�سلطة عن �إعطاء الإي�صال النهائي خالل المهلة المذكورة
فللم�ؤ�س�سين �أن يعتر�ضوا على ذلك �أمام محكمة البداية ب�صفتها ناظرة في الق�ضايا الم�ستعجلة،
وعلى القا�ضي �أن يبت في االعترا�ض وفي قانونية الجمعية خالل خم�سة ع�شر يوم ًا على الأكثر من
تاريخ وقوع االعترا�ض ،ف�إذا �أيد القا�ضي االعترا�ض وجب على ال�سلطة المخت�صة �إعطاء الإي�صال
(((
النهائي فورا ،ويعتبر �شهر الجمعية تام ًا من تاريخ ا�ستالم الإي�صال النهائي.
الواقع الحالي للجمعيات غير الحكومية في �سوريا و�آفاق تعديل القانون:
بلغ عدد الجمعيات الأهلية الم�سجلة في وزارة ال�ش�ؤون االجتماعية والعمل نحو 1400جمعية،
بينها 45جمعية بيئية ،و 74جمعية للمعوقين ،و 62جمعية طبية ،و 33جمعية لرعاية الأيتام ،و85
جمعية للمعاقين ،و 17دار ًا للم�سنين ،ونحو 100جمعية �أدبية وفنية ،و 65جمعية علمية ،و550
(((
جمعية للبر والخدمات االجتماعية..
و�أكدت ال�سيدة �أ�سماء الأ�سد ،عند افتتاحها للم�ؤتمر الأول لدور الجمعيات غير الحكومية في
70
الورقة ال�سورية حول
حق التجمع والتنظيم
التنمية ،بتاريخ ،2010/1/24-23على �أن الحكومة ال�سورية قامت «ب�إعداد قانون جديد للجمعيات
والم�ؤ�س�سات غير الحكومية بالتعاون مع ممثلي القطاع المدني ،وهو الآن في المراحل الأخيرة من
الدرا�سة مع الجهات المعنية» .و�أ�شارت �إلى �أن عدد الجمعيات المرخ�صة في �سورية قد ازداد
بن�سبة %300خالل ال�سنوات الخم�س الما�ضية.
بد�أ الحديث عن م�شروع قانون الجمعيات الحديث منذ بداية ،2005حيث نظمت وزارة ال�ش�ؤون
االجتماعية والعمل ور�شة عمل وطنية (�شباط ،)2005قدمت فيها الخبيرة العربية د� .أماني قنديل
ت�صور ًا عن القانون المطلوب يقوم على:
-ت�سهيل الترخي�ص للجمعيات عبر اعتماد �آلية الت�سجيل والإ�شهار ولي�س طلب الترخي�ص؛
-عدم تحديد مجاالت �أ�سا�سية للعمل الجمعياتي لأن متطلبات العمل ال يمكن �أن تحدد ب�أية
مجاالت؛
-اعتماد الرقابة المرنة لتعامل الجهة الإدارية مع الجمعيات.
كما اقترحت الهيئة ال�سورية ل�ش�ؤون الأ�سرة ( )2005م�شروعا لقانون الجمعيات يعتمد حرية
الإ�شهار والعمل والمراقبة الالحقة.
وفي نف�س العام ( )2005قدم ممثلو عدد من الجمعيات غير الحكومية ،بمبادرة من رابطة
الن�ساء ال�سوريات م�شروعا للجمعيات غير الحكومية ،ين�سجم مع المعايير العربية والدولية الناظمة
لقوانين الجمعيات الجديدة.
71
الورقة الفل�سطين ّية حول
حق التجمع والتنظيم
الجمعيات والنقابات والأحزاب
مقدمة
منذ نكبة الفل�سطينين في العام 1948وحتى اليوم ،والفل�سطينيون يواجهون تحديات كبيرة
�سيا�سيا واقت�صاديا واجتماعيا وثقافيا وامنيا ،نتيجة الت�شتت واللجوء وما فر�ضه قيام االحتالل
اال�سرائيلي من �سيطرة على كامل �أر�ض فل�سطين عام 1967وما تبعه من وقمع وتغييب للحقوق
والحريات ،و�أبرزها خال�صه من االحتالل ،وحق تقرير الم�صير و�إقامة دولته .كافح الفل�سطينيون
حي لحرية التجمع والتنظيم ،ومار�سوا �أ�شكا ًال من التعددية ال�سيا�سية عك�ست التنوع
لبناء نموذج ّ
االجتماعي والثقافي باعتبارها جزءا من الإرث الح�ضاري والثقافي وال�سيا�سي لل�شعب الفل�سطيني.
تراكمت الت�شريعات المطبقة في فل�سطين في مجال عمل الجمعيات والنقابات عبر توا�صل
�أنظمة احتالل وا�ستعمار واحكام �سابقة ،ولم يمار�س الفل�سطينيون انف�سهم حق الت�شريع �إال بعد
قيام ال�سلطة الفل�سطينية في العام 1994وت�شكيل مجل�س ت�شريعي منتخب في العام ،1996حيث
بد�أت عملية مراجعة وتوحيد للقوانين المت�شعبة من م�صادر و�أ�صول مختلفة .وعلى �صعيد و�ضع
قواعد قانونية تنظم حق التجمع والتنظيم فقد جاء القانون الأ�سا�سي المعدل للعام 2003بن�صو�ص
كفلت هذا الحق بما ين�سجم مع المعايير والمواثيق الدولية والعربية لحقوق الإن�سان .ولكن لم
تكتمل منظومة القوانين التي تحمي هذا الحق حتى اليوم ،فبالرغم من و�ضع قانون للجمعيات
والمنظمات الأهلية في العام ،2000لم تو�ضع قوانين حديثة للنقابات والأحزاب ،في ظل تعدد
وجهات النظر والجدل في مدى الحاجة لقانون للأحزاب في اال�ستقالل والتحرر من االحتالل.
ومن الناحية الواقعية ،يالحظ �أن ممار�سة بع�ض جوانب الحق بالتجمع والتنظيم ما زالت
تواجه عقبات وعراقيل وم�شاكل تعود ل�سيا�سات و�إجراءات االحتالل الإ�سرائيلي �أ�ص ًال ا�ضافة
الى الميعقات النا�شئة عن �سلوك وممار�سة بع�ض اطراف ال�سلطة التنفيذية ،وقد تفاقمت ب�سبب
الأو�ضاع الداخلية الناجمة عن ال�صراع على ال�سلطة والتي ادت الى االنق�سام ال�سيا�سي والجغرافي
بين ال�ضفة الغربية وغزة ادت الى فر�ض القيود والت�ضييق على التجمعات ال�سلمية وفر�ض �شروط
ومتطلبات تحد من ممار�سة تلك الحرية خالف ًا للقانون.
�أخيرا ،ف�إن حماية الحق بالتجمع والتنظيم تحتاج اليوم في فل�سطين �إلى مزيد من الإ�صالحات
والتطويرات في النظم الت�شريعية والتنفيذية والإدارية �سواء على م�ستوى م�ؤ�س�سات ال�سلطة
الفل�سطينية �أو على م�ستوى التجمعات والتنظيمات نف�سها (الجمعيات والنقابات والأحزاب) ،بما
يوفر بيئة مالئمة للعمل الحزبي والنقابي والأهلي خدمة للهدف الوطني في التحرر وبناء الدولة.
ن�ستعر�ض في �إطار هذه الورقة على نحو مُر ّكز مالمح الو�ضع الخا�ص بالتجمعات الثالث
(الجمعيات والنقابات والأحزاب) من حيث و�صف الو�ضع القائم والإ�شكاليات والمخاوف
والحلول والمقترحات للتطوير ومدى الحاجة لقوانين جديدة.
75
الورقة الفل�سطينية حول
حق التجمع والتنظيم
76
الورقة الفل�سطينية حول
حق التجمع والتنظيم
�شكليا ،خلق نوع ًا من اال�شكاليات الناجمة عن تعدد المرجعيات ما بين وزارة الت�سجيل ووزارات
اال�شراف ،وهو ما حد من فاعلية تلك الوزارات من جهة وخلق ارباك ًا في عمل الجمعيات وممار�سة
ن�شاطاتها ،وعزز من تدخل وزارة الداخلية وم�ضمونها االمني في ترخي�ص وحل الجمعيات.
-تواجه الجمعيات �صعوبات في بع�ض ال�ش�ؤون المالية خ�صو�صا فتح الح�سابات في البنوك،
�إذ �أن فتح الح�ساب م�شروط ب�إذن وموافقة وزارة الداخلية وهو ما يتعار�ض مع القانون .حيث �أن
وزارات االخت�صا�ص تنازلت عن ممار�سة مهام التدقيق المالي ومتابعة التقارير االدارية والمالية
للجمعيات والهيئات الأهلية.
-لي�س هناك من معايير وا�ضحة في اللوائح التنفيذية ت�ضمن تعزيز الديمقراطية الداخلية
في الجمعيات وفي اختيار مجال�سها ودورية االنتخابات فيها وال�شفافية المالية وفتح المجال
�أمام الأع�ضاء للإطالع على �ش�ؤون الجمعية وفي اتخاذ القرارات� ،إذ ال يتم االلتزام بالمعايير
القانونية والمتطلبات الديمقراطية من قبل العديد من الجمعيات من الناحية الفعلية.
-الحالة الفل�سطينية وما تعانيه من انق�سام �سيا�سي في هذه الفترة �ألقت بظاللها على حرية
ت�أ�سي�س الجمعيات و�أكثر من ذلك جرى ا�ستغالل �صالحية ال�سلطة في ت�سجيل الجمعيات في
النزاع القائم بين فتح وحما�س ،حيث تم ا�ستخدام هذه ال�صالحية اما لتعزيز النفوذ او لت�صفية
الح�سابات مثل �صدور قرارات بحل بع�ض الجمعيات خالفا لأحكام القانون.
-تعاني بع�ض الجمعيات في مرحلة الت�سجيل والت�أ�سي�س من تباط�ؤ في �إجراءات الت�سجيل لدى
الجهة الإدارية (الوزارة)،او من عدم منح �شهادات ت�سجيل ،او طلب تقديم تعهد ح�سن ال�سيرة
وال�سلوك لغر�ض الت�سجيل ب�سبب تدخل االجهزة االمنية او تو�صياتها خالفا للقانون.
-وفي بع�ض االحيان قد تعاني بع�ض الجمعيات من التدخل في �إدارتها وتغيير هيئاتها الإدارية
من قبل الجهة الإدارية (الوزارة).
-تعر�ض مقرات الجمعيات للدخول والتفتي�ش اوالإغالق من قبل االجهزة االمنية دون الح�صول
على قرار من جهة ق�ضائية مخت�صة.
-تتطلب بع�ض الجهات الحكومية في قطاع غزة تقديم طلب م�سبق لالجتماعات العامة خالفا
للقانون ،وهو ما يمثل اعتداء على الحق بالتجمع ال�سلمي.
-على الرغم من توفر مدونة �سلوك خا�صة بعمل الهيئات االهلية موقعة من عدد كبير من هذه
الهيئات� ،إال �أن تطبيق تلك المدونة ما زال �ضعيفا.
77
الورقة الفل�سطينية حول
حق التجمع والتنظيم
78
الورقة الفل�سطينية حول
حق التجمع والتنظيم
79
الورقة الفل�سطينية حول
حق التجمع والتنظيم
واخرى للمدار�س الخا�صة باال�ضافة الى العاملين الحكوميين في القطاع ال�صحي .
-قانون العمل الفل�سطيني المعمول به في ال�ضفة الغربية وقطاع غزة ي�ستثني �أفراد �أ�سرة
�صاحب العمل من الدرجة الأولى من الحق في التنظيم بالرغم ان معظم الم�ؤ�س�سات االقت�صادية
الخا�صة بالقطاع الخا�ص ت�ستند الى الم�ساهمة العائلية ،كما ويجيز الف�صل التع�سفي للعمال
والقادة النقابيين مقابل تعوي�ض ،ويجيز الف�صل من العمل للعمال والقادة النقابيين لأ�سباب
فنية �أو خ�سارة تقت�ضي تقلي�ص عدد العمال ،ويقيد ممار�سة الحق في الإ�ضراب ،ويجيز التحكيم
الق�سرى في ت�سوية نزاعات العمل.
-تعاني النقابات والإتحادات العمالية من الهيمنة الحزبية عليها وال�سيطرة عليها� ،إ�ضافة
�إلى ت�ضارب الم�صالح وغياب التعاون والتن�سيق ووجود عدة ت�شكيالت نقابية على خلفية �سيا�سية
�أو حزبية.
-عمل النقابات العمالية يت�سم بغياب الديمقراطية الداخلية وبال�ضبابية وبغياب ال�شفافية
والمحا�سبة والم�ساءلة الذاتية.
مدى الحاجة لقانون ومقترحات للتطوير:
الأولوية في مو�ضوع النقابات العمالية هي ل�سن قانون ع�صري يكفل حماية الحق في التنظيم
النقابي ،و�أي�ضا وقف ال�سيطرة الحزبية على النقابات ،وهناك العديد من المتطلبات للتطوير �أبرزها:
� -إقرار قانون النقابات العمالية باال�ستناد �إلى مبادئ ومعايير الحرية النقابية باعتبارها احد
حقوق الإن�سان الأ�سا�سية التي التزم القانون الأ�سا�سي الفل�سطيني احترامها.
-تعديل �أحكام قانون العمل المتعلقة بالحريات النقابية بما يتالءم مع �أحكام القانون الأ�سا�سي
الذي التزم باحترام حقوق الإن�سان الأ�سا�سية.
-مراجعة المنظمات النقابية لأو�ضاعها الذاتية لجهة تعزيز قوتها واكت�سابها ا�ستقاللية الدور
والقرار وت�شجيع وتعزيز الديمقراطية وال�شفافية في الحياة الداخلية للمنظمات النقابية كمدخل
لتعزيز وحدة ن�ضالها.
-التزام الحكومة و�أ�صحاب العمل والأحزاب ال�سيا�سية عدم التدخل في ال�ش�ؤون الداخلية
للمنظمات النقابية واحترام ا�ستقالليتها.
-تطوير فعالية جهاز التفتي�ش في وزارة العمل وتمكينه من ممار�سة دورة في تعزيز و�صيانة
الحقوق والحريات النقابية.
-تعزيز دور الق�ضاء في حماية الحقوق العمالية بما فيها حرية التنظيم النقابي عبر تخ�صي�ص
محاكم وق�ضاة م�ؤهلين للنظر في الق�ضايا العمالية.
80
الورقة الفل�سطينية حول
حق التجمع والتنظيم
� -1أعدت بع�ض م�شروعات القوانين للأحزاب ال�سيا�سية في المجل�س الت�شريعي في العامين ،1998 ،1996ولكنها
لم تقر في حينه ب�سبب طرح المجل�س لتلك الم�شروعات جانبا للأ�سباب �أعاله .وقد قدمت للمجل�س الت�شريعي في
10ت�شرين الثاني 2005م�سودة م�شروع قانون للأحزاب قامت ب�إعدادها �أمان بعد نقا�شات مو�سعة مع الأطراف
المعنية ،حيث و�ضعت تلك الم�سودة على جدول �أعمال المجل�س للنقا�ش ،ولكنها ما زالت تراوح مكانها خ�صو�صا
في ظل تعطل عمل المجل�س بعد �إنتخابات .2006/1/25
81
الورقة الفل�سطينية حول
حق التجمع والتنظيم
�إ�شكاليات ومخاوف:
يحيط بمو�ضوع الأحزاب بع�ض الإ�شكاليات والمخاوف من ناحية مدى مالءمة التنظيم القانوني
للأحزاب في هذه المرحلة قبل قيام الدولة ،ومن ناحية كيفية تنظيم العالقات بين الف�صائل
والقوى الفل�سطينية و�إ�ستعادة الوحدة و�إزالة الإنق�سام وتبعاته التي �أثرت �سلبا على حرية التجمع
والتنظيم ب�شكل �أو ب�أخر .ويمكن �إجمال الإ�شكاليات القانونية والواقعية بما يلي:
-عدم �سن قانون حديث للأحزاب في ظل الجدل الدائر حول جدواه في هذه المرحلة ،ما جعل
مو�ضوع الأحزاب وتنظيم عالقتها مع بع�ض يحتكم لمواثيق �أخالقية �أكثر منها قواعد �إلزامية.
-القانون الأردني ل�سنة 1955الموجود حاليا لتنظيم الأحزاب قا�صر من عدة نواح �أبرزها
اقت�صاره على ال�سريان في ال�ضفة الغربية دون قطاع غزة ،عدم ال�شعور ب�إمكانية تطبيق قانون
لم يو�ضع ب�أيد فل�سطينية على �أحزاب وف�صائل فل�سطينية قائمة منذ ع�شرات ال�سنوات بالإ�ضافة
�إلى وجود ثغرات وم�شاكل وقيود على حرية ت�شكيل الأحزاب وممار�سة العمل الحزبي ما يجعل
هذا القانون مبنيا على ت�صور مختلف عما ين�شده الفل�سطينيون من مفهوم للعمل الحزبي وعالقة
الأحزاب بالنظام ال�سيا�سي ،من ذلك على �سبيل المثال منح هذا القانون لمجل�س الوزراء �صالحية
ترخي�ص الأحزاب ورف�ضها و�صالحية حل الحزب لأ�سباب بع�ضها غير جوهري.
-معظم الأحزاب الفل�سطينية القائمة هي ف�صائل ال تحتكم لقانون و�إنما لأنظمة ولوائح خا�صة
بها و�ضعتها بما يتالئم مع �أهدافها وبرامجها و�إ�ستراتيجياتها في المجاالت ال�سيا�سية واالجتماعية
وغيره ،وهي لم تح�سم حتى اليوم موقفها تجاه م�س�ألة �سن قانون في هذه المرحلة ما قبل قيام
الدولة الفل�سطينية الم�ستقلة� ،إ�ضافة لما يت�سم به عملها من ال�سرية خ�صو�صا ما يتعلق بالتمويل
او بالت�سلح خا�صة الف�صائل التي تمتلك �أجنحة ع�سكرية بهدف مقاومة الإحتالل �أو بالن�سبة
للتمويل.
-ال يوجد �أي �إطار قانوني وا�ضح ينظم التمويل الر�سمي للأحزاب والف�صائل والقوى والتمويل
للحمالت االنتخابية .وعليه من غير الوا�ضح كيفية الرقابة على هذا الجانب او اال�س�س التي يتم
بموجبها م�ساعدة هذه االحزاب من الخزينة العامة او من م.ت.ف.
-العالقات بين الأحزاب ي�شوبها نوع من التوتر و�صل في بع�ض الأحيان لحد الت�صادم الم�سلح،
ولم يعد الحوار هو الو�سيلة لحل الخالفات ،وجرى االحتكام لل�سالح لحل الخالفات .كما ال زال
قائما غياب التفاهمات بين الأحزاب في مو�ضوعات محل جدل منها المقاومة وتنظيم ال�سالح
ومرجعية الرقابة الوطنية في ق�ضايا ال�ش�أن الداخلي الوطني والم�شاركة في �صنع القرار الوطني �أو
الم�شاركة في ال�سلطة وقيمة الد�ستور ودورية االنتخابات.
82
الورقة الفل�سطينية حول
حق التجمع والتنظيم
83
الورقة الفل�سطينية حول
حق التجمع والتنظيم
خال�صة
�إن االتفاق على مفهوم وا�ضح للحق بالتنظيم والتجمع هو مدخل مهم لو�ضع �أ�س�س لحمايته .و�إن
�أي مفهوم لهذا الحق ال يجب �أن يغفل خ�صو�صية المجتمعات وال يجب ان يغفل التطورات والمعايير
العالمية لذلك .و�إن كان �سن القوانين مهما للحماية ف�إن وجود �إجراءات تنفيذية وتطبيقات تحترم
وتراعى قواعد القانون يكاد ال يقل �أهمية عن ذلك.
كما انه وبالقدر الذي يقع على عاتق ال�سلطة الر�سمية توفير البيئة والمناخ المالئم لممار�سة
المواطنين لهذا الحق ،ف�إن التجمعات نف�سها تتحمل م�س�ؤولية كبيرة في ن�شر التوعية والترويج
لأهمية الحر�ص على �صون هذا الحق وممار�سته في �إطار احترام منظومة الحقوق والحريات بوجه
عام.
ومن هنا يمكن �أن نختم هذه الورقة بتو�صيتين مهمتين ،هما:
-1يقع على عاتق ال�سلطات الر�سمية وعلى ر�أ�سها ال�سلطتين الت�شريعية والتنفيذية م�س�ؤولية
العمل على تطوير الت�شريعات والنظم التنفيذية لتعزيز حماية هذا الحق ،وممار�سته بحرية .ويقع
على عاتق ال�سلطات الر�سمية واجب العمل على �إزالة كل �أ�شكال العراقيل والعقبات التي من �ش�أنها
تقييد ممار�سة هذا الحق في الواقع �سواء بفر�ض قيود و�شروط خالف ًا للقانون �أو بالقيام بتدابير
و�إجراءات وممار�سات دون �إذن الجهات الق�ضائية �صاحبة االخت�صا�ص.
-2كما انه يقع على عاتق المنظمات الحزبية �أو الأهلية �أو النقابية تبني مبادئ وقواعد �سلوك
داخلية (مدونات) تكر�س حماية هذا الحق لتحقيق �أف�ضل الممار�سات التي تن�سجم مع المبادئ
الديمقراطية وتعزيز الإدارة الر�شيدة ومبادئ ال�شفافية والنزاهة والفاعلية ،والعمل على تطبيق
تلك المبادئ فع ًال عبر توفير الإمكانيات الالزمة لذلك �ضمن خططها وبرامجها وموازناتها.
84
الورقة اللبنان ّية حول
حق التجمع والتنظيم
الجمعيات والنقابات والأحزاب
الجمعيــات
مقدمة
ّ
بعد م�ضى �أكثر من � 66سنة على ا�ستقالل لبنان ،بقي قانون العام 1909في ر�أي الكثيرين انه
الأف�ضل ،خ�صو�ص ًا عندما قورن بالمر�سوم اال�شتراعي الذي �صدر في العام 1983الذي �ألغي بعد
ذلك لأنه ت�ضمن جوانب تم�س بالديمقراطية وحقوق االن�سان.
وت�أكيد ًا على منحى الهيمنة ،ما تو�صلت �إليه وزارة الداخلية من �إجراءات عند طلب الترخي�ص
لت�أ�سي�س جمعية ،حيث كان الأمن العام يتولى جمع المعلومات عن الم�ؤ�س�سين وانتماءاتهم ومواقفهم
االنتخابية وغير ذلك ،وغالب ًا ما كان يرف�ض اعطاء الإذن بالترخي�ص ،خوف ًا من ان تلعب الجمعيات
دور ًا �إجتماعي ًا كانت تعتبره ال�سلطة في ذلك الحين تحري�ضي ًا...
ولم يتغير هذا الواقع �إال منذ �سنوات قليلة ،حيث �أ�صبحت الجمعية تنتخب بدون وجود ممثل
للوزارة ،وي�صدر الترخي�ص في وقت ق�صير ن�سبي ًا ،وهو ما ي�ؤكده �صدور (علم وخبر) بالع�شرات
�شهري ًا.
تم اختراق الجمعيات من عنا�صر تم ّول الإرهاب ،ولكن هذا االختراق ال يمكن ا�ستخدامه لإبطاء
الترخي�ص .ما تم ّكن عمله لتفادي هذا االختراق مراقبة ممار�سات الجمعيات ونوعية ن�شاطاتها
وو�ضع ح ّد لمخالفاتها �إن وجدت ،و�إبقاء الجمعيات الأخرى بمن�أى عن التدابير الإ�ستباقية.
مما ال �شك فيه �أن بقاء قانون واحد للأحزاب والجمعيات يربك الطرفين مع ًا ،فللحزب
متطلبات تختلف في بنيتها عن الجمعيات ،وكذلك للجمعيات برامج ال تلتقي وتفكير االحزاب،
ولذلك يجب الف�صل بينهما.
ان م�س�ألة الأداء الديمقراطي في الجمعيات ،م�س�ألة على جانب كبير من االهمية ،ومع �إيماننا
بم�س�ألة المداورة في ال�سلطة ،ف�إن تحديد �أنظمة حول هذه الناحية بالذات تتنافى والديمقراطية
لأنها تح ّد من حرية الهيئة العامة في االختيار ،وهي ال�سلطة الأعلى ،ولها حق اختيار من تراه
منا�سب ًا.
الو�ضع القائم
عانى المجتمع المدني في لبنان طوال الأعوام الما�ضية من �سوء تطبيق هذا القانون العثماني
المتقدم �إذ كانت وزارة الداخلية تحول هذا الت�صريح بالعلم والخبر الى اذن م�سبق مخالفة
بذلك القانون والمعايير الدولية «مما ع ّر�ض عملها هذا للإبطال �صون ًا لحرية الجمعيات ومنع
تجاوز ال�سلطة » بنا ًء على ما جاء في قرار رائد لمجل�س �شورى الدولة .وقبلها انتف�ض م�ؤ�س�سو
�إحدى الجمعيات لحرية الجمعيات ب�أن عمدوا �إلى تبليغ وزارة الداخلية بقيام جمعيتهم بعد �أن
87
الورقة اللبنانية حول
حق التجمع والتنظيم
امتنعت عن ت�سلم ت�صريحهم بالعلم والخبر باليد� .إلى �أن �أ�صدرت الوزارة بتاريخ 2006/5/19
التعميم رقم �/10أ.م 2006/الذي �أكد �ضرورة احترام القانون لجهة ت�سهيل ت�أ�سي�س الجمعيات
وعملها في لبنان وهو �أمر طال انتظاره من المجتمع المدني ،بحيث يمكن ايجاز التطورات في
ميدان حرية الجمعيات في لبنان لل�سنوات القليلة الما�ضية بالمحطتين التاليتين:
-قرار مجل�س ال�شورى ب�إبطال بالغ لوزارة الداخلية �صونا لحرية الجمعيات ومنـع تجاوز ال�سلطة
بنا ًء على مراجعة جمعية عدل (الغرفة االولى رقم 2004-2003/135تاريخ .)2006/1/18
-التعميم رقم �/10أم 2006/تاريخ 2006/5/19المتعلق بـ تحديد �آلية جديدة الخذ وزارة
الداخلية والبلديات العلم والخبر بت�أ�سي�س الجمعيات في لبنان وت�سهيـل هذا االمر تطبيق ًا لأحكام
قانون الجمعيات ال�صادر عام 1909وتعديالته.
وبذلك مع الأخذ بعين الإعتبار م�ضامين قانون 1909وتطبيقاته الليبرالية ،يكاد يكون لبنان
الدولة الوحيدة في عداد دول المنطقة التي تتمتع بحرية ت�أ�سي�س الجمعيات ون�شاطها بف�ضل القانون
ال�صادر عام .1909
ا�شكاالت و�أزمات ومقترحات حلول
ثمة ريبة وهواج�س لدى ال�سلطة من المجتمع المدني ،وبالمقابل ثمة مخاوف لدى المجتمع
المدني من الحكومة ،مرد ذلك الى :اخ�ضاع ملف الجمعيات لتحقيقات �أمنية م�سبقة وا�شتداد
الح�س الأمني لدى ال�سلطة �إزاء ت�أ�سي�س الجمعية ،ومراقبة �أن�شطة الجمعيات والتدخل في
انتخاباتها ،وفر�ض نماذج �أنظمة ومحا�ضر �إنتخاب الهيئات التمثيلية للجمعيات .وبالمقابل تقوم
ال�سلطة ب�إغراق المجتمع المدني عن طريق الت�شجيع على ت�سجيل عدد كبير من الجمعيات -ال
�سيما منها الطائفية والعائلية -خ�صو�ص ًا في ال�سنوات القليلة الأخيرة بدون �أن يعك�س ذلك تطور ًا
في عمل المجتمع المدني ،التع�سف في �سحب العلم والخبر ،ت�أ�سي�س جمعيات تر�أ�سها زوجات
و�أقارب الم�س�ؤولين للإ�ستفادة من المنح الخارجية وا�ستغالل النفوذ.
� -أزمة الديمقراطية
تطرح �أزمة الديمقراطية داخل الجمعية في لبنان الإ�شكاليات التالية:
تجديد القيادة دوري ًا (احتكار الع�ضوية لجهة ق�صرها على المنا�صريـن والمواليـن
للم�ؤ�س�سين �أو القياديين ،اللوائح المقفلة في االنتخابات ،الرئي�س الم�ؤ�س�س – المر�شح الدائم
الفائز بالتزكية).
� إبداء الر�أي وفاعلية و�سائل التعبير داخل الجمعية ومدى انبثاق الر�أي عن
88
الورقة اللبنانية حول
حق التجمع والتنظيم
الهيئات الجماعية ولي�س عن �شخ�ص يحتكر القرار (فاعلية دور الهيئة الإدارية ،اللجان
االدارية ،الهيئة العامة.)...
� إقت�صار الن�شاط الداخلي على عدد قليل من الأع�ضاء الفاعلين بمقابل الع�ضوية ال�شكلية لـ
«�أع�ضاء» �آخرين.
من معوقات تداول ال�سلطة داخل الجمعية ال�صعوبات التي يخلفها ترك الرئي�س الم�ؤ�س�س
مهامه في الجمعية وخ�صو�ص ًا الخ�شية من فرط عقد الجمعية بعد تركه لها.
تكمن الحاجة الى �ضرورة تفعيل الجهود الذاتية لتطوير بنية الجمعيات في لبنان ب�إتجاه
الديموقراطية الداخلية وتقعيل الإداء الديمقراطي عن طريق تمكين الأع�ضاء و�إ�شراكهم في
اتخاذ القرارات في الهيئة العامة.
� -أزمة التمويل
تعاني معظم الجمعيات �أزمات مالية ب�سبب �ضعف الموارد �أو �سوء الإدارة المالية:
تفعيل عملية التمويل الذاتي.
ت�سهيل طلبات التمويل والتبرعات الخارجية وتمكين الجمعيات منها.
� -أزمة االدارة
ينبغي العمل على تخفيف الأعباء الإدارية عن كاهل الجمعيات ،لجهة الت�أكيد على:
ت�سهيل عملية ت�سجيل النظامين الت�أ�سي�سي والداخلي في وزارة الداخلية ومنبعد هما
محا�ضر االنتخابات والم�ستندات المالية.
عدم ا�شتراط �أي نموذج �أو �شروط �أو معاملة خا�صة للت�أ�سي�س �أو لمحا�ضر الإنتخابات تتجاوز
ما هو مطلوب في الن�صو�ص القانونية.
عدم ا�شتراط ح�ضور مندوب وزارة الداخلية العملية االنتخابية.
عدم اخ�ضاع م�ؤ�س�سي الجمعية لأي تحقيق من االجهزة االمنية في خالل معاملة ت�سجيل
الجمعية.
في �ضوء ما تقدم:
تطرح م�س�ألة ما �إذا كان يجدر �إ�ستحداث قانون جديد للجمعيات في لبنان
الحاجة في الظروف الحالية ل�سن قانون جديد للجمعيات على اعتبار �أن هذا ال�ش�أن منظم
في قانون الجمعيات للعام 1909والذي يعتبر ليبرالي ًا �إلى ح ّد بعيـد خ�صو�ص ًا لو �أدخلت عليه
وعلى �سواه من القوانين ذات ال�صلة تعديالت محددة ومح�صورة.
89
الورقة اللبنانية حول
حق التجمع والتنظيم
90
الورقة اللبنانية حول
حق التجمع والتنظيم
النقابات
مقدمة ّ
يتّ�سم العمل النقابي في لبنان بخ�صو�صية عن عمل �سائر الجمعيات ف�ض ًال عن ا�ستناده �إلى
ت�شريعات خا�صة به.
�أف َر َد القانون اللبناني ن�صو�ص ًا خا�صة بالنقابات م�ستق ّلة عن القانون العام للجمعيات ال�صادر
بتاريخ � 3أيلول .1909
�أبرز هذه الن�صو�ص الخا�صة ،المادة 4وما يليها من قانون العمل ال�صادر في � 23أيلول 1946
والتي ع ّرفت النقابة بما يجعل منها ثالث فئات :نقابات �أرباب العمل ،نقابات الأجراء ،ونقابات
الحرفيين.
الو�ضع القائم
.1مبد�أ الحرية النقابية
ي�ش ّكل ت�شريع النقابات في لبنان ال�صادر �أوا�سط القرن الما�ضي تراجع ًا عن مبد�أ حرية
نظر الجمعيات الذي كان لبنان قد اكت�سبه منذ �أوائل القرن الما�ضي و�أق ّره قانون � ،1909إذ َي ُ
والتوج�س �إلى النقابات وي�ضع قيود ًا ع ّدة على ت�أ�سي�سها وعلى
ّ الت�شريع النقابي بكثير من الحذر
ن�شاطها �أكثر مما هي الحال بالن�سبة �إلى �سواها من الجمعيات الخا�ضعة لقانون .1909ومر ّد ذلك
التوج�س ،الذي ا�ستمر حتى الآن� ،إلى الخ�شية من تنامي الفكر الثوري في مرحلة �شهدت حظر ّ
الحزب ال�شيوعي في لبنان والت�ضييق على �أع�ضائه.
لبنان يق ّر بمبد�أ الحرية النقابية مع عدد ملحوظ من القيود .وقد �صادق بو�صفه ع�ضو ًا م�ؤ�س�س ًا
في الأمم المتحدة على العديد من اتفاقيات العمل والحريات النقابية ال�صادرة عن المنظمات
الدولية وفي طليعتها منظمة العمل الدولية .ومن هذه المعاهدات الدولية� ،إعالن فيالدلفيا ال�صادر
بتاريخ � 10أيار 1944واالتفاقية رقم 98لعام 1949والعهد الدولي للحقوق االقت�صادية واالجتماعية
والثقافية لعام 1966والإعالن الخا�ص بالمبادئ والحقوق الأ�سا�سية في العمل ال�صادر بتاريخ
19حزيران 1998و�سواه من العهود والإعالنات الدولية �إ�ضاف ًة �إلى م�صادقته على االتفاقيات
ال�صادرة عن منظمة العمل العربية.
و�إن كانت الت�شريعات النقابية وت�شريعات العمل اللبنانية القديمة العهد تتناق�ض للوهلة الأولى
مع المعايير الدولية الحديثة حول حرية ت�شكيل النقابات� ،إال �أن المعاهدات الدولية التي يكون
�أبرمها لبنان �أ�صو ًال تتق ّدم في المبد�أ على �أحكام القانون الداخلي بمقت�ضى ن�ص المادة 2من
قانون �أ�صول المحاكمات المدنية.
91
الورقة اللبنانية حول
حق التجمع والتنظيم
.2القيود
غير �أن لبنان رف�ض الم�صادقة على المعاهدة رقم 87لعام 1948المتع ّلقة بالحرية النقابية
وحماية الحق النقابي على اعتبار �أنها تطلق حرية ت�أ�سي�س النقابات.
ف ُيخ�ضع قانون العمل اللبناني �إن�شاء النقابات �إلى ترخي�ص م�سبق من وزير العمل ،بمقت�ضى
المادتين 86و 87منه مع ما يرافق ذلك من ا�ستن�ساب في توزيع التراخي�ص وغالب ًا ما ُيعتمد
الترخي�ص المفرط لإغراق الحركة النقابية بنقابات وهمية �أو موالية لل�سلطة و�إف�ساد النتائج
االنتخابية لالتحاد العمالي العام.
ال يدخل نظام النقابة ح ّيز النفاذ �إال �إذا حاز موافقة وزير العمل بمقت�ضى المادة 89من قانون
العمل الأمر الذي ي�ضع مع ّوقات �إ�ضافية على انطالقة النقابة في ن�شاطها مع ما يرافق ذلك من
�ضغوط وا�ستن�سابية .وكذلك الأمر بالن�سبة لإ�شراف وزارة العمل على التفا�صيل الإدارية في النقابة
وعلى النواحي المالية ور�سوم االنت�ساب �إلى النقابة والم�ساعدات التي تقدمها الوزارة.
ال يزال لبنان يق ّيد الحرية النقابية للأفراد في �إن�شاء النقابات فيق�صر �إن�شاء النقابات على
مهن مع ّينة تح ّددها وزارة العمل بمقت�ضى �أحكام المادة 85من قانون العمل.
ومن ناحية �أخرى ،ال ي�شمل قانون العمل �إال النقابات التي ين�شئها �أرباب العمل �أو الم�ستخدمون
بمقت�ضى �أحكام المادة 86من قانون العمل دون �سائر المهن غير الخا�ضعة لهذا القانون.
يحظر نظام الموظفين على ه�ؤالء �إن�شاء النقابات ،با�ستثناء موظفي الم�صالح الخا�صة الذين ّ
يمار�سون حقوقهم النقابية وي�ستفيدون ،حظو ًة على زمالئهم في القطاع العام ،من االتفاقيات
الجماعية والو�ساطة والتحكيم بموجب المر�سوم 17386تاريخ � 2أيلول ،1964بما يخالف مبد�أ
الحرية النقابية والم�ساواة �أمام القانون بالن�سبة لأبناء الفئة الواحدة.
لبنان يلتزم �إلى حدود مع ّينة ،ولي�س بالكامل ،المعايير الدولية للتنظيم النقابي.
ا�شكاليات و�أزمات ومقترحات حلول
الإ�صالح الت�شريعي
� -ضرورة احترام لبنان الأحكام الدولية في مو�ضوع حرية ت�أ�سي�س النقابات والعمل النقابي
وا�ستكمال توقيع المعاهدات الدولية وخ�صو�ص ًا المعاهدة رقم 87لعام 1948المتع ّلقة بالحرية
النقابية بدون تح ّفظات على اعتبار لبنان ع�ضو ًا في منظمة العمل الدولية وملتزم مواثيق الأمم
المتحدة والإعالن العالمي لحقوق الإن�سان في مقدمة د�ستوره.
� -ضرورة تنزيه الت�شريع اللبناني من الن�صو�ص المخالفة لالتفاقيتين رقم 87ورقم .151
� -إلغاء القيود على الحرية النقابية و�إخ�ضاع النقابات للترخي�ص الم�س ّبق ون�شاطها للرقابة
92
الورقة اللبنانية حول
حق التجمع والتنظيم
الحكومية الم�سبقة والمبا�شرة :تطبيق نظام الت�صريح �أو «العلم والخبر» على ت�أ�سي�س النقابات
ولي�س الترخي�ص الم�س ّبق.
-تطبيق القانون العادي (قانون )1909الذي يح ّرر ت�شكيل الجمعيات من القيود الم�سبقة،
على النقابات ،مع ت�شريع �أ�صول خا�صة بالن�سبة لكل نوع من النقابات ،على اعتبار �أن النقابة نوع
من �أنواع الجمعيات ت�ستفيد م ّما ت�ستفيد منه الجمعيات من حرية ت�أ�سي�س ون�شاط وتالي ًا ال ّ
ي�صح
التمييز بين «الجمعية» (ح�سب تطبيق القانون )1909و»النقابة» (الخا�ضعة لت�شريعات العمل)
على �صعيد حر ّية الت�أ�سي�س والعمل.
ّ
كالموظفين في القطاع � -إلغاء التمييز في المعاملة النقابية والرجوع عن حرمان بع�ض الفئات
العام والعمال الزراعيين من ح ّقهم في تكوين النقابات واالنت�ساب �إليها.
-مراجعة قانون العمل العادة النظر بمفهوم و�صاية الإدارية الم�سبقة لوزارة العمل و�سواها
من التعديالت وتعديل الباب الرابع منه.
� -إلغاء المر�سوم 7993تاريخ 3ني�سان � 1952أو تعديله لرفع القيود عن الحياة النقابية و�إلغاء
الرقابة الم�سبقة و�إعادة النظر بمفهوم الو�صاية الإدارية لوزارة العمل.
-قوننة القطاع النقابي Codificationباعتماد ت�شريع نقابي موحد وع�صري بالن�سبة لجميع
القطاعات المهنية.
� -شمول ال�ضمانات واالمتيازات والحقوق المن�صو�ص عليها في قانون العمل جميع �أنواع
النقابات و�ضمان ال�شيخوخة والطبابة للنقابيين والعمال والمهنيين.
� -ضرورة �صون حقوق العمال والمهنيين الأجانب في االنت�ساب �إلى النقابات في �ضوء حاجات
�سوق العمل وتنظيم �إجازات العمل.
تبديد الهواج�س المتبادلة :ثمة ريبة وهواج�س لدى ال�سلطة من النقابات بعد الحرب،
وبالمقابل ثمة مخاوف لدى هذه الأخيرة من الحكومة ومر ّد ذلك �إلى �إخ�ضاع النقابة ل�سلطة وزارة
العمل في العديد من مفا�صل العمل النقابي ،وبالمقابل �إغراق ال�سلطة للحركة النقابية عن طريق
خلق عدد كبير من النقابات والهياكل النقابية الوهمية للت�أثير في الحركة المطلب ّية خ�صو�ص ًا في
ال�سنوات القليلة الأخيرة دون �أن يعك�س ذلك تط ّور ًا في هذه الحركة النقابية .كذلك تعمد ال�سلطة
عموم ًا �إلى �سيا�سة �إفقار الم�ؤ�س�سات العامة الخدماتية تمهيد ًا لخ�صخ�صتها .يتط ّلب ذلك �إعادة
الثقة �إلى العالقة بين الحركة النقابية وال�سلطة و�إعادة در�س الهيكلية النقابية.
اعتماد نظام الت�صريح و�إن�شاء هيئة رقابية مختلطة :اقتراح ح�صر عملية
ت�سجيل النقابات وح ّلها بهيئة م�ستق ّلة مختلطة ذات طابع ق�ضائي ،ق�ضائية�-إدارية-نقابية ،على
ِغرار الجمعيات .تناط بهذه الهيئة �صالحية رقابية و�إ�شرافية وتلحق بها �أجهزة فاعلة للرقابة ،مع
93
الورقة اللبنانية حول
حق التجمع والتنظيم
حفظ القرار للهيئة -ولي�س لل�سلطة الإدارية -في اتخاذ الإجراء المنا�سب بحقّ النقابة .و ُيناط ح ّل
النقابة بالجمعية العمومية ولي�س بال�سلطة الإدارية و�إال فعبر الهيئة المختلطة �أو الق�ضاء.
تنظيم الهيكلية النقابية وتجديد القطاعات وت�صنيف المهن وقطع الطريق
تدخل ال�سلطة عبر ح�صر االتحادات بعدد معين (يزيد مع تط ّور التقنيات التي ت�ستدعي على ّ
ت�أ�سي�س اتحادات جديدة) مع تحرير العدد بالن�سبة للنقابات �إ�ضاف ًة �إلى �ضرورة اعتماد بطاقة
مهنية مم�أ�س�سة (تحديد من هو النقابي ،تفادي االزدواجية).
الكف عن ا�ستن�سابية ال�سلطة في التعامل مع الحركة النقابية تبع ًا لم�صالحها � ضرورة ّ
ال�سيا�سية.
ان�شاء جهاز متف ّرغ في الحركة النقابية لل�سهر على حقوق العمال وف�ضح االنتهاكات
مع ر�صد التمويل الالزم له.
تفعيل مبادرات النقابات لتح�سين �صورتها وفاعليتها:
-مالحظة التقهقر في فاعلية الحركة النقابية بعد الحرب� :ضعف تلبية الدعوات �إلى
االعت�صام ال�صادرة عن االتحاد العمالي العام ،عدم اعتماد االتحاد م� ّؤ�شر غالء المعي�شة منذ
...1996
-معوقات :طغيان المنا�سبات االحتفالية على عمل النقابات عو�ض العمل النقابي ال�ضاغط
والم�ؤ ّثر في ال�سيا�سات العامة ،ا�ستغالل النقابات لأغرا�ض �سيا�سية وانتخابية...
� -ضرورة �أداء النقابات دور ًا ملحوظ ًا في بناء ال�سيا�سات العامة و�صوغ الخطط االقت�صادية
واالجتماعية في �إطار ال�شراكة مع القطاع العام وم�شاركة النقابات بفاعلية في المجل�س والهيئات
العامة (المجل�س االقت�صادي واالجتماعي ،مجل�س العمل التحكيمي.)...
� -ضرورة وقوف النقابات موقفاً �ضاغط ًا Forcing/Lobbyingلتح�سين م�ستوى الحياة
اليومية للنا�س (انقطاع التيار الكهربائي ،نوعية وجودة خدمات الهاتف الن ّقال-الخليوي ،ارتفاع
الأ�سعار ،مزاحمة العمالة الأجنبية )...بما يجعل الحكومة تح�سب ح�ساب ًا لردة فعل النقابات
واالتحادات العمالية عند اتخاذ قراراتها التنفيذية في الق�ضايا االقت�صادية واالجتماعية (رفع
�أ�سعار الم�شتقات النفطية ،ربطة الخبز و�سائر المواد المدعومة.)...
-تفعيل �أداء النقابات بتح�سين �شروط المنت�سبين �إليها وو�ضعيتهم.
-ا�ستقالل النقابات واالتحادات العمالية عن الت�أثير ال�سيا�سي والطائفي حتّى ال يعوق حركتها
�أو ي�ش ّلها ،وعدم تجاوز النقابات ال�ش�أن النقابي �إلى «ال�ش�أن ال�سيا�سي» (بمعنى ال�صراع على
ال�سلطة).
94
الورقة اللبنانية حول
حق التجمع والتنظيم
-ال�صفة التمثيلية والديموقراطية� :ضرورة تفعيل الجهود الذاتية لتطوير بنية النقابات
التمثيلية الحقيقية� ،أو ًال في تمثيلية النقابة وعدم خلق نقابات وهمية ،وثاني ًا باتجاه الديموقراطية
الداخلية وتفعيل الأداء الديموقراطي ومن ذلك �ضمان ح�صول انتخابات فعلية لتجديد القيادة
النقابية وتحقيق �إدارة ديموقراطية (ح�صر والية رئي�س االتحاد العمالي العام باثنتين فقط).
-التن�شئة النقابية على الديموقراطية :التنويه ب�أن الممار�سة الديموقراطية الداخلية ترتبط
ب�سلوك الأع�ضاء حيث �أن الديموقراطية ال تكمن في تداول ال�سلطة فح�سب بل في الم�شاركة في
اتخاذ القرار �أي�ض ًا �إ�ضافة �إلى تكثيف التدريب النقابي والتوجيه والتوعية الحقوقية وتفعيل الحقوق
والواجبات النقابية في التربية بعدما �أُدخلت في المناهج التربوية.
-التمكين للأع�ضاء :حفظ حقوق الأع�ضاء في النقابة و�إ�شراك الأع�ضاء في اتخاذ القرارات
في الهيئة العامة و�ضمان �شفافية العمل داخل الجمعية والتركيز على التربية المواطنية لتحفيز
االنت�ساب �إلى النقابات والمحا�سبة المواطنية انطالق ًا من العمل النقابي �إ�ضاف ًة �إلى تكثيف
االنت�ساب النقابي (حالي ًا :ال يتجاوز %7-5من اليد العاملة) وتغذية مالية النقابات من اال�شتراكات،
خ�صو�ص ًا و�أن المنت�سبين وغير المنت�سبين ي�ستفيدون من ثمرة ن�ضال الحركة النقابية .
� -صالحية الأنظمة الداخلية ال�ستيعاب التطوير الديموقراطي :ترك تنظيم الآليات
خ�ص التنظيم الداخلي الديموقراطية للأنظمة الداخلية ،دون وزارة العمل ،ال�سيما في ما ّ
للجمعية وانتخابات الهيئة الإدارية والتفا�صيل والإجراءات واال�ستحقاقات الآيلة �إلى �ضمان دورية
االنتخابات الداخلية.
95
الورقة اللبنانية حول
حق التجمع والتنظيم
الأحزاب
مقدمة
ّ
تطلب غالبية الدول من الأحزاب ال�سيا�سية ق�صد ت�سجيلها واالعتراف بها االيفاء بالتزامات
قانونية ت�شمل ح ّد ًا �أدنى من عدد الأع�ضاء ونظام ًا مكتوب ًا وبرنامج ًا وانتخاب قادة� .أ ّما في لبنان فانّ
الو�ضع القائم للأحزاب يرتكز ت�شريعها على قانون الجمعيات العثماني ال�صادر بتاريخ � 3أيلول/
�سبتمبر .1909هذا القانون اقتب�س �أحكامه من القانون الفرن�سي ال�صادر عام 1901وهو يعتمد
تو�صل اليه الفقه واالجتهاد الت�صريح الى وزارة الداخلية بموجب العلم والخبر م�ستبق ًا بذلك ما ّ
الدولي لجهة اجازة الرقابة الالحقة ولي�س الم�سبقة على حرية التج ّمع والتنظيم.
انّ المجتمع المدني اللبناني عانى طوال الأعوام الما�ضية من �سوء تطبيق هذا القانون العثماني
المتق ّدم اذ كانت وزارة الداخلية تح ّول هذا الت�صريح بالعلم والخبر الى �أذن م�سبق مخالفة بذلك
القانون والمعايير الدولية ما ع ّر�ض عملها هذا لالبطال �صون ًا لحرية الجمعيات كما جاء في قرار
رائد لمجل�س �شورى الدولة بتاريخ .2003/11/18
قبل ذلك انتف�ض م� ّؤ�س�سو احدى الجمعيات لحرية التج ّمع ب�أن عمدوا الى تبليغ وزارة الداخلية
بان�شاء جمعيتهم بعد �أن امتنعت عن ت�س ّلم ت�صريحهم بالعلم والخبر باليد الى �أن �أ�صدرت الوزارة
بتاريخ 2006 /5/19التعميم رقم /10ام 2006/الذي �أ ّكد �ضرورة ت�سهيل ت�أ�سي�س وعمل الجمعيات
والأحزاب ال�سيا�سية.
الو�ضع القائم
لعبت الأحزاب ال�سيا�سية اللبنانية دور ًا �أ�سا�سي ًا ومه ّم ًا يعود الى ال�سنوات الأولى من عمر
الجمهورية وتم ّيز �أدا�ؤها باحترام المعايير الدولية من جهة وباال�سهام في بناء الم�ؤ�س�سات
الديموقراطية من جهة ثانية ما �أ ّدى الى تنمية الممار�سات الديموقراطية وقيام نظام انتخابي
ع�صري ف�ض ًال عن التخفيف من توظيف الطائفية.
ا�شكاالت و�أزمات وقترحات حلول
�أ ّما اليوم فالو�ضع الحزبي في لبنان ي�شهد ا�شكاالت و�أزمات منها الديموقراطية والتمويل:
� -أزمة الديموقراطية
ال يعلن � ّأي حزب �سيا�سي �أ ّنه غير ديموقراطي .لقد �أ�صبحت الديموقراطية فكرة قوية ومهيمنة
حتى الأحزاب الأكثر ت�س ّلط ًا باتت ت�ستعير هذا الم�صطلح في ت�سميتها .ولكن الديموقراطية ال
تزدهر في الحزب بمج ّرد ا ّدعائها فهي تتط ّلب اجراءات داخلية ت�ضمن التغيير في المنا�صب
96
الورقة اللبنانية حول
حق التجمع والتنظيم
القيادية دوري ًا وتفعيل م�شاركة الأع�ضاء وال�سماح لهم بالتعبير عن �آرائهم بحرية وهي تتط ّلب
كذلك الت�سامح مع الأفكار المتن ّوعة وت�شجيع ع�ضوية الن�ساء وم�ساءلة القادة.
�إنّ �أزمة الديموقراطية تطرح اال�شكاليات التالية:
-تجديد القيادة الحزبية دوري ًا
-توافر حرية التعبير وتكوين الر�أي الجماعي
-الم�شاركة الفعلية في الأن�شطة فال يحدث تمييز بين ع�ضوية �شكلية وع�ضوية فعلية
-تداول ال�سلطة بدون خالفات تليها انق�سامات
-فتح المراكز القيادية �أمام جميع الأع�ضاء بدون تمييز ديني �أو مناطقي
�أّما على �صعيد البرنامج الحزبي فالبرامج تكاد تكون مت�شابهة في تناولها لم�شاكل النا�س..
واال�شكالية في التنفيذ وفي قدرة الحزب على التناف�س ال�سلمي على المنا�صب االنتخابية وال�سعي
الى تو ّلي زمام الحكم وعلى طرح الحلول الممكنة التي تم ّيزه عن الأحزاب الأخرى وعلى ا�ستقطاب
�أع�ضاء جدد وتاهيل الأع�ضاء النا�شطين.
لذلك من المقترحات التي ت�ساعد عل تجاوز �أزمة الديموقراطية في الأحزاب ما يلي:
-ال�سماح لأع�ضاء الحزب بالتعبير الح ّر عن �آرائهم
-ت�شجيع ع�ضوية الن�ساء في الحزب
-م�شاركة جميع الأع�ضاء في �صوغ القرار الحزبي
-التزام �آليات وا�ضحة التخاذ المواقف واعالنها
-تطبيق مبد أ� ال�شفافية والم�ساءلة والمحا�سبة على جميع الأع�ضاء بمن فيهم القادة.
� -أزمة التمويل
تعاني معظم الأحزاب في لبنان �أزمات مالية ب�سبب �ضعف الموارد �أو �سوء االدارة المالية.
ومن المقترحات لح ّل هذه الأزمة نورد ما يلي:
-تفعيل عمليات التمويل الذاتي
-و�ضع �سقف للهبات التي يق ّدمها للحزب �أ�شخا�ص طبيعيون وحظر تل ّقيها من ال�شركات �أو
�سائر الجهات الأجنبية
-مراقبة تمويل الحمالت االنتخابية
-و�ضع �أنظمة داخلية حول �أ�صول �صرف الأموال �ضمان ًا لل�شفافية
97
الورقة اللبنانية حول
حق التجمع والتنظيم
98
الورقة الم�صر ّية حول
حق التجمع والتنظيم
الجمعيات والنقابات والأحزاب
مقدمة
تتعر�ض الجمعيات والنقابات العمالية والأحزاب ال�سيا�سية -الع�صب الرئي�سي للم�شاركة
ال�سيا�سية -لقيود قانونية �شديدة ،بموجب هذه القيود ي�صادر الحق في تكوين الجمعيات والنقابات
والأحزاب؛ وهو ما ي�شكل انتهاكا للد�ستور الم�صري والمواثيق الدولية الم�صدقة عليها الحكومة
والتي ت�ضمن وتكفل هذا الحق.
فبالن�سبة للجمعيات الأهلية ،هناك القانون رقم 84ل�سنه 2002والذي يعد عائقا يعرقل
العمل الأهلي ويعوق تنمية وتطوير تلك الجمعيات ،فبموجبه تقوم الجهات الإدارية بالإ�شراف
والتدخل في عمل الجمعيات الأهلية بدء ًا من بحث وفح�ص مدى توافر �شروط ت�أ�سي�س الجمعية من
عدمه والغر�ض من قيامها مرور ًا ب�شروط ع�ضويتها وانتخاب مجال�س �إداراتها ،وانتهاء ًا بفح�ص
ومراقبة ممار�ساتها وميزانياتها ومدى التزامها بميدان ومجال ن�شاطها وكيفية ا�ستغالل وا�ستثمار
�أموالها.
�أما النقابات العمالية ،فيمثل القانون رقم 35ل�سنة 1976وتعديالته بموجب القانونين رقم
نوعا من الو�صاية والإ�شراف والتدخل من قبل ال�سلطات ( )1ل�سنة )12( ،1981ل�سنة ً 1995
الإدارية على الحرية النقابية وعلى حق العمال في ت�شكيل التنظيم النقابي �سواء حقها في و�ضع
د�ساتيرها و�أنظمتها وانتخاب ممثليها في حرية� ،أو اال�ستقالل في تنظيم �إداراتها و�أوجه ن�شاطها
و�صياغة برامجها �أو حقها في تكوين اتحادات واالن�ضمام �إليها ،الأمر الذي ينتق�ص من ال�ضمانات
المن�صو�ص عليها في اتفاقية الحرية النقابية وحماية الحق في التنظيم النقابي رقم 87لعام
،1948والتي �صادقت عليها م�صر عام .1957
وعن الأحزاب ال�سيا�سية ،فيعوق الحياة الحزبية في م�صر العديد من الإ�شكاليات والقيود،
وي�أتي في مقدمتها القانون رقم 40ل�سنة 1977والذي تعود جذوره �إلى فترة الرئي�س الأ�سبق �أنور
ال�سادات الذي �سعى �إلى و�ضع قانون للأحزاب ،وخا�صة �أن �سلفه الرئي�س جمال عبد النا�صر كان
قد �أ�س�س االتحاد اال�شتراكي العربي بو�صفه الحزب ال�سيا�سي الوحيد في البالد،وفي عام 1974
�سعى ال�سادات �إلى تفكيك الحزب الواحد الذي �أقامه عبد النا�صر فق�سمه �إلى ثالثة �أجنحة �أو
منابر وبعد عامين حول هذه المنابر �إلى �أحزاب ف�أن�ش�أ الحزب الوطني الديمقراطي،وحزب التجمع
(الوطني التقدمي الوحدوي ) وحزب الأحرار اال�شتراكي ،وفي يونيو 1977وقع ال�سادات على �أول
قانون م�صري لتنظيم الأحزاب ال�سيا�سية بعد اال�ستقالل ( القانون رقم 40ل�سنة .) 1977
و�إن كان هذا القانون قد �أكد في مادته الأولى على «حق تكوين الأحزاب ال�سيا�سية وحق
الم�صريين في االنتماء لأي حزب �سيا�سي وذلك طبقا لأحكام القانون»� ،إال �أن الم�شرع في ذات
101
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
الوقت قد نحى منحى مختلف ًا تمام ًا عن هذا الن�ص،فلم يكتف بتنظيم حق الأفراد في حرية تكوين
الأحزاب ال�سيا�سية،بل �صادر هذا الحق وع�صف به و�أهدره �إلى الحد الذي �أ�صبح تكوين حزب
�سيا�سي في ظل ال�شروط المن�صو�ص عليها في هذا القانون ،وفي ظل اللجنة الإدارية الم�سماة
بلجنة �شئون الأحزاب هي �ضرب ًا من �ضروب الم�ستحيل .
تحديات �شتى :
ويمكن بيان واقع الجمعيات الأهلية والنقابات العمالية والأحزاب ال�سيا�سية
والإ�شكاليات القانونية التي تجابهها والحلول المطروحة في هذا ال�صدد على النحو
التالي:
102
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
103
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
الإ�شراف والتدخل في تحديد هام�ش الحركة الممنوح للجمعيات الأهلية ،وهو ما تجلى في تباين
وجهتي نظر الجهة الإدارية ونظر الراف�ضين للقانون حول المادة رقم 42الخا�صة ب�إعطاء حق
حل الجمعيات �إلى الجهة الإدارية ،والمادة رقم 2التي تن�ص على اخت�صا�ص الق�ضاء الإداري في
نظر منازعات الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية ،فبموجب القانون تقوم الجهات الإدارية بالإ�شراف
والتدخل في عمل الجمعيات الأهلية .ويمكن بيان �سلبيات هذا القانون على هذا النحو :
-1تقييد عمل المنظمات من خالل التو�سع في الن�شاط المحظور على الجمعيات
والم�ؤ�س�سات
ن�صت المادة ( ) 11على «تعمل الجمعيات على تحقيق �أغرا�ضها في الميادين المختلفة لتنمية
المجتمع وفق ًا للقواعد والإجراءات التي تحددها الالئحة التنفيذية ،ويجوز للجمعية -بعد �أخذ
ر�أي االتحادات المخت�صة وموافقة الجهة الإدارية � -أن تعمل في �أكثر من ميدان ،ويحظر �إن�شاء
الجمعيات ال�سرية ،كما يحظر �أن يكون من بين �أغرا�ض الجمعية �أو �أن تمار�س ن�شاط ًا مما ي�أتي:
-تكوين ال�سرايا �أو الت�شكيالت الع�سكرية �أو ذات الطابع الع�سكري .
-تهديد الوحدة الوطنية �أو مخالفة النظام العام �أو الإداري �أو الدعوى �إلى التميز بين
المواطنين ب�سبب الجن�س �أو الأ�صل �أو اللون �أو اللغة �أو الدين �أو العقيدة .
� -أي ن�شاط �سيا�سي �أو نقابي مق�صور ممار�سته على الأحزاب ال�سيا�سية والنقابات .
-ا�ستهداف تحقيق ربح �أو ممار�سة �أو ن�شاط ين�صرف �إلى ذلك وال يعد �إتباع ال�ضوابط التجارية
لتحقيق ناتج ي�ساهم في تحقيق �أغرا�ض الجمعية ن�شاطا مخالفا .
و على الرغم من االنتقادات التي وجهتها م�ؤ�س�سات المجتمع المدني في م�صر �إلى ن�ص المادة
( )11في قانون الجمعيات ال�سالف 153ل�سنة - 1999وهو ذات الن�ص في القانون الحالي 84
ل�سنة - 2002والذي �أ�شارت �إليه المحكمة الد�ستورية العليا التي ق�ضت بعدم د�ستورية القانون،
�إال �أن الم�شرع الم�صري �أ�صر على ت�ضمين ذات العبارات وذات الحظر على بع�ض الأن�شطة في
�صلب قانون الجمعيات الحالي �ضارب ًا عر�ض الحائط بكافة االنتقادات القانونية التي �أثارها فقهاء
القانون ون�شطاء العمل المدني في م�صر �أثناء مناق�شتهم للقانون ال�سالف !!! .
-2القيود على ت�أ�سي�س الجمعيات الأهلية
فر�ضت المادة ( )6من القانون و�صاية وهيمنة �إدارية على ت�أ�سي�س الجمعيات الأهلية،فالأ�صل
�أن ال�شخ�صية االعتبارية تثبت من تاريخ قيام ممثل جماعة الم�ؤ�س�سين ب�إخطار الجهة الإدارية
المخت�صة ب�إن�شاء الجمعية وتلتزم الجهة الإدارية بقيد ملخ�ص النظام الأ�سا�سي للجمعية 000غير
�أن القانون الحالي في مادته ال�ساد�سة �أ�شار �إلى �أنه عقب قيام ممثل جماعة الم�ؤ�س�سين بتقديم
104
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
�أوراق الت�أ�سي�س للجهة الإدارية عليه �أن ينتظر �ستين يوما ف�إذا لم يتلقى خالل تلك الفترة �أية
اعترا�ضات من الجهة الإدارية اعتبرت الجمعية م�شهرة بقوة القانون �أما �إذا تبين للجهة الإدارية
خالل ال�ستين يوم الم�شار �إليها �أنه من بين �أغرا�ض الجمعية ن�شاطا مما تحظره م(�- )11سالفة
البيان -من هذا القانون وجب عليها رف�ض طلب القيد بقرار م�سبب يخطر به ممثل جماعة
الم�ؤ�س�سين ،والذي له حق الطعن على هذا القرار �أمام المحكمة المخت�صة خالل �ستين يوما من
تاريخ �إخطاره به وفق الإجراءات المقررة.
كما �أن المادة ( )8تمنح الجهة الإدارية حق االعترا�ض على ما ترى هي وجه ًا لالعترا�ض عليه
في النظام الأ�سا�سي للجمعية �أو فيما يتعلق بالم�ؤ�س�سين.
-3القيود على الحق في التقا�ضي
�أعاق القانون 84ل�سنة 2002الحق في التقا�ضي ،فقد ان�ش�أ بموجب المادة ال�سابعة منه لجنة
تخت�ص بالمنازعات التي تن�ش�أ ما بين الجهة الإدارية والجمعيات ،وتبرز المادة ال�سالفة من القانون
طبيعة ت�شكيل هذه اللجنة وخلل الع�ضوية فيها ،حيث ت�شير �إلى �أنه تن�ش�أ في نطاق كل محافظة لجنة
�أو �أكثر ي�صدر بت�شكيلها �سنويا قرار من وزير العدل ،وتخت�ص اللجنة بنظر المنازعات التي تن�ش�أ
بين الجمعية والجهة الإدارية وال ي�صح انعقاد اللجنة �إال بح�ضور رئي�سها واثنين من �أع�ضائها
و�إمعانا في بطئ �سير الإجراءات بما يقيد حرية الحركة �أ�شارت المادة �إلى �أنه ال تقبل الدعوى
ب�ش�أن النزاع لدى المحكمة المخت�صة �إال بعد �صدور قرار في النزاع المعرو�ض علي اللجنة ،ويكون
رفع الدعوى خالل ال�ستين يوما من تاريخ �صدور القرار وتعد هذه اللجنة والتي يغلب عليها الطابع
الحكومي �أ�شبه بلجان التحكيم الإجباري ،ف�ض ًال علي �أن عدم قبول الدعوى ب�ش�أن النزاع �أمام
المحكمة �إال بعد �صدور قرار من اللجنة المزعومة ال يعد و�أن يكون �سوي قيد ًا رئي�سي ًا علي حق
اللجوء للقا�ضي الطبيعي مبا�شرة وهو ما �أكده حكم المحكمة الد�ستورية في ( الق�ضية رقم 15
ل�سنة 14ق �شئون جل�سة ،1993/5/15وحكم المحكمة الد�ستورية في الق�ضية رقم 180ل�سنة 19
ق �شئون جل�سة « . ) 1998/6/6حيث كفل الد�ستور حق التقا�ضي للنا�س جميع ًا -عدم جواز �إرهاق
الخ�صومة بقيود �إجرائية �أو مالية تتمح�ص �إعناتا تتعثر به الخ�صومة الق�ضائية».
� -4سلب اخت�صا�صات الجمعية العمومية
�إمعانا في فر�ض هيمنة الجهات الإدارية على الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية فالمادة()25
من القانون 84ل�سنة 2002م تمنح للجهة الإدارية الحق في دعوة الجمعية لالنعقاد عن طريق
المفو�ض المعين طبقا للمادة ( )40من القانون في حالة �إذ ما �أ�صبح عدد �أع�ضاء مجل�س الإدارة
ال يكفى النعقاده �صحيح ًا جاز لوزير ال�شئون االجتماعية بعد �أخذ ر�أى االتحاد العام للجمعيات
105
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
والم�ؤ�س�سات الأهلية -ور�أيهم هنا غير ملزم � -أن يعين بقرار م�سبب مفو�ضا من بين الأع�ضاء
الباقين �أو غيرهم عند ال�ضرورة تكون له اخت�صا�صات مجل�س الإدارة ويجب على المفو�ض دعوة
الجمعية العمومية خالل 60يوما النتخابات مجل�س �إدارة جديدة ف�إذ لم تدع لالجتماع خالل هذا
الميعاد اعتبرت مدعوة �إليه بقوة القانون يوم الجمعية التالي لفوات الميعاد الم�شار �إليه -وتنظم
الالئحة التنفيذية لهذا القانون �أو�ضاع هذا االجتماع -وتنتهي مهمة المفو�ض بانتخاب �إدارة
جديدة .
فمن خالل مطالعة هذا الن�ص يت�ضح مدى منهجية الم�شرع في التدخل الدائم في ال�شئون
الداخلية للجمعيات ،فكان من الأجدى �أن تن�ص المادة �سالفة البيان على �أنه حال �إذ ما �أ�صبح عدد
�أع�ضاء مجال�س الإدارة ال يكفي النعقاده �صحيحا تحدد مدة زمنية الجتماع مجل�س الإدارة يكون
بمن ح�ضره من الأع�ضاء وت�صدر قراراته ب�أغلبية الحا�ضرين ويكون من حق هذا المجل�س الدعوى
�إلى عقد جمعية عمومية طارئة االنتخاب مجل�س �إدارة جديد0دون الحاجة �إلى تعين مفو�ض بمعرفة
ل�شئون االجتماعية .
-5التدخل في �شئون مجل�س الإدارة
تتيح المادة ( )34للجهة الإدارية ولكل ذي �ش�أن �إخطار الجمعية بمن ترى ا�ستبعادهم لعدم
توافر ال�شروط الواجب انطباقها على المر�شحين لع�ضوية مجل�س الإدارة وذلك خالل (� )7أيام
التالية لعر�ض مجل�س الإدارة قائمة ب�أ�سماء المر�شحين لع�ضوية مجل�س الإدارة و�إخطار الجهة
الإدارية بالقائمة خالل الثالثة �أيام التالية لذلك وقبل موعد االنتخابات ب�ستين يوما على الأقل.
-6حل الجمعيات بموجب قرار �إداري من الوزير المخت�ص
لم يكتف الم�شرع بكل ما �سبق من تدخالت الجهات الإدارية في ال�شئون الداخلية للجمعيات
الأهلية،بل �أراد �أن تكون الجهات الإدارية هي الحكم والفي�صل والخ�صم في كل �أمور الجمعية فقد
منح ال�سيد وزير ال�شئون االجتماعية مكنة حل الجمعية من خالل ما ن�ص عليه في المادة (،)42
وقد �أورد الم�شرع عدة �أ�سباب �أجاز بها لوزير ال�شئون االجتماعية �سلطة حل الجمعيات الأهلية
وبا�ستطالع تلك الأ�سباب نجدها مليئة بالعبارات الف�ضفا�ضة والمطاطة التي ال يمكن و�ضع تعريف
جامع منع لتك العبرات مثل عبارة ارتكاب مخالفة ج�سيمة للقانون دون تحديد ما هو المق�صود
بالمخالفة الج�سيمة وطريقة قيا�س درجة الج�سامة تلك وكذلك عبارة الآداب والنظام العام وذلك
بالمخالفة لما ا�ستقرت عليه المحكمة الد�ستورية العليا متى �أقرت في �أكثر من مو�ضع على �أن
الأ�صل في الن�صو�ص العقابية �أن ت�صاغ في حدود �ضيقه ل�ضمان �أن يكون تطبيقها محكما فقد �صار
من المحتم �أن يكون تميعيها محظورا.
106
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
107
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
�أع�ضاء التحالف حوالي 250جمعية في 18محافظة وهي (القاهرة ،الجيزة ،حلوان ،القليوبية،
الإ�سكندرية ،ال�سوي�س ،بور�سعيد ،دمياط ،البحيرة ،المنوفية ،الفيوم ،الدقهلية ،كفر ال�شيخ،
�أ�سيوط ،المنيا ،بني �سويف ،الغربية ،الإ�سماعيلية).وقد تو�صل �أع�ضاء التحالف �إلى م�شروع قانون
بديل للقانون .84
و�أخير ًا ،طرحت الحكومة في �شهر �سبتمبر 2009بع�ض التعديالت على قانون الجمعيات الأهلية
الحالي ،والتي تمثل تقييد ومحا�صرة للعمل الأهلي في م�صر ،في انتهاك وا�ضح و�صريح للد�ستور
والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإن�سان.فمن الوا�ضح �أن الفل�سفة الأ�سا�سية التي تقوم عليها
التعديالت هي فل�سفة تقييدية ولي�ست تحريرية� ،إذ يفر�ض الم�شروع المزيد من القيود الم�شددة
على عمل الجمعيات عبر �إحكام �سيطرة وهيمنة الأجهزة التنفيذية والإدارية ،فعلى �سبيل المثال
ت�سلب التعديالت حق الجمعيات في حرية االجتماع والتنظيم والتكوين� ،إذ و�سع من ال�صالحيات
الممنوحة لالتحاد العام للجمعيات ،فقد تم الت�أكيد على �ضرورة ح�صول الجهة الإدارية على موافقة
االتحاد العام في القرارات الم�صيرية والمتعلقة بالجمعية وال�سيما قرارات الحل هذا من ناحية،
ومن ناحية ثانية �أ�شارت التعديالت �إلى و�ضع �إطار تنظيمي للمعونات والمنح الدولية والإقليمية
وذلك بمعرفة من االتحاد العام �أي�ض ًا ،مما يعتبر بمثابة قيود جديدة تفر�ض على التمويل الخارجي
للجمعيات ،الأمر الذي يمكن الجهة الإدارية من �إحكام قب�ضتها بالكامل على العمل الأهلي .في
الوقت الذي تتطلع الدولة فيه لدور �أكبر و�أرحب للمجتمع المدني ،باعتباره �شريك �أ�سا�سي في
عملية التنمية والإ�صالح في مجال الديمقراطية وحقوق الإن�سان .
ومن ال�سلبيات الأخرى للتعديالت الحكومية ،ح�صر ن�شاط الجمعية في ميدان عمل واحد
فح�سب ،و�إعفاء الجمعيات من �ضريبة المبيعات فقط ،في حين كان البد من الن�ص على �إعفائها
من كافة �أنواع الر�سوم وال�ضرائب والجمارك بكل م�سمياتها.ولكن في الوقت ذاته ،ينبغي الإ�شارة
�إلى �أن هناك �أربع نقاط �إيجابية ت�ضمنتها التعديالت ممثلة في� :أو ًال� :إلغاء لجنة ف�ض المنازعات،
وثاني ًا :ال�سماح للجمعيات بتلقي الأموال من داخل م�صر لدعم مواردها ،وفي هذا ال�صدد ،يمكن
لرجال الأعمال والقطاع الخا�ص الدفع في هذا االتجاه� ،إعما ًال لمبد�أ ال�شراكة بين القطاعات
المختلفة .وثالث ًا :تنظيم عمل الجمعيات والمنظمات الأجنبية العاملة في م�صر .ورابع ًا� :إ�سناد
الرقابة على الجمعيات (ذات النفع العام ) للجهاز المركزي للمحا�سبات في �إعمال لمبد�أ ال�شفافية
والمحا�سبة.
108
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
109
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
-ال تبيح هذه االتفاقية للحكومات حظر تكوين النقابات �أو ان�ضمام �أي من العاملين �إليها،
�سواء من موظفي الخدمة المدنية� ،أو العاملين في المن�ش�آت الإدارية واالقت�صادية والخدمية
المملوكة للدولة� ،أو عمال المناطق االقت�صادية الخا�صة (اال�ستثمارية �أو الحرة �أو الجمركية)� ،أو
في مجاالت العمل الأخرى كالزراعة� ،أو الخدمة المنزلية� ،أو العمال الوافدين من بلدان �أخرى ،مع
مالحظة �أنه ،وبموجب المعايير الدولية ،ال يعتبر العاملون في حرا�سة ال�سجون من �أفراد ال�شرطة
الم�ستبعدين من حق تكوين النقابات.
-كما تقر هذه االتفاقية بحماية القيادات النقابية من العزل ،فال يجوز عزل �أو �إيقاف القيادات
النقابية �إال عن طريق المحاكم وبموجب �أحكام ثابتة ونهائية غير قابلة لال�ستئناف.
وبمراجعة الواقع الم�صري ،نجد �أن الحركة النقابية تعاني من حالة ترهل نتيجة ال�ستمرار
القيادات النقابية في مواقعهم عدة عقود من الزمن ،مما �أفقدهم القدرة على و�ضع ت�صورات تتفق
والمتغيرات االجتماعية واالقت�صادية ،وغياب اتحاد العمال ب�سبب عدم وجود ممثلين حقيقيين
للعمال في هذا االتحاد ،حيث تجرى انتخاباته ب�صورة خطيرة يلعب فيها التزوير دورا مهما وبدون
�إ�شراف ق�ضائي مخالفة المادة 41من القانون رقم 35ل�سنة 1976التي تن�ص علي �ضرورة �إ�شراف
لجان ير�أ�سها �أع�ضاء من الهيئات الق�ضائية بدرجة قا�ضي �أو ما يعادلها علي الأقل ير�شحهم وزير
العدل بناء على طلب الوزير المخت�ص ،وقد �صدرت ع�شرات الأحكام الق�ضائية ال�صادرة عن
الق�ضاء الإداري بتزوير وبطالن انتخابات النقابات العمالية عن الدورتين ال�سابقتين و�سيطرة
الحزب الحاكم عليها!!! ،ي�ضاف �إلى ذلك �سيطرة الحكومة على االتحاد منذ ت�أ�سي�سه في يناير
1957وحتى الآن ،واعترفت قياداته �أكثر من مرة ب�أن هذا التداخل مع الدولة من �أجل م�صالح
العمال.
ويمكن بيان �أبرز ال�سلبيات التي يت�ضمنها القانون رقم 35ل�سنة 1976وتعديالته
بموجب القانونين رقم ( )1ل�سنة )12( ،1981ل�سنة 1995على النحو التالي:
�1 .1أخ�ضع القانون النقابات العمالية لو�صاية الوزير المخت�ص وهو وزير القوى العاملة والتدريب
والجهة الإدارية ومديرية القوى العاملة التي يقع في دائرة اخت�صا�صه مقر المنظمة النقابية
(المادة.)1
تماما
�2 .2سلب التعديل الأخير لقانون النقابات العمالية جميع اخت�صا�صات اللجان النقابية ً
ومنحها للنقابات العامة واتحاد العمال فمث ًال المادة « »36من القانون قامت بت�ضييق الخناق
حول المتقدمين للتر�شيح النتخابات النقابات العمالية فت�شترط الفقرة «د» من المادة على
المتقدمين التر�شيح في المنظمة النقابية الأعلى �أو النقابة العامة �أن يكون �أم�ضى دورة نقابية
110
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
�سابقة ع�ضو ًا لمجل�س �إدارة النقابة الأدنى �أي ع�ض ًوا بمجل�س �إدارة اللجنة النقابية ،وتعتبر
م�سلطا على رقبة حرية التر�شيح ،حيث �أ�صبحت مقت�صرة على من يتقدم هذه الفقرة �سي ًفا ً
�أن يكون ع�ضو ًا بمجل�س �إدارة اللجنة النقابية ،وهذه المادة غير د�ستورية لكونها تفتقر لمبد�أ
ً
�شروطا مجحفة . الم�ساواة بين المتقدمين للتر�شيح وت�ضع
3 .3منحت القرارات الوزارية المنفذة للقانون وزير القوى العاملة �سلطات وا�سعة في التدخل في
�شئون الحركة العمالية على هذا النحو :
-أوزير القوى العاملة هو الذي يحدد بقرار منه فئات العاملين الم�ستثناة من ع�ضوية
المنظمات النقابية (قرار وزير القوى العاملة رقم 32ل�سنة . )1976
-بوزير القوى العاملة هو الذي يحدد �شروط و�أو�ضاع التفرغ للقيام بمهام الن�شاط النقابي
ويحدد عدد المتفرغين ل�صالح المنظمات النقابية وف ًقا لعدد المن�ش�أة (قرار وزير القوى
العاملة رقم 348ل�سنة . )1988
-توزير القوى العاملة هو الذي يحدد �أوجه �صرف المبالغ المحكوم بها عن مخالفات �أحكام
قانون النقابات العمالية (قرار رقم 25ل�سنة . )1977
-ثوزير القوى العاملة يحدد ال�شروط والأو�ضاع الواجب توافرها في الدورات الدرا�سية �أو
التثقيفية وفي المهام النقابية ،ويحدد مدة الدورة وعدد العمال في كل دورة ون�سبة العمال
الذين لهم حق الإفادة من الدورات الدرا�سية والمنح الم�شار �إليها (قرار وزير القوى
العاملة رقم 59ل�سنة . )1985
-جوزير القوى العاملة هو المخت�ص ب�إ�صدار الالئحة المالية للمنظمات النقابية وبموجبها
تلتزم المنظمات النقابية في عملها ون�شاطها المالي بالالئحة (قرار وزير القوى العاملة
والتدريب رقم 127ل�سنة .)1989
�4 .4صدر القانون رقم 35ل�سنة 1976وتعديالته الأخيرة مو�ضح ًا المنظمات النقابية المرخ�ص
ومو�ضحا البنيان النقابي و�أهدافه وتكون م�ستوياته وت�شكيالته ومحدد ًا �أهدافه
ً ب�إن�شائها
ومحدد ًا لكل م�ستوى بدء ًا من اللجان النقابية حتى االتحاد العام للعمال اخت�صا�صاته التي
ال يجوز له الخروج عنها ،بل حظر تكوين �أكثر من نقابة عامة لعمال المهن وال�صناعات،
وبالتالي حرم النقابات العمالية من حقها الأ�صيل في و�ضع د�ساتيرها وبرامجها من خالل
جمعياتها العمومية ،الأمر الذي يتعار�ض مع المادة الثالثة من اتفاقية الحرية النقابية وحماية
حق التنظيم رقم 87ل�سنة 1948التي �أكدت حق منظمات العمال في �إعداد لوائحها ونظامها
وعدم تدخل ال�سلطات العامة في تقوي�ض ممار�سة هذا الن�شاط.
111
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
�5 .5أخد القانون بنظام الرقابة المالية المزدوجة على المنظمات النقابية ب�إعطاء االتحاد العام
لنقابات العمال �إلى جانب وزارة القوى العاملة والت�شغيل والجهاز المركزي للمحا�سبات حق
الرقابة المالية على المنظمات النقابية (م. )65
6 .6حظر القانون على �أع�ضاء المنظمات النقابية �إن�شاء جمعيات �أو روابط �أو �صناديق ادخار
�أو زمالة وف ًقا لأحكام قانون الجمعيات والم�ؤ�س�سات الخا�صة �أو �أي قانون �آخر تبا�شر ً
ن�شاطا
تخت�ص �أو تقوم به المنظمة النقابية.
112
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
113
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
وال�سالم االجتماعي رقم 33ل�سنة 1978وعدم احتواء الحزب على ت�شكيالت ع�سكرية �أو
�شبه ع�سكرية ،وعدم قيام الحزب كفرع لحزب �أو تنظيم �سيا�سي في الخارج ،وعدم انتماء �أي
من م�ؤ�س�سي �أو قيادات الحزب وارتباطه �أو تعاونه مع �أحزاب �أو تنظيمات �أو جماعات معادية
�أو مناه�ضة للمبادئ المن�صو�ص عليها.
4 .4ا�شتراط تقديم �إخطار كتابي �إلى رئي�س لجنة �شئون الأحزاب ال�سيا�سية عن ت�أ�سي�س الحزب
موقع عليه من 50ع�ضوا من �أع�ضائه الم�ؤ�س�سين وم�صدق ر�سمي بتوقيعاتهم ،على �أن يكون
ن�صفهم على الأقل من العمال والفالحين ،وهذا القيد
يتعار�ض مع حرية تكوين الأحزاب ،ف�ض ًال عن تحديد ن�سبة خا�صة لفئات معينة يخل بمبد�أ
الم�ساواة الذي ين�ص عليه الد�ستور.
وجاء تعديل القانون رقم 40ل�سنة 1977بالقانون رقم 177ل�سنة ،2005هو الآخر مقيد ًا
للحق في تكوين الأحزاب بت�ضمينه ذات ال�شروط ،بل وا�شترط لت�أ�سي�س حزب �سيا�سي �أن يتم
تقديم �إخطار كتابي �إلى رئي�س لجنة �شئون الأحزاب ال�سيا�سية عن ت�أ�سي�س الحزب موقعا عليه من
�ألف ع�ضو على الأقل من �أع�ضائه الم�ؤ�س�سين م�صدقا ر�سمي ًا على توقيعاتهم ،على �أن يكونوا من
ع�شر محافظات على الأقل وبما ال يقل عن خم�سين ع�ضوا من كل محافظة ،وترفق بهذا الإخطار
جميع الم�ستندات المتعلقة بالحزب ،وب�صفة خا�صة نظامه الأ�سا�سي والئحته الداخلية و�أ�سماء
�أع�ضائه الم�ؤ�س�سين وبيان الأموال التي تم تدبيرها لت�أ�سي�س الحزب وم�صادرها ،وا�سم من ينوب
عن الأع�ضاء في �إجراءات ت�أ�سي�س الحزب.كما �أعطى القانون رقم 177للجنة �شئون الأحزاب نف�س
ال�صالحيات الم�شار �إليها في القانون رقم . 40
و يت�ضح مما �سبق� ،أن الم�شرع في ذات الوقت قد اتخذ منحى مختلف ًا تمام ًا عن هذا الن�ص،
فلم يكتف بتنظيم حق الأفراد في حرية تكوين الأحزاب ال�سيا�سية،بل �صادر هذا الحق وع�صف
به و�أهدره �إلى الحد الذي �أ�صبح تكوين حزب �سيا�سي في ظل ال�شروط المن�صو�ص عليها في
هذا القانون ،وفي ظل اللجنة الإدارية الم�سماة بــ«لجنة �شئون الأحزاب» هي �ضرب ًا من �ضروب
الم�ستحيل ،وقد ت�شكلت هذه اللجنة بموجب القانون رقم 40ل�سنة ،1977فهي التي توافق على قيام
�أو �إن�شاء حزب �أو تعتر�ض على ت�أ�سي�سه ،كما ينتمي غالبية �أع�ضائها �إلى الحزب الوطني الحاكم؛
وهو ما يجعل الحزب بمثابة الخ�صم والحكم في �آن واحد� ،إذ تت�شكل وفقا للمادة الثامنة والمعدلة
بالقانون رقم 177ل�سنة 2005من:
•رئي�س مجل�س ال�شورى ( رئي�س اللجنة ).
•وزير الداخلية.
114
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
115
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
تو�صيات ختامية
�أو ًال :الجمعيات
-1مطالبة الحكومة الأخذ في االعتبار م�شروع القانون الذي �أعدته المنظمة الم�صرية لحقوق
الإن�سان وعدد من المنظمات الأخرى في �شهر نوفمبر ،2008كبديل للقانون الحالي رقم 84
ل�سنة ،((( 2002والذي يقوم على �أ�سا�س المعايير الدولية المعنية بحقوق الإن�سان ،وخا�صة ما
يتعلق بالحق في التنظيم .وفيما يلي بيان ًا بمجموعة من المبادىء العامة لتعديل قانون الجمعيات
والم�ؤ�س�سات الأهلية 84ل�سنة :2002
حرية الت�أ�سي�س وت�سير العمل :
�-أن يكون ت�سجيل الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية فقط ب�إخطار الجهة الإدارية دون الحاجة
للح�صول على ترخي�ص م�سبق ،فالجمعيات تت�أ�س�س بمجرد اتفاق �إرادة م�ؤ�سي�سها ،وال يجوز �أن
ت�شكل �إجراءات الت�أ�سي�س عوائق �أمام ت�أ�سي�س الجمعيات .
� -أن تكون المواد ( )80-54الملغاة من القانون المدني ب�ش�أن الجمعيات هي الأ�سا�س الذي
ترتكن �إليه �أحكام ومواد القانون الجديد.
� -إقرار حرية ت�شكيل الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية دون قيد �أو �شرط باعتبار حق التنظيم من
الحقوق الأ�سا�سية المكفولة في المادتين(55و )56من الد�ستور الم�صري ،وكذلك حظر ا�ستبعاد
�أ�شخا�ص بعينهم من ممار�سة حقهم في االن�ضمام �إلى الجمعيات تحت ذريعة الحرمان من الحقوق
ال�سيا�سية والمدنية .
�-إطالق حرية الجمعيات والمنظمات الأهلية في العمل في كافة الميادين والمجاالت والأن�شطة
االقت�صادية واالجتماعية والمهنية والثقافية والفكرية وال�سيا�سية العامة غير الحزبية ،على �أن
يت�ضمن القانون الجديد تف�سير معنى الن�شاط ال�سيا�سي والنقابي الممنوع على الجمعيات بد ًال من
الالئحة التنفيذية.
�-إلغاء �سلطات الجهة الإدارية في التفتي�ش على الوثائق والم�ستندات ودخول مقار الجمعيات
من قبل موظفيها دون �إخطار .
-العمل على �إعالء �ش�أن واعتبار الجمعية العمومية باعتبارها �صاحبة ال�سلطة الوحيدة
داخل الجمعية وتحديد �أوجه ن�شاطها و�أنظمتها وتعديلها وتكون قراراتها نافذة ،وال يجوز
االعترا�ض عليها �أو على المر�شحين لع�ضوية مجل�س الإدارة من جانب الجهة الإدارية .
- 2مرفق م�شروع القانون
116
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
117
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
-2فتح حوار وطني حول التعديالت المقترحة من قبل الحكومة فيما يخ�ض قانون الجمعيات
رقم 84ل�سنة ،2002على �أن ي�شارك في هذا الحوار مجموعة من ممثلي الحكومة وكذلك منظمات
المجتمع المدني و�أع�ضاء مجل�سي ال�شعب وال�شورى ،وذلك رغبة في الو�صول �إلى قانون يحظى
بتوافق عام �سواء من جانب الحكومة �أو من جانب الجمعيات ،ويمنع تكرار االنتقادات التي تجابه
قانون . 2002
-3العمل على زيادة دور الجمعيات الأهلية وم�ؤ�س�سات المجتمع المدني في �صنع القرار ،و�إن�شاء
عالقة �شراكة بينها وبين الدولة ولي�ست عالقة تبعية ،وتغيير المفاهيم والمعايير القديمة في
عمل ون�شاط الجمعيات الأهلية ،و�صو ًال �إلى مجتمع مدني قوي قادر على الم�ساهمة في تعزيز قيم
الديمقراطية وحقوق الإن�سان .
-4العمل على تر�سيخ مفهوم ديمقراطي للعمل الأهلي في م�صر ،ور�صد م�شكالته ،والت�ضامن
فيما بين الجمعيات الأهلية لمواجهة هذه الم�شكالت .وتبادل الخبرات بينها للم�ساعدة على
ت�أهيلها لمواجهة المتغيرات الجديدة� .إذ تعاني بع�ض الجمعيات من مواطن للخلل ومن بينها ،قيام
�أغلب المنظمات على ال�شخ�صنة والمركزية في القرار ،وغياب ثقافة التطوع ،وغياب ال�شفافية
والمحا�سبة .يذكر �أنه في هذا الإطار قد طرحت المنظمة الم�صرية لحقوق الإن�سان مدونة �سلوك (
ميثاق �شرف �أخالقي �أو قواعد �سلوكية للممار�سة الديمقراطية ) للجمعيات الأهلية ،وت�ؤكد المدونة
�أهمية ت�أ�سي�س المنظمات الأهلية على �أ�سا�س ديمقراطي ،و�أن تعمل وفق لمجموعة من الأ�س�س تتمثل
في :تحقيق وتعزيز التحول الديمقراطي ودعم التعددية ال�سيا�سية والفكرية والم�شاركة في �إدارة
118
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
ال�ش�أن العام ،وال�سعي �إلى تحرير الم�ؤ�س�سات والمنظمات الأهلية من القيود القانونية ،بما ي�سمح
بحرية تكوين الجمعيات والمنظمات الأهلية بالإخطار ،و�إزالة القيود الإدارية التي تكبل �أن�شطتها،
والعمل على تعزيز حريات الر�أي والتعبير والتجمع ال�سلمي وحق التنظيم،والعمل على تعزيز
قيم ومبادئ حقوق الإن�سان وفق ًا للمواثيق الدولية لحقوق الإن�سان ال�صادرة عن الأمم المتحدة،
وااللتزام ب�أهداف الألفية للتنمية وتوجيه الجهود لمحاربة الفقر ،وااللتزام بمبد�أ الم�ساواة �أمام
القانون ومبادئ مكافحة كافة �أ�شكال التمييز ،والعمل على تعزيز م�شاركة المر�أة في المجتمع،
وحماية حقوق الأقليات ،وااللتزام بمبد�أ ال�شفافية والمحا�سبة.
119
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
120
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
121
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
122
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
محكمة الق�ضاء الإداري ،وحق الطعن في �أحكامها �أمام المحكمة الإدارية العليا.
ومن ناحية �أخرى ،ينبغي �أن يكون ال�شعب وحده الحكم على فاعلية �أي حزب وجدارته باال�ستمرار
�-إما بااللتفاف حوله �أو االنف�ضا�ض عنه -وهو ما يقت�ضي قطيعة نهائية مع كافة ال�شروط التحكمية
المبتدعة ,مثل ا�شتراط «تميز» برنامج الحزب! ،كما ينبغي على الأحزاب ال�سيا�سية تعديل نظامها
الداخلي ،وتحديد مدة رئا�ستها ،وتفعيل �آليات الممار�سة الديمقراطية داخلها .
123
الورقة امل�صرية حول
حق التجمع والتنظيم
124
الورقة المغرب ّية حول
حق التجمع والتنظيم
الجمعيات والنقابات والأحزاب
تقديم
منذ اال�ستقالل ال�سيا�سي للمغرب �صدرت مجموعة من القوانين في الجريدة الر�سمية تحت
عنوان « مدونة الحريات العامة» وهو عنوان ال يخلو من بع�ض المبالغة ،لأن الأمر ال يتعلق بمدونة
بالمعنى الدقيق ،بقدر ما هي مرتبطة بتقنيات مختلفة متقاربة فيما بينها ومنطوية تحت عنوان
جد طموح.
�إن هذه «المدونة» لم تتناول �سوى ثالث حريات :حرية الجمعيات والأحزاب ال�سيا�سية وحرية
التجمعات العمومية ثم قانون ال�صحافة ،في حين ن�ص ظهير 1957قبل ذلك على الحرية
النقابية.
�أما الحريات الأخرى كالحريات ال�سيا�سية ،وكذا الحريات ذات الطابع االقت�صادي واالجتماعي،
فقد خ�ص�صت لها فيما بعد قوانين د�ستورية ومدونات جديدة ،كما امتدت على مجموع تراب
المملكة �أهم الن�صو�ص التي �أقرتها الحماية الفرن�سية مند .1913
وعن �سمات هذا القانون ،نرى �أنه جاء ليمتع المغاربة بالحريات الأ�سا�سية وذلك بتكييفه مع
الإطار العام ال�سيا�سي للمغرب الم�ستقل.
بهذا المعنى يمكن القول �أن قانون 1958يمثل في المغرب الم�ستقل ،ما كان يمثله ظهير 27
�أبريل 1914بالن�سبة للحماية الفرن�سية� ،أي الميثاق الأ�سا�سي ،وهذا ما يف�سر تطابق الن�صين من
حيث ال�شكل وال�صياغة وكذا التقنيات التي ا�ستوجبت من القانون الفرن�سي ل�سنة 1901بالن�سبة
للجمعيات ،وقانون 1881بالن�سبة للتجمعات وال�صحافة.
�إن هذا االقتبا�س الت�شريعي – الإ�ضافة �إلى الج�سر الذي يمده بين التقنيين جاء لي�ضمن
ا�ستمرارية ت�شريعية قادرة على ت�سهيل عملية خ�ضوع الأفراد والجماعات للمقت�ضيات الجديدة،
لكن قانون 1958الذي طبع بنفحة ليبرالية �أمالها التاريخ الخاطف لبداية اال�ستقالل� ،سوف
ي�سجل تراجعا بعد تعديل �سنة ،1973هذا التعديل الذي �سجل عدة ثغرات قانونية وجب تداركها.
وهذا ما ذهب �إليه الم�شرع عند تتميم وتعديل قانون الحريات العامة بموجب القانون رقم
75.00ال�صادر الأمر بتنفيذه بموجب القانون رقم 1.02.206بتاريخ 23يوليوز.2002
127
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
مذكرة تقديم
تعد حرية التجمعات باعتبارها المبد�أ الأ�سا�سي الذي يرتكز عليها الحق النقابي ،والحق
في ت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية والجمعيات ،من بين الحقوق الد�ستورية المعترف بها لفائدة
المواطنين �أو فئات من المواطنين وهذا ما �أقرته جميع الد�ساتير المغربية في ف�صلها الثالث:
«الأحزاب ال�سيا�سية والمنظمات النقابية والجماعات المحلية والغرف المهنية ت�ساهم في تنظيم
المواطنين وتمثيلهم ،ونظام الحزب الوحيد نظام غير م�شروع».
هكذا �صدرت منذ اال�ستقالل مجموعة من الن�صو�ص القانونية بمثابة تعريف للمبد�أ الد�ستوري،
حيث عرف الحق النقابي تنظيما قانونيا منذ 16يوليوز ،1957كما �صدر قانون 15نوفبر ،1958
المتعلق بالجمعيات والأحزاب ال�سيا�سية ،قبل �أن يفرد الم�شرع ن�صا خا�صا بهذه الأخيرة بمقت�ضى
قانون رقم 04- 36ال�صادر في 14فبراير .2006
فما هي نقاط القوة وال�ضعف في هذه الأنظمة ؟
128
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
129
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
130
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
131
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
•�أهلية التقا�ضي :ين�ص الف�صل العا�شر من قانون النقابات على مايلي « :تتمتع النقابات
المهنية الم�ؤ�س�سة ب�صفة قانونية بالأهلية المدنية ،كما لها الحق في اقامة الدعاوى ولها
�أن تطالب لدى جميع المحاكم بالحقوق التي يتمتع بها القائم بالدعاوى المدنية فيما يتعلق
بالأعمال التي تم�س ب�صفة مبا�شرة �أو ب�صفة غير مبا�شرة بالم�صلحة الجماعية للمهنة التي
تمثلها هذه النقابات».
-حدود الأهلية القانونية للنقابة:
تتمثل هذه الحدود في �إمكانية حل النقابات المهنية ،وما يترتب عنه من �آثار قانونية تتعلق
بت�صفية �أموالها ،ناهيك عن العقوبات الناجمة عن عدم احترام هذه الحدود القانونية.
-حل النقابات المهنية:
ين�ص الف�صل 22من قانون النقابات على مايلي « :يمكن �أن تحل النقابات ب�أمر من ال�سلطة الق�ضائية
بطلب من وكيل الملك في حالة مخالفة هذا القانون �أو القوانين الأ�سا�سية الخا�صة بالنقابات» .كما
ين�ص الف�صل 9من القانون نف�سه على �أنه « :في حالة ما �إذا حلت النقابة باختيار منها �أو بموجب
قوانينها الأ�سا�سية �أو بحكم �أ�صدرته العدالة .»...ي�ستفاد مما �سبق� ،أن الحل يكون اما:
-ب�إرادة الأع�ضاء.
-الحل االختياري للنقابة.
-الحل الق�ضائي للنقابة المهنية .وهذه �أهم ميزة يمتاز بها قانون النقابات ،فعالوة على �إقراره
مبد�أ حرية ت�أ�سي�س النقابات المهنية ،فقد �أقر مبد�أ الحل بحكم ق�ضائي وذلك عمال باالتفاقيات
الدولية والعربية في هذا الباب.
-الحاالت التي ت�ستوجب حل النقابة:
•حالة مخالفة القانون الأ�سا�سي للنقابة.
•حالة مخالفة مقت�ضيات القانون المنظم للنقابات.
� -آثار حل النقابة:
ين�ص الف�صل 9من قانون النقابات على �أنه « :في حالة ما �إذا حلت النقابة باختيار منها �أو
بموجب قوانينها الأ�سا�سية �أو بحكم �أ�صدرته العدلية ،ف�إن �أموالها تفوت طبقا لما جاء في قوانينها
الأ�سا�سية و�إال ح�سب القواعد التي حددها المجل�س العام واليجوز في �أية حالة من الأحوال �أن توزع
تلك الأموال على �أع�ضاء هذه النقابة».
�أما بخ�صو�ص العقوبات المقررة ب�سبب عدم احترام النقابات للقانون ،نجد �أنّ الم�شرع لم
132
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
يحدد الحاالت التي يتعين فيها فر�ض هذه العقوبات لذلك وجب ا�ستنتاجها من روح ن�ص القانون
نف�سه .وهذه الحاالت هي كالتالي:
•كل من �أ�س�س نقابة بدون احترام مقت�ضيات الف�صل 3من هذا القانون.
•كل من تقدم بت�صريح يت�ضمن بيانات غير �صحيحة لمغالطة ال�سلطات المخت�صة.
•توزيع �أموال النقابة المنحلة على �أع�ضائها.
•عدم توجيه النقابة �إلى ال�سلطة المحلية بطلب منها قائمة تت�ضمن تف�صيل ما تملكه من
المنقوالت �أو العقارات.
•القيام بالأعمال التي خولها الف�صل 17من دون �أن يكون م�سموحا بها من قبل القوانين
الأ�سا�سية.
•عند الإخالل بمقت�ضيات القانون ال�صادر في 23يونيو 1916ب�ش�أن المحافظة على الملك
ال�صناعي.
133
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
134
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
-الئحة الأع�ضاء المكلفين ب�إدارة الجمعية �أو ت�سييرها ون�سخة من بطائقهم الوطنية� ،أو بطاقة
الإقامة بالن�سبة للأجانب ون�سخة من بطائق ال�سجل العدلي (عو�ضت فقط بالئحة ال�سوابق)
وتقدم ثالثة نظائر من هذه الوثائق �إلى مقر ال�سلطة الإدارية المحلية التي توجه ثالثة منها
�إلى الأمانة العامة للحكومة.
ويم�ضي �صاحب الطلب ت�صريحه وكذا الوثائق الم�ضافة �إليه وي�شهد ب�صحتها وتفر�ض على كل
من القوانين الأ�سا�سية والئحة الأع�ضاء المكلفين ب�إدارة الجمعية �أو ت�سييرها حقوق التنبر الم�ؤداة
بالن�سبة للحجم با�ستثناء نظيرين.
�إن البيانات المت�ضمنة في الت�صريح ال تخول الجمعية �إمكانية االعتراف القانوني فقط ،بل
تمنحها حرية تميزها عن غيرها وتتخذ هذه الحرية ثالثة وجوه :
-حق الم�ؤ�س�سين في و�ضع القوانين الأ�سا�سية والداخلية لجمعيتهم
-الحق في اال�سم والعالمة المميزة
وكل تغيير يطر�أ على ت�سيير الجمعية �أو �إداراتها �أو �أهدافها وقانونها الأ�سا�سي �أو بكل فرع
من فروعها ،يجب �أن يتقدم ب�ش�أنه ت�صريح في �أجل ال يتعدى 15يوما ،وفق ال�شروط وال�شكليات
المن�صو�ص بخ�صو�صها على الت�صريح الأول ،ومن االعتراف القانوني بالجمعية �أو ت�سليم الإدارة
للو�صل بعد ت�سلم الت�صريح ،فقد كان مع قانون 1958يخلق م�شاكل تتعلق بعدم �إلزام الإدارة ب�أجل
لت�سليم الو�صل باالعتراف ،لهذا �سارع قانون 75.00ال�صادر 23يوليوز � ،2003إلى �إلزام الإدارة
بت�سليم و�صل م�ؤقت مختوم عن كل ت�صريح� ،أما الو�صل النهائي في�سلم داخل �أجل �أق�صاه 30يوما
وعند عدم ت�سليمه داخل هذا الأجل جاز للجمعية �أن تمار�س ن�شاطها وفق الأهداف الم�سطرة في
قوانينها الأ�سا�سية.
هذا وبالإ�ضافة �إلى الآثار القانونية للت�صريح ،ف�إنه ينتج �آثارا مادية كذلك ،فالجمعية التي
قدمت الت�صريح وح�صلت على الو�صل بالإيداع ،ت�صبح متمتعة بال�شخ�صية المعنوية التي ت�ؤهلها
للقيام بالت�صرفات التالية دون حاجة �إلى �إذن خا�ص :
�أوال� :أن تترافع �أمام المحاكم
ثانيا� :أن تتلقى من �أع�ضائها واجبات االنخراط وكذا اال�شتراكات ال�سنوية �أو .........تحل
محل اال�شتراكات لكن تعينه لها حدا �أدنى �أو �أق�صى.
ثالثا � :إعانات القطاع الخا�ص
رابعا :الم�ساعدات التي يمكن �أن تتلقاها الجمعية من جهات �أجنبية مع مراعاة مقت�ضيات
الف�صلين 17و 32مكرر من هذا القانون.
135
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
136
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
-وعن ات�ساع �أهلية الجمعيات لمعترف لها ب�صفة النفع العام ن�ص القانون على التدابير
التالية:
�أوال� :أن جميع الأموال المنقولة التي تملكها الجمعية يجب �أن تحول �إلى �سندات مالية م�سجلة
تودع با�سم الجمعية ،وال يجوز تفويت هذه ال�سندات �أو تحويلها �أو ا�ستعمالها القتناء �سندات �أخرى
�أو عقارات �إال ب�إذن من الوزير الأول «الف�صل . »12
ثانيا :كل عقار ينتقل �إلى الجمعية بو�صية �أو هبة ،وال يكون �ضروريا ل�سيرها يجب �أن يباع
ويحول ثمنه �إلى �سندات مالية م�سجلة تنطبق عليها الأحكام المذكورة في الفقرة ال�سابقة « الف�صل
. »13
الجمعيات الأجنبية :
يعرف الف�صل 21من قانون الجمعيات ،الجمعيات الأجنبية على النحو التالي « :تعتبر جمعيات
�أجنبية بمعنى هذا القانون ،كيفما كان ال�شكل الذي يمكن �أن تت�سر وراءه ،الهيئات التي لها مميزات
جمعية ولها مقر في الخارج �أو يديرها بالفعل �أجانب ومقرها في المغرب� ،أو يكون لها م�سيرون
�أجانب �أو ن�صف �أع�ضائها من الأجانب».
�إن هذا التعريف يقيم معيارين :ترابي و�شخ�صي
�أوال؛ المعيار الترابي� :إن كل جمعية تعتبر �أجنبية لمجرد وجود مقرها في الخارج� ،أيا كانت
جن�سية �أع�ضائها حتى ولو كانوا ب�أكثريتهم �أو بكليتهم مغاربة .لأن الجمعية التي يكون مقرها في
بالد �أجنبية يجب �أن تخ�ضع لقانون تلك البالد.
ثانيا؛ المعيار ال�شخ�صي :يطبق هذا المعيار على الجمعيات التي يوجد مقرها في المغرب ،وهو
ي�شتمل الأحوال الآتية:
�1 .1إذا كان الذين يديرون الجمعية في الواقع هم �أجانب والمق�صود هنا الحاالت التي يكون
فيها المعنيون بمقت�ضى قانون الجمعية لإدارتها مغاربة ،لكن الذين يبا�شرون الإدارة فعال
هم �أجانب يت�سترون وراءهم .وتعيين هذه الحالة م�س�ألة تقديرية بحثة ،ت�ستنتج من الأدلة
الواقعية.
�2 .2إذا كان الأ�شخا�ص الم�سندة �إليهم الإدارة ب�صورة ر�سمية هم �أجانب ،لكن ال يمكن �أن تطبق
هنا الأحكام الخا�صة بالحالة الأولى� .أي �أنه �إذا كان المديرون المعنيون هم �أجانب وكانت
الإدارة الفعلية في يد مغاربة وجب �أي�ضا اعتبار الجمعية �أجنبية.
�3 .3إذا كان ن�صف �أع�ضاء الجمعية �أجانب .والم�سالة هنا م�س�ألة واقع وال عبرة لجن�سية المديرين،
�سواء كانوا مغاربة �أو �أجانب.
137
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
138
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
139
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
140
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
141
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
خال�صات �أ�سا�سية
�أوال:
االرتباط الع�ضوي بين م�ستوى الحريات العامة بالمغرب ،وبين الواقع ال�سيا�سي و�أ�سا�سا م�سالة
الديموقراطية ،فالجيل الأول لهذه الحريات خالل نهاية الخم�سينات كان حامال لنف�س ليبيرالي
قوي ،كتعبير عن الأجواء العامة التي خلقتها فكرة بناء دولة اال�ستقالل وثقافة الحركة الوطنية.
وبعد االنحبا�س الذي عرفته الحياة ال�سيا�سية منذ �أوا�سط ال�ستينيات �ستدخل تعديالت على
قوانين الحريات العامة عام ,1973وهي التعديالت التي �ستعمل على تقلي�ص الكثير من هوام�ش
الحرية والليبيرالية داخل الن�صو�ص المنظمة لحريات التجمع والجمعيات وال�صحافة .بعد ذلك
كان من الطبيعي في �سياق االنفتاح ال�سيا�سي الذي عا�شه المغرب مذ بدايات ت�سعينيات القرن
الما�ضي والذي توج بت�شكيل حكومة التناوب عام � ،1998أن تتم مراجعة العديد من الن�صو�ص ذات
العالقة مع الحريات العامة و�أ�سا�سا قوانين ال�صحافة والجمعيات ،والتي تم ت�ضمينها العديد من
المقت�ضيات االيجابية تعميقا لالنفتاح والحرية.
ثانيا:
منذ �أكثر من عقدين من الزمن� ،شكل المجتمع المدني المغربي �شريكا �أ�سا�سا للدولة
وللأحزاب ال�سيا�سية في النقا�ش واالقتراح والترافع المتعلق بتطوير قوانين الحريات العامة ،حيث
تم ت�أ�سي�س ن�سيج مدني للدفاع عن تغيير قانون الحريات العامة خالل نهاية الت�سعينيات ،و�ساهمت
هذه ال�شبكة بحيوية في التعديالت التي لحقت هذه القانون .وال�شيء نف�سه بالن�سبة للنقابة الوطنية
لل�صحافة والتي رافقت وزارة االت�صال وفدرالية النا�شرين في كل النقا�ش والمبادرات الت�شريعية
التي عرفها قانون ال�صحافة.
ثالثا:
بالإ�ضافة �إلى النقا�ش الذي يظل حا�ضرا بقوة حول الحريات العامة بمغرب اليوم ،يعرف
المجتمع في ال�سنوات الأخيرة �إرها�صات �أولى لنقا�ش حول ما �صار يعرف بالحريات الفردية وهو
ما ي�ؤ�شر على احد التحوالت التي تعرفها م�سالة الحرية داخل المجتمع المغربي وبروز قيم
«الفرد».
رابعا:
�أ�صبح النقا�ش والجدل حول الحريات العامة� ،أكثر تركيبا وتعقيدا في مغرب اليوم� ،إذ لم يعد
يقت�صر على حل معادلة الحرية-ال�سلطة ،بل �أ�صبح المجتمع حا�ضرا في معادلة الحريات العامة.
142
الورقة املغربية حول
حق التجمع والتنظيم
وهي معادلة �أ�صبحت بمتغيرات ثالثة (الحرية،ال�سلطة،المجتمع) ،كما يبرز بو�ضوح في النقا�ش
حول ق�ضية ال�صحافة ،حيث �أ�صبحت الم�سالة تطرح ب�صيغة واجبات ال�صحافة اتجاه المجتمع
ولي�س فقط حقوق ال�صحافة اتجاه ال�سلطة.
خام�سا:
تعرف الحريات العامة ببالدنا ات�ساعا في رقعة التقنين ،فبعد قانون الأحزاب ،يتم الحديث
عن م�شروعي قانون النقابات والقانون التنظيمي للإ�ضراب.
�ساد�سا:
ثمة وعي بان الجواب الت�شريعي والقانوني جد مهم لت�أ�صيل الحرية وتقنينها ،لكنه يبقى غير
كاف ،لذلك هناك دائما نقا�ش مواز حول ق�ضايا الأخالقيات ومدونات ال�سلوك .ال�شيء الذي
يعك�س التوجه نحو �إ�شراك المعنيين �أنف�سهم في تح�صين ممار�سة الحريات العامة ،وهذا ما يبدو
وا�ضحا في اقتراح خلق مجل�س وطني للحياة الجمعوية ،ومجل�س وطني لل�صحافة.
143
الورقة اليمن ّية حول
حق التجمع والتنظيم
الجمعيات والنقابات والأحزاب
�أ.با�سم ال�شرجبي
رئي�س لجنة الحقوق والحريات في نقابة المحامين اليمنيين
الورقة اليمنية حول
حق التجمع والتنظيم
مقدمة
تندرج �ضمن منظمات المجتمع المدني وفق ًا للد�ستور اليمني الأحزاب والتنظيمات ال�سيا�سية
والنقابات المهنية والمنظمات غير الحكومية ،حيث تن�ص المادة ()58من الد�ستور على انه:
«للمواطنين في عموم الجمهورية بما ال يتعار�ض مع �أحكام ن�صو�ص الد�ستور الحق في تنظيم
�أنف�سهم �سيا�سياً ومهنياً ونقابياً والحق في تكوين المنظمات العلمية والثقافية واالجتماعية
واالتحادات الوطنية بما يخدم �أهداف الد�ستور،وت�ضمن الدولة هذا الحق كما تتخذ جميع
الو�سائل ال�ضرورية التي تمكن المواطنين من ممار�سته ،وت�ضمن كافة الحريات للم�ؤ�س�سات
والمنظمات ال�سيا�سية والنقابية والثقافية والعلمية واالجتماعية»
يتب ّين من ن�ص الد�ستور �أن الحق في التنظيم ال يخ�ضع لأية قيود ،بما في ذلك القيود القانونية،
واتى القانون رقم ()66ل�سنة 1991م ب�ش�أن الأحزاب والتنظيمات ال�سيا�سية ال�صادر في ظل الزخم
الوحدوي معبر ًا عن الن�سق الحقوقي نف�سه وغير مقيد في الحق في ت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية،
وحرية ن�شاطها ،لكن االنتكا�سة التي �أ�صيبت بها العملية الديمقراطية في اليمن بعد حرب 1994م
قد انعك�ست على الت�شريعات ال�صادرة بعد هذه الحرب ،ومن ذلك الالئحة التنفيذية لقانون
الأحزاب والتنظيمات ال�سيا�سية والقانون رقم ( )66ب�ش�أن النقابات العمالية والقانون رقم ()1
ل�سنة 2001م ب�ش�أن الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية وقرار مجل�س الوزراء رقم( )129ل�سنة 2004م
ب�ش�أن الالئحة التنفيذية للقانون� ،إذ �أتت هذه الت�شريعات مقيدة للحق في حرية التنظيم وحرية
وعطلت الحق الد�ستوري في حرية تكوين منظمات المجتمع المدني ن�شاط منظمات المجتمع المدني ّ
وفر�ض و�صاية الإدارة الحكومية على ت�أ�سي�سها عبر الترخي�ص والإ�شراف على ن�شاطها والتدخل في
�ش�ؤونها من خالل لجنة �ش�ؤون الأحزاب والتنظيمات ال�سيا�سية ووزارة ال�ش�ؤون االجتماعية والعمل.
يوجد في اليمن ( )22حزبا منها (� )8أحزاب معار�ضة (� )6أحزاب منها في �إطار اللقاء
الم�شترك ،وبقية الأحزاب ت�شكل كتلة للدفاع عن الحزب الحاكم وال�سيا�سات الحكومية – معار�ضة
المعار�ضة – ون�شاطها �أقرب �إلى الن�شاط الذهني ال ا�أثر له في الواقع ،وفقدت معظم النقابات
ا�ستقالليتها وهي تعمل تحت و�صاية الأجهزة الأمنية.
ثمة عدد كبير من المنظمات غير الحكومية :الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية ،ويقدر عددها
بحوالي خم�سة �ألف منظمة ،غير �أنها بالأ�سا�س جمعيات خيرية وقروية ،ومنها ما ين�شط في مجال
الديمقراطية وحقوق الإن�سان .المنظمات المدعومة من ال�سلطة هي واجهات لأفراد وعوائل
الجماعة الحاكمة و�أجهزتها الأمنية.
147
الورقة اليمنية حول
حق التجمع والتنظيم
لما كان الد�ستور اليمني في مادتيه ( )5،58يجعل النظام ال�سيا�سي قائم ًا على التعددية
ال�سيا�سية والحزبية ،فان ذلك يعني كفال حق المواطنين معار�ضة الحكم بالطرق والأ�ساليب
ال�سلمية ،وفي مقدمة ذلك عبر ممار�سة الحق في التجمع ال�سلمي� ،إ ّال �أن الد�ستور لم ين�ص
على هذا الحق و�صدر القانون رقم ( )29ل�سنة 2003م ب�ش�أن المظاهرات والم�سيرات مت�ضمن ًا
المداخل العملية لتعطيل الحق ،بخا�صة في المادتين ( )5،3من القانون ،حيث ا�شترط القانون في
المادتين �إبالغ الجهات الحكومية (وزارة الداخلية) بوقت التجمع وم�ساره ومكانه ،و�إرفاق ن�سخة
من ال�شعارات التي �سيتم رفعها ،كما �أعطى القانون الحق للجهات الأمنية �إعاقة ممار�سة هذا الحق
عبر تغيير موعد التجمع ومكانه وخط �سيره.
وعلى الرغم من �أن القانون ال ي�شترط الترخي�ص �إ ّال �أن التجمعات ال�سلمية تتعر�ض على امتداد
ثالث �سنوات للقمع بحجة القيام بتجمعات غير مرخ�صة ،وذهب �ضحية ذلك الع�شرات من القتلى
والجرحى واعتقال الآالف ومحاكمة المئات من الن�شطاء ال�سيا�سيين ،بخا�صة في المحافظات
الجنوبية من اليمن.
وفي هذا التقرير �سيتم تناول الو�ضع القائم للمنظمات غير الحكومية والنقابات والأحزاب من
حيث الت�شريع والممار�سة واقتراح التدابير المطلوبة لكفال الحق في حرية التنظيم وبح�سب ما
ي�سمح به المقام هنا.
148
الورقة اليمنية حول
حق التجمع والتنظيم
149
الورقة اليمنية حول
حق التجمع والتنظيم
وتقوم الوزارة ب�إيقاف ال�صرف من ح�سابات المنظمات لدى البنك �أو حجزها بمنع هيئة المنظمة
المخولة بالت�صرف ب�أموال المنظمة من حق ال�صرف ،وينفذ البنك �أوامر الوزارة المخالفة للقانون
وقواعد التعامالت البنكية.
يخ�ضع قانون الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية في اليمن ن�شاط المنظمات غير الحكومية للرقابة
الحكومية ،ويعطي للإدارة الحكومية ممثلة بوزارة ال�ش�ؤون االجتماعية والعمل� ،سلطة على هذه
المنظمات والتدخل في �ش�ؤونها ،ومن ذلك :الرقابة على �أو�ضاع الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية
وعلى �أن�شطتها (م )6من القانون ،دعوة الجمعية العامة للجمعية لالنعقاد (م )31،34من القانون،
�إلغاء قرارات هيئات المنظمات (م،4و )47من القانون ،مراجعة وفح�ص الأعمال المالية والإدارية
للمنظمة واتخاذ الإجراءات �ضدها (م )4من القانون� ،إلزام المنظمات بموافاة الوزارة بالتقارير
عن �أعمالها (م )12من القانون ،الرقابة على جدول �أعمال الجمعيات العامة (م)31من القانون،
وغير تلك من ال�صالحيات التي تجعل الإدارة الحكومية و�صية على المنظمات غير الحكومية.
�إذن التنظيم القانوني لم يعترف للمنظمات غير الحكومية من جمعيات وم�ؤ�س�سات بحرية
الت�أ�سي�س ،ويخ�ضع ن�شاطها للرقابة ال�سابقة والالحقة من قبل الإدارة الحكومية ،وفر�ض هذا
الت�شريع القيود على حرية التنظيم بموجب القانون والئحته التنفيذية.
�أجاز القانون حل الجمعيات والم�ؤ�س�سات الأهلية بناء على دعوى حكومية� ،إذ تن�ص المادة
( )44من القانون على انه« :يجوز للوزارة برفع دعوى بحل الجمعية �أو الم�ؤ�س�سة الأهلية �إلى
المحكمة المخت�صة في حالة قيام الجمعية �أو الم�ؤ�س�سة بارتكاب مخالفة ج�سيمة لأحكام هذا
القانون والقوانين النافذة» ..وهنا يالحظ �أن القانون ي�ؤكد و�صاية وزارة ال�ش�ؤون االجتماعية
والعمل على المنظمات غير الحكومية ويعطيها �سلطة لل�ضغط على المنظمات برفع دعاوى ق�ضائية
لحلها بدون تحديد لأ�سباب الحل ،وترك ذلك لتقدير الإدارة الحكومية ،ثم تو�سعت الحكومة
بمبررات الحل وفقا للمادة ( )124من الالئحة التنفيذية للقانون مع ترك المق�صود بالمخالفات
الج�سيمة دون تحديد.
يفر�ض القانون عقوبات جنائية على القائمين بت�سيير �أعمال المنظمات غير الحكومية ب�سبب
مخالفات مدنية – �إدارية� ،إذ تن�ص المادة ( )68من القانون على �أن« :يعاقب بالحب�س مدة ال
تزيد على �سنة �أو بغرامة مالية ال تزيد على ( )100000ريال كل من:
ال مما يلزمه القانون بتقديمه �أو بم�سالة ي�شتمل -1حرر �أو قدم �أو م�سك محرراً �أو �سج ً
على بيانات كاذبة مع علمه بذلك وكل من تعمد �إعطاء بيانات مما ذكر لجهات غير مخت�صة �أو
تعمد �إخفاء بيان يلزمه القانون ب�إثباته للجهات المخت�صة.
150
الورقة اليمنية حول
حق التجمع والتنظيم
-2با�شر ن�شاطا للجمعية �أو الم�ؤ�س�سة يجاوز الغر�ض الذي �أن�شئت من اجله �أو انفق �أموالها
في ما ال يحقق هذا الغر�ض....
-3ا�شترك في موا�صلة ن�شاط الجمعية �أو الم�ؤ�س�سة التي �صدر قرار بحلها »....
والمادة ()69تفر�ض العقوبة نف�سها على كل من ي�سمح لغير الأع�ضاء باال�شتراك في �إدارة
الجمعية �أو الم�ؤ�س�سة �أو في مداوالت الجمعية العمومية بدون قرار من الهيئة الإدارية �أو جمع
تبرعات خالفا للأو�ضاع والحاالت التي يجيزها القانون� ،أو حاول الإ�ساءة �أو الم�سا�س ب�سمعة
المنظمة ،وتقرر المادة ( )70من القانون العقوبة الجنائية على كل مخالفة لأحكام القانون �أو
الئحته التنفيذية �أو القرارات ال�صادرة في �ش�أنه.
من خالل المواد ( )68،69،70من القانون يتبين انه يفر�ض عقوبات جنائية على مخالفات
�إدارية �أو على �أفعال غير محددة ،وذلك بق�صد مالحقة الن�شطاء في هذا المجال وجعل العمل
لخدمة المجتمع باه�ض الثمن.
نمط العالقة ال�سائد بين الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية هو التنافر وعدم القبول،
وت�سعى الحكومة لل�سيطرة على هذه المنظمات �أو التعامل معها كخ�صم وحرمانها من الدعم المالي
والتحري�ض عليها عبر و�سائل االعالم والم�ساجد وغيرها من و�سائل التحري�ض.
مما تقدم يتبين �أن الت�شريع النافذ في اليمن والممار�سة العملية تجعل المنظمات غير
الحكومية تحت و�صاية الإدارة الحكومية� ،إذ يخ�ضع �إن�شا�ؤها لنظام الترخي�ص وتمار�س الحكومة
�سلطة الرقابة والو�صاية على �أعمال المنظمات ون�شاطها ومن ذلك :تجميد قرارات هيئاتها �أو
�إلغاء هذه القرارات ،االنتقا�ص من �أهلية المنظمات ك�شخ�صيات اعتبارية م�ستقلة للتعامل مع الغير
�أو الت�صرف ب�أموالها ،والو�صاية على �أدائها لمهامها وانتخاب هيئاتها وتجميد ن�شاطها وطلب حلها
وفر�ض العقوبات الجنائية على العاملين فيها.
151
الورقة اليمنية حول
حق التجمع والتنظيم
النقابات
وفق ًا للنهج الت�شريعي �أ�صبح من حق كل مواطن اال�شتراك في تكوين النقابات واالن�ضمام �إليها مع
الآخرين وذلك للإ�سهام في تعزيز م�صالحه االقت�صادية واالجتماعية وحمايتها وعدم �إخ�ضاع ممار�سة
هذا الحق لأية قيود غير تلك التي ن�ص عليها الد�ستور بالإ�ضافة �إلى حق ممار�سة النقابات لن�شاطها
بحرية وا�ستقالل وعدم جواز تدخل الجهات الحكومية في �ش�ؤون النقابات مطلق ًا � .إال �أننا قبل الحديث
عن مدى التزام الدولة تطبيق تلك الن�صو�ص وكفال تلك الحقوق للأفراد والنقابات من حيث حرية
التنظيم وممار�سة الن�شاط في الواقع ينبغي الإ�شارة �أن هناك نوعين من النقابات في اليمن :
الأول :يعرف بالنقابات العمالية
وهي نقابات تن�ش�أ عادة في مرافق العمل الحكومي �أو بين �أو�ساط العمال الحرفيين ويقت�صر
دورها في الدفاع عن م�صالح منت�سبيها وحقوقهم فقط ،وهناك قوانين منظمة لها ولكيفية
ح�صولها على الترخي�ص كقانون العمل رقم ( )5ل�سنة 1995م والقانون رقم ( )35ل�سنة 2002م
ب�ش�أن تنظيم النقابات العمالية.
والمطلع على ن�صو�ص القانون رقم ( )35ل�سنة 2002م ب�ش�أن تنظيم النقابات العمالية يجد
�أنها ت�ؤكد على حق العمال في تنظيم �أنف�سهم وممار�سة ن�شاطهم بحرية كاملة بدون تدخل �أو ت�أثير
من �أي جهة كانت عم ًال بن�ص المادة ( )8من القانون وعدم ف�صل �أو معاقبة �أي عامل �أو فر�ض
عقوبات عليه ب�سبب ممار�سته للعمل النقابي وفق ًا للمادتين ( )43،10وحق العمال في الإ�ضراب
ال�سلمي باعتباره �أحد الو�سائل الم�شروعة للتعبير عن مواقفهم و�أرائهم عم ًال بن�ص المادة (� )40إال
�أنه وعلى الرغم من وجود الن�صو�ص ال�سابقة التي ت�ؤكد �ضمان ممار�سة هذا الحق بحرية وا�ستقالل
فقد �أوكل القانون لوزارة ال�ش�ؤون االجتماعية مهمة منح الترخي�ص والإ�شراف على تلك النقابات
وهذا يعد مخالفة �صريحة لأحكام ن�ص المادة ( )58من الد�ستور التي �أعطت الحق للمواطنين
في تنظيم �أنف�سهم بدون تدخل من جهة الإدارة الحكومية التي ترف�ض في �أغلب الأحيان منح
الترخي�ص للنقابات بحجة مخالفتها للقانون كما �أن ا�شتراط المادة ( )6اكت�ساب النقابة الم�شكلة
وفق ًا لأحكامه بال�شخ�صية االعتبارية يخالف مفهوم الن�ص الد�ستوري وغاية الم�شرع منه والذي
يقرر �أن الحق في تكوين النقابات للمواطنين ال يجوز �إخ�ضاعه �أو قيده بال�شروط والمتطلبات
المو�ضوعة من قبل الجهات الإدارية .ومع ذلك هناك م�شكلة �أحرى تتعلق بالتدخل غير المبا�شر
من الدولة حيث تعمد �إلى ت�سخير �إمكانيتها لدعم المر�شحين الموالين لها وتدفع بهم �إلى تولي
المنا�صب العليا في الأجهزة الإدارية للنقابات بحيث ت�ضمن �سيطرتها عليها وت�سييرها بما يتوافق
و�سيا�ستها ،وهنا تكمن الإ�شكالية الحقيقية حيث ت�ستخدم الو�سائل الديمقراطية المتعلقة بالتر�شيح
152
الورقة اليمنية حول
حق التجمع والتنظيم
للو�صول �إلى الهدف الحقيقي وهو ال�سيطرة على النقابات وهذا ينطبق تمام ًا على حال النقابات
العمالية في اليمن والتي لم ت�ستطع للأ�سف التخل�ص من هيمنة الجهات الحكومية عليها.
الثاني :يعرف بالنقابات النوعية
منها نقابة المحامين وال�صحفيين والمهند�سين والأطباء وغيرها� ،إال �أن بع�ض هذه النقابات
تختلف عن النقابات العمالية فهي �إلى جانب الدفاع عن حقوق �أع�ضائها ت�ؤدي دور ًا مجتمعي ًا يتمثل
بالدفاع عن حقوق الآخرين كنقابة المحاميين ,وهي النقابة الوحيدة التي ينظمها قانون خا�ص
هو القانون رقم ( )31ل�سنة 1999م ب�ش�أن تنظيم مهنة المحاماة� .أما بقية النقابات النوعية التي
�سبق الإ�شارة �إليها فال يوجد حتى الآن قوانين خا�صة تنظمها .لذلك �سوف نتناول ب�شكل عام نقابة
المحامين كنموذج للنقابات النوعية فيما يلي :
من خالل ن�صو�ص قانون تنظيم مهنة المحاماة وعلى وجه التحديد المواد ()55،53،36،7،6،3
يتبين �أن وا�ضعي القانون حاولوا جاهدين ت�أكيد ا�ستقاللية المهنة ومنت�سبيها وكذا النقابة وتمتعها
بال�شخ�صية االعتبارية واال�ستقالل المالي والإداري كما حر�صوا على منح المحامين ح�صانة
ن�سبية بالن�ص على عدم جواز توقيفه �أو حب�سه �أثناء ممار�سته لواجبات مهنته وعدم جواز تفتي�ش
مقار النقابة �أو فروعها �أو مكاتب المحامين �إال بموجب �أمر ق�ضائي ومع ذلك فقد �أ�شتمل القانون
على ن�صو�ص �أخرى تتعار�ض مع مبد�أ ا�ستقالل النقابة ومنت�سبيها ،و�أعطى لجهة الإدارة ممث ًال
بوزير العدل حق التدخل المبا�شر في �أعمال النقابة وذلك بالن�ص في المواد ()115،114،84
على خ�ضوع النقابة لإ�شراف وزارة العدل و�إ�شراك الق�ضاة ومنحهم رئا�سة مجال�س الت�أديب في
النقابة ،بالإ�ضافة �إلى الن�ص الذي يخول وزير العدل حق طلب حل مجل�س النقابة في حاالت معينة
وت�شكيل لجنة من الق�ضاة تتولى مهمة الإ�شراف والإعداد النتخابات جديدة .هذا من ناحية ومن
الناجية الأخرى فان الحكومة تتدخل ب�شكل غير مبا�شر وذلك بت�سخير �إمكانياتها المالية وكذا
باتخاذ �أ�ساليب �أخرى مثل ال�ضغط على المحامين العاملين في الجهاز الحكومي لدعم المر�شحين
المنتمين للحزب الحاكم بغر�ض فر�ض �سيطرتها على الجهاز الإداري للنقابة.
مما �سبق ن�صل �إلى حقيقة �أن التطبيق العملي والممار�سة في الواقع للحق في التجمع
ال�سلمي عموماً والحق في تكوين النقابات واالن�ضمام �إليها تتعار�ض تماماً مع �أحكام الد�ستور
كما �أن ن�صو�ص القوانين المنظمة لعمل النقابات تتعار�ض هي الأخرى مع الد�ستور بل وفيها
من القيود ما ينتهك مبد�أ حرية �إن�شاء النقابات الأمر الذي ي�ؤدي �إلى تعطيل الحق في تكوين
النقابات لذا ينبغي �إعادة النظر في القوانين المتعلقة بتنظيم الحق في التجمع ال�سلمي
وت�شكيل النقابات من خالل �إزالة القيود والعوائق التي تحول دون ممار�سة الحق في حرية
تنظيم النقابات و�إن�شائها.
153
الورقة اليمنية حول
حق التجمع والتنظيم
الأحزاب ال�سيا�سية
تن�ص المادة ( )5من د�ستور الجمهورية اليمنية على �أن النظام ال�سيا�سي في الجمهورية
اليمنية يقوم «على التعددية ال�سيا�سية والحزبية وذلك بهدف تداول ال�سلطة �سلمياً» كما تن�ص
المادة ( )58من الد�ستور نف�سه على حق المواطنين «في تنظيم �أنف�سهم �سيا�سيا ومهنيا ونقابيا
والحق في تكوين المنظمات العلمية والثقافية واالجتماعية واالتحادات الوطنية ،وتوجب على
الدولة �ضمان هذا الحق واتخاذ التدابير التي تمكن المواطن من ممار�سته بحرية».
وتن�ص المادة ( )5من قانون الأحزاب والتنظيمات ال�سيا�سية اليمني رقم ( )66للعام 1991م
على �أن «لليمنيين حق تكوين الأحزاب والتنظيمات ال�سيا�سية ولهم حق االنتماء الطوعي لأي
حزب �أو تنظيم �سيا�سي طبقا لل�شرعية الد�ستورية و�أحكام هذا القانون».
وتحدد المواد ( )6و( )7و( )8من هذا القانون الو�سائل التي يعمل على �أ�سا�سها الحزب
والتنظيم ال�سيا�سي ودور الأحزاب في الحياة ال�سيا�سية واالجتماعية و�شروط ا�ستمرار ن�شاط
الحزب.
كما تت�ضمن المادة ( )3من القانون نف�سه �إلزاما بالتعددية الحزبية -ال�سيا�سية وتحريما
لعرقلة المواطنين و�إعاقتهم من ممار�سة هذا الحق بينما تت�ضمن المادة ( )17حق الأحزاب في
الح�صول على الدعم المالي من الدولة ك�أحد الموارد المالية.
و�إذا كان الت�شريع اليمني قد ت�ضمن حق �إن�شاء التنظيم ال�سيا�سي واالنخراط في الأحزاب
والمنظمات االجتماعية والمهنية ف�إن الممار�سة العملية في اليمن ال تعني بال�ضرورة تنفيذ
هذه الن�صو�ص بمقا�صدها الت�شريعية وم�ضامينها العملية ،حيث �أعلنت الأحزاب ال�سيا�سية عن
نف�سها ع�شية �إعالن الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م ،لم تن�ش�أ �أية �أحزاب جديدة منذ العام
1990م عدا تلك الأحزاب التي جرى فيها ا�ستن�ساخ لأحزاب معار�ضة لم تر�ض عنها ال�سلطة،
كما �إن حرب 1994م التي مثلت بنتائجها انتكا�سا للم�شروع الديمقراطي وللتعددية الحزبية على
وجه الخ�صو�ص قد �ضيقت من م�ساحة الممار�سة الديمقراطية وخلقت بيئة منا�سبة للنزعة
الت�سلطية واال�ستبدادية .يمكن �إبراز مالمح التراجع عن م�شروع التعددية الحزبية واالنتقا�ص
من الحق في التنظيم وممار�سة حريته المكفولة في المادتين ( )5و( )58من الد�ستور وذلك
من خالل:
-1الت�ضييق على بع�ض الأحزاب ،وهذا ما هو حا�صل مع الحزب اال�شتراكي اليمني الذي
154
الورقة اليمنية حول
حق التجمع والتنظيم
اتخذت ال�سلطات قرار ًا بتجفيف موارده المالية بعد حرب 1994م من خالل ال�سيطرة على
معظم ممتلكاته العينية (مبان وا�ستثمارات وعقارات) والمالية (�أر�صدة بنكية) والت�ضييق على
�أع�ضائه و�أن�صاره بتعري�ضهم لمختلف �أنواع المالحقة والمطاردة والف�صل من العمل ،والإبعاد من
المواقع الحكومية ،كما ح�صل �أمر م�شابه مع اتحاد القوى ال�شعبية الذي جرى اال�ستيالء على
مقره وا�ستن�ساخ �صحيفته (ال�شورى) ب�صحيفة م�شابهة (منبر ال�شورى) ،ثم الحقا اال�ستيالء على
�صحيفته وتعيين هيئة تحرير من قبل ال�سلطة وهذا يبين مدى �ضيق ال�سلطة بالأحزاب التي ال
ي�ساير نهجها النهج الر�سمي لل�سلطة.
� -2إ�شهار �أحزاب ال ح�ضور لها في الواقع ،فهناك في اليمن �أكثر من خم�سة ع�شر حزب ًا ال
وجود في الحياة ال�سيا�سية �إال لأ�سمائها (بل �إن بع�ضها ال يمتلك مقرات وال هيئات قيادية معروفة)
والبع�ض الآخر ال يمكن معرفة ا�سم �أمينه العام وهذه الأحزاب (المعار�ضة) ال تعار�ض �إال
المعار�ضة الحقيقية ،الراف�ضة للكثير من ال�سيا�سات الر�سمية غير الر�شيدة ،وغالب ًا ما يخت�صر
دور هذه الأحزاب على ح�ضور الفعاليات التي يتطلب فيها م�شاركة الأحزاب ال�سيا�سية لت�ؤازر
الحزب الحاكم الذي يتولى تمويلها ورعاية وتعيين قياداتها.
-3ا�ستن�ساخ �أحزاب من الأحزاب القائمة ،وهذا ما ح�صل مع مجموعة من الأحزاب ذات
الح�ضور التاريخي ،فمث ًال جرى ا�ستن�ساخ ثالثة �أحزاب من التنظيم الوحدوي ال�شعبي النا�صري
منها ،الحزب الديمقراطي النا�صري ،الحزب ال�سبتمبري النا�صري ،حزب الت�صحيح النا�صري،
وهذه الأحزاب ال وجود لها �إال ب�أمنائها العامين ،ولم ت�ستطع الو�صول حتى �إلى مجل�س محلي في
مديرية ،بينما تجرى م�ضايقة التنظيم الأ�صل (التنظيم الوحدوي ال�شعبي النا�صري) الذي له
ح�ضور في البرلمان وفي المجال�س المحلية ،حيث غالبا ما تتعر�ض �صحيفته (الوحدوي) للمالحقة
والم�صادرة والجرجرة �إلى المحاكم بتهم كيدية مختلفة ،كما هناك حزب البعث العربي القومي/
ا�ستن�ساخ من حزب البعث العربي اال�شتراكي ،وهناك الرابطة اليمنية ،من رابطة �أبناء اليمن،
وهناك االتحاد الديمقراطي للقوى ال�شعبية ،من اتحاد القوى ال�شعبية ،وبا�ستثناء البعث القومي،
ال يعرف اليمنيون حتى �أ�سماء هذه الأحزاب وال �أ�سماء قياداتها.
-4محاولة حل بع�ض الأحزاب وهو ما جرى مع حزب الحق ،الذي جرت محاولة حله من قبل
الأجهزة من خالل ال�ضغط على �أمينه العام ال�سابق ليعلن حل الحزب دون الرجوع �إلى الهيئات
وبمخالفة قانون الأحزاب والنظام الداخلي للحزب ،وكل ذلك عقاب ًا له على مواقفه التي تتعار�ض
مع بع�ض ال�سيا�سات الر�سمية.
155
الورقة اليمنية حول
حق التجمع والتنظيم
ومما تقدم نخل�ص �إلى � ّأن تفعيل الحقوق الد�ستورية والقانونية بتج�سيد ما يقره الد�ستور
والقانون من حقوق للمواطنين في حق التنظيم ال�سيا�سي واالجتماعي والمهني في الممار�سة
العملية ،يتطلب توفر الإرادة ال�سيا�سية التي يمثل غيابها العقبة ك�أداء �أمام حق النا�س في
الح�صول على كل ما يكفله لهم الد�ستور من حقوق ،فالحكام الميالون �إلى الطغيان واال�ستبداد
(عبر التاريخ) غالبا ما ظلوا ي�ضمنون الد�ساتير والقوانين ن�صو�صاً هم عازمون م�سبقاً على
عدم التقيد بها وغالباً ما يعمدون �إلى اعاقة تنفيذها من خالل الممار�سة العملية متذرعين
بن�صو�ص د�ستورية وقانونية �أخرى تت�صف بطبيعتها المطاطة وغير الوا�ضحة مثل تعكير
ال�سكينة العامة ،تهديد ال�سالم االجتماعي ،التحري�ض على الكراهية ،تمزيق ال�صف الوطني،
وغيرها بهدف التن�صل من االلتزامات الد�ستورية والقانونية وتكري�س النهج الت�سلطي
واال�ستبدادي.
ومن اجل �ضمان الحق في حرية التنظيم نقترح �إعادة النظر في �أ�س�س ومنطلقات الت�شريع،
ومن ذلك:
-1الأخذ بنظام الإيداع لت�أ�سي�س المنظمات غير الحكومية والنقابات والأحزاب.
-2تتم الرقابة على ن�شاط هذه المنظمات والنقابات والأحزاب ومحا�سبة هيئاتها وحلها
من قبل جمعياتها العمومية ومجال�سها ،وفيما يتعلق بالرقابة الخارجية ،تكون للق�ضاء وحده،
كرقابة الحقة تقوم بناء على دعاوى من هيئات �أو �أع�ضاء في المنظمات غير الحكومية والنقابات
والأحزاب .
� -3إلغاء العقوبات الجنائية وا�ستبدالها بجزاءات مدنية.
-4تحديد طرق و�أ�ساليب �إنفاذ التزام الدولة بتقديم الدعم المادي والفني للمنظمات غير
الحكومية والنقابات والأحزاب.
-5حظر تدخل الأجهزة الحكومية في �ش�ؤون انتخاب الهيئات �أو الت�أثير في قراراتها.
-6الف�صل الكامل بين ال�سلطات وا�ستقاللية الق�ضاء ا�ستقاللية كاملة ليتمكن المواطن من
اللجوء �إليه عند �شعوره بتغييب حقوقه الد�ستورية والقانونية ،للف�صل في المنازعات بين ال�سلطة
التنفيذية ومنظمات المجتمع المدني ومنها الأحزاب ال�سيا�سية.
-7الكف عن تدخل ال�سلطة التنفيذية في �ش�ؤون الأحزاب كما في �ش�ؤون ال�سلطة الق�ضائية،
وترك �أمر الأحزاب للجهة المخولة قانونا بمراقبة ن�شاطها والمفتر�ض �أنها (�أي هذه الجهة)
م�ستقلة ومحايدة وغير تابعة لأحد.
156
الورقة اليمنية حول
حق التجمع والتنظيم
-8الف�صل الكامل بين ال�سلطة التنفيذية وبين الحزب الحاكم ومن ثم الف�صل بين �أمالك
المجتمع و�أمواله و�إعالمه وم�ؤ�س�ساته ،وبين �أموال الحزب الحاكم وو�سائله الإعالمية والمالية.
-9تحييد �أجهزة الأمن والدفاع ب�إبعادها عن ال�سيا�سة واختالف الأحزاب وتنازعها باعتبارها
(�أي الأجهزة) ملك ًا للمجتمع كل المجتمع ،بكل م�ؤ�س�ساته و�أفراده وجماعاته.
157