Anda di halaman 1dari 23

‫الصول الثلثة وأدلتها‬

‫صاحب الكتاب ابو عبد البر محمد إلياس‬

‫‪1‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة ……………………‪..‬‬
‫‪٣‬‬ ‫………………‪..‬‬
‫الصل الول‪ :‬معرفة الر ……‪..‬‬
‫‪٦‬‬ ‫…………………‬
‫الصل الثاني‪ :‬معرفة دين السلم بالدلة‬
‫…………… ‪۱٠‬‬
‫الصل الثالث‪ :‬معرفة نبيكم عليه الصلة‬
‫والسلم …… ‪۱٥‬‬

‫‪2‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬

‫الصول الثلثة وأدلتها‬


‫لشيخ السلم محمد بن‬
‫عبدالوهاب‬

‫اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربببع‬


‫مسائل‪:‬‬
‫الولى‪ :‬العلللم‪ ،‬وهببو معرفببة‬ ‫‪‬‬
‫اللببه‪ ،‬ومعرفببة نبببيه‪ ،‬ومعرفببة ديببن‬
‫السلم بالدلة‬
‫الثانية‪ :‬العمل به‬ ‫‪‬‬

‫الثالثة‪ :‬الدعوة إليه‬ ‫‪‬‬

‫الرابعلة‪:‬الصلبر عللى الذى‬ ‫‪‬‬


‫فيه‬
‫والدليل قببوله تعببالى بسببم اللببه الرحمببن‬
‫ن ل َِفببي‬‫سببا َ‬ ‫نا ِْ‬
‫لن َ‬ ‫صببرِ )‪ (١‬إ ِ ّ‬ ‫الرحيببم‪َ :‬وال ْعَ ْ‬
‫مُلببببوا‬
‫مُنببببوا وَعَ ِ‬
‫نآ َ‬ ‫سببببرٍ )‪ (٢‬إ ِّل اّلبببب ِ‬
‫ذي َ‬ ‫خ ْ‬
‫ُ‬
‫‪3‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫ر‬
‫صب ْ ِ‬
‫وا ِبال ّ‬
‫ص ْ‬
‫وا َ‬ ‫وا ِبال ْ َ‬
‫حقّ وَت َ َ‬ ‫ص ْ‬
‫وا َ‬
‫ت وَت َ َ‬
‫حا ِ‬
‫صال ِ َ‬
‫ال ّ‬
‫[العصر‪]٣-١:‬‬
‫قال الشافعي رحمه الله تعببالى‪ ) :‬لببو مببا‬
‫أنزل الله حجة على خلقه إل هذه السورة‬
‫لكفتهم (‪.‬‬
‫وقال البخبباري رحمببه اللببه تعببالى‪ ) :‬ببباب‬
‫العلم قبل القببول والعمببل‪ ،‬والببدليل قببوله‬
‫تعالى‪َ :‬فاعْل َ َ‬
‫س بت َغِْفْر‬ ‫ه إ ِّل الل ّب ُ‬
‫ه َوا ْ‬ ‫ه َل إ ِل َ َ‬
‫م أن ّ ُ‬
‫ْ‬
‫ك [محمببد‪ .[١۹:‬فبببدأ بببالعلم قبببل‬ ‫ذنب ِ َ‬
‫ِلبب َ‬
‫القول والعمل ( ‪.‬‬
‫اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم‬
‫ومسبببلمة‪ ،‬تعلبببم هبببذه الثلث مسبببائل‪،‬‬
‫والعمل بهن‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أن الله خلقنا ورزقنا ولبم يتركنبا‬
‫ل‪ ،‬فمببن أطبباعه‬ ‫ل‪ ،‬بل أرسل إلينا رسو ً‬ ‫هم ً‬
‫دخل الجنة‪ ،‬ومن عصاه دخل النار‪.‬‬
‫َ‬
‫س بل َْنا إ ِل َي ْك ُب ْ‬
‫م‬ ‫والببدليل قببوله تعببالى‪ :‬إ ِن ّببا أْر َ‬
‫سببل َْنا إ َِلببى‬ ‫َ‬ ‫هدا ً عَل َي ْ ُ‬
‫مببا أْر َ‬ ‫م كَ َ‬ ‫كبب ْ‬ ‫شببا ِ‬‫سببول ً َ‬ ‫َر ُ‬
‫ن‬‫صبببى فِْرعَبببوْ ُ‬ ‫سبببول ً )‪ (١٥‬فَعَ َ‬ ‫ن َر ُ‬‫عبببوْ َ‬
‫فِْر َ‬
‫‪4‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫الرسببو َ َ‬
‫خببذ َْناهُ أ َ ْ‬
‫خببذا ً وَِبيل ً [المزمببل‪:‬‬ ‫ل فَأ َ‬ ‫ّ ُ‬
‫‪]١٦،١٥‬‬
‫الثانية‪ :‬أن الله ل يرضي أن ُيشرك معببه‬
‫أحببد فببي عبببادته ل مل َببك مقببرب ول نبببي‬
‫مرسل‪.‬‬
‫َ‬
‫جد َ ل ِل ّب ِ‬
‫ه‬ ‫سببا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫م َ‬ ‫والدليل قببوله تعببالى‪ :‬وَأ ّ‬
‫حدا ً [الجن‪].١٨:‬‬ ‫َ‬
‫معَ الل ّهِ أ َ‬
‫عوا َ‬‫فََل ت َد ْ ُ‬
‫حد اللببه‬ ‫الثالثه‪ :‬أن من أطاع الرسول وو ّ‬
‫ل يجوز له موالة من حبباد اللببه ورسببوله‪،‬‬
‫ولو كان أقرب قريب‪.‬‬
‫ن‬ ‫مُنببو َ‬ ‫وما ً ي ُؤْ ِ‬ ‫جد ُ قَ ْ‬ ‫والدليل قوله تعالى‪ :‬ل ت َ ِ‬
‫ه‬‫حبباد ّ الل ّب َ‬ ‫ن َ‬ ‫مب ْ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫وا ّ‬ ‫خ برِ ي ُب َ‬ ‫ِبالل ّهِ َوال ْي َوْم ِ اْل ِ‬
‫م أ َْو‬ ‫ورسببول َه ول َبو ك َببانوا آببباءهُ َ َ‬
‫م أوْ أب ْن َبباءهُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ََ ُ‬
‫ُ‬
‫م أوْل َئ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ب ِفببي‬ ‫ك ك ََتبب َ‬ ‫شببيَرت َهُ ْ‬ ‫م أو ْ ع َ ِ‬ ‫وان َهُ ْ‬‫خبب َ‬‫إِ ْ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫خل ُهُ ْ‬‫ه وَي ُد ْ ِ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫هم ب ِ َُرو ٍ‬ ‫ن وَأي ّد َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫لي َ‬ ‫ماِْ‬ ‫قُُلوب ِهِ ُ‬
‫ن ِفيهَببا‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫حت َِها اْلن َْهاُر َ‬ ‫من ت َ ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج‬
‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍ‬‫َ‬
‫ه أوْل َئ ِ َ‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫حببْز ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫ضوا عَْنبب ُ‬ ‫م وََر ُ‬ ‫ه عَن ْهُ ْ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫َر ِ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫حببو َ‬ ‫مْفل ِ ُ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫هبب ُ‬ ‫ب الّلببهِ ُ‬ ‫حببْز َ‬ ‫ن ِ‬ ‫الّلببهِ أَل إ ِ ّ‬
‫[المجادلة‪.[٢٢:‬اعلم أرشدك اللببه لطبباعته‬
‫‪5‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫أن الحنيفيببة ملببة إبراهيببم‪ ،‬أن تعبببد اللببه‬
‫وحده مخلصا ً له الببدين‪ ،‬وبببذلك أمببر اللببه‬
‫جميع الناس وخلقهم لها‪ ،‬كما قال تعببالى‪:‬‬
‫س إ ِّل ل ِي َعْب ُبد ُِون‬
‫لنب َ‬ ‫ن َوا ِ‬‫جب ّ‬
‫ت ال ِ‬‫خَلقب ُ‬‫مببا َ‬‫وَ َ‬
‫[الذاريات‪ ،[٥٦:‬ومعنى ِي َعْب ُد ُِون يوحدون‪،‬‬
‫وأعظم ما أمر الله به‪ :‬التوحيد وهو إفببراد‬
‫الله بالعبادة وأعظم ما نهى عنه‪ :‬الشرك‪،‬‬
‫وهو دعوة غيره معه‪.‬‬
‫دوا الل ّببه وَل َ‬ ‫والببدليل قببوله تعببالى‪َ :‬واعْب ُب ُ‬
‫شيئا ً [النساء‪].٣٦:‬‬ ‫ُتشرِ ُ‬
‫كوا ب ِهِ َ‬
‫فإذا قيل لك‪ :‬ما الصول الثلثة التي يجب‬
‫على النسان معرفتها؟‬
‫فقل‪ :‬معرفة العبد ربه‪ ،‬ودينه‪ ،‬ونبيه محمد‬
‫‪.‬‬
‫الصل الول‪ :‬معرفة الرب‪:‬‬
‫فإذا قيل لك‪:‬مببن ربببك؟ فقببل‪ :‬ربببي اللببه‬
‫الذي رباني وربى جميببع العببالمين بنعمببه‪،‬‬
‫وهو معبودي ليس لي معبود سواه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬

‫مببد ُ لّلببهِ َر ّ‬
‫ب‬ ‫ح ْ‬
‫والببدليل قببوله تعببالى‪ :‬ال َ‬
‫مْين [الفاتحة‪ [٢:‬وكل من سوى اللببه‬ ‫ال َْعال َ ِ‬
‫عالم‪ ،‬وأن واحد من ذلك العالم‪.‬‬
‫فإذا قيل لك‪ :‬بم عرفت ربك؟ فقل بآيبباته‬
‫ومخلوقببباته‪ ،‬ومبببن آيببباته الليبببل والنهبببار‬
‫والشبببمس والقمبببر‪ ،‬ومبببن مخلوقببباته‬
‫السموات السبع‪ ،‬والرضون السبببع‪ ،‬ومببن‬
‫فيهن وما بينهما‪.‬‬
‫ل‬ ‫ن آي َببات ِهِ الل ّي ْب ُ‬ ‫مب ْ‬ ‫والببدليل قببوله تعببالى‪ :‬وَ ِ‬
‫دوا‬ ‫ج ُ‬‫سببب ُ‬ ‫مبببُر َل ت َ ْ‬ ‫س َوال َْق َ‬ ‫م ُ‬ ‫شببب ْ‬ ‫َوالن ّهَببباُر َوال ّ‬
‫ذي‬ ‫دوا ل ِل ّبهِ ال ّب ِ‬ ‫ج ُ‬‫سب ُ‬ ‫م برِ َوا ْ‬ ‫س وََل ل ِل َْق َ‬ ‫م ِ‬ ‫شب ْ‬ ‫ِلل ّ‬
‫ن [فصلت‪،[٣٧:‬‬ ‫دو َ‬ ‫م إ ِّياهُ ت َعْب ُ ُ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫ن ِإن ُ‬ ‫خل ََقهُ ّ‬ ‫َ‬
‫خل َب َ‬
‫ق‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّب ِ‬
‫م الل ّب ُ‬ ‫ن َرب ّك ُب ُ‬ ‫وقوله تعببالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫سببت ّةِ أّيببام ٍ ُثبب ّ‬ ‫ض ِفببي ِ‬ ‫ت َوالْر َ‬ ‫ماَوا ِ‬ ‫سبب َ‬ ‫ال ّ‬
‫ل الن ّهَبباَر‬ ‫شببي الل ّي ْب َ‬ ‫ش ي ُغْ ِ‬ ‫ْ‬
‫وى عَلى العَبْر ِ‬
‫َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫ا ْ‬
‫م‬ ‫جببو َ‬ ‫م بَر َوالن ّ ُ‬ ‫س َوال َْق َ‬ ‫م َ‬ ‫شب ْ‬ ‫حِثيث با ً َوال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ي َط ْل ُب ُب ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫مُر ت ََباَر َ‬ ‫خل ْقُ َوال ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫مرِهِ أل َ ل َ ُ‬ ‫ت ب ِأ ْ‬ ‫خَرا ٍ‬ ‫س ّ‬ ‫م َ‬ ‫ُ‬
‫ن [العراف‪].٥٤:‬‬ ‫مي َ‬ ‫َ‬
‫ب الَعال ِ‬‫ْ‬ ‫ه َر ّ‬ ‫الل ُ‬‫ّ‬
‫والرب هو‪ :‬المعبود‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫دوا‬
‫س اعب ُب ُ‬ ‫والدليل قوله تعالى‪َ :‬يأي ّهَببا الن ّببا ُ‬
‫مببن َقبلك ُببم‬ ‫خل ََقك ُببم َوال ب ّ‬ ‫ربك ُبم ال ب َّ‬
‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ ُ‬
‫ض‬ ‫م الر َ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫كبب ُ‬ ‫جَعبب َ‬‫ذي َ‬ ‫ن)‪ (٢١‬ال ّ ِ‬ ‫كم ت َت ُّقو َ‬ ‫ل َعَل ّ ُ‬
‫مآِء‬ ‫سب َ‬‫ن ال ّ‬ ‫مب َ‬ ‫ل ِ‬ ‫سببمآَء ِبنببآًء َوأنبَز َ‬ ‫شا َوال ّ‬ ‫فَِرا ً‬
‫ت ِرزقًببا ل ّك ُببم فَل َ‬ ‫من الّثمرا ِ‬ ‫ج ب ِهِ ِ‬ ‫ما ًَء َفأخَر َ‬ ‫َ‬
‫ن [البقبرة‪:‬‬ ‫دا َوأنت ُببم ت َعَُلمبو َ‬ ‫َتجعَُلوا ْ ل َل ّهِ أن َ‬
‫دا ً‬
‫‪].٢٢،٢١‬‬
‫قال ابن كثير رحمه الله تعببالى‪ ) :‬الخببالق‬
‫لهذه الشياء هو المستحق للعبادة ( ‪.‬‬
‫وأنببواع العبببادة الببتي أمببر اللببه بهببا‪ ،‬مثببل‬
‫السبببلم‪ ،‬واليمبببان‪ ،‬والحسبببان‪ ،‬ومنبببه‬
‫البببدعاء‪ ،‬والخبببوف‪ ،‬والرجببباء‪ ،‬والتوكبببل‪،‬‬
‫والرغبببة‪ ،‬والرهبببة‪ ،‬والخشببوع‪ ،‬والخشببية‪،‬‬
‫والناببببببة‪ ،‬والسبببببتعانة‪ ،‬والسبببببتعاذة‪،‬‬
‫والستغاثة‪ ،‬والذبح‪ ،‬والنذر‪ ،‬وغير ذلك مببن‬
‫أنواع العبادة التي أمر الله بها‪ ،‬كلها‪.‬‬
‫جد ل ِل ّب ِ‬
‫ه‬ ‫سببا ِ‬
‫م َ‬
‫ن ال َ‬
‫والدليل قببوله تعببالى‪َ :‬وأ ّ‬
‫حدا ً [الجن‪].١٨:‬‬ ‫معَ الل ّهِ أ َ‬ ‫َفل َتد ُ‬
‫عوا َ‬

‫‪8‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫فمببن صببرف منهببا شببيئا ً لغيببر اللببه فهببو‬
‫مشرك كافر‪.‬‬
‫م بعَ الل ّب ِ‬
‫ه‬ ‫مببن ي َبد ْعُ َ‬ ‫والدليل قوله تعالى‪ :‬وَ َ‬
‫عن بد َ‬
‫ه ِ‬‫سبباب ُ ُ‬
‫ح َ‬‫ما ِ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ب ِهِ فَإ ِن ّ َ‬ ‫ها َ‬‫خَر َل ب ُْر َ‬ ‫إ َِلها ً آ َ‬
‫ن [المؤمنببون‪:‬‬ ‫ح ال ْك َببافُِرو َ‬ ‫ه َل ي ُْفل ِب ُ‬‫َرب ّبهِ إ ِن ّب ُ‬
‫‪].١١٧‬‬
‫وفي الحديث{‪ :‬الدعاء مخ العبادة‪} .‬‬
‫عببوِني‬ ‫م اد ْ ُ‬ ‫ل َرب ّك ُ ُ‬ ‫والدليل قوله تعالى‪ :‬وََقا َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ن عَ ب ْ‬‫س بت َك ْب ُِرو َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ب ِ‬ ‫م إِ ّ‬‫ب ل َك ُب ْ‬ ‫ج ْ‬‫س بت َ ِ‬‫أ ْ‬
‫ن [غببافر‪:‬‬ ‫ريب َ‬ ‫خ ِ‬ ‫دا ِ‬‫م َ‬ ‫جهَن ّب َ‬ ‫ن َ‬ ‫خُلو َ‬ ‫سي َد ْ ُ‬
‫عَباد َِتي َ‬ ‫ِ‬
‫‪].٦٠‬‬
‫م‬‫خبباُفوهُ ْ‬ ‫ودليل الخوف قوله تعببالى‪ :‬فَل َ ت َ َ‬
‫ن [آل عمببران‪:‬‬ ‫مِني َ‬ ‫م بؤ ْ ِ‬‫كنت ُببم ّ‬ ‫ن ِإن ُ‬ ‫خبباُفو ِ‬ ‫وَ َ‬
‫‪].١٧٥‬‬
‫ن‬ ‫مببن ك َببا َ‬ ‫ودليببل الرجبباء قببوله تعببالى‪ :‬فَ َ‬
‫صبباِلحا ً وََل‬ ‫مل ً َ‬ ‫ل عَ َ‬ ‫مب ْ‬ ‫جببو ل َِقبباء َرب ّبهِ فَل ْي َعْ َ‬ ‫ي َْر ُ‬
‫حدا ً [الكهف‪].١١٠:‬‬ ‫َ‬ ‫شرِ ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫ك ب ِعَِباد َةِ َرب ّهِ أ َ‬
‫ودليببل التوكببل قببوله تعبالى‪ :‬وَعَل َببى الّلب ِ‬
‫ه‬
‫ن [المببائدة‪،[٢٣:‬‬ ‫مِني َ‬‫م بؤ ْ ِ‬ ‫كنت ُببم ّ‬‫فَت َوَك ّل ُببوا ْ ِإن ُ‬
‫‪9‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫ه‬
‫سب ُ ُ‬ ‫ل عََلى الل ّهِ فَهُوَ َ‬
‫ح ْ‬ ‫من ي َت َوَك ّ ْ‬
‫وقوله‪ :‬وَ َ‬
‫[الطلق‪].٣:‬‬
‫ودليببل الرغبببة والرهبببة والخشببوع قببوله‬
‫ت‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬
‫خي ْبَرا ِ‬ ‫عو َ‬‫سارِ ُ‬ ‫كاُنوا ي ُ َ‬‫م َ‬ ‫تعالى‪ :‬إ ِن ّهُ ْ‬
‫ن‬
‫شبِعي َ‬ ‫خا ِ‬ ‫هبا ً وَك َبباُنوا ل َن َببا َ‬
‫غبا ً وََر َ‬‫عون ََنا َر َ‬‫وَي َد ْ ُ‬
‫[النبياء‪].٩٠:‬‬
‫م‬ ‫شببوْهُ ْ‬ ‫خ َ‬ ‫ودليل الخشية قوله تعالى‪ :‬فَل َ ت َ ْ‬
‫شوِْني [البقرة‪].١٥٠:‬‬ ‫خ َ‬ ‫َوا ْ‬
‫ل أ َعُببوذ ُ‬ ‫ودليل الستعانة قببوله تعببالى‪ :‬قُ ب ْ‬
‫س [الناس‪].۱:‬‬ ‫ب الّنا ِ‬ ‫ب َِر ّ‬
‫ن‬‫ست َِغيُثو َ‬ ‫ودليل الستغاثة قوله تعالى‪ :‬إ ِذ ْ ت َ ْ‬
‫م [النفال‪].۹:‬‬ ‫ب ل َك ُ ْ‬‫جا َ‬
‫ست َ َ‬‫م َفا ْ‬ ‫َرب ّك ُ ْ‬
‫ك ل َب ُ‬
‫ه‬ ‫ري َ‬ ‫شب ِ‬ ‫ودليببل الذبببح قببوله تعببالى‪ :‬ل َ َ‬
‫ن‬
‫مي َ‬ ‫سبببل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ت وَأ ََنبببا ْ أ َوّ ُ‬
‫ل ال ْ ُ‬ ‫مبببْر ُ‬
‫وببببذ َل ِ َ ُ‬
‫كأ ِ‬ ‫َِ‬
‫[النعام‪].۱٦٣:‬‬
‫ومن السنة { لعن الله من ذبح لغير اللببه‪.‬‬
‫}‬

‫‪10‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬

‫ودليل النببذر قببوله تعببالى‪ُ :‬يوفُببو َ‬


‫ن ِبالن ّبذ ِْر‬
‫طيرا ً‬
‫سببت َ ِ‬
‫م ْ‬ ‫ن َ‬
‫شببّرهُ ُ‬ ‫ومببا ً َ‬
‫كببا َ‬ ‫خبباُفو َ‬
‫ن يَ ْ‬ ‫وَي َ َ‬
‫[النسان‪].٧:‬‬
‫الصل الثاني‪ :‬معرفة دين السلم‬
‫بالدلة‬
‫وهو الستسلم لله بالتوحيد‪ ،‬والنقيبباد لببه‬
‫بالطاعة‪ ،‬والبراءة من الشرك وأهله‪ ،‬وهببو‬
‫ثلث مراتبببببب‪ :‬السبببببلم‪ ،‬واليمبببببان‪،‬‬
‫والحسان‪ ،‬وكل مرتبة لها أركان‪.‬‬
‫المرتبة الولى‪:‬‬
‫فأركان السلم خمسبة‪ :‬شبهادة أن ل إلبه‬
‫إل اللببه وأن محمببدا ً رسببول اللببه‪ ،‬وإقببام‬
‫الصببلة‪ ،‬وإيتبباء الزكبباة‪ ،‬وصببوم رمضببان‪،‬‬
‫وحج بيت الله الحرام‪.‬‬
‫شهد الل ّ َ‬
‫ه‬‫ه أن ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫فدليل الشهادة قوله تعالى‪َ ِ َ :‬‬
‫مببا ً‬ ‫ل َ إَلبه إل ّ هُو وال ْمل َئ ِك َ ُ ُ‬
‫ة وَأوُْلوا ْ ال ْعِل ْم ِ َقآئ ِ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِ َ ِ‬
‫م [آل‬ ‫كيبب ُ‬‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ه إ ِل ّ هُوَ ال ْعَ ِ‬
‫ط ل َ إ َِلب َ‬
‫س ِ‬ ‫ِبال ِْق ْ‬
‫عمران‪].١٨:‬‬

‫‪11‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫ومعناها‪ :‬ل معبببود بحببق إل اللببه وحببده )ل‬
‫إله( نافيا ً ما يعبد من دون الله‪.‬‬
‫)إل الله( مثبتا ً العبادة لله وحببده ل شببريك‬
‫له في عبادته‪ ،‬كما أنه ليس له شريك في‬
‫ملكه‪.‬‬
‫وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعببالى‪ :‬وَإ ِذ ْ‬
‫مببا‬ ‫م ّ‬‫مهِ إ ِن ّن ِببي ب َبَراء ّ‬ ‫م ِل َِبيبهِ وَقَبوْ ِ‬ ‫هي ُ‬ ‫ل إ ِب َْرا ِ‬ ‫َقا َ‬
‫ه‬ ‫ذي فَط ََرِنبببي َفبببإ ِن ّ ُ‬ ‫ن )‪ (٢٦‬إ ِّل اّلببب ِ‬ ‫دو َ‬ ‫ت َعُْبببب ُ‬
‫ه‬
‫ة ِفي عَِقب ِ ِ‬ ‫ة َباقِي َ ً‬ ‫م ً‬ ‫جعَل ََها ك َل ِ َ‬ ‫ن )‪ (٢٧‬وَ َ‬ ‫دي ِ‬ ‫سي َهْ ِ‬ ‫َ‬
‫ن [الزخرف‪].٢٨-٢٦:‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫م ي َْر ِ‬ ‫ل َعَلهُ ْ‬
‫ّ‬
‫ب ت َعَببال َوْا ْ‬ ‫ل ال ْك ِت َببا ِ‬ ‫ل ي َببا أ َهْب َ‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬قُ ْ‬
‫م أ َل ّ ن َعْب ُبد َ إ ِل ّ‬ ‫واء ب َي ْن َن َببا وَب َي ْن َك ُب ْ‬ ‫سب َ‬ ‫م بة ٍ َ‬ ‫إ َِلى ك َل َ َ‬
‫ضبَنا‬ ‫خبذ َ ب َعْ ُ‬‫شبْيئا ً وَل َ ي َت ّ ِ‬ ‫ك ب ِبهِ َ‬ ‫شبرِ َ‬ ‫ه وَل َ ن ُ ْ‬ ‫الل ّب َ‬
‫ن الل ّهِ فَإن ت َوَل ّوْا ْ فَُقوُلوا ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫دو ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ب َْعضا ً أْرَبابا ً ّ‬
‫َ‬
‫ن [آل عمران‪].٦٤:‬‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫دوا ْ ب ِأّنا ُ‬ ‫شه َ ُ‬ ‫ا ْ‬
‫ودليل شهادة أن محمدا ً رسول الله قببوله‬
‫ل مب َ‬
‫م‬ ‫س بك ُ ْ‬ ‫ن أنُف ِ‬ ‫سببو ٌ ّ ْ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جبباءك ُ ْ‬ ‫تعالى‪ :‬ل ََقد ْ َ‬
‫ص عَل َي ْك ُبببم‬ ‫ريببب ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫م َ‬ ‫مببا عَن ِّتبب ْ‬ ‫زيبببٌز عَل َي ْبببهِ َ‬ ‫عَ ِ‬
‫م [التوبة‪].۱٢٨:‬‬ ‫حي ٌ‬‫ف ّر ِ‬ ‫ؤو ٌ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ِبال ْ ُ‬
‫‪12‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫ومعنببى شببهادة أن محمببدا ً رسببول اللببه‪:‬‬
‫طبباعته فيمببا أمببر‪ ،‬وتصببديقه فيمببا أخبببر‪،‬‬
‫واجتناب ما نهببى عنببه وزجببر‪ ،‬وأن ل يعبببد‬
‫الله إل بما شرع‪.‬‬
‫ودليببل الصببلة والزكبباة وتفسببير التوحيببد‬
‫ُ‬
‫دوا الل ّب َ‬
‫ه‬ ‫م بُروا إ ِّل ل ِي َعْب ُب ُ‬ ‫مببا أ ِ‬ ‫قوله تعببالى‪ :‬وَ َ‬
‫صبَلةَ‬ ‫مببوا ال ّ‬ ‫حن ََفبباء وَي ُِقي ُ‬ ‫ن ُ‬ ‫دي َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫صي َ‬ ‫خل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫مةِ [البينببة‪.٥:‬‬ ‫ن ال َْقي ّ َ‬‫ك ِدي ُ‬ ‫كاةَ وَذ َل ِ َ‬ ‫وَي ُؤُْتوا الّز َ‬
‫]‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ودليل الصيام قوله تعالى‪ :‬ي َببا أي ّهَببا ال ّب ِ‬
‫ذي َ‬
‫ب عَل َببى‬ ‫مببا ك ُت ِب َ‬ ‫م كَ َ‬ ‫صَيا ُ‬‫م ال ّ‬ ‫ب عَل َي ْك ُ ُ‬ ‫مُنوا ْ ك ُت ِ َ‬ ‫آ َ‬
‫ن [البقببرة‪:‬‬ ‫م ت َت ُّقببو َ‬ ‫م ل َعَل ّك ُ ْ‬ ‫من قَب ْل ِك ُ ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫‪].١٨٣‬‬
‫س‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ودليل الحج قوله تعالى‪ :‬ول ِلهِ عَلى النا ِ‬
‫مببن‬ ‫س بِبيل ً وَ َ‬ ‫طاعَ إَلي بهِ َ‬ ‫ن اس بت َ َ‬ ‫مب َ‬ ‫ج الب َِيت ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ِ‬
‫ن [آل‬ ‫مي َ‬ ‫عببن العَببال َ ِ‬ ‫غنببي ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن اّلل ب َ‬ ‫ك ََف بَر فَببإ ّ‬
‫عمران‪].٩٧:‬‬
‫المرتبة الثانية‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫اليمان‪ :‬وهو بضع وسبعون شعبة‪ ،‬فأعلها‬
‫قول‪ :‬ل إله إل اللببه‪ ،‬وأدناهببا إماطببة الذى‬
‫عن الطريق‪ ،‬والحياء شعبة من اليمان‪.‬‬
‫وأركبانه سبتة‪ :‬أن تببؤمن ببالله‪ ،‬وملئكتببه‪،‬‬
‫وكتبببه‪ ،‬ورسببله‪ ،‬واليببوم الخببر‪ ،‬وبالقببدر‬
‫خيره شره‪.‬‬
‫والببدليل علببى هببذه الركببان السببتة قببوله‬
‫َ‬
‫ل‬ ‫م قَِببب َ‬ ‫جببوهَك ُ ْ‬‫س ال ْب ِّر أن ت ُوَّلوا ْ وُ ُ‬‫تعالى‪ :‬ل ّي ْ َ‬
‫ن‬‫مب َ‬ ‫نآ َ‬ ‫مب ْ‬ ‫ن ال ْب ِبّر َ‬
‫ب وََلب بك ِ ّ‬ ‫ق َوال ْ َ‬
‫مغْرِ ِ‬ ‫شرِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ب‬ ‫كببةِ َوال ْك َِتببا ِ‬
‫ملئ ِ َ‬ ‫خببرِ َوال ْ َ‬‫ِبببالل ّهِ َوال َْيببوْم ِ ال ِ‬
‫ن [البقرة‪].۱٧٧:‬‬ ‫َوالن ّب ِّيي َ‬
‫يٍء‬ ‫شب ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ودليل القدر قبوله تعبالى‪ :‬إ ِّنبا ُ‬
‫كب ّ‬
‫خل َْقَناهُ ب َِقد َرٍ [القمر‪].٤۹:‬‬ ‫َ‬
‫المرتبة الثالثة‪:‬‬
‫الحسان‪ :‬ركن واحد‪ ،‬وهو‪ ) :‬أن تعبد اللببه‬
‫كأنك تراه‪ ،‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك ( ‪.‬‬
‫ن‬ ‫مبعَ اّلب ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ه َ‬‫ن الّلب َ‬‫والدليل قبوله تعبالى‪ :‬إ ِ ّ‬
‫ن [النحببل‪.[١٢٨:‬‬ ‫سُنو َ‬ ‫ح ِ‬‫م ْ‬‫هم ّ‬ ‫ن ُ‬ ‫ات َّقوا ْ ّوال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫حي بم ِ‬ ‫ل عََلى ال ْعَ ِ‬
‫زيزِ الّر ِ‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬وَت َوَك ّ ْ‬
‫‪14‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫م )‪(٢١٨‬‬ ‫ن ت َُقبببو ُ‬
‫حيببب َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ذي َيبببَرا َ‬ ‫)‪ (٢١٧‬اّلببب ِ‬
‫و‬
‫هبب َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن )‪ (٢١۹‬إ ِّنبب ُ‬ ‫دي َ‬ ‫ج ِ‬ ‫سببا ِ‬‫ك ِفببي ال ّ‬ ‫وَت ََقل َّببب َ‬
‫م ]الشببعراء‪ ٢١٧:‬ببب ‪.[٢٢٠‬‬ ‫ميعُ ال ْعَِليبب ُ‬ ‫سبب ِ‬
‫ال ّ‬
‫ْ‬
‫مببا‬‫ن وَ َ‬ ‫ش بأ ٍ‬ ‫ن فِببي َ‬ ‫مببا ت َك ُببو ُ‬ ‫وقوله تعالى‪ :‬وَ َ‬
‫ل‬
‫مب ٍ‬ ‫ن عَ َ‬ ‫مب ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫مل ُببو َ‬ ‫ن وَل َ ت َعْ َ‬ ‫من قُْرآ ٍ‬ ‫ه ِ‬ ‫ت َت ُْلو ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫ن ِفيببهِ‬ ‫ضببو َ‬‫شببُهودا ً إ ِذ ْ ت ُِفي ُ‬ ‫م ُ‬‫كبب ْ‬‫إ ِل ّ ك ُّنببا عَل َي ْ ُ‬
‫[يونس‪ ].٦١:‬والببدليل مببن السببنة‪ :‬حببديث‬
‫جبريل المشهور عن عمر بن الخطبباب‬
‫قال‪ ) :‬بينببا نحببن جلببوس عنببد النبببي إذ‬
‫طلع علينا رجل شديد بياض الثياب‪ ،‬شديد‬
‫سواد الشعر‪ ،‬ل ُيرى عليه أثببر السببفر‪ ،‬ول‬
‫يعرفه منا أحد‪ ،‬فجلس إلى النبي فأسند‬
‫ركبببتيه إلببى ركبببتيه‪ ،‬ووضببع كفيببه علببى‬
‫فخببذيه‪ ،‬وقببا ل‪ :‬يببا محمببد أخبببرني عببن‬
‫السببلم‪ .‬قببال { ‪ :‬أن تشببهد أن ل إلببه إل‬
‫الله وأن محمدا ً رسول الله‪ ،‬وتقيم الصلة‬
‫وتببؤتي الزكبباة‪ ،‬وتصببوم رمضببان‪ ،‬وتحببج‬
‫البببيت إن اسببتطعت إليببه سبببيل ‪}.‬قببال‪:‬‬
‫صدقت‪ .‬فعجبنا له يسببأله ويصببدقه‪ .‬قببال‪:‬‬
‫أخبببرني عببن اليمببان‪ .‬قببال { ‪:‬أن تببؤمن‬
‫بببالله وملئكتببه‪ ،‬وكتبببه‪ ،‬ورسببله‪ ،‬واليببوم‬
‫‪15‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫الخببر‪ ،‬وبالقببدر خيببره وشببره } قببال‪:‬‬
‫أخبرني عن الحسان‪ .‬قال {‪ :‬أن تعبد الله‬
‫كأنك تراه فإن لببم تكببن تببراه فببإنه يببراك‬
‫} قال أخبببرني عببن السبباعة‪ .‬قببال { ‪:‬مببا‬
‫المسؤول عنها بأعلم من السائل‪ } .‬قال‪:‬‬
‫أخبرني عن أماراتها‪ .‬قال { ‪:‬أن تلد المببة‬
‫ربتها‪ ،‬وأن ترى الحفاة العراة العالة رعبباء‬
‫الشبباء يتطبباولون فببي البنيببان } قببال‪:‬‬
‫فمضببى‪ .‬فلبثنببا مليببًا‪ .‬فقببال { ‪:‬يببا عمببر‬
‫أتدرون من السائل } قلنببا‪ :‬اللببه ورسببوله‬
‫أعلم‪ .‬قال { ‪:‬هببذا جبريببل أتبباكم يعلمكببم‬
‫أمر دينكم } ( ‪.‬‬
‫الصل الثالث‪ :‬معرفة نبيكم عليه‬
‫الصلة والسلم‬
‫وهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بببن‬
‫هاشم‪ .‬وهاشم من قريببش‪ ،‬وقريببش مببن‬
‫العرب‪ ،‬والعبرب مبن ذريبة إسبماعيل ببن‬
‫إبراهيم الخليل‪ ،‬عليببه وعلببى نبينببا أفضببل‬
‫الصببلة والسببلم‪ .‬ولببه مببن العمببر ثلث‬
‫وسببتون سببنة‪ ،‬منهببا أربعببون قبببل النبببوة‪،‬‬
‫‪16‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫ل‪ .‬نبىء بب اْقببرأ ْ‬ ‫وثلث وعشرون نبيا ً رسو ً‬
‫َ‬
‫مد ّث ُّر ‪ .‬وبلده مكة‪ ،‬بعثه الله‬ ‫وأرسل بب ال ْ ُ‬
‫بالنذارة عن الشرك‪ ،‬ويدعو إلببى التوحيببد‪.‬‬
‫َ‬
‫م بد ّث ُّر )‪(١‬‬‫والدليل قوله تعببالى‪ :‬ي َببا أي ّهَببا ال ْ ُ‬
‫ك فَك َّبببْر )‪ (٣‬وَث َِياَببب َ‬
‫ك‬ ‫م فََأنببذِْر )‪ (٢‬وََرّببب َ‬ ‫ُقبب ْ‬
‫مُنببن‬‫جْر )‪ (٥‬وََل ت َ ْ‬ ‫جببَز َفبباهْ ُ‬ ‫فَط َّهببْر )‪َ (٤‬والّر ْ‬
‫صب ِْر [المدثر‪١:‬ب ‪].٧‬‬ ‫ك َفا ْ‬ ‫ست َك ْث ُِر )‪ (٦‬وَل َِرب ّ َ‬
‫تَ ْ‬
‫م فََأنذِْر ينذر عن الشرك ويدعو‬ ‫ومعنى قُ ْ‬
‫ك فَك َب ّْر عظمه بالتوحيببد‬ ‫إلى التوحيد وََرب ّ َ‬
‫ك فَط َّهببْر أي طهببر أعمالببك مببن‬ ‫وَث َِياَببب َ‬
‫جْر الرجببز‪ :‬الصببنام‪،‬‬ ‫جَز َفاهْ ُ‬ ‫الشرك َوالّر ْ‬
‫وهجرها تركها وأهلها والبراءة منها وأهلها‪،‬‬
‫أخببذ علببى هببذا عشببر سببنين يببدعو إلببى‬
‫التوحيد‪ ،‬وبعد العشر عرج به إلى السماء‪،‬‬
‫وفرضت عليه الصببلوات الخمببس‪ ،‬وصببلى‬
‫في مكة ثلث سنين‪ ،‬وبعدها أمر بببالهجرة‬
‫إلى المدينة‪.‬‬
‫والهجرة فريضة على هذه المببة مببن بلببد‬
‫الشرك إلى بلد السلم‪ ،‬وهببي باقيببة إلببى‬
‫أن تقوم الساعة‪ :‬والببدليل قببوله تعببالى‪:‬‬
‫‪17‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫َ‬ ‫ة َ‬
‫م‬ ‫سه ِ ْ‬ ‫مي أن ُْف ِ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬
‫ن ت َوَّفاهُ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫إِ ّ‬
‫ن ِفببي‬ ‫ضببعَِفي َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫م َقاُلوا ْ ك ُّنا ُ‬ ‫كنت ُ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫َقاُلوا ْ ِفي َ‬
‫ة‬ ‫س بع َ ً‬ ‫ض الل ّبهِ َوا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ن أ َْر‬ ‫ْ‬ ‫م ت َك ُب‬ ‫َ‬
‫ض قَببال ْوَا ْ أل َب ْ‬ ‫ِ‬ ‫ال َْر‬
‫ْ‬ ‫جُروا ْ ِفيَهببا فَأ ُوَْلبببئ ِ َ‬
‫م‬ ‫جهَّنبب ُ‬ ‫م َ‬ ‫مببأَواهُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫فَت َُهببا ِ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ضعَِفي َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫صيرا ً )‪ (۹٧‬إ ِل ّ ال ْ ُ‬ ‫م ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ساء ْ‬ ‫وَ َ‬
‫ن‬ ‫طيُعو َ‬ ‫س بت َ ِ‬ ‫ن ل َ يَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫دا‬‫سبباء َوال ْوِل ْب َ‬ ‫ل َوالن ّ َ‬ ‫جببا ِ‬ ‫الّر َ‬
‫ُ‬
‫سبببِبيل ً )‪ (۹٨‬فَأوَْلببببئ ِ َ‬
‫ك‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬‫ة وَل َ ي َهْت َببب ُ‬ ‫حيل َببب ً‬ ‫ِ‬
‫ه عَُفببوّا ً‬ ‫َ‬
‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ه أن ي َعُْفوَ عَن ْهُ ْ‬ ‫سى الل ّ ُ‬ ‫عَ َ‬
‫غَُفورا ً [النساء‪ ۹٧:‬ب ‪ .[۹۹‬وقوله تعالى ‪َ :‬يا‬
‫عبادي ال ّذين آمنوا إ َ‬
‫ة فَإ ِّيا َ‬
‫ي‬ ‫سع َ ٌ‬ ‫ضي َوا ِ‬ ‫ن أْر ِ‬ ‫ِ َ ِ َ ِ َ َ ُ ِ ّ‬
‫ن [العنكبوت‪].٥٦:‬‬ ‫دو ِ‬ ‫َفاعْب ُ ُ‬
‫قال البغوي رحمه الله‪ ) :‬سبب نزول هذه‬
‫الية في المسببلمين الببذين فببي مكببة لببم‬
‫يهاجروا‪ ،‬ناداهم الله باسم اليمان ( ‪.‬‬
‫{‬ ‫والدليل على الهجرة من السنة قوله‬
‫‪:‬ل تنقطع الهجرة حببتى تنقطببع التوبببة‪ ،‬ول‬
‫تنقطببع التوبببة حببتى تطلببع الشببمس مببن‬
‫مغربها‪}.‬‬
‫فلما استقر في المدينة‪ ،‬أمر ببقية شببرائع‬
‫السببلم‪ ،‬مثببل الزكبباة‪ ،‬والصببوم‪ ،‬والحببج‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫والذان‪ ،‬والجهببباد‪ ،‬والمبببر ببببالمعروف‪،‬‬
‫والنهي عن المنكر‪ ،‬وغير ذلك مببن شببرائع‬
‫السببلم‪ .‬أخببذ علببى هببذا عشببر سببنين‪،‬‬
‫وبعببدها تببوفي‪ ،‬صببلة اللببه وسببلم عليببه‪،‬‬
‫ق‪.‬‬ ‫ودينه با ٍ‬
‫وهذا دينببه ل خيببر إل دلببه المببة عليببه‪ ،‬ول‬
‫شر إل حذرها منه‪ ،‬والخير الذي دلها عليه‪:‬‬
‫التوحيببد‪ ،‬وجميببع مببا يحبببه اللببه ويرضبباه‪.‬‬
‫والشر الذي حذرها منه‪ :‬الشرك وجميع ما‬
‫يكبره اللبه ويأببباه‪ ،‬بعثببه اللبه إلببى النباس‬
‫كافة‪ ،‬وافترض طاعته على جميع الثقلين‪:‬‬
‫الجن والنس‪.‬‬
‫س‬ ‫َ‬ ‫والدليل قوله تعببالى‪ :‬قُب ْ‬
‫ل ي َببا أي ّهَببا الن ّببا ُ‬
‫ميعبا ً [العببراف‪:‬‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫ل الل ّهِ إ ِل َي ْك ُب ْ‬
‫سو ُ‬ ‫إ ِّني َر ُ‬
‫‪ .[١٥٨‬وكمل الله به الدين‪.‬‬
‫والدليل قول تعببالى‪ :‬ال ْي بو َ‬
‫م‬ ‫ت ل َك ُب ْ‬‫مل ْب ُ‬
‫م أك ْ َ‬
‫َ ْ َ‬
‫َ‬
‫م‬‫ت ل َك ُ ُ‬ ‫ضي ُ‬
‫مِتي وََر ِ‬ ‫م ن ِعْ َ‬‫ت عَل َي ْك ُ ْ‬ ‫م ُ‬‫م ْ‬‫م وَأت ْ َ‬ ‫ِدين َك ُ ْ‬
‫م ِدينا ً [المائدة‪].٣:‬‬ ‫سل َ َ‬ ‫ال ِ ْ‬

‫‪19‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫ك‬‫والدليل علببى مببوته قببوله تعببالى‪ :‬إ ِن ّب َ‬
‫م‬
‫م َيببوْ َ‬ ‫م إ ِن ّ ُ‬
‫كبب ْ‬ ‫ن )‪ُ (٣‬ثبب ّ‬ ‫مي ُّتببو َ‬‫ت وَإ ِن ُّهببم ّ‬‫مّيبب ٌ‬ ‫َ‬
‫ن [الزمببر‪:‬‬ ‫مو َ‬ ‫صبب ُ‬‫خت َ ِ‬
‫م تَ ْ‬ ‫عنببد َ َرب ّ ُ‬
‫كبب ْ‬ ‫مببةِ ِ‬‫ال ِْقَيا َ‬
‫‪].٣۱،٣٠‬‬
‫والنبباس إذا مبباتوا يبعثببون‪ ،‬والببدليل قببوله‬
‫من ْهَببا‬
‫م وَ ِ‬ ‫م وَِفيَها ن ُِعيبد ُك ُ ْ‬ ‫خل َْقَناك ُ ْ‬ ‫من َْها َ‬ ‫تعالى‪ِ :‬‬
‫خ بَرى [طببه‪]. ٥٥:‬وقببوله‬ ‫م ت َبباَرةً أ ُ ْ‬ ‫جك ُب ْ‬‫خرِ ُ‬ ‫نُ ْ‬
‫ض ن ََباتببا ً )‪(١٧‬‬ ‫َ‬ ‫م َ ْ‬ ‫َ‬
‫ن الْر ِ‬ ‫كم ّ‬ ‫ه أنب َت َ ُ‬ ‫تعالى‪َ :‬والل ّ ُ‬
‫خَراجبا ً [نببوح‪:‬‬ ‫م إِ ْ‬ ‫جك ُب ْ‬ ‫خرِ ُ‬ ‫م ِفيَها وَي ُ ْ‬ ‫م ي ُِعيد ُك ُ ْ‬ ‫ثُ ّ‬
‫‪ .]۱٨،۱٧‬وبعد البعث محاسبون ومجزيببون‬
‫بأعمالهم‪.‬‬
‫مبببا فِبببي‬ ‫والبببدليل قبببول تعبببالى‪ :‬وَل ِل ّبببهِ َ‬
‫ن‬ ‫ج بزِيَ ال ّب ِ‬ ‫ت وما فِببي اْل َ‬
‫ذي َ‬ ‫ض ل ِي َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ماَوا ِ َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سبُنوا‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫جبزِيَ ال ّب ِ‬ ‫مل ُببوا وَي َ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ؤوا ب ِ َ‬ ‫سا ُ‬‫أ َ‬
‫سَنى [النجم‪ .[٣۱:‬ومن كذب بببالبعث‬ ‫ح ْ‬ ‫ِبال ْ ُ‬
‫كفر‪.‬‬
‫ن ك ََفبُروا‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّب ِ‬ ‫والدليل قوله تعببالى‪َ :‬زعَب َ‬
‫م‬‫ن ث ُب ّ‬ ‫ل ب َل َببى وََرب ّببي ل َت ُب ْعَث ُب ّ‬ ‫َأن ل ّببن ي ُب ْعَث ُببوا قُب ْ‬
‫سببيٌر‬ ‫ك عََلى الل ّبهِ ي َ ِ‬ ‫م وَذ َل ِ َ‬ ‫مل ْت ُ ْ‬ ‫ما عَ ِ‬ ‫ن بِ َ‬‫ل َت ُن َب ّؤُ ّ‬

‫‪20‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫[التغببابن‪ .[٧:‬وأرسببل اللببه جميببع الرسببل‬
‫مبشرين ومنذرين‪.‬‬
‫ن‬‫ري َ‬‫شبب ِ‬ ‫سببل ً ّ‬
‫مب َ ّ‬ ‫والببدليل قببوله تعببالى‪ّ :‬ر ُ‬
‫ة‬
‫جب ٌ‬‫ح ّ‬‫س عََلى الل ّبهِ ُ‬‫ن ِللّنا ِ‬ ‫ن ل ِئ َل ّ ي َ ُ‬
‫كو َ‬ ‫منذِِري َ‬
‫وَ ُ‬
‫ل [النسبباء‪] ۱٦٥:‬وأولهببم نببوح‬ ‫سب ِ‬ ‫ب َعْ بد َ الّر ُ‬
‫عليه السلم‪ ،‬وآخرهم محمد وهببو خبباتم‬
‫النبيين‪.‬‬
‫والدليل على أن أولهم نوح قوله تعببالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫ك كَ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ح َوالن ّب ِّيي َ‬ ‫حي َْنا إ ِلى ُنو ٍ‬‫ما أوْ َ‬ ‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ َ‬
‫إ ِّنا أوْ َ‬
‫من ب َعْدِهِ [النساء‪].١٦٣:‬‬ ‫ِ‬
‫وكل أمة بعث الله إليهببا رسببول ً مببن نببوح‬
‫إلببى محمببد يببأمرهم بعبببادة اللببه وحببده‪،‬‬
‫وينهاهم عن عبادة الطاغوت‪.‬‬
‫ل‬ ‫والدليل قوله تعالى‪ :‬وَل ََقد ْ ب َعَث ْن َببا فِببي ك ُب ّ‬
‫جت َن ِب ُبببوا ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه َوا ْ‬‫دوا ْ الل ّببب َ‬ ‫سبببول ً أ ِ‬
‫ن اعْب ُببب ُ‬ ‫مبببةٍ ّر ُ‬ ‫أ ّ‬
‫ت [النحل‪ .[٣٦:‬وافترض الله على‬ ‫غو َ‬ ‫طا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫جميببع العببباد الكفببر بالطبباغوت‪ ،‬واليمببان‬
‫بالله‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫قببال ابببن القيببم رحمببه اللببه‪ ) :‬معنببى‬
‫الطبباغوت مببا تجبباوز بببه العبببد حببده مببن‬
‫معبود‪ ،‬أو متبوع‪ ،‬أو مطاع ( ‪.‬‬
‫والطببواغيت كببثيرون‪ ،‬رؤوسببهم خمسببة‪:‬‬
‫إبليببس لعنببه اللببه‪ ،‬ومببن عبببد وهببو راض‪،‬‬
‫ومن دعا الناس إلببى عبببادة نفسببه‪ ،‬ومببن‬
‫ادعى شيئا ً مببن علببم الغيببب‪ ،‬ومببن حكببم‬
‫بغير ما أنزل الله‪.‬‬
‫ن‬ ‫والدليل قوله تعالى‪ :‬ل َ إ ِك ْبَراهَ فِببي ال ب ّ‬
‫دي ِ‬
‫مببن ي َك ُْف بْر‬ ‫مببن ال َْغببي فَ َ‬ ‫شببد ِ‬ ‫ن الّر ْ‬ ‫قَببد ت ّب َي ّب َ‬
‫ك‬ ‫سب َ‬ ‫م َ‬ ‫من ب ِببالل ّهِ فََق بدِ ا ْ‬
‫ست َ ْ‬ ‫غوت وَي ُبؤْ ِ‬ ‫بالط ّببا ُ‬
‫ع‬
‫مي ٌ‬ ‫سبب ِ‬ ‫ه َ‬ ‫صام ل ََها َوالل ّ ُ‬‫ِبال ْعُْروَةِ ال ْوُث َْقى َل ان َِف َ‬
‫م [البقرة‪ .[٢٥٦:‬وهببذا هببو معنببى ) ل‬ ‫عَِلي ٌ‬
‫إله إل الله ( ‪.‬‬
‫وفببي الحببديث { ‪:‬رأس المببر السببلم‪،‬‬
‫وعموده الصلة‪ ،‬وذروة سنامه الجهاد فببي‬
‫سبيل الله‪}.‬‬
‫والله أعلم‪ ...‬تمت الصول الثلثة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الصول الثلثة وأدلتها‬
‫أسأل الله الكريم رب العرش العظيببم أن‬
‫يتببولك فببي الببدنيا والخببرة‪ ،‬وأن يجعلببك‬
‫مباركبا ً اينمببا كنببت‪ ،‬وأن يجعلببك ممببن إذا‬
‫أعطي شكر‪ ،‬وإذا ابتلببي صبببر‪ ،‬وإذا أذنببب‬
‫اسببببتغفر‪ ،‬فببببإن هببببؤلء الثلث عنببببوان‬
‫السعادة‪.‬‬

‫‪23‬‬

Anda mungkin juga menyukai