Anda di halaman 1dari 34

‫الحبيب كأنك تراه‬

‫‪ ‬‬
‫القائمة‬
‫اسمه‬ ‫فضائله‬ ‫لونه‬ ‫وجهه‬ ‫جبينه‬

‫عيناه‬ ‫أنفه‬ ‫خدّ اه‬ ‫رأسه‬ ‫فمه وأسنانه‬

‫سمعه‬ ‫صوته‬ ‫ريقه‬ ‫عنقه ورقبته‬ ‫منكباه‬

‫كفاه‬ ‫صدره‬ ‫ساقاه‬ ‫قدماه‬ ‫قامته وطوله‬

‫مشيته‬ ‫إلتفاته‬ ‫خاتم النبوة‬ ‫رائحته‬ ‫كالمه‬

‫ضحكه‬ ‫خاتمه‬ ‫وصف ام معبد‬ ‫وصف علي‬ ‫وصف هند‬


‫وصف عمر بن العاص‬
‫اسمه‬

‫سول ُ هللاِ} (الفتح‪.)29 :‬‬


‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪ُّ { :‬م َح َّم ٌد َّر ُ‬
‫‪ -2 ‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬لي خمسة أسماء‪ :‬أنا محمد‪،‬‬
‫وأنا أحمد‪ ،‬وأنا الماحي الذي يمحو هللا به الكفر‪ ،‬وأنا الحاشر الذي ُيحشر‬
‫الناس على قدمي‪ ،‬وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي" رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ - 3 ‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أال تعجبون كيف يصـرف هللا‬
‫عني شتم قريش‪ ،‬ولعنهم؟ يشتمون مذم ًما‪ ،‬ويلعنون مذم ًما‪ ،‬وأنا محمد"‪.‬‬
‫‪ - 4 ‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إن هللا اصطفى كنانة من ولد‬
‫شا من كنانة‪ ،‬واصطفى من قريش بني هاشم‪،‬‬ ‫إسماعيل‪ ،‬واصطفى قري ً‬
‫واصطفاني من بني هاشم" رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ - 5 ‬وقال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬تسموا باسمي‪ ،‬وال تكنوا بكنيتي‪ ،‬فإنما أنا‬
‫قاسم أقسم بينكم" رواه مسلم‪  .‬‬
‫فضائله‬
‫ِيرا * َو َب ِّ‬
‫ش ِر‬ ‫هللا ِبإِ ْذ ِن ِه َوسِ َر ً‬
‫اجا ُّمن ً‬ ‫ِيرا * َو َداعِ ًيا إِ َلى ِ‬ ‫ش ًرا َو َنذ ً‬ ‫شا ِهدًا َو ُم َب ِّ‬ ‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪َ { :‬يا أَ ُّي َها ال َّن ِب ُّي إِ َّنا أَ ْر َ‬
‫س ْل َنا َك َ‬ ‫‪‬‬
‫يرا} (األحزاب ‪.)46 ،45‬‬ ‫ضاًل َك ِب ً‬ ‫ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ ِبأَنَّ َل ُهم ِّمنَ ِ‬
‫هللا َف ْ‬
‫ش ْي ٍء َعلِي ًما} (األحزاب‪.)40 :‬‬ ‫هللا َو َخا َت َم ال َّن ِب ِّيينَ َو َكانَ هللاُ ِب ُكل ِّ َ‬ ‫سول َ ِ‬ ‫‪َّ { -2‬ما َكانَ ُم َح َّم ٌد أَ َبا أَ َح ٍد ِّمن ِّر َجالِ ُك ْم َو َلكِن َّر ُ‬ ‫‪‬‬
‫س ْل َنا َك إِاَّل َر ْح َم ًة ِّل ْل َعا َلمِينَ } (األنبياء‪.)107 :‬‬ ‫{و َما أَ ْر َ‬
‫‪َ -3‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -4‬وقال صلى هللا عيه وسلم‪" :‬أنا أكثر األنبياء تب ًعا يوم القيامة‪ ،‬وأنا أول من يقرع باب الجنة" صحيح مسلم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -5‬وقال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أنا أول شفيع في الجنة‪ ،‬لم ُيصدق نبي من األنبياء ما صدقت‪ ،‬وإن نب ًيا من األنبياء‬ ‫‪‬‬
‫ما صدقه من أمته إال رجل واحد" صحيح مسلم‪.‬‬
‫‪ -6‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أنا سيد ولد آدم يوم القيام‪ ،‬وأول من تنشق عنه األرض‪ ،‬وأول شافع‬ ‫‪‬‬
‫ومشفع" صحيح مسلم‪.‬‬
‫‪ -7‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬فضلت على األنبياء بست‪ :‬أعطيت جوامع الكلم‪ ،‬ونصرت بالرعب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وطهورا‪ ،‬وأرسلت إلى الخلق كافة‪ ،‬وختم بي النبيون" رواه الترمذي‬ ‫ً‬ ‫وأحلت لي الغنائم‪ ،‬وجعلت لي األرض مسجدًا‬
‫وابن ماجه وهو حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪ -8‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إن مثلي ومثل األنبياء قبلي‪ ،‬كمثل رجل بنى بنيا ًنا فأحسنه وأجمله‪ ،‬إال‬ ‫‪‬‬
‫موضع لبنة من زاوية من زواياه‪ ،‬فجعل الناس يطوفون به ويعجبون لـه‪ ،‬ويقولون‪ :‬هال وضعت هذه اللبنة؟ قال‪:‬‬
‫فأنا اللبنة‪ ،‬وأنا خاتم النبيين" رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -9‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إني عند هللا مكتوب خاتم النبيين‪ ،‬وإن آدم لمنجدل في طينته‪ ،‬وسأخبركم‬ ‫‪‬‬
‫بأول أمري‪ :‬دعوة إبراهيم‪ ،‬وبشارة عيسى‪ ،‬ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني‪ ،‬وقد خرج لها نور أضاءت لها منه‬
‫قصور الشام"‪ .‬رواه أحمد والطبراني والبيهقي وصححه ابن حبان (لمنجدل‪ :‬ملقى على األرض)‪  .‬‬
‫لونه‬
‫عن أبي الطفيل رضي هللا عنه قال‪ :‬رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وما على وجه‬ ‫‪‬‬
‫مليحا مقصدًا‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫ً‬ ‫األرض رجل رآه غيري قال‪ :‬فكيف رأيته؟ قال‪ :‬كان أبيض‬
‫وعن أنس رضي هللا عنه‪ :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم أزهر اللون ليس بأبيض أمهق وال‬ ‫‪‬‬
‫آدم‪ .‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬واألزهر‪ :‬هو األبيض المستنير المشرق‪ ،‬وهو أحسن األلوان‪.‬‬
‫مليحا مقصدًا‪ .‬رواه‬
‫ً‬ ‫وعن أبي الطفيل رضي هللا عنه‪ :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم أبيض‬ ‫‪‬‬
‫مسلم‪.‬‬
‫وعن أبي جحيفة رضي هللا عنه‪ :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم أبيض قد شاب‪ .‬رواه‬ ‫‪‬‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫وعن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‪ :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم أبيض مشر ًبا بياضه‬ ‫‪‬‬
‫حمرة‪ .‬رواه أحمد والترمذي والبزار وابن سعد وأبو يعلى والحاكم وصححه ووافقه الذهبي‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وجهه‬
‫مستديرا‬
‫ً‬ ‫كان الرسول صلى هللا عليه الصالة والسالم أس َيل الوجه‪ ،‬مسنون الخدين ولم يكن‬ ‫‪‬‬
‫غاية التدوير‪ ،‬بل كان بين االستدارة واإلسالة‪ ،‬وهو أجمل عند كل ذي ذوق سليم‪ .‬وكان‬
‫مليحا كأنما صيغ من فضة ال أوضـأ وال‬ ‫ً‬ ‫وجهه مثل الشمس والقمر في اإلشراق والصفاء‪،‬‬
‫أضوأ منه‪.‬‬
‫س ّر استنار‬
‫وعن كعب بن مالك رضي هللا عنه‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا ُ‬ ‫‪‬‬
‫وجهه حتى كأنه قطعة قمر‪ .‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫سئل البراء أكان وجه النبي صلى هللا عليه وسلم مثل السيف؟ قال‪:‬‬ ‫وعن أبي إسحاق قال‪ُ :‬‬ ‫‪‬‬
‫ال‪ ،‬بل مثل القمر‪ .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫وقال أبو هريرة‪ :‬ما رأيت شي ًئا أحسن من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬كأن الشمس‬ ‫‪‬‬
‫تجري في وجهه‪.‬‬
‫وعن جابر بن سمرة رضي هللا عنه قال‪" :‬رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في ليلة‬ ‫‪‬‬
‫فجعلت أنظر إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وإلى‬ ‫ُ‬ ‫إضحيان( مقمرة)‪ ،‬وعليه ُح َّلة حمراء‪،‬‬
‫القمر‪ ،‬فإذا هو عندي أحسنُ من القمر"‪.‬‬
‫جبينه‬
‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪" :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أسيل الجبين"‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫(األسيل‪ :‬هو المستوي)‪ ،‬أخرجه عبد الرازق والبيهقي ابن عساكر‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬كان صلى هللا عليه وسلم أجلى الجبهة‪ ،‬إذا طلع جبينه‬ ‫‪‬‬
‫من بين الشعر‪ ،‬أو طلع في فلق الصبح‪ ،‬أو عند طفل الليل‪ ،‬أو طلع بوجهه على الناس‬
‫تراءوا جبينه كأنه ضوء السرج المتوقد يتألأل‪ ،‬وكان النبي صلى هللا عليه وسلم واسع‬
‫الجبهة‪ .‬رواه البيهقي في دالئل النبوة وابن عساكر‪.‬‬
‫عيناه‬
‫كان النبي صلى هللا عليه وسلم أكحل العينين أهدب األشفار إذا وطئ بقدمه وطئ بك ّلها ليس‬ ‫‪‬‬
‫له أخمص إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة" البيهقي وحسنه األلباني‪.‬‬
‫وكان صلى هللا عليه وسلم "إذا نظرت إليه قُلت أكحل العينين وليس بأكحل"‪ ،‬رواه الترمذي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ِب‬
‫وعن علي رضي هللا عنه قال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عظيم العينين‪َ ،‬هد ُ‬ ‫‪‬‬
‫األشفار‪ ،‬مشرب العينين بحمرة‪ .‬رواه أحمد وابن سعد والبزار‪ .‬ومعنى مشرب العينين‬
‫بحمرة‪ :‬أي عروق حمراء رقاق‪.‬‬
‫وعن جابر بن سمرة رضي هللا عنه قال‪ :‬كنت إذا نظرت إليه قلت‪ :‬أكحل العينين وليس‬ ‫‪‬‬
‫بأكحل صلى هللا عليه وسلم‪ .‬رواه الترمذي وأحمد وأبو يعلى والحاكم والطبراني في الكبير‪.‬‬
‫أنفه‬
‫يحسبه من لم يتأمله أش ًما ولم يكن أش ًما وكان مستقي ًما‪ ،‬أقنى أي طويالً في وسطه بعض‬ ‫‪‬‬
‫ارتفاع‪ ،‬مع دقة أرنبته (األرنبة هي ما الن من األنف)‪.‬‬
‫خـ ّداه‬
‫س ِّل ُم عن يمينه‬
‫عن عمار بن ياسر رضي هللا عنه قال‪" :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ُي َ‬ ‫‪‬‬
‫وعن يساره حتى ُيرى بياض خده"‪ ،‬أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي هذا حديث صحيح‪.‬‬
‫قال يزيد الفارسي رضي هللا عنه‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم جميل دوائر الوجه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رواه أحمد‪.‬‬
‫رأسه‬
‫عن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه قال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ضخم‬ ‫‪‬‬
‫الرأس‪ .‬رواه أحمد والبزار وابن سعد‪.‬‬
‫قال هند بن أبي هالة رضي هللا عنه‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عظيم الهامة‪ .‬رواه‬ ‫‪‬‬
‫الطبراني في الكبير والترمذي في الشمائل‪  .‬‬
‫فمه وأسنانه‬
‫عن جابر بن سمرة رضي هللا عنه قال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ضليع الفم‪ ..‬قال‬ ‫‪‬‬
‫شعبة‪ :‬قلت لسماك‪ :‬ما ضليع الفم؟ قال‪ :‬عظيم الفم‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫وعن جابر بن سمرة رضي هللا عنه قال‪" :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ضليع الفم‬ ‫‪‬‬
‫(أي واسع الفم) جميل ُه‪ ،‬وكان من أحسن عباد هللا شفتين وألطفهم ختم فم‪ .‬وكان وسي ًما‬
‫أشنب أبيض األسنان مفلج (متفرق األسنان) بعيد ما بين الثنايا والرباعيات‪ ،‬أفلج الثن َّيتين‬
‫(أي األسنان األربع التي في مقدم الفم‪ ،‬ثنتان من فوق وثنتان من تحت) إذا تكلم ُرئ َِي كالنور‬
‫يخرج من بين ثناياه"‪.‬‬
‫وعن ابن عباس رضي هللا عنه قال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أفلج الثنيتين‪ ،‬إذا‬ ‫‪‬‬
‫تكلم ُرئي كالنور يخرج من بين ثناياه‪ .‬رواه الدرامي والترمذي في الشمائل‪ .‬وأفلج الثنيتين‬
‫أي متفرق األسنان األربع التي في مقدم الفم‪ ،‬ثنتان من فوق وثنتان من تحت‪.‬‬
‫سمعه‬
‫عن زيد بن ثابت رضي هللا عنه قال‪ :‬بينما النبي صلى هللا عليه وسلم في حائط لبني النجار‬ ‫‪‬‬
‫على بغلة له ونحن معه‪ ،‬إذ حادت به فكادت تلقيه‪ ،‬وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"من يعرف أصحاب هذه األقبر؟"‪ .‬فقال رجل‪ :‬أنا‪ .‬قال‪" :‬فمتى مات هؤالء؟"‪ .‬قال‪ :‬ماتوا‬
‫على اإلشراك‪ .‬فقال‪" :‬إن هذه األمة تبتلى في قبورها‪ .‬فلوال أال تدافنوا لدعوت هللا أن‬
‫يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه"‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫صوته‬
‫عن أم معبد رضي هللا عنها‪ ،‬قالت‪ :‬كان في صوت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم صهل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رواه الطبراني في الكبير والحاكم وقال صحيح اإلسناد ووافقه الذهبي‪.‬‬
‫‪ ‬عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي هللا عنها‪ ،‬قالت‪ :‬إني كنت ألسمع صوت رسول هللا صلى‬ ‫‪‬‬
‫هللا عليه وسلم وأنا على عريشي‪ .‬يعني قراءته في صالة الليل‪ .‬رواه أحمد والنسائي وابن‬
‫ماجه والحاكم والطبراني‪.‬‬
‫ريقه‬
‫قد أعطى هللا تعالى رسوله صلى هللا عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف‪ ،‬ومن ذلك أن‬ ‫‪‬‬
‫ريقه صلى هللا عليه و سلم فيه شفاء للعليل‪ ،‬ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء‪ ...‬فكم‬
‫داوى صلى هللا عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرئ من ساعته!‬
‫جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي هللا عنه قال‪" :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫‪‬‬
‫وسلم يوم خيبر‪ :‬ألعطِ َينَّ الراية غداً رجالً يفتح هللا على يديه‪ ،‬يحب هللا ورسوله‪ ،‬ويحبه هللا‬
‫ورسوله‪ .‬فلما أصبح الناس غدوا على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وكلهم يرجو أن‬
‫ُيعطاها‪ ،‬فقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا‪ :‬هو يا رسول هللا يشتكي‬
‫عينيه‪ .‬قال‪ :‬فأرسلوا إليه‪.‬‬
‫فأُت َِي به وفي رواية مسلم‪ :‬قال سلمة‪ :‬فأرسلني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى علي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في عينيه‪ ،‬فبرئ كأنه لم يكن به‬
‫وجع‪...‬‬
‫وعن يزيد بن أبي عبيد قال‪" :‬رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت‪ :‬يا أبا مسلم ما هذه‬ ‫‪‬‬
‫الضربة؟ قال‪ :‬هذه ضربة أصابتها يوم خيبر فقال الناس أصيب سلمة‪ ...‬فأتيت النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم فنفث فيه ثالث نفثات فما اشتكيت حتى الساعة"‪ ،‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫وروي عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال‪" :‬أصيبت عين أبي ذر يوم أحد‬ ‫‪‬‬
‫فبزق فيها النبي صلى هللا عليه وسلم فكانت أصح عينيه"‪ ،‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫عنقه ورقبته‬
‫عن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه قال‪" :‬كأن عنق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إبريق‬ ‫‪‬‬
‫فضة"‪ ،‬أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي‪.‬‬
‫وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪" :‬كان أحسن عباد هللا عن ًقا‪ ،‬ال ينسب إلى الطول وال إلى‬ ‫‪‬‬
‫القصر‪ ،‬ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهبا ً يتألأل في بياض‬
‫الفضة وحمرة الذهب‪ ،‬وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر"‪،‬‬
‫أخرجه البيهقي وابن عساكر‪.‬‬
‫من ِكباه‬
‫عن البراء بن عازب رضي هللا عنه قال‪ :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم بعيد ما بين‬ ‫‪‬‬
‫المنكبين‪ .‬رواه البخاري مسلم‪.‬‬
‫والمنكب هو مجمع العضد والكتف‪ .‬والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى‬ ‫‪‬‬
‫الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع اإلشارة إلى أن ُبعد ما بين منكبيه لم يكن مناف ًيا‬
‫لالعتدال‪ .‬وكان َكتِفاه عريضين عظيمين‪  .‬‬
‫كفاه‬
‫عن أنس أو جابر بن عبد هللا‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان ضخم الكفين لم أر بعده شب ًها له‪ .‬أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لذا كان النبي صلى هللا عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لح ًما‪ ،‬غير أ ّنها مع غاية ضخامتها‬ ‫‪‬‬
‫كانت َل ِّي َنة أي ناعمة‪.‬‬
‫ديباجا ألين من كف النبي صلى هللا عليه وسلم‪ .‬أخرجه‬‫ً‬ ‫حريرا وال‬
‫ً‬ ‫وعن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬ما مسست‬ ‫‪‬‬
‫البخاري ومسلم‪.‬‬
‫وعن أبي جحيفة رضي هللا عنه قال‪ :‬خرج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء‪ ...‬وقام الناس‬ ‫‪‬‬
‫فجعلوا يأخذون يديه‪ ،‬فيمسحون بها وجوههم‪ .‬قال‪ :‬فأخذت بيده فوضعتها على وجهي‪ ،‬فإذا هي أبرد من الثلج‪،‬‬
‫وأطيب رائحة من المسك‪ .‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫‪ ‬وعن جابر بن سمرة رضي هللا عنه‪ ،‬قال‪ :‬صليت مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم صالة األولى‪ ،‬ثم خرج إلى‬ ‫‪‬‬
‫أهله‪ ،‬وخرجت معه‪ ،‬فاستقبله ولدان‪ ،‬فجعل يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًا‪ .‬قال‪ :‬وأما أنا فمسح خدي‪ .‬قال‪:‬‬
‫ريحا كأنما أخرجها من جونة عطار‪ .‬أخرجه مسلم‪.‬‬ ‫فوجدت ليده بردًا أو ً‬
‫وعن عبد هللا بن مسعود قال‪" :‬كنا َن ُعد اآليات َبركة‪ ،‬وأنتم َت ُعدونها تخويفاً‪ ،‬كنا مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬ ‫‪‬‬
‫َ‬
‫فأدخل يده في اإلناء وقال‪َ :‬ح ّي على‬ ‫في سفر ف َقل َّ الماء‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم‪ :‬اطلبوا لي فضلة من ماء‪.‬‬
‫رأيت الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى هللا عليه‬ ‫ُ‬ ‫الطهور المبارك‪ ،‬والبركة من هللا‪ .‬ويقول ابن مسعود‪ :‬لقد‬ ‫َّ‬
‫وسلم‪ ،‬ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو ُيؤكل"‪ ،‬رواه البخاري‪.‬‬
‫عن إياس بن سلمة‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬قال‪ :‬غزونا مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حنينا ً إلى أن قال‪ :‬ومررت على‬ ‫‪‬‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهو على بغلته الشهباء‪ ..‬فلما غشوا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نزل عن‬
‫بغلته‪ ،‬ثم قبض قبضة من تراب األرض‪ ،‬ثم استقبل به وجوههم‪ ،‬فقال‪" :‬شاهت الوجوه‪ ،‬فما خلق هللا منهم إنسا ًنا‬
‫إال مأل عينيه ترا ًبا بتلك القبضة" فولوا مدبرين‪ .‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫صدره‬
‫َ‬
‫ال هند بن أبي هالة رضي هللا عنه‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم سواء البطن‬ ‫‪‬‬
‫والصدر‪ ،‬عريض الصدر‪ .‬رواه الطبراني والترمذي في الشمائل‪.‬‬
‫قالت عائشة رضي هللا عنها‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عريض الصدر ممسوحة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ضا‪ ،‬على بياض القمر ليلة البدر‪،‬‬‫كأنه المرايا في شدتها واستوائها‪ ،‬ال يعدو بعض لحمه بع ً‬
‫موصول ما بين لبته إلى سرته شعر منقاد كالقضيب‪ ،‬لم يكن في صدره وال بطنه شعر غيره‪.‬‬
‫رواه ابن نعيم وابن عساكر والبيهقي‪.‬‬
‫ساقاه‬
‫عن أبي جحيفة رضي هللا عنه قال‪ ..." :‬وخرج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كأني أنظر‬ ‫‪‬‬
‫إلى بيض ساقيه"‪ ،‬أخرجه البخاري في صحيحه‪.‬‬
‫قدماه‬
‫قال هند بن أبي هالة رضي هللا عنه‪" :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم خمصان األخمصين‬ ‫‪‬‬
‫(األخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها‪ ،‬وهو الذي ال يلتصق باألرض من القدمين‪ ،‬يريد‬
‫أن ذلك منه مرتفع) مسيح القدمين (أي ملساوين ليس في ظهورهما تكسر) وسشن الكفين‬
‫والقدمين (أي غليظ األصابع والراحة) رواه الترمذي في الشمائل والطبراني‪.‬‬
‫شريفتان‬‫وكان صلى هللا عليه و سلم أش َب َه ال َّناس بسيدنا إبراهيم عليه السالم‪ ،‬وكانت قدماه ال َّ‬ ‫‪‬‬
‫تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السالم كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السالم‪.‬‬
‫‪ ‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في حديث اإلسراء في وصف سيدنا إبراهيم عليه‬ ‫‪‬‬
‫السالم‪" :‬ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به"‪ .‬صحيح البخاري‪.‬‬
‫وكان أبو جهم بن حذيفة القرشي العدوي الصحابي الجليل‪ ،‬يقول‪ :‬ما رأيت شب ًها كشبه قدم‬ ‫‪‬‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم بقدم إبراهيم التي كنا نجدها في المقام‪.‬‬
‫قامته وطوله‬
‫وعن البراء بن عازب رضي هللا عنه قال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أحسن الناس‬ ‫‪‬‬
‫وج ًها وأحسنهم خل ًقا‪ ،‬ليس بالطويل البائن وال بالقصير‪ .‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫مشيته‬
‫رأيت شي ًئا أحسن من رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫ُ‬ ‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪" :‬ما‬ ‫‪‬‬
‫وسلم كأنَّ الشمس تجري في وجهه‪ ،‬وما رأيت أحدًا أسرع من رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم كأ َّنما األرض تطوى له‪ ،‬إ َّنا َل ُنجهد أنفسنا وإ َّنه غير مكترث"‪.‬‬
‫وعن أنس رضي هللا عنه أنَّ النبي صلى هللا عليه وسلم كان إذا مشى َت َك َّفأ ( أي مال يمينا ً‬ ‫‪‬‬
‫وشماالً ومال إلى قصد المشية ) ويمشي ال ُه َوينا (أي ُي ِ‬
‫قارب ُ‬
‫الخطا)‪.‬‬
‫وعن ابن عباس رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان إذا مشى‪ ،‬مشى مجتم ًعا‬ ‫‪‬‬
‫ليس فيه كسل"‪( ،‬أي شديد الحركة‪ ،‬قوي األعضاء غير مسترخ في المشي) رواه أحمد‪.‬‬
‫التفاته‬
‫كان صلى هللا عليه وسلم إذا التفت التفت م ًعا أي بجميع أجزائه فال يلوي عنقه يمنة أو يسرة‬ ‫‪‬‬
‫إذا نظر إلى الشيء لما في ذلك من الخفة وعدم الصيانة وإ ّنما كان يقبل جمي ًعا و ُي ِ‬
‫دبر جمي ًعا‬
‫ألن ذلك أل َيق بجاللته ومهابته هذا بالنسبة لاللتفات وراءه‪ ،‬أ ّما لو التفت يمنة أو يسرة‬
‫فالظاهر أنه كان يلتفت بعنقه الشريف‪.‬‬
‫خاتم النبوة‬
‫هو خاتم أسود اللون مثل الهالل وفي رواية أنه أخضر اللون‪ ،‬وفي رواية أنه كان أحمر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وفي رواية أخرى أنه كلون جسده‪ .‬ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة‪ ،‬وورد أنه كان‬
‫على أعلى كتف النبي صلى هللا عليه وسلم األيسر‪.‬‬
‫‪ -1‬عن جابر بن سمرة قال‪ :‬رأيت الخاتم بين كتفي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ُ ،‬غدة‬ ‫‪‬‬
‫حمراء مثل بيضة الحمامة يشبه جسده‪.‬‬
‫رائحته‬
‫عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه‬ ‫‪‬‬
‫حريرا ألين من كف رسول هللا صلى هللا عليه‬ ‫ً‬ ‫ديباجا وال‬
‫ً‬ ‫اللؤلؤ‪ ،‬إذا مشا تكفأ‪ ،‬وما مسحت‬
‫عنبرا أطيب من رائحة النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وسلم‪ ،‬وال شممت مسكا ً وال‬
‫ضا قال‪" :‬دخل علينا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم َف َقال (أي نام) عندنا‪،‬‬ ‫وعن أنس أي ً‬ ‫‪‬‬
‫ت ال َع َرق‪ ،‬فاستيقظ النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪:‬‬ ‫فعر َق وجاءت أمي بقارورة فجعلت َتسلُ ُ‬ ‫ِ‬
‫سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت‪َ :‬ع َرق نجعله في طيبنا وهو أط َيب الطيب"‪ ،‬رواه‬ ‫َ‬ ‫يا أم ُ‬
‫مسلم‪.‬‬
‫وكان صلى هللا عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه‪ ،‬وإذا وضع يده على رأس صبي‬ ‫‪‬‬
‫عرف من بين الصبيان بريحه على رأسه‪.‬‬ ‫فيظل يومه ُي َ‬
‫يقول جابر بن سمرة‪ :‬ما سلك رسول هللا صلى هللا عليه وسلم طري ًقا فيتبعه أحد إال عرف أنه‬ ‫‪‬‬
‫ريحا كأنما‬
‫قد سلكه من طيب عرقه‪ ،‬وقد كنت صب ًيا ‪ -‬فمسح خدي فوجدت ليده بردًا أو ً‬
‫أخرجها من جونة عطار‪.‬‬
‫كالمه‬
‫صا ِح ُب ُك ْم َو َما َغ َوى * َو َما َينطِ ُق َع ِن ا ْل َه َوى * إِنْ‬
‫ضل َّ َ‬‫{وال َّن ْج ِم إِ َذا ه ََوى * َما َ‬
‫قال هللا تعالى‪َ :‬‬ ‫‪‬‬
‫وحى} (النجم ‪.)4-1‬‬ ‫ه َُو إِاَّل َو ْح ٌي ُي َ‬
‫كان النبي صلى هللا عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان‪ ،‬وبالغة القول‪ ،‬وكان من ذلك بالمحل‬ ‫‪‬‬
‫األفضل‪ ،‬والموضع الذي ال يجهل‪ ،‬سالسة طبع‪ ،‬ونصاعة لفظ وجزالة قول‪ ،‬وصحة معان‪،‬‬
‫وقلة تكلف‪ ،‬أوتي جوامع الكلم‪ ،‬وخص ببدائع الحكم‪ ،‬وعلم ألسنة العرب‪ ،‬يخاطب كل قبيلة‬
‫بلسانها‪ ،‬ويحاورها بلغتها‪ ،‬اجتمعت له قوة عارضة البادية وجزالتها‪ ،‬ونصاعة ألفاظ‬
‫الحاضرة ورونق كالمها إلى التأييد اإللهي الذي مدده الوحي‪ ،‬لذلك كان يقول لعبد هللا بن‬
‫عمرو‪: :‬اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إال الحق"‪.‬‬
‫يقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬بعثت بجوامع الكلم‪ ،‬ونصرت بالرعب‪ ،‬فبينما أنا نائم‬ ‫‪‬‬
‫رأيتني أوتيت بمفاتيح خزائن األرض‪ ،‬فوضعت في يدي" مسند اإلمام أحمد‪.‬‬
‫صل ظاهر يحفظه من َج َلس إليه‪ ،‬وقد ورد في الحديث‬ ‫وكان كالمه صلى هللا عليه وسلم َب ِّين َف ْ‬ ‫‪‬‬
‫الصحيح‪" :‬كان ُي َحدِّ ث حديثا ً لو َعدَّ ه العا ُّد ألحصاه"‪.‬‬
‫"وكان صلى هللا عليه وسلم يعيد الكلمة ثالثا ً لِ ُتع َقل عنه" رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضحكه‬
‫نظرت إليه قُ َ‬
‫لت أكحل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وكنت إذا‬ ‫"كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ال يضحك إال َت َب ُّ‬
‫سماً‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫العينين وليس بأكحل"‪ ،‬حسن رواه الترمذي‪.‬‬
‫رأيت أحداً أكثر تبس ًما من الرسول صلى هللا عليه‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬وعن عبد هللا بن الحارث قال‪" :‬ما‬ ‫‪‬‬
‫سم وكان مِن أضحك الناس‬ ‫وسلم‪ ،‬وكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ال ُي َحدِّ ث حديثا ً إال ت َب َّ‬
‫سا"‪.‬‬‫وأط َي َبهم َنف ً‬
‫وكان صلى هللا عليه وسلم إذا ضحك بانت نواجذه أي أضراسه من غير أن يرفع صوته‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫سم‪.‬‬‫وكان الغالب من أحواله ال َّت َب ُّ‬
‫يقول خارجة بن زيد‪ :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه ال يكاد يخرج‬ ‫‪‬‬
‫شيئا ً من أطرافه‪ ،‬وكان كثير السكوت‪ ،‬ال يتكلم في غير حاجة‪ ،‬يعرض عمن تكلم بغير جميل‪،‬‬
‫كان ضحكه تبس ًما‪ ،‬وكالمه فصالً‪ ،‬ال فضول وال تقصير‪ ،‬وكان ضحك أصحابه عنده التبسم‪،‬‬
‫توقيراً له واقتدا ًء به‪.‬‬
‫قال أبو هريرة رضي هللا عنه‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا ضحك كاد يتألأل في‬ ‫‪‬‬
‫الجدر‪ .‬رواه عبد الرزاق في مصنفه‪.‬‬
‫خاتمه‬
‫كان خاتم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من فضة‪ ،‬نقش عليه من األسفل إلى األعلى‬ ‫‪‬‬
‫"محمد رسول هللا"‪ ،‬وذلك لكي ال تكون كلمة "محمد" صلى هللا عليه وسلم فوق كلمة "هللا"‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪ ":‬لما أراد رسول هللا صـلى هللا عليه وسلم أن يكتب إلى‬ ‫‪‬‬
‫العجم‪ ،‬قيل له‪ :‬إن العجم ال يقبلون إال كتا ًبا عليه ختم‪ ،‬فاصطنع خات ًما‪ ،‬فكأني أنظر إلى‬
‫بياضه في كفه"‪ ،‬رواه الترمذي في الشمائل والبخاري ومسلم‪.‬‬
‫ورق‬‫وعن ابن عمر رضي هللا عنه قال‪" :‬اتخذ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم خاتما ً من ِ‬ ‫‪‬‬
‫(أي من فضة) فكان في يده‪ ،‬ثم كان في يد أبي بكر ويد عمر‪ ،‬ثم كان في يد عثمان‪ ،‬حتى‬
‫وقع في بئر أريس" وأريس بفتح الهمزة وكسر الراء‪ ،‬هي بئر بحديقة من مسجد قباء‪.‬‬
‫وصف أم معبد‬
‫قالت أم معبد الخزاعية في وصف رسول هَّللا صلى هللا عليه وسلم لزوجها‪ ،‬حين مر بخيمتها‬ ‫‪‬‬
‫مهاجرا‪:‬‬
‫ً‬
‫رجل ظاهر الوضاءة‪ ،‬أبلج الوجه‪ ،‬حسن الخلق لم تعبه تجلة‪ ،‬ولم تزر به صعلة‪ ،‬وسيم‬ ‫‪‬‬
‫قسيم‪ ،‬في عينيه دعج‪ ،‬وفي أشعاره وطف‪ ،‬وفي صوته صحل‪ ،‬وفي عنقه سطح‪ ،‬أحور‪،‬‬
‫أكحل‪ ،‬أزج‪ ،‬أقرن‪ ،‬شديد سواد الشعر‪ ،‬إذا صمت عاله الوقار‪ ،‬وإن تكلم عاله البهاء‪ ،‬أجمل‬
‫الناس وأبهاهم من بعيد‪ ،‬وأحسنهم وأحالهم من قريب‪ ،‬حلو المنطق‪ ،‬فضل‪ ،‬ال نزر وال هذر‪،‬‬
‫كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن‪ ،‬ربعة‪ ،‬ال تقحمه عين من قصر وال تشنؤه من طول‪،‬‬
‫قدرا‪ ،‬له رفقاء يحفون به‪ ،‬إذا قال‬
‫منظرا‪ ،‬وأحسنهم ً‬
‫ً‬ ‫غصن بين غصنين‪ ،‬فهو أنظر الثالثة‬
‫استمعوا لقوله‪ ،‬وإذا أمر تبادروا إلى أمره‪ ،‬محفود‪ ،‬محشود‪ ،‬ال عابس وال مفند‪.‬‬
‫وصف علي بن أبي طالب‬
‫قال علي رضي هللا عنه وهو ينعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬لم يكن بالطويل الممغط‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وال القصير المتردد‪ ،‬وكان ربعة من القوم‪ ،‬لم يكن بالجعد القطط‪ ،‬وال بالسبط‪ ،‬وكان جعداً‬
‫َرجالً‪ ،‬ولم يكن بالمطهم وال بالمكلثم‪ ،‬وكان في الوجه تدوير‪ ،‬وكان أبيض مشرباً‪ ،‬أدعج‬
‫العينين‪ ،‬أهدب األشفار‪ ،‬جليل المشاش والكتد‪ ،‬دقيق المسربة‪ ،‬أجرد‪ ،‬شثن الكفين والقدمين‪،‬‬
‫إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب‪ ،‬وإذا التفت التفت معاً‪ ،‬بين كتفيه خاتم النبوة‪ ،‬وهو‬
‫خاتم النبيين‪ ،‬أجود الناس كفاً‪ ،‬وأجرأ الناس صدراً‪ ،‬وأصدق الناس لهجة‪ ،‬وأوفى الناس‬
‫ذمة‪ ،‬وألينهم عريكة‪ ،‬وأكرمهم عشرة‪ ،‬من رآه بديهة هابه‪ ،‬ومن خالطه معرفة أحبه‪ ،‬يقول‬
‫ناعته لم أر قبله وال بعده مثله صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وصف هند بن أبي هالة‬
‫كان رسول هَّللا صلى هللا عليه وسلم متواصل األحزان‪ ،‬دائم الفكرة‪ ،‬ليست له راحة‪ ،‬وال يتكلم في غير حاجة‪ ،‬طويل السكوت‪ ،‬يفتتح‬ ‫‪‬‬
‫الكالم ويختمه بأشداقه ‪-‬ال بأطراف فمه‪ -‬ويتكلم بجوامع الكلم‪ ،‬فصالً ال فضول فيه وال تقصير دمثا ً ليس بالجافي وال بالمهين‪ ،‬يعظم‬
‫النعمة وإن دقت‪ ،‬ال يذم شيئاً‪ ،‬ولم يكن يذم ذواقا ً ‪-‬ما يطعم‪ -‬وال يمدحه‪ ،‬وال يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له ال‬
‫يغضب لنفسه‪ ،‬وال ينتصر لها ‪ -‬سماح ‪ -‬وإذا أشار أشار بكفه كلها‪ ،‬وإذا تعجب قلبها‪ ،‬وإذا غضب أعرض وأشاح‪ ،‬وإذا فرح غض‬
‫طرفه‪ ،‬جل ضحكه التبسم‪ ،‬ويفتر عن مثل حب الغمام‪.‬‬
‫وكان يخزن لسانه إال عما يعنيه‪ .‬يؤلف أصحابه وال يفرقهم‪ ،‬يكرم كريم كل قوم‪ ،‬ويوليه عليهم‪ ،‬ويحذر الناس‪ ،‬ويحترس منهم من‬ ‫‪‬‬
‫غير أن يطوى عن أحد منهم بشره‪.‬‬
‫يتفقد أصحابه ‪ -‬ويسأل الناس عما في الناس‪ ،‬ويحسن الحسن ويصوبه‪ ،‬ويقبح القبيح ويوهنه‪ ،‬معتدل األمر‪ ،‬غير مختلف‪ ،‬ال يغفل‬ ‫‪‬‬
‫مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد‪ ،‬ال يقصر عن الحق‪ ،‬وال يجاوزه إلى غيره الذي يلونه من الناس خيارهم‪ ،‬وأفضلهم‬
‫عنده أعمهم نصيحة‪ ،‬وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة‪.‬‬
‫كان ال يجلس وال يقوم إال على ذكر‪ ،‬وال يوطن األماكن ‪ -‬ال يميز لنفسه مكانا ً ‪ -‬إذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ويأمر بذلك‪ ،‬ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى ال يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه‪ ،‬من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى‬
‫يكون هو المنصرف عنه‪ ،‬ومن سأله حاجة لم يرده إال بها أو بميسور من القول‪ ،‬وقد وسع الناس بسطه وخلقه‪ ،‬فصار لهم أبا‪،‬‬
‫وصاروا عنده في الحق متقاربين‪ .‬يتفاضلون عنده بالتقوى‪ ،‬مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة‪ ،‬ال ترفع فيه األصوات‪ ،‬وال‬
‫تؤبن فيه الحرم ‪-‬ال تخشى فلتاته‪ -‬يتعاطفون بالتقوى‪ ،‬يوقرون الكبير‪ ،‬ويرحمون الصغير‪ ،‬ويرفدون ذا الحاجة‪ ،‬ويؤنسون الغريب‪.‬‬
‫كان دائم البشر‪ ،‬سهل الخلق‪ ،‬لين الجانب‪ ،‬ليس بفظ‪ ،‬وال غليظ‪ ،‬وال صخاب‪ ،‬وال فحاش‪ ،‬وال عتاب‪ ،‬وال مداح‪ ،‬يتغافل عما ال‬ ‫‪‬‬
‫يشتهي‪ ،‬وال يقنط منه قد ترك نفسه من ثالث الرياء‪ ،‬واإلكثار‪ ،‬وما ال يعنيه‪ ،‬وترك الناس من ثالث ال يذم أحداً‪ ،‬وال يعيره‪ ،‬وال‬
‫يطلب عورته‪ ،‬وال يتكلم إال فيما يرجو ثوابه‪ ،‬إذا تكلم أطرق جلساؤه‪ ،‬كأنما على رؤوسهم الطير‪ ،‬وإذا سكت تكلموا‪ .‬ال يتنازعون‬
‫عنده الحديث‪ .‬من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ‪ ،‬حديثهم حديث أولهم‪ ،‬يضحك مما يضحكون منه‪ ،‬ويعجب مما يعجبون منه‪،‬‬
‫ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق‪ ،‬ويقول إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه‪ ،‬وال يطلب الثناء إال من مكافئ‪.‬‬
‫وصف عمرو بن العاص‬
‫ي قال حضرنا عمرو ابن العاص فذكر لنا حديثا ً طويالً فيه‪" :‬وما كان‬ ‫اس َة الم َه ِر ِّ‬ ‫عن ابن ُ‬
‫ش َم َ‬ ‫‪‬‬
‫ُ‬
‫أطيق أن‬ ‫إلي من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وال أجل َّ في عيني منه‪ ،‬وما كنت‬ ‫أح ٌد أحب َّ‬
‫ُ‬
‫سئلت أن أصفه ما أطقت‪ ،‬ألني لم أكن أمأل عيني منه"‪.‬‬ ‫أمأل عيني من ُه إجالالً له‪ ،‬ولو‬
‫‪ ‬وصلى اللهم على خير األنام سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم تسلي ًما‪ .‬‬

‫صلُّونَ َع َلى ال َّن ِب ِّي َيا أَ ُّي َها ا َّل ِذينَ‬ ‫إِنَّ هَّللا َ َو َماَل ِئ َك َت ُه ُي َ‬
‫س ِّل ُموا َت ْسلِيما ً‬ ‫صلُّوا َع َل ْي ِه َو َ‬ ‫آ َم ُنوا َ‬

Anda mungkin juga menyukai