Anda di halaman 1dari 353

‫‪ | 4‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪7‬‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫)‏(‪)1‬‬
‫التعريف مبوسوعة حممد رسول اهلل ﷺ‬

‫حممد رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وعىل‬‫ٍ‬ ‫احلمدُ هلل‪ ،‬والصال ُة والسال ُم عىل نب ِّينا وحبيبِنا‬
‫هبديه واست َّن بسنتِه‪َّ ،‬أما بعدُ ‪:‬‬
‫وعمل ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫آله وصحبِه‪ ،‬و َمن اقت َفى َ‬
‫أثره‬
‫ِ‬
‫بجمعها‬ ‫ِ‬
‫عامني‪-‬‬ ‫نحوا ِمن‬ ‫ُ‬ ‫استغر َق‬ ‫تمتاز هذه املوسوع ُة ‪-‬التي‬
‫العمل فيها ً‬ ‫َ‬ ‫ف ُ‬
‫ِ‬
‫أفضل ما كت َبه أئم ُة‬ ‫ِ‬
‫وانتقاء‬ ‫ٍ‬
‫واحد‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وعاء‬ ‫ِ‬
‫الرشيفة وفنوهنا يف‬ ‫ِ‬
‫النبوية‬ ‫ِ‬
‫السرية‬ ‫ألهم علو ِم‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫األمة‪ ،‬وقد‬ ‫ً‬
‫وقبوال لدى‬ ‫لقي شهر ًة‬ ‫ِ‬ ‫الصالح وعلامؤهم يف كل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فن من فنوهنا‪ ،‬مما َ‬
‫ٍّ‬ ‫سلفنا‬
‫الكتب وهتذيبِها‪ ،‬نسأل اهلل اإلخالص والقبول‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باختصار هذه‬ ‫قمت‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫الطبعات‬ ‫ِ‬
‫أفضل‬ ‫َ‬
‫تكون عىل‬ ‫ِ‬
‫املوسوعة أن‬ ‫كتب هذه‬ ‫ِ‬
‫اختصار ِ‬ ‫وكان منهجي يف‬
‫رادات‪ ،‬وما أغنَى عنه‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الضعيف وما دونَه‪ ،‬واالستط‬ ‫ِ‬
‫حذف‬ ‫ٍ‬
‫كتاب‪ ،‬مع‬ ‫ِ‬
‫املعتمدة ِّ‬
‫لكل‬
‫يب أو َمن دونَه‬ ‫ِ‬
‫ذكره‪ ،‬وكذلك أسانيدُ األحاديث إال الصحا َّ‬ ‫سبق ُ‬
‫مكر ًرا َ‬
‫غريه‪ ،‬أو كان َّ‬‫ُ‬
‫زدت يف عنواناته‬ ‫ِ‬
‫املصنف وترتيبِه‪ ،‬فإن ُ‬ ‫حافظت عىل ِ‬
‫لفظ‬ ‫حيتاج الكال ُم إليه‪ ،‬وقد‬
‫ُ‬ ‫مما ُ‬
‫اعتمدهتا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫طبعة أخرى ِ‬
‫غري التي‬ ‫ني‪ ،‬وكذا ما كان ِمن ٍ‬
‫شي ًئا وضعتُه بني معقو َف ِ‬

‫وتيسريها؛ لنتع َّل َم مجي ًعا‬


‫َ‬ ‫تقريب سرية النبي ﷺ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫املنهج‬ ‫وكان هديف ِمن هذا‬
‫ِ‬
‫األصيلة‪ ،‬لنح ِّق َق االقتدا َء به ﷺ يف‬ ‫ِ‬
‫الصالح‬ ‫سلفنا‬ ‫ِ‬
‫علامء ِ‬ ‫وفنوهنا من ِ‬
‫كتب‬ ‫علو َمها‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫باآلخرة‪.‬‬ ‫ونفوز‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫أخالقه؛ فنسعدُ يف الدنيا‬ ‫عقيدتِه وعباداتِه ومعامالتِه و‬
‫ِ‬
‫الرشيفة‬ ‫ِ‬
‫النبوية‬ ‫ِ‬
‫لألحاديث‬ ‫ِ‬
‫املوجز‬ ‫ِ‬
‫التخريج‬ ‫ِ‬
‫احلاشية عىل‬ ‫اقترصت يف‬
‫ُ‬ ‫وقد‬
‫ِ‬
‫غريب ألفاظها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وبيان‬ ‫ِ‬
‫واآلثار‪،‬‬

‫مفص ًال يف صدر املجلد األول‪.‬‬


‫(*) هذا تعريف موجز باملوسوعة‪ ،‬وقد تقدَّ م التعريف هبا َّ‬
‫‪ | 8‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫وقد جاء هذا اإلصدار األو ُل ِمن «موسوعة حممد رسول اهلل ﷺ» جامعا ِ‬
‫لستة‬ ‫ً‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثامنية‬ ‫اختصار‬ ‫علو ٍم من علو ِم السرية النبوية الرشيفة وفنوهنا يف ستة جملدات‪ ،‬ع َ‬
‫رب‬
‫كتب‪ ،‬وهي عىل النحو التايل‪:‬‬‫ٍ‬

‫املجلد األول‪ -1 :‬يف علم الدالئل [كتاب «دالئل النبوة» أليب نعيم (ت‪034‬هـ)]‬

‫املجلد الثاين‪ -5 :‬يف علم السرية النبوية [كتاب «السرية النبوية» البن هشام‬
‫(ت‪552‬هـ)]‬

‫السول يف خصائص الرسول»‬


‫املجلد الثالث‪ -3 :‬يف علم اخلصائص [كتاب «غاية ُّ‬
‫البن امللقن(ت‪240‬هـ)]‬

‫‪ -4‬يف علم الشامئل‪ ،‬وفيه ثالثة كتب‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪[ -‬كتاب «شامئل النبي ﷺ» للرتمذي (ت‪572‬هـ)]‬


‫‪[ -‬كتاب «حممد رسول اهلل ﷺ واحلقوق والقيم واألخالق‬
‫وعالج مشكالت العامل املعارص»‪ ،‬أ‪.‬د أمحد بن عثامن املزيد]‬

‫املجلد الرابع‪[ - :‬كتاب «زاد املعاد يف هدي خري العباد» البن قيم اجلوزية‬
‫(ت ‪715‬هـ)]‬

‫املجلد اخلامس‪ -5 :‬يف علم حقوق النبي ﷺ‪[ :‬كتاب «الشفا بتعريف حقوق‬
‫املصطفى» للقايض عياض (ت‪100‬هـ)]‬

‫املجلد السادس‪ -6 :‬يف علم احلديث النبوي الرشيف‪[ :‬كتاب «رياض‬


‫الصاحلني» للنووي (ت‪676‬هـ)]‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪9‬‬

‫يف علم احلديث النبوي الشريف‬

‫تعريفه‪:‬‬

‫رسول اهلل ﷺ ِمن‬


‫ِ‬ ‫ضيف إىل‬
‫َ‬ ‫أهل فنِّه ُيقصدُ به‪ :‬ما ُأ‬
‫الرشيف عندَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫احلديث‬
‫قية أو ُخ ٍ‬
‫لقية‪.‬‬ ‫صفة َخ ْل ٍ‬
‫تقرير أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫قول أو ٍ‬
‫فعل أو‬

‫أهميته‪:‬‬

‫عز ِمن ٍ‬
‫قائل‪﴿ :‬ﭛ ﭜ‬ ‫وحي ِمن اهلل أوحاه لرسولِه ﷺ كام قال َّ‬
‫ٌّ‬ ‫َ‬
‫احلديث‬ ‫إن‬
‫َّ‬
‫املصدر الثاين للترشي ِع‬
‫ُ‬ ‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾ [سورة النجم‪ ،]0-3:‬وهو‬
‫ِ‬
‫األمة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫علامء‬ ‫ِ‬
‫باتفاق‬
‫ِ‬
‫بالقرآن‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ ﴿ :‬ﮠ ﮡ‬ ‫ِ‬
‫كالعمل‬ ‫ِ‬
‫واحلديث الز ٌم‬ ‫ِ‬
‫بالسنة‬ ‫ُ‬
‫والعمل‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ﴾ [سورة احلرش‪.]7:‬‬
‫ِ‬
‫العزيز‬ ‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫مبني عىل‬
‫ٌّ‬ ‫رشعنا‬
‫يقول النووي (ت‪676‬هـ) ‪ُ « :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السنن مد ُار ِ‬
‫ِ‬ ‫والسنن املروي ِ‬
‫ِ‬
‫اآليات‬ ‫أكثر األحكا ِم الفقهيات؛ فإن َ‬
‫أكثر‬ ‫ات‪ ،‬وعىل‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫املحكامت»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫السنن‬ ‫وبياهنا يف‬ ‫جممالت‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫الفروعيات‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬املنهاج رشح صحيح مسلم للنووي(‪.)0/5‬‬


‫‪ | 01‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫مثراته‪:‬‬

‫افرتضه اهلل علينا من‬


‫َ‬ ‫الوقوف عىل ما‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الرشيف‪:‬‬ ‫ِ‬
‫احلديث‬ ‫ِ‬
‫معرفة‬ ‫ِ‬
‫ثمرات‬ ‫ِمن‬
‫وزج َر‪ ،‬وما أباحه لنا‬
‫ورواتب‪ ،‬وما هنانا عنه َ‬
‫َ‬ ‫ورشائع‪ ،‬وما سنَّه ِمن ٍ‬
‫سنن‬ ‫َ‬ ‫أحكا ٍم‬
‫وامتثال ِ‬
‫أمره‪ ،‬فهو‬ ‫ُ‬ ‫حتقيق البال ِغ عنه ﷺ‬
‫ُ‬ ‫بفضلِه سبحانه وتعاىل‪ ،‬ومن ثمراته‬
‫برش هبا ﷺ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫القائل ﷺ‪« :‬ب ِّلغُوا عنِّي ولو آية»(‪ ،)1‬كذلك‬ ‫ُ‬
‫حتصيل النَّرضة التي َّ َ‬
‫فح ِف َظه حتى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حافظ احلديث ومب ِّل َغه؛ إذ قال ﷺ‪« :‬ن َّ َ‬
‫ََّض اهللُ امرأ َسم َع منَّا حديثا َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫حامل ٍ‬‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫بفقيه»(‪،)2‬‬ ‫فقه ليس‬ ‫ور َّب‬
‫حامل فقه إىل َمن هو أفق ُه منه‪ُ ،‬‬ ‫يب ِّلغَه َ‬
‫غريه؛ ُفر َّب‬
‫وهديه وسنتِه ﷺ‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأخالقه وشامئلِه‬ ‫التعرف عىل سريتِه‬
‫ُ‬ ‫كذلك‬
‫باحلديث ِمن ِّ‬
‫أجل العلو ِم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫االنشغال‬ ‫قال النووي (ت‪676‬هـ) ‪« :‬إن‬
‫يكون كذلك وهو‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وآكد القربات‪ ،‬وكيف ال‬ ‫ِ‬
‫اخلري‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وأفضل أنوا ِع‬ ‫ِ‬
‫الراجحات‪،‬‬
‫ُ‬
‫أفضل‬ ‫املخلوقات عليه ِمن اهلل الكري ِم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أفضل‬ ‫بيان ِ‬
‫حال‬ ‫مشتمل مع ما ذكرناه عىل ِ‬
‫ٌ‬
‫ِ (‪)3‬‬ ‫ِ‬
‫الصلوات والسال ِم والتربيكات»‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)3065‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو دواد (‪ ،)3664‬والرتمذي (‪ ،)5616‬وابن ماجه (‪.)534‬‬
‫(‪ )3‬املنهاج رشح صحيح مسلم للنووي (‪.)0/5‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪00‬‬

‫ترمجة اإلمام النووي (ت‪676‬هـ) ‪‬‬

‫امسه ونسبه‪:‬‬

‫ُ‬
‫شيخ‬ ‫ِ‬
‫األمة‪،‬‬ ‫بن حسني‪ ،‬مفتي‬ ‫حسن ِ‬
‫ِ‬ ‫بن مري ِ‬
‫بن‬ ‫ِ‬
‫رشف ِ‬ ‫هو حييى ب ُن‬
‫الشافعي الزاهدُ ‪ ،‬أحدُ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫احلافظ الفقي ُه‬ ‫ِ‬
‫الدين‪ ،‬أبو زكريا النووي‪،‬‬ ‫اإلسال ِم‪ ،‬حميي‬
‫األعال ِم‪.‬‬

‫تاريخ مولده‪:‬‬

‫ُولِدَ اإلما ُم النووي يف العرش األوسط من املحرم سنة (‪635‬هـ) بنوى‪.‬‬

‫أخالقه وطلبه للعلم‪:‬‬

‫ِ‬
‫شدة‬ ‫مج ٍة‪ ،‬مع‬
‫تبح ًرا يف علو ٍم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعلم األمة‪ ،‬وأوحدَ زمانه ُّ‬
‫َ‬ ‫األمة‪،‬‬ ‫«كان فق َه‬
‫ِ‬
‫واللباس‬ ‫ِ‬
‫بالعيش األخشن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والقناعة‬ ‫ِ‬
‫والعبادة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الصالح‬ ‫ِ‬
‫وكثرة‬ ‫ِ‬
‫والزهادة‪،‬‬ ‫الور ِع‬
‫ووقار‬ ‫ِ‬
‫املنكر‪ ،‬وكانت عليه هيب ٌة‬ ‫ِ‬
‫والنهي عن‬ ‫ِ‬
‫املعروف‬ ‫ِ‬
‫باألمر‬ ‫ِ‬
‫األدثر‪ ،‬والقيا ِم‬
‫ٌ‬
‫باهر» ‪.‬‏ ‏‬
‫(‪)1‬‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫االشتغال‬ ‫وظيفة ِمن‬
‫ٍ‬ ‫ليل وال ٍ‬
‫هنار إال يف‬ ‫يضيع له وقتًا يف ٍ‬
‫ُ‬ ‫وكان ‪ ‬ال‬
‫يطالع‪ ،‬و َب ِقي عىل هذا نحو ست سنني‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يكرر أو‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الطرق‬ ‫بالعل ِم‪ ،‬حتى يف ذهابِه يف‬
‫ِ‬
‫املجاهدة‬ ‫ِ‬
‫ووالهتم‪ ،‬مع ما هو عليه من‬ ‫ِ‬
‫والنصح للمسلمني‬ ‫ِ‬
‫بالتصنيف‬ ‫ثم اشتغل‬

‫(‪ )1‬املنهل العذب الروي للسخاوي (ص‪.)00‬‬


‫‪ | 02‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫واملراقبة‬ ‫ِ‬
‫العلامء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫خالف‬ ‫ِ‬
‫اخلروج من‬ ‫ِ‬
‫واحلرص عىل‬ ‫ِ‬
‫الفقه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بدقائق‬ ‫ِ‬
‫والعمل‬ ‫ِ‬
‫لنفسه‪،‬‬
‫ِ (‪)1‬‬ ‫ِ‬
‫نفسه عىل اخلطرة بعدَ اخلطرة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الشوائب‪ُ ،‬حياسب َ‬ ‫القلوب وتصفيتِها من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألعامل‬

‫اشتغاله بالتدريس والتأليف‪:‬‬

‫علمه وفنونِه‪ ،‬مد ِّق ًقا يف عملِه وشؤونِه‪ ،‬حاف ًظا‬


‫كان النووي ‪ ‬حم ِّق ًقا يف ِ‬

‫وغريب ألفاظِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسقيمه‬ ‫ِ‬
‫صحيحه‬ ‫ِ‬
‫بأنواعه من‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬عار ًفا‬ ‫ِ‬
‫حلديث‬
‫ِ‬
‫الصحابة والتابعني‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وأقوال‬ ‫وقواعده وأصولِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للمذهب‬ ‫ِ‬
‫واستنباط ِ‬
‫فقهه‪ ،‬حاف ًظا‬
‫ف أوقاتَه ك َّلها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واختالف العلامء ووفاقهم؛ سالكًا يف ذلك طريق َة السلف‪ ،‬قد َ‬
‫رص َ‬
‫ِ‬
‫احلديث األرشفي َة إىل أن ت ِّ‬
‫ُويف‪،‬‬ ‫وو ِ َيل ‪َ ‬‬
‫دار‬ ‫ِ‬
‫والعمل بالعل ِم‪َ ،‬‬ ‫يف أنوا ِع العل ِم‬
‫مجا وأفا َد الطلب َة‪.‬‬
‫علام ًّ‬
‫ونرش هبا ً‬
‫َ‬

‫تصانيفه‪:‬‬
‫ِ‬
‫بتصانيف اإلما ِم النووي ‪ ،‬ومنها‪ :‬رياض الصاحلني‪،‬‬ ‫قد ن َف َع اهلل األم َة‬
‫واملنهاج يف رشح صحيح مسلم بن احلجاج‪ ،‬وكتاب األذكار املنتخبة من كالم‬
‫سيد األبرار‪ ،‬وكتاب األربعني النووية‪ ،‬وحترير ألفاظ التنبيه‪ ،‬وغريها‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬

‫ُويف النووي ‪ ‬ليل َة الثالثاء ‪ 50‬رجب سنة (‪676‬هـ)‪ ،‬بنوى(‪.)2‬‬


‫ت ِّ‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬يف ترمجة اإلمام حميي الدين‪ ،‬البن العطار (‪.)62‬‬
‫(‪ )2‬تاريخ اإلسالم للذهبي (‪ 370/55‬باختصار)‪.‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪03‬‬

‫التعريف بكتاب رياض الصاحلني للنووي (ت‪676‬هـ)‬

‫أهميته‪:‬‬

‫ِ‬
‫اآلداب‬ ‫باب‬ ‫ِ‬
‫احلديث يف ِ‬ ‫أشهر ِ‬
‫كتب‬ ‫ِ‬ ‫كتاب «رياض الصاحلني» ِمن‬ ‫يعدُّ‬
‫ُ‬
‫املسلم زا ًدا ومعينًا آلخرتِه‪ ،‬وقد‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫النفوس وما حيتاجه‬ ‫ِ‬
‫وهتذيب‬ ‫ِ‬
‫والرقائق‬ ‫ِ‬
‫والفضائل‬
‫ِ‬
‫واالستحسان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالقبول‬ ‫تل َّقتْه األم ُة‬

‫صح عنده‪ ،‬ودورانِه عىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ويتم َّي ُز باعتامد مؤلفه يف انتقاء أحاديثه عىل ما َّ‬
‫ووضوح تراج ِم أبوابِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقسامه وكتبِه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ترتيب‬ ‫ِ‬
‫وحسن‬ ‫ِ‬
‫املشهورة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الستة‬ ‫ِ‬
‫الكتب‬
‫األحاديث رس ًدا دو َن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ورسده‬ ‫الباب وقوتِه‪،‬‬ ‫يناسب‬ ‫اختياره ملا‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ودقة‬ ‫وداللتِها‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وحذف‬‫ِ‬ ‫نزر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تعليق إال ما اقتضاه النص من ِ‬ ‫ٍ‬
‫مشكل وهو ٌ‬ ‫توضيح‬ ‫غريب أو‬ ‫بيان‬ ‫ُّ‬
‫ور َد‬ ‫الباب بام َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫وتصديره‬ ‫األحاديث يف ٍ‬
‫إجياز‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يب‪ ،‬وخترجيِه‬‫ذكر الصحا ِّ‬ ‫األسانيدَ إال َ‬
‫وسنة رسولِه ﷺ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كتاب اهلل‬ ‫ِ‬
‫احلسنيني‬ ‫بني‬ ‫ِ‬
‫فيه من القرآن الكري ِم‪َ ،‬‬
‫فجم َع َ‬ ‫ِ‬

‫ِ‬
‫النظر‬ ‫ِ‬
‫وبإدمان‬ ‫ِ‬
‫كتاب اهلل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بتدبر‬ ‫قال الذهبي (ت‪702‬هـ)‪« :‬فعليك يا أخي‬
‫وتنج ْح»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصحيح ِ‬
‫وأذكاره‪ ،‬تفل ْح َ‬ ‫ورياض النووي‬ ‫النسائي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫وسنن‬ ‫ني‬ ‫َ‬ ‫يف‬

‫ترتيبه‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ببضعة‬ ‫الكتاب‬ ‫منهجه وهد َفه‪ ،‬ثم صدَّ ر‬ ‫تبني‬ ‫ٍ‬
‫بمقدمة ِّ ُ‬ ‫بدأ النووي كتا َبه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫واليقني‬ ‫والتقوى‬ ‫ِ‬
‫واملراقبة‬ ‫ِ‬
‫والصدق‬ ‫ِ‬
‫والصرب‬ ‫ِ‬
‫والتوبة‬ ‫ِ‬
‫اإلخالص‬ ‫وثامنني با ًبا يف‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬سري أعالم النبالء للذهبي (‪.)304/52‬‬


‫‪ | 04‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫يتضمنُها‬ ‫ِ‬
‫الكتب التي‬ ‫أخ َذ يف ِ‬
‫ذكر‬ ‫ِ‬
‫اإليامنية‪ ،‬ثم َ‬ ‫ِ‬
‫والتوكل‪ ...‬إىل غري ذلك من املعاين‬
‫َّ‬
‫كتا ُبه‪ ،‬ومنها‪ :‬كتاب األدب‪ ،‬والفضائل‪ ،‬واحلج‪ ،‬واألذكار‪ ،‬والدعوات‪ ،‬واألمور‬
‫املنهي عنها‪.‬‬

‫منهجه‪:‬‬

‫خمترصا من األحاديث‬ ‫ً‬ ‫أمجع‬


‫َ‬ ‫رأيت أن‬
‫يقول النووي (ت‪676‬هـ)‪ُ « :‬‬
‫ً‬
‫وحمصال آلدابه‬ ‫ِ‬
‫اآلخرة‪،‬‬ ‫يكون َطري ًقا لصاحبِه إىل‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫مشتمال عىل ما‬ ‫ِ‬
‫الصحيحة‪،‬‬
‫السالكني‪ِ :‬من‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫آداب‬ ‫ِ‬
‫وسائر أنوا ِع‬ ‫ِ‬
‫والرتهيب‬ ‫ِ‬
‫للرتغيب‬ ‫والظاهرة‪ِ ،‬‬
‫جام ًعا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الباطنة‬
‫ِ‬
‫القلوب‬ ‫ِ‬
‫وطهارات‬ ‫ِ‬
‫األخالق‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وهتذيب‬ ‫ِ‬
‫النفوس‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ورياضات‬ ‫ِ‬
‫الزهد‬ ‫ِ‬
‫أحاديث‬
‫الصاحلني‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫مقاصد‬ ‫اعوجاجها‪ ،‬وغري ذلك ِمن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإزالة‬ ‫ِ‬
‫اجلوارح‬ ‫ِ‬
‫وصيانة‬ ‫ِ‬
‫وعالجها‪،‬‬
‫والعارفني‪.‬‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكتب‬ ‫الواضحات‪ ،‬مضا ًفا إىل‬ ‫صحيحا من‬
‫ً‬ ‫أذكر إال حدي ًثا‬ ‫وألتز ُم فيه َّأال َ‬
‫ٍ‬
‫كريامت‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بآيات‬ ‫ِ‬
‫العزيز‬ ‫ِ‬
‫القرآن‬ ‫األبواب ِمن‬ ‫ِ‬
‫املشهورات‪ ،‬و ُأ َصدِّ ُر‬ ‫ِ‬
‫الصحيحة‬
‫َ‬
‫هات»(‪.)1‬‬ ‫رشح معنًى خفي بنفائس ِمن التنبي ِ‬ ‫ضبط أو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫حيتاج إىل‬ ‫ِّ‬
‫وأوش ُح ما‬
‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬

‫الطبعة املعتمدة يف هذا املختصر‪:‬‬

‫اعتمدت يف هذا املخترص عىل طبعة دار املنهاج بجدة‪ ،‬وقد اعتمدوا عىل‬
‫ُ‬
‫سبع نسخ خطية‪.‬‬

‫(‪( )1‬ص‪.)52‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪05‬‬

‫‪ ‬موســـــــوعة حممــــــــــد رســـــــول اهلل ﷺ‬


‫دالئل نبوته وسريته وخصائصه ومشائله وهديه وحقوقه وقبس من حديثه‬

‫خمتصر رياض الصاحلني‬


‫حمليي الدين أبي زكريا النووي حييى بن شرف بن مرِّي (ت‪676‬هـ)‬

‫اختصره‬

‫أ‪.‬د‪ /‬أمحد بن عثمان املزيد‬

‫أستاذ الدراسات اإلسالمية ‪ -‬جامعة املكل سعد‬


‫‪ | 06‬خمتصر رياض الصاحلني‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪07‬‬

‫[مقدمة املصنف]‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫وما تَوفيقي إلَّا باهلل عليه توكَّلتُ ربِّ يسِّر وأَعِن‬

‫كور الليل عىل النهار‪ ،‬وأشهد أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الغفار‪ُ ،‬م ِّ‬ ‫الواحد القهار‪ ،‬العزيز‬ ‫احلمدُ هلل‬
‫الرحيم‪ ،‬وأشهد أن حممدً ا عبدُ ه ورسوله‪،‬‬
‫ُ‬ ‫رب الكريم‪ ،‬الرؤوف‬
‫ال إله إال اهلل ال ُّ‬
‫دين قويم‪ ،‬صلوات اهلل‬ ‫ٍ‬
‫رصاط مستقيم‪ ،‬والداعي إىل ٍ‬ ‫وحبي ُبه وخليله‪ ،‬اهلادي إىل‬
‫وسالمه عليه‪ ،‬وعىل سائر النبيني‪ِ ،‬‬
‫وآل ٍّ‬
‫كل‪ ،‬وسائر الصاحلني‪.‬‬

‫أما بعدُ ‪ ،‬فقد قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ‬


‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ﴾ [الذاريات‪َّ ،]17 - 16 :‬‬
‫فحق عليهم االعتناء بام ُخلقوا‬
‫حظوظ الدنيا بالزهادة‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯔ ﯕﯖ ﯗﯘ‬ ‫ِ‬ ‫واإلعراض عن‬
‫ُ‬ ‫له‬
‫ﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ‬
‫ﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀ﴾ [يونس‪ .]50 :‬واآليات يف‬
‫هذا املعنى كثري ٌة‪.‬‬
‫ِ‬
‫املكلف‬ ‫فإذا كان حاهلا ما َوصف ُته‪ ،‬وحا ُلنا وما ُخلقنا له ما قدم ُته؛ ٌّ‬
‫فحق عىل‬
‫ويتأهب‬ ‫َ‬
‫مسلك أويل النُّهى واألبصار‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األخيار‪ ،‬ويسلك‬ ‫بنفسه مذهب‬‫أن يذهب ِ‬
‫َ‬
‫نبهت عليه‪.‬‬
‫وتهتم ملا ُ‬
‫َ‬ ‫ملا أرشت إليه‪،‬‬
‫‪ | 08‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫صح‬
‫التأدب بام َّ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫طريق له يف ذلك‪ ،‬وأرشدُ ما يسلكه من املسالك‬ ‫وأصوب‬
‫ُ‬
‫سيد األولني واآلخرين‪ ،‬وأكر ِم السابقني والالحقني‪ ،‬صلوات اهلل‬‫عن نبينا ِ‬
‫وسالمه عليه وعىل ِ‬
‫سائر النبيني‪.‬‬

‫صح عن‬ ‫وقد قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ﴾ [املائدة‪ ،]5:‬و َّ‬
‫عون الع ِ‬
‫بد ما كان ال َعبدُ يف ِ‬ ‫ِ‬
‫عون أخيه»(‪ ،)1‬وأنه‬ ‫رسول اهلل ﷺ أنه قال‪« :‬واهلل يف ِ َ‬
‫فاعله»(‪ ،)2‬وأنه ﷺ َ‬
‫قال‪َ « :‬من دعا إىل ُهدى‬ ‫أجر ِ‬
‫مثل ِ‬ ‫دل عىل ٍ‬
‫خري فله ُ‬ ‫قال‪« :‬من َّ‬
‫َ‬
‫أجور من َتبِعه ال َين ُقص ذلك من ُأ ِ‬
‫جورهم شيئا»(‪ ،)3‬وأنه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األجر ُ‬
‫مثل‬ ‫كان له من‬
‫خري لك من ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫محر‬ ‫لعل ‪« :‬فواهلل َألن ََيدي اهلل بك َرجال واحدا ٌ‬ ‫قال ٍّ‬ ‫َ‬
‫النع ِم»(‪.)4‬‬

‫ُ‬
‫يكون‬ ‫ً‬
‫مشتمال عىل ما‬ ‫ِ‬
‫الصحيحة‪،‬‬ ‫خمترصا من األحاديث‬ ‫أمجع‬
‫ً‬ ‫فرأيت أن َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫للرتغيب‬ ‫الباطنة والظاهرة‪ِ ،‬‬
‫جام ًعا‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫وحمصال آلدابه‬ ‫ِ‬
‫اآلخرة‪،‬‬ ‫َطري ًقا لصاحبه إىل‬
‫ِ‬
‫النفوس‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الزهد ورياضات‬ ‫ِ‬
‫أحاديث‬ ‫آداب السالكني‪ :‬من‬ ‫ِ‬
‫وسائر أنواع ِ‬ ‫والرتهيب‬
‫ِ‬
‫اجلوارح وإزالة‬ ‫ِ‬
‫القلوب وعالجها‪ ،‬وصيانة‬ ‫وهتذيب األخالق‪ ،‬وطهارات‬
‫ِ‬
‫مقاصد الصاحلني والعارفني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اعوجاجها‪ ،‬وغري ذلك من‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5622‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5223‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5670‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5205‬ومسلم (‪.)5046‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪09‬‬

‫صحيحا من الواضحات‪ ،‬مضا ًفا إىل الكتب‬


‫ً‬ ‫أذكر إال حدي ًثا‬ ‫وألتز ُم فيه أن ال َ‬
‫ٍ‬
‫كريامت‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بآيات‬ ‫ِ‬
‫العزيز‬ ‫األبواب من القرآن‬ ‫الصحيحة املشهورات‪ ،‬و ُأ َصدِّ ر‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫التنبيهات‪.‬‬ ‫بنفائس من‬ ‫رشح معنًى خفي‬‫ضبط أو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫حيتاج إىل‬ ‫ِّ‬
‫وأوش ُح ما‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حاجزا له‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫اخلريات‬ ‫الكتاب أن يكون سائ ًقا للمعتني به إىل‬ ‫وأرجو إن ت ََّم هذا‬
‫ُ‬
‫عو يل‪ ،‬ولوالدي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عن أنوا ِع القبائح واملهلكات‪ ،‬وأنا ٌ‬
‫سائل ً‬
‫أخا انتفع بيشء منه أن يد َ‬
‫وسائر أحبابِنا‪ ،‬واملسلمني أمجعني‪ ،‬وعىل اهلل الكري ِم اعتامدي‪ ،‬وإليه‬‫ِ‬ ‫ومشاخيي‪،‬‬
‫ِ‬
‫العزيز‬ ‫ونعم الوكيل‪ ،‬وال َ‬
‫حول وال قو َة إال باهلل‬ ‫َ‬ ‫تفوييض واستنادي‪ ،‬وحسبي اهلل‬
‫احلكيم‪.‬‬
‫‪ | 21‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )1‬بابُ اإلخالصِ وإحضارِ النية يف مجيعِ األعمالِ واألقوالِ‬


‫واألحوالِ البارزةِ واخلفيةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬


‫ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ﴾ [البينة‪ ،]1 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ﴾ [احلج‪ ،]37 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬
‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﴾ [آل‬
‫عمران‪.]52 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اخلطاب ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫مر ِ‬
‫بن‬ ‫‪ -1‬وعن ُع َ‬
‫امرىء ما نوى‪ ،‬فمن كانت هجرتُه إىل اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫لكل‬ ‫ِ‬
‫بالنيات‪ ،‬وإنام ِّ‬ ‫ُ‬
‫األعامل‬ ‫«إنَّام‬
‫ٍ‬
‫امرأة‬ ‫ورسولِه‪ ،‬فهجرتُه إىل اهلل ورسولِه‪ ،‬ومن كانت ِهجرتُه لدُ نيا ُيصيبها‪ ،‬أو‬
‫هاجر إليه»(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫ينكحها‪ ،‬فهجرتُه إىل ما‬

‫جيش الكعب َة‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬يغزو ٌ‬ ‫‪ -2‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫َ‬
‫رسول اهلل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وآخرهم» قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا‬ ‫سف بأوهلم‬ ‫ِ‬
‫األرض ُُي ُ‬ ‫ببيداء من‬
‫َ‬ ‫فإذا كانوا‬
‫وآخرهم وفيهم أسوا ُقهم و َمن ليس منهم؟! قال‪ُُ « :‬ي ُ‬
‫سف‬ ‫ِ‬ ‫سف بأوهلم‬
‫كيف ُخي ُ‬
‫َ‬
‫وآخرهم‪ُ ،‬ثم ُيبعثون عىل ن َّي ِاِتم»(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫بأوهلم‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5‬ومسلم (‪.)5247‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5552‬ومسلم (‪.)5220‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪20‬‬

‫عبد اهلل ‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع النبي ﷺ يف َغ ٍ‬


‫زاة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫جابر بن ِ‬‫‪ -3‬وعن ِ‬
‫ِّ‬
‫حبسهم‬
‫ُ‬ ‫باملدينة ِلرجاال ما ِِستُم مسريا‪ ،‬وال قطعتم واديا‪ ،‬إال كانوا معكم‬
‫ِ‬ ‫«إن‬
‫ِ‬
‫األجر»(‪.)1‬‬ ‫املرض» ويف رواية‪« :‬إال ََشكوكُم يف‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن اهلل ال ين ُظ ُر إىل‬
‫ُ‬ ‫‪ -4‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ينظر إىل قلوبِكم»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫أجسادكم‪ ،‬وال إىل ُص ِ‬
‫وركم‪ ،‬ولكن ُ‬
‫سول اهلل ﷺ عن‬ ‫األشعري ‪ ‬قال‪ُ :‬سئل َر ُ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -5‬وعن أيب موسى‬
‫ِ‬
‫سبيل اهلل؟ فقال‬ ‫ُ‬
‫ويقاتل ريا ًء‪ ،‬أي ذلك يف‬ ‫الرجل ُيقاتل شجاع ًة‪ ،‬ويقاتل َمحِ َّي ًة‪،‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫سبيل اهلل»(‪.)3‬‬ ‫لتكون كلم ُة اهلل هي ال ُعليا‪ ،‬فهو يف‬
‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من َ‬
‫قاتل‬ ‫ُ‬

‫رسول اهلل ﷺ فيام َيروي عن ر ِّبه تبارك‬ ‫ِ‬ ‫عباس ‪ ،‬عن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -6‬وعن ابن‬
‫ٍ‬
‫بحسنة فلم‬ ‫ِ‬
‫احلسنات والسيئات ُثم َب ََّّي ذلك‪ ،‬فمن َه َّم‬ ‫إن اهلل كتب‬‫وتعاىل‪ ،‬قال‪َّ « :‬‬
‫ٍ‬
‫حسنات‪،‬‬ ‫عرش‬ ‫ِ‬
‫يعملها كتبها اهلل عنده حسنة كاملة‪ ،‬وإن َه َّم هبا فعملها كتبها اهلل َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫بسيئة فلم يعملها كتبها اهلل تعاىل‬ ‫ٍ‬
‫أضعاف كثرية‪ ،‬وإن َه َّم‬ ‫ٍ‬
‫ضعف إىل‬ ‫إىل سبعمئة‬
‫فعملها كتبها اهلل سيئة واحدة»(‪.)4‬‬ ‫عنده حسنة كاملة‪ ،‬وإن هم هبا ِ‬
‫َ َّ‬

‫(‪ )2‬باب التوبةِ‬


‫ِ‬
‫العبد وبني‬ ‫قال ال ُعلام ُء‪ :‬التوب ُة واجب ٌة من كل ٍ‬
‫ذنب‪ ،‬فإن كانت املعصي ُة بني‬
‫ٍ‬
‫رشوط‪:‬‬ ‫اهلل تعاىل ال تتع َّل ُق ِّ‬
‫بحق آدمي فلها ثالث ُة‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5255‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5160‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)553‬ومسلم (‪.)5240‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6025‬ومسلم (‪.)535‬‬
‫‪ | 22‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫املعصية‪.‬‬ ‫أحدُ ها‪ :‬أن ُيقلع عن‬
‫والثاين‪ :‬أن َيندم عىل فِعلِها‪.‬‬

‫والثالث‪ :‬أن َيعز َم أن ال يعو َد إليها أبدً ا‪.‬‬

‫تصح توبتُه‪.‬‬ ‫ِ‬


‫فإن فقدَ أحدَ الثالثة مل َّ‬
‫بآدمي فرشوطها أربع ٌة‪ :‬هذه الثالث ُة‪ ،‬وأن يرب َأ من‬
‫ٍّ‬ ‫وإن كانت املعصي ُة تتعلق‬
‫قذف ونحوه م َّكنه‬‫ٍ‬ ‫حق صاحبها‪ ،‬فإن كانت ً‬
‫ماال أو نحوه ر َّده إليه‪ ،‬وإن كان حدَّ‬ ‫ِّ‬
‫يتوب من مجي ِع‬
‫َ‬ ‫طلب عفوه‪ ،‬وإن كانت غيب ًة استح َّله منها‪ ،‬وجيب أن‬ ‫َ‬ ‫منه أو‬
‫ِ‬
‫الذنب وبقي‬ ‫احلق من ذلك‬ ‫صحت توبته عند ِ‬
‫أهل ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تاب من بعضها َّ‬ ‫الذنوب‪ ،‬فإن َ‬
‫ِ‬
‫وجوب‬ ‫وإمجاع األمة عىل‬ ‫ِ‬
‫والسنة‪،‬‬ ‫الئل الكتاب‬ ‫عليه الباقي‪ ،‬وقد تظاهرت َد ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫التوبة‪.‬‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ﴾‬


‫[النور‪ ،]35 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ﴾ [هود‪ ،]3 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ﴾ [التحريم‪.]2 :‬‬

‫الناس‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا أَيا‬ ‫املزين ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -7‬وعن األَ ِّ‬
‫غر‬
‫توبوا إىل اهلل‪ ،‬فإين أتوب إليه يف اليوم مائة ٍ‬
‫مرة»(‪.)1‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬هلل أشدُّ فرحا‬ ‫مالك ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫أنس بن‬‫‪ -8‬وعن ِ‬
‫بأرض ٍ‬
‫فالة‪ ،‬فانفلتت منه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أحدكم كان عىل راحلتِه‬
‫عبده حَّي يتوب إليه من ِ‬
‫بتوبة ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5745‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪23‬‬

‫فاضطجع يف ظ ِّلها قد َ‬
‫أيس من‬ ‫َ‬ ‫فأيس منها‪ ،‬فأتى شجرة‬‫طعامه وَشابه َ‬
‫ُ‬ ‫وعليها‬
‫قال من ِ‬
‫شدة‬ ‫فأخذ بخطامها‪ ،‬ثم َ‬
‫َ‬ ‫راحلته‪ ،‬فبينام هو كذلك إذا هو هبا قائمة عنده‪،‬‬
‫أخطأ من ِ‬
‫شدة الفرحِ »(‪.)1‬‬ ‫َ‬ ‫الله َّم أنت عبدي‪ ،‬وأنا ر ُّبك!‬
‫الفرحِ ‪ُ :‬‬
‫إن اهلل تعاىل‬
‫النبي ﷺ قال‪َّ « :‬‬
‫األشعري ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -9‬وعن أيب موسى‬
‫ِ‬
‫الليل‪،‬‬ ‫ليتوب ُميسء‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالنهار‬ ‫ُ‬
‫ويبسط يده‬ ‫يسء النهار‪،‬‬
‫ليتوب ُم ُ‬
‫َ‬ ‫يبس ُط يدَ ه بالليل‬
‫ُ‬
‫الشمس من مغرهبا»(‪.)2‬‬
‫ُ‬ ‫تطلع‬
‫حتى َ‬
‫تاب قبل أن‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من َ‬ ‫‪ -11‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫تاب اهلل عليه»(‪.)3‬‬ ‫الشمس من ِ‬
‫مغرهبا َ‬ ‫ُ‬ ‫تطلع‬
‫َ‬
‫النبي ﷺ‪ ،‬قال‪« :‬إن اهلل ‪‬‬ ‫ِ‬
‫عمر ‪ ،‬عن ِّ‬
‫‪ -11‬وعن عبد اهلل بن َ‬
‫العبد ما مل ي ِ‬
‫غرغر»(‪.)4‬‬ ‫يقبل توب َة ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫(‪ )3‬باب الصربِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯪﯫﯬﯭﯮ﴾ [آل عمران‪ ،]544 :‬وقال‬


‫تعاىل‪﴿ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ‬
‫ﭬ ﭭ﴾ [البقرة‪ ،]511 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ﴾‬
‫[الزمر‪ ،]54:‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ﴾ [الشورى‪،]03 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6342‬ومسلم (‪.)5707‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5712‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5743‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)3137‬وابن ماجه (‪.)0513‬‬
‫‪ | 24‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯳ ﯴ ﯵ﴾ [البقرة‪ ،]513 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭠ ﭡ‬


‫بالصرب وبيان فضلِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األمر‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ﴾ [حممد‪،]35 :‬‬
‫كثرية معروف ٌة‪.‬‬
‫‪ -12‬وعن أيب ٍ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال ُّط ُ‬
‫هور‬ ‫ُ‬ ‫األشعري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِّ‬ ‫مالك‬
‫أل‪ -‬ما‬ ‫وسبحان اهلل واحلمدُ هلل متآلن ‪-‬أو مت ُ‬
‫َ‬ ‫شطر اإليامن‪ ،‬واحلمدُ هلل مت ُ‬
‫أل امليزان‪،‬‬ ‫ُ‬
‫والصرب ضياء‪ ،‬والقرآ ُن‬
‫ُ‬ ‫برهان‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫نور‪ ،‬والصدقة‬
‫واألرض‪ ،‬والصال ُة ٌ‬ ‫ِ‬ ‫بَّي الساموات‬
‫فبائع نف َسه فمعتقها أو موبِ ُقها»(‪.)1‬‬
‫حج ٌة لك أو عليك‪ ،‬كل الناس َيغدو ٌ‬
‫َ‬
‫رسول‬ ‫ِ‬
‫األنصار سألوا‬ ‫ناسا ِمن‬
‫اخلدري ‪ :‬أن ً‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -13‬وعن أيب‬
‫أنفق‬
‫حني َ‬ ‫اهلل ﷺ‪ ،‬فأعطاهم‪ ،‬ثم سألوه فأعطاهم‪ ،‬حتى نفدَ ما عندَ ه‪ ،‬فقال هلم َ‬
‫ف ُيع َّفه اهلل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يستعف ْ‬ ‫ومن‬ ‫يشء ِ‬
‫بيده‪« :‬ما يكن عندي من ٍ‬ ‫كل ٍ‬ ‫َّ‬
‫خره عنكم‪َ ،‬‬ ‫خري فلن أ َّد َ‬
‫وأوسع‬
‫َ‬ ‫يصربه اهلل‪ ،‬وما ُأعطِ َي أحدٌ عطاء خريا‬
‫يتصرب ِّ ْ‬
‫َّ ْ‬ ‫ومن‬ ‫ومن يس ِ ِ‬
‫تغن ُيغنه اهلل‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الصرب»(‪.)2‬‬ ‫من‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬عجبا ِ‬
‫ألمر‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫سنان ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -14‬وعن ُص ِ‬
‫هيب بن‬
‫شكر‬
‫َ‬ ‫خري‪ ،‬وليس ذلك ألحد إال للمؤمن‪ :‬إن أصابت ُه َِس ُاء‬‫أمره ك َّله ٌ‬
‫املؤمن؛ إن َ‬
‫رضاء صرب فكان خريا له»(‪.)3‬‬
‫ُ‬ ‫فكان خريا له‪ ،‬وإن أصابته‬

‫أرس َلت ُ‬ ‫ٍ‬


‫النبي ﷺ‪ :‬إن ابني‬
‫بنت ِّ‬ ‫‪ -15‬وعن أسام َة بن زيد ‪ ،‬قال‪َ :‬‬
‫فأرسل يقرىء السال َم‪ ،‬ويقول‪« :‬إن هلل ما َ‬
‫أخذ وله ما أعطى‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فاشهدنا‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُرض‬
‫قد احت َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)553‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5062‬ومسلم (‪.)5413‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5222‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪25‬‬

‫َصرب ولتَحت َِسب» فأرس َلت إليه تُقسم عليه‬ ‫بأجل مسمى؛ فلت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وكل يشء عنده‬ ‫ُّ‬
‫كعب‪ ،‬وزيدُ بن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫جبل‪ ،‬وأيب بن‬ ‫ليأتينَّها‪ .‬فقا َم ومعه سعدُ بن عبادةَ‪ ،‬ومعا ُذ بن‬
‫َفسه‬ ‫ِ‬
‫حجره ون ُ‬ ‫الصبي‪ ،‬فأقعد ُه يف‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ورجال ‪ُ ،‬فرفِع إىل‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫ثابت‪،‬‬
‫سول اهلل‪ ،‬ما هذا؟ فقال‪« :‬هذه َرمح ٌة جعلها‬ ‫فقال سعدٌ ‪ :‬يا َر َ‬
‫َت َقع َقع‪ ،‬ففاضت عيناه َ‬
‫الرمحاء»(‪.)1‬‬ ‫عباده‪ ،‬وإنام يرحم اهلل من ِ‬
‫عباده‬ ‫لوب من يشاء من ِ‬ ‫اهلل تعاىل يف ُق ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪ُ « :‬‬
‫يقول اهلل تعاىل‪ :‬ما‬ ‫َ‬ ‫‪ -16‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ضت َص ِف َّيه من أهل الدنيا ُثم احتَس َبه إال‬
‫جزاء إذا ق َب ُ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫املؤمن عندي‬ ‫لِعبدي‬
‫اجلن ُة»(‪.)2‬‬

‫إن اهلل عز‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬


‫يقول‪َّ « :‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫‪ -17‬وعن ٍ‬
‫عوضتُه منهام اجلن َة» يريد َعينَيه(‪.)3‬‬ ‫ِ‬ ‫وجل قال‪ :‬إذا اب َت َل ُ‬
‫فصرب َّ‬
‫يت عبدي بحبيبتَيه َ‬
‫صيب‬ ‫ٍ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬ما ُي ُ‬ ‫‪ -18‬وعن أيب سعيد وأيب هرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫غم‪ ،‬حتى‬ ‫حزن‪ ،‬وال أذى‪ ،‬وال ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫نصب‪ ،‬وال َو َصب‪ ،‬وال َهم‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬ ‫املسلم من‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الشوكة ُيشاكها إال َك َّفر اهلل هبا من خطاياه»(‪.)4‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من ُي ِرد اهلل به‬


‫ُ‬ ‫‪ -19‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫خريا ُي ِصب منه»(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5520‬ومسلم (‪.)253‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)6050‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)1613‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)1605‬ومسلم (‪.)5173‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪.)1601‬‬
‫‪ | 26‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ ‪-‬‬ ‫األر ِّت ‪ ‬قال‪َ :‬شكَونا إىل‬ ‫ِ‬
‫خباب بن َ‬ ‫‪ -21‬وعن‬
‫ِ‬
‫َنرص لنا؟! أال تَدعو لنا؟! فقال‪:‬‬ ‫وهو متوسدٌ ُبر َد ًة له يف ِّ‬
‫ظل الكعبة‪ -‬فقلنا‪ :‬أال تَست ُ‬
‫ِ‬
‫األرض ف ُيجعل فيها‪ ،‬ثم ُيؤتى‬ ‫ُ‬
‫الرجل ف ُيحفر له يف‬ ‫ؤخ ُذ‬‫« َقد كان َمن قب َلكم ُي َ‬
‫بأمشاط احلديد ما دون ِ‬
‫حلمه‬ ‫ِ‬ ‫فيوضع عىل رأسه ف ُيجعل نصفَّي‪ ،‬و ُي َ‬
‫مشط‬ ‫ِ‬
‫باملئشار‬
‫ُ‬
‫الراكب من‬ ‫يسري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫األمر حتى َ‬ ‫وعظمه‪ ،‬ما يصدُّ ه ذلك عن دينه‪ ،‬واهلل ل ُيت َّمن اهلل هذا َ‬
‫والذئب عىل غنمه‪ ،‬ولكنَّكم‬ ‫َ‬ ‫ُياف إال اهلل‬‫ُ‬ ‫حَّضموت ال‬‫َ‬ ‫صنعاء إىل‬
‫َ‬
‫َستعجلون» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫ليس َّ‬
‫الشديد‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬‬ ‫‪ -21‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬أن‬
‫ِ‬
‫الغضب»(‪.)2‬‬ ‫نفسه عند‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالِصعة‪ ،‬إنام الشديدُ الذي َيملك َ‬
‫ُّ َ‬
‫َغضب»‬
‫للنبي ﷺ‪ :‬أوصني‪ .‬قال‪« :‬ال ت َ‬
‫ِّ‬ ‫‪ -22‬وعنه ‪ ،‬أن ً‬
‫رجال قال‬
‫َغضب»(‪.)3‬‬
‫مرارا‪ ،‬قال‪« :‬ال ت َ‬
‫فر َّدد ً‬
‫ستكون‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪َّ « :‬إَّنا‬ ‫َ‬ ‫مسعود ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -23‬وعن ِ‬
‫ابن‬
‫احلق‬
‫ُؤدون َّ‬
‫َ‬ ‫وأمور تُنكِروَّنا!» قالوا‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬فام تأ ُمرنا؟ قال‪« :‬ت‬ ‫ٌ‬ ‫بعدي َأثر ٌة‬
‫الذي عليكُم‪ ،‬وتَسألون اهلل الذي َلكُم»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)3655‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6550‬ومسلم (‪.)5642‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)6556‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)3643‬ومسلم (‪.)5203‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪27‬‬

‫(‪ )4‬باب الصدقِ‬

‫قال اهلل عز وجل‪﴿ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬


‫ﭺ﴾ [التوبة‪ ،]552 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮩ ﮪ﴾ [األحزاب‪ ،]31 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ﴾ [حممد‪.]55:‬‬
‫َ‬
‫الصدق ََيدي إىل‬ ‫إن‬
‫النبي ﷺ قال‪َّ « :‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -24‬وعن ِ‬
‫ابن مسعود ‪ ،‬عن ِّ‬
‫اجلنة‪ ،‬وإن الرجل ل َيصدُ ق حتى يكون ِصدِّ يقا‪ ،‬وإن‬
‫ِ‬ ‫الرب َيدي إىل‬
‫الرب‪ ،‬وإن َّ‬
‫ِّ‬
‫ليكذب حتى‬
‫ُ‬ ‫الفجور َيدي إىل ِ‬
‫النار‪ ،‬وإن الرجل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الفجور‪ ،‬وإن‬ ‫الكذب َيدي إىل‬
‫َ‬
‫ُيكتب عند اهلل كذابا» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ظت من ر ِ‬
‫سول اهلل ﷺ‪َ « :‬دع‬ ‫احلسن بن عل ‪ ،‬قال‪ِ :‬‬
‫حف ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -25‬وعن‬
‫َ‬ ‫ٍّ‬
‫والكذب ريبة»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫الص َ‬
‫دق طمأنينة‪،‬‬ ‫ما َيريبك إىل ما ال َيريبك؛ فإن ِّ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال َب ِّيعان‬ ‫‪ -26‬وعن حكي ِم بن حزا ٍم ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫بورك هلام يف بيعهام‪ ،‬وإن َكتَام وكذبا ُ ِحم َقت بركة‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫باخليار ما مل يت َف َّرقا‪ ،‬فإن َصدَ قا وب َّينا‬
‫ِ‬
‫بيعهام»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6420‬ومسلم (‪.)5647‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي (‪.)5152‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5472‬ومسلم (‪.)5135‬‬
‫‪ | 28‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )5‬باب املراقبةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ﴾ [الشعراء‪:‬‬


‫‪ ،]554 - 552‬وقال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ﴾ [احلديد‪ ،]0:‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ﴾ [آل عمران‪ ،]6 :‬وقال اهلل تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾ [الفجر‪ ،]50 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬
‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة معلوم ٌة‪.‬‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫ﭷ ﭸ﴾ [غافر‪،]52 :‬‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫اخلطاب ‪ ‬قال‪ :‬بينام نحن عند‬ ‫ِ‬ ‫عمر بن‬‫‪ -27‬وعن َ‬
‫ِ‬ ‫طلع علينا ٌ‬
‫سواد الشعر‪ ،‬ال ُيرى‬ ‫رجل شديدُ بياض الثياب‪ ،‬شديدُ‬ ‫ذات يو ٍم‪ ،‬إذ َ‬
‫َ‬
‫النبي ﷺ فأسنَد ركبتَيه إىل‬
‫سفر‪ ،‬وال َيعرفه منا أحدٌ ‪ ،‬حتى جلس إىل ِّ‬ ‫أثر ال ِ‬
‫عليه ُ‬
‫فخ َذيه‪ ،‬وقال‪ :‬يا حممدُ ‪ ،‬أخربين عن اإلسال ِم‪ ،‬فقال‬ ‫َيه‪ ،‬ووضع ك َّف ِيه عىل ِ‬‫ركبت ِ‬
‫َ‬
‫ُقيم‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬وت َ‬ ‫وأن حممدا‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬اإلسال ُم‪ :‬أن تَشهدَ أن ال إله إال اهلل‪َّ ،‬‬
‫البيت إن استطعت إليه سبيال»‬ ‫َ‬ ‫وحتج‬
‫َّ‬ ‫رمضان‪،‬‬
‫َ‬ ‫الصالةَ‪ ،‬وتُؤيت الزكا َة‪ ،‬وتصو َم‬
‫ِ‬
‫اإليامن‪ .‬قال‪« :‬أن‬ ‫قت‪ .‬ف َع ِجبنا له َيسأ ُله و ُيصدِّ قه! قال‪ :‬فأخربين عن‬ ‫قال‪َ :‬صدَ َ‬
‫وَشه»‬ ‫ِ ِ‬
‫وتؤمن بال َقدر خريه ِّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫اآلخر‪،‬‬ ‫ُؤمن باهلل‪ ،‬ومالئِكتِه‪ ،‬وكُتبِه‪ ،‬ورسلِه‪ ،‬واليو ِم‬‫ت ِ‬

‫حسان‪ .‬قال‪« :‬أن تَع ُبد اهلل كأنَّك تراه‪ ،‬فإن مل‬ ‫ِ‬ ‫قال‪َ :‬صدَ قت‪ .‬قال‪ :‬فأخربين عن اإل‬
‫ُ‬
‫املسؤول عنها بأع َلم من‬ ‫ِ‬
‫الساعة‪ .‬قال‪« :‬ما‬ ‫تكن تَرا ُه فإنه يراك» قال‪ :‬فأخربين عن‬
‫أمار ِهتا‪ .‬قال‪« :‬أن تَلِد األم ُة ر َّبتها‪ ،‬وأن ترى احلفا َة‬‫السائ ِل» قال‪ :‬فأخربين عن َ‬
‫ِ‬

‫انطلق فلبِ ُ‬
‫ثت مل ًّيا‪ ،‬ثم قال‪« :‬يا‬ ‫َ‬ ‫الشاء يتطاولون يف البُنيان» ثم‬‫ِ‬ ‫رعاء‬ ‫العرا َة العالة‬
‫َ‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪29‬‬

‫ورسو ُله أعلم‪ .‬قال‪« :‬فإنه ِج ُ‬


‫ربيل أتاكم‬ ‫ُ‬
‫السائل؟» قلت‪ :‬اهلل َ‬ ‫مر‪ ،‬أتدري من‬
‫ُع ُ‬
‫ُيع ِّلمكم دينَكم»(‪.)1‬‬

‫النبي ﷺ يو ًما‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫خلف ِّ‬‫َ‬ ‫كنت‬


‫‪ -28‬وعن ابن عباس ‪ ،‬قال‪ُ :‬‬
‫ظ اهلل حي َفظك‪ ،‬اح َف ِ‬
‫ظ اهلل ِ‬ ‫كلامت‪ :‬اح َف ِ‬
‫ٍ‬
‫اهك‪ ،‬إذا‬ ‫جتدْ ه ُجت َ‬ ‫«يا غال ُم‪ ،‬إين أع ِّلمك‬
‫ت عىل‬ ‫ِ‬
‫فاستعن باهلل‪ ،‬واع َلم‪ :‬أن األم َة لو اجتم َع ْ‬ ‫استعنت‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫فاسأل اهلل‪ ،‬وإذا‬ ‫سألت‬
‫َ‬
‫بيشء قد كَتبه اهلل لك‪ ،‬وإن اجتمعوا عىل أن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بيشء مل ينفعوك إال‬ ‫أن ينفعوك‬
‫وج َّفت‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يَّضوك إال بيشء قد كتبه اهلل عليك‪ُ ،‬رفعت األقال ُم َ‬
‫يَّضوك بيشء مل ُّ‬
‫ُّ‬
‫ُ‬
‫الصحف»(‪.)2‬‬

‫(‪ )6‬باب التقوى‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ﴾ [آل عمران‪،]545 :‬‬


‫ِ‬
‫للمراد من‬ ‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ﴾ [التغابن‪ .]56 :‬وهذه اآلي ُة مبين ٌة‬
‫األوىل‪ .‬وقال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬
‫ِ‬
‫األمر بالتقوى كثري ٌة معلوم ٌة‪ ،‬وقال تعاىل‪:‬‬ ‫ﮰ﴾ [األحزاب‪ ،]74 :‬واآليات يف‬
‫﴿ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ﴾ [الطالق‪ ،]3 - 5 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة معلوم ٌة‪.‬‬ ‫ﮍ ﮎ﴾ [األنفال‪ ]52:‬واآليات يف‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)2‬‬


‫( ) أخرجه الرتمذي (‪.)5156‬‬
‫‪ | 31‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬إن الدُّ نيا ُحلو ٌة‬ ‫ٍ‬


‫اخلدري ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫سعيد‬ ‫‪ -29‬وعن أيب‬
‫عملون‪ ،‬فاتقوا الدنيا واتقوا‬ ‫فينظر كيف َت َ‬
‫ُ‬ ‫َخ َِّضة‪ ،‬وإن اهلل تعاىل مستخلِ ُفكم فيها‬
‫ِ‬
‫النساء»(‪.)1‬‬ ‫أول ِ‬
‫فتنة بني إِسائيل كانت يف‬ ‫ِّساء؛ فإن َ‬
‫الن َ‬
‫الله َّم إين‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -31‬وعن ِ‬
‫النبي ﷺ كان يقول‪ُ « :‬‬ ‫َّ‬ ‫مسعود ‪ :‬أن‬ ‫ابن‬
‫والعفاف‪ ،‬والغنى»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫أسأ ُلك اهلدى‪ ،‬والتُّقى‪،‬‬
‫ِ‬
‫حجة‬ ‫خيطب يف‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -31‬وعن أيب أمام َة ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ُ‬
‫شهركم‪ ،‬وأ ُّدوا زكا َة أموالِكم‪،‬‬
‫وصوموا َ‬
‫ُ‬ ‫الوداعِ‪ ،‬فقال‪« :‬ات ُقوا اهلل وص ُّلوا َ‬
‫مخسكم‪،‬‬
‫أمراءكم؛ تدخ ُلوا جن َة ر ِّبكم»(‪.)3‬‬
‫َ‬ ‫وأطي ُعوا‬

‫(‪ )7‬باب اليقنيِ والتوكلِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ‬


‫ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ﴾ [األحزاب‪ ،]55 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯶ ﯷ‬
‫ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ‬
‫ﰆ ﰇ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ﴾ [آل عمران‪ ،]570 - 573:‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫ﴾ [الفرقان‪ ،]12:‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ﴾ [إبراهيم‪:‬‬
‫ِ‬
‫األمر‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫‪ ،]55‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ﴾ [آل عمران‪،]512 :‬‬
‫بالتوكل كثري ٌة معلومة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5705‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5755‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪.)656‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪30‬‬

‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ﴾ [الطالق‪ :]3 :‬أي كافيه‪ .‬وقال‬


‫تعاىل‪﴿ :‬ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ِ‬
‫فضل التوكل كثرية‬ ‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ﴾ [األنفال‪ ،]5 :‬واآليات يف‬
‫معروف ٌة‪.‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬ع ِرضت َّ‬


‫عيل‬ ‫ُ‬ ‫عباس ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -32‬وعن ابن‬
‫والنبي ليس‬
‫َّ‬ ‫الرجل والرجالن‪،‬‬‫ُ‬ ‫والنبي ومعه‬
‫َّ‬ ‫الر َه ُ‬
‫يط‪،‬‬ ‫النبي ومعه ُّ‬
‫َّ‬ ‫فرأيت‬
‫ُ‬ ‫األمم‪،‬‬
‫وقومه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فظننت أَّنم أمتي‪َ ،‬‬
‫فقيل يل‪ :‬هذا موسى‬ ‫ُ‬ ‫عظيم‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫معه أحدٌ ‪ ،‬إذ ُرفِع يل سوا ٌد‬
‫ِ‬
‫اآلخر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األفق‬ ‫ِ‬
‫األفق‪ ،‬فنظرت فإذا سوا ٌد عظيم‪ ،‬فقيل يل‪ :‬انظر إىل‬ ‫ولكن انظر إىل‬
‫عظيم‪ ،‬فقيل يل‪ :‬هذه أمتُك‪ ،‬ومعهم سبعون ألفا يدخلون اجلن َة بغري‬ ‫ٌ‬ ‫فإذا سواد‬
‫فخاض الناس يف أولئك الذين‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فدخل منزله‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫حساب وال عذاب» ثم َهن َض‬
‫عذاب‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬فلع َّلهم الذين َص ِحبوا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حساب وال‬ ‫َيدخلون اجلن َة ِ‬
‫بغري‬
‫بعضهم‪ :‬فلع َّلهم الذين ُولِدوا يف اإلسال ِم فلم ُيرشكوا باهلل ‪-‬‬
‫رسول اهلل ﷺ وقال ُ‬‫َ‬
‫فقال‪« :‬ما الذي ََتوضون فيه؟»‬
‫رسول اهلل ﷺ َ‬
‫ُ‬ ‫فخرج عليهم‬
‫َ‬ ‫وذكروا أشياء‪-‬‬
‫سَتقون‪ ،‬وال ي َت َط َّريون؛ وعىل ِّ‬
‫رهبم‬ ‫رقون‪ ،‬وال َي َ‬
‫فأخربوه‪ ،‬فقال‪ُ « :‬هم الذين ال َي َ‬
‫ِ‬
‫ادع اهلل أن َجيعلني منهم‪ ،‬فقال‪« :‬أنت‬ ‫يتوكلون» فقا َم ُعكَّاش ُة بن حمصن‪ ،‬فقال‪ُ :‬‬
‫ادع اهلل أن جيعلني منهم‪ ،‬فقال‪« :‬س َب َقك هبا‬ ‫آخر‪ ،‬فقال‪ُ :‬‬
‫رجل ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِمنهم» ثم قا َم‬
‫ُعك َّاش ُة»(‪.)1‬‬

‫الله َّم لك أس َلمت‪،‬‬ ‫َ‬


‫رسول اهلل ﷺ كان يقول‪ُ « :‬‬ ‫‪ -33‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫الله َّم إين أعو ُذ‬
‫مت‪ُ ،‬‬‫خاص ُ‬
‫َ‬ ‫َبت‪ ،‬وبك‬
‫َّلت‪ ،‬وإليك أن ُ‬
‫آمنت‪ ،‬وعليك توك ُ‬
‫ُ‬ ‫وبك‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1741‬ومسلم (‪.)554‬‬


‫‪ | 32‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫يموت‪ ،‬واجلن‬
‫ُ‬ ‫احلي القيو ُم الذي ال‬
‫ُّ‬ ‫أنت أن ت ُِض َّلني‪ ،‬أنت‬
‫بع َّزتك؛ ال إله إال َ‬
‫واإلنس يموتون»(‪.)1‬‬
‫ُ‬
‫إبراهيم ﷺ حني‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الوكيل‪ ،‬قاهلا‬ ‫‪ -34‬وعنه ‪ ،‬قال‪َ :‬حس ُبنا اهلل ونِعم‬
‫ُألقي يف النار‪ ،‬وقاهلا حممدٌ ﷺ حني قالوا‪ ﴿ :‬ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬
‫ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﴾ [آل عمران‪.)2(]573 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬لو أنَّكم‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫عمر ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫‪ -35‬وعن َ‬
‫الطري‪ ،‬تغدو مخاصا‬
‫َ‬ ‫حق توكُّلِه؛ لر َز َقكُم كام ير ُز ُق‬
‫تتوكَّلون عىل اهلل عز وجل َّ‬
‫وتروح بِطانا»(‪.)3‬‬
‫ُ‬
‫َظرت إىل أقدا ِم املرشكني ونحن‬
‫الصديق ‪ ‬قال‪ :‬ن ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -36‬وعن أيب ٍ‬
‫بكر‬
‫رسول اهلل‪ ،‬لو أن أحدَ هم نظر حتت قد َم ِيه‬‫َ‬ ‫الغار وهم عىل رؤوسنا‪ ،‬فقلت‪ :‬يا‬ ‫ِ‬ ‫يف‬
‫بكر باثنَّي اهلل ثالِ ُثهام»(‪.)4‬‬
‫ألبرصنا‪ .‬فقال‪« :‬ما َظنُّك يا أبا ٍ‬

‫(‪ )8‬باب يف االستقامةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮉ ﮊ ﮋ﴾ [هود‪ ،]555 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ‬


‫ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)7323‬ومسلم (‪.)5757‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)0163‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5300‬وابن ماجه (‪.)0560‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)3613‬ومسلم (‪.)5325‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪33‬‬

‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ﴾‬
‫[فصلت‪ ،]35 - 34 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ‬
‫ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ﴾‬
‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة َمعروف ٌة‪.‬‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫[األحقاف‪،]50 - 53 :‬‬

‫سول اهلل‪ ،‬قل يل يف‬ ‫عبد اهلل ‪ ‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا َر َ‬ ‫سفيان بن ِ‬
‫َ‬ ‫‪ -37‬وعن‬
‫آمنت باهلل‪ُ ،‬ثم است َِقم»(‪.)1‬‬
‫غريك‪ .‬قال‪« :‬قل‪ُ :‬‬ ‫قوال ال ُ‬
‫أسأل عنه أحدً ا َ‬ ‫اإلسال ِم ً‬ ‫ِ‬

‫قاربوا وسدِّ دوا‪،‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ِ « :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -38‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫نج َو أحدٌ منكم بعملِه» قالوا‪ :‬وال أنت؟ قال‪« :‬وال أنا َّإال أن‬ ‫واع َلموا أنه لن َي ُ‬
‫ضل»(‪ .)2‬والسدا ُد‪ :‬االستقام ُة واإلصاب ُة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫برمحة منه و َف ٍ‬ ‫يتغ ََّمدين اهلل‬
‫ِ‬
‫طاعة اهلل تعاىل‪ ،‬قالوا‪ :‬وهي من جوام ِع‬ ‫ِ‬
‫االستقامة‪ :‬لزو ُم‬ ‫قال العلام ُء‪ :‬معنى‬
‫ِ‬
‫األمور‪ ،‬وباهلل التوفيق‪.‬‬ ‫الكل ِم‪ ،‬وهي نظا ُم‬

‫(‪ )9‬باب يف التفكُّ ِر يف عظي ِم َمخلوقاتِ اهلل تعاىل‪ ،‬وفناءِ الدنيا‪ ،‬وأهوالِ‬
‫س‪ ،‬وتهذيبِها‪ ،‬ومحلها على االستقامةِ‬
‫اآلخرة‪ ،‬وسائرِ أمورِهما‪ ،‬وتقصريِ النَّ ْف ِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬


‫ﯭ﴾ [سبأ‪ ،]06 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ﴾ اآليات [آل‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)32‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1673‬ومسلم (‪.)5256‬‬
‫‪ | 34‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫عمران‪ ،]525 - 524 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬


‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ﴾‬
‫[الغاشية‪ ،]55 - 57 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ﴾ اآلية [حممد‪.]54 :‬‬
‫واآليات يف الباب كثريةٌ‪.‬‬

‫(‪ )11‬باب املبادرةِ إىل اخلرياتِ‪ ،‬وحثِّ من توجَّه خلريٍ على اإلقبالِ عليه‬
‫باجلد من غري تردُّ ٍد‬
‫ِّ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭯ ﭰ﴾ [البقرة‪ ،]502 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑﭒ‬


‫ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ﴾ اآلية [آل عمران‪.]533 :‬‬
‫ِ‬
‫باألعامل‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪ِ « :‬‬
‫بادروا‬ ‫َ‬ ‫‪ -39‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫الليل املظلِم‪ُ ،‬يصبِ ُح الرجل مؤمنا و ُيميس كافرا‪ ،‬و ُيميس مؤمنا و ُيصبِ ُح‬
‫ِ‬ ‫فِتنا ِ‬
‫كقط ِع‬
‫يبيع دينَه ب َع ٍ‬
‫رض من الدنيا»(‪.)1‬‬ ‫كافرا‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫باملدينة‬ ‫النبي ﷺ‬ ‫احلارث ‪ ‬قال‪ :‬ص َّل ُ‬‫ِ‬ ‫‪ -41‬وعن ُعقب َة ِ‬
‫يت َوراء ِّ‬ ‫بن‬
‫ففزع‬ ‫حجر نِ ِ‬
‫سائه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعض‬ ‫رقاب الناس إىل‬ ‫العرص‪ ،‬فس َّلم ثم قام مرس ًعا‪ ،‬فتخطى‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َرت‬ ‫فخرج عليهم‪ ،‬فرأى أهنم قد َع ِجبوا من رسعتِه‪ ،‬قال‪َ « :‬ذك ُ‬
‫َ‬ ‫الناس من رسعته‪،‬‬ ‫ُ‬
‫فأمرت ِبقسمتِه»(‪.)2‬‬
‫ُ‬ ‫شيئا من تِ ٍرب عندنا فك َِر ُ‬
‫هت أن َحيبِسني‬
‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬قال رجل للنبي ﷺ يوم ٍ‬
‫أحد‪ :‬أر َأ َ‬
‫يت إن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -41‬وعن‬
‫ِّ‬
‫يده‪ ،‬ثم قاتَل حتى ُقتِل(‪.)3‬‬‫رات كُن يف ِ‬
‫اجلنة» فألقى َمت ٍ‬
‫لت فأين أنا؟ قال‪« :‬يف ِ‬
‫ُقتِ ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)552‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)215‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)0400‬ومسلم (‪.)5222‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪35‬‬

‫(‪ )11‬باب اجملاهدةِ‬


‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ﴾‬
‫[العنكبوت‪ ،]62 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ﴾ [احلجر‪،]22 :‬‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ﴾ [املزمل‪ :]2 :‬أي انق َط َع إليه‪ ،‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ﴾ [الزلزلة‪ ،]7 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮗ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ﴾ [املزمل‪ ،]54 :‬وقال تعاىل‪ ﴿ :‬ﰅ‬
‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة معلوم ٌة‪.‬‬ ‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﴾ [البقرة‪ ]551 :‬واآل ُ‬
‫يات يف‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن اهلل تعاىل قال‪:‬‬‫ُ‬ ‫‪ -42‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ٍ‬
‫بيشء أحب إيل مما‬ ‫إيل عبدي‬ ‫ِ‬ ‫َمن عادى يل ولِ ًّيا فقد آ َذنتُه‬
‫تقرب َّ‬ ‫باحلرب‪ ،‬وما َّ‬
‫ِ‬
‫بالنوافل حتى أح َّبه‪ ،‬فإذا أحببتُه كنت‬ ‫إيل‬
‫يتقرب َّ‬
‫ُ‬ ‫يزال عبدي‬ ‫افَتضت عليه‪ ،‬وما ُ‬‫ُ‬
‫يبطش هبا‪ِ ،‬‬
‫ورج َله التي‬ ‫ُ‬ ‫يبِص به‪ ،‬ويدَ ه التي‬ ‫وبِصه الذي‬ ‫يسمع به‪،‬‬
‫ُ‬ ‫سم َعه الذي‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ألعيذنَّه»(‪.)1‬‬ ‫يميش هبا‪ ،‬وإن سألني أعطيتُه‪ ،‬ولئن استعا َذين‬
‫ِ‬
‫الليل حتى تتف َّطر‬ ‫‪ -43‬وعن عائش َة ‪ :‬أن َّ‬
‫النبي ﷺ كان يقو ُم من‬
‫سول اهلل‪ ،‬وقد َغفر اهلل لك ما تقد َم من ذنبِك وما‬
‫َصنع هذا يا َر َ‬
‫فقلت‪ :‬مل ت ُ‬
‫ُ‬ ‫قدماه‬
‫أكون عبدا شكورا»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫تأخ َر؟ قال‪« :‬أفال ُأ ُّ‬
‫حب أن‬ ‫َّ‬

‫خري‬
‫القوي ٌ‬‫ُّ‬ ‫املؤمن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬‬ ‫‪ -44‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫احرص عىل ما ين َف ُعك‪ ،‬واست َِعن‬‫كل خري‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫املؤمن الضعيف ويف ٍّ‬ ‫وأحب إىل اهلل من‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)6145‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)0237‬ومسلم (‪.)5254‬‬
‫‪ | 36‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫يشء فال َت ُقل‪ :‬لو أين َف َع ُ‬


‫لت كان كذا وكذا‪ ،‬ولكن‬ ‫ٌ‬ ‫باهلل وال ِ‬
‫تعجز‪ ،‬وإن أصا َبك‬
‫فإن لو تفتح َ‬
‫عمل الشيطان»(‪.)1‬‬ ‫قل‪َ :‬قدَّ ر اهلل‪ ،‬وما َ‬
‫شاء َف َعل؛ َّ‬
‫َ‬
‫فأطال‬ ‫النبي ﷺ ليل ًة‪،‬‬ ‫صليت مع‬
‫ُ‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -45‬وعن ابن‬
‫ِّ‬
‫مهمت أن أجلِ َس وأد َعه(‪.)2‬‬ ‫مهمت به؟ قال‪:‬‬ ‫حتى مهمت بأمر ٍ‬
‫سوء! قيل‪ :‬وما‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ يقول‪« :‬عليك‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫ثوبان ‪ ‬قال‪:‬‬‫َ‬ ‫‪ -46‬وعن‬
‫َّ‬
‫وحط عنك هبا‬ ‫َسجد هلل سجدة إال رف َعك اهلل هبا درجة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بكثرة السجود؛ فإنك لن ت ُ‬
‫خطيئة»(‪.)3‬‬

‫(‪ )12‬باب احلثِّ على االزديادِ من اخلريِ يف أواخرِ العمرِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ﴾ [فاطر‪ ،]37 :‬قال ابن‬


‫ُعمركم ستني سن ًة؟ وقوله تعاىل‪:‬‬
‫عباس ‪ ‬واملحققون‪ :‬معنا ُه‪ :‬أو مل ن ِّ‬
‫﴿ﯮ ﯯ﴾ قال ابن عباس واجلمهور‪ :‬هو ُّ‬
‫النبي ﷺ‪.‬‬

‫أخر‬ ‫ٍ‬
‫امرئ َّ‬ ‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬أ َ‬
‫عذ َر اهلل إىل‬ ‫‪ -47‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫عذرا إذ أمه َله هذه‬
‫رتك له ً‬
‫ستَّي سنة» ‪ .‬قال العلام ُء‪ :‬معناه‪ :‬مل َي ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫أجله حتى بلغ‬
‫املدةَ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5660‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5531‬ومسلم (‪.)773‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)022‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)6052‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪37‬‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ صال ًة بعد أن‬ ‫‪ -48‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬ما صىل‬
‫ُ‬
‫يقول فيها‪:‬‬ ‫ن ََز َلت عليه‪﴿ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ﴾ [النرص‪ ]5 :‬إال‬
‫وبحمدك‪ ،‬اللهم ِ‬
‫اغفر يل»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫«سبحانَك ر َّبنا‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل‬ ‫الوحي عىل‬ ‫‪ -49‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬إن اهلل عز وجل تا َب َع‬
‫َ‬
‫الوحي(‪.)2‬‬
‫ُ‬ ‫أكثر ما كان‬
‫تويف َ‬ ‫ﷺ َ‬
‫قبل وفاته حتى َ‬
‫مات‬ ‫كل ٍ‬
‫عبد عىل ما َ‬ ‫بعث ُّ‬ ‫‪ -51‬وعن ٍ‬
‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ﷺ‪ُ « :‬ي ُ‬
‫عليه»(‪.)3‬‬

‫(‪ )13‬باب يف بيانِ كثرةِ طُرقِ اخلريِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ﴾ [البقرة‪ ،]551 :‬وقال‬


‫تعاىل‪﴿ :‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ﴾ [الزلزلة‪ ،]7 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭠ‬
‫ُ‬
‫األحاديث‬ ‫ِ‬
‫الباب كثريةٌ‪ ،‬وأما‬ ‫ﭡ ﭢ ﭣ﴾ [اجلاثية‪ ]51 :‬واآليات يف‬
‫فنذكر طر ًفا منها‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫منحرصة‬ ‫فكثري ٌة جدًّ ا‪ ،‬وهي غري‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫أفضل؟‬ ‫ِ‬
‫األعامل‬ ‫أي‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‪ُّ ،‬‬ ‫ذر ‪ ‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا‬
‫‪ -51‬وعن أيب ٍّ‬
‫ُ‬
‫أفضل؟ قال‪« :‬أن َف ُسها عند‬ ‫ِ‬
‫الرقاب‬ ‫أي‬
‫اإليامن باهلل‪ ،‬واجلها ُد يف سبيله» قلت‪ُّ :‬‬
‫ُ‬ ‫قال‪« :‬‬
‫ألخر َق»‬
‫َ‬ ‫ُعَّي صانعا أو تصن َُع‬
‫وأكثرها ثمنا» قلت‪ :‬فإن مل أف َعل؟ قال‪« :‬ت ُ‬‫ُ‬ ‫أهلِها‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)0267‬ومسلم (‪.)020‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)0225‬ومسلم (‪.)3456‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5272‬‬
‫‪ | 38‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫تكف َ َّ‬
‫َشك عن‬ ‫مل؟ قال‪ُّ « :‬‬ ‫ِ‬
‫بعض ال َع ِ‬ ‫فت عن‬
‫أرأيت إن َض ُع ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‪،‬‬ ‫قلت‪ :‬يا‬
‫نفسك»(‪.)1‬‬ ‫الناس؛ فإَّنا صدق ٌة منك عىل ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫المى من‬‫رسول اهلل ﷺ قال‪ُ « :‬يصبِ ُح عىل كل ُس َ‬
‫َ‬ ‫‪ -52‬وعنه ‪ :‬أن‬
‫حتميدة صدق ٌة‪ ،‬وكل ِتليل ٍة صدق ٌة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َسبيحة صدق ٌة‪ ،‬وكل‬ ‫ِ‬
‫أحدكم صدق ٌة‪ :‬فكل ت‬
‫ِ‬
‫املنكر صدق ٌة‪ ،‬وجيزىء من‬ ‫ِ‬
‫باملعروف صدق ٌة‪ ،‬وَّني عن‬ ‫ٍ‬
‫وكل تكبرية صدق ٌة‪ٌ ،‬‬
‫وأمر‬
‫الضحى»(‪.)2‬‬
‫َعهام من ُّ‬
‫ذلك ركعتان يرك ُ‬
‫ُ‬
‫أعامل أمتي‪،‬‬ ‫النبي ﷺ‪ُ « :‬ع ِر َضت َّ‬
‫عيل‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -53‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ووجدت يف‬
‫ُ‬ ‫امط عن الطريق‪،‬‬ ‫ِ‬
‫حماسن أعامهلا‪ :‬األذى ُي ُ‬ ‫فوجدت يف‬
‫ُ‬ ‫حسنُها وسيئُها‬
‫ِ‬
‫املسجد ال تُد َفن»(‪.)3‬‬ ‫مس ِ‬
‫اوئ أعامهلا‪ :‬النُّخاع ُة تكون يف‬
‫ِ‬
‫املعروف شيئا‪،‬‬ ‫النبي ﷺ‪« :‬ال َحت ِق َّ‬
‫رن من‬ ‫‪ -54‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال يل ُّ‬
‫ليق»(‪.)4‬‬ ‫ٍ‬
‫بوجه َط ٍ‬ ‫َ‬
‫أخاك‬ ‫ولو أن تَلقى‬
‫بضع وسبعون‬
‫اإليامن ٌ‬
‫ُ‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬‬ ‫‪ -55‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫قول‪ :‬ال إله َّإال اهلل‪ ،‬وأدناها إماط ُة األذى عن‬
‫فأفض ُلها ُ‬
‫وستون‪ -‬شعبة‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫بضع‬
‫‪-‬أو ٌ‬
‫ِ‬
‫اإليامن»(‪.)5‬‬ ‫واحلياء شعب ٌة من‬ ‫ِ‬
‫الطريق‪،‬‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5152‬ومسلم (‪.)20‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)754‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)113‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5656‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)2‬ومسلم (‪.)31‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪39‬‬

‫ٍ‬
‫بطريق اشتدَّ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬بينَام ٌ‬
‫رجل َيميش‬ ‫َ‬ ‫‪ -56‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫يأكل الثرى‬ ‫لهث ُ‬ ‫كلب َي ُ‬
‫خرج فإذا ٌ‬ ‫فرش َب‪ ،‬ثم َ‬ ‫فنزل فيها ِ‬ ‫طش‪ ،‬فوجد بئرا َ‬ ‫عليه ال َع ُ‬
‫طش مثل الذي كان قد بلغَ‬ ‫الكلب من ال َع ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الرجل‪ :‬لقد بلغَ هذا‬ ‫طش‪ ،‬فقال‬‫من ال َع ِ‬
‫فشكر‬‫َ‬ ‫الكلب‪،‬‬
‫َ‬ ‫البئر‪ ،‬فمأل خ َّفه ماء‪ ،‬ثم أمسكَه بفيه حتَّى َر ِق َي‪ ،‬فسقى‬
‫مني‪ ،‬فنز ََل َ‬
‫كل ٍ‬ ‫أجرا؟ فقال‪« :‬يف ِّ‬ ‫َ‬
‫كبد‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬وإن لنا يف البهائ ِم ً‬ ‫فغفر له» قالوا‪ :‬يا‬
‫اهلل له‪َ ،‬‬
‫أجر»(‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫رطبة ٌ‬
‫ِ‬
‫اجلنة‬ ‫ب يف‬ ‫أيت َرجال يتق َّل ُ‬
‫بي ﷺ قال‪« :‬لقد َر ُ‬ ‫‪ -57‬وعنه ‪ ،‬عن الن ِّ‬
‫الطريق كانت تُؤذي املسلمَّي»(‪.)2‬‬‫ِ‬ ‫شجرة قط َعها من ِ‬
‫ظهر‬ ‫ٍ‬ ‫يف‬
‫فأحسن‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫توضأ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من‬ ‫ُ‬ ‫‪ -58‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬ ‫ضوء‪ ،‬ثم أتى اجلمع َة‬
‫اجلمعة وزياد ُة ثالثة‬ ‫ت غُ َ‬
‫فر له ما بينَه وبَّي‬ ‫وأنص َ‬
‫فاستمع َ‬
‫َ‬ ‫الو َ‬‫ُ‬
‫أيامٍ‪ ،‬ومن م َّس احلصا فقد َلغا»(‪.)3‬‬
‫املسلم ‪-‬أو‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا َّ‬
‫توضأ العبدُ‬ ‫َ‬ ‫‪ -59‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫خطيئة نظر إليها بعينِه مع ِ‬
‫املاء ‪-‬أو مع‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫وجهه ُّ‬ ‫خرج من ِ‬ ‫وجهه‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫فغسل َ‬ ‫املؤمن‪-‬‬
‫طشتها يداه مع ِ‬
‫املاء‬ ‫كل خطيئة كان َب َ‬ ‫غسل يديه خرج من ِ‬
‫يديه ُّ‬ ‫آخر ِ‬
‫قطر املاء‪ -‬فإذا َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫خطيئة مشتها رجاله مع‬‫ٍ‬ ‫رجت ُّ‬
‫كل‬ ‫َ‬ ‫آخر ِ‬‫‪-‬أو مع ِ‬
‫غسل رجليه َخ َ‬ ‫قطر املاء‪ -‬فإذا‬
‫ِ‬
‫الذنوب»(‪.)4‬‬ ‫قطر املاء‪ -‬حتى َُي ُرج ِنق ًّيا من‬
‫آخر ِ‬ ‫ِ‬
‫املاء ‪-‬أو مع ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5363‬ومسلم (‪.)5500‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)615‬ومسلم (‪.)5250‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)217‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)500‬‬
‫‪ | 41‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫اخلمس‪ ،‬واجلمع ُة‬


‫ُ‬ ‫الصلوات‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬‬ ‫‪ -61‬وعنه ‪ ،‬عن‬
‫الكبائر»(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫بينهن إذا اجتُن ِ َبت‬
‫َّ‬ ‫رمضان‪ُ ،‬مكفرات ما‬
‫َ‬ ‫ورمضان إىل‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اجلمعة‪،‬‬ ‫إىل‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬أال أد ُّلكم عىل ما َيمحو اهلل‬
‫ُ‬ ‫‪ -61‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫الوضوء‬ ‫الدرجات؟» قالوا‪َ :‬بىل‪ ،‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬قال‪« :‬إسبا ُغ‬ ‫ُ‬ ‫به اخلطا َيا وير َف ُع به‬
‫الصالة فذلِكُم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالة بعد‬ ‫وانتظار‬
‫ُ‬ ‫املساج ِد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املكاره‪ ،‬وكثر ُة ُ‬
‫اخلطا إىل‬ ‫عىل‬
‫ُ‬
‫الرباط»(‪.)2‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا‬ ‫األشعري ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬‫ِّ‬ ‫‪ -62‬وعن أيب موسى‬
‫سافر كُتِب له ُ‬
‫مثل ما كان َي ُ‬
‫عمل ُمقيام َصحيحا»(‪.)3‬‬ ‫َم ِرض العبدُ أو َ‬
‫ٍ‬
‫معروف‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ك ُُّل‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -63‬وعن‬
‫صدق ٌة»(‪.)4‬‬
‫النبي ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬اتَّقوا‬ ‫َّ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫دي بن حات ٍم ‪ ‬قال‪:‬‬
‫‪ -64‬وعن َع ِّ‬
‫بش ِّق ٍ‬
‫مترة»(‪.)5‬‬ ‫النار ولو ِ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن اهلل َلريىض عن‬ ‫ُ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -65‬وعن‬
‫الرشب َة‪ ،‬فيحمدَ ه عليها»(‪.)6‬‬
‫يرشب َّ‬ ‫ِ‬
‫العبد أن يأكُل األَكل َة‪ ،‬فيحمدَ ه عليها‪ ،‬أو‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)533‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)515‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)5226‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)6455‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)5057‬ومسلم (‪.)5456‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه مسلم (‪.)5730‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪40‬‬

‫(‪ )14‬باب يف االقتِصادِ يف العبادةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ﴾ [طه‪ ،]5-5:‬وقال‬


‫تعاىل‪﴿ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ﴾ [البقرة‪.]521 :‬‬
‫دخل عليها وعندها امرأةٌ‪ ،‬قال‪َ « :‬من‬ ‫النبي ﷺ َ‬‫‪ -66‬وعن عائش َة ‪ :‬أن َّ‬
‫ِ‬
‫صالهتا‪ ،‬قال‪َ « :‬م ْه‪ ،‬عليكُم بام تُطيقون‪ ،‬فواهلل ال‬ ‫هذه؟» قالت‪ :‬هذه فالنة‪ .‬تَذك ُُر من‬
‫مل اهلل حتى متَ ُّلوا» وكان ُّ‬
‫أحب الدين إليه ما داو َم صاح ُبه عليه(‪.)1‬‬ ‫َي ُّ‬

‫النبي ﷺ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -67‬وعن أنس ‪ ‬قال‪ :‬جاء ثالث ُة ر ٍ‬


‫أزواج ِّ‬ ‫بيوت‬ ‫هط إىل‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫النبي ﷺ‪ ،‬فلام ُأخربوا كأهنم تَقا ُّلوها وقالوا‪ :‬أين نحن من ِّ‬
‫النبي‬ ‫َيسألون عن عبادة ِّ‬
‫تأخر؟! قال أحدُ هم‪ :‬أ َّما أنا فأصل الليل‬‫فر له ما تقد َم من ذنبِه وما َّ‬
‫ﷺ وقد ُغ َ‬
‫أفطر‪ .‬وقال اآلخر‪ :‬وأنا ِ‬
‫أعتز ُل النِّسا َء فال‬ ‫الدهر وال ُ‬
‫َ‬ ‫اآلخر‪ :‬وأنا أصو ُم‬
‫ُ‬ ‫أبدً ا‪ .‬وقال‬
‫أتزوج أبدً ا‪.‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ إليهم‪ ،‬فقال‪« :‬أنتم الذين قلتُم كذا وكذا؟ َأما واهلل إين‬ ‫ُ‬ ‫فجا َء‬
‫ِّساء‪،‬‬
‫وأتزو ُج الن َ‬
‫َّ‬ ‫وأفطِر‪ ،‬وأصيل َ‬
‫وأر ُقد‪،‬‬ ‫وأتقاكُم له‪ ،‬لكني أصو ُم ُ‬ ‫ألَخشاكُم هلل‪َ ،‬‬
‫فمن َر ِغب عن ُسنَّتي فليس ِمنِّي»(‪.)2‬‬
‫َ‬
‫رس‪ ،‬ولن‬‫الدين ُي ٌ‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬إن‬
‫ِّ‬ ‫‪ -68‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫َدوة والر ِ‬
‫وحة‬ ‫وقاربوا وأبرشوا‪ ،‬واستَعينوا بالغ ِ‬
‫ِ‬ ‫الدين إال غلبه‪ ،‬فسدِّ دوا‬ ‫ُيشا َّد‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ويشء من الدُّ ِ‬
‫جلة»(‪.)3‬‬ ‫ٍ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)03‬ومسلم (‪.)721‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1463‬ومسلم (‪.)5045‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)32‬‬
‫‪ | 42‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫النبي ﷺ فإذا َح ٌبل ممدو ٌد بني‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬


‫دخل‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -69‬وعن‬
‫رتت تَع َّل َقت‪.‬‬ ‫بل؟» قالوا‪ :‬هذا َح ٌبل َلز َ‬
‫ينب‪ ،‬فإذا َف َ َ‬ ‫احل ُ‬ ‫ِ‬
‫السار َيتَني‪ ،‬فقال‪« :‬ما هذا َ‬
‫فلري ُقد»(‪.)1‬‬
‫َت َ‬‫النبي ﷺ‪ُ « :‬ح ُّلوه‪ ،‬ل ُي َص ِّل أحدُ كُم نشا َطه فإذا َف َ‬
‫فقال ُّ‬
‫َّبي ﷺ بني َسلامن وأيب‬ ‫‪ -71‬وعن أيب ُجحيف َة ‪ ‬قال‪ :‬آخى الن ُّ‬
‫متبذل ًة‪ ،‬فقال هلا‪ :‬ما شأنُك؟‬
‫سلامن أبا الدرداء فرأى أ َّم الدرداء ِّ‬
‫ُ‬ ‫فزار‬ ‫ِ‬
‫الدَّ رداء‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫الدرداء فصنَع له‬ ‫ِ‬
‫الدرداء ليس له حاج ٌة يف الدنيا‪ ،‬فجا َء أبو‬ ‫قالت‪ :‬أخوك أبو‬
‫فأكل‪ ،‬فلام كان ُ‬
‫الليل‬ ‫بآكل حتى تأكُل َ‬ ‫صائم‪ ،‬قال‪ :‬ما أنا ٍ‬
‫ٌ‬ ‫طعا ًما‪ ،‬فقال له‪ :‬ك ُْل فإين‬
‫ذهب يقو ُم فقال له‪ :‬نَم‪ .‬فلام كان من‬ ‫ِ‬
‫ذهب أبو الدرداء يقو ُم فقال له‪ :‬نَم‪ ،‬فنا َم‪ ،‬ثم َ‬
‫فص َّليا‪َ ،‬‬
‫فقال له سلامن‪ :‬إن لر ِّبك عليك ح ًّقا‪ ،‬وإن‬ ‫سلامن‪ُ :‬قم اآلن‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫آخر الليل قال‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫فأعط َّ‬ ‫ِ‬
‫حق ح َّقه‪ ،‬فأتى َّ‬
‫النبي ﷺ‬ ‫كل ذي ٍّ‬ ‫لنفسك عليك ح ًّقا‪ ،‬وألهلك عليك ح ًّقا‪،‬‬
‫لامن»(‪.)2‬‬
‫دق َس ُ‬‫النبي ﷺ‪َ « :‬ص َ‬ ‫فذكر ذلك له فقال ُّ‬
‫بي ﷺ أين أقول‪:‬‬ ‫عمرو ‪ ،‬قال‪ُ :‬أ ِ‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬ ‫‪ -71‬وعن ِ‬
‫خرب الن ُّ‬
‫أنت الذي‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬‬‫ُ‬ ‫النهار‪ ،‬وألقو َم َّن الليل ما ِعشت‪ .‬فقال‬
‫َ‬ ‫واهلل ألصو َم َّن‬
‫سول اهلل‪ .‬قال‪« :‬فإنَّك ال‬ ‫َقول ذلك؟» فقلت له‪ :‬قد ُقلتُه بأيب أنت وأمي يا َر َ‬ ‫ت ُ‬
‫ِ‬
‫الشهر ثالث َة أيامٍ‪ ،‬فإن احلسن َة بع ِ‬ ‫ِ‬
‫رش‬ ‫وصم من‬ ‫فصم وأفطر‪ ،‬ونَم و ُقم‪ُ ،‬‬ ‫َستطيع ذلك ُ‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫فصم‬‫أفضل من ذلك‪ ،‬قال‪ُ « :‬‬ ‫َ‬ ‫أطيق‬
‫الدهر» قلت‪ :‬إين ُ‬ ‫ِ‬ ‫أمثاهلا‪ ،‬وذلك مثل صيا ِم‬
‫فصم يوما وأفطر‬ ‫أفضل من ذلك‪ ،‬قال‪ُ « :‬‬ ‫َ‬ ‫يوما وأفطِر يومَّي» قلت‪ :‬إين ُأ ُ‬
‫طيق‬
‫يوما‪ ،‬فذلك صيا ُم داود ﷺ وهو ُ‬
‫أعدل الصيا ِم»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5514‬ومسلم (‪.)720‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)6532‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5276‬ومسلم (‪.)5512‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪43‬‬

‫ٍ‬
‫برجل‬ ‫النبي ﷺ َخي ُطب إذا هو‬ ‫عباس ‪ ،‬قال‪ :‬بينا ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -72‬وعن ابن‬
‫الشمس وال يق ُعدَ ‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫َذر أن يقو َم يف‬ ‫َ‬
‫إرسائيل ن َ‬ ‫َ‬
‫فسأل عنه‪ ،‬فقالوا‪ :‬أبو‬ ‫قائ ٍم‬
‫النبي ﷺ‪ُ « :‬مر ُه‪ ،‬فليت َك َّلم‪ ،‬ول َيستَظِ َّل‪ ،‬ول َيق ُعد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يستَظ َّل‪ ،‬وال يتك َّلم‪ ،‬ويصو َم‪ ،‬فقال ُّ‬
‫صومه»(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫ول ُيتِ َّم‬

‫(‪ )15‬باب احملافظةِ على األعمالِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬


‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ﴾ [احلديد‪ ،]56 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ‬
‫ﮟ﴾ [احلديد‪ ،]57 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬
‫ﮫ﴾ [النحل‪ ،]25 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ﴾‬
‫[احلجر‪.]22 :‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من نا َم عن‬ ‫اخلطاب ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِ‬ ‫عمر بن‬
‫‪ -73‬وعن َ‬
‫هر‪ ،‬كُتِب له‬ ‫ِ‬
‫وصالة ال ُّظ ِ‬ ‫ِ‬
‫الفجر‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫بَّي‬
‫فقرأ ُه ما َ‬
‫ِحزبِه من الليل‪ ،‬أو عن ٍ‬
‫يشء منه‪َ ،‬‬
‫كأنَّام قرأ ُه من ِ‬
‫الليل»(‪.)2‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ إذا فاتَت ُه الصال ُة من‬ ‫‪ -74‬وعن عائش َة ‪ ‬قالت‪ :‬كان‬
‫النهار ثِنتي عرش َة ركع ًة(‪.)3‬‬
‫ِ‬ ‫الليل من وج ٍع أو ِ‬
‫غريه؛ َّ‬
‫صىل من‬ ‫ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)6740‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)707‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)706‬‬
‫‪ | 44‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )16‬باب األمرِ باحملافظةِ على السنةِ وآدابِها‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ﴾ [احلرش‪،]7 :‬‬


‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ﴾ [النجم‪ ،]0 - 3:‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ﴾ [آل عمران‪،]35 :‬‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ﴾‬
‫[األحزاب‪ ،]55:‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ﴾‬
‫[النساء‪ ،]61 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ﴾ [النساء‪ ]12 :‬قال‬
‫ِ‬
‫والسنة‪ ،‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ﴾‬ ‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫العلامء‪ :‬معناه إىل‬
‫[النساء‪ ،]24:‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ﴾ [الشورى‪ ،]15 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ﴾ [النور‪:‬‬
‫‪ ،]63‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ﴾‬
‫ِ‬
‫الباب كثريةٌ‪.‬‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫[األحزاب‪،]30 :‬‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬دعوين ما تَركتُكم‪ ،‬إنام‬
‫‪ -75‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫أهلك من كان قب َلكُم كثر ُة سؤاهلم واختال ُفهم عىل أنبيائِهم‪ ،‬فإذا َّني ُتكُم عن ٍ‬
‫يشء‬ ‫َ‬
‫فاجتنبوه‪ ،‬وإذا أمر ُتكُم ب ٍ‬
‫أمر فأتوا منه ما استَطعتُم»(‪.)1‬‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪ُّ « :‬‬
‫كل َّأمتي َيدخلون‬ ‫َ‬ ‫‪ -76‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫اجلن َة إال من َأ َبى» قيل‪ :‬ومن َيأبى؟ قال‪« :‬من أطاعنِي َ‬
‫دخل اجلن َة‪ ،‬ومن َعصاين‬
‫فقد َأ َبى»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)7522‬ومسلم (‪.)5337‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)7524‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪45‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن‬ ‫ُ‬ ‫األشعري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -77‬وعن أيب موسى‬
‫غيث أصاب أرضا فكانت منها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كمثل‬ ‫ثل ما بع َثني اهلل به من اهلدى ِ‬
‫والعل ِم‬ ‫َم َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أمسكت‬ ‫أجادب‬
‫ُ‬ ‫الكثري‪ ،‬وكان منها‬
‫َ‬ ‫شب‬
‫أل وال ُع َ‬ ‫طائف ٌة طيب ٌة‪ ،‬قبِ َلت َ‬
‫املاء فأنبتَت الك َ‬
‫وأصاب طائفة منها أخرى‬ ‫َ‬ ‫وس َقوا َ‬
‫ور َعوا‪،‬‬ ‫الناس‪ ،‬فرشبوا منها َ‬ ‫َ‬ ‫فنفع اهلل هبا‬‫املاء َ‬
‫مثل من ف ُقه يف ِ‬
‫دين اهلل تعاىل‬ ‫قيعان ال متُ ِسك ماء وال تُنبِت كأل‪ ،‬فذلك ُ‬ ‫ٌ‬ ‫إنام هي‬
‫ومثل من مل َيرفع بذلك رأسا ومل َيق َبل هدى اهلل‬ ‫ونف َعه بام َبع َثني اهلل به ف َعلِم و َع َّلم‪ُ ،‬‬
‫لت به»(‪.)1‬‬
‫أرس ُ‬
‫الذي َ‬
‫ِ‬
‫كمثل‬ ‫ومث ُلكُم‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬مثيل َ‬ ‫ٍ‬
‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -78‬وعن‬
‫راش ي َقعن فيها‪ ،‬وهو َي ُذ ُّهبن عنها‪ ،‬وأنا ٌ‬
‫آخذ‬ ‫َ‬
‫فجعل اجلناد ُب وال َف ُ‬ ‫ٍ‬
‫رجل أوقدَ نارا‪،‬‬
‫بح َج ِزكم عن ِ‬
‫النار‪ ،‬وأنتم َت َف َّلتون من َيدي»(‪.)2‬‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بموعظة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫سول اهلل ﷺ‬ ‫ٍ‬
‫عباس ‪ ،‬قال‪ :‬قام فينا َر ُ‬ ‫‪ -79‬وعن ابن‬
‫الناس‪ ،‬إنكم ُحت َرشون إىل اهلل تعاىل ُحفاة ُعراة غُرال ﴿ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫«يا أَيا ُ‬
‫ِ‬
‫اخلالئق ُيكسى يو َم‬ ‫ﭳﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ﴾ [األنبياء‪ ]543 :‬أال وإن َّأول‬
‫ُ‬
‫فأقول‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الشامل‪،‬‬ ‫ُ‬
‫فيؤخذ هبم ذات‬ ‫ٍ‬
‫برجال من أمتي‬ ‫جاء‬
‫إبراهيم ﷺ‪ ،‬أال وإنه س ُي ُ‬
‫ُ‬ ‫القيامة‬
‫رب أصحايب‪ ،‬ف ُيقال‪ :‬إنك ال تَدري ما أحدثوا بعدَ ك‪ُ ،‬‬
‫فأقول كام قال العبدُ الصالح‪:‬‬ ‫يا ِّ‬
‫﴿ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ إىل قولِه‪﴿ :‬ﯹ ﯺ﴾ [املائدة‪]552 - 557 :‬‬
‫ُ‬
‫فيقال يل‪ :‬إَّنم مل َيزالوا ُمرتَدِّ ين عىل أعقاهبم ُ‬
‫منذ فارقتهم»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)72‬ومسلم (‪.)5525‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5521‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)3302‬ومسلم (‪.)5264‬‬
‫‪ | 46‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫اخلطاب ‪ُ ‬يق ِّبل‬ ‫عمر بن‬
‫رأيت َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫عابس بن ربيع َة‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫‪ -81‬وعن‬
‫حجر ما تن َف ُع وال ُّ‬
‫ترض‪ ،‬ولوال أين‬ ‫ٌ‬ ‫أعلم أنك‬
‫احلجر ‪-‬يعني‪ :‬األسو َد‪ -‬ويقول‪ :‬إين ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُيق ِّبلك ما ق َّبلتُك(‪.)1‬‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬

‫(‪ )17‬باب يف وجوبِ االنقيادِ حلُكمِ اهلل تعاىل وما يقولُه من دُعي إىل ذلك وأُمرَ‬
‫مبعروفٍ أو نُهيَ عن منكرٍ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬


‫ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ﴾ [النساء‪ ،]61 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ‬
‫ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ﴾ [النور‪.]15 :‬‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪﴿ :‬ﭷ ﭸ ﭹ‬ ‫‪ -81‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬ملا ن ََزلت عىل‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ﴾ اآلية‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُثم َبركوا‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ فأتَوا‬ ‫ِ‬
‫أصحاب‬ ‫[البقرة‪ ]523 :‬اشتَدَّ ذلك عىل‬
‫ُطيق‪ :‬الصال َة واجلها َد‬ ‫ِ‬
‫األعامل ما ن ُ‬ ‫رسول اهلل‪ُ ،‬ك ِّلفنا من‬
‫َ‬ ‫كب‪ ،‬فقالوا‪ :‬أي‬ ‫الر ِ‬
‫عىل ُّ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫والصيا َم والصدق َة‪ ،‬وقد ُأ ِنز َلت عليك هذه اآلية وال نُطي ُقها‪ .‬قال‬
‫سمعنا و َعصينا؟ بل قولوا‪:‬‬ ‫أهل الكتابَّي ِمن َقبلِكم‪ِ :‬‬ ‫ُريدون أن تقولوا كام َ‬
‫قال ُ‬ ‫َ‬ ‫«أت‬
‫املصري» قالوا‪َ :‬س ِمعنا و َأ َطعنا ُغفرانَك ر َّبنا وإليك‬
‫ُ‬
‫َس ِمعنا َ‬
‫وأ َطعنا غُفرانَك ر َّبنا وإليك‬
‫أنزل اهلل تعاىل يف إِ ِثرها‪﴿ :‬ﮗ ﮘ‬ ‫اقرتأها القو ُم‪ ،‬وذ َّلت هبا ألسنَتُهم َ‬
‫املصري‪ ،‬فلام َ َ‬
‫ُ‬
‫ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5127‬ومسلم (‪.)5574‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪47‬‬

‫ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ﴾ [البقرة‪ ]521 :‬فلام‬


‫َفعلوا ذلك ن ََسخها اهلل تعاىل‪َ ،‬‬
‫فأنزل اهلل عز وجل‪﴿ :‬ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ‬
‫ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ﴾ [البقرة‪ ]526 :‬قال‪ :‬نَعم‬
‫﴿ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ﴾ قال‪ :‬نَعم ﴿ﯹ ﯺ‬
‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ﴾ قال‪ :‬نَعم ﴿ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ‬
‫ﰋﰌﰍﰎ﴾ [البقرة‪ ]526 :‬قال‪ :‬نَعم(‪.)1‬‬

‫(‪ )18‬باب يف النَّهيِ عن البِدعِ ومُحدثاتِ األمو ِر‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ﴾ [يونس‪ ،]35 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮀ‬


‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ﴾ [األنعام‪ ،]32 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ‬
‫ِ‬
‫والسنة‪ .‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫ﰇ﴾ [النساء‪ ]12 :‬أي‪:‬‬
‫ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ﴾ [األنعام‪ ،]513 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ﴾ [آل عمران‪]35:‬‬
‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة معلوم ٌة‪.‬‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫طرف منها‪:‬‬ ‫فنقترص عىل‬ ‫ُ‬
‫األحاديث فكثري ٌة جدًّ ا‪ ،‬وهي مشهور ٌة‬ ‫وأ َّما‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫أحدث يف‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من‬ ‫‪ -82‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫ليس منه فهو َرد»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫أمرنا هذا ما َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)551‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5627‬ومسلم (‪.)5752‬‬
‫‪ | 48‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ موعظ ًة‬ ‫ِ‬
‫رباض بن ساري َة ‪ ‬قال‪َ :‬و َع َظنا‬ ‫‪ -83‬وعن ِ‬
‫الع‬
‫كأهنا موعظ ُة‬ ‫العيون‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا َر َ‬
‫ُ‬ ‫وذر َفت منها‬ ‫ِ‬
‫سول اهلل‪َّ ،‬‬ ‫القلوب‪َ ،‬‬‫ُ‬ ‫وجلت منها‬
‫ِ‬
‫والطاعة‪ ،‬وإن ت ََأ َّمر عليكم‬ ‫ِ‬
‫مود ٍع فأوصنا‪ ،‬قال‪« :‬أوصيكُم بتَقوى اهلل‪َّ ،‬‬
‫والسم ِع‬
‫ِ‬
‫اخللفاء‬ ‫ِ‬
‫وسنة‬ ‫فسريى اختالفا كثريا‪ ،‬ف َعليكم بسنَّتي‬ ‫ِ‬
‫عبدٌ ‪ ،‬وإنه من َيعش منكم َ‬
‫كل‬ ‫ِ‬
‫األمور؛ فإن َّ‬ ‫ِ‬
‫وحمدثات‬ ‫ِ‬
‫بالنواجذ‪ ،‬وإياكُم‬ ‫الراشدين املهديَّي‪َ ،‬ع ُّضوا عليها‬
‫ٍ‬
‫بدعة ضالل ٌة»(‪.)1‬‬

‫(‪ )19‬باب فيمَن سنَّ سنةً حسنةً أو سيئةً‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬


‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ﴾ [الفرقان‪ ،]70 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ‬
‫ﭓ ﭔ﴾ [األنبياء‪.]73 :‬‬
‫ِ‬
‫رسول‬ ‫عبد اهلل ‪ ‬قال‪ :‬كنا يف َص ِ‬
‫در النهار عند‬ ‫رير بن ِ‬ ‫‪ -84‬وعن َج ِ‬
‫ِ‬
‫السيوف‪ ،‬عامتُهم من‬ ‫ِ‬
‫العباء‪ ،‬متق ِّلدي‬ ‫اهلل ﷺ فجاء ُه قو ٌم عراة ُجمتايب الن ِ‬
‫ِّامر أو‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫رسول اهلل ﷺ ملِا رأى هبم من‬
‫ُ‬
‫فدخل ثم‬ ‫الفاقة‪،‬‬ ‫ُم َرض‪ ،‬بل ك ُّلهم من ُم َرض‪َ ،‬‬
‫فتم َّعر‬
‫خطب‪ ،‬فقال‪﴿« :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫َ‬ ‫فأمر ً‬
‫بالال فأ َّذن وأقا َم‪ ،‬فصىل ثم‬ ‫خرج‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾ إىل آخر اآلية‪﴿ :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ﴾ [النساء‪ ،]5 :‬واآلية‬
‫رش‪﴿ :‬ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫حل ِ‬ ‫األخرى التي يف ِ‬
‫آخر ا َ‬
‫ديناره‪ ،‬من ِد ِ‬
‫رمهه‪ ،‬من َثوبِه‪ ،‬من صا ِع ُب ِّره‪ ،‬من‬ ‫رجل من ِ‬ ‫ﭦ﴾ [احلرش‪ ]52 :‬تصدَّ ق ٌ‬
‫برصة كادت ك ُّفه‬ ‫بش ِّق ٍ‬
‫مترة» فجا َء ٌ‬ ‫متره» حتى قال‪« :‬ولو ِ‬
‫صا ِع ِ‬
‫رجل من األنصار ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0647‬والرتمذي (‪ ،)5676‬وابن ماجه (‪.)03‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪49‬‬

‫ٍ‬
‫وثياب‪،‬‬ ‫رأيت كو َمني من طعا ٍم‬
‫ُ‬ ‫تتابع الناس حتى‬ ‫عجزت‪ ،‬ثم َ‬ ‫تعجز عنها‪ ،‬بل قد َ‬
‫سن‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من َّ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ يته َّلل كأنه ُم ْذ َهب ٌة‪ .‬فقال‬ ‫حتى رأيت وج َه‬
‫ينقص من‬
‫غري أن َ‬ ‫مل هبا بعده‪ ،‬من ِ‬ ‫وأجر من َع ِ‬ ‫ُ‬ ‫يف اإلسال ِم سنة حسنة فله ُ‬
‫أجرها‪،‬‬
‫عمل‬‫ووزر من َ‬ ‫ُ‬ ‫سن يف اإلسال ِم سنة سيئة كان عليه وزرها‪،‬‬ ‫ومن َّ‬
‫يشء‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫أجورهم ٌ‬
‫يشء»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫أوزارهم ٌ‬ ‫ينقص من‬
‫هبا من بعده‪ ،‬من غري أن َ‬
‫ٍ‬
‫نفس ت ُ‬
‫ُقتل‬ ‫ليس ِمن‬
‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬‬
‫ابن مسعود ‪ :‬أن َّ‬
‫ٍ‬ ‫‪ -85‬وعن ِ‬
‫سن َ‬
‫القتل»(‪.)2‬‬ ‫فل من َد ِمها؛ ألنه كان َ‬
‫أول من َّ‬ ‫األول كِ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ظلام إال كان عىل ابن آدم‬

‫(‪ )21‬باب يف الداللةِ على خريٍ والدعاءِ إىل هدى أو ضاللةٍ‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﮁ ﮂ ﮃ﴾ [القصص‪ ،]27 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮦ ﮧ ﮨ‬


‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ﴾ [النحل‪ ،]551 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯭ ﯮ ﯯ‬
‫ﯰ﴾ [املائدة‪ ،]5:‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ﴾‬
‫[آل عمران‪.]540:‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من َّ‬
‫دل‬ ‫ُ‬ ‫البدري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬
‫مسعود‬ ‫‪ -86‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫فاعلِه»(‪.)3‬‬
‫أجر ِ‬‫مثل ِ‬ ‫عىل ٍ‬
‫خري فله ُ‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من َدعا إىل ُهدى‪،‬‬ ‫‪ -87‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫أجورهم شيئا‪ ،‬ومن دعا‬ ‫ينقص ذلك من‬ ‫ِ‬
‫أجور من تبِ َعه‪ ،‬ال ُ‬ ‫مثل‬ ‫ِ‬
‫األجر ُ‬ ‫كان له ِمن‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5457‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)7355‬ومسلم (‪.)5677‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5223‬‬
‫‪ | 51‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫إلث ِم مثل آثا ِم من تبعه‪ ،‬ال ينقص ذلك من ِ‬


‫آثامهم‬ ‫ٍ‬
‫ضاللة‪ ،‬كان عليه من ا ِ‬ ‫إىل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫شيئا»(‪.)1‬‬

‫(‪ )21‬باب يف التعاونِ على الربِّ والتقوى‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ﴾ [املائدة‪ ،]5 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ‬


‫ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ﴾ [العرص‪.]3 - 5 :‬‬

‫جهز‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫نبي اهلل ﷺ‪« :‬من َّ‬
‫هني ‪ ‬قال‪ :‬قال ُّ‬ ‫جل ِّ‬
‫‪ -88‬وعن زيد بن خالد ا ُ‬
‫سبيل اهلل فقد غزا‪ ،‬ومن َخلف غازيا يف أهلِه ٍ‬
‫بخري فقد غزا»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫غازيا يف‬

‫اخلازن‬
‫ُ‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬‬
‫ِّ‬ ‫األشعري ‪ ،‬عن‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -89‬وعن أيب موسى‬
‫نفسه فيد َف ُعه إىل‬ ‫نفذ ما ُأ َ‬
‫مر به ف ُيعطيه كامال ُم َو َّفرا طيبة به ُ‬ ‫املسلم األمَّي الذي ُي ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الذي ُأمر له به‪ ،‬أحدُ املتصدِّ قَّي» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪ )22‬باب يف النصيحةِ‬

‫إخبارا عن ٍ‬
‫نوح‬ ‫ً‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﯜ ﯝ ﯞ﴾ [احلجرات‪ ،]54 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫هود ﷺ‪﴿ :‬ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ﴾‬ ‫ٍ‬ ‫ﷺ‪﴿ :‬ﮒ ﮓ﴾ [األعراف‪ ،]65 :‬وعن‬
‫[األعراف‪.]62 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5670‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5203‬ومسلم (‪.)5221‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5032‬ومسلم (‪.)5453‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪50‬‬

‫الدين النصيح ُة» قلنا‪:‬‬


‫النبي ﷺ قال‪ُ « :‬‬‫الداري ‪ :‬أن َّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -91‬وعن متي ٍم‬
‫وعامتِهم»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ملن؟ قال‪« :‬هلل ولكتابِه َ‬
‫ولرسوله وألئمة املسلمَّي َّ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ عىل إقا ِم‬ ‫بايعت‬
‫ُ‬ ‫عبد اهلل ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫جرير بن ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -91‬وعن‬
‫والنصح ِّ‬
‫لكل مسل ٍم(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الزكاة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وإيتاء‬ ‫ِ‬
‫الصالة‪،‬‬

‫ب‬
‫ؤمن أحدُ كم حتى ُحي َّ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال ُي ُ‬ ‫‪ -92‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ،‬عن ِّ‬
‫ألخيه ما ُحيب ِ‬
‫لنفسه»(‪.)3‬‬ ‫ُّ‬

‫(‪ )23‬باب يف األمرِ باملعروفِ والنهي عن املنك ِر‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬


‫ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ﴾ [آل عمران‪ ،]540 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭞ ﭟ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾ [آل عمران‪،]554 :‬‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ﴾ [األعراف‪،]522 :‬‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫ﮚ ﮛ﴾ [التوبة‪ ،]75:‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ﴾‬
‫[املائدة‪ ،]72-72 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)11‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)150‬ومسلم (‪.)16‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)53‬ومسلم (‪.)01‬‬
‫‪ | 52‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ﭼ﴾ [الكهف‪ ،]52:‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭞ ﭟ ﭠ﴾ [احلجر‪ ،]20:‬وقال تعاىل‪:‬‬


‫﴿ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ﴾‬
‫ِ‬
‫الباب كَثري ٌة َمعلوم ٌة‪.‬‬ ‫واآليات يف هذا‬
‫ُ‬ ‫[األعراف‪،]561 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫اخلدري ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -93‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫بيده‪ ،‬فإن مل َيستطِع فبلسانِه‪ ،‬فإن مل َيستطِع فب َقلبِه‪،‬‬
‫«من رأى منكم منكرا فليغريه ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اإليامن»(‪.)1‬‬ ‫ُ‬
‫أضعف‬ ‫وذلك‬

‫نبي بعث ُه‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -94‬وعن ِ‬


‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ما من ٍّ‬ ‫مسعود ‪ :‬أن‬ ‫ابن‬
‫وأصحاب يأخذون بسنتِه‬
‫ٌ‬
‫أمة قبيل إال كان له من أم ِ‬
‫ته حواريون‬ ‫َّ‬
‫اهلل تعاىل يف ٍ‬

‫خلوف‪ ،‬يقولون ما ال َيفعلون‪ ،‬و َيفعلون‬


‫ٌ‬ ‫بأمره‪ ،‬ثم إَّنا ََت ُلف من ِ‬
‫بعدهم‬ ‫ويقتدون ِ‬
‫مؤمن‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫جاهدَ هم بلسانِه فهو‬
‫مؤمن‪ ،‬ومن َ‬
‫ٌ‬
‫ما ال يؤمرون‪ ،‬فمن جاهدَ هم ِ‬
‫بيده فهو‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ (‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫اإليامن حب ُة خردل» ‪.‬‬ ‫وراء ذلك من‬
‫مؤمن‪ ،‬ليس َ‬ ‫ٌ‬ ‫جاهدهم بقلبِه فهو‬
‫ومن َ‬
‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬م ُ‬
‫ثل القائ ِم يف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بشري ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫النعامن بن‬ ‫‪ -95‬وعن‬
‫بعضهم أعالها‬ ‫ٍ‬
‫سفينة فص َار ُ‬ ‫ِ‬
‫كمثل قوم است ََهموا عىل‬ ‫ِ‬
‫حدود اهلل والواق ِع فيها‪،‬‬
‫وبعضهم أس َف َلها‪ ،‬فكان الذين يف أسفلِها إذا استَقوا من ِ‬
‫املاء مروا عىل من فو َقهم‪،‬‬ ‫ُ‬
‫فقالوا‪ :‬لو أنَّا َخرقنا يف نَصيبنا َخرقا ومل ِ‬
‫نؤذ من فو َقنا‪ ،‬فإن تَركوهم وما أرادوا‬ ‫َ‬
‫َهلكوا مجيعا‪ ،‬وإن أخذوا عىل أيدَيم ن ََجوا ونجوا مجيعا»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)02‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)14‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)5023‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪53‬‬

‫ُ‬
‫ستعمل عليكم‬ ‫‪ -96‬وعن أ ِّم سلم َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫النبي ﷺ أنه قال‪« :‬إنَّه ُي‬
‫أنكر فقد سلِ َم‪ ،‬ولكن من‬ ‫كره فقد برئَ ‪ ،‬ومن َ‬ ‫فمن ِ‬ ‫أمراء فتعرفون وتُنكرون‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫سول اهلل‪ ،‬أال نُقات ُلهم؟ قال‪« :‬ال‪ ،‬ما أقاموا فيكم‬ ‫وتابع!» قالوا‪ :‬يا َر َ‬ ‫رِض‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الصال َة»(‪.)1‬‬‫َّ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬إياكُم‬ ‫اخلدري ‪ ،‬عن‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -97‬وعن أيب‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫جمالسنا ُبدٌّ نتحدَّ ث فيها‪.‬‬ ‫سول اهلل‪ ،‬ما لنا من‬ ‫ِ‬
‫الطرقات!» فقالوا‪ :‬يا َر َ‬ ‫واجللوس يف‬
‫َ‬
‫حق‬‫الطريق ح َّقه» قالوا‪ :‬وما ُّ‬
‫َ‬ ‫املجلس‪ ،‬فأعطوا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا أبيتُم إال‬ ‫فقال‬
‫واألمر‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫وكف األذى‪ ،‬ور ُّد السال ِم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫البِص‪،‬‬ ‫َض‬‫سول اهلل؟ قال‪« :‬غ ُّ‬ ‫ِ‬
‫الطريق يا َر َ‬
‫ِ‬
‫املنكر»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫باملعروف‪ ،‬والنهي عن‬

‫الناس‪ ،‬إنَّكم تَقرؤون هذه‬


‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الصديق ‪ ‬قال‪ :‬يا أتها‬ ‫‪ -98‬وعن أيب ٍ‬
‫بكر‬
‫اآلي َة‪﴿ :‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ﴾ [املائدة‪]541 :‬‬
‫أخذوا عىل ِ‬
‫يديه؛‬ ‫الناس إذا َر َأوا الظامل َ فلم َي ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬‫َ‬
‫يقول‪« :‬إن َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫وإين‬
‫ٍ‬
‫بعقاب منه»(‪.)3‬‬ ‫َ‬
‫أوشك أن َي ُع َّمهم اهلل‬

‫(‪ )24‬باب تَغليظِ عقوبةِ من أمرَ مبعروفٍ أو نهى عن منكرٍ وخالفَ قولُه فعلَه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ‬


‫ﮮ ﮯ﴾ [البقرة‪ ،]00 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5210‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6552‬ومسلم (‪.)5555‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0332‬والرتمذي (‪ ،)5562‬وابن ماجه (‪.)0441‬‬
‫‪ | 54‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ﴾ [الصف‪ ،]3 - 5 :‬وقال تعاىل‬


‫عيب ﷺ‪﴿ :‬ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ﴾ [هود‪.]22:‬‬ ‫إخبارا عن ُش ٍ‬
‫ً‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫زيد ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫‪ -99‬وعن أسام َة بن ٍ‬

‫يدور‬
‫ُ‬ ‫فيدور هبا كام‬
‫ُ‬ ‫أقتاب بطنِه‬
‫ُ‬ ‫النار‪ ،‬فتندَ لِق‬ ‫ِ‬
‫القيامة ف ُيلقى يف ِ‬ ‫بالر ِ‬
‫جل يو َم‬ ‫« ُيؤتى َّ‬
‫تأم ُر‬
‫النار‪ ،‬فيقولون‪ :‬يا فالن‪ ،‬ما لك؟ أمل تكن ُ‬ ‫أهل ِ‬ ‫الرحى‪ ،‬فيجت َِمع إليه ُ‬ ‫احلامر يف َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫باملعروف وال آتيه‪ ،‬وأَّنى عن‬ ‫آمر‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كنت ُ‬ ‫فيقول‪ :‬بىل‪ُ ،‬‬ ‫املنكر؟‬ ‫باملعروف وتَنهى عن‬
‫ِ‬
‫املنكر وآتيه»(‪.)1‬‬

‫(‪ )25‬باب األمرِ بأداءِ األمانةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ [النساء‪ ،]12 :‬وقال‬


‫تعاىل‪﴿ :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ﴾ [األحزاب‪.]75 :‬‬
‫ٌ‬
‫ثالث‪:‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬آي ُة املنافِ ِق‬
‫َ‬ ‫‪ -111‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫أخلف‪ ،‬وإذا اؤمتُ ِن َ‬
‫خان»(‪.)2‬‬ ‫َ‬ ‫كذب‪ ،‬وإذا َوعدَ‬
‫َ‬ ‫إذا حدَّ َ‬
‫ث‬

‫أيت‬ ‫رسول اهلل ﷺ حديثني قد َر ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -111‬وعن حذيف َة ‪ ‬قال‪ :‬حدثنا‬


‫قلوب الر ِ‬ ‫اآلخر‪ :‬حدَّ ثنا أن األمان َة نز َلت يف َج ِ‬
‫نزل‬‫جال‪ ،‬ثم َ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ذر‬ ‫َ‬ ‫أنتظر‬
‫ُ‬ ‫أحدَ مها وأنا‬
‫ِ‬
‫األمانة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫السنة‪ ،‬ثم حدَّ ثنا عن رف ِع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫القر ُ‬
‫آن فعلموا من القرآن‪ ،‬و َعلموا من ُّ‬
‫فيظل أثرها مثل الوك ِ‬ ‫ُقبض األمان َة من قلبِه‪،‬‬
‫ْت‪ ،‬ثم َينا ُم‬ ‫َ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ُ‬
‫الرجل النوم َة فت ُ‬ ‫« َينا ُم‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3567‬ومسلم (‪.)5222‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)33‬ومسلم (‪.)12‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪55‬‬

‫ٍ‬
‫كجمر دحرجتَه عىل‬ ‫أثرها مثل ِ‬
‫أثر املَ ْج ِل‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫فيظل ُ‬ ‫ُقبض األمان ُة من قلبِه‪،‬‬‫النوم َة فت ُ‬
‫يشء» ثم أخذ حصا ًة فدحرج ُه عىل ِرجله‬ ‫ٌ‬ ‫ِرجلِك فن َِف َط‪ ،‬فَتاه ُمنت َِربا وليس فيه‬
‫قال‪ :‬إن يف بني فالن‬ ‫الناس يتبايعون‪ ،‬فال َيكا ُد أحدٌ يؤدي األمان َة حتى ُي َ‬‫ُ‬ ‫صبح‬
‫«ف ُي ُ‬
‫ُ‬
‫مثقال‬ ‫أظر َفه! ما أع َق َله! وما يف قلبِه‬ ‫ِ‬
‫للرجل‪ :‬ما أج َلدَ ه! ما َ‬ ‫رجال أمينا‪ ،‬حتى َ‬
‫يقال‬
‫زمان وما أبايل أ ُّيكم با َيعت‪ :‬لئن كان ُمسلام‬ ‫عيل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ٌ‬ ‫حبة من َخردل من إيامن ولقدَ أتى َّ‬
‫عيل دينُه‪ ،‬وإن كان نَِصان ًّيا أو َيود ًّيا لريدنه عيل ساعيه‪ ،‬وأما اليو َم فام كنت‬
‫لريدنَّه َّ‬
‫أبايع منكم إال فالنا وفالنا»(‪.)1‬‬
‫ُ‬

‫(‪ )26‬باب حتريمِ الظلمِ واألمرِ بردِّ املظاملِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ﴾ [غافر‪ ،]52:‬وقال‬


‫تعاىل‪﴿ :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ﴾ [احلج‪.]75:‬‬

‫الظلم؛ فإن ال ُّظ َ‬


‫لم‬ ‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬اتَّقوا‬ ‫َ‬ ‫جابر ‪ ‬أن‬ ‫‪ -112‬وعن ٍ‬
‫مح َلهم عىل أن‬‫ك من كان قب َلكُم‪َ ،‬‬ ‫الشح أه َل َ‬
‫َّ‬ ‫ُظ ٌ‬
‫لامت يو َم القيامة‪ ،‬واتقوا ُّ‬
‫الش َّح؛ فإن‬
‫َسفكوا دماءهم‪ ،‬واستح ُّلوا َحم ِ‬
‫ار َمهم»(‪.)2‬‬
‫ُ‬
‫احلقوق إىل‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬لتؤ ُّد َّن‬ ‫‪ -113‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫الشاة ال َق ِ‬
‫رناء»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجللحاء من‬ ‫ِ‬
‫للشاة‬ ‫ِ‬
‫القيامة‪ ،‬حتى ُيقاد‬ ‫أهلها يوم‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6027‬ومسلم (‪.)503‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5172‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5125‬‬
‫‪ | 56‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من َظ َلم ِق ْيدَ ٍ‬


‫شرب‬ ‫َ‬ ‫‪ -114‬وعن عائش َة ‪ :‬أن‬
‫األرض‪ُ ،‬ط ِّوقه من سب ِع َأ َرضَّي»(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫من‬

‫إن اهلل ل ُيميل‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪َّ « :‬‬ ‫‪ -115‬وعن أيب موسى ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫أخذه مل ُيفلِته» ثم قرأ‪﴿ :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ‬ ‫للظاملِ‪ ،‬فإذا َ‬
‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ﴾ [هود‪.)2(]545 :‬‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬من كانت عندَ ُه‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -116‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫ٍ‬
‫يشء‪ ،‬فليتح َّلله منه اليو َم قبل أن ال يكون دينا ٌر‬ ‫رضه أو من‬‫مظلِم ٌة ألخيه‪ ،‬من ِع ِ‬
‫َ‬
‫حسنات‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫خذ منه ِ‬
‫بقدر مظل َمته‪ ،‬وإن مل يكن له‬ ‫صالح ُأ َ‬ ‫درهم؛ إن كان له ٌ‬
‫عمل‬ ‫وال‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فح ِم َل عليه»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُأخذ من سيئات صاحبِه ُ‬
‫حق‬
‫َطع َّ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من اقت َ‬ ‫‪ -117‬وعن أيب أمام َة ‪ :‬أن‬
‫وحر َم عليه اجلن َة» فقال ٌ‬
‫رجل‪ :‬وإن‬ ‫النار‪َّ ،‬‬
‫أوجب اهلل له َ‬
‫َ‬ ‫امرئ مسلم ب َيمينه‪ ،‬فقد‬‫ٍ‬
‫سول اهلل؟ فقال‪« :‬وإن َقضيبا من ٍ‬
‫أراك»(‪.)4‬‬ ‫سريا يا َر َ‬
‫كان شي ًئا َي ً‬
‫برش‪،‬‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إنَّام أنا ٌ‬ ‫‪ -118‬وعن أ ِّم سلم َة ‪ :‬أن‬
‫فأقيض له‬
‫َ‬ ‫بعض‪،‬‬‫ٍ‬ ‫بحجتِه من‬ ‫بعضكم أن يكون َ‬
‫أحل َن َّ‬ ‫َّ‬
‫ولعل َ‬ ‫وإنكم ََتتَصمون َّ‬
‫إيل‪،‬‬
‫بحق أخيه فإنام أق َط ُع له قطعة من ِ‬
‫النار»(‪.)5‬‬ ‫أسمع‪ ،‬فمن َق ُ‬
‫ضيت له ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بنحو ما‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5013‬ومسلم (‪.)5655‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)0626‬ومسلم (‪.)5123‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)5002‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)537‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)7562‬ومسلم (‪.)5753‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪57‬‬

‫(‪ )27‬باب تَعظيمِ حُرماتِ املسلمني وبيانِ حقوقِهم والشفقةِ عليهم ورمحتِهم‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ﴾ [احلج‪،]34 :‬‬


‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ﴾ [احلج‪ ،]35 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﯱ ﯲ ﯳ﴾ [احلجر‪ ،]22 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ‬
‫ﭪ ﭫ﴾ [املائدة‪.]35 :‬‬
‫ِ‬
‫للمؤمن‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ِ « :‬‬
‫املؤم ُن‬ ‫ُ‬ ‫‪ -119‬وعن أيب موسى ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫بعضه بعضا»(‪.)1‬‬
‫يشدُّ ُ‬ ‫ِ‬
‫كالبنيان‪ُ ،‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬م ُ‬
‫ثل‬ ‫ُ‬ ‫بشري ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫النعامن بن‬ ‫‪ -111‬وعن‬
‫ِ‬
‫اجلسد إذا اشتكى منه عض ٌو تداعى‬ ‫َرامحهم وتعا ُط ِفهم‪ ،‬مثل‬
‫املؤمنَّي يف تَوا ِّدهم وت ُ‬
‫ِ‬
‫بالسهر واحلمى»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫اجلسد‬ ‫سائر‬
‫له ُ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من ال‬ ‫جرير بن ِ‬
‫عبد اهلل ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِ‬ ‫‪ -111‬وعن‬
‫رمح ُه اهلل»(‪.)3‬‬ ‫رح ِم َ‬
‫الناس ال َي َ‬ ‫َي َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا َّ‬
‫صىل أحدُ كُم‬ ‫َ‬ ‫‪ -112‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫صىل أحدُ كُم ِ‬
‫لنفسه‬ ‫َبري‪ ،‬وإذا َّ‬ ‫ِ‬
‫للناس فل ُيخ ِّفف‪ ،‬فإن فيهم َّ‬
‫الض َ‬
‫والسقيم والك َ‬
‫َ‬ ‫عيف‬
‫شاء»(‪.)4‬‬
‫طول ما َ‬ ‫فل ُي ِّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5006‬ومسلم (‪.)5121‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6455‬ومسلم (‪.)5126‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)7376‬ومسلم (‪.)5352‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)743‬ومسلم (‪.)067‬‬
‫‪ | 58‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫دع ال َع َ‬
‫مل‪،‬‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ ل َي ُ‬ ‫‪ -113‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬إن كان‬
‫الناس ف ُيفرض عليهم(‪.)1‬‬ ‫عمل به؛ َخشي َة أن َي َ‬
‫عمل به ُ‬ ‫حيب أن َي َ‬
‫وهو ُّ‬
‫املسلم أخو‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬‬ ‫َ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -114‬وعن ابن َ‬
‫حاجة أخيه‪ ،‬كان اهلل يف حاجتِه‪ ،‬ومن‬ ‫ِ‬ ‫املسلِم‪ ،‬ال َيظلِ ُمه‪ ،‬وال ُيسلِ ُمه‪ ،‬من كان يف‬
‫َت ُمسلام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َف ِّرج عن مسل ٍم كربة‪َّ ،‬فر َج اهلل عنه هبا كُربة من‬
‫كرب يوم القيامة‪ ،‬ومن َس َ‬
‫سَت ُه اهلل يو َم القيامة»(‪.)2‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال َحتاسدوا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫بعض‪ ،‬وكونوا‬ ‫ٍ‬ ‫َناجشوا‪ ،‬وال تَباغَضوا‪ ،‬وال تَدابروا‪ ،‬وال َيبِع ُ‬
‫بعضكُم عىل بي ِع‬ ‫وال ت َ‬
‫املسلم أخو املسلمِ‪ :‬ال َيظلِ ُمه‪ ،‬وال َُي ُذ ُله‪ ،‬وال َحي ِق ُره‪ ،‬التقوى‬‫ُ‬ ‫عبا َد اهلل إخوانا‪،‬‬
‫الرش أن َحي ِقر أخاه‬
‫امرئ من ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بحسب‬ ‫ٍ‬
‫مرات‪-‬‬ ‫َ‬
‫ثالث‬ ‫ِ‬
‫صدره‬ ‫ويشري إىل‬
‫ُ‬ ‫هاهنا ‪-‬‬
‫دمه وما ُله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫وعرضه»(‪.)3‬‬ ‫املسلم‪ ،‬كل املسلم عىل املسل ِم حرا ٌم‪ُ ،‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫السوق ونحوه‪ ،‬وال رغب َة له‬ ‫ٍ‬
‫سلعة ُينادى عليها يف‬ ‫النجش‪ :‬أن يزيدَ يف ِ‬
‫ثمن‬
‫ِ‬
‫اإلنسان‬ ‫يعرض عن‬ ‫غريه‪ ،‬وهذا حرا ٌم‪ .‬والتدابر‪ :‬أن‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يغر َ‬
‫يف رشائها‪ ،‬بل يقصدُ أن َّ‬
‫ِ‬
‫كاليشء الذي ورا َء الظهر والدُّ بر‪.‬‬ ‫وتهجره وجيع َله‬
‫َ‬
‫َ‬
‫أخاك ظاملا أو‬ ‫أنس ‪ ،‬قال‪ :‬قال رسو ُل اهلل ﷺ‪ُ « :‬‬
‫انِص‬ ‫‪ -116‬وعن ٍ‬
‫أنرصه إذا كان َمظلو ًما‪ ،‬أرأيت إن كان ظاملًا‬
‫سول اهلل‪ُ ُ ،‬‬‫رجل‪ :‬يا َر َ‬ ‫َمظلوما» فقال ٌ‬
‫أنرصه؟ قال‪َ « :‬حت ُج ُزه ‪-‬أو متن ُعه‪ -‬من ال ُّظل ِم فإن ذلك ن ُ‬
‫َِصه»(‪.)4‬‬ ‫كيف ُ ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5552‬ومسلم (‪.)752‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5005‬ومسلم (‪.)5124‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5160‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)6215‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪59‬‬

‫حق املسلِم عىل‬ ‫َ‬


‫رسول اهلل ﷺ قال‪ُّ « :‬‬ ‫‪ -117‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬أن‬
‫ِ‬
‫الدعوة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اجلنائز‪ ،‬وإجاب ُة‬ ‫واتباع‬ ‫ِ‬
‫املريض‪،‬‬ ‫مخس‪ :‬ر ُّد السالمِ‪ ،‬وعياد ُة‬ ‫املسلِ ِم‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫العاطس»(‪.)1‬‬ ‫َشميت‬
‫ُ‬ ‫وت‬

‫(‪ )28‬باب سرتِ عوراتِ املسلمني والنهيِّ عن إشاعتِها لغري ضَرورةٍ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬


‫ﯿ ﰀ ﰁ﴾ [النور‪.]52 :‬‬

‫سَت عبدٌ عبدا يف‬


‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال َي ُ‬
‫‪ -118‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫ِ‬
‫القيامة»(‪.)2‬‬ ‫سَت ُه اهلل يو َم‬
‫الدنيا إال َ‬
‫يقول‪ُّ « :‬‬
‫كل َّأمتي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -119‬وعنه ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫بالليل َعمال‪ ،‬ثم ُيصبِح‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الرجل‬ ‫َ‬
‫يعمل‬ ‫ِ‬
‫املجاهرة أن‬ ‫معاىف إال املجاهرين‪ ،‬وإن ِمن‬
‫سَته‬ ‫فيقول‪ :‬يا فالن‪َ ،‬ع ِملت البارح َة كذا وكذا‪ ،‬وقد َ‬
‫بات َي ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫سَته اهلل عليه‪،‬‬
‫وقد َ‬
‫سَت اهلل عليه»(‪.)3‬‬ ‫ُ‬
‫يكشف َ‬ ‫ر ُّبه‪ ،‬و ُيصبح‬

‫(‪ )29‬باب قضاءِ حوائجِ املسلمني‬

‫املسلم أخو‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -121‬وعن ابن َ‬
‫حاجة أخيه‪ ،‬كان اهلل يف حاجتِه‪ ،‬ومن‬
‫ِ‬ ‫املسلمِ‪ ،‬ال َيظلِمه‪ ،‬وال ُيسلِمه‪ ،‬من كان يف‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5504‬ومسلم (‪.)5565‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5124‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6462‬ومسلم (‪.)5224‬‬
‫‪ | 61‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫سَت ُمسلام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّفرج عن مسل ٍم كربة‪َّ ،‬فرج اهلل عنه هبا كربة من‬
‫كرب يوم القيامة‪ ،‬ومن َ‬
‫سَت ُه اهلل يو َم القيامة»(‪.)1‬‬
‫ٍ‬
‫مؤمن‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬من َن َّفس عن‬ ‫‪ -121‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫يرس عىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كربة من كرب الدنيا‪ ،‬ن َّف َس اهلل عنه كربة من‬
‫كرب يوم القيامة‪ ،‬ومن َّ‬
‫ِ‬
‫واآلخرة‪،‬‬ ‫سَت مسلام سَته اهلل يف الدنيا‬ ‫ِ‬ ‫ُم ٍ‬
‫يرس اهلل عليه يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬ومن َ‬ ‫عرس َّ‬
‫يلتم ُس فيه علام‬‫العبد ما كان العبدُ يف عون أخيه‪ ،‬ومن سلك َطريقا ِ‬ ‫ِ‬ ‫واهلل يف ِ‬
‫عون‬
‫بيوت اهلل تعاىل‪َ ،‬يتلون‬ ‫ِ‬ ‫اجلنة‪ ،‬وما اجتمع قوم يف ٍ‬
‫بيت من‬ ‫ِ‬ ‫سهل اهلل له طريقا إىل‬
‫َ َ ٌ‬ ‫َّ‬
‫َدارسونه بينَهم إال ن َز َلت عليهم السكين ُة‪ ،‬وغش َي ُتهم الرمح ُة‪،‬‬ ‫كتاب اهلل‪ ،‬ويت َ‬ ‫َ‬
‫رسع به نس ُبه»(‪.)2‬‬‫فيمن عندَ ه‪ ،‬ومن َب َّطأ به عم ُله مل ُي ِ‬
‫وح َّف ُتهم املالئك ُة‪ ،‬و َذك ََرهم اهلل َ‬

‫(‪ )31‬باب الشفاعةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ﴾ [النساء‪.]21 :‬‬


‫النبي ﷺ إذا أتاه‬
‫ُّ‬ ‫األشعري ‪ ‬قال‪ :‬كان‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -122‬وعن أيب موسى‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫لسان‬ ‫طالب حاجة أقبل عىل ُجلسائه‪ ،‬فقال‪« :‬اش َفعوا ت َ‬
‫ُؤجروا‪ ،‬و َيقيض اهلل عىل‬ ‫ُ‬
‫أحب»(‪.)3‬‬
‫نب ِّيه ما َّ‬
‫النبي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫عباس ‪ ‬يف قصة َبريرة وزوجها‪ ،‬قال‪ :‬قال هلا ُّ‬ ‫‪ -123‬وعن ابن‬
‫راجعتِيه؟» قالت‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل تأ ُمرين؟ قال‪« :‬إنَّام أش َف ُع» قالت‪ :‬ال‬ ‫ﷺ‪« :‬لو َ‬
‫حاج َة يل فيه(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5005‬ومسلم (‪.)5124‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5622‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)7076‬ومسلم (‪.)5657‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)1523‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪60‬‬

‫(‪ )31‬باب اإلصال ِح بني الناسِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬


‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ﴾ [النساء‪ ،]550 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭡ ﭢ﴾ [النساء‪:‬‬
‫‪ ،]552‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ﴾ [األنفال‪ ،]5 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ﴾ [احلجرات‪.]54 :‬‬
‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫عيط ‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫‪ -124‬وعن أم كلثوم بنت ُعقب َة بن أيب م ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يقول‬ ‫ِ‬
‫الناس ف َينمي خريا‪ ،‬أو ُ‬ ‫صلح بَّي‬
‫الكذاب الذي ُي ُ‬
‫ُ‬ ‫ليس‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪َ « :‬‬ ‫َ‬
‫خريا»(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ بل َغه أن‬ ‫الساعدي ‪ :‬أن‬ ‫سهل بن ٍ‬
‫سعد‬ ‫ِ‬ ‫‪ -125‬وعن‬
‫ِّ‬
‫ٍ‬
‫أناس‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُيصلِح بينَهم يف‬
‫ُ‬ ‫فخرج‬ ‫رش‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫بني َعمرو بن عوف كان بينَهم ٌّ‬
‫معه(‪.)2‬‬

‫(‪ )32‬باب فضلِ َ‬


‫ضعفةِ املسلمني والفُقراءِ واخلامِلني‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬


‫ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ﴾ [الكهف‪.]52 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫هب ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫‪ -126‬وعن حارث َة بن َو ٍ‬
‫ِ‬ ‫اجلنة؟ كل َض ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألبره‪ ،‬أال‬
‫متض ِّعف‪ ،‬لو يقس ُم عىل اهلل َّ‬
‫عيف َ‬ ‫بأهل‬ ‫«أال ِ ُ‬
‫أخربكم‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بأهل ِ‬
‫أخربكم ِ‬
‫مستكرب»(‪.)3‬‬ ‫جواظ‬ ‫النار؟ كل ٍّ‬
‫عتل‬ ‫ُِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5625‬ومسلم (‪.)5641‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5530‬ومسلم (‪.)055‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)0252‬ومسلم (‪.)5213‬‬
‫‪ | 62‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫النبي ﷺ‬ ‫مر ٌ‬ ‫سهل بن ٍ‬ ‫ِ‬


‫رجل عىل ِّ‬ ‫الساعدي ‪ ‬قال‪َّ :‬‬‫ِّ‬ ‫سعد‬ ‫‪ -127‬وعن‬
‫ِ‬
‫الناس‪ ،‬هذا‬ ‫ِ‬
‫أرشاف‬ ‫جل من‬‫جالس‪« :‬ما رأ ُيك يف هذا؟» فقال‪َ :‬ر ٌ‬ ‫ٍ‬
‫لرجل عنده‬ ‫فقال‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬ثم َم َّر‬ ‫فسكت‬
‫َ‬ ‫فع أن ُي َش َّفع‪.‬‬ ‫حري إن َخ َ‬
‫طب أن ُينكَح‪ ،‬وإن َش َ‬ ‫ٌّ‬ ‫واهلل‬
‫سول اهلل‪ ،‬هذا‬ ‫فقال‪ :‬يا َر َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما َرأ ُيك يف هذا؟» َ‬ ‫ُ‬ ‫آخر‪ ،‬فقال له‬‫رجل ُ‬
‫رجل من ُف ِ‬ ‫ٌ‬
‫فع أن ال‬ ‫طب أن ال ُينكَح‪ ،‬وإن َش َ‬‫حري إن َخ َ‬ ‫ٌّ‬ ‫قراء املسلمني‪ ،‬هذا‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ملء‬ ‫خري من‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬هذا ٌ‬ ‫ُيش َّفع‪ ،‬وإن قال أن ال ُي ُ‬
‫سمع لقوله‪ .‬فقال‬
‫األرض ِ‬
‫مثل هذا»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬احت ََّجت‬ ‫اخلدري ‪ ،‬عن‬ ‫ٍ‬


‫سعيد‬ ‫‪ -128‬وعن أيب‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الناس‬ ‫واملتكربون‪ ،‬وقالت اجلن ُة‪َّ :‬يف ُض ُ‬
‫عفاء‬ ‫ِّ‬ ‫اجلبارون‬
‫َ‬ ‫اجلن ُة والنار‪ ،‬فقالت ُ‬
‫النار‪َّ :‬يف‬
‫ِ‬
‫النار‬
‫أشاء‪ ،‬وإنك ُ‬
‫ُ‬ ‫أرح ُم بك من‬‫ومساكينُهم‪ ،‬ف َقىض اهلل بينهام‪ :‬إنَّك اجلن ُة رمحتي َ‬
‫عيل ِملؤها»(‪.)2‬‬ ‫ِ ِ‬
‫أشاء‪ ،‬ولكليكُام َّ‬ ‫َعذايب ِّ‬
‫أعذ ُب بك من ُ‬
‫ث َمدفو ٍع‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬ر َّب أش َع َ‬ ‫‪ -129‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ألبره»(‪.)3‬‬
‫أقسم عىل اهلل َّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫باألبواب لو‬

‫(‪ )33‬باب مالطفةِ اليتيمِ والبَناتِ وسائرِ الضعفةِ واملساكنيِ واملنكسرين‬


‫واإلحسانِ إليهم والشفقةِ عليهم والتواضعِ معهم وخَفضِ اجلناحِ هلم‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯱ ﯲ ﯳ﴾ [احلجر‪ ،]22 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ‬


‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)6007‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5207‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5210‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪63‬‬

‫ﭡ ﭢ ﭣ﴾ [الكهف‪ ،]52 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬


‫ﮞ ﮟ﴾ [الضحى‪ ،]54 - 2 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ﴾ [املاعون‪.]3-5 :‬‬
‫النبي ﷺ ست َة ٍ‬
‫نفر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -131‬وعن ِ‬
‫وقاص ‪ ‬قال‪ :‬كنا مع ِّ‬ ‫سعد بن أيب‬
‫ٍ‬
‫مسعود‪،‬‬ ‫وكنت أنا وابن‬ ‫اطرد هؤالء ال َجيرتئون علينا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫للنبي ﷺ‪ُ :‬‬
‫ِّ‬ ‫فقال املرشكون‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ ما‬ ‫ِ‬
‫نفس‬ ‫فوقع يف‬ ‫أس ِّميهام‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫هذيل وبالل ورجالن لست َ‬ ‫ورجل من‬
‫فأنزل اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬ ‫َ‬ ‫نفسه‪،‬‬
‫ث َ‬ ‫يقع فحدَّ َ‬
‫شا َء اهلل أن َ‬
‫ﯸ ﯹ ﯺ﴾ [األنعام‪.)1(]15 :‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫الساعدي ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫سهل بن ٍ‬
‫سعد‬ ‫ِ‬ ‫‪ -131‬وعن‬
‫ِّ‬
‫وفرج بينهام(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫وكافل اليتي ِم يف ِ‬
‫ُ‬
‫وأشار بالسبابة والوسطى‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫اجلنة هكذا»‬ ‫«أنا‬
‫ِ‬
‫واملسكَّي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األرملة‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬الساعي عىل‬ ‫‪ -132‬وعنه ‪ ،‬عن ِّ‬
‫فَت‪ ،‬وكالصائِم الذي ال‬ ‫سبيل اهلل» وأحس ُبه قال‪« :‬وكالقائِ ِم الذي ال َي ُ‬
‫ِ‬ ‫كاملجاه ِد يف‬
‫ِ‬
‫ُيفطِر»(‪.)3‬‬
‫جار َي ِ‬
‫تَّي حتَّى‬ ‫عال ِ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬من َ‬
‫ِّ‬ ‫أنس ‪ ،‬عن‬ ‫‪ -133‬وعن ٍ‬
‫وضم أصابِعه(‪.)4‬‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫القيامة أنا وهو»‬ ‫تب ُلغا َ‬
‫جاء يو َم‬
‫عل امرأ ٌة ومعها ابنتان هلا‪،‬‬ ‫‪ -134‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪َ :‬د َخ َلت َّ‬
‫ٍ‬
‫واحدة‪ ،‬ف َأع َطيتُها إياها ف َق َس َمتها بني ابنَتَيها ومل‬ ‫َتد عندي شي ًئا غري ٍ‬
‫مترة‬ ‫َسأل فلم َ ِ‬
‫ت ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5053‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)1340‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6447‬ومسلم (‪.)5225‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5635‬‬
‫‪ | 64‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫فأخربتُه فقال‪« :‬من ابت ِ َُيل‬


‫َ‬ ‫النبي ﷺ علينا‪،‬‬ ‫َ‬
‫فدخل ُّ‬ ‫فخ َر َجت‪،‬‬ ‫ْ‬
‫تأكل منها‪ ،‬ثم قامت َ‬
‫إليه َّن‪ ،‬ك َُّن له ِسَتا من ِ‬
‫النار»(‪.)1‬‬ ‫فأحسن ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫بيشء‬ ‫ِ‬
‫البنات‬ ‫من هذه‬
‫‪ -135‬وعنها ‪ ،‬قالت‪ :‬جاءتني ِمسكين ٌة ُ‬
‫حتمل ابنتَني هلا‪ ،‬ف َأط َعمتُها‬
‫ور َف َعت إىل فيها متر ًة لتَأكُلها‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ثالث َمت ٍ‬
‫رات‪ ،‬فأع َطت َّ‬ ‫َ‬
‫كل واحدة منهام متر ًة َ‬
‫فأعج َبني‬
‫َ‬ ‫فاس َت ْط َع َمتْها ابنتاها‪ ،‬فش َّقت التمر َة التي كانت تُريدُ أن تَأكُلها بينهام‪،‬‬
‫سول اهلل ﷺ فقال‪« :‬إن اهلل قد َأ َ‬
‫وجب هلا هبا‬ ‫َرت الذي َصنَ َعت لر ِ‬ ‫فذك ُ‬ ‫شأهنا‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اجلن َة‪ ،‬أو َأع َت َقها هبا من ِ‬
‫النار»(‪.)2‬‬
‫سمعت َر َ‬
‫سول اهلل ﷺ يقول‪:‬‬ ‫رداء ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫‪ -136‬وعن أيب الدَّ ِ‬
‫ُ‬
‫بضعفائِكم»(‪.)3‬‬
‫الضعفاء‪ ،‬فإنام تُرزقون وتُنِصون‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫«ابغوين‬

‫(‪ )34‬باب الوصيةِ بالنساءِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯢ ﯣ﴾ [النساء‪ ،]52:‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭲ‬


‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ﴾ [النساء‪.]552 :‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬استَوصوا‬ ‫ُ‬ ‫‪ -137‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫الض َل ِع أعاله‪ ،‬فإن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالنِّساء خريا؛ فإن املرأ َة ُخل َقت من ض َلع‪ ،‬وإن َ‬
‫أعو َج ما يف ِّ‬
‫َذهبت تُقيمه كرسته‪ ،‬وإن تركتَه‪ ،‬مل يزل أعوج‪ ،‬فاستوصوا بالن ِ‬
‫ِّساء»(‪.)4‬‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5052‬ومسلم (‪.)5652‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5634‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5120‬والرتمذي (‪ ،)5745‬والنسائي (‪.)3522‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)3335‬ومسلم (‪.)5062‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪65‬‬

‫مؤمن‬
‫ٌ‬ ‫فرك‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال َي َ‬ ‫‪ -138‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫مؤمنة‪ ،‬إن ك َِره منها ُخلقا رِض منها َ‬
‫آخر»(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النبي ﷺ يف‬ ‫األحوص اجلُ َش ِّ‬
‫مي ‪ ،‬أنه سم َع َّ‬ ‫‪ -139‬وعن عمرو بن‬
‫ووعظ‪ ،‬ثم قال‪َ « :‬أال‬
‫َ‬ ‫قول بعدَ أن محدَ اهلل تعاىل‪ ،‬وأثنى عليه و َذكَّر‬‫حجة الودا ِع َي ُ‬‫ِ‬

‫عوان عندَ كُم‪ ،‬ليس متَ لِكون منهن شيئا غري‬ ‫ٍ‬ ‫واستوصوا بالن ِ‬
‫ِّساء خريا‪ ،‬فإنام هن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬
‫وارضبوهن‬ ‫املضاجعِ‪،‬‬ ‫روهن يف‬ ‫فاهج ُ‬
‫ُ‬ ‫ذلك‪ ،‬إال أن يأتَّي بفاحشة ُمبينة‪ ،‬فإن َف َع َ‬
‫لن‬
‫مربح‪ ،‬فإن أ َطعنَكم فال تبغوا عليهن سبيال؛ أال إن لكم عىل نِسائِكم‬ ‫غري ِّ‬
‫رضبا َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َكرهون‪،‬‬ ‫ح ًّقا‪ ،‬ولنسائكم عليكم ح ًّقا؛ فح ُّقكم عليهن أن ال يوطئن ُف ُر َشكم من ت َ‬
‫سو ِِت َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هن عليكم أن ُحتسنوا إليهن يف ك َ‬ ‫وال َيأ َذ َّن يف بيوتكم ملن تَكرهون؛ َأال وح ُّق َّ‬
‫و َط ِ‬
‫عام ِه َّن»(‪.)2‬‬

‫حق‬ ‫‪ -141‬وعن معاوي َة بن َحيد َة ‪ ‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا َر َ‬


‫سول اهلل‪ ،‬ما ُّ‬
‫يت‪ ،‬وال‬ ‫ُطعمها إذا َط ِع َ‬
‫مت‪ ،‬وتَكسوها إذا اكت ََس َ‬ ‫أحدنا عليه؟ قال‪« :‬أن ت ِ‬ ‫زوجة ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫البيت»(‪.)3‬‬ ‫ت ِ‬
‫ََّضب الوج َه‪ ،‬وال تُق ِّبح‪ ،‬وال َِت ُجر إال يف‬

‫أكم ُل املؤمنَّي‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬‬ ‫‪ -141‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫خياركُم لنِسائِهم»(‪.)4‬‬
‫وخياركُم ُ‬
‫ُ‬ ‫أحسن ُُهم ُخلقا‪،‬‬
‫إيامنا‪َ ،‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5062‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5563‬وابن ماجه (‪.)5215‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5505‬وابن ماجه (‪.)5214‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0625‬والرتمذي (‪.)5565‬‬
‫‪ | 66‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬الدُّ نيا‬ ‫عمرو ‪ :‬أن‬ ‫‪ -142‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن ٍ‬
‫وخري متا ِع الدنيا املرأ ُة الصاحل ُة»(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫متاع‪،‬‬
‫ٌ‬

‫(‪ )35‬باب حقِّ الزوجِ على املرأةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬


‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ﴾‬
‫[النساء‪.]30 :‬‬
‫ُ‬
‫الرجل‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا دعا‬ ‫‪ -143‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫فراشه فلم تَأتِه‪َ ،‬‬
‫فبات غَضبان عليها‪َ ،‬ل َعنَتها املالئك ُة حتى ُتصبِح»(‪.)2‬‬ ‫امرأتَه إىل ِ‬

‫ٍ‬
‫المرأة أن تَصو َم‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َحي ُّل‬ ‫َ‬ ‫‪ -144‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫َوجها شاهدٌ إال بإِذنِه‪ ،‬وال تَأ َذن يف بيتِه إال بإِذنِه»(‪.)3‬‬
‫وز ُ‬
‫يسجدَ‬
‫كنت آمرا أحدا أن ُ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬لو ُ‬
‫‪ -145‬وعنه ‪ ،‬عن ِّ‬
‫ِ‬
‫لزوجها»(‪.)4‬‬ ‫تسجدَ‬ ‫ٍ‬
‫ألمرت املرأ َة أن ُ‬
‫ُ‬ ‫ألحد‬
‫ٍ‬
‫تركت بعدي‬
‫ُ‬ ‫‪ -146‬وعن أسام َة بن زيد ‪ ،‬عن ِّ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬ما‬
‫الرجال من الن ِ‬
‫ِّساء»(‪.)5‬‬ ‫ِ‬ ‫أرض عىل‬
‫فتنة هي ُّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5067‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1523‬ومسلم (‪.)5036‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1521‬ومسلم (‪.)5456‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الرتمذي (‪.)5512‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)1426‬ومسلم (‪.)5704‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪67‬‬

‫(‪ )36‬باب النفقةِ على العِيالِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯗﯘﯙﯚﯛﯜ﴾ [البقرة‪ ،]533 :‬وقال تعاىل‪:‬‬


‫﴿ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮋ﴾ [الطالق‪ ،]7 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯼﯽﯾﯿﰀﰁ﴾ [سبأ‪.]32 :‬‬
‫دينار أن َفقتَه يف‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ٌ « :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -147‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ودينار أنفقتَه‬
‫ٌ‬ ‫ودينار تصدَّ قت به عىل ِمسكَّي‪،‬‬
‫ٌ‬
‫سبيل اهلل‪ ،‬ودينار أنفقتَه يف ٍ‬
‫رقبة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫أعظمها أجرا الذي أن َفقتَه عىل أهلِك»(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫عىل أهلِك‪،‬‬
‫ِ‬
‫صبح العبا ُد فيه إال‬‫النبي ﷺ قال‪« :‬ما من يو ِم ُي ُ‬
‫‪ -148‬وعنه ‪ ،‬أن َّ‬
‫عط م ِنفقا َخلفا‪ ،‬ويقول اآلخر‪ :‬اللهم ِ‬ ‫ِ‬
‫أعط‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫الله َّم َأ ُ‬ ‫ُ‬
‫فيقول أحدُ مها‪ُ :‬‬ ‫َملكان َي ِنزالن‪،‬‬
‫ممسكا تَلفا»(‪.)2‬‬
‫اليد السفىل‪،‬‬‫‪ -149‬وعنه ‪ ،‬عن النبي ﷺ قال‪« :‬اليدُ العليا خري من ِ‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫َعفف يعفه اهلل‪،‬‬ ‫ظهر غنى‪ ،‬ومن يست ِ‬ ‫ِ‬
‫الصدقة ما كان عن ِ‬ ‫وخري‬ ‫وابدأ بمن تَعول‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َغن ُيغنِه اهلل»(‪.)3‬‬
‫ومن َيست ِ‬

‫(‪ )37‬باب اإلنفاقِ مما حيبُّ ومن اجليدِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ﴾ [آل عمران‪ ]25 :‬وقال‬


‫تعاىل‪﴿ :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ‬
‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ﴾ [البقرة‪.]567 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)221‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5005‬ومسلم (‪.)5454‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)5052‬‬
‫‪ | 68‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫األنصار‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬كان أبو طلح َة ‪َ ‬‬
‫أكثر‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -151‬وعن‬
‫ِ‬
‫املسجد‬ ‫أحب أموالِه إليه َب ُريحا َء‪ ،‬وكانت مستقبل َة‬ ‫ماال من نخل‪ ،‬وكان‬ ‫باملدينة ً‬
‫ُّ‬
‫طيب‪ .‬قال أنس‪ :‬فلام َنز َلت‬ ‫ٍ‬ ‫دخلها ويرشب من ٍ‬
‫ماء فيها‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ َي ُ‬ ‫وكان‬
‫َ ُ‬
‫هذه اآلي ُة‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ﴾ [آل عمران‪ ]25 :‬قام أبو طلح َة إىل‬
‫سول اهلل‪ ،‬إن اهلل تعاىل يقول‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫رسول اهلل ﷺ فقال‪ :‬يا َر َ‬‫ِ‬
‫أحب مايل إ َّيل َب ُريحا َء‪ ،‬وإهنا صدق ٌة هلل تعاىل‪ ،‬أرجو‬
‫ﭗ﴾ [آل عمران‪ ]25 :‬وإن َّ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث َ‬
‫أراك اهلل‪ ،‬فقال‬ ‫سول اهلل ُ‬ ‫فضعها يا َر َ‬‫خرها عند اهلل‪َ ،‬‬‫بِ َّرها‪ ،‬و ُذ َ‬
‫لت‪ ،‬وإين أرى أن َجت َعلها‬
‫سمعت ما ُق َ‬
‫ُ‬ ‫مال رابِ ٌح‪ ،‬وقد‬
‫مال رابِ ٌح‪ ،‬ذلك ٌ‬
‫« َبخٍ ! ذلك ٌ‬
‫سول اهلل‪ ،‬ف َق َسمها أبو طلح َة يف ِ‬
‫أقاربِه‪،‬‬ ‫أفعل يا َر َ‬ ‫يف األَقربَّي» َ‬
‫فقال أبو طلح َة‪ُ :‬‬
‫عمه(‪.)1‬‬
‫وبني ِّ‬

‫(‪ )38‬باب وجوبِ أمرِ أهلِه وأوالدِه املميزين وسائرِ من يف رعيَّ ِته بطاعةِ اهلل‬
‫ٍّ عنه‬
‫تعاىل ونهيهِم عن املخالفةِ وتَأديبِهم ومنعِهم من ارتكابِ منهي‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ﴾ [طه‪ ،]535 :‬وقال تعاىل‪:‬‬


‫﴿ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ﴾ [التحريم‪.]6 :‬‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ِ‬
‫حجر‬ ‫عمر بن أيب سلم َة قال‪ُ :‬‬
‫كنت غال ًما يف‬ ‫‪ -151‬وعن َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا غُال ُم‪َ ،‬س ِّم اهلل تعاىل‪،‬‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الصحفة‪ ،‬فقال يل‬ ‫وكانت َيدي ت ُ‬
‫َطيش يف‬
‫عمتي بعدُ (‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وكل ب َيمينك‪ ،‬وكل مما َيليك» فام زالت تلك ط َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5065‬ومسلم (‪.)222‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1376‬ومسلم (‪.)5455‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪69‬‬

‫يقول‪« :‬ك ُّلكُم‬


‫رسول اهلل ﷺ ُ‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫‪ -152‬وعن ابن َ‬
‫ُ‬
‫والرجل را ٍع يف‬ ‫ومسؤول عن رع َّيتِه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫راعٍ‪ ،‬وك ُّلكم مسؤول عن رع َّيتِه‪ :‬اإلما ُم را ٍع‬
‫زوجها ومسؤولة عن رع َّيتِها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أهلِه ومسؤول عن رعيتِه‪ ،‬واملرأة راعي ٌة يف بيت‬
‫ومسؤول عن‬ ‫ٌ‬ ‫واخلاد ُم را ٍع يف مال س ِّي ِده ومسؤول عن رع َّيتِه‪ ،‬فك ُّلكُم را ٍع‬
‫رعيتِه»(‪.)1‬‬
‫ُ‬
‫رسول‬ ‫عيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جدِّ ه ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫عمرو بن ُش ٍ‬ ‫‪ -153‬وعن ِ‬
‫ِ‬
‫وارضبوهم عليها‪ ،‬وهم‬ ‫أبناء سب ِع سنَّي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اهلل ﷺ‪ُ « :‬مروا أوال َدكم بالصالة وهم ُ‬
‫ِ‬
‫املضاج ِع»(‪.)2‬‬ ‫أبناء ِ‬
‫عرش سنَّي‪ ،‬و َف ِّرقوا بينَهم يف‬ ‫ُ‬

‫(‪ )39‬باب حقِّ اجلارِ والوصيةِ به‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬


‫ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ‬
‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ﴾ [النساء‪.]36 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما َ‬
‫زال‬ ‫ُ‬ ‫عمر وعائش َة ‪ ،‬قاال‪ :‬قال‬ ‫‪ -154‬وعن ابن َ‬
‫َنت أنه س ُي َو ِّر ُثه»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫باجلار حتى َظن ُ‬ ‫ُ‬
‫جربيل عليه السالم يوصيني‬
‫ذر‪ ،‬إذا‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا أبا ٍّ‬ ‫ذر ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -155‬وعن أيب ٍّ‬
‫وتعاهد جريانَك»(‪.)4‬‬
‫َ‬ ‫َط َب َ‬
‫خت َمرقة‪ ،‬فأكثر ماءها‪،‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1544‬ومسلم (‪.)5252‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪.)021‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6450‬ومسلم (‪.)5650‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5651‬‬
‫‪ | 71‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫‪ -156‬وعن أيب هرير َة ‪ :‬أن النبي ﷺ قال‪« :‬واهلل ال ي ِ‬


‫ؤمن‪ ،‬واهلل ال‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫جاره‬ ‫ؤمن!» قيل‪ :‬من يا َر َ‬‫ؤمن‪ ،‬واهلل ال ي ِ‬‫ي ِ‬
‫سول اهلل؟ قال‪« :‬الذي ال َي َأم ُن ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بوائِقه»(‪.)1‬‬
‫ِ‬
‫املسلامت‪ ،‬ال‬ ‫ساء‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا ن َ‬ ‫‪ -157‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رسن ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫شاة»(‪.)2‬‬ ‫جلار ِِتا‪ ،‬ولو ف َ‬
‫َحتق َر َّن جار ٌة َ‬
‫جاره أن َي ِ‬
‫غرز‬ ‫جار َ‬
‫منع ٌ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َي ْ‬ ‫‪ -158‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫ني هبا‬ ‫يقول أبو هريرةَ‪ :‬ما يل أراكُم عنها معرضني! واهلل ِ‬
‫ألرم َّ‬ ‫ِ‬
‫جداره» ثم ُ‬ ‫خشبة يف‬
‫ُ‬
‫بني أكتافِكُم(‪.)3‬‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من كان يؤمن باهلل واليو ِم‬ ‫َ‬ ‫‪ -159‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫كرم ضي َفه‪ ،‬ومن كان‬ ‫اآلخر‪ ،‬فل ُي ِ‬
‫ِ‬ ‫يؤمن باهلل واليو ِم‬ ‫جاره‪ ،‬ومن كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫اآلخر‪ ،‬فال يؤذ َ‬
‫ِ‬
‫اآلخر‪ ،‬فلي ُقل خريا أو ليسكُت»(‪.)4‬‬ ‫يؤمن باهلل واليوم‬
‫جار ِ‬
‫ين‪،‬‬ ‫‪ -161‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬إن يل َ‬
‫فإىل أتهام أهدي؟ قال‪« :‬إىل أقرهبام ِ‬
‫منك بابا»(‪.)5‬‬ ‫َُ‬

‫(‪ )41‬باب برِّ الوالدين وصلةِ األرحامِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬


‫ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري عقب (‪ ،)6456‬ومسلم (‪.)06‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5166‬ومسلم (‪.)5434‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5063‬ومسلم (‪.)5642‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6536‬ومسلم (‪.)07‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪.)5512‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪70‬‬

‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ﴾ [النساء‪ ،]36 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬


‫ﭧ ﭨ﴾ [النساء‪ ،]5 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ﴾ اآلية‬
‫[الرعد‪ ،]55 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ﴾ [العنكبوت‪ ،]2 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ﴾ [اإلرساء‪ ،]50 - 53 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ﮃ ﮄ﴾ [لقامن‪.]50 :‬‬
‫ِ‬
‫العمل‬ ‫أي‬ ‫ٍ‬ ‫عبد اهلل ِ‬ ‫‪ -161‬وعن ِ‬
‫النبي ﷺ‪ُّ :‬‬ ‫سألت َّ‬
‫ُ‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫بن‬
‫أي؟ قال‪ُّ « :‬بر الوالِدين»‬ ‫ِ‬
‫الصال ُة عىل وقتها» قلت‪ :‬ثم ُّ‬
‫أحب إىل اهلل تعاىل؟ قال‪َّ « :‬‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫سبيل اهلل»(‪.)1‬‬ ‫أي؟ قال‪« :‬اجلها ُد يف‬
‫قلت‪ :‬ثم ُّ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال َجيزي ولدٌ‬ ‫‪ -162‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫والدا إال أن َجيِدَ ه مملوكا‪َ ،‬‬
‫فيشَت َيه ف ُيعت َقه»(‪.)2‬‬

‫اخللق‬
‫َ‬ ‫لق‬‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن اهلل تعاىل َخ َ‬‫ُ‬ ‫‪ -163‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬ ‫حم‪ ،‬فقالت‪ :‬هذا مقا ُم العائِ ِذ بك من‬
‫القطيعة‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫حتى إذا فر َغ منهم قامت َّ‬
‫الر ُ‬
‫وأقطع من َقط َعك؟ قالت‪َ :‬بىل‪ ،‬قال‪ :‬فذلِك‬ ‫َ‬
‫أص َل من وص ِ‬
‫لك‪،‬‬ ‫َ َ‬
‫َرضَّي أن ِ‬‫َن َعم‪ ،‬أما ت َ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬اقرؤوا إن شئتُم‪﴿ :‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬ ‫لك» ثم قال‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5725‬ومسلم (‪.)537‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5154‬‬
‫‪ | 72‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ﴾‬
‫[حممد‪.)1(»]53 - 55 :‬‬
‫فقال‪ :‬يا َر َ‬
‫سول‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ َ‬ ‫رجل إىل‬‫‪ -164‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬جا َء ٌ‬
‫َ‬
‫أدناك‬ ‫أباك‪ ،‬ثم‬ ‫ِ‬
‫الصحبة؟ قال‪ُّ « :‬أمك‪ ،‬ثم ُّأمك‪ ،‬ثم ُّأمك‪ ،‬ثم َ‬ ‫ِ‬
‫بحسن‬ ‫أحق‬
‫اهلل‪ ،‬من ُّ‬
‫َ‬
‫أدناك»(‪.)2‬‬

‫ثم‬ ‫أنف‪ ،‬ثم َر ِغم ُ‬


‫أنف‪َّ ،‬‬ ‫رغ َم ُ‬‫‪ -165‬وعنه ‪ ،‬عن النبي ﷺ قال‪ِ « :‬‬
‫ِّ‬
‫دخل اجلن َة»(‪.)3‬‬ ‫أبويه عند الكِرب‪ ،‬أحدَ مها أو كِ ِ‬
‫ليهام فلم َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫أدرك‬ ‫َر ِغ َم ُ‬
‫أنف من َ‬
‫بسط له‬
‫أحب أن ُي َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من‬ ‫أنس ‪ :‬أن‬ ‫‪ -166‬وعن ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رمحه»(‪.)4‬‬
‫أثره‪ ،‬فل َيصل َ‬ ‫يف ِرزقه‪ ،‬و ُي َ‬
‫نسأ له يف ِ‬

‫بي اهلل ﷺ‬ ‫أقبل ٌ‬


‫عمرو ‪ ،‬قال‪َ :‬‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬ ‫‪ -167‬وعن ِ‬
‫رجل إىل ن ِّ‬
‫فهل ِمن‬
‫األجر من اهلل تعاىل‪ .‬قال‪َ « :‬‬ ‫َ‬
‫واجل ِ‬
‫هاد أبتغي‬ ‫ِ‬
‫اهلجرة ِ‬ ‫فقال‪ :‬أباي ُعك عىل‬
‫األجر من اهلل تعاىل؟»‬
‫َ‬ ‫والِدَ يك أحدٌ حي؟» قال‪ :‬نعم‪ ،‬بل كالمها‪ .‬قال‪« :‬فتَبتَغي‬
‫فأ ِ‬
‫حسن ُصح َبت َُهام»(‪.)5‬‬ ‫فارجع إىل والِدَ يك‪َ ،‬‬
‫قال‪َ :‬ن َعم‪ .‬قال‪ِ « :‬‬
‫ِ‬
‫الواص َل‬ ‫ِ‬
‫باملكاىفء‪ ،‬ولكن‬ ‫ُ‬
‫الواصل‬ ‫ليس‬
‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬‬
‫‪ -168‬وعنه‪ ،‬عن ِّ‬
‫محه َو َص َلها»(‪.)6‬‬ ‫ِ‬
‫الذي إذا ُقط َعت ر ُ‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ )1227‬و (‪ ،)1222‬ومسلم (‪.)5110‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1275‬ومسلم (‪.)5102‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5115‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5467‬ومسلم (‪.)5117‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)3440‬ومسلم (‪.)5102‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه البخاري (‪.)1225‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪73‬‬

‫الرحم ُمعلق ٌة‬


‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -169‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫وص َله اهلل‪ ،‬ومن َق َط َعني؛ َقط َعه اهلل»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫بالعرش تقول‪ :‬من َو َصلني؛ َ‬
‫احلارث ‪ ،‬أهنا أع َت َقت وليد ًة ومل تَست ِ‬
‫َأذن‬ ‫ِ‬ ‫‪ -171‬وعن ميمون َة ِ‬
‫بنت‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬أين‬ ‫دور عليها فيه‪ ،‬قالت‪َ :‬أش َع َ‬
‫رت يا‬ ‫النبي ﷺ فلام كان يو ُمها الذي َي ُ‬
‫َّ‬
‫لت؟» قالت‪ :‬نَعم‪ .‬قال‪« :‬أما إنك لو َأع َطيتِها‬ ‫أعتقت وليديت؟ قال‪« :‬أو َفع ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ألجرك»(‪.)2‬‬ ‫أعظم‬
‫َ‬ ‫أخوا َلك كان‬

‫عل أمي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫‪ -171‬وعن أسام َء بنت أيب بكر الصديق ‪ ،‬قالت‪ :‬قد َم ْت َّ‬
‫عل‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وهي مرشك ٌة يف ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ قلت‪ :‬قد َمت َّ‬ ‫َيت‬‫رسول اهلل ﷺ فاستَفت ُ‬ ‫عهد‬
‫أفأص ُل أ ِّمي؟ قال‪« :‬نَعم‪ِ ،‬صيل َّأم ِك»(‪.)3‬‬
‫أمي وهي راغب ٌة‪ِ ،‬‬

‫قن‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬تصدَّ َ‬ ‫الثقفية ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬ ‫زينب‬
‫َ‬ ‫‪ -172‬وعن‬
‫ٍ‬
‫مسعود‪ ،‬فقلت‬ ‫عت إىل ِ‬
‫عبد اهلل بن‬ ‫فرج ُ‬ ‫ِ‬
‫معرش النساء‪ ،‬ولو من ُحل ِّيكُن»‪ ،‬قالت‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫يا‬
‫بالصدقة فأتِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أمرنا‬
‫رسول اهلل ﷺ قد َ‬ ‫َ‬ ‫اليد‪ ،‬وإن‬ ‫ذات ِ‬
‫فيف ِ‬ ‫رجل َخ ُ‬ ‫له‪ :‬إنك ٌ‬
‫وإال رصفتُها إىل ِ‬
‫غريكم‪ .‬فقال عبدُ اهلل‪ :‬بل‬ ‫فاس َأل ُه‪ ،‬فإن كان ذلك ُجيزى ُء عني‪َ َّ ،‬‬
‫حاجتي‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ِ‬
‫األنصار بباب‬ ‫ائتِيه أنت‪ ،‬فان َط َل َقت‪ ،‬فإذا امرأ ٌة من‬
‫فخرج علينا ٌ‬
‫بالل‪ ،‬فقلنا له‪:‬‬ ‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قد ُأ ِلق َيت عليه املهاب ُة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حاج ُتها‪ ،‬وكان‬
‫َ‬
‫بالباب تَسأالنِك‪ :‬أَتزي ُء الصدق ُة عنهام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فأخربه أن امرأتَني‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ِ‬
‫ائت‬
‫فدخل ٌ‬
‫بالل عىل‬ ‫َ‬ ‫جورمها؟ وال ُخت ِربه من نحن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫أزواج ِهام وعىل أيتا ٍم يف ُح ِ‬ ‫عىل‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1222‬ومسلم (‪.)5111‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5125‬ومسلم (‪.)222‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5654‬ومسلم (‪.)5443‬‬
‫‪ | 74‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫األنصار‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من مها؟» قال‪ :‬امرأ ٌة من‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ فسأله‪ ،‬ف َ‬
‫قال له‬
‫ُ‬
‫رسول‬ ‫ب؟» قال‪ :‬امرأ ُة ِ‬
‫عبد اهلل‪ ،‬فقال‬ ‫أي الزيانِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ينب‪َ .‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ُّ « :‬‬ ‫فقال‬ ‫وز ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الصدقة»(‪.)1‬‬ ‫جر‬ ‫اهلل ﷺ‪« :‬هلا أجران‪ :‬أجر ال َق ِ‬
‫رابة‪َ ،‬‬
‫وأ ُ‬ ‫ُ‬
‫مِص‪،‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ستَفتَحون َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -173‬وعن أيب َذ ٍّر ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ورمحا»(‪.)2‬‬
‫القرياط‪ ،‬فاستوصوا بأهلها خريا؛ فإن هلم ذمة َ‬ ‫وهي أر ٌض ُي َّ‬
‫سمى فيها‬

‫‪ -174‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬ملا نَز َلت هذه اآلية‪﴿ :‬ﭿ ﮀ‬
‫ص‪،‬‬ ‫ريشا‪ ،‬فاجت ََمعوا ف َع َّم َ‬
‫وخ َّ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُق ً‬ ‫ﮁ ﮂ﴾ [الشعراء‪ ]550 :‬دعا‬
‫ٍ‬
‫كعب‪،‬‬ ‫النار‪ ،‬يا بني ُمر َة بن‬ ‫َعب بن ُلؤي‪ِ ،‬‬
‫أنقذوا أن ُف َسكُم من ِ‬ ‫وقال‪« :‬يا بني ك ِ‬
‫أنقذوا أن ُف َسكم من ِ‬
‫النار‪ ،‬يا بني‬ ‫مناف‪ِ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫النار‪ ،‬يا بني ِ‬
‫عبد‬ ‫أنقذوا أن ُف َسكم من ِ‬
‫املطلب‪ ،‬أنقذوا أن ُف َسكم من ِ‬
‫النار‪ ،‬يا‬ ‫ِ‬ ‫النار‪ ،‬يا بني ِ‬
‫عبد‬ ‫أنقذوا أن ُف َسكم من ِ‬‫هاشمٍ‪ِ ،‬‬

‫النار‪ ،‬فإين ال َأملِك لكم من اهلل شيئا‪ ،‬غ َري أن لكم َرمحا‬
‫نفسك من ِ‬ ‫فاطم ُة‪ ،‬أنقذي َ‬
‫سأ ُب ُّلها ب َبالهلا»(‪.)3‬‬

‫(‪ )41‬باب حتريمِ العُقوقِ وقَطيعةِ الرحمِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬


‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ﴾ [حممد‪ ،]53 - 55 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5066‬ومسلم (‪.)5444‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5103‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)540‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪75‬‬

‫ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ [الرعد‪ ،]51 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮖ ﮗ ﮘ‬


‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ﴾ [اإلرساء‪.]50 - 53 :‬‬
‫ِ‬
‫بأكرب‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬أال ُأن ِّبئكم‬
‫ُ‬ ‫‪ -175‬وعن أيب بكر َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫قوق الوالدين»‬ ‫ُ‬
‫اإلَشاك باهلل‪ ،‬و ُع ُ‬ ‫سول اهلل‪ ،‬قال‪« :‬‬ ‫ِ‬
‫الكبائر؟» ‪-‬ثال ًثا‪ُ -‬قلنا‪ :‬بىل‪ ،‬يا َر َ‬
‫كررها حتى‬
‫زال ُي ِّ‬ ‫ِ‬
‫الزور» فام َ‬ ‫وشهاد ُة‬ ‫ِ‬
‫الزور َ‬ ‫فجلس‪ ،‬فقال‪« :‬أال ُ‬
‫وقول‬ ‫َ‬ ‫وكان ُمتَّك ًئا‬
‫كت(‪.)1‬‬
‫قلنا‪ :‬ليتَه َس َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من‬ ‫َ‬ ‫عمرو ‪ ،‬أن‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬ ‫‪ -176‬وعن ِ‬
‫ُ‬
‫الرجل والدَ يه؟! قال‪:‬‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬وهل َيشتِ ُم‬‫َ‬ ‫الرجل والِدَ يه» قالوا‪ :‬يا‬
‫ِ‬ ‫تم‬ ‫ِ‬
‫الكبائ ِر َش ُ‬
‫فيسب َّأمه»(‪.)2‬‬
‫ُّ‬ ‫ويسب َّأمه؛‬
‫ُّ‬ ‫ب أباه‪،‬‬
‫فيس ُّ‬
‫الرجل؛ ُ‬‫ِ‬ ‫ب أبا‬‫«نَعم‪َ ،‬ي ُس ُّ‬
‫ِ‬
‫يدخل‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال‬ ‫بري بن م ِ‬
‫طعم ‪ ،‬أن‬ ‫‪ -177‬وعن ُج ِ‬
‫ُ‬
‫قاطع رح ٍم(‪.)3‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫سفيان يف روايته‪َ :‬يعني‪:‬‬ ‫قاطع» قال‬
‫ٌ‬ ‫اجلنة‬

‫إن اهلل َح َّرم‬


‫النبي ﷺ قال‪َّ « :‬‬ ‫ِ‬
‫املغرية بن شعب َة ‪ ،‬عن‬ ‫‪ -178‬وعن‬
‫ِّ‬
‫قيل َ‬
‫وقال‪،‬‬ ‫وكر َه لكم‪َ :‬‬ ‫ِ‬
‫البنات‪ِ ،‬‬ ‫األمهات‪ ،‬ومنعا وها ِ‬
‫ت‪ ،‬ووأ َد‬ ‫ِ‬ ‫عليكُم‪ُ :‬ع َ‬
‫قوق‬
‫السؤال‪ ،‬وإضاع َة ِ‬
‫املال»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬ ‫وكثر َة‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5610‬ومسلم (‪.)503‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1273‬ومسلم (‪.)24‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1220‬ومسلم (‪.)5116‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)1271‬ومسلم (‪.)123‬‬
‫‪ | 76‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )42‬باب فضلِ برِّ أصدِقاءِ األبِ واألمِّ واألقاربِ والزوجةِ‬


‫وسائرِ من يُندبُ إكرامُه‬

‫الرب أن َي َ‬
‫صل‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬أ َب ُّر ِّ‬
‫َّ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬
‫‪ -179‬وعن ابن َ‬
‫الر ُ‬
‫جل ُو َّد أبيه»(‪.)1‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫النبي ﷺ‬ ‫رت عىل أحد من نساء ِّ‬ ‫‪ -181‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬ما ِغ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ما ِغ ُ‬
‫كرها‪ ،‬ور َّبام َذ َ‬
‫بح‬ ‫قط‪ ،‬ولكن كان ُيكث ُر ذ َ‬ ‫رت عىل َخدجي َة ‪ ،‬وما َرأيتُها ُّ‬
‫صدائق َخدجي َة‪ ،‬فربام قلت له‪ :‬كأن مل َيكُن‬ ‫ِ‬ ‫الشاةَ‪ ،‬ثم ُي َق ِّطعها أعضا ًء‪ ،‬ثم َيبع ُثها يف‬
‫فيقول‪َّ « :‬إَّنا كانَت وكانت‪ ،‬وكان يل ِمنها َولدٌ »‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يف الدنيا امرأة َّإال َخدجي ُة!‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل‬ ‫أخت خدجي َة عىل‬ ‫ٍ‬
‫خويلد ُ‬ ‫رواية‪ :‬قالت‪ :‬استَأ َذنَت هال ُة ُ‬
‫بنت‬ ‫ٍ‬ ‫ويف‬
‫بنت ُخ ٍ‬
‫ويلد»(‪.)2‬‬ ‫الله َّم هال َة َ‬ ‫استئذان َخدجي َة‪،‬‬
‫َ‬
‫فارتاح لذلك‪ ،‬فقال‪ُ « :‬‬
‫َ‬ ‫رف‬
‫ﷺ ف َع َ‬

‫(‪ )43‬باب إكرامِ أهلِ بيتِ َرسولِ اهلل ﷺ وبيانِ فضلِهم‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬


‫ﮐ﴾ [األحزاب‪ ،]33 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ﴾ [احلج‪.]35 :‬‬

‫وعمرو بن‬
‫ُ‬ ‫صني بن سربةَ‪،‬‬
‫وح ُ‬ ‫‪ -181‬وعن َيزيدَ بن َحيان‪ ،‬قال‪ :‬ان َط َل ُ‬
‫قت أنا ُ‬
‫زيد بن أر َق َم ‪ ،‬فلام َج َلسنا إليه قال له ُحصني‪ :‬لقد َل َ‬
‫قيت يا زيدُ‬ ‫مسل ٍم إىل ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5115‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3252‬ومسلم (‪.)5031‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪77‬‬

‫وص َّليت خل َفه‪،‬‬ ‫عت َحدي َثه‪ ،‬و َغ َ‬ ‫ِ‬ ‫رأيت ر َ‬


‫زوت معه‪َ ،‬‬ ‫وسم َ‬ ‫سول اهلل ﷺ‬ ‫كثريا‪َ ،‬‬
‫خريا ً‬ ‫ً‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪ :‬يا‬ ‫ِ‬ ‫عت من‬ ‫قيت يا زيدُ خريا كثريا‪ ،‬حدِّ ثنا يا زيدُ ما ِ‬
‫سم َ‬ ‫لقد َل َ‬
‫ً َ‬ ‫ً‬
‫كنت أعي من‬ ‫بعض الذي ُ‬ ‫ونسيت َ‬ ‫ُ‬ ‫اب َن أخي‪ ،‬واهلل لقد كربت ِسنِّي‪ ،‬وقد َم َعهدي‪،‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل‬ ‫سول اهلل ﷺ فام َحدَّ ث ُتكُم‪ ،‬فاق َبلوا‪ ،‬وما ال فال تُك ِّلفونيه‪ .‬ثم قال‪ :‬قا َم‬ ‫ر ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُخا بني مك َة‬ ‫ٍ‬
‫فحمد اهلل‪ ،‬وأثنى عليه‪،‬‬ ‫واملدينة‪،‬‬ ‫ﷺ يو ًما فينا َخطي ًبا بامء ُيدعى ُ ًّ‬
‫ُ‬
‫رسول‬ ‫يأيت‬
‫يوشك أن َ‬ ‫ُ‬ ‫برش‬ ‫وو َع َظ و َذكَّر‪ ،‬ثم قال‪« :‬أما بعدُ ‪ ،‬أال أَيا ُ‬
‫الناس‪ ،‬فإنام أنا ٌ‬
‫فخذوا‬ ‫والنور‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫كتاب اهلل‪ ،‬فيه ُاهلدى‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫تارك فيكم َث َقلَّي‪َّ :‬أوهلام‬ ‫جيب‪ ،‬وأنا‬
‫فأ َ‬ ‫ريب ُ‬
‫كتاب اهلل‪ ،‬ور َّغب فيه‪ ،‬ثم قال‪ُ « :‬‬
‫وأهل‬ ‫ِ‬ ‫فحث عىل‬ ‫َّ‬ ‫َمسكوا به»‬ ‫بكتاب اهلل‪ ،‬واست ِ‬
‫ِ‬
‫أهل بيتي‪ُ ،‬أذك ُِّركم اهلل يف ِ‬
‫أهل بيتي» فقال له ُحصني‪ :‬ومن‬ ‫بيتي‪ُ ،‬أ َذك ُِّركم اهلل يف ِ‬
‫أهل بيتِه‪ ،‬ولكن ُ‬
‫أهل‬ ‫أهل بيتِه يا زيدُ ‪ ،‬أليس نِساؤه من أهل بيتِه؟ قال‪ :‬نساؤه من ِ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫عل‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫عقيل‪ ،‬وآل‬ ‫وآل‬ ‫بيته من ُحر َم الصدق َة بعدَ ه‪ ،‬قال‪ :‬و َمن ُهم؟ قال‪ُ :‬هم ُآل ٍّ‬
‫كل هؤالء ُح ِر َم الصدق َة؟ قال‪َ :‬ن َعم(‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫عباس‪ .‬قال‪ُّ :‬‬ ‫ٍ‬
‫جعفر‪ُ ،‬‬
‫وآل‬

‫(‪ )44‬باب تَوقريِ العُلماءِ والكبارِ وأهلِ الفضلِ وتقدميِهم على غريِهم‬
‫ورفعِ َمجالِ ِسهم وإظهارِ مزِيَّ ِتهم‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ﴾‬


‫[الزمر‪.]2 :‬‬

‫يؤ ُّم‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬‬ ‫البدري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬
‫مسعود‬ ‫‪ -182‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫بالسنة‪ ،‬فإن كانوا‬ ‫ِ‬
‫القراءة سواء‪ ،‬فأع َل ُمهم‬ ‫ِ‬
‫لكتاب اهلل‪ ،‬فإن كانوا يف‬ ‫القو َم أقرؤُ ُهم‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5042‬‬


‫‪ | 78‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫فأقدمهم ِسنًّا‪ ،‬وال‬


‫ُ‬
‫ِ‬
‫اهلجرة سواء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫السنة سواء‪ ،‬فأقدَ ُمهم هجرة‪ ،‬فإن كانوا يف‬ ‫يف‬
‫َكرمتِه إال بإذنِه»(‪.)1‬‬
‫الرجل يف سلطانِه‪ ،‬وال َيق ُعد يف بيتِه عىل ت ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الرجل‬ ‫َي ُؤ َّمن‬

‫مع بني الرجلني من قتىل‬


‫النبي ﷺ كان َجي ُ‬
‫جابر ‪ :‬أن َّ‬ ‫‪ -183‬وعن ٍ‬
‫ِ‬ ‫أحد ‪-‬يعني‪ :‬يف ال َق ِرب‪ -‬ثم ُ‬ ‫ٍ‬
‫أكثر أخذا للقرآن؟» فإذا ُأ َ‬
‫شري له إىل‬ ‫يقول‪ُّ « :‬أَيام ُ‬
‫أحدمها قدَّ مه يف ال َّل ِ‬
‫حد(‪.)2‬‬ ‫ِ‬

‫أتسوك‬
‫َّ‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬أراين يف املنا ِم‬
‫عمر ‪ :‬أن َّ‬ ‫‪ -184‬وعن ابن َ‬
‫األصغر‪َ ،‬‬ ‫الس َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫فقيل‬ ‫َ‬ ‫واك‬ ‫لت ِّ‬
‫فناو ُ‬
‫اآلخر‪َ ،‬‬ ‫فجاءين رجالن‪ ،‬أحدُ ُمها ُ‬
‫أكرب من‬ ‫َ‬ ‫بسواك‪،‬‬
‫ِ‬
‫األكرب منهام»(‪.)3‬‬ ‫كرب‪ ،‬فدَ فعتُه إىل‬‫يل‪ِّ :‬‬
‫ِ‬
‫إجالل‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن من‬‫ُ‬ ‫‪ -185‬وعن أيب موسى ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫وحامل القرآن ِ‬
‫غري الغايل فيه‪ ،‬واجلايف عنه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشيبة املسلمِ‪،‬‬ ‫اهلل تعاىل‪ :‬إكرا َم ذي‬
‫ط»(‪.)4‬‬ ‫املقس ِ‬
‫السلطان ِ‬
‫ِ‬ ‫وإكرا َم ذي‬
‫ُ‬
‫رسول‬ ‫‪ -186‬وعن ِ‬
‫عمرو بن ُشعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جدِّ ه ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫َشف ك ِ‬
‫َبرينا»(‪.)5‬‬ ‫عرف‬
‫غرينا‪ ،‬و َي ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يرحم َص َ‬
‫اهلل ﷺ‪« :‬ليس منا من مل َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)673‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)5303‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪ ،)5575‬وعلقه البخاري (‪.)506‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪.)0203‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5254‬وأبو داود (‪.)0203‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪79‬‬

‫(‪ )45‬باب زيارةِ أهلِ اخلَ ِ‬


‫ري وجمالَستِهم وصُحبتِهم وحمبَّ ِتهم وطلبِ زيارتِهم‬
‫والدعاءِ منهم وزيارةِ املواضعِ الفاضلة‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬


‫ﯶ ﯷ ﯸ﴾ إىل قوله تعاىل‪﴿ :‬ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ﴾ [الكهف‪،]66 - 64 :‬‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ﴾‬
‫[الكهف‪.]52 :‬‬
‫ِ‬
‫وفاة‬ ‫لعمر ‪ ‬بعد‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال أبو ٍ‬
‫بكر‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -187‬وعن‬
‫َ‬
‫َزورها كام كان َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سول اهلل ﷺ‬ ‫َرسول اهلل ﷺ‪ :‬ان َطلق بنا إىل أ ِّم أيم َن ‪ ‬ن ُ‬
‫يزورها‪ ،‬فلام انتَهيا إليها‪ ،‬بكَت‪ ،‬فقاال هلا‪ :‬ما ي ِ‬
‫بكيك؟ أما تَع َلمني أن ما عندَ اهلل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫خري َلرسول اهلل ﷺ؟ فقالت‪ :‬إين ال أبكي ِّأين ال أع َل ُم أن ما عندَ اهلل تعاىل ٌ‬
‫خري‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫سول اهلل ﷺ‪ ،‬ولكن َأبكي أن‬ ‫لر ِ‬
‫الوحي قد ان َق َطع من السامء‪َ ،‬‬
‫فه َّي َجتْهام عىل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فجعال َيبكِيان معها(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫البكاء‪َ ،‬‬
‫زار أخا له يف‬‫أن رجال َ‬ ‫النبي ﷺ‪َّ « :‬‬
‫‪ -188‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫فأرصدَ اهلل تعاىل عىل َمدرجته َم َلكا‪ ،‬فلام أتى عليه‪ ،‬قال‪َ :‬‬
‫أين تُريدُ ؟‬ ‫َ‬ ‫قرية أخرى‪،‬‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫غري‬
‫َرهبا؟ قال‪ :‬ال‪َ ،‬‬ ‫قال‪ُ :‬أريدُ أخا يل يف هذه القرية‪ ،‬قال‪ :‬هل لك َعليه من نعمة ت ُّ‬
‫بأن اهلل قد أح َّبك كام أح َببتَه فيه»(‪.)2‬‬
‫إليك َّ‬ ‫أين أح َببتُه يف اهلل‪ ،‬قال‪ :‬فإين َر ُ‬
‫سول اهلل َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5010‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5167‬‬
‫‪ | 81‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬إنَّام َم ُ‬


‫ثل‬ ‫َّ‬ ‫األشعري ‪ ‬أن‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -189‬وعن أيب موسى‬
‫ِ‬
‫املسك‪:‬‬ ‫ُ‬
‫فحامل‬ ‫ِ‬
‫الكري‪،‬‬ ‫ِ‬
‫املسك‪ ،‬ونافخِ‬ ‫ِ‬
‫كحامل‬ ‫ِ‬
‫السوء‪،‬‬ ‫الصالح وجليس‬
‫ِ‬ ‫اجل ِ‬
‫ليس‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الكري‪َّ :‬إما أن‬ ‫ونافخ‬
‫ُ‬ ‫َبتاع منه‪ ،‬وإما أن َجتدَ منه رحيا طيبة‪،‬‬
‫وإما أن ت َ‬ ‫َّإما أن ُحيذ َيك‪َّ ،‬‬
‫وإما أن َجتدَ منه رحيا ُمنتِنة»(‪.)1‬‬ ‫َحي َ‬
‫رق ثيا َبك‪َّ ،‬‬
‫سعيد اخلدري ‪ ‬عن النبي ﷺ قال‪« :‬ال ت ِ‬
‫ُصاحب‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -191‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫طعامك إال تقي»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫إال ُمؤمنا‪ ،‬وال يأكُل‬
‫ُ‬
‫الرجل عىل دين‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -191‬وعن أيب هرير َة ‪ :‬أن‬
‫َخليلِه‪ ،‬فلين ُظر أحدُ كُم من ُُيالِل»(‪.)3‬‬

‫للنبي‬
‫ِّ‬ ‫النبي ﷺ قال‪َ :‬‬
‫قيل‬ ‫األشعري ‪ :‬أن َّ‬
‫ِّ‬ ‫‪ -192‬وعن أيب موسى‬
‫ب»(‪.)4‬‬
‫أح َّ‬
‫مع َمن َ‬
‫املرء َ‬
‫لحق هبم؟ قال‪ُ « :‬‬
‫حيب القو َم وملا َي َ‬ ‫ُ‬
‫الرجل ُّ‬ ‫ﷺ‪:‬‬

‫عادن‬
‫الناس َم ُ‬ ‫النبي ﷺ قال‪ُ « :‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -193‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫خيارهم يف اإلسال ِم إذا ف ُقهوا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اجلاهلية‬ ‫خيار ُهم يف‬ ‫والف ِ‬
‫ضة‪،‬‬ ‫هب ِ‬‫الذ ِ‬ ‫ِ‬
‫كمعادن َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َعارف منها ائ َت َلف‪ ،‬وما تناك ََر منها اخ َت َلف»(‪.)5‬‬
‫َ‬ ‫واألرواح جنو ٌد ُُمنَّدةٌ‪ ،‬فام ت‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1130‬ومسلم (‪.)5652‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0235‬والرتمذي (‪.)5321‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0233‬والرتمذي (‪.)5372‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6574‬ومسلم (‪.)5605‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)5632‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪80‬‬

‫(‪ )46‬باب فضلِ احلُبِّ يف اهلل واحلَثِّ عليه وإعالمِ الرجلِ من حيبِّه‪ ،‬أنه حيبِّه‪،‬‬
‫وماذا يَقولُ له إذا أعلَمه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ﴾ [الفتح‪:‬‬


‫ِ‬
‫السورة‪ ،‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬ ‫‪ ]52‬إىل آخر‬
‫ﯮ ﯯ﴾ [احلرش‪.]2 :‬‬
‫النبي ﷺ قال‪ٌ « :‬‬
‫ثالث من ك َُّن فيه وجد‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -194‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ،‬عن‬
‫املرء ال‬
‫ب َ‬ ‫ُ‬
‫سوامها‪ ،‬وأن ُحي َّ‬ ‫أحب إليه مما‬‫َّ‬ ‫كون اهلل ورسو ُله‬
‫هبن حالو َة اإليامن‪ :‬أن َي َ‬ ‫َّ‬
‫ف يف‬ ‫ِ‬
‫الكفر بعد أن أنقذ ُه اهلل منه‪ ،‬كام يكر ُه أن ُي َ‬
‫قذ َ‬ ‫حي ُّبه َّإال هلل‪ ،‬وأن َيكره أن يعو َد يف‬
‫ِ‬
‫النار»(‪.)1‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن اهلل تعاىل‬ ‫‪ -195‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫بجاليل؟ اليو َم ُأظ ُّلهم يف ظيل يو َم ال َّ‬
‫ظل إال‬ ‫ِ‬ ‫َي ُ‬
‫قول يو َم القيامة‪ :‬أين املتَحابون َ‬
‫ظيل»(‪.)2‬‬
‫ِ‬
‫األنصار‪:‬‬ ‫النبي ﷺ أنه َ‬
‫قال يف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫عازب ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫الرباء بن‬ ‫‪ -196‬وعن‬
‫منافق‪ ،‬من أح َّبهم أح َّبه اهلل‪ ،‬ومن أبغ ََضهم‬
‫ٌ‬ ‫«ال ُحيبهم إال مؤمن‪ ،‬وال ي ِ‬
‫بغ ُضهم إال‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬
‫أبغ ََضه اهلل»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)56‬ومسلم (‪.)03‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5166‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)3723‬ومسلم (‪.)71‬‬
‫‪ | 82‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬قال اهلل عز‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫معاذ ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫‪ -197‬وعن ٍ‬

‫والشهداء»(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫وجل‪ :‬املتحابون يف جاليل‪ ،‬هلم منابِ ُر من ٍ‬
‫نور يغبِ ُطهم النبيون‬

‫دخلت مسجدَ دمشق‪ ،‬فإذا‬ ‫ُ‬ ‫إدريس اخلوالين ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -198‬وعن أيب‬
‫وصدَ روا عن‬ ‫ٍ‬ ‫فتًى ُ‬
‫الناس معه‪ ،‬فإذا اختلفوا يف يشء‪ ،‬أسندوه إليه‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫براق الثنايا وإذا‬
‫ِ‬ ‫بن ٍ‬ ‫ِ‬
‫رت‪،‬‬
‫هج ُ‬ ‫جبل ‪ ،‬فلام كان من الغد‪َّ ،‬‬ ‫فسألت عنه‪ ،‬فقيل‪ :‬هذا معا ُذ ُ‬ ‫ُ‬ ‫رأيه‪،‬‬
‫بالتهجري‪ ،‬ووجدتُه يصل‪ ،‬فانتظرتُه حتى قىض صالتَه‪ ،‬ثم‬ ‫ِ‬ ‫فوجدتُه قد سبقني‬
‫مت عليه‪ ،‬ثم قلت‪ :‬واهلل‪ ،‬إين ألح ُّبك هلل‪ ،‬فقال‪ :‬آهلل؟‬ ‫جهه‪ ،‬فس َّل ُ‬ ‫جئتُه من ِق َب ِل و ِ‬
‫ِ‬
‫فأخذين بحبوة ِردائي‪َ ،‬‬
‫فج َب َذين إليه‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫فقلت‪ :‬اهلل‪ ،‬فقال‪ :‬آهلل؟ فقلت‪ :‬اهلل‪،‬‬
‫رسول اهلل ﷺ يقول‪« :‬قال اهلل تبارك وتعاىل‪ :‬وج َبت حم َّبتي‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫أبرش! فإين‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫واملتباذلَّي َّيف»(‪.)2‬‬ ‫للمتحا ِّبَّي َّيف‪ ،‬واملتجالِسَّي َّيف‪ ،‬واملتزاورين َّيف‪،‬‬

‫أحب‬ ‫‪ -199‬وعن املقدا ِم بن َمعدي ك َِرب ‪ ‬عن ِّ‬


‫النبي ﷺ قال‪« :‬إذا َّ‬
‫الرجل أخاه‪ ،‬فل ُي ِ‬
‫خربه أنه حي ُّبه»(‪.)3‬‬ ‫ُ‬
‫أخذ ِ‬
‫بيده‪ ،‬وقال‪« :‬يا معا ُذ‪،‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ َ‬ ‫َ‬ ‫معاذ ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -211‬وعن‬
‫اللهم‬ ‫ٍ‬
‫صالة تقول‪:‬‬ ‫واهلل‪ ،‬إين ألح ُّبك» فقال‪« :‬أوصيك يا معا ُذ‪ ،‬ال تد َع َّن يف ُد ِبر ِّ‬
‫كل‬
‫َّ‬
‫سن عبادتِك»(‪.)4‬‬ ‫وح ِ‬
‫كرك‪ُ ،‬‬‫وش ِ‬
‫ذكرك‪ُ ،‬‬ ‫أعني عىل ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي (‪.)5324‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أمحد ‪.)55434( 312/36‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1550‬والرتمذي (‪.)5325‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5155‬والنسائي(‪.)5343‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪83‬‬

‫(‪ )47‬باب عالماتِ حبِّ اهلل تعاىل العبد واحلثِّ على التخلُّ ِق بها‬
‫والسعيِّ يف حتصيلها‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ‬


‫ﭻ ﭼ ﭽ﴾ [آل عمران‪ ،]35 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮣﮤ ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ‬
‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ﴾ [املائدة‪.]10 :‬‬

‫أحب اهلل تعاىل‬


‫َّ‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬إذا‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -211‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫ُ‬
‫جربيل‪ ،‬فينادي‬ ‫حيب فالنا‪ ،‬فأحبِب ُه‪ ،‬ف ُيحبه‬ ‫َ‬
‫جربيل‪ :‬إن اهلل تعاىل ُّ‬ ‫العبدَ ‪ ،‬نادى‬
‫ِ‬
‫السامء‪ ،‬ثم َ‬
‫يوض ُع له‬ ‫حيب فالنا‪ ،‬فأحبوه‪ ،‬فيُحبه أهل‬ ‫ِ‬ ‫جربيل يف ِ‬
‫ُ‬
‫أهل السامء‪ :‬إن اهلل ُّ‬
‫ِ‬
‫األرض»(‪.)1‬‬ ‫ُ‬
‫القبول يف‬
‫ٍ‬
‫رسية‪،‬‬ ‫بعث َر ً‬
‫جال عىل‬ ‫رسول اهلل ﷺ َ‬‫َ‬ ‫‪ -212‬وعن عائش َة ‪ :‬أن‬
‫فيختم بـ ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾‪ ،‬فلام رجعوا ُذكِ َر‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫صالهتم‬ ‫فكان يقر ُأ ألصحابِه يف‬
‫ألهنا‬ ‫ٍ‬ ‫لرسول اهلل ﷺ َ‬ ‫ِ‬
‫يصنع ذلك؟» فسألوه‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬
‫ُ‬ ‫يشء‬ ‫ألي‬
‫فقال‪« :‬سلوه‪ِّ ،‬‬ ‫ذلك‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ِ « :‬‬
‫أخربوه أن اهلل تعاىل‬ ‫ُ‬ ‫أحب أن أقر َأ هبا‪ .‬فقال‬
‫ُّ‬ ‫ِصف ُة الرمحن‪ ،‬فأنا‬
‫ُحي ُّبه»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3542‬ومسلم (‪.)5637‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)7371‬ومسلم (‪.)253‬‬
‫‪ | 84‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )48‬باب التحذيرِ من إيذاءِ الصاحلني والضَّعفةِ واملساكني‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬


‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ﴾ [األحزاب‪ ،]12 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ﴾ [الضحى‪.]54 - 2 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من‬ ‫ُ‬ ‫عبد اهلل ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ندب بن ِ‬ ‫‪ -213‬وعن ُج ِ‬
‫ٍ‬
‫بيشء‪ ،‬فإنه من َيط ُلبه‬ ‫ذمتِه‬ ‫ِ‬
‫صىل صال َة الصبحِ ‪ ،‬فهو يف ذمة اهلل‪ ،‬فال يط ُل َبنَّكُم اهلل من َّ‬ ‫َّ‬
‫وجهه يف نار جهن ََّم»(‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫بيشء ُيدركه‪ ،‬ثم يك ُّبه عىل ِ‬ ‫من ذمتِه‬
‫سفيان أتى عىل َس َ‬
‫لامن‬ ‫َ‬ ‫عمرو املزين ‪ :‬أن أبا‬ ‫عائذ بن ٍ‬‫‪ -214‬وعن ِ‬
‫مأخ َذها‪َ ،‬‬
‫فقال‬ ‫عدو اهلل َ‬ ‫سيوف اهلل من ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أخ َذ ْت‬‫نفر‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما َ‬ ‫ٍ‬
‫وبالل يف ٍ‬ ‫وص ٍ‬
‫هيب‬ ‫ُ‬
‫ربه‪،‬‬‫النبي ﷺ فأخ َ‬‫َّ‬ ‫ريش وس ِّيدهم؟ فأتى‬ ‫لشيخ ُق ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بكر ‪ :‬أتقولون هذا‬ ‫أبو ٍ‬
‫بت ر َّبك»‬
‫أغض َ‬
‫أغضبتَهم لقد َ‬
‫أغضبتَهم؟ لئن كنت َ‬ ‫فقال‪« :‬يا أبا ٍ‬
‫بكر‪ ،‬لع َّلك َ‬
‫غفر اهلل لك يا أخي(‪.)2‬‬
‫أغضب ُتكُم؟ قالوا‪ :‬ال‪َ ،‬ي ُ‬
‫فأتاهم فقال‪ :‬يا إخوتا ُه‪َ ،‬‬

‫(‪ )49‬باب إجراءِ أحكامِ الناس على الظاهرِ‪ ،‬وسرائرُهم إىل اهلل تعاىل‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ﴾‬


‫[التوبة‪.]1 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪ُ « :‬أ ِمرت أن أقاتل‬
‫َ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -215‬وعن ابن َ‬
‫الناس حتى يشهدوا أن ال إله َّإال اهلل‪ ،‬وأن حممدا رسول اهلل‪ ،‬و ُيقيموا الصالةَ‪،‬‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)617‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5140‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪85‬‬

‫وأمواهلم َّإال ِّ‬


‫بحق اإلسالم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ويؤتوا الزكاةَ‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك َعصموا منِّي دماءهم‬
‫وحساهبم عىل اهلل تعاىل»(‪.)1‬‬
‫ُ‬
‫أرأيت‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫لرسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫األسود ‪ ‬قال‪ :‬قلت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املقداد بن‬ ‫‪ -216‬وعن‬
‫ِ‬
‫بالسيف‪ ،‬ف َق َطعها‪ ،‬ثم‬ ‫فرضب إحدى َيدَ َّي‬ ‫لقيت ً‬
‫رجال من الكفار‪ ،‬فاق َتتَلنا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫إن‬
‫َ‬
‫سول اهلل بعد أن قاهلا؟ فقال‪« :‬ال‬ ‫أسلمت هلل‪ .‬أأقتُله يا َر َ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫بشجرة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ال َذ منِّي‬
‫يدي‪ ،‬ثم قال ذلك بعد ما َق َط َعها؟!‬
‫قطع إحدى َّ‬ ‫تَقتُله» فقلت‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪َ ،‬‬
‫بمنزلتك قبل أن تَقتُله‪ ،‬وإنك بمنزلتِه قبل أن َ‬
‫يقول‬ ‫فقال‪« :‬ال تَقتُله‪ ،‬فإن قتلتَه فإنه ِ‬
‫كلمتَه التي قال»(‪.)2‬‬
‫ِ‬
‫بإسالمه‪ ،‬ومعنى «إنك‬ ‫بمنز َلتِك»أي‪ :‬معصو ُم الدم حمكو ٌم‬
‫ِ‬ ‫ومعنى«إنه‬
‫ِ‬
‫الكفر‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫بالقصاص لورثتِه‪ ،‬ال أنه بمنزلتِه يف‬
‫ِ‬ ‫مباح الدم‬ ‫ِ‬
‫بمنزلته» أي‪ُ :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ إىل احلر ِ‬
‫قة‬ ‫ُ‬ ‫زيد ‪ ،‬قال‪َ :‬بع َثنا‬ ‫‪ -217‬وعن أسام َة بن ٍ‬
‫َُ‬
‫ً‬
‫رجال‬ ‫ورجل من األنصار‬ ‫ٌ‬ ‫قت أنا‬ ‫مياههم‪ِ ،‬‬
‫وحل ُ‬ ‫من جهين َة فصبحنا القوم عىل ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫األنصاري‪ ،‬وط َعنتُه ُبرحمي حتى‬
‫ُّ‬ ‫فكف عنه‬
‫َّ‬ ‫منهم‪ ،‬فلام غشيناه‪ ،‬قال‪ :‬ال إله َّإال اهلل‪،‬‬
‫النبي ﷺ فقال يل‪« :‬يا أسام ُة‪ ،‬أقتَل َته بعد ما قال‪ :‬ال إله‬ ‫قدمنا َ‬‫قتلتُه‪ ،‬فلام ِ‬
‫بلغ ذلك َّ‬
‫سول اهلل‪ ،‬إنام كان ُم َت َع ِّو ًذا‪ ،‬فقال‪« :‬أقتَلتَه بعد ما َ‬
‫قال‪ :‬ال إله‬ ‫َّإال اهلل؟!» قلت‪ :‬يا َر َ‬
‫متنيت أين مل أكن أس َل ُ‬
‫مت قبل ذلك اليو ِم(‪.)3‬‬ ‫عل حتى ُ‬ ‫َّإال اهلل؟!» فام َ‬
‫زال ُيكررها َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)51‬ومسلم (‪.)55‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)0452‬ومسلم (‪.)21‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6275‬ومسلم (‪.)26‬‬
‫‪ | 86‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫اخلطاب‬ ‫عمر بن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -218‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن عتب َة بن‬
‫سمعت َ‬‫ُ‬ ‫مسعود‪ ،‬قال‪:‬‬
‫الوحي‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ وإن‬ ‫‪ ‬يقول‪ :‬إن ناسا كانوا يؤخذون بالوحي يف ِ‬
‫عهد‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫خريا ِأمنَّاه‬ ‫ِ‬
‫نأخ ُذكم اآلن بام َظهر لنا من أعاملكم‪ ،‬فمن َ‬
‫أظه َر لنا ً‬ ‫قد انقطع‪ ،‬وإنام ُ‬
‫وقربناه‪ ،‬وليس لنا من َرسيرتِه يش ٌء‪ ،‬اهلل حياس ُبه يف رسيرتِه‪ ،‬ومن أظهر لنا سو ًءا مل‬
‫َّ‬
‫نأ َمنه ومل نُصدِّ قه وإن قال‪ :‬إن َرسيرته َحسن ٌة(‪.)1‬‬

‫(‪ )51‬باب اخلوفِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭻ ﭼ﴾ [البقرة‪ ،]04 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮤ ﮥ ﮦ‬


‫ﮧ ﮨ﴾ [الربوج‪ ،]55 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ‬
‫ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ﴾ [هود‪:‬‬
‫‪ ،]546 - 545‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯳ ﯴ ﯵ﴾ [آل عمران‪ ،]52 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ‬
‫ﰌ﴾ [عبس‪ ،]37 - 30 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ‬
‫ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ‬
‫ﭱ ﭲ﴾ [احلج‪ ،]5 - 5 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ﴾ اآليات‬
‫[الرمحن‪ ،]06 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)5605‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪87‬‬

‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ‬
‫معلومات‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة جدًّ ا‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ﴾ [الطور‪،]52 - 51 :‬‬
‫والغرض اإلشار ُة إىل ِ‬
‫بعضها‪ ،‬وقد َح َص َل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫الصادق‬ ‫رسول اهلل ﷺ وهو‬ ‫ُ‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬حدَّ َثنا‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -219‬وعن ِ‬
‫ابن‬
‫املصدو ُق‪« :‬إن أحدَ كُم ُجيمع خلقه يف ِ‬
‫بطن أمه أربعَّي يوما‪ ،‬ثم يكون َعلقة مثل‬
‫ؤمر بأربع‬ ‫الروح‪ ،‬و ُي َ‬
‫َ‬ ‫رسل امللك‪ ،‬ف َين ُفخ فيه‬
‫ذلك‪ ،‬ثم يكون ُمضغة مثل ذلك‪ ،‬ثم ُي َ‬
‫غريه إن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫كلامت‪ :‬بك ِ‬
‫َتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيدٌ ‪ ،‬فوالذي ال إله ُ‬
‫ذراع ف َيسبِ ُق عليه‬ ‫اجلنة حتى ما يكون بينه وبينَها إال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعمل أهل‬ ‫ليعمل‬
‫ٌ‬ ‫أحدَ كم َ‬
‫بعمل أهل ِ‬
‫النار‬ ‫ِ‬ ‫فيدخ َلها‪ ،‬وإن أحدَ كم ل َي َ‬
‫عمل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بعمل أهل النار‬ ‫الكتاب‪ ،‬فيعمل‬
‫ُ‬
‫الكتاب فيعمل بعمل أهل اجلنة‬ ‫ُ‬ ‫ذراع‪ ،‬ف َيسبِق عليه‬
‫ٌ‬ ‫حتى ما يكون بينه وبينها إال‬
‫فيدخ َلها»(‪.)1‬‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫يومئذ هلا‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬يؤتى بجهنَّم‬ ‫ُ‬ ‫‪ -211‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ٍ‬ ‫ألف زمامٍ‪ ،‬مع ِّ‬
‫سبعون َ‬
‫كل زما ٍم سبعون ألف ملك َجي ُّر َ‬
‫وَّنا»(‪.)2‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫شري ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫النعامن بن َب ٍ‬ ‫‪ -211‬وعن‬
‫ِ‬
‫أمخص قدميه َمجرتان َيغيل‬ ‫يوضع يف‬ ‫رجل‬ ‫ِ‬
‫القيامة َل ٌ‬ ‫أهون أهل ِ‬
‫النار عذابا يوم‬ ‫َ‬ ‫«إن‬
‫ُ‬
‫ألهوَّنم عذابا»(‪.)3‬‬
‫ُ‬ ‫منهام دما ُغه‪ ،‬ما يرى أن أحدا أشدَّ منه عذابا‪ ،‬وأنه‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)7010‬ومسلم (‪.)5603‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5205‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6165‬ومسلم (‪.)553‬‬
‫‪ | 88‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ خطب ًة ما سمعت‬ ‫ُ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪َ :‬خ َ‬


‫طب‬ ‫‪ -212‬وعن ٍ‬
‫حكتُم قليال و َلبكيتُم كثريا» فغطى‬‫لض ِ‬
‫مث َلها قط‪ ،‬فقال‪« :‬لو تَعلمون ما أع َل ُم‪َ ،‬‬
‫وجوههم‪ ،‬هلم َخنني(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫أصحاب‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬تُدنى‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫املقداد ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫‪ -213‬وعن‬
‫ميل» قال ُسليم بن ٍ‬
‫عامر‬ ‫قدار ٍ‬ ‫اخللق حتى تكون منهم ِ‬
‫كم ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشمس يو َم القيامة من‬
‫ُ‬
‫امليل‬ ‫ِ‬
‫بامليل‪ ،‬أمساف َة األرض أم َ‬ ‫‪-‬الراوي عن املقداد‪ :-‬فواهلل ما أدري ما َيعني‬
‫ِ‬
‫العرق‪ ،‬فمنهم من‬ ‫فيكون الناس عىل َقدْ ِر أعامهلم يف‬
‫ُ‬ ‫العني؟ «‬
‫ُ‬ ‫الذي تُكتَحل به‬
‫قويه‪ ،‬ومنهم‬
‫يكون إىل كع َبيه‪ ،‬ومنهم من يكون إىل ُركبتَيه‪ ،‬ومنهم من يكون إىل َح َ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ بيده إىل فيه(‪.)2‬‬ ‫وأشار‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫العرق إجلاما»‬ ‫من ُي ِ‬
‫لجمه‬
‫مع وجب ًة‪،‬‬
‫رسول اهلل ﷺ إذ َس َ‬‫ِ‬ ‫‪ -214‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬كنا مع‬
‫حجر ُر ِمي به يف‬
‫ٌ‬ ‫أعلم! قال‪« :‬هذا‬
‫ُ‬ ‫فقال‪« :‬هل تَدرون ما هذا؟» قلنا‪ :‬اهلل ورسو ُله‬
‫عرها ِ‬
‫فسمعتُم‬ ‫النار من سبعَّي َخريفا‪ ،‬فهو َيوي يف ِ‬
‫النار اآلن حتى انتهى إىل َق ِ‬ ‫ِ‬
‫َوج َبتَها»(‪.)3‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما منكُم‬ ‫دي بن حات ٍم ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -215‬وعن َع ِّ‬
‫أيمن منه فال يرى إال ما‬ ‫فينظر‬ ‫من ٍ‬
‫أحد إال س ُيك ِّلمه ر ُّبه‪ ،‬ليس بينَه وبينه تَرمجان‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫النار تِلقاء‬
‫َقدَّ م‪ ،‬وينظر أشأ َم منه فال يرى إال ما َقدَّ م‪ ،‬وينظر بَّي يديه فال َيرى إال َ‬
‫بش ِّق ٍ‬
‫مترة»(‪.)4‬‬ ‫وجهه‪ ،‬فاتقوا النار ولو ِ‬‫ِ‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)0655‬ومسلم (‪.)5312‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5260‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5200‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)7155‬ومسلم (‪.)5456‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪89‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال ت ُ‬


‫َزول‬ ‫ُ‬ ‫األسلمي ‪ ‬قال‪ :‬قال‬‫ِّ‬ ‫‪ -216‬وعن أيب َب ْرز َة‬
‫عمره فيام أفناه؟ وعن ِعل ِمه فيام َ‬
‫فعل؟ وعن‬ ‫سأل عن ِ‬ ‫القيامة حتى ُي َ‬‫ِ‬ ‫قدما ٍ‬
‫عبد يوم‬
‫مالِه من أين اكتسبه؟ وفيام أنف َقه؟ وعن ِج ِ‬
‫سمه فيم أباله؟»(‪.)1‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬كيف‬ ‫ُ‬ ‫اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬


‫سعيد‬ ‫‪ -217‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫فينفخ»‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ؤمر بالنفخ‬ ‫واستمع ا ِإل َ‬
‫ذن متى ُي َ‬ ‫َ‬ ‫القرن‪،‬‬
‫َ‬ ‫التقم‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫القرن قد‬ ‫وصاحب‬
‫ُ‬ ‫أن َع ُم!‬
‫عم‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فكأن ذلك ث ُق َل عىل‬
‫َّ‬
‫أصحاب رسول اهلل ﷺ فقال هلم‪« :‬قولوا‪َ :‬حس ُبنا اهلل ون َ‬
‫ُ‬
‫الوكيل»(‪.)2‬‬

‫أدلج‪،‬‬
‫خاف َ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من‬ ‫‪ -218‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫َ‬
‫املنزل‪ ،‬أال إن سلع َة اهلل غالي ٌة‪ ،‬أال إن سلع َة اهلل اجلن ُة»(‪.)3‬‬ ‫أدلج بلغَ‬
‫ومن َ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪ُ « :‬حيرش‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -219‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫ُ‬
‫والرجال مجي ًعا‬ ‫الناس يو َم القيامة حفاة ُعراة غُرال» قلت‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬النسا ُء‬
‫ٍ‬
‫بعض؟! قال‪« :‬يا عائش ُة‪ ،‬األمر أشدُّ من أن َُي َّمهم ذلك»(‪.)4‬‬ ‫بعضهم إىل‬
‫ينظر ُ‬

‫(‪ )51‬باب الرجاءِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ‬


‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ﴾ [الزمر‪ ،]13 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭿ ﮀ‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي (‪.)5057‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي (‪.)5035‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪.)5014‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6157‬ومسلم (‪.)5212‬‬
‫‪ | 91‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ﮁ ﮂ﴾ [سبأ‪ ،]57 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬


‫ﰈ﴾ [طه‪ ،]02 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ﴾ [األعراف‪.]516 :‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من‬ ‫ِ‬
‫الصامت ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -221‬وعن عباد َة بن‬
‫َش ِهدَ أن ال إله َّإال اهلل وحدَ ه ال ََش َ‬
‫يك له‪ ،‬وأن حممدا عبدُ ه ورسوله‪ ،‬وأن عيسى‬
‫والنار حق‪ ،‬أدخله اهلل‬
‫َ‬ ‫وروح منه‪ ،‬واجلن َة‬
‫ٌ‬ ‫عبدُ اهلل ورسو ُله وكلمتُه ألقاها إىل َم َ‬
‫ريم‬
‫ِ‬
‫العمل»(‪.)1‬‬ ‫اجلن َة عىل ما كان من‬

‫يقول اهلل عز وجل‪ :‬من‬‫النبي ﷺ‪ُ « :‬‬


‫ذر ‪ ‬قال‪ :‬قال ُّ‬ ‫‪ -221‬وعن أيب ٍّ‬
‫فجزاء سيئة مثلها أو‬ ‫ِ‬
‫بالسيئة‬ ‫جاء‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫عرش أمثاهلا أو أزيد‪ ،‬ومن َ‬ ‫جاء باحلسنة فله ُ‬ ‫َ‬
‫تقر َب مني ذراعا تقربت منه‬
‫تقرب مني شربا تقربت منه ذراعا‪ ،‬ومن َّ‬ ‫أغفر‪ ،‬ومن َّ‬
‫ُ‬
‫راب األرض خطيئة ال ُي ِ‬
‫رش ُك يب‬ ‫باعا‪ ،‬ومن أتاين َيميش أتيتُه هرولة‪ ،‬ومن لق َيني ب ُق ِ‬
‫شيئا‪ ،‬لقيتُه بمثلها مغفرة»(‪.)2‬‬

‫النبي ﷺ فقال‪ :‬يا‬


‫ِّ‬ ‫يب إىل‬
‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬جا َء أعرا ٌّ‬‫ٍ‬ ‫‪ -222‬وعن‬
‫مات ال ُيرشك باهلل شيئا دخل اجلن َة‪ ،‬ومن‬ ‫ِ‬
‫املوجبتان؟ قال‪« :‬من َ‬ ‫َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬ما‬
‫النار»(‪.)3‬‬
‫مات ُيرشك به دخل َ‬

‫النبي ﷺ ‪-‬ومعا ٌذ َرديفه عىل َّ‬


‫الرحل‪ -‬قال‪:‬‬ ‫‪ -223‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ :‬أن َّ‬
‫وسعدَ يك‪ ،‬قال‪« :‬يا ُمعا ُذ» قال‪ :‬ل َّبيك َر َ‬
‫سول اهلل‬ ‫سول اهلل َ‬‫«يا ُمعا ُذ» قال‪ :‬ل َّبيك َر َ‬
‫وسعدَ يك‪ ،‬ثال ًثا‪ ،‬قال‪« :‬ما ِمن‬ ‫وسعدَ يك‪ ،‬قال‪« :‬يا ُمعاذ» قال‪ :‬ل َّبيك َر َ‬
‫سول اهلل َ‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3031‬ومسلم (‪.)52‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5627‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)23‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪90‬‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫عبد يشهدُ أن ال إله َّإال اهلل‪ ،‬وأن حممدا عبده ورسو ُله صدقا من قلبِه؛ إال َّ‬
‫حرمه اهلل‬
‫الناس ف َيستَبرشوا؟ قال‪« :‬إذا َيتَّكِلوا»‬ ‫َ‬ ‫سول اهلل‪ ،‬أفال ُأخ ُ‬
‫رب هبا‬ ‫عىل ِ‬
‫النار» قال‪ :‬يا َر َ‬
‫رب هبا معا ٌذ عند موتِه تأ ُّث ًام(‪.)1‬‬
‫فأخ َ‬
‫ٍ‬
‫بسبي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫اخلطاب ‪ ‬قال‪ُ :‬ق ِد َم عىل‬ ‫ِ‬ ‫عمر بن‬ ‫‪ -224‬وعن َ‬
‫أخذت ُه فألز َقت ُه ببطنِها‬
‫السبي َ‬
‫ِ‬ ‫فإذا امرأ ٌة من السبي تَسعى‪ ،‬إذا َوجدَ ت صب ًّيا يف‬
‫أترون هذه املرأ َة طارحة و َلدَ ها يف ِ‬
‫النار؟» قلنا‪ :‬ال‬ ‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬‬ ‫ُ‬ ‫فأرضعت ُه‪ ،‬فقال‬
‫َ‬
‫بعباده من هذه بو َل ِدها»(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫أرح ُم‬
‫واهلل‪ .‬فقال‪« :‬هلل َ‬
‫لق اهلل‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ملا َخ َ‬ ‫‪ -225‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ب غَضبي»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كتب يف كتاب ‪-‬فهو عندَ ُه َ‬ ‫َ‬
‫محتي تَغل ُ‬
‫إن ر َ‬
‫العرش‪َّ :-‬‬ ‫فوق‬ ‫لق َ‬‫اخل َ‬
‫عل اهلل‬‫يقول‪َ « :‬ج َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -226‬وعنه ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫األرض جزءا واحدا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫جزء‪ ،‬فأمسك عنده تِسعة وتسعَّي‪ ،‬وأنزل يف‬ ‫ٍ‬ ‫الرمح َة مئ َة‬
‫ولدها خشي َة أن‬‫اخلالئق‪ ،‬حتى ترفع الداب ُة حافِرها عن ِ‬
‫ُ‬ ‫يَتاحم‬ ‫ِ‬
‫اجلزء‬ ‫فمن ذلك‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تصي َبه»(‪.)4‬‬

‫َب‬
‫النبي ﷺ فيام َحيكي عن ر ِّبه تعاىل‪ ،‬قال‪« :‬أذن َ‬
‫‪ -227‬وعنه ‪ ،‬عن ِّ‬
‫َب عبدي َذنبا‪ ،‬علِم‬ ‫الله َّم اغفر يل ذنبي‪َ ،‬‬
‫فقال اهلل تبارك وتعاىل‪ :‬أذن َ‬ ‫عبدٌ ذنبا‪ ،‬فقال‪ُ :‬‬
‫رب‪ ،‬اغفر يل‬ ‫فأذنب‪ ،‬فقال‪ :‬أي ِّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالذنب‪ ،‬ثم عاد‬ ‫الذنب‪ ،‬ويأخذ‬
‫َ‬ ‫يغفر‬
‫أن له ر ًّبا ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)552‬ومسلم (‪.)35‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1222‬ومسلم (‪.)5710‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)7040‬ومسلم (‪.)5715‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6444‬ومسلم (‪.)5715‬‬
‫‪ | 92‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ويأخذ‬ ‫يغفر الذنب‪،‬‬
‫َب ذنبا‪ ،‬ف َعلم أن له ر ًّبا‪ُ ،‬‬‫َذنبي‪ ،‬فقال تَبارك وتعاىل‪ :‬عبدي أذن َ‬
‫َب‬‫رب‪ ،‬اغفر يل َذنبي‪ ،‬فقال تَبارك وتعاىل‪ :‬أذن َ‬‫فأذنب‪ ،‬فقال‪ :‬أي ِّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالذنب‪ ،‬ثم عاد‬
‫فرت لعبدي‬ ‫ِ‬
‫بالذنب‪ ،‬قد غَ ُ‬ ‫ُ‬
‫ويأخذ‬ ‫يغفر الذنب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫عبدي ذنبا‪ ،‬ف َعلم أن له ر ًّبا‪ُ ،‬‬
‫شاء»(‪.)1‬‬
‫فل َيف َعل ما َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬والذي نفيس ِ‬
‫بيده‪ ،‬لو مل‬ ‫ُ‬ ‫‪ -228‬وعنه ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫فيغفر هلم»(‪.)2‬‬ ‫تُذنِبوا‪ ،‬لذهب اهلل بكم‪ ،‬وجاء بقو ٍم يذنِبون‪ ،‬فيست ِ‬
‫َغفرون اهلل تعاىل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫النبي ﷺ تال َ‬
‫قول اهلل عز‬ ‫عمرو ‪ :‬أن‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬ ‫‪ -229‬وعن ِ‬
‫َّ‬
‫إبراهيم ﷺ‪﴿ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ﴾ [إبراهيم‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وجل يف‬
‫‪ ]36‬اآلية‪ ،‬وقال عيسى ﷺ‪﴿ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ‬
‫الله َّم َّأمتي َّأمتي» وبكى‪ ،‬فقال اهلل‬
‫فرفع يديه وقال‪ُ « :‬‬
‫َ‬ ‫ﯺ ﯻ﴾ [املائدة‪]552 :‬‬
‫فسله ما ُيبكيه؟» فأتاه‬ ‫ٍ‬ ‫عز وجل‪« :‬يا ِج ُ‬
‫أعلم‪َ -‬‬
‫ُ‬ ‫حممد ‪-‬ور ُّبك‬ ‫اذهب إىل‬
‫ربيل‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫جربيل‪،‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ بام قال ‪-‬وهو أعلم‪ -‬فقال اهلل تعاىل‪« :‬يا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫جربيل‪ ،‬فأخربه‬
‫حممد‪ ،‬فقل‪ :‬إنا سنُرضيك يف َّأمتِك وال نَسوؤك»(‪.)3‬‬ ‫اذهب إىل ٍ‬

‫عم َل‬‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إن الكافر إذا ِ‬ ‫ِ‬ ‫أنس ‪ ،‬عن‬ ‫‪ -231‬وعن ٍ‬
‫َ‬
‫املؤمن فإن اهلل تعاىل َيدَّ خر له حسناتِه يف‬
‫ُ‬ ‫طعم هبا ُطعمة من الدنيا‪َّ ،‬‬
‫وأما‬ ‫حسنة‪ُ ،‬أ َ‬
‫عقبه رزقا يف الدنيا عىل طاعتِه»(‪.)4‬‬
‫اآلخرة‪ ،‬وي ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)7147‬ومسلم (‪.)5712‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5702‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)545‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5242‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪93‬‬

‫ِ‬
‫الصلوات‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬م ُ‬
‫ثل‬ ‫ُ‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -231‬وعن‬
‫يغتسل منه َّ‬
‫ُ‬ ‫باب ِ‬
‫مر عىل ِ‬ ‫َّنر ٍ‬
‫جار َغ ٍ‬ ‫ثل ٍ‬
‫كم ِ‬ ‫ِ‬
‫كل يو ٍم َ‬
‫مخس مرات»(‪.)1‬‬ ‫أحدكم‬ ‫اخلمس َ‬
‫يقول‪« :‬ما‬‫رسول اهلل ﷺ ُ‬‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫عباس ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -232‬وعن ابن‬
‫رجل مسل ٍم يموت‪ ،‬فيقو ُم عىل جنازتِه أربعون َرجال ال ُيرشكون باهلل شيئا‪َّ ،‬إال‬‫ٍ‬ ‫ِمن‬
‫ش َّفعهم اهلل فيه»(‪.)2‬‬

‫نحوا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫رسول اهلل ﷺ يف قبة ً‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬كنا مع‬ ‫‪ -233‬وعن ابن‬
‫أهل اجلنة؟» قلنا‪َ :‬ن َعم‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ربع ِ‬ ‫من أربعني‪ ،‬فقال‪« :‬أترضون أن تكونوا َ‬
‫حممد ِ‬
‫بيده‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫نفس‬ ‫ِ‬ ‫«أترضون أن تكونوا ُث َ‬
‫لث أهل اجلنة؟» قلنا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪« :‬والذي ُ‬
‫ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬وذلك أن اجلن َة ال يدخ ُلها إال َن ْف ٌس‬ ‫صف أهل‬ ‫إين ألرجو أن تكونوا نِ َ‬
‫ِ‬
‫األسود‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫الثور‬ ‫كالشعرة البيضاء يف ِج ِ‬
‫لد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرشك إال‬ ‫مسلم ٌة‪ ،‬وما أنتم يف ِ‬
‫أهل‬
‫ِ‬
‫األمحر»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫الثور‬ ‫ِ‬
‫السوداء يف جلد‬ ‫ِ‬
‫كالشعرة‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا‬ ‫األشعري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -234‬وعن أيب موسى‬
‫دفع اهلل إىل كل مسل ٍم َيود ًّيا أو نِصان ًّيا‪ ،‬فيقول‪ :‬هذا فِكاكُك من‬ ‫ِ‬
‫كان يو ُم القيامة َ‬
‫ِ‬
‫النار»(‪.)4‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪ُ « :‬يدنَى‬ ‫َ‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪ :‬سمع ُت‬
‫‪ -235‬وعن ابن َ‬
‫قرره بذنوبِه‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫يضع عليه كن َفه‪ ،‬ف ُي ِّ‬
‫املؤمن يوم القيامة من ر ِّبه عز وجل حتى َ‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)662‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)202‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6152‬ومسلم (‪.)555‬‬
‫( ) أخرجه مسلم (‪.)5767‬‬
‫‪ | 94‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ف‪ ،‬قال‪ :‬فإين قد‬ ‫رب‪ِ ،‬‬


‫أعر ُ‬ ‫ذنب كذا؟ فيقول‪ :‬أي ِّ‬ ‫أتعرف َ‬
‫ُ‬ ‫ذنب كذا؟‬‫أتعرف َ‬
‫ُ‬
‫أغفرها لك اليو َم‪ ،‬ف ُيعطى صحيف َة حسناتِه»(‪.)1‬‬
‫َتِتا عليك يف الدنيا‪ ،‬وأنا ُ‬
‫َس ُ‬
‫ٍ‬
‫امرأة ُقبل ًة‪ ،‬فأتى‬ ‫مسعود ‪ :‬أن ً‬
‫رجال أصاب من‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -236‬وعن ِ‬
‫ابن‬
‫ربه‪ ،‬فأنزل اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ‬ ‫النبي ﷺ فأخ َ‬
‫َّ‬
‫الرجل‪َ :‬أ ِيل هذا يا َر َ‬
‫سول اهلل؟ قال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ﯓ ﯔ ﯕ﴾ [هود‪ ]550 :‬فقال‬
‫«جلمي ِع أمتي ك ِّلهم»(‪.)2‬‬
‫النبي ﷺ فقال‪ :‬يا رس َ‬
‫ول اهلل‪،‬‬ ‫‪ -237‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬جا َء ٌ‬
‫رجل إىل ِّ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ فلام َقىض‬ ‫عل‪ ،‬وحرضت الصالةُ‪ ،‬فصىل مع‬ ‫ِ‬
‫أصبت حدًّ ا فأقمه َّ‬
‫ُ‬
‫أصبت حدًّ ا فأقم َّيف كتاب اهلل‪ .‬قال‪« :‬هل‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬إين‬ ‫الصالةَ‪ ،‬قال‪ :‬يا‬
‫حَّض َت معنا الصالةَ؟» قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪« :‬قد غُ ِف َر لك»(‪.)3‬‬
‫َ‬
‫إن اهلل‬
‫النبي ﷺ قال‪َّ « :‬‬
‫ِّ‬ ‫األشعري ‪ ،‬عن‬
‫ِّ‬ ‫‪ -238‬وعن أيب موسى‬
‫ليتوب ميسء‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالنهار؛‬ ‫ُ‬
‫ويبسط يده‬ ‫ِ‬
‫النهار‪،‬‬ ‫ميسء‬
‫ُ‬ ‫توب‬ ‫ِ‬
‫بالليل؛ ل َي َ‬ ‫بسط يدَ ه‬
‫تعاىل َي ُ‬
‫الشمس من مغرهبا»(‪.)4‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الليل‪ ،‬حتى تط ُلع‬

‫(‪ )52‬باب فضلِ الرجاءِ‬

‫الصالح‪﴿ :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العبد‬ ‫إخبارا عن‬ ‫قال اهلل تعاىل‬
‫ً‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ﴾ [غافر‪ .]01 ،00 :‬‏‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)0621‬ومسلم (‪.)5762‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)156‬ومسلم (‪.)5763‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6253‬ومسلم (‪.)5760‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5712‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪95‬‬

‫رسول اهلل ﷺ أنه قال‪« :‬قال اهلل عز‬ ‫ِ‬ ‫‪ -239‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬عن‬
‫بتوبة ِ‬
‫عبده من‬ ‫ِ‬ ‫أفرح‬ ‫ظن عبدي يب‪ ،‬وأنا معه ُ‬ ‫َّ‬
‫حيث َيذكُرين‪ ،‬واهلل‪ ،‬هلل ُ‬ ‫وجل‪ :‬أنا عند ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تقرب‬
‫بت إليه ذراعا‪ ،‬ومن َّ‬ ‫تقر ُ‬
‫إيل شربا‪َّ ،‬‬ ‫تقرب َّ‬ ‫أحدكم جيدُ ضا َّلته بالفالة‪ ،‬ومن َّ‬
‫أقبلت إليه ُأ ِ‬
‫هرو ُل»(‪.)1‬‬ ‫إيل َيميش‬ ‫بت إليه باعا‪ ،‬وإذا َ‬
‫ُ‬ ‫أقبل َّ‬ ‫تقر ُ‬
‫إيل ذراعا‪َّ ،‬‬‫َّ‬
‫ِ‬
‫بثالثة أيا ٍم‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫النبي ﷺ قبل موتِه‬ ‫‪ -241‬وعن ٍ‬
‫سمع َّ‬
‫َ‬ ‫جابر ‪ :‬أنه‬
‫الظن باهلل عز وجل»(‪.)2‬‬ ‫سن َّ‬ ‫موتن أحدُ كم إال وهو ُحي ُ‬
‫«ال َي َّ‬

‫(‪ )53‬باب اجلمعِ بني اخلوفِ والرجاءِ‬

‫صحته أن يكون خائ ًفا راج ًيا‪ ،‬ويكون خو ُفه‬ ‫ِ‬


‫للعبد يف ِ‬ ‫اع َلم أن‬
‫حال َّ‬ ‫املختار‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫نصوص‬ ‫تمح ُض الرجا ُء‪ ،‬وقواعدُ الرش ِع من‬ ‫ِ‬
‫املرض َي َّ‬ ‫ورجاؤه سواء‪ ،‬ويف ِ‬
‫حال‬ ‫ً‬
‫والسنة وغري ذلك متظاهر ٌة عىل ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ُّ‬
‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ﴾ [األعراف‪ ،]22 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ﴾ [يوسف‪ ،]27 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ﴾ [آل عمران‪ ،]546 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮓ ﮔ ﮕ‬
‫ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ﴾ [األعراف‪ ،]566 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾ [االنفطار‪ ،]50 - 53 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬
‫ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ‬
‫اخلوف والرجا ُء يف‬
‫ُ‬ ‫واآليات يف هذا املعنى كثريةٌ‪ ،‬في ِ‬
‫جتم ُع‬ ‫ُ‬ ‫ﮂ﴾ [القارعة‪]2 - 6 :‬‬
‫َ‬
‫مقرتنَتني أو آيات أو آية‪.‬‬
‫آيتني َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)7041‬ومسلم (‪.)5671‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5277‬‬
‫‪ | 96‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫املؤمن ما‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬لو يع َل ُم‬
‫َ‬ ‫‪ -241‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫الرمحة‪ ،‬ما‬ ‫الكافر ما عندَ اهلل من‬ ‫يعلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫عندَ اهلل من العقوبة‪ ،‬ما طم َع بجنَّته أحدٌ ‪ ،‬ولو ُ‬
‫َ‬
‫قنط من جنَّته أحدٌ »(‪.)1‬‬
‫أقرب إىل‬ ‫النبي ﷺ‪« :‬اجلن ُة‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال‬‫ٍ‬ ‫‪ -242‬وعن ابن‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫والنار مثل ذلك»(‪.)2‬‬
‫ُ‬ ‫اك نَعلِه‪،‬‬
‫أحدكم من َِش ِ‬
‫ِ‬

‫(‪ )54‬باب فضلِ البكاءِ من خشيةِ اهلل تعاىل وشوقًا إليه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ﴾ [اإلرساء‪،]542 :‬‬


‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ﴾ [النجم‪.]64-12 :‬‬
‫القرآن»‬ ‫عيل‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -243‬وعن ِ‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ‪« :‬اقرأ َّ‬
‫ابن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال يل ُّ‬
‫أسمعه من‬‫أحب أن َ‬‫ُّ‬ ‫سول اهلل‪َ ،‬أقر ُأ عليك‪ ،‬وعليك ُأنزل؟! قال‪« :‬إين‬
‫قلت‪ :‬يا َر َ‬
‫جئت إىل هذه اآلية‪﴿ :‬ﮇ ﮈ ﮉ‬ ‫ِ‬
‫النساء‪ ،‬حتى‬ ‫أت عليه سور َة‬
‫ُ‬ ‫فقر ُ‬‫غريي» َ‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾ [النساء‪ ]05 :‬قال‪َ « :‬حس ُبك‬
‫فالتفت إليه فإذا عيناه ت ِ‬
‫َذرفان(‪.)3‬‬ ‫ُّ‬ ‫اآلن»‬
‫النار‬
‫لج َ‬ ‫‪ -244‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال َر ُ‬
‫سول اهلل ﷺ‪« :‬ال َي ُ‬
‫ِ‬
‫سبيل اهلل‬ ‫غبار يف‬ ‫ِ‬ ‫اللبن يف َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫الَّضعِ‪ ،‬وال جيتم ُع ٌ‬ ‫ُ‬ ‫خشية اهلل حتى َيعو َد‬ ‫رجل بكى من‬
‫ودخان جهن ََّم»(‪.)4‬‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5711‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)6022‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1414‬ومسلم (‪.)244‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5633‬والنسائي (‪ ،)3542‬وابن ماجه (‪.)5770‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪97‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬سبع ٌة ُيظ ُّلهم اهلل يف ظ ِّله‬ ‫ُ‬ ‫‪ -245‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ورجل قل ُبه مع َّلق‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫عبادة اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫ظل إال ظ ُّله‪ :‬إما ٌم عادل‪ ،‬وشاب نشأ يف‬ ‫يو َم ال َّ‬
‫ورجل دعته امرأ ٌة ذات‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫باملساجد‪ ،‬ورجالن حتا َّبا يف اهلل اجتمعا عليه وت َف َّرقا عليه‪،‬‬
‫بصدقة فأخفاها حتى ال تَع َلم‬ ‫ٍ‬ ‫ورجل تصدَّ ق‬‫ٌ‬ ‫أخاف اهلل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫منصب ومجال‪ ،‬فقال‪ :‬إين‬ ‫ٍ‬
‫ففاضت عيناه»(‪.)1‬‬ ‫ذكر اهلل خاليا َ‬ ‫ٌ‬ ‫شام ُله ما ت ِ‬
‫ورجل َ‬ ‫ُنفق يمينه‪،‬‬

‫(‪ )55‬باب فضلِ الزهدِ يف الدنيا واحلثِّ على التقلُّل منها وفضلِ الفقرِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬


‫ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ‬
‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ﴾ [يونس‪ ،]50 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯿ ﰀ ﰁ‬
‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏﰐ ﰑ‬
‫ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ﴾ [الكهف‪ ،]06 - 01 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾ [احلديد‪ ،]54 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬
‫ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ‬
‫ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ﴾ [آل‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5053‬ومسلم (‪.)5435‬‬


‫‪ | 98‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫عمران‪ ،]50 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ‬


‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ﴾ [فاطر‪ ،]1 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ‬
‫ﮠ﴾ [التكاثر‪ ،]1 - 5 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ﴾ [العنكبوت‪.]60 :‬‬

‫بعث‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ َ‬ ‫األنصاري ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬
‫عوف‬ ‫‪ -246‬وعن ِ‬
‫عمرو بن‬
‫ِّ‬
‫بجزيتها‪ِ ،‬‬
‫فقدم ٍ‬
‫بامل من البحرين‪،‬‬ ‫اجلراح ‪ ‬إىل البحرين يأيت ِ َ‬
‫ِ‬ ‫أبا عبيد َة ب َن‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ فلام‬ ‫ِ‬
‫الفجر مع‬ ‫األنصار بقدو ِم أيب عبيدةَ‪ ،‬فوا َفوا صال َة‬ ‫ِ‬
‫فسم َعت‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ حني رآهم‪ ،‬ثم‬ ‫انرصف‪ ،‬ف َت َع َّرضوا له‪ ،‬فت َب َّسم‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫صىل‬
‫ٍ‬
‫بيشء من البحرين؟» فقالوا‪ :‬أجل‪ ،‬يا‬ ‫قال‪« :‬أظنُّكم ِ‬
‫سمعتُم أن أبا عبيد َة قدم‬
‫الفقر أخشى عليكم‪،‬‬ ‫يرسكم‪ ،‬فواهلل ما‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َر َ‬
‫ُ‬ ‫سول اهلل‪ ،‬فقال‪« :‬أبرشوا وأ ِّملوا ما ُ ُّ‬
‫ُبسط الدنيا عليكم كام ُب ِسطت عىل من كان قب َلكم‪ ،‬فتنا َفسوها‬
‫ولكني أخشى أن ت َ‬
‫كام تنا َفسوها‪ ،‬فتُهلكَكم كام أهلك ُ‬
‫َتهم»(‪.)1‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ عىل‬ ‫جلس‬ ‫اخلدري ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -247‬وعن أيب‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من ز ِ‬
‫َهرة‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫املنرب‪ ،‬وجلسنا حو َله‪ ،‬فقال‪« :‬إن مما‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫الدنيا وزينَتِها»(‪.)2‬‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال َر ُ‬
‫سول اهلل ﷺ‪ُ « :‬يؤتى بأنع ِم أهل‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -248‬وعن‬
‫النار يو َم القيامة‪ ،‬ف ُيص َبغ يف ِ‬
‫النار صبغة‪ ،‬ثم ُيقال‪ :‬يا ابن آدم‪ ،‬هل‬ ‫أهل ِ‬ ‫الدنيا من ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3512‬ومسلم (‪.)5265‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5061‬ومسلم (‪.)5415‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪99‬‬

‫ِ‬
‫الناس‬ ‫رب‪ ،‬و ُيؤتى بأشدِّ‬ ‫نعيم ُّ‬
‫قط؟ فيقول‪ :‬ال واهلل يا ِّ‬ ‫مر بك ٌ‬ ‫رأيت خريا ُّ‬
‫قط؟ هل َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬فيقال له‪ :‬يا ابن آدم‪ ،‬هل‬ ‫ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬ف ُيصبغُ صبغة يف‬ ‫بؤسا يف الدنيا من ِ‬
‫أهل‬
‫بؤس ُّ‬
‫قط‪ ،‬وال‬ ‫مر يب ٌ‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪ :‬ال واهلل‪ ،‬ما َّ‬ ‫مر بك شد ٌة ُّ‬
‫قط؟‬ ‫قط؟ هل َّ‬‫رأيت بؤسا ُّ‬
‫َ‬
‫قط»(‪.)1‬‬‫رأيت شدة ُّ‬
‫ُ‬
‫مثل‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬لو كان يل ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -249‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫ليال وعندي منه يشء‪ ،‬إال يشء ُأ ِ‬ ‫ثالث ٍ‬ ‫ٍ‬
‫رصدُ ه‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫متر عيل‬ ‫ُأحد ذهبا‪ ،‬لرسين أن ال َّ‬
‫لدَ ين»(‪.)2‬‬
‫النبي‬ ‫الساعدي ‪ ‬قال‪ :‬جاء ٌ‬
‫رجل إىل‬ ‫ٍ‬
‫سعد‬ ‫سهل بن‬ ‫ِ‬ ‫‪ -251‬وعن‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الناس‪،‬‬ ‫عمل إذا ِ‬
‫عملته أح َّبني اهلل وأح َّبني‬ ‫ٍ‬ ‫سول اهلل‪ُ ،‬د َّلني عىل‬
‫ﷺ فقال‪ :‬يا َر َ‬
‫ُ‬
‫الناس»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫الناس ُحي َّبك ُ‬ ‫وازهد فيام عند‬
‫ازهد يف الدُّ نيا ُحي َّبك اهلل‪َ ،‬‬
‫فقال‪َ « :‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫مر علينا‬ ‫‪ -251‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن ٍ‬
‫عمرو ‪ ،‬قال‪َّ :‬‬
‫ونحن نُعال ِ ُج ُخ ًّصا لنا‪ ،‬فقال‪« :‬ما هذا؟» فقلنا‪ :‬قد َوهى‪ ،‬فنحن ُنصلِحه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫َ‬
‫أعجل من ذلك»(‪.)4‬‬ ‫األمر َّإال‬
‫«ما أرى َ‬
‫النبي ﷺ وهو‬ ‫الش ِّخ ِري ‪ ‬أنه قال‪ُ :‬‬
‫أتيت‬ ‫‪ -252‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن ِّ‬
‫َّ‬
‫ابن آدم من‬
‫ابن آد َم‪ :‬مايل‪ ،‬مايل‪ ،‬وهل لك يا َ‬
‫يقول ُ‬ ‫يقر ُأ‪﴿ :‬ﮋ ﮌ﴾ قال‪ُ « :‬‬
‫يت؟!»(‪.)5‬‬
‫فأمض َ‬
‫قت َ‬‫يت‪ ،‬أو تصدَّ َ‬ ‫ست فأب َل َ‬‫َلت فأفنَيت‪ ،‬أو لبِ َ‬
‫مالك َّإال ما أك َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5247‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6001‬ومسلم (‪.)225‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن ماجه (‪.)0545‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1531‬والرتمذي (‪ ،)5331‬وابن ماجه (‪.)0564‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)5212‬‬
‫‪ | 011‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ عىل‬ ‫ُ‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬نا َم‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -253‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن‬
‫رسول اهلل‪ ،‬لو اختَذنا لك ِوطا ًء‪ .‬فقال‪« :‬ما‬
‫َ‬ ‫َح ٍ‬
‫صري‪ ،‬فقا َم وقد أ َّث َر يف جنبِه‪ ،‬قلنا‪ :‬يا‬
‫راح وت ََركها»(‪.)1‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب است َظ َّل َ‬‫يل وللدُّ نيا؟! ما أنا يف الدُّ نيا إال كراكِ ٍ‬
‫حتت شجرة ثم َ‬
‫قراء‬ ‫ُ‬
‫يدخل ال ُف ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬‬ ‫‪ -254‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫بخمس مئة عا ٍم»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫األغنياء‬ ‫اجلن َة قبل‬
‫مت عىل ِ‬
‫النبي ﷺ قال‪ُ « :‬ق ُ‬ ‫ٍ‬
‫باب‬ ‫‪ -255‬وعن أسام َة بن زيد ‪ ،‬عن ِّ‬
‫غري أن‬ ‫وأصحاب َ‬ ‫ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬فكان عام ُة من َد َخ َلها‬
‫اجلدِّ َحمبوسون‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫املساكَّي‪،‬‬
‫َ‬
‫النار قد ُأ ِمر هبم إىل ِ‬
‫النار»(‪.)3‬‬ ‫أصحاب ِ‬
‫َ‬

‫(‪ )56‬باب فضلِ اجلوعِ وخُشونةِ العَيشِ واالقتصارِ على القليلِ من املأكولِ‬
‫س وترك الشهواتِ‬
‫واملشروبِ وامللبوسِ وغريِها من حُظوظِ النفو ِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ‬


‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ﴾ [مريم‪:‬‬
‫‪ ،]64 - 12‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ‬
‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ﴾ اآلية [القصص‪ ،]24 - 72 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮩ‬
‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ﴾ [التكاثر‪ ،]2 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5377‬وابن ماجه (‪.)0542‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5313‬وابن ماجه (‪.)0555‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1526‬ومسلم (‪.)5736‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪010‬‬

‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ﴾‬
‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة معلوم ٌة‪.‬‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫[اإلرساء‪.]52 :‬‬
‫ٍ‬
‫شعري‬ ‫خبز‬ ‫ٍ‬
‫حممد ﷺ من ِ‬ ‫‪ -256‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬ما َشبِ َع ُآل‬
‫يومني متتابعني حتى ُقبِض(‪.)1‬‬
‫‪ -257‬وعن عروةَ‪ ،‬عن عائش َة ‪ ،‬أهنا كانت ُ‬
‫تقول‪ :‬واهلل‪ ،‬يا ابن‬
‫اهلالل‪ :‬ثالث َة أه َّل ٍة يف شهرين‪ ،‬وما‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلالل‪ُ ،‬ثم‬ ‫ِ‬
‫اهلالل‪ُ ،‬ثم‬ ‫ُأختي‪ ،‬إن كنا لنن ُظ ُر إىل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عيشكُم؟ قالت‪:‬‬ ‫نار‪ .‬قلت‪ :‬يا خال ُة‪ ،‬فام كان ُي ُ‬ ‫ُأوقد يف أبيات رسول اهلل ﷺ ٌ‬
‫ِ‬
‫األنصار‪ ،‬وكانت‬ ‫ٌ‬
‫جريان من‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫األَسودان التَّمر واملاء‪ ،‬إال أنه قد كان ل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل من ِ‬
‫ألباهنا ف َيسقينا(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫هلم ِ‬
‫منائ ُح‪ ،‬فكانوا ُيرسلون إىل‬

‫رسول اهلل ﷺ الن َِّق َّي من‬


‫ُ‬ ‫سعد ‪ ‬قال‪ :‬ما َرأى‬ ‫سهل بن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -258‬وعن‬
‫ِ‬
‫رسول‬ ‫بضه اهلل تعاىل‪ .‬فقيل له‪ :‬هل كان َلكم يف ِ‬
‫عهد‬ ‫حني ابتَعثه اهلل تعاىل حتى َق َ‬
‫نخ ًال من حني ابت َعثه اهلل تعاىل حتى‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُم ُ‬ ‫ُ‬
‫مناخل؟ قال‪ :‬ما رأى‬ ‫اهلل ﷺ‬
‫نطحنُه‬
‫نخول؟ قال‪ :‬كنا َ‬ ‫ٍ‬ ‫الشعري غري َم‬ ‫َ‬
‫تأكلون‬ ‫َقبضه اهلل‪َ ،‬‬
‫فقيل له‪ :‬كيف كنتم‬
‫َ‬
‫طار‪ ،‬وما بقي َث َّريناه(‪.)3‬‬
‫فيطري ما َ‬
‫ُ‬ ‫ونن ُف ُخه‪،‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ ذات يو ٍم أو‬ ‫خرج‬
‫َ‬ ‫‪ -259‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫أخر َجكُام من بيوتِكام هذه‬
‫وعمر ‪ ،‬فقال‪« :‬ما َ‬ ‫َ‬ ‫ليلة‪ ،‬فإذا هو بأيب ٍ‬
‫بكر‬ ‫ٍ‬
‫ِ‬
‫خرجني‬ ‫سول اهلل‪ .‬قال‪« :‬وأنا‪ ،‬والذي نفيس بيده‪َ ،‬أل َ‬
‫اجلوع يا َر َ‬
‫ُ‬ ‫الساع َة؟» قاال‪:‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1056‬ومسلم (‪.)5274‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5167‬ومسلم (‪.)5275‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)1053‬‬
‫‪ | 012‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫األنصار‪ ،‬فإذا هو ليس يف بيتِه‪،‬‬


‫ِ‬ ‫أخر َجكام‪ ،‬قوموا» فقاما معه‪ ،‬فأتى ً‬
‫رجال من‬ ‫الذي َ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬أين فالن؟» قالت‪:‬‬ ‫ً‬
‫وأهال‪ .‬فقال هلا‬ ‫فلام َرأته املرأةُ‪ ،‬قالت‪ :‬مرح ًبا‬
‫ِ‬
‫وصاح َبيه‪ ،‬ثم‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫فنظر إىل‬ ‫ذهب يست ِ‬
‫األنصاري‪َ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫َعذ ُب لنا املا َء‪ .‬إذ جا َء‬ ‫َ َ‬
‫ذق فيه ُبرس‬ ‫فانطلق فجاءهم ِ‬
‫بع ٍ‬ ‫َ‬ ‫قال‪ :‬احلمدُ هلل‪ ،‬ما أحدٌ اليو َم أكر َم أضيا ًفا منِّي‪،‬‬
‫واحللوب»‬
‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬‬
‫إياك‬ ‫ُ‬ ‫ورطب‪ ،‬فقال‪ :‬كُلوا‪ ،‬وأخذ املُدي َة‪ ،‬فقال له‬‫ومتر ُ‬‫ٌ‬
‫الشاة ومن ذلك ِ‬ ‫ِ‬
‫ورووا قال‬ ‫ورشبوا‪ .‬فلام أن َشبِعوا َ‬‫العذق َ‬ ‫فذ َبح هلم‪ ،‬فأكلوا من‬
‫بكر وعمر ‪« :‬والذي نَفيس ِ‬
‫بيده‪ ،‬لتُسأ ُل َّن عن هذا‬ ‫رسول اهلل ﷺ أليب ٍ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫َرجعوا حتى أصا َبكُم هذا‬ ‫اجلوع‪ ،‬ثم مل ت ِ‬
‫ُ‬ ‫أخر َجكم من بيوتِكم‬ ‫النَّعي ِم يو َم القيامة‪َ ،‬‬
‫النعيم»(‪.)1‬‬
‫ُ‬
‫مري العدوي‪ ،‬قال‪َ :‬خ َط َبنا ُعتب ُة بن َغزوان‪ ،‬وكان‬ ‫ِ‬
‫خالد بن ُع ٍ‬ ‫‪ -261‬وعن‬
‫فحمد اهلل وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أما بعدُ ‪ ،‬فإن الدنيا قد آ َذنَت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البرصة‪،‬‬ ‫أمريا عىل‬
‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وو َّلت َّ‬
‫يتصاهبا صاح ُبها‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫كصبابة اإلناء‬‫يبق منها إال ُصباب ٌة ُ‬ ‫حذا َء‪ ،‬ومل َ‬ ‫برص ٍم‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫رضتِكم‪ ،‬فإنه قد ُذكِر‬ ‫بح َ‬
‫ِ‬
‫بخري ما َ‬ ‫زوال هلا‪ ،‬فانت َِقلوا‬ ‫وإنكم ُمنت َِقلون منها إىل ٍ‬
‫دار ال َ‬
‫قعرا‪،‬‬ ‫فري جهنَّم فيهوي فيها سبعني عا ًما‪ ،‬ال ُيدرك هلا ً‬ ‫احلجر ُيلقى من َش ِ‬ ‫َ‬ ‫لنا أن‬
‫ِ‬
‫اجلنة‬ ‫أفعجب ُتم؟! ولقد ُذكِر لنا أن ما بني ِمرصاعني من َمصاري ِع‬ ‫ِ‬ ‫واهلل لت َّ‬
‫ُمألن‪،‬‬
‫كظيظ من الزحا ِم‪ ،‬ولقد رأيتُني ساب َع‬ ‫ٌ‬ ‫َمسري َة أربعني عا ًما‪ ،‬وليأتني عليها يو ٌم وهو‬
‫الشجر‪ ،‬حتى َق ِر َحت أشدا ُقنا‪،‬‬‫ِ‬ ‫رسول اهلل ﷺ ما لنا طعا ٌم إال ُ‬
‫ورق‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫سبعة مع‬
‫َّزر سعدٌ‬ ‫مالك‪ ،‬فات ُ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫فالتقطت برد ًة فش َققتُها بيني وبني ِ‬
‫َّزرت بنصفها‪ ،‬وات َ‬ ‫سعد بن‬ ‫ُ ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5432‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪013‬‬

‫ِ‬
‫األمصار‪ ،‬وإين‬ ‫ٍ‬
‫مرص من‬ ‫أمريا عىل‬ ‫بن ِ ِ‬
‫أصبح اليوم منَّا أحدٌ إال أصبح ً‬
‫َ‬ ‫صفها‪ ،‬فام‬
‫صغريا(‪.)1‬‬
‫ً‬ ‫أعو ُذ باهلل أن أكون يف نفيس ً‬
‫عظيام‪ ،‬وعند اهلل‬

‫أخر َجت لنا‬


‫األشعري ‪ ‬قال‪َ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫بن] أيب موسى‬ ‫‪ -261‬وعن [أيب ُبرد َة ِ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ يف هذين(‪.)2‬‬ ‫إزارا َغلي ًظا‪ ،‬قالت‪ُ :‬قبِ َض‬
‫عائش ُة ‪ ‬كسا ًء و ً‬
‫الله َّم اج َعل‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬‬ ‫‪ -262‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫مق‪.‬‬
‫الر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رزق آل ٍ‬
‫حممد قوتا»(‪ .)3‬قال ُ‬ ‫َ‬
‫يسدُّ َّ‬
‫والغريب‪ :‬معنى «قوتا» أي‪ :‬ما ُ‬ ‫اللغة‬ ‫أهل‬

‫‪ -263‬وعنه ‪ ‬قال‪ :‬واهلل الذي ال إله إال هو‪ ،‬إن كنت ألعت َِمد‬
‫احلجر عىل بطني من اجلوعِ‪ ،‬ولقد‬
‫َ‬ ‫بكَبِدي عىل األرض من اجلوعِ‪ ،‬وإن كنت ألشدُّ‬
‫فتبسم حني رآين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫النبي ﷺ َّ‬
‫دت يو ًما عىل طريقهم الذي َخي ُرجون منه‪ ،‬فمر يب ُّ‬ ‫ق َع ُ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل‪،‬‬ ‫هر» قلت‪َ :‬‬
‫لبيك يا‬ ‫وعرف ما يف وجهي وما يف نفيس‪ ،‬ثم قال‪« :‬أبا ٍّ‬ ‫َ‬
‫فدخلت‪ ،‬فوجدَ لبنا يف‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فأذن يل‬ ‫َ‬
‫فاستأذن‪،‬‬ ‫َ‬
‫فدخل‬ ‫قال‪َْ « :‬‬
‫احل ْق» ومىض فاتَّبعتُه‪،‬‬
‫هر»‬ ‫اللبن؟» قالوا‪ :‬أهداه لك فالن أو فالنة قال‪« :‬أبا ٍّ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫قدح‪ ،‬فقال‪« :‬من أين هذا‬
‫ُ‬
‫وأهل‬ ‫احل ْق إىل أهل الص ِ‬
‫فة فاد ُع ُهم يل» قال‪:‬‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬قال‪َْ « :‬‬
‫َ‬ ‫قلت‪َ :‬‬
‫لبيك يا‬
‫ُّ‬
‫مال وال عىل ٍ‬
‫أحد‪ ،‬إذا أتته صدق ٌة‬ ‫أهل وال ٍ‬
‫أضياف اإلسال ِم‪ ،‬ال يأوون عىل ٍ‬
‫ُ‬ ‫الصفة‬
‫وأصاب منها‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أرسل إليهم‪،‬‬ ‫بعث هبا إليهم‪ ،‬ومل يتناول منها شي ًئا‪ ،‬وإذا أتته هدي ٌة‬
‫أحق أن‬ ‫ِ‬
‫الصفة! كنت ُّ‬ ‫وأرشك َُهم فيها‪ ،‬فساءين ذلك‪ ،‬ف ُقلت‪ :‬وما هذا اللبن يف أهل‬
‫أتقوى هبا‪ ،‬فإذا جاءوا أمرين فكنت أنا ُأعطيهم‪ ،‬وما‬ ‫أصيب من هذا اللبن َرشب ًة َّ‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5267‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1252‬ومسلم (‪.)5424‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6064‬ومسلم (‪.)5411‬‬
‫‪ | 014‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُبدٌّ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وطاعة‬ ‫ِ‬
‫طاعة اهلل‬ ‫اللبن‪ ،‬ومل يكن من‬ ‫ِ‬ ‫عسى أن َيب ُلغني من هذا‬
‫البيت‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫وهتم‪ ،‬فأقبلوا واستأ َذنوا‪ ،‬ف َأ ِذن هلم وأخذوا َجمال ِ َسهم من‬
‫فأتيتُهم فد َع ُ‬
‫دح‪،‬‬ ‫ذت ال َق َ‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬قال‪ُ « :‬خذ فأعطِهم» َ‬
‫فأخ ُ‬ ‫َ‬ ‫هر» قلت‪َ :‬‬
‫لبيك يا‬ ‫«يا أبا ٍّ‬
‫اآلخر‬
‫َ‬ ‫القدح‪ ،‬فأعطيه‬
‫َ‬ ‫عل‬
‫روى‪ ،‬ثم ير ُّد َّ‬‫رشب حتى َي َ‬ ‫َ‬
‫الرجل ف َي ُ‬ ‫جعلت أعطيه‬‫ُ‬ ‫ف‬
‫فيرشب حتى يروى‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬ ‫عل القدح‪ ،‬فأعطيه اآلخر‬
‫روى‪ ،‬ثم ير ُّد َّ‬
‫فيرشب حتى َي َ‬
‫ُ‬
‫القدح‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ وقد روي القو ُم ك ُّلهم‪ ،‬فأخذ‬
‫ِّ‬ ‫انتهيت إىل‬
‫ُ‬ ‫القدح حتى‬
‫َ‬ ‫ير ُّد عل‬
‫َ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫هر» قلت‪ :‬لبيك يا‬ ‫ِ‬
‫فتبسم‪ ،‬فقال‪« :‬أبا ٍّ‬
‫فنظر إ َّيل َّ‬
‫فوضعه عىل يده‪َ ،‬‬
‫دت‬
‫فاَشب» فق َع ُ‬‫َ‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬قال‪« :‬اق ُعد‬ ‫َ‬ ‫قت يا‬
‫بقيت أنا وأنت» قلت‪ :‬صدَ َ‬ ‫« ُ‬
‫قلت‪ :‬ال‪ ،‬والذي‬‫يقول‪« :‬اَشب» حتى ُ‬ ‫فرشبت‪ ،‬فام زال ُ‬
‫ُ‬ ‫بت‪ ،‬فقال «اَشب»‬ ‫ِ‬
‫فرش ُ‬
‫القدح‪ ،‬فحمد اهلل تعاىل‪،‬‬
‫َ‬ ‫باحلق ما أجدُ له َمسلكًا! قال‪« :‬فأرين» ف َأع َطيتُه‬
‫ِّ‬ ‫بع َثك‬
‫وسمى ِ‬
‫ورش َب الفضل َة(‪.)1‬‬ ‫َّ‬
‫شيت إىل‬ ‫ٍ‬
‫بشعري‪ ،‬و َم ُ‬ ‫النبي ﷺ ِدر َعه‬
‫أنس ‪ ‬قال‪َ :‬ره َن ُّ‬ ‫‪ -264‬وعن ٍ‬
‫آلل ٍ‬
‫حممد َّإال‬ ‫خة‪ ،‬ولقد سمعتُه يقول‪« :‬ما أص َب َح ِ‬ ‫وإهالة سن ِ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫شعري‪،‬‬ ‫النبي ﷺ ِ‬
‫بخبز‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ٍ (‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫صاع‪ ،‬وال أمسى» وإهنم لتسع ُة أبيات ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ من َأ َدم‬ ‫‪ -265‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان فِ ُ‬
‫راش‬
‫ليف(‪.)3‬‬
‫شوه ٌ‬
‫َح ُ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -266‬وعن املقدا ِم بن َمعدي ك ٍ‬
‫َرب ‪ ‬قال‪:‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)6015‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)5142‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)6016‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪015‬‬

‫كالت ُي ِقمن ُصل َبه‪ ،‬فإن‬


‫ٍ‬ ‫بحسب ابن آد َم َأ‬
‫ِ‬ ‫َشا من ٍ‬
‫بطن‪،‬‬ ‫يقول‪« :‬ما مأل آدمي وعاء ًّ‬
‫لطعامه‪ ،‬وثلث لرشابِه‪ ،‬وثلث لنَ َف ِسه»(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫كان ال َحمال َة ف ُث ُ‬
‫لث‬

‫فعر َضت كُدي ٌة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬إنَّا يو َم اخلندق نحف ُر‪َ ،‬‬ ‫‪ -267‬وعن‬
‫اخلندق‪ .‬فقال‪« :‬أنا ِ‬
‫ناز ٌل»‬ ‫ِ‬ ‫النبي ﷺ فقالوا‪ :‬هذه كُدي ٌة َع َر َضت يف‬ ‫شديدة‪ ،‬فجاؤوا َّ‬
‫عول‪،‬‬‫النبي ﷺ امل ِ َ‬
‫فأخذ ُّ‬‫َ‬ ‫نذوق ذوا ًقا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫معصوب‪ ،‬ولبِثنا ثالث َة أيا ٍم ال‬
‫ٌ‬ ‫ثم قا َم‪ ،‬وبطنُه‬
‫البيت‪ ،‬فقلت المرأيت‪:‬‬‫ِ‬ ‫سول اهلل‪ ،‬ائذن يل إىل‬ ‫فرضب فعاد كثي ًبا أه َي َل‪ ،‬ف ُقلت‪ :‬يا َر َ‬
‫َ‬
‫شعري‬
‫ٌ‬ ‫رب؛ فعندك يشء؟ فقالت‪ :‬عندي‬ ‫بالنبي ﷺ شي ًئا ما يف ذلك ص ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬
‫جئت‬‫الربمة‪ ،‬ثم ُ‬ ‫َت َّ‬‫ناق‪ ،‬و َطحن ِ‬ ‫حت ال َع َ‬ ‫و َع ٌ‬
‫اللحم يف ُ‬
‫َ‬ ‫عري‪ ،‬حتى َج َعلنا‬ ‫الش َ‬ ‫َ‬ ‫ناق‪ ،‬فذ َب ُ‬
‫جني قد انكرس‪ ،‬والربمة بني األثايف قد كادت ِ‬
‫تنض ُج‪ ،‬فقلت‪ُ :‬ط َع ِّي ٌم‬ ‫النبي ﷺ وال َع ُ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬
‫فذكرت له‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ورجل أو رجالن‪ ،‬قال‪« :‬كم هو؟»‬ ‫ٌ‬ ‫يل‪ ،‬فقم أنت يا َر َ‬
‫سول اهلل‬
‫التنورحتى آيت» فقال‪« :‬قوموا»‬ ‫ِ‬ ‫الربمة‪ ،‬وال اخلب َز من‬ ‫َنزع ُ‬‫ب‪ ،‬قل هلا‪ :‬ال ت ِ‬ ‫َثري ط ِّي ٌ‬
‫«ك ٌ‬
‫النبي ﷺ‬‫ُّ‬ ‫حيك جا َء‬ ‫لت عليها فقلت‪ :‬و َ‬ ‫واألنصار‪ ،‬فدَ َخ ُ‬
‫ُ‬ ‫فقا َم املهاجرون‬
‫واألنصار ومن م َعهم! قالت‪ :‬هل سأ َلك؟ قلت‪ :‬نَعم‪ ،‬قال‪ُ « :‬‬
‫ادخلوا‬ ‫ُ‬ ‫واملهاجرون‬
‫والتنور إذا‬ ‫الربمة‬ ‫ُ‬ ‫فجعل ِ‬
‫َ‬ ‫وال تَضا َغطوا»‬
‫َ‬ ‫وخيمر ُ‬
‫ِّ‬ ‫وجيعل عليه اللحم‪،‬‬ ‫اخلبز‪،‬‬
‫يكرس َ‬‫ُ‬
‫وبقي‬
‫َ‬ ‫ف حتى شبِعوا‪،‬‬ ‫ينزع‪ ،‬فلم يزل يكرس ِ‬
‫ويغر ُ‬ ‫قرب إىل أصحابِه ثم ُ‬ ‫أخذ منه‪ ،‬و ُي ِّ‬
‫ُ‬
‫أصاهبم َُماع ٌة»(‪.)2‬‬
‫َُ‬ ‫الناس‬
‫فإن َ‬ ‫وأهدي‪َّ ،‬‬ ‫منه‪ ،‬فقال‪« :‬كُيل هذا َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5324‬وابن ماجه (‪.)3302‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)0545‬ومسلم (‪.)5432‬‬
‫‪ | 016‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )57‬باب القناعةِ والعفافِ واالقتصادِ يف املعيشةِ واإلنفاقِ‬


‫وذمِّ السؤالِ من غري ضرورةٍ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ﴾ [هود‪ ،]6 :‬وقال‬


‫تعاىل‪﴿ :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬
‫ﮯ ﮰ﴾ [البقرة‪ ،]573 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ﴾ [الفرقان‪ ،]67 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭳ ﭴ‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ﴾‬
‫[الذاريات‪.]17 - 16 :‬‬
‫ني الساب َق ِ‬
‫ني‪ ،‬ومما مل يتقدَّ م‪:‬‬ ‫معظمها يف البا َب ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األحاديث فتقدَّ م‬ ‫وأ َّما‬
‫‪ -268‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬عن النبي ﷺ قال‪« :‬ليس ال ِغنى عن ِ‬
‫كثرة‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫النفس»(‪.)1‬‬ ‫الغنى ِغنى‬
‫ض‪ ،‬ولكن ِ‬
‫ال َع َر ِ‬

‫«ال َع َرض»‪ُ :‬‬


‫املال‪.‬‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬قد أف َل َح‬


‫َ‬ ‫عمرو ‪ :‬أن‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬ ‫‪ -269‬وعن ِ‬

‫من أس َل َم‪ُ ،‬‬


‫ور َ‬
‫زق كفافا‪ ،‬وقنَّعه اهلل بام آتاه»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6006‬ومسلم (‪.)5415‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5410‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪017‬‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ فأعطاين‪،‬‬ ‫سألت‬
‫ُ‬ ‫‪ -271‬وعن حكي ِم بن حزا ٍم ‪ ‬قال‪:‬‬
‫لو‪،‬‬
‫خَّض ُح ٌ‬
‫ٌ‬ ‫كيم‪ ،‬إن هذا َ‬
‫املال‬ ‫ثم سألتُه فأعطاين‪ ،‬ثم سألتُه فأعطاين‪ ،‬ثم قال‪« :‬يا َح ُ‬
‫بارك له فيه‪ ،‬وكان‬ ‫ِ‬
‫بإَشاف ٍ‬ ‫ومن َ‬ ‫نفس ِ‬ ‫ِ‬
‫بسخاوة ٍ‬ ‫فمن َ‬
‫نفس مل ُي َ‬ ‫أخذه‬ ‫بورك له فيه‪َ ،‬‬ ‫أخذ ُه‬ ‫َ‬
‫حكيم‪ :‬فقلت‪ :‬يا‬ ‫السفىل» قال‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫خري من اليد ُّ‬
‫شبع‪ ،‬واليدُ ال ُعليا ٌ‬ ‫كالذي َيأكُل وال َي ُ‬
‫أفارق الدنيا‪ ،‬فكان أبو‬‫باحلق ال أرز ُأ أحدً ا بعدك شي ًئا حتى َ‬ ‫سول اهلل‪ ،‬والذي بع َثك ِّ‬ ‫َر َ‬
‫مر ‪‬‬ ‫إن ُع َ‬‫كيام ل ُيعطيه ال َعطا َء‪ ،‬فيأبى أن َيق َبل منه شي ًئا‪ ،‬ثم َّ‬
‫بكر ‪ ‬يدعو َح ً‬ ‫ٍ‬
‫أعر ُض‬‫شهدُ كم عىل حكي ٍم أين ِ‬ ‫معرش املسلمني‪ُ ،‬أ ِ‬ ‫دعاه لي ِ‬
‫عط َيه فأبى أن َيق َبله‪ .‬فقال‪ :‬يا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫كيم أحدً ا من‬
‫رزأ َح ٌ‬ ‫يأخ َذه‪ .‬فلم َي َ‬
‫الفيء فيأبى أن َ‬ ‫قس َم اهلل له يف هذا‬ ‫عليه ح َّقه الذي َ‬
‫النبي ﷺ حتى تُويف(‪.)1‬‬ ‫الناس بعد ِّ‬ ‫ِ‬

‫النقصان‪ ،‬أي‪ :‬مل ُي ِنقص‬


‫ُ‬ ‫الرزء‪:‬‬ ‫ُ‬
‫وأصل ُّ‬
‫يأخذ من ٍ‬
‫أحد شي ًئا‪،‬‬ ‫رزأ» أي‪ :‬مل ُ‬‫« َي ُ‬
‫باليشء‪ ،‬و«سخاوة‬‫ِ‬ ‫أحدً ا شي ًئا باألخذ منه‪ ،‬و«إَشاف النفس»‪ :‬تط ُّلعها وطم ُعها‬
‫والرش ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النفس»‪ :‬هي عد ُم اإلرشاف إىل اليشء‪ ،‬والطم ِع فيه‪ ،‬واملباالة به َّ َ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُأيت ٍ‬
‫بامل أو ٍ‬
‫سبي‬ ‫َ‬ ‫‪ -271‬وعن عمرو بن تَغلِب ‪ :‬أن‬
‫َرك َعتَبوا‪ِ ،‬‬
‫فحمدَ اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫رجاال‪ ،‬فبلغه أن الذين ت َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫رجاال‪ ،‬وترك‬ ‫فقسم ُه‪ ،‬فأعطى‬
‫َ‬
‫الرجل‪ ،‬والذي‬ ‫وأدع‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الرجل‬ ‫قال‪« :‬أما بعدُ ‪ ،‬فواهلل‪ ،‬إين ألعطي‬ ‫ثم أثنى عليه‪ ،‬ثم َ‬
‫إيل من الذي ُأعطي‪ ،‬ولكني ُأعطي أقواما ملا أرى يف ِ‬
‫قلوهبم من اجلز ِع‬ ‫أحب َّ‬
‫ُّ‬ ‫أدع‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫واخلري‪ ،‬منهم َعمرو بن‬ ‫جعل اهلل يف قلوهبم من ِ‬
‫الغنى‬ ‫وأكِ ُل أقواما إىل ما َ‬ ‫واهللعِ‪َ ،‬‬‫َ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ محر النع ِم(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫بكلمة‬ ‫أحب أن يل‬ ‫ِ‬
‫تَغلب» فواهلل‪ ،‬ما ُّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5075‬ومسلم (‪.)5431‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)253‬‬
‫‪ | 018‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫رسول اهلل‬ ‫األشجعي ‪ ‬قال‪ :‬كنَّا عندَ‬ ‫ٍ‬
‫مالك‬ ‫عوف بن‬ ‫ِ‬ ‫‪ -272‬وعن‬
‫ِّ‬
‫رسول اهلل» وكنا حديثي ٍ‬
‫عهد‬ ‫َ‬ ‫ﷺ تسع ًة أو ثامني ًة أو سبع ًة‪ ،‬فقال‪« :‬أال تُبايِعون‬
‫َ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل» ف َب َسطنا‬ ‫سول اهلل‪ ،‬ثم قال‪« :‬أال تُبايِعون‬ ‫ٍ‬
‫ببيعة‪ ،‬فقلنا‪ :‬قد با َيعناك يا َر َ‬
‫رسول اهلل! ف َعال َم نُباي ُعك؟ قال‪« :‬عىل أن تَعبدوا اهلل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫أيد َينا‪ ،‬وقلنا‪ :‬قد با َيعناك يا‬
‫وأرس كلم ًة خفي ًة «وال تَسألوا‬ ‫ِ‬
‫اخلمس وتُطيعوا»‬ ‫ُرشكوا به شيئا‪ ،‬والص ِ‬
‫لوات‬ ‫وال ت ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أحدهم فام ُ‬
‫يسأل أحدً ا‬ ‫سوط ِ‬‫ُ‬ ‫رأيت بعض أولئك ِ‬
‫النفر َي ُ‬
‫سقط‬ ‫ُ‬ ‫الناس شيئا» فلقد‬‫َ‬
‫يناو ُله إياه(‪.)1‬‬
‫َزال املسأل ُة ِ‬
‫بأحدكم‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال ت ُ‬
‫عمر ‪ :‬أن َّ‬ ‫‪ -273‬وعن ابن َ‬
‫وليس يف ِ‬
‫وجهه ُمزع ُة حل ٍم»(‪.)2‬‬ ‫حتى َيلقى اهلل تعاىل َ‬
‫الناس‬
‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من َ‬
‫سأل‬ ‫ُ‬ ‫‪ -274‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ستق َّل أو ليستَكثِ َر»(‪.)3‬‬
‫سأل مجرا؛ فلي ِ‬
‫َ‬ ‫تَكثرا فإنَّام َي ُ َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من أصابت ُه‬‫ُ‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -275‬وعن ابن‬
‫ٍ‬
‫عاجل أو‬ ‫زق‬ ‫بالناس مل تُسدَّ فاقتُه‪ ،‬ومن أنزهلا باهلل‪ِ ،‬‬
‫فيوشك اهلل له ِبر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فاق ٌة فأنز ََهلا‬
‫آجل»(‪.)4‬‬ ‫ٍ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من ت َك َّفل يل أن ال َي َ‬
‫سأل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ثوبان ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -276‬وعن‬
‫فقلت‪ :‬أنا‪ ،‬فكان ال َي ُ‬
‫سأل أحدً ا شي ًئا(‪.)5‬‬ ‫ِ‬
‫باجلنة؟» ُ‬ ‫الناس شيئا‪ ،‬وأتك َّف ُل له‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5403‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5070‬ومسلم (‪.)5404‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5405‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5601‬والرتمذي (‪.)5356‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه أبو داود (‪.)5603‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪019‬‬

‫(‪ )58‬باب جوازِ األخذِ من غريِ مسألةٍ وال تطلُّ ٍع إليه‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫عمر‬
‫عمر‪ ،‬عن َ‬ ‫عمر‪ ،‬عن أبيه عبد اهلل بن َ‬ ‫‪ -277‬وعن ساملِ بن عبد اهلل بن َ‬
‫أفقر إليه‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فأقول‪ :‬أعطه َمن هو ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُيعطيني ال َعطا َء‪،‬‬ ‫‪ ‬قال‪ :‬كان‬
‫ٍ‬
‫سائل‪،‬‬ ‫ف وال‬‫رش ٍ‬
‫يشء وأنت غري ُم ِ‬ ‫ِمنِّي‪ .‬فقال‪ُ « :‬خذه‪ ،‬إذا جاءك من هذا املا ِل‬
‫ٌ‬
‫نفسك» قال‬ ‫ئت تَصدَّ ق به‪ ،‬وما ال‪ ،‬فال تُتبِعه َ‬ ‫شئت كُله‪ ،‬وإن ِش َ‬
‫فخُ ذه فت ََم َّوله‪ ،‬فإن َ‬
‫يسأل أحدً ا شي ًئا‪ ،‬وال ير ُّد شي ًئا ُأعطِ َيه(‪.)1‬‬
‫ساملٌ‪ :‬فكان عبدُ اهلل ال ُ‬

‫(‪ )59‬باب احلثِّ على األكلِ من عملِ يدِه والتعفُّ ِ‬


‫ف به عن السؤالِ والتعرضِ‬
‫لإلعطاءِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾‬


‫[اجلمعة‪.]54 :‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬ألن َي ُ‬


‫أخ َذ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الزبري بن العوا ِم ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -278‬وعن‬
‫َّ‬
‫فيكف اهلل‬ ‫طب عىل ِ‬
‫ظهره ف َيبي َعها‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بحزمة من َح ٍ‬ ‫َ‬
‫اجلبل‪ ،‬فيأيت‬ ‫أحدُ كم أح ُب َله ثم يأيت‬
‫الناس‪َ ،‬أع َطوه أو َمنَعوه»(‪.)2‬‬
‫سأل َ‬‫خري له من أن َي َ‬
‫وجهه‪ٌ ،‬‬
‫هبا َ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬ما َ‬
‫أكل‬ ‫‪ -279‬وعن املقدا ِم بن م ِ‬
‫عد ِ‬
‫يكرب ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫َ‬
‫نبي اهلل داو َد عليه السالم كان‬
‫وإن َّ‬ ‫يأكل من ِ‬
‫عمل يده‪َّ ،‬‬ ‫قط خريا من أن َ‬ ‫أحدٌ طعاما ُّ‬
‫عمل ِ‬
‫يده»(‪.)3‬‬ ‫يأك ُُل من ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)7563‬ومسلم (‪.)5401‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)5075‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)5475‬‬
‫‪ | 001‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )61‬باب الكرمِ واجلودِ واإلنفاقِ يف وجوهِ اخلريِ ثقةً باهلل تعاىل‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ﴾ [سبأ‪ ،]32 :‬وقال تعاىل‪:‬‬


‫﴿ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ﴾ [البقرة‪ ،]575 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ﴾ [البقرة‪.]573 :‬‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال َحسدَ َّإال يف‬ ‫مسعود ‪ ،‬عن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -281‬وعن ِ‬
‫ابن‬
‫ِّ‬
‫ٌ‬
‫ورجل آتاه اهلل حكمة‪ ،‬فهو‬ ‫رجل آتاه اهلل ماال‪ ،‬فس َّلطه عىل ه َلكَتِه يف ِّ‬
‫احلق‪،‬‬ ‫اثنتَّي‪ٌ :‬‬
‫َيقيض هبا و ُيع ِّلمها»(‪.)1‬‬

‫أحب‬
‫ُّ‬ ‫مال ِ‬
‫وارثه‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬أ ُّيكُم ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ -281‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫أحب إليه‪ .‬قال‪« :‬فإن ما َله‬ ‫إليه من مالِه؟» قالوا‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬ما منا أحدٌ إال ما ُله ُّ‬
‫أخ َر»(‪.)2‬‬ ‫ومال ِ‬
‫وارثه ما َّ‬ ‫ما َقدَّ م‪ُ ،‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما ِمن يو ٍم‬ ‫ُ‬ ‫‪ -282‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ُ‬
‫ويقول‬ ‫عط ُم ِنفقا َخلفا‪،‬‬
‫يصبح العباد فيه إال م َلكان ي ِنزالن‪ ،‬فيقول أحدُ مها‪ :‬اللهم َأ ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫الله َّم َأعط ممسكا تَلفا»(‪.)3‬‬
‫اآلخر‪ُ :‬‬
‫ُ‬
‫قال اهلل تعاىل‪ِ :‬‬
‫أنفق ُين َفق‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬‬
‫َ‬ ‫‪ -283‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫عليك»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)73‬ومسلم (‪.)256‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)6005‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5005‬ومسلم (‪.)5454‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)0620‬ومسلم (‪.)223‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪000‬‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا ابن آد َم‪ ،‬إنك‬ ‫‪ -284‬وعن أيب ُأمام َة ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫قال‬
‫ٍ‬
‫كفاف‪ ،‬وابدأ بمن‬ ‫خري لك‪ ،‬وأن متُ ِسكه َش لك‪ ،‬وال تُال ُم عىل‬ ‫َ‬ ‫تبذ َل‬
‫أن ُ‬
‫الفضل ٌ‬
‫السفىل»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ت ُ‬
‫خري من اليد ُّ‬
‫َعول‪ ،‬واليد العليا ٌ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ما َن َق َصت صدق ٌة‬ ‫‪ -285‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫َ‬
‫تواضع أحدٌ هلل إال َرف َعه اهلل عز‬ ‫فو إال ِعزًّا‪ ،‬وما‬ ‫من ٍ‬
‫مال‪ ،‬وما زا َد اهلل عبدا ب َع ٍ‬
‫وجل»(‪.)2‬‬
‫ُ‬
‫رسول‬ ‫الصديق ‪ ،‬قالت‪ :‬قال يل‬‫ِ‬ ‫‪ -286‬وعن أسام َء بنت أيب ٍ‬
‫بكر‬
‫انضحي‪ ،‬وال ُحتيص ف ُيحىص عليك‪ ،‬وال توعي‬‫اهلل ﷺ‪َ « :‬أ ِنفقي أو ان َفحي‪ ،‬أو َ‬
‫فيوعي اهلل عليك»(‪.)3‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من تَصدَّ ق‬ ‫ُ‬ ‫‪ -287‬وعن أيب هريرة ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫الطيب‪ -‬فإن اهلل َيق َب ُلها بيمينِه‪ ،‬ثم‬
‫َ‬ ‫ب ‪-‬وال َي ُ‬
‫قبل اهلل إال‬ ‫كسب ط ِّي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫دل ٍ‬
‫مترة من‬ ‫ب َع ِ‬
‫ِ‬
‫اجلبل»(‪.)4‬‬ ‫مثل‬ ‫ِ‬
‫لصاحبها كام ُيريب أحدُ كُم َف ُل َّوه حتى تكون َ‬ ‫ُير ِّبيها‬

‫(‪ )61‬باب النَّهيِ عن البُخلِ والشحِّ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬


‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ﴾ [الليل‪ ،]55 - 2 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘ﴾ [التغابن‪.]56 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5436‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5122‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5033‬ومسلم (‪.)5452‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5054‬ومسلم (‪.)5450‬‬
‫‪ | 002‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫الظلم؛ فإن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬اتَّقوا‬ ‫جابر ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -288‬وعن‬
‫مح َلهم‬ ‫ِ‬ ‫الظلم ُظ ٌ‬
‫أهلك من كان قب َلكم‪َ َ ،‬‬
‫َ‬ ‫الشح؛ فإن ُّ‬
‫الش َّح‬ ‫َّ‬ ‫القيامة‪ ،‬واتقوا‬ ‫لامت يو َم‬ ‫َ‬
‫ارمهم»(‪.)1‬‬‫ماءهم واست ََحلوا َحم ِ‬ ‫ِ‬
‫عىل أن َسفكوا د َ‬

‫(‪ )62‬باب اإليثارِ واملواساةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ﴾ [احلرش‪ ،]2 :‬وقال‬


‫ِ‬
‫اآليات‪.‬‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ﴾ [الدهر‪ ]2 :‬إىل آخر‬

‫النبي ﷺ فقال‪ :‬إين‬‫ِّ‬ ‫‪ -289‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬جا َء ٌ‬


‫رجل إىل‬
‫باحلق‪ ،‬ما عندي إال ما ٌء‪ ،‬ثم‬ ‫ِ‬
‫بعض نسائه‪ ،‬فقالت‪ :‬والذي بع َثك ِّ‬ ‫فأرسل إىل‬
‫َجمهو ٌد‪َ ،‬‬
‫مثل ذلك‪ ،‬حتى ُقلن ُك ُّلهن َ‬
‫مثل ذلك‪ :‬ال والذي بع َثك‬ ‫أرسل إىل أخرى‪ ،‬فقالت َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫األنصار‪:‬‬ ‫ضيف هذا الليل َة؟» فقال ٌ‬
‫رجل من‬ ‫ُ‬ ‫باحلق‪ ،‬ما عندي إال ما ٌء‪ .‬فقال‪َ « :‬من ُي‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل‬ ‫ضيف‬
‫َ‬ ‫فانطلق به إىل َرحلِه‪ ،‬فقال المرأتِه‪َ :‬أ ِ‬
‫كرمي‬ ‫َ‬ ‫أنا يا َر َ‬
‫سول اهلل‪،‬‬
‫ﷺ(‪.)2‬‬

‫قوت ِصبياين‪ .‬قال‪:‬‬


‫عندك يش ٌء؟ قالت‪ :‬ال‪ ،‬إال َ‬ ‫ِ‬ ‫رواية قال المرأتِه‪ :‬هل‬
‫ٍ‬ ‫ويف‬
‫الرساج‪،‬‬ ‫ِ‬
‫فأطفئي‬ ‫دخل َضي ُفنا‬ ‫ٍ‬
‫بيشء‪ ،‬وإذا أرادوا ال َعشا َء فن َِّوميهم‪ ،‬وإذا َ‬ ‫َع ِّلليهم‬
‫َ‬
‫طاويني‪ ،‬فلام أص َبح َغدَ ا عىل ِّ‬
‫النبي ﷺ‬ ‫الضيف وباتا ِ‬
‫ُ‬ ‫وأريه أنا نأك ُُل‪ .‬ف َقعدوا َ‬
‫وأكل‬
‫ِ‬
‫بضيفكام الليل َة»(‪.)3‬‬ ‫جب اهلل من ص ِ‬
‫نيعكام‬ ‫فقال‪« :‬لقد َع ِ‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5172‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3722‬ومسلم (‪.)5410‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)3722‬ومسلم (‪.)5410‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪003‬‬

‫النبي‬ ‫اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬بينام نحن يف ٍ‬ ‫ٍ‬


‫سفر مع ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫سعيد‬ ‫‪ -291‬وعن أيب‬
‫وش ً‬
‫امال‪ ،‬فقال‬ ‫ف برصه يمينًا ِ‬ ‫ِ‬
‫يرص ُ‬ ‫فجعل‬‫َ‬ ‫ٍ‬
‫راحلة له‪،‬‬ ‫رجل عىل‬ ‫ٌ‬ ‫ﷺ إذ جا َء‬
‫َ َ‬
‫هر له‪ ،‬ومن كان له‬ ‫فضل ٍ‬
‫ظهر فل َي ُعد به عىل من ال َظ َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من كان معه ُ‬ ‫ُ‬
‫ذكر حتى رأينا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضل من ٍ‬
‫زاد‪ ،‬فل َي ُعد به عىل من ال زا َد له» َ‬ ‫َف ٌ‬
‫كر من أصناف املال ما َ‬ ‫فذ َ‬
‫ٍ‬
‫فضل(‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫ألحد منا يف‬ ‫حق‬
‫أنه ال َّ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫سعد ‪ :‬أن أمرأ ًة جاءت إىل‬ ‫سهل بن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -291‬وعن‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حمتاجا إليها‪،‬‬
‫ً‬ ‫النبي ﷺ‬
‫أخذها ُّ‬ ‫ُبربدة منسوجة‪ ،‬فقالت‪ :‬نسجتُها بيدي ألَ ُ‬
‫كس َوكَها‪ ،‬ف َ‬
‫فجلس‬
‫َ‬ ‫أحسنَها! فقال‪َ « :‬ن َعم»‬
‫اكسنيها ما َ‬
‫إزاره‪ ،‬فقال فالن‪ُ :‬‬ ‫فخرج إلينا وإهنا ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫أرسل هبا إليه‪ :‬فقال له القو ُم‪ :‬ما‬ ‫رجع ف َطواها‪ ،‬ثم‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫املجلس‪ ،‬ثم‬ ‫النبي ﷺ يف‬‫ُّ‬
‫مت أنه ال يرد ِ‬
‫سائ ًال‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫نت! لبِسها النبي ﷺ ُحمتاجا إليها‪ ،‬ثم سألتَه ِ‬
‫وعل َ‬ ‫أحس َ‬
‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إين واهلل ما سألتُه ألَل َبسها‪ ،‬إنام سألتُه لتكون َك َفني‪ .‬قال ٌ‬
‫سهل‪ :‬فكانت كَفنَه(‪.)2‬‬
‫(‪ )63‬باب التنافسِ يف أمورِ اآلخرةِ واالستكثارِ مما يُتربَّك به‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ﴾ [املطففني‪.]56 :‬‬


‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫برشاب‪،‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُأ ِ َ‬
‫يت‬ ‫َ‬ ‫سعد ‪ :‬أن‬ ‫سهل بن‬‫ِ‬ ‫‪ -292‬وعن‬
‫األشياخ‪ ،‬فقال للغال ِم‪« :‬أتأ َذ ُن يل أن‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫يساره‬ ‫فرشب منه وعن َيمينِه ُغال ٌم‪ ،‬وعن‬
‫َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬ال أوثِ ُر بنَصيبي منك أحدً ا‪.‬‬
‫ُأعطِ َي هؤالء؟» فقال ال ُغال ُم‪ :‬ال واهلل يا َر َ‬
‫يده(‪« .)3‬ت َّله»‪ :‬أي‪ :‬وضعه‪.‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ يف ِ‬
‫ُ‬ ‫َف َت َّله‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5752‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)6436‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5315‬ومسلم (‪.)5434‬‬
‫‪ | 004‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫أيوب عليه السال ُم‬‫ُ‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬بينا‬


‫‪ -293‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬عن ِّ‬
‫أيوب َحيتثي يف ثوبِه‪ ،‬فناداه ر ُّبه‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫ذهب‪ ،‬فجعل‬ ‫فخر عليه جرا ٌد من‬ ‫ُ‬
‫يغتسل ُعريانا‪َّ ،‬‬
‫أيوب‪ ،‬أمل أكن أغنَيتُك عام ترى؟! قال‪ :‬بىل وع َّزتِك‪ ،‬ولكن ال ِغنى يب‬
‫ُ‬ ‫ع َّز َّ‬
‫وجل‪ :‬يا‬
‫عن بركَتِك»(‪.)1‬‬

‫(‪ )64‬باب فضلِ الغَينِّ الشاكرِ‬

‫ِ‬
‫املأمور هبا‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وجوهه‬ ‫ورص َفه يف‬ ‫املال من ِ‬
‫أخذ َ‬‫وهو َمن َ‬
‫وجهه‪َ ،‬‬
‫﴿ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﴾ [الليل‪ ،]7 - 1 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾ [الليل‪ ،]55 - 57 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭢ ﭣ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ﴾ [البقرة‪ ،]575 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ﴾ [آل عمران‪]25 :‬‬
‫ِ‬
‫الطاعات كثري ٌة َمعلوم ٌة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلنفاق يف‬ ‫ِ‬
‫فضل‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫‪ -294‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن ُفقرا َء املهاجرين أتوا‬
‫ِ‬
‫بالدرجات ال ُعىل‪ ،‬والنعي ِم املقي ِم‪ ،‬فقال‪« :‬وما ذاك؟»‬ ‫أهل الدُّ ِ‬
‫ثور‬ ‫ذهب ُ‬ ‫فقالوا‪:‬‬
‫َ‬
‫فقالوا‪ُ :‬يصلون كام نُصل‪ ،‬و َيصومون كام نَصو ُم‪ ،‬ويتصدَّ قون وال نتصدَّ ق‪،‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬أفال ُأعلِ ُمكم شيئا تُدركون به من‬
‫ُ‬ ‫و َيعتقون وال نَعتِق‪ ،‬فقال‬
‫نع َ‬
‫مثل ما‬ ‫أفضل منكم َّإال من َص َ‬
‫َ‬ ‫س َب َقكُم‪ ،‬وتَسبِقون به من َبعدَ كم‪ ،‬وال يكون أحدٌ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)572‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪005‬‬

‫كل‬‫ُكربون‪ُ ،‬د َبر ِّ‬ ‫سول اهلل‪ ،‬قال‪« :‬تُس ِّبحون َ‬


‫وحت َمدون وت ِّ‬ ‫صنَعتُم؟» قالوا‪ :‬بىل يا َر َ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ فقالوا‪ :‬سم َع‬ ‫فرجع ُفقرا ُء املهاجرين إىل‬ ‫ٍ‬
‫صالة ثالثا و َثالثَّي مرة»‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ذلك َف ُ‬
‫ضل اهلل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األموال بام فعلنا‪ ،‬ففعلوا مث َله؟ فقال‬ ‫إخوانُنا ُ‬
‫أهل‬
‫شاء»(‪.)1‬‬
‫يؤتيه َمن َي ُ‬
‫«الدُّ ثور»‪ :‬األ ُ‬
‫موال الكثريةُ‪.‬‬

‫(‪ )65‬باب ذِكرِ املوتِ وقِصرِ األملِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ‬


‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ﴾‬
‫[آل عمران‪ ،]521 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬
‫ﰂ ﰃ﴾ [لقامن‪ ،]30 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ‬
‫ﯙ﴾ [النحل‪ ،]65 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬
‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫ﯔﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚ ﯛﯜﯝﯞﯟ ﯠﯡﯢﯣ‬
‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ﴾ [املنافقون‪2 :‬‬
‫‪ ،]55 -‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬
‫ﯕ ﯖﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ‬
‫ﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ‪ ،)203( 3‬ومسلم (‪.)121‬‬


‫‪ | 006‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾‬
‫إىل قوله تعاىل‪﴿ :‬ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ﴾ [املؤمنون‪ ،]551 - 22 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ‬
‫ِ‬
‫الباب‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ﴾ [احلديد‪،]56 :‬‬
‫كثري ٌة معلوم ٌة‪.‬‬
‫بمنكِبي‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ َ‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪َ :‬‬
‫أخذ‬ ‫‪ -295‬وعن ابن َ‬
‫يت فال‬
‫أمس َ‬
‫عمر يقول‪ :‬إذا َ‬ ‫ٍ‬
‫سبيل» وكان اب ُن َ‬ ‫عابر‬
‫َريب أو ُ‬
‫«كُن يف الدنيا كأنَّك غ ٌ‬
‫وخذ من صحتِك ِ‬
‫ملرضك‪ ،‬ومن‬ ‫حت فال تنتَظِر املسا َء‪ُ ،‬‬
‫باح‪ ،‬وإذا أص َب َ‬
‫َّ‬ ‫الص َ‬
‫تنتظر َّ‬
‫حياتِك ملوتِك(‪.)1‬‬
‫حق‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ما ُّ‬ ‫عبد اهلل بن عمرو ‪ ،‬أن‬ ‫‪ -296‬وعن ِ‬
‫يبيت ليلتَّي إال ووص َّيتُه مكتوب ٌة عنده»(‪.)2‬‬
‫يشء يويص فيه‪ُ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫امرئ مسلمٍ‪ ،‬له ٌ‬
‫النبي ﷺ خ ًّطا مر َّب ًعا‪ ،‬وخط‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪َّ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -297‬وعن ِ‬
‫خط ُّ‬ ‫ابن‬
‫ِ‬
‫الوسط من‬ ‫صغارا إىل هذا الذي يف‬ ‫خارجا منه‪ ،‬وخط ُخط ًطا‬ ‫ِ‬
‫الوسط‬ ‫خ ًّطا يف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫َ‬
‫أحاط‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وهذا أج ُله حميطا به ‪-‬أو قد‬
‫ُ‬ ‫الوسط‪ ،‬فقال‪« :‬هذا‬‫ِ‬ ‫جانبِه الذي يف‬
‫َ‬
‫أخطأ ُه هذا‪،‬‬ ‫ُ‬
‫األعراض‪ ،‬فإن‬ ‫غار‬
‫الص ُ‬ ‫ُ‬
‫اخلطط ِّ‬ ‫خارج أم ُله‪ ،‬وهذه‬
‫ٌ‬ ‫به‪ -‬وهذا الذي هو‬
‫َّن َ َشه هذا‪ ،‬وإن أخطأ ُه هذا‪َّ ،‬ن َ َشه هذا»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)6056‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5732‬ومسلم (‪.)5657‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ‪.)6057( 4‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪007‬‬

‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬أكثروا َ‬
‫ذكر‬ ‫ُ‬ ‫‪ -298‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫هاذ ِم اللذات»(‪.)1‬‬

‫(‪ )66‬باب استحبابِ زيارةِ القُبورِ للرجالِ وما يقولُه الزائرُ‬

‫ُنت ََّنيتُكم عن‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ك ُ‬ ‫‪ -299‬وعن بريد َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫القبور فزوروها»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫زيارة‬
‫ِ‬
‫املقابر أن‬ ‫النبي ﷺ ُيع ِّلمهم إذا خرجوا إىل‬
‫‪ -311‬وعنه ‪ ‬قال‪ :‬كان ُّ‬
‫شاء اهلل‬ ‫ِ‬ ‫يقول ِ‬
‫قائ ُلهم‪« :‬السال ُم عليكُم َ‬ ‫َ‬
‫الديار من املؤمنَّي واملسلمَّي‪ ،‬وإنا إن َ‬ ‫أهل‬
‫ولكم العافي َة»(‪.)3‬‬ ‫أسأل اهلل لنا‬ ‫بكم ِ‬
‫لالحقون‪ُ ،‬‬
‫ُ‬

‫(‪ )67‬باب كراهةِ متين املوتِ بسببِ ضر‬


‫ٍّ نزلَ به وال بأسَ به خلوفِ الفتنةِ يف‬
‫الدين‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َيت ََمنَّى أحدُ كُم‬ ‫‪ -311‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫وإما ُمسيئا فلع َّله َيستَعتِب»(‪.)4‬‬
‫املوت‪ ،‬إما ُحمسنا ف َل َع َّله َيزداد‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫ََّّي أحدُ كم‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال يت ََمن َّ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -312‬وعن ٍ‬
‫الله َّم أحيِني ما كانت احليا ُة خريا‬
‫لَّض أصا َبه‪ ،‬فإن كان ال بد فاعال‪ ،‬فلي ُقل‪ُ :‬‬
‫املوت ٍّ‬
‫َ‬
‫يل‪ ،‬وتو َّفني إذا كانت الوفا ُة خريا يل»(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5347‬والنسائي (‪ ،)5250‬وابن ماجه (‪.)0512‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)277‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)271‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)7531‬ومسلم (‪.)5625‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)1675‬ومسلم (‪.)5624‬‬
‫‪ | 008‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )68‬باب الورعِ وتركِ الشبهات‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ﴾ [النور‪ ،]51 :‬وقال تعاىل‪:‬‬


‫﴿ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾ [الفجر‪.]50 :‬‬

‫يقول‪:‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬‫َ‬ ‫سمعت‬


‫ُ‬ ‫بشري ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫النعامن بن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -313‬وعن‬
‫ِ‬
‫الناس‪،‬‬ ‫كثري من‬ ‫احلالل َب َِّّي‪ ،‬وإن احلرا َم َب َِّّي‪ ،‬وبينَهام مش َتبِهات ال َيع َل ُ‬
‫مه َّن ٌ‬ ‫َ‬ ‫«إن‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وقع يف احلرامِ‪،‬‬
‫وقع يف الشبهات َ‬ ‫ومن َ‬ ‫استرب َأ لدينه وعرضه‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫الشبهات‪،‬‬ ‫فمن اتَّقى‬
‫يوشك أن يرتَع فيه‪َ ،‬أال وإن لكل ٍ‬
‫ملك محى‪َ ،‬أال وإ َّن‬ ‫احلمى ِ‬ ‫حول ِ‬
‫كالراعي َيرعى َ‬
‫َ‬
‫صلحت ص ُل َح اجلسدُ ك ُّله‪ ،‬وإذا‬ ‫ِ‬
‫اجلسد ُمضغة إذا‬ ‫ارمه‪ ،‬أال إن يف‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫محى اهلل َحم ُ‬
‫القلب»(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫فسدَ ت فسدَ اجلسدُ ك ُّله‪ ،‬أال وهي‬ ‫َ‬
‫حسن‬
‫ُ‬ ‫الرب‪:‬‬
‫النبي ﷺ قال‪ُّ « :‬‬
‫سمعان ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫النواس بن‬ ‫‪ -314‬وعن‬
‫ِ‬ ‫اخللق‪ ،‬واإلثم‪ :‬ما حاك يف ِ‬
‫نفسك‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫هت أن َي َّطلع عليه ُ‬
‫الناس»(‪.)2‬‬ ‫وكر َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫ظت من‬ ‫احلسن بن عل ‪ ،‬قال‪ِ :‬‬
‫حف ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -315‬وعن‬
‫ٍّ‬
‫« َدع ما َيري ُبك إىل ما ال َيري ُبك»(‪.)3‬‬

‫(‪ )69‬باب استحبابِ العُزلةِ عند فسادِ الناسِ والزمانِ أو اخلوفِ من فتنةٍ يف‬
‫الدين ووقوعٍ يف حرامٍ وشبهاتٍ وحنوها‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﰃ ﰄ ﰅﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ﴾ [الذاريات‪.]14 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)15‬ومسلم (‪.)5122‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5113‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪.)5152‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪009‬‬

‫ُ‬
‫أفضل‬ ‫اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬قال رجل‪ :‬أي الناس‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -316‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫ثم َمن؟ قال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫سبيل اهلل» قال‪َّ :‬‬ ‫بنفسه ومالِه يف‬
‫ِ‬ ‫مؤمن جياهدٌ‬
‫سول اهلل؟ قال‪ٌ « :‬‬ ‫يا َر َ‬
‫ِ‬
‫الشعاب يعبدُ ر َّبه»(‪.)1‬‬ ‫عب من‬‫معتزل يف ِش ٍ‬
‫ٌ‬ ‫«ثم ٌ‬
‫رجل‬
‫خري مال‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ِ « :‬‬ ‫ُ‬
‫يكون ُ‬
‫َ‬ ‫يوشك أن‬ ‫‪ -317‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫الفتن»(‪.)2‬‬ ‫يفر بدينِه من‬ ‫ِ‬
‫القطر ُّ‬ ‫ومواقع‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫اجلبال‪،‬‬ ‫َ‬
‫شعف‬ ‫يتبع هبا‬ ‫املسل ِم ٌ‬
‫غنم ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ أنه قال‪ِ « :‬من ِ‬
‫خري‬ ‫ِ‬ ‫‪ -318‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬عن‬
‫سمع‬‫َ‬ ‫يطري عىل متنِه كلام‬
‫سبيل اهلل‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫رسه يف‬‫عنان َف ِ‬ ‫ٌ‬
‫ممسك َ‬ ‫الناس هلم‪ :‬رجل‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫معاش‬
‫ِ‬
‫رأس‬ ‫رجل يف ُغن ٍ‬
‫َيمة يف‬ ‫ٌ‬ ‫واملوت َمظانَّه‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫القتل‬ ‫َهيعة أو فزعة‪ ،‬طار عليه يبتَغي‬
‫ِ‬
‫األودية‪ُ ،‬يقيم الصالةَ‪ ،‬ويؤيت الزكاة‪،‬‬ ‫واد من هذه‬ ‫بطن ٍ‬
‫ف‪ ،‬أو ِ‬ ‫عفة من هذه الشع ِ‬ ‫َش ٍ‬
‫َ‬
‫الناس إال يف ٍ‬
‫خري»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬ ‫و َيعبدُ ربه حتى يأت َيه اليقَّي‪ ،‬ليس من‬

‫(‪ )71‬باب فضلِ االختالطِ بالناسِ‪ ،‬وحضورِ جُمعِهم ومجاعاتِهم‪ ،‬ومشاهدِ‬


‫اخلريِ‪ ،‬وجمالسِ الذِّكرِ معهم‪ ،‬وعيادةِ َمريضِهم‪ ،‬وحُضورِ جنائِ ِزهم‪ ،‬ومواساةِ مُحتاجِهم‪،‬‬
‫وإرشادِ جاهِِلهم‪ ،‬وغريِ ذلك من َمصاحلهم ملن قدرَ على األمرِ باملعروفِ والنهيِ عن‬
‫املنكرِ‪ ،‬وقَمعِ نفسِه عن اإليذاءِ وصربَ على األذى‪.‬‬

‫املختار الذي كان عليه‬ ‫ِ‬


‫الوجه الذي َذكرتُه هو‬ ‫ِ‬
‫بالناس عىل‬ ‫َ‬
‫االختالط‬ ‫اع َلم أن‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األنبياء صلوات اهلل وسال ُمه عليهم‪ ،‬وكذلك اخللفا ُء الراشدون‪،‬‬ ‫وسائر‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وأخيارهم‪.‬‬ ‫الصحابة والتابعني‪ ،‬ومن بعدَ هم من ِ‬
‫علامء املسلمني‬ ‫ِ‬ ‫و َمن بعدَ هم من‬
‫َ ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5726‬ومسلم (‪.)5222‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)52‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5222‬‬
‫‪ | 021‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )71‬باب التَّواضعِ وخفضِ اجلناحِ للمؤمنني‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ﴾ [الشعراء‪:‬‬


‫‪ ،]551‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ﴾ [املائدة‪ ،]10 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ﴾‬
‫[احلجرات‪ ،]55 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ [النجم‪،]35 :‬‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬
‫ﯞ ﯟ ﯠ﴾ [األعراف‪.]02 - 02 :‬‬
‫إن اهلل‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َّ « :‬‬ ‫محار ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫عياض بن ٍ‬ ‫َ‬ ‫‪ -319‬وعن‬
‫أحد‪ ،‬وال يبغي أحدٌ عىل ٍ‬
‫أحد»(‪.)1‬‬ ‫تواضعوا حتى ال يفخَ ر أحدٌ عىل ٍ‬
‫إيل أن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أوحى َّ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ما َن َق َصت صدق ٌة‬‫َ‬ ‫‪ -311‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫بعفو إال ِعزًّا‪ ،‬وما ت‬
‫َواضع أحدٌ هلل إال ر َف َعه»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫من ٍ‬
‫مال‪ ،‬وما زا َد اهلل َعبدا ٍ‬

‫مر عىل ِصبيان‪ ،‬فس َّلم عليهم‪ ،‬وقال‪ :‬كان‬ ‫‪ -311‬وعن ٍ‬


‫أنس ‪ :‬أنه َّ‬
‫النبي ﷺ يفع ُله(‪.)3‬‬
‫ُّ‬
‫النبي‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -312‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬إن كانت األَم ُة من ِ‬
‫لتأخذ بيد ِّ‬ ‫املدينة‬ ‫إماء‬
‫ﷺ فتَن َطلِق به ُ‬
‫حيث شا َءت(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5261‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5122‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6507‬ومسلم (‪.)5562‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه ابن ماجه (‪ ،)0577‬وعلقه البخاري (‪.)6475‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪020‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -313‬وعن األسود بن يزيدَ ‪ ،‬قال‪ُ :‬سئلت عائش ُة ‪ :‬ما كان ُّ‬
‫النبي‬
‫أهله ‪-‬يعني‪ِ :‬خ ِ‬
‫دمة أهلِه‪ -‬فإذا‬ ‫ِ‬
‫مهنة ِ‬ ‫يصنع يف بيتِه؟ قالت‪ :‬كان يكون يف‬ ‫ﷺ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الصالة(‪.)1‬‬ ‫خرج إىل‬ ‫ِ‬
‫حرضت الصالةُ‪َ ،‬‬
‫عيت إىل كُراع أو‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬لو ُد ُ‬ ‫‪ -314‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫ُراع ل َقبِلت»(‪.)2‬‬
‫ذراع أو ك ٌ‬
‫إيل ٌ‬ ‫ألجبت‪ ،‬ولو ُأ َ‬
‫هدي َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِذرا ٍع‬

‫رسول اهلل ﷺ العضبا ُء ال‬ ‫ِ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬كانت ناق ُة‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -315‬وعن‬
‫فشق ذلك عىل‬ ‫عود له‪ ،‬فس َب َقها‪َّ ،‬‬ ‫تُسبق‪ ،‬أو ال تَكاد تُسبق‪ ،‬فجاء أعرايب عىل َق ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫يشء من الدنيا إال‬‫ٌ‬ ‫املسلمني حتى عر َفه‪ ،‬فقال‪« :‬حق عىل اهلل أن ال يرت َِف َع‬
‫َوض َعه»(‪.)3‬‬

‫(‪ )72‬باب تَحريمِ الكربِ واإلعجابِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ‬


‫ﯴ ﯵ ﯶ﴾ [القصص‪ ،]23 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ﴾‬
‫[اإلرساء‪ ،]37 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ‬
‫ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ﴾ [لقامن‪.]52 :‬‬

‫ربا عليهم‪.‬‬ ‫ِ‬


‫الناس تَك ً‬ ‫ومعنى ﴿ﯸ ﯹ ﯺ﴾‪ :‬أي ُمتيله وت ِ‬
‫ُعرض به عن‬
‫التبخرت‪ .‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ‬
‫ُُ‬ ‫واملرح‪:‬‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)676‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)5162‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)6145‬‬
‫‪ | 022‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﯧ﴾ [القصص‪ ،]76 :‬إىل قوله تعاىل‪﴿ :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ﴾ اآليات‬
‫[القصص‪.]25 :‬‬

‫دخل‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال َي ُ‬ ‫ٍ‬
‫مسعود ‪ ،‬عن‬ ‫بن‬ ‫‪ -316‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل ِ‬
‫ِّ‬
‫حيب أن يكون‬ ‫َ‬ ‫كرب!» فقال ٌ‬ ‫ثقال ٍ‬
‫ذرة من ٍ‬ ‫اجلن َة من كان يف َقلبِه ِم ُ‬
‫الرجل ُّ‬ ‫رجل‪ :‬إن‬
‫احلق وغَ ُ‬
‫مط‬ ‫بطر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫إن اهلل ٌ‬
‫َثو ُبه حسنًا‪ ،‬ونَع ُله حسن ًة؟ قال‪َّ « :‬‬
‫رب‪ُ :‬‬
‫اجلامل‪ ،‬الك ُ‬ ‫حيب‬
‫مجيل ُّ‬
‫س»(‪.)1‬‬‫النا ِ‬

‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ِ‬ ‫أكل عند‬‫رجال َ‬


‫‪ -317‬وعن َسلم َة بن األكو ِع ‪ :‬أن ً‬
‫ستطيع! قال‪« :‬ال اس َت َطعت» ما َمن َعه إال‬
‫ُ‬ ‫بشاملِه‪ ،‬فقال‪« :‬كل ب َيمينِك» قال‪ :‬ال َأ‬
‫رب‪ .‬قال‪ :‬فام َر َف َعها إىل فيه(‪.)2‬‬‫ِ‬
‫الك ُ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬احت ََّجت‬ ‫اخلدري ‪ ،‬عن‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -318‬وعن أيب‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الناس‬ ‫واملتكربون‪ ،‬وقالت اجلن ُة‪َّ :‬يف ُض ُ‬
‫عفاء‬ ‫ِّ‬ ‫اجلبارون‬
‫َ‬ ‫اجلن ُة والنار‪ ،‬فقالت ُ‬
‫النار‪َّ :‬يف‬
‫ِ‬
‫النار‬
‫أشاء‪ ،‬وأنك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ومساكينُهم‪ ،‬ف َقىض اهلل بينهام‪ :‬أنَّك اجلن ُة رمحتي َ‬
‫أرح ُم بك من‬
‫عيل ملؤها»(‪.)3‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َعذايب ِّ‬
‫أشاء‪ ،‬ولكليكُام َّ‬ ‫أعذ ُب بك من ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َين ُظر اهلل يو َم‬
‫َ‬ ‫‪ -319‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫إزاره َبطرا»(‪.)4‬‬
‫جر َ‬ ‫القيامة إىل من َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)25‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5455‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5207‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)1722‬ومسلم (‪.)5427‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪023‬‬

‫ربياء‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫إزاره‪ ،‬والك ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬العزُّ ُ‬ ‫‪ -321‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ِرداؤه‪ ،‬فمن ُي ِ‬
‫نازعني َع َّذبتُه»(‪.)1‬‬
‫رجل يميش يف ٍ‬
‫حلة‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬بينام‬ ‫‪ -321‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫لج ُل يف‬
‫يتج َ‬ ‫َ‬
‫خسف اهلل به‪ ،‬فهو َ‬ ‫ُيتال يف ِمشيتِه‪ ،‬إذ‬
‫رأسه‪ُ ،‬‬‫مرجل ُ‬ ‫نفسه‪َّ ،‬‬ ‫تُعج ُبه ُ‬
‫ِ‬
‫القيامة»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫األرض إىل يو ِم‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال َي ُ‬
‫زال‬ ‫ُ‬ ‫‪ -322‬وعن سلم َة بن األكو ِع ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫أصاهبم»(‪.)3‬‬ ‫الرجل يذهب ِ‬
‫بنفسه حتى ُيكتَب يف اجلبارين‪ ،‬ف ُيصي ُبه ما‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫(‪ )73‬باب حسنِ اخلُلقِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ﴾ [ن‪ ،]0 :‬وقال تعاىل‪:‬‬


‫﴿ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ﴾ [آل عمران‪ ]530 :‬اآلية‪.‬‬
‫ِ‬
‫الناس ُخل ًقا(‪.)4‬‬ ‫أحسن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬كان‬ ‫‪ -323‬وعن ٍ‬
‫كف‬
‫ألني من ِّ‬ ‫ريرا َ‬
‫ديباجا وال َح ً‬
‫ً‬ ‫‪ -324‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬ما َم ِس ُ‬
‫ست‬
‫مت‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬ولقد خدَ ُ‬ ‫ِ‬
‫رائحة‬ ‫أطيب من‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وال َش ِم ُ‬
‫مت رائح ًة‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ليشء فعلتُه‪ :‬مل فعلتَه؟ وال‬ ‫أف‪ ،‬وال قال‬
‫قط‪ٍّ :‬‬ ‫عرش سنني‪ ،‬فام قال يل ُّ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ َ‬
‫فعلت كذا؟(‪.)5‬‬ ‫ٍ‬
‫ليشء مل أفعل ُه‪ :‬أال‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5654‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1722‬ومسلم (‪.)5422‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪.)5444‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6543‬ومسلم (‪.)5354‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)6432 ،3165‬ومسلم (‪.)5334 ،5342‬‬
‫‪ | 024‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫عمرو ‪ ،‬قال‪ :‬مل يكن َر ُ‬


‫سول اهلل ﷺ‬ ‫‪ -325‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن ٍ‬
‫أحسنَكُم أخالقا»(‪.)1‬‬ ‫يقول‪« :‬إن ِمن ِ‬
‫خياركم َ‬
‫ِ‬
‫فاح ًشا وال مت َف ِّح ًشا‪ ،‬وكان ُ‬

‫يشء ُ‬
‫أثقل يف‬ ‫ٍ‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬ما ِمن‬ ‫ِ‬
‫‪ -326‬وعن أيب الدرداء ‪ :‬أن َّ‬
‫ِ‬ ‫اخل ِ‬ ‫ِ‬
‫القيامة من ُح ِ‬
‫سن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بغض الفاح َش ال َب َّ‬
‫ذي»(‪.)2‬‬ ‫لق‪ ،‬وإن اهلل ُي ُ‬ ‫املؤمن يو َم‬ ‫ميزان‬
‫رسول اهلل ﷺ عن ِ‬
‫أكثر ما‬ ‫ُ‬ ‫‪ -327‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬قال‪ُ :‬س َئل‬
‫وس َئل عن ِ‬
‫أكثر ما‬ ‫ِ‬
‫اخللق» ُ‬ ‫سن‬
‫وح ُ‬ ‫الناس اجلنة؟ قال‪« :‬تقوى اهلل تعاىل ُ‬ ‫َ‬ ‫ُي ُ‬
‫دخل‬
‫الفم وال َف ْر ُج»(‪.)3‬‬
‫النار‪ ،‬فقال‪ُ « :‬‬
‫ناس َ‬ ‫ُيدخل ال َ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ يقول‪« :‬إن‬ ‫‪ -328‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬سمعت‬
‫سن ُخ ِ‬
‫بح ِ‬ ‫املؤمن ل ُي ِ‬
‫لقه درج َة الصائ ِم القائ ِم»(‪.)4‬‬ ‫در ُك ُ‬
‫إيل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫إن من أح ِّبكم َّ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪َّ « :‬‬ ‫جابر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -329‬وعن‬
‫إيل وأب َعدَ كم‬
‫أبغضكم َّ‬‫َ‬ ‫وأقربِكم منِّي َُملِسا يو َم القيامة‪ ،‬أحاسنُكم أخالقا‪ ،‬وإن‬
‫َ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬قد‬ ‫يهقون» قالوا‪ :‬يا‬ ‫ِ‬
‫القيامة‪ ،‬الثرثارون واملتشدِّ قون واملت َف ِ‬ ‫منِّي يو َم‬
‫واملتشدِّ قون‪ ،‬فام املت َف ِيهقون؟ قال‪ِّ « :‬‬
‫املتكربون»(‪.)5‬‬ ‫َ‬ ‫َعلِمنا الثرثارون‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3112‬ومسلم (‪.)5355‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0722‬والرتمذي (‪.)5445‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5440‬وابن ماجه (‪.)0506‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪.)0722‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه الرتمذي (‪.)5452‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪025‬‬

‫(‪ )74‬باب احللمِ واألناةِ والرفقِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾ [آل عمران‪:‬‬


‫‪ ،]530‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ﴾ [األعراف‪:‬‬
‫‪ ،]522‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬
‫ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧ‬
‫ﮨ﴾ [فصلت‪ ،]31 - 30 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬
‫ﰁ﴾ [الشورى‪.]03 :‬‬
‫ألشج ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫عبد‬ ‫رسول اهلل ﷺ َ ِّ‬ ‫عباس ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -331‬وعن ابن‬
‫لم واألَنا ُة»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن فيك َخص َلتَّي ُحي ُّبهام اهلل‪ :‬احل ُ‬
‫القيس‪َّ « :‬‬
‫فيق‬
‫إن اهلل َر ٌ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َّ « :‬‬ ‫‪ -331‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫األمر ك ِّله»(‪.)2‬‬ ‫الرفق يف‬
‫حيب َ‬‫ُّ‬
‫يكون يف ٍ‬
‫يشء إال‬ ‫الرفق ال‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬إن‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ -332‬وعنها ‪ ،‬عن ِّ‬
‫يشء إال شانَه»(‪.)3‬‬‫زانَه‪ ،‬وال ينزَع من ٍ‬
‫ُ‬
‫الناس‬ ‫ِ‬
‫املسجد‪ ،‬فقا َم‬ ‫يب يف‬ ‫‪ -333‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫بال أعرا ٌّ‬
‫وأريقوا عىل بولِه سجال من ٍ‬
‫ماء‪ ،‬أو َذنوبا‬ ‫النبي ﷺ‪َ « :‬دعوه َ‬
‫َ‬ ‫إليه ل َيقعوا فيه‪ ،‬فقال ُّ‬
‫عرسين»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يرسين ومل تُب َعثوا ُم ِّ‬‫من ماء‪ ،‬فإنَّام ُبعثتُم ُم ِّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)57‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6257‬ومسلم (‪.)5561‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5120‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)554‬‬
‫‪ | 026‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ُعرسوا‪ ،‬و َب ِّرشوا‬


‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬ي ِّرسوا وال ت ِّ‬ ‫‪ -334‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬عن ِّ‬
‫وال تُن ِّفروا»(‪.)1‬‬

‫رسول اهلل ﷺ َبني َأمرين َق ُّط‬ ‫ُ‬ ‫‪ -335‬وعن عائشة ‪ ،‬قالت‪ :‬ما ُخ ِّري‬
‫ِ‬
‫الناس منه‪ ،‬وما ان َت َقم‬ ‫أيرسمها‪ ،‬ما مل يكن إِ ًثام‪ ،‬فإن كان إِ ًثام‪ ،‬كان أبعدَ‬ ‫إال َ‬
‫أخذ َ َ‬
‫قط‪ ،‬إال أن تُنت ََهك حرم ُة اهلل‪ ،‬ف َينت َِقم هلل تعاىل(‪.)2‬‬ ‫َفسه يف ٍ‬
‫يشء ُّ‬ ‫رسول اهلل ﷺ لن ِ‬
‫ُ‬

‫(‪ )75‬باب العَفوِ واإلِعراضِ عن اجلاهلني‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ﴾‬


‫[األعراف‪ ،]522 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯓ ﯔ ﯕ﴾ [احلجر‪ ،]21 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ﴾ [النور‪ ،]55 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭥ‬
‫ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ﴾ [آل عمران‪ ،]530 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯹ ﯺ‬
‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة معلوم ٌة‪.‬‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ﴾ [الشورى‪]03 :‬‬

‫للنبي ﷺ‪ :‬هل أتى عليك يو ٌم كان‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -336‬وعن عائش َة ‪ :‬أهنا قالت‬
‫لقيت منهم يو َم‬ ‫ُ‬ ‫قومك‪ ،‬وكان أشدُّ ما‬ ‫قيت من ِ‬ ‫أحد؟ قال‪« :‬لقد َل ُ‬‫أشدَّ من يو ِم ٍ‬

‫أردت‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫عبد كُالل‪ ،‬فلم ُجيِبني إىل ما‬ ‫بن ِ‬ ‫يل ِ‬‫عبد يالِ َ‬
‫ابن ِ‬‫رضت نفيس عىل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫العقبة‪ ،‬إذ َع‬
‫فرفعت‬
‫ُ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫رن الثعالِ ِ‬
‫فانطلقت وأنا مهمو ٌم عىل وجهي‪ ،‬فلم أست َِفق إال وأنا ب َق ِ‬ ‫ُ‬
‫فقال‪ :‬إن‬‫جربيل ﷺ فناداين‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫رت فإذا فيها‬ ‫رأيس‪ ،‬فإذا أنا بس ٍ‬
‫حابة قد أظ َّلتني‪ ،‬فن َظ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اجلبال‬ ‫ك‬‫بعث إليك م َل َ‬ ‫قومك لك‪ ،‬وما َر ُّدوا عليك‪ ،‬وقد َ‬ ‫قول ِ‬ ‫اهلل تعاىل قد َس ِم َع َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)62‬ومسلم (‪.)5730‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3164‬ومسلم (‪.)5357‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪027‬‬

‫ِ‬
‫شئت فيهم‪ ،‬فناداين َم َلك اجلبال‪ ،‬فس َّلم َّ‬
‫عيل‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا حممدُ إن اهلل قد‬ ‫َ‬ ‫لتأ ُمره بام‬
‫لتأمرين ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سمع َ‬
‫بأمرك‪ ،‬فام‬ ‫قول قومك لك‪ ،‬وأنا ملك اجلبال‪ ،‬وقد بع َثني ريب إليك ُ‬ ‫َ‬
‫النبي ﷺ‪« :‬بل َأرجو أن ُُي ِر َج‬
‫بَّي» فقال ُّ‬‫األخش ِ‬
‫َ‬ ‫قت عليهم‬ ‫شئت أط َب ُ‬
‫َ‬ ‫شئت؟ إن‬ ‫َ‬
‫أصالهبم من َيع ُبد اهلل وحدَ ه ال ُي ِ‬
‫رشك به شيئا»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫اهلل من‬
‫قط ِ‬
‫بيده‪ ،‬وال‬ ‫رسول اهلل ﷺ شي ًئا ُّ‬‫ُ‬ ‫‪ -337‬وعنها ‪ ،‬قالت‪ :‬ما ََض َب‬
‫سبيل اهلل‪ ،‬وما نِ َيل منه يش ٌء قط فينتقم من‬‫ِ‬ ‫امرأ ًة وال خاد ًما‪ ،‬إال أن جياهدَ يف‬
‫فينتقم هلل تعاىل(‪.)2‬‬
‫ُ‬ ‫صاحبِه‪ ،‬إال أن ُينتهك يش ٌء من حمار ِم اهلل تعاىل‪،‬‬

‫رسول اهلل ﷺ وعليه ُبر ٌد‬ ‫ِ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬كنت َأميش مع‬ ‫‪ -338‬وعن ٍ‬
‫فنظرت إىل‬
‫ُ‬ ‫دائه َجبذ ًة َشديدةً‪،‬‬ ‫احلاشية‪ ،‬ف َأدركَه أعرايب فجب َذه ِبر ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫غليظ‬ ‫َجراين‬ ‫ن‬
‫ٌّ َ‬ ‫ٌّ‬
‫بذتِه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا‬ ‫شدة َج َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرداء من‬ ‫النبي ﷺ وقد َأ َّث َرت هبا حاشي ُة‬ ‫ِ‬
‫صفحة ِ‬
‫عاتق ِّ‬
‫ٍ‬ ‫مال اهلل الذي عندك‪ .‬فالت َف َت إليه‪ِ َ ،‬‬ ‫حممدُ ‪ ،‬مر يل من ِ‬
‫بعطاء(‪.)3‬‬ ‫مر له‬ ‫فضحك ثم َأ َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ َحيكي‬ ‫ِ‬ ‫أنظر إىل‬ ‫ٍ‬
‫‪ -339‬وعن ابن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬كأين ُ‬
‫وجهه‪ ،‬ويقول‪« :‬اللهم‬ ‫يمسح الدم عن ِ‬ ‫ِ‬
‫األنبياء‪َ ،‬ضبه قو ُمه فأدموه‪ ،‬وهو‬ ‫نب ًّيا من‬
‫ُ‬
‫اغفر لقومي؛ فإَّنم ال يعلمون»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3535‬ومسلم (‪.)5721‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5352‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1242‬ومسلم (‪.)5417‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)3077‬‬
‫‪ | 028‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )76‬باب احتمالِ األذى‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾‬


‫[آل عمران‪ ،]530 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ﴾‬
‫ِ‬
‫الباب قب َله‪.‬‬ ‫األحاديث السابق ُة يف‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الباب‬ ‫[الشورى‪ ]03 :‬ويف‬
‫جال‪ ،‬قال‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪،‬‬ ‫‪ -341‬وعن أيب ُهرير َة ريض اهلل تعاىل عنه‪ :‬أن َر ً‬
‫حسن إليهم و ُيسيئون إ َّيل‪ ،‬وأح ُلم عنهم‬ ‫ُ‬ ‫إن يل قراب ًة َأص ُلهم و َيقطعوين‪ ،‬و ُأ‬
‫يزال معك من‬‫لت‪ ،‬فكأنام ت ُِس ُّفهم املَ َّل‪ ،‬وال ُ‬ ‫عل! فقال‪« :‬لئِن َ‬
‫كنت كام ُق َ‬ ‫وجيهلون َّ‬ ‫َ‬
‫مت عىل ذلك»(‪.)1‬‬ ‫اهلل تعاىل َظ ٌ‬
‫هري عليهم ما ُد َ‬

‫(‪ )77‬باب الغضبِ إذا انتُ ِهكت حُرمات الشَّرعِ واالنتصارِ لدين اهلل تعاىل‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ﴾ [احلج‪:‬‬


‫‪ ،]34‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ﴾ [حممد‪.]7 :‬‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل‬ ‫رجل إىل‬ ‫البدري ‪ ‬قال‪ :‬جاء ٌ‬ ‫ٍ‬
‫مسعود‬ ‫‪ -341‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫رأيت‬
‫ُ‬ ‫طيل بنا! فام‬ ‫ِ‬
‫أجل فالن مما ُي ُ‬ ‫صالة الصبحِ من‬ ‫ِ‬ ‫ﷺ فقال‪ :‬إين ألَت َأ َّخ ُر عن‬
‫الناس‪ ،‬إن‬ ‫ٍ‬
‫يومئذ؛ فقال‪« :‬يا ُّأَيا‬ ‫غضب‬ ‫قط أشدَّ مما‬ ‫ٍ‬
‫موعظة ُّ‬ ‫ب يف‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫النبي ﷺ غض َ‬‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والصغري وذا‬
‫َ‬ ‫منكُم ُمن ِّفرين‪ ،‬فأ ُّيكم أ َّم الناس فليوجز؛ فإن من ورائه الك َ‬
‫َبري‬
‫ِ‬
‫احلاجة»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5112‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)740‬ومسلم (‪.)066‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪029‬‬

‫رسول اهلل ﷺ من َس ٍ‬
‫فر‪ ،‬وقد‬ ‫ُ‬ ‫‪ -342‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪َ :‬ق ِد َم‬
‫وجهه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َلون‬ ‫متاثيل‪ ،‬فلام رآه َر ُ‬
‫سول اهلل ﷺ ه َتكَه وت َّ‬ ‫ُ‬ ‫سرت ُت سهو ًة يل بقرا ٍم فيه‬
‫َ‬
‫لق‬ ‫ِ‬
‫القيامة الذين ُيضاهون بخَ ِ‬ ‫ِ‬
‫الناس عذابا عند اهلل يوم‬ ‫وقال‪« :‬يا عائش ُة‪ ،‬أشدُّ‬
‫اهلل!»(‪.)1‬‬

‫رقيق‪ ،‬و«هتكَه»‪:‬‬
‫رت ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫كالص َّفة‬
‫بني يدي البيت‪ .‬و«القرام»‪ :‬س ٌ‬
‫تكون َ‬ ‫الس ْهوة»‪ُّ :‬‬
‫« َّ‬
‫أفسدَ الصور َة التي فيه‪.‬‬
‫ِ‬
‫املخزومية التي رس َقت‪،‬‬ ‫ِ‬
‫املرأة‬ ‫مههم ُ‬
‫شأن‬ ‫‪ -343‬وعنها ‪ ،‬أن ُق ً‬
‫ريشا أ َّ‬
‫رتئ عليه إال أسام ُة بن ٍ‬
‫زيد‬ ‫رسول اهلل ﷺ؟ فقالوا‪ :‬ومن َجي ُ‬ ‫َ‬ ‫فقالوا‪ :‬من ُيك ِّلم فيها‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬أتَش َف ُع يف حدٍّ من‬ ‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ؟ فك َّلمه أسام ُة‪ ،‬فقال‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ح ُّ‬
‫ب‪ ،‬ثم قال‪« :‬إنَّام أه َلك الذين قب َلكُم أَّنم كانوا إذا‬ ‫ِ‬
‫ُحدود اهلل؟!» ثم قا َم فاخ َت َط َ‬
‫وايم اهلل‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الضعيف أقاموا عليه احلدَّ ‪ُ ،‬‬ ‫ِسق فيهم‬ ‫الرشيف تَركوه‪ ،‬وإذا َ‬ ‫ُ‬ ‫َِس َق فيهم‬
‫عت َيدها»(‪.)2‬‬‫ِسقت ل َق َط ُ‬ ‫ٍ‬ ‫لو أن فاطم َة َ‬
‫بنت حممد َ َ‬

‫(‪ )78‬باب أمرِ والةِ األمورِ بالرِّفقِ برعاياهم ونَصيحتِهم والشفقةِ عليهم والنهي‬
‫عن غِشِّهم والتشديدِ عليهم وإهمالِ َمصاحلهم والغَفلةِ عنهم وعن حوائِ ِجهم‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ﴾ [الشعراء‪،]551 :‬‬


‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ﴾ [النحل‪.]24 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1210‬ومسلم (‪.)5547‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3071‬ومسلم (‪.)5622‬‬
‫‪ | 031‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫يسار ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫معقل بن‬ ‫‪ -344‬وعن‬
‫حر َم اهلل‬ ‫ِ‬ ‫«ما ِمن ٍ‬
‫يموت وهو غاش لرعيته‪ ،‬إال َّ‬
‫ُ‬ ‫يموت يو َم‬
‫ُ‬ ‫سَتعيه اهلل رعية‪،‬‬
‫عبد َي َ‬
‫عليه اجلن َة»(‪.)1‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول يف بيتي‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -345‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫فشق عليهم؛ فاش ُقق عليه‪ ،‬ومن َو ِ َيل من ِ‬
‫أمر‬ ‫الله َّم من َو ِ َيل من ِ‬
‫أمر أمتي شيئا َّ‬ ‫هذا‪ُ « :‬‬
‫أمتي شيئا فرفق هبم؛ فار ُفق به»(‪.)2‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬كانت بنو‬ ‫‪ -346‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫قال‬
‫هلك نبي َخل َفه نبي‪ ،‬وإنه ال َّ‬
‫نبي بعدي‪ ،‬وسيكو ُن‬ ‫األنبياء‪ ،‬كلام َ‬
‫ُ‬ ‫َسوسهم‬ ‫َ‬
‫ِسائيل ت ُ‬ ‫إِ‬
‫ِ‬
‫فاألول‪ ،‬ثم‬ ‫ِ‬
‫األول‬ ‫بعدي ُخلفاء فيكثرون» قالوا‪ :‬فام تَأمرنا؟ قال‪« :‬أوفوا بب ِ‬
‫يعة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عاهم»(‪.)3‬‬ ‫فإن اهلل تعاىل سائِ ُلهم عام َ‬
‫اسَت ُ‬ ‫َأعطوهم َح َّقهم‪ ،‬واسألوا اهلل الذي َلكُم‪َّ ،‬‬
‫األزدي ‪ :‬أنه قال ملعاوي َة ‪ :‬سمعت‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -347‬وعن أيب مري َم‬
‫فاحتجب دون‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫أمور املسلمَّي‪،‬‬ ‫يقول‪« :‬من َّ‬
‫واله اهلل شيئا من‬ ‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫القيامة»‬ ‫ِ‬
‫وفقره يوم‬ ‫احتجب اهلل دون حاجتِه وخلته‬ ‫ِ‬
‫وفقرهم‪،‬‬ ‫حاجتِهم وخ َّلتِهم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫حوائج الناس(‪.)4‬‬ ‫فجعل معاوي ُة ً‬
‫رجال عىل‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)7515‬ومسلم (‪.)505‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5252‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)3011‬ومسلم (‪.)5205‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5202‬والرتمذي (‪.)5335‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪030‬‬

‫(‪ )79‬باب الوالي العادِ ِل‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ﴾ [النحل‪ ]24 :‬اآلية‪ ،‬وقال‬


‫تعاىل‪﴿ :‬ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ﴾ [احلجرات‪.]2 :‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن‬ ‫عمرو ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -348‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن ٍ‬
‫نور‪ :‬الذين يعدلون يف ح ِ‬
‫كمهم وأهليهم وما‬ ‫منابر من ٍ‬ ‫املقسطَّي عند اهلل عىل‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُولوا»(‪.)1‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫مالك ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫عوف بن‬ ‫‪ -349‬وعن‬
‫ِ ِ‬
‫وحيبونَكم‪ ،‬وتُصلون عليهم و ُيصلون َعليكُم‪،‬‬ ‫خيار أئ َّمتكم الذين ُحت َ‬
‫بوَّنم ُ‬ ‫« ُ‬
‫ُبغضوَّنم و ُيبغضونَكم‪ ،‬وتَلعنوَّنم و َيلعنونَكم!» قال‪ :‬قلنا‪:‬‬‫وَشار أئمتِكم الذين ت ِ‬‫ِ‬
‫ُ َّ‬
‫سول اهلل‪ ،‬أفال نُنابِ ُذهم؟ قال‪« :‬ال؛ ما أقاموا فيكُم الصالةَ‪ ،‬ال؛ ما أقاموا فيكُم‬
‫يا َر َ‬
‫الصال َة»(‪.)2‬‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ يقول‪:‬‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫محار ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫عياض بن ٍ‬
‫ِ‬ ‫‪ -351‬وعن‬
‫ِ‬
‫القلب لكل ذي‬ ‫رقيق‬
‫رحيم ُ‬ ‫ٌ‬
‫ورجل‬ ‫ٍ‬
‫مقسط مو َّفق‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫سلطان‬ ‫ِ‬
‫اجلنة ثالث ٌة‪ :‬ذو‬ ‫« ُ‬
‫أهل‬
‫ٌ‬
‫متعفف ذو ٍ‬
‫عيال»(‪.)3‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وعفيف‬ ‫ُقربى ومسلم‪،‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5257‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5211‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5261‬‬
‫‪ | 032‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )81‬باب وجوبِ طاعةِ وُالةِ األمو ِر يف غري معصيةٍ‬


‫وحتريمِ طاعتِهم يف املعصيةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ﴾ [النساء‪:‬‬


‫‪.]12‬‬
‫ِ‬
‫املرء املسل ِم‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬عىل‬ ‫عمر ‪ ،‬عن‬
‫ِّ‬ ‫‪ -351‬وعن ابن َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫سمع‬
‫َ‬ ‫بمعصية فال‬ ‫يؤمر بمعصية‪ ،‬فإذا ُأ َ‬
‫مر‬ ‫أحب ِ‬
‫وكر َه‪َّ ،‬إال أن َ‬ ‫َّ‬ ‫السمع والطاع ُة فيام‬
‫ُ‬
‫وال طاع َة»(‪.)1‬‬

‫لع يدا‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬


‫يقول‪« :‬من َخ َ‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -352‬وعنه ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫مات وليس يف ِ‬
‫عنقه بيع ٌة‪ ،‬مات‬ ‫ِ‬
‫القيامة وال حج َة له‪ ،‬ومن َ‬ ‫طاعة َل ِق َي اهلل يو َم‬
‫ٍ‬ ‫من‬
‫َ‬
‫ميتة جاهلية»(‪.)2‬‬
‫اسمعوا َ‬
‫وأطيعوا‪،‬‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬‫‪ -353‬وعن ٍ‬
‫ِ‬
‫وإن استُعم َل عليكم عبدٌ حبيش‪ ،‬كأن َ‬
‫رأسه زَبيب ٌة»(‪.)3‬‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ يف‬ ‫عبد اهلل بن عمرو ‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع‬ ‫‪ -354‬وعن ِ‬

‫منزال‪ ،‬فمنا من ُيصلِح خباءه‪ ،‬ومنَّا من ينت َِضل‪ ،‬ومنَّا من هو يف‬ ‫ٍ‬
‫سفر‪ ،‬فنزلنا ً‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ :‬الصال ُة جامع ٌة‪ .‬فاجتمعنا إىل‬ ‫َج َ ِ‬
‫رشه‪ ،‬إذ نادى منادي‬
‫يعلمه‬ ‫يدل أمته عىل ِ‬
‫خري ما ُ‬ ‫ﷺ فقال‪« :‬إنه مل يكن نبي قبيل إال كان ح ًّقا عليه أن َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)7500‬ومسلم (‪.)5232‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5215‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)7505‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪033‬‬

‫يعلمه هلم‪ ،‬وإن أمتكم هذه ُج ِعل عافيتُها يف أوهلا‪ ،‬وس ُيصيب‬
‫َش ما ُ‬
‫نذرهم َّ‬
‫هلم‪ ،‬و ُي َ‬
‫بعضها بعضا‪ ،‬وجتيء الفتن ُة فيقول‬ ‫وأمور تنكروَّنا‪ ،‬وجتيء فتن ٌة يرقق ُ‬
‫ٌ‬ ‫بالء‬
‫آخرها ٌ‬‫َ‬
‫فيقول املؤمن‪ :‬هذه هذه‪ .‬فمن‬‫ُ‬ ‫وجتيء الفتنة‬
‫ُ‬ ‫املؤمن‪ :‬هذه ُمهلِكتي‪ ،‬ثم تنك َِشف‪،‬‬
‫النار‪ ،‬ويدخل اجلن َة‪ ،‬فلتأتِه من ِ َّيتُه وهو يؤمن باهلل واليو ِم‬
‫حب أن ُيزَح َزح عن ِ‬ ‫أ َّ‬
‫بايع إماما فأعطاه َصفق َة‬ ‫ِ‬
‫ب أن يؤتى إليه‪ ،‬ومن َ‬ ‫اآلخر‪ ،‬وليأت إىل الناس الذي ُحي ُّ‬
‫عنق‬‫نازعه فارضبوا َ‬ ‫جاء آخر ُي ِ‬ ‫استطاع‪ ،‬فإن‬ ‫يده‪ ،‬وثمر َة قلبِه‪ ،‬فليُطعه إن‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اآلخر»(‪.)1‬‬

‫عفي‬
‫جل ُّ‬ ‫جر ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫سأل سلم ُة بن َيزيدَ ا ُ‬ ‫وائل بن ُح ٍ‬
‫ِ‬ ‫‪ -355‬وعن‬
‫أرأيت إن قامت علينا أمرا ُء يسألونا ح َّقهم‪،‬‬
‫َ‬ ‫نبي اهلل‪،‬‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ فقال‪ :‬يا َّ‬
‫اسمعوا‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬‬ ‫فأعرض عنه‪ ،‬ثم سأل ُه‪ ،‬فقال‬‫َ‬ ‫و َيمنعونا ح َّقنا‪ ،‬فام تأ ُم ُرنا؟‬
‫محلوا‪ ،‬وعلي ُكم ما ُ ِّ‬
‫محلتُم»(‪.)2‬‬ ‫وأطيعوا‪ ،‬فإنَّام ِ‬
‫عليهم ما ُ ِّ‬ ‫َ‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من أطاعني فقد‬ ‫‪ -356‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫األمري فقد أطاعني‪ ،‬ومن َي ِ‬
‫عص‬ ‫َ‬ ‫أطاع اهلل‪ ،‬ومن َعصاين فقد عىص اهلل‪ ،‬ومن ُيطِع‬
‫َ‬
‫األمري فقد عصاين»(‪.)3‬‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬من ك َِره من‬
‫َ‬ ‫عباس ‪ :‬أن‬‫ٍ‬ ‫‪ -357‬وعن ابن‬
‫ِ‬
‫السلطان شربا مات ميتة جاهلية»(‪.)4‬‬ ‫خرج من‬
‫صرب‪ ،‬فإنه من َ‬ ‫ِ‬
‫أمريه شيئا فل َي ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5200‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5206‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)7537‬ومسلم (‪.)5231‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)7413‬ومسلم (‪.)5202‬‬
‫‪ | 034‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )81‬باب النهيِ عن سؤالِ اإلمارةِ واختيارِ تركِ الواليات إذا مل يتعني عليه أو‬
‫َتدعُ حاجةٌ إليه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ‬


‫ﯴ ﯵ ﯶ﴾ [القصص‪.]23 :‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا‬‫ُ‬ ‫سمر َة ‪ ‬قال‪ :‬قال يل‬ ‫ِ‬ ‫‪ -358‬وعن ِ‬
‫الرمحن بن ُ‬ ‫عبد‬
‫مسألة ُأ ِعنت‬
‫ٍ‬ ‫غري‬ ‫ِ‬
‫تسأل اإلمارةَ؛ فإنك إن ُأعطيتَها عن ِ‬ ‫سمرةَ‪ ،‬ال‬
‫بن ُ‬ ‫ِ‬
‫الرمحن َ‬ ‫عبدَ‬
‫غريها‬
‫أيت َ‬
‫فت عىل ٍ‬
‫يمَّي‪َ ،‬فر َ‬ ‫سألة وكِلت إليها‪ ،‬وإذا َح َل َ‬
‫عليها‪ ،‬وإن ُأعطيتَها عن م ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫خري و َك ِّفر عن يمينك» ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫خريا منها‪ ،‬فأت الذي هو ٌ‬
‫(‪)1‬‬

‫ذر‪ ،‬إين َ‬
‫أراك‬ ‫ذر ‪ ‬قال‪ :‬قال ر ُ‬
‫سول اهلل ﷺ‪« :‬يا أبا ٍّ‬ ‫‪ -359‬وعن أيب ٍّ‬
‫مال‬ ‫أحب لنفيس‪ ،‬ال ت ََأ َّم َرن عىل اثنَّي‪ ،‬وال ت ََو َّل َّ‬
‫َّي َ‬ ‫ُّ‬ ‫أحب لك ما‬‫ُّ‬ ‫َضعيفا‪ ،‬وإين‬
‫يتي ٍم»(‪.)2‬‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إنكم ست ِ‬
‫َحرصون‬ ‫َ‬ ‫‪ -361‬وعن أيب هرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫القيامة»(‪.)3‬‬ ‫وستكون نَدامة يوم‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اإلمارة‪،‬‬ ‫عىل‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)7506‬ومسلم (‪.)5615‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5256‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)7502‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪035‬‬

‫(‪ )82‬باب حثِّ السُّلطانِ والقاضي وغريِهما من والةِ األمورِ على اختاذِ وزيرٍ‬
‫صالِ ٍح وحتذيرِهم من قُرناءِ السوءِ والقبولِ منهم‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ﴾‬


‫[الزخرف‪.]67 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ما‬ ‫َ‬ ‫سعيد وأيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -361‬وعن أيب‬
‫ٍ‬
‫نبي‪ ،‬وال استَخ َلف من خليفة َّإال كانت له بِطانَتان‪ :‬بطان ٌة ُ‬
‫تأم ُره‬ ‫َب َ‬
‫عث اهلل من ٍّ‬
‫بالرش َ‬ ‫ِ‬
‫صم‬
‫وحت ُّضه عليه‪ ،‬واملعصو ُم َمن َع َ‬ ‫ِّ‬ ‫وحتضه عليه‪ ،‬وبطان ٌة ُ‬
‫تأم ُره‬ ‫ُّ‬ ‫باملعروف‬
‫اهلل»(‪.)1‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا أرا َد اهلل‬‫ُ‬ ‫‪ -362‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫نيس َذكَّره‪ ،‬وإن َذكَر أعانه‪ ،‬وإذا أرا َد به غري‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫باألمري خريا‪َ ،‬‬
‫وزير صدق‪ ،‬إن َ‬ ‫جعل له َ‬
‫كر مل ُي ِعنه»(‪.)2‬‬
‫وزير سوء‪ ،‬إن نيس مل ُي َذكِّره‪ ،‬وإن َذ َ‬
‫ذلك جعل له َ‬

‫(‪ )83‬باب النهيِ عن توليةِ اإلمارةِ والقَضاءِ وغريِهما من الوالياتِ ملن سألَها أو‬
‫ض بها‬
‫حرصَ عليها فعَرَّ َ‬

‫النبي ﷺ أنا‬
‫لت عىل ِّ‬‫األشعري ‪ ‬قال‪َ :‬د َخ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -363‬وعن أيب موسى‬
‫َ‬
‫والك اهلل‬ ‫ِ‬
‫بعض ما‬ ‫سول اهلل‪َ ،‬أ ِّمرنا عىل‬
‫عمي‪ ،‬فقال أحدُ مها‪ :‬يا َر َ‬
‫ورجالن من بني ِّ‬
‫َ‬
‫العمل أحدا سأ َله‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫اآلخر َ‬
‫مثل ذلك‪ ،‬فقال‪« :‬إنا واهلل ال ن َُويل هذا‬ ‫ُ‬ ‫عز َّ‬
‫وجل وقال‬ ‫َّ‬
‫حرص عليه»(‪.)3‬‬
‫َ‬ ‫أحدا‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)7522‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5235‬والنسائي (‪.)0540‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)7502‬ومسلم (‪.)5733‬‬
‫‪ | 036‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫كتابُ األدبِ‬
‫(‪ )1‬باب احلياءِ وفضلِه واحلثِّ على التخلُّ ِق به‬

‫ٍ‬
‫رجل من‬ ‫مر عىل‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ َّ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -364‬وعن ابن َ‬
‫احلياء من‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬دعه‪ ،‬فإن‬ ‫ِ‬
‫احلياء‪ ،‬فقال‬ ‫األنصار وهو َي ِع ُظ أخاه يف‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اإليامن»(‪.)1‬‬

‫احلياء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬‬ ‫‪ -365‬وعن ِعمران بن ُحصني ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ال يأيت إال ٍ‬
‫بخري»(‪.)2‬‬

‫بضع‬
‫ٌ‬ ‫اإليامن‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -366‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬أن‬
‫قول‪ :‬ال إله َّإال اهلل‪ ،‬وأدناها إماط ُة‬
‫بضع وستون‪ -‬شعبة‪ :‬فأفض ُلها ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وسبعون ‪-‬أو‬
‫ِ‬
‫اإليامن»(‪.)3‬‬ ‫واحلياء شعب ٌة من‬ ‫ِ‬
‫الطريق‪،‬‬ ‫األذى عن‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ أشدَّ حيا ًء‬ ‫اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬كان‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -367‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫يكرهه َعرفناه يف ِ‬
‫وجهه(‪.)4‬‬ ‫ِ‬
‫العذراء يف ِخدرها‪ ،‬فإذا رأى شي ًئا‬ ‫من‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫التقصري‬ ‫ويمنع من‬ ‫ِ‬
‫القبيح‪،‬‬ ‫بعث عىل ِ‬
‫ترك‬ ‫ِ‬
‫احلياء خ ُل ٌق َي ُ‬ ‫قال العلام ُء‪ :‬حقيق ُة‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اآلالء‬ ‫وروينا عن أيب القاسم اجلُنيد ‪ ،‬قال‪ :‬احليا ُء‪ :‬رؤي ُة‬ ‫احلق‪ِّ ،‬‬‫حق ذي ِّ‬ ‫يف ِّ‬
‫ُسمى حيا ًء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫التقصري‪ ،‬فيتو َّلدُ بينهام حال ٌة ت َّ‬ ‫‪-‬أي‪ :‬النعم‪ -‬ورؤي ُة‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)50‬ومسلم (‪.)36‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6557‬ومسلم (‪.)37‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)2‬ومسلم (‪.)31‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6552‬ومسلم (‪.)5354‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪037‬‬

‫(‪ )2‬باب حفظِ السرِّ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ [اإلرساء‪.]30 :‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن ِمن‬


‫ُ‬ ‫اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِّ‬
‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -368‬وعن أيب‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرجل ُيفيض إىل املرأة وتُفيض إليه‪ ،‬ثم َي ُ ُ‬
‫نرش‬ ‫القيامة‬ ‫الناس عند اهلل منزلة يو َم‬ ‫أَش‬
‫ِّ‬
‫ِسها»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫عمر ‪ ‬حني تأ َّي َمت بنتُه‬ ‫ِ‬
‫عمر ‪ ،‬أن َ‬
‫‪ -369‬وعن عبد اهلل بن َ‬
‫ضت عليه حفص َة‪ ،‬فقلت‪ :‬إن‬
‫فعر ُ‬ ‫َ‬
‫عثامن بن عفان ‪َ ‬‬ ‫حفص ُة‪ ،‬قال‪ :‬لقيت‬
‫فلبثت ليايل ثم لقيني‪،‬‬
‫ُ‬ ‫سأنظر يف أمري‪.‬‬
‫ُ‬ ‫شئت أنكحتُك حفص َة بنت َ‬
‫عمر؟ فقال‪:‬‬ ‫َ‬
‫الصديق ‪ ‬فقلت‪:‬‬ ‫َ‬ ‫فلقيت أبا ٍ‬
‫بكر‬ ‫ُ‬ ‫أتزو َج يومي هذا‪.‬‬
‫فقال‪ :‬قد بدا يل أن ال َّ‬
‫فصمت أبو ٍ‬
‫بكر ‪ ‬فلم يرجع إ َّيل شي ًئا!‬ ‫شئت أنكحتُك حفص َة بنت عمر‪َ ،‬‬
‫إن َ‬
‫عثامن‪ ،‬فلبثت ليايل ثم َخ َط َبها ُّ‬
‫النبي ﷺ فأنكحتُها إياه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫فكنت عليه أوجدُ مني عىل‬
‫عل حفصة فلم أرجع‬ ‫بكر‪ ،‬فقال‪ :‬لع َّلك‬ ‫فلقيني أبو ٍ‬
‫عرضت َّ‬‫َ‬ ‫عل حني‬ ‫وجدت َّ‬
‫َ‬
‫عل إال‬
‫عرضت َّ‬‫َ‬ ‫فقلت‪ :‬نَعم‪ ،‬قال‪ :‬فإنه مل َيمنَعني أن أرجع إليك فيام‬ ‫ُ‬ ‫إليك شي ًئا؟‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬ولو‬ ‫ذكرها‪ ،‬فلم أكن ألُفيش َّ‬
‫رس‬ ‫النبي ﷺ َ‬ ‫َّ‬ ‫لمت أن‬ ‫أين كنت ع ُ‬
‫النبي ﷺ ل َقبِلتُها(‪.)2‬‬
‫ت ََركها ُّ‬
‫النبي ﷺ عنده‪ ،‬فأق َب َلت‬
‫أزواج ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪ -371‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬ك َّن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ شي ًئا‪ ،‬فلام رآها‬ ‫مشية‬ ‫فاطم ُة ‪َ ‬متيش‪ ،‬ما ُخت ُ‬
‫طئ مشيتُها من‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5037‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)0441‬‬
‫‪ | 038‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رحب هبا‪ ،‬وقال‪« :‬مرحبا بابنتي»‪ ،‬ثم أج َل َسها عن يمينه أو عن شامله‪ ،‬ثم َّ‬
‫سارها‬ ‫َ‬
‫خصك‬
‫سارها الثانية فضحكت‪ ،‬فقلت هلا‪َّ :‬‬ ‫فبكت بكا ًء شديدً ا‪ ،‬فلام رأى َج َزعها‪َّ ،‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ِ‬
‫بالرسار‪ ،‬ثم أنت تبكني! فلام قا َم‬ ‫رسول اهلل ﷺ من بني ِ‬
‫نسائه‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫رسول اهلل ﷺ؟ قالت‪ :‬ما كنت ألُ َ‬
‫فيش عىل‬ ‫ُ‬ ‫سألتها‪ :‬ما قال لك‬
‫احلق‪َ ،‬ملا‬
‫مت عليك بام يل عليك من ِّ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قلت‪َ :‬ع َز ُ‬‫ُ‬ ‫رسه‪ ،‬فلام تويف‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫رسول اهلل ﷺ! فقالت‪ :‬أما اآلن فنَعم‪ ،‬أما حني سارين يف ِ‬
‫املرة‬ ‫ُ‬ ‫حدَّ ثتِني ما قال لك‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫كل ٍ‬
‫سنة مر ًة أو مرتني‪ ،‬وأنه‬ ‫القرآن يف ِّ‬
‫َ‬ ‫عارضه‬ ‫جربيل ﷺ كان ُي ِ‬
‫َ‬ ‫فأخربين أن‬ ‫األوىل‬
‫َ‬
‫اقرتب‪ ،‬فاتقي اهلل واصربي‪ ،‬فإنه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األجل إال قد‬ ‫عارض ُه اآلن مرتني‪ ،‬وإين ال أرى‬
‫سارين الثاني َة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫نِعم‬
‫فبكيت بكائي الذي رأيت‪ ،‬فلام رأى َجزعي َّ‬ ‫ُ‬ ‫السلف أنا لك‪،‬‬
‫ُ‬
‫نساء هذه‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نساء املؤمنَّي‪ ،‬أو سيد َة‬ ‫فقال‪« :‬يا فاطم ُة‪ ،‬أما ت َ‬
‫َرضَّي أن تكوين سيد َة‬
‫كت ضحكي الذي ِ‬
‫رأيت(‪.)1‬‬ ‫فض ِح ُ‬ ‫ِ‬
‫األمة؟» َ‬
‫رسول اهلل ﷺ وأنا‬ ‫ُ‬ ‫عل‬ ‫ثابت‪ ،‬عن ٍ‬ ‫‪ -371‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬أتى َّ‬
‫جئت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فأبطأت عىل ُأ ِّمي‪ ،‬فلام‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫حاجة‪،‬‬ ‫الغلامن‪ ،‬فس َّلم علينا‪ ،‬ف َبعثني إىل‬‫ألعب مع ِ‬
‫ُ‬
‫قلت‪:‬‬ ‫حاجتُه؟ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ حلاجة‪ ،‬قالت‪ :‬ما َ‬ ‫فقلت‪َ :‬ب َعثني‬
‫ُ‬ ‫قالت‪ :‬ما ح َب َسك؟‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ثت به‬ ‫أنس‪ :‬واهلل لو َحدَّ ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ أحدً ا‪ ،‬قال ٌ‬ ‫رس‪ .‬قالت‪ :‬ال ُخت ِرب َّن ِّ‬
‫برس‬ ‫َّإهنا ٌّ‬
‫ثابت(‪.)2‬‬
‫أحدً ا حلدَّ ثتُك به يا ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6521‬ومسلم (‪.)5014‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6522‬ومسلم (‪.)5025‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪039‬‬

‫(‪ )3‬باب الوفاءِ بالعهدِ وإجنازِ الوعدِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ [اإلرساء‪ ،]30 :‬وقال‬


‫تعاىل‪﴿ :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ﴾ [النحل‪ ،]25 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮊ ﮋ‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ﴾ [املائدة‪ ،]5 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ﴾ [الصف‪.]3 - 5 :‬‬

‫أربع َمن ك َُّن‬ ‫‪ -372‬وعن ِ‬


‫عبد اهلل بن ٍ‬
‫النبي ﷺ قال‪ٌ « :‬‬
‫عمرو ‪ :‬أن َّ‬
‫ِ‬
‫النفاق‬ ‫فيه كان منافقا خالصا‪ ،‬ومن كانت فيه َخصل ٌة منهن كانت فيه خصل ٌة من‬
‫خاصم‬
‫َ‬ ‫َدر‪ ،‬وإذا‬
‫كذب‪ ،‬وإذا عاهدَ غ َ‬
‫َ‬ ‫حتى َيدَ عها‪ :‬إذا اؤمتُ ِن خان‪ ،‬وإذا َحدث‬
‫جر»(‪.)1‬‬‫َف َ‬
‫مال‬‫جاء ُ‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ‪« :‬لو قد‬
‫ُّ‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬قال يل‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -373‬وعن‬
‫جيئ مال البحرين حتى ُقبِض ُّ‬
‫النبي‬ ‫البحرين أعطيتُك هكذا وهكذا وهكذا» فلم ِ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل‬ ‫بكر ‪ ‬فنادى‪ :‬من كان له عند‬ ‫أمر أبو ٍ‬ ‫ﷺ فلام جا َء ُ‬
‫مال البحرين َ‬
‫النبي ﷺ قال يل كذا وكذا‪ ،‬فح َثى يل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﷺ عدَ ٌة أو َدي ُن فل َيأتنا‪ ،‬فأتيتُه وقلت له‪ :‬إن َّ‬
‫ُخس مئة‪ ،‬فقال يل‪ُ :‬خذ ِمث َليها(‪.)2‬‬
‫دهتا‪ ،‬فإذا هي ُ‬ ‫حثية ف َعدَ ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)30‬ومسلم (‪.)12‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5526‬ومسلم (‪.)5350‬‬
‫‪ | 041‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )4‬باب األمرِ باحملافظةِ على ما اعتادهُ من اخلريِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ﴾ [الرعد‪،]55 :‬‬


‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ﴾ [النحل‪،]25 :‬‬
‫املنقوض‪ .‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الغزل‬ ‫واألنكاث‪ :‬مجع نِك ٍ‬
‫ْث‪ ،‬وهو‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ﴾ [احلديد‪ ،]56 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ﴾ [احلديد‪.]57 :‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا‬ ‫عمرو ‪ ،‬قال‪ :‬قال يل‬ ‫‪ -374‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن ٍ‬
‫مثل فالن‪ ،‬كان َيقو ُم الليل َ‬
‫فَتك قيا َم الليل»(‪.)1‬‬ ‫عبدَ اهلل‪ ،‬ال َتكُن َ‬

‫(‪ )5‬باب استحبابِ طيبِ الكالم وطالقةِ الوجه عند اللقاءِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯱ ﯲ ﯳ﴾ [احلجر‪ ،]22 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭠ‬


‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾ [آل عمران‪.]512 :‬‬

‫النار‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬اتَّقوا َ‬ ‫دي بن حات ٍم ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -375‬وعن َع ِّ‬
‫كلمة طي ٍبة»(‪.)2‬‬
‫مترة‪ ،‬فمن مل َجيد فبِ ٍ‬
‫بش ِّق ٍ‬
‫ولو ِ‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال َحت ِق َر َّن من‬


‫ُ‬ ‫ذر ‪ ‬قال‪ :‬قال يل‬ ‫‪ -376‬وعن أيب ٍّ‬
‫أخاك بوجه ٍ‬
‫طلق»(‪.)3‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫املعروف شيئا‪ ،‬ولو أن تلقى‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5515‬ومسلم (‪.)5512‬‬


‫(‪ ))2‬أخرجه البخاري (‪ ،)7155‬ومسلم (‪.)5456‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5656‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪040‬‬

‫(‪ )6‬باب استحبابِ بيان الكالمِ وإيضاحِه للمخاطَ ِ‬


‫ب وتكريرِه‬
‫ليَفهَم إذا مل يَفهَم إال بذلك‬
‫ٍ‬
‫بكلمة أعادها ثال ًثا‬ ‫النبي ﷺ كان إذا ت َك َّلم‬ ‫‪ -377‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ :‬أن َّ‬
‫ُفهم عنه‪ ،‬وإذا أتى عىل قو ٍم فس َّلم عليهم َ‬
‫سلم عليهم ثال ًثا(‪.)1‬‬ ‫حتى ت َ‬
‫صال‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ كال ًما َف ً‬ ‫‪ -378‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان كال ُم‬
‫يفهمه كل من َيسم ُعه(‪.)2‬‬
‫ُ‬

‫(‪ )7‬باب إصغاءِ اجلليسِ حلديثِ جليسِه الذي ليس حبرامٍ واستنصاتِ العامل‬
‫والواعظِ حاضري جملِ ِسه‬
‫ِ‬
‫حجة‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ يف‬ ‫عبد اهلل ‪ ‬قال‪ :‬قال يل‬‫رير بن ِ‬
‫‪ -379‬وعن َج ِ‬
‫بعضكم‬
‫َرجعوا بعدي كفارا َيَّضب ُ‬ ‫الناس» ثم قال‪« :‬ال ت ِ‬ ‫َنص ِ‬
‫ت‬ ‫الوداعِ‪« :‬است ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫بعض»(‪.)3‬‬ ‫رقاب‬
‫َ‬

‫(‪ )8‬باب الوعظِ واالقتصادِ فيه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ﴾ [النحل‪.]551 :‬‬


‫عود ‪ُ ‬يذكِّرنا يف ِّ‬
‫كل‬ ‫شقيق بن سلم َة‪ ،‬قال‪ :‬كان ابن مس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -381‬وعن‬
‫ُ‬
‫عبد الرمحن‪َ ،‬لو ِد ُ‬
‫دت أنك ذكَّرتَنا كل يو ٍم‪ ،‬فقال‪ :‬أما‬ ‫رجل‪ :‬يا أبا ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُخيس‪ ،‬فقال له ٌ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)21‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪.)0232‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)555‬ومسلم (‪.)61‬‬
‫‪ | 042‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ُ‬
‫رسول‬ ‫ِ‬
‫باملوعظة‪ ،‬كام كان‬ ‫إنَّه يمن ُعني من ذلك أين أكر ُه أن ُأ ِم َّلكم‪ ،‬وإين أخت ََّو ُلكم‬
‫ِ‬
‫السآمة علينا(‪.)1‬‬ ‫َخ َّولنا هبا خماف َة‬
‫اهلل ﷺ يت َ‬

‫يتخولنا»‪ :‬يت َع َّهدُ نا‪.‬‬


‫« َّ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫يارس ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫‪ -381‬وعن ِ‬
‫عامر بن ٍ‬
‫وقِص ُخطبتِه‪َ ،‬مئِنَّ ٌة من فِ ِ‬
‫قهه‪ ،‬فأطيلوا الصال َة وا ْق ُِصوا‬ ‫الرجل‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫«إن َ‬
‫طول‬
‫َ‬
‫فقهه‪.‬‬ ‫اخلطب َة»(‪َ « .)2‬م ِئنَّة»‪ :‬أي‪ :‬عالمة دالة عىل ِ‬
‫ُ‬

‫(‪ )9‬باب الوَقارِ والسكينةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬


‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ﴾ [الفرقان‪.]63 :‬‬

‫قط‬ ‫رسول اهلل ﷺ مست ِ‬


‫َجم ًعا ُّ‬ ‫َ‬ ‫‪ -382‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬ما ُ‬
‫رأيت‬
‫ُ‬
‫ضاحكًا حتى تُرى منه هلواتُه‪ ،‬إنام كان يتبسم(‪« .)3‬ال َّلهوات» مجع ٍ‬
‫هلاة‪ :‬وهي‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ‬
‫ِ‬
‫سقف الف ِم‪.‬‬ ‫اللحم ُة التي يف أقىص‬

‫(‪ )11‬باب الندبِ إىل إتيانِ الصالةِ والعِلمِ وحنوهما من العباداتِ‬


‫بالسَّكينةِ والوقارِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ﴾ [احلج‪.]35 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)74‬ومسلم (‪.)5255‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)262‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)0252‬ومسلم (‪.)222‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪043‬‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬إذا‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -383‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ُأ ِ‬
‫قيمت الصالةُ‪ ،‬فال تَأتوها وأنتم تَس َعون‪ ،‬وأتوها وأنتم متَ شون عليكُم السكين ُة‪ ،‬فام‬
‫فص ُّلوا‪ ،‬وما فا َتكُم فأمتوا»(‪.)1‬‬
‫أدركتُم َ‬
‫َ‬
‫فسمع‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ يو َم عرف َة‬
‫فع مع ِّ‬ ‫عباس ‪ :‬أنه َد َ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -384‬وعن ابن‬
‫ِ‬
‫بسوطه إليهم‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫فأشار‬ ‫ِ‬
‫لإلبل‪،‬‬ ‫زجرا شديدً ا وَض ًبا وصوتًا‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ وراءه ً‬
‫ُّ‬
‫الرب ليس باإليضا ِع»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫الناس‪ ،‬عليكم بالسكينة‪ ،‬فإن َّ‬
‫«أَيا ُ‬

‫(‪ )11‬باب إِكرامِ الضَّيفِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬


‫ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬
‫ﯶ ﯷ﴾ [الذاريات‪ ،]57 - 50 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ‬
‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ﴾ [هود‪.]72 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪َ « :‬من‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫يح ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫‪ -385‬وعن أيب ُرش ٍ‬
‫سول‬ ‫اآلخر فل ُي ِ‬
‫كرم ضي َفه جائزتَه» قالوا‪ :‬وما جائزتُه؟ يا َر َ‬ ‫ِ‬ ‫يؤمن باهلل واليوم‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫وراء ذلك فهو َصدق ٌة‬
‫َ‬ ‫يومه ولي َلتُه‪ ،‬والضياف ُة ثالث ُة أيامٍ‪ ،‬فام كان‬
‫اهلل‪ ،‬قال‪ُ « :‬‬
‫عليه»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)242‬ومسلم (‪.)645‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5675‬ومسلم (‪.)5525‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6452‬ومسلم (‪.)02‬‬
‫‪ | 044‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )12‬باب استحبابِ التَّبشريِ والتهنئةِ باخلريِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ﴾ [الزمر‪:‬‬


‫‪ ،]52 - 57‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ﭚ ﭛ﴾ [التوبة‪ ،]55 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ﴾‬
‫[فصلت‪ ،]34 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ﴾ [الصافات‪ ،]545 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ﴾ [هود‪ ،]62 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯻ‬
‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ﴾ [هود‪ ،]75 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ﴾ [آل عمران‪،]32 :‬‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ﴾ [آل‬
‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة معلوم ٌة‪.‬‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫عمران‪ ]01 :‬اآلية‪،‬‬

‫رش خدجي َة‬ ‫َ‬ ‫‪ -386‬وعن ِ‬


‫عبد اهلل بن أيب َأ َ‬
‫رسول اهلل ﷺ َب َّ َ‬ ‫وَف ‪ :‬أن‬
‫َصب(‪.)1‬‬ ‫ببيت يف ِ‬
‫اجلنة من َق ٍ‬ ‫‪ٍ ‬‬
‫صخب فيه‪ ،‬وال ن َ‬
‫َ‬ ‫صب‪ ،‬ال‬
‫ُ‬
‫واللغط‪،‬‬ ‫الصياح‬
‫ُ‬ ‫الصخب»‪:‬‬
‫ُ‬ ‫املجوف‪ ،‬و«‬
‫ُ‬ ‫اللؤلؤ‬
‫ُ‬ ‫«القصب»‪ :‬هنا‬
‫التعب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫النصب»‪:‬‬
‫ُ‬ ‫و«‬

‫خرج‪،‬‬
‫َ‬ ‫توضأ يف بيتِه‪ ،‬ثم‬ ‫األشعري ‪ :‬أنه َّ‬
‫ِّ‬ ‫‪ -387‬وعن أيب موسى‬
‫فسأل عن‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫املسجدَ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ وألكو َن َّن معه يومي هذا‪ ،‬فجا َء‬ ‫فقال‪ :‬ألَ َلز َم َّن‬
‫بئر‬
‫دخل َ‬‫أسأل عنه‪ ،‬حتى َ‬ ‫جت عىل ِ‬
‫أثره ُ‬ ‫فخ َر ُ‬‫النبي ﷺ فقالوا َو َّجه هاهنا‪ ،‬قال‪َ :‬‬ ‫ِّ‬
‫مت‬‫وتوضأ‪ ،‬ف ُق ُ‬
‫َّ‬ ‫رسول اهلل ﷺ حاجتَه‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الباب حتى َقىض‬ ‫لست عند‬‫فج ُ‬ ‫ريس‪َ ،‬‬ ‫َأ ٍ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3252‬ومسلم (‪.)5033‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪045‬‬

‫ساقيه و َد َّالمها‬‫ِ‬ ‫وكشف عن‬


‫َ‬ ‫وتوسط ُق َّفها‪،‬‬ ‫بئر َأ ٍ‬
‫ريس‬ ‫جلس عىل ِ‬ ‫إليه‪ ،‬فإذا هو قد‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫فقلت‪ :‬ألَكو َن َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بواب‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الباب‪،‬‬ ‫فجلست عند‬ ‫ُ‬ ‫فت‪،‬‬ ‫يف البئر‪ ،‬فس َّلمت عليه ثم َ‬
‫انرص ُ‬
‫فدفع الباب‪ ،‬ف ُقلت‪ :‬من هذا؟ فقال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫بكر ‪‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ اليو َم‪ ،‬فجا َء أبو ٍ‬ ‫ِ‬
‫سول اهلل‪ ،‬هذا أبو ٍ‬
‫بكر‬ ‫فقلت‪ :‬يا َر َ‬ ‫ُ‬ ‫بكر‪ ،‬ف ُقلت‪ :‬عىل ِرسلِك‪ ،‬ثم َذ َه ُ‬
‫بت‪،‬‬ ‫أبو ٍ‬
‫ادخل‬‫بكر‪ُ :‬‬ ‫فأقبلت حتى قلت أليب ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫باجلنة»‬ ‫ستأذن‪ ،‬فقال‪َ « :‬‬
‫ائذن له و َب ِّرش ُه‬ ‫ي ِ‬
‫َ‬
‫النبي ﷺ معه‬ ‫فدخل أبو ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫جلس عن يمني ِّ‬ ‫بكر حتى َ‬ ‫باجلنة‪،‬‬ ‫رشك‬ ‫ورسول اهلل ﷺ ُي َب ِّ ُ‬
‫ِ‬
‫ساقيه‪ ،‬ثم‬ ‫وكشف عن‬
‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ُ‬ ‫صنع‬ ‫ودىل رجليه يف ِ‬
‫البئر كام‬ ‫ف‪َّ ،‬‬ ‫يف ال ُق ِّ‬
‫َ‬
‫ويلح ُقني‪ ،‬فقلت‪ :‬إن ُي ِرد اهلل بفالن ‪-‬‬
‫َ‬ ‫يتوضأ‬
‫تركت أخي َّ‬
‫ُ‬ ‫عت فج َل ُ‬
‫ست‪ ،‬وقد‬ ‫رج ُ‬
‫َ‬
‫عمر‬
‫فقلت‪ :‬من هذا؟ فقال‪ُ :‬‬ ‫ُ‬ ‫حيرك الباب‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫إنسان ِّ‬ ‫خريا يأت به‪ .‬فإذا‬ ‫يريدُ أخاه‪ً -‬‬
‫رسول اهلل ﷺ فس َّلمت عليه‬ ‫ِ‬ ‫جئت إىل‬ ‫ُ‬ ‫اخلطاب‪ ،‬فقلت‪ :‬عىل ِرسلِك‪ُ ،‬ثم‬ ‫ِ‬ ‫ب ُن‬
‫عمر‪ ،‬فقلت‪ :‬أذن‬ ‫ِ‬ ‫ائذن له ِّ‬ ‫ستأذن؟ فقال‪َ « :‬‬ ‫وقلت‪ :‬هذا عمر ي ِ‬
‫فجئت َ‬ ‫ُ‬ ‫باجلنة»‬ ‫وبرش ُه‬ ‫ُ َ‬
‫ف‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ يف ال ُق ِّ‬ ‫فجلس مع‬ ‫فدخل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫باجلنة‪،‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ُ‬ ‫ادخل و ُي َب ِّرشك‬
‫َ‬
‫ست‪ ،‬فقلت‪ :‬إن ُي ِرد اهلل بفالن‬ ‫رجعت فج َل ُ‬ ‫ُ‬ ‫رجليه يف ِ‬
‫البئر‪ ،‬ثم‬ ‫ِ‬ ‫يساره ودىل‬‫ِ‬ ‫عن‬
‫فقلت‪ :‬من هذا؟ فقال‪:‬‬ ‫فحرك الباب‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫خريا ‪-‬يعني أخاه‪ِ -‬‬
‫ُ‬ ‫إنسان َّ‬ ‫يأت به‪ ،‬فجاء‬ ‫ً‬
‫ائذن له‬ ‫فأخربتُه‪ ،‬فقال‪َ « :‬‬‫َ‬ ‫النبي ﷺ‬ ‫وجئت َّ‬ ‫ُ‬ ‫فقلت‪ :‬عىل ِرسلِك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عفان‪.‬‬ ‫بن‬‫عثامن ُ‬‫ُ‬
‫ُ‬ ‫فجئت‪ ،‬ف ُقلت‪ُ :‬‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ويبرشك‬
‫ادخل ِّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫باجلنة مع َبلوى تُصي ُبه»‬ ‫وبرشه‬ ‫ِّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الش ِّق‬ ‫لس ِو َ‬
‫جاه ُهم من ِّ‬ ‫فج َ‬
‫ف قد ُمل َئ‪َ ،‬‬ ‫فدخل فوجدَ ال ُق َّ‬ ‫َ‬ ‫باجلنة مع َبلوى ُتصي ُبك‪،‬‬
‫ِ‬
‫اآلخر(‪.)1‬‬
‫القف»‪ :‬املبني حول ِ‬
‫البئر‪.‬‬ ‫« ُّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3670‬ومسلم (‪.)5043‬‬


‫‪ | 046‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ معنا‬‫ِ‬ ‫‪ -388‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬كنا ُقعو ًدا َ‬
‫حول‬
‫أظه ِرنا فأبط َأ علينا‪،‬‬
‫رسول اهلل ﷺ من بني ُ‬ ‫ُ‬ ‫وعمر ‪ ‬يف ٍ‬
‫نفر‪ ،‬فقا َم‬ ‫ُ‬ ‫أبو ٍ‬
‫بكر‬
‫فخرجت أبتغي‬‫ُ‬ ‫فزع‪،‬‬
‫أول من َ‬ ‫فكنت َ‬
‫ُ‬ ‫وخشينا أن ُيق َت َطع دوننا ِ‬
‫وفزعنا ف ُقمنا‪،‬‬ ‫َ‬
‫رت به هل أجدُ له با ًبا؟‬ ‫ِ‬
‫لألنصار لبني النجار‪ ،‬فدُ ُ‬ ‫أتيت حائ ًطا‬
‫رسول اهلل ﷺ حتى ُ‬ ‫َ‬
‫والربيع‪ :‬اجلدول‬ ‫حائط من بئر خارجه ‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫جوف‬ ‫ُ‬
‫يدخل يف‬ ‫ربيع‬ ‫فلم ِ‬
‫ُ‬ ‫أجد! فإذا ٌ‬
‫رسول اهلل ﷺ فقال‪« :‬أبو هريرةَ؟» فقلت‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫فدخلت عىل‬
‫ُ‬ ‫زت‪،‬‬‫الصغري‪ -‬فاح َت َف ُ‬
‫ُ‬
‫فأبطأت‬
‫َ‬ ‫فقمت‬
‫َ‬ ‫أظه ِرنا‬
‫كنت بني ُ‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬قال‪« :‬ما شأنُك؟» قلت‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫نَعم‪ ،‬يا‬
‫َ‬
‫احلائط‪،‬‬ ‫فزع‪ ،‬فأتيت هذا‬‫أول من َ‬ ‫فكنت َ‬
‫ُ‬ ‫فخشينا أن تُق َت َطع دوننا‪ ،‬ف َف ِزعنا‪،‬‬ ‫علينا‪َ ،‬‬
‫الثعلب‪ ،‬وهؤالء الناس ورائي‪ .‬فقال‪« :‬يا أبا هرير َة» وأعطاين‬ ‫ُ‬ ‫زت كام َحي ِتف ُز‬
‫فاح َت َف ُ‬
‫ِ‬ ‫قيت من ِ‬ ‫بنعيل هاتَّي‪ ،‬فمن َل َ‬
‫احلائط يشهدُ أن ال إله‬ ‫وراء هذا‬ ‫َّ‬ ‫اذهب‬ ‫نَع َليه‪ ،‬فقال‪َ « :‬‬
‫َ‬
‫احلديث بطوله(‪.)1‬‬ ‫وذكر‬ ‫ِ‬
‫باجلنة‪»...‬‬ ‫ستيقنا هبا قل ُبه‪ ،‬ف َب ِّرشه‬‫َّإال اهلل م ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫(‪ )13‬باب وداعِ الصاحبِ ووصيَّ ِته عند فراقِه لسفرٍ وغريه والدعاءِ له وطلبِ‬
‫الدعاءِ منه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬


‫ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‬
‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ‬
‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ﴾ [البقرة‪.]533 - 535 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)35‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪047‬‬

‫ِ‬
‫عمر ‪ ،‬كان‬ ‫عمر‪ :‬أن عبدَ اهلل ب َن َ‬‫‪ -389‬وعن ساملِ بن عبد اهلل بن َ‬
‫فرا‪ :‬ادن منِّي حتى أو ِّدعك كام كان َرسو ُل اهلل ﷺ ُي َو ِّد ُعنا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫للرجل إذا أرا َد َس ً‬ ‫ُ‬
‫يقول‬
‫واتيم َع َملِك»(‪.)1‬‬
‫وخ َ‬
‫ِ‬
‫أستود ُع اهلل دينَك‪ ،‬وأما َنتَك‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪« :‬‬
‫َ‬
‫رسول‬ ‫النبي ﷺ فقال‪ :‬يا‬
‫رجل إىل ِّ‬ ‫‪ -391‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬جا َء ٌ‬

‫سفرا؛ َفز ِّودين‪ ،‬فقال‪« :‬ز ََّودك اهلل التقوى» قال‪ِ :‬زدين‬
‫‪ -391‬اهلل‪ ،‬إين أريدُ ً‬
‫اخلري حي ُثام َ‬
‫كنت»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫رس لك َ‬ ‫وغفر ذن َبك» قال‪ :‬زدين‪ ،‬قال‪« :‬وي َّ َ‬
‫قال‪َ « :‬‬

‫(‪ )14‬باب االستخارةِ واملشاوَرةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭭ ﭮ ﭯ﴾ [آل عمران‪ ،]512 :‬وقال اهلل تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﮞ ﮟ ﮠ﴾ [الشورى‪.]32 :‬‬

‫رسول اهلل ﷺ ُيع ِّلمنا االستخار َة يف‬


‫ُ‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬كان‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -392‬وعن‬
‫ِ‬
‫باألمر‪ ،‬فلريكَع ركعتَّي‬ ‫ِ‬
‫القرآن‪ُ ،‬‬
‫يقول‪« :‬إذا َه َّم أحدُ كُم‬ ‫ِ‬
‫كالسورة من‬ ‫ِ‬
‫األمور ك ِّلها‬
‫َقد ُرك ب ُقدرتِك‪،‬‬
‫لمك‪ ،‬وأست ِ‬ ‫بع ِ‬‫ريضة‪ ،‬ثم لي ُقل‪ :‬اللهم إين أستَخريك ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫غري ال َف‬
‫أعلم‪ ،‬وأنت َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عال ُم‬ ‫أقدر‪ ،‬وتع َل ُم وال ُ‬ ‫وأسأ ُلك من َفضلك العظيمِ‪ ،‬فإنك تَقدر وال ُ‬
‫ِ‬
‫وعاقبة أمري»‬ ‫ومعايش‬ ‫ِ‬
‫خري يل يف ديني َ‬ ‫األمر ٌ‬
‫تعلم أن هذا َ‬ ‫كنت ُ‬ ‫الله َّم إن َ‬
‫الغيوب‪ُ ،‬‬
‫بارك يل فيه‪ ،‬وإن كنت تَع َلم‬ ‫ويرسه يل‪ُ ،‬ثم ِ‬ ‫عاجل أمري ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وآجله‪ ،‬فاقدُ ره يل ِّ‬ ‫أو قال‪« :‬‬
‫وآجلِه؛‬
‫عاجل أمري ِ‬‫ِ‬ ‫وعاقبة أمري» أو قال‪« :‬‬ ‫ِ‬ ‫األمر َش يل يف ديني ومعايش‬ ‫أن هذا َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)3003‬وأبو داود (‪ ،)5644‬وابن ماجه (‪.)5256‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي (‪.)3000‬‬
‫‪ | 048‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫حيث كان‪ ،‬ثم ِ‬


‫أرضني به» قال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫اخلري‬ ‫ِ‬
‫وارصفني عنه‪ ،‬واقدُ ر َيل‬ ‫ِ‬
‫فارصفه عنِّي‪،‬‬
‫َ‬
‫حاجته»(‪.)1‬‬
‫سمي َ‬ ‫«و ُي ِّ‬

‫(‪ )15‬باب استحبابِ الذهابِ إىل العيدِ وعيادةِ املريضِ واحلجِّ والغزوِ واجلنازةِ‬
‫وحنوها من طريقٍ‪ ،‬والرجوعِ من طريقٍ آخرَ لتَكثريِ مواضعِ العبادةِ‬
‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬كان النبي ﷺ إذا كان يوم ٍ‬
‫عيد خا َل َ‬
‫ف‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -393‬وعن‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ال َّط َ‬
‫ريق(‪.)2‬‬
‫آخر‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫طريق َ‬ ‫ورج َع يف‬ ‫ٍ‬
‫طريق َ‬ ‫ب يف‬
‫ذه َ‬
‫لطريق» يعني‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫قو ُله‪« :‬خا َل َ‬
‫فا‬
‫ِ‬
‫طريق‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ كان َخي ُرج من‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -394‬وعن ابن َ‬
‫ِ‬
‫املعرس‪ ،‬وإذا دخل مكة‪ ،‬دخل من الثنية ال ُعليا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫طريق‬ ‫ُ‬
‫ويدخل من‬ ‫ِ‬
‫الشجرة‪،‬‬
‫السفىل(‪.)3‬‬
‫وخيرج من الثنية ُّ‬
‫ُ‬

‫(‪ )16‬باب استحبابِ تقديمِ اليَمنيِ يف كلِّ ما هو من بابِ التكريمِ‬

‫ِ‬
‫والرساويل‬ ‫واخلف‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫والنعل‬ ‫ِ‬
‫الثوب‬ ‫ِ‬
‫ولبس‬ ‫والتيمم‪،‬‬ ‫كالو ِ‬
‫ضوء وال ُغسل‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ونتف‬ ‫ِ‬
‫الشارب‪،‬‬ ‫وقص‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األظفار‪ِّ ،‬‬ ‫واالكتحال‪ ،‬وتَقليم‬ ‫والسواك‪،‬‬ ‫املسجد‪،‬‬ ‫ودخول‬
‫ِ‬
‫واملصافحة‪،‬‬ ‫ب‪،‬‬ ‫والرش ِ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫واألكل‪،‬‬ ‫الرأس‪ ،‬والسال ِم من الص ِ‬
‫الة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحلق‬ ‫ِ‬
‫اإلبط‪،‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫وغري ذلك مما هو‬ ‫واألخذ والع ِ‬
‫طاء‬ ‫ِ‬ ‫واخلروج من اخل ِ‬
‫الء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األسود‪،‬‬ ‫واستِال ِم احلَ ِ‬
‫جر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يف معناه‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)5565‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)226‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5133‬ومسلم (‪.)5517‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪049‬‬

‫ِ‬
‫اليسار‪،‬‬ ‫صاق عن‬ ‫ِ‬
‫كاالمتخاط وال ُب ِ‬ ‫اليسار يف ِضدِّ ذلك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫تقديم‬ ‫ستحب‬ ‫و ُي‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ودخول اخل ِ‬
‫ِ‬
‫والثوب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والرساويل‬ ‫ِ‬
‫والنعل‬ ‫ف‬
‫خل ِّ‬ ‫املسجد‪َ ،‬‬
‫وخل ِع ا ُ‬ ‫ِ‬
‫واخلروج من‬ ‫الء‪،‬‬ ‫ِ َ‬
‫ِ‬
‫املستقذرات وأشباه ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وفعل‬ ‫ِ‬
‫واالستنجاء‬
‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ﴾ [احلاقة‪:‬‬
‫‪ ]52‬اآليات‪ ،‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ﴾ [الواقعة‪.]2 - 2 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُي ِ‬
‫عجبه ال َّت َي ُّمن يف‬ ‫ُ‬ ‫‪ -395‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان‬
‫شأنِه ك ِّله‪ :‬يف ُط ِ‬
‫هوره‪ ،‬وت ََر ُّجلِه‪ ،‬و َتنَ ُّعلِه(‪.)1‬‬

‫هوره‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ اليمنى ل ُط ِ‬ ‫‪ -396‬وعنها ‪ ،‬قالت‪ :‬كانت َيدُ‬
‫وطعامه‪ ،‬وكانت اليرسى خل ِ‬
‫الئه وما كان من أ ًذى(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا ان َت َعل أحدُ كُم‬ ‫‪ -397‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫بالشامل‪ ،‬ل َتكُن ال ُيمنى أوهلام تُن َعل‪ ،‬وآخرمها‬ ‫نزع فل َيبدأ‬
‫فل َيبدَ أ بال ُيمنى‪ ،‬وإذا َ‬
‫ُينزَع»(‪.)3‬‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ أتى منًى‪ ،‬فأتى اجلمر َة‬ ‫س ‪ ،‬أن‬ ‫‪ -398‬وعن أن ٍ‬
‫وأشار إىل جانِبِه‬
‫َ‬ ‫ونحر‪ ،‬ثم قال للحالق‪ُ « :‬خذ»‬
‫َ‬ ‫فرماها‪ ،‬ثم أتى منز َل ُه بمنًى‬
‫الناس(‪.)4‬‬
‫جعل ُيعطيه َ‬ ‫ِ‬
‫األيرس‪ ،‬ثم َ‬ ‫ِ‬
‫األيمن‪ ،‬ثم‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)562‬ومسلم (‪.)562‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪.)33‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1211‬ومسلم (‪.)5427‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5341‬‬
‫‪ | 051‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫كتابُ أدبِ الطعامِ‬


‫(‪ )1‬باب التسميةِ يف أولِّه واحلمدِ يف آخره‬

‫يقول‪« :‬إذا َ‬
‫دخل‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -399‬وعن‬
‫الشيطان‪ :‬ال َمبيت لكم‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫طعامه‪ ،‬قال‬ ‫الرجل بيتَه‪ ،‬فذكَر اهلل تعاىل عند دخولِه‪ ،‬وعند‬
‫ُ‬
‫أدركتُم‬
‫الشيطان‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫دخل فلم َيذكُر اهلل تعاىل عند دخولِه‪ ،‬قال‬ ‫َ‬ ‫وال َعشاء‪ ،‬وإذا‬
‫شاء»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫املبيت وال َع َ‬
‫َ‬ ‫أدركتُم‬
‫املبيت؛ وإذا مل َيذكر اهلل تعاىل عند طعامه‪ ،‬قال‪َ :‬‬‫َ‬
‫‪ -411‬وعن أيب أمام َة ‪ :‬أن النبي ﷺ كان إذا رفع ِ‬
‫مائدَ ته‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫كفي‪ ،‬وال ُمستغنَى عنه ربنا» ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫«احلمدُ هلل كثريا طيبا مباركا فيه‪ ،‬غري َم ِّ‬

‫(‪ )2‬باب ال يَعيبُ الطعامَ واستحباب مَدحِه‬

‫قط‪ ،‬إن‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ طعا ًما ُّ‬ ‫عاب‬
‫‪ -411‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬ما َ‬
‫اشتهاه أك َله‪ ،‬وإن ِ‬
‫كر َهه تَركَه(‪.)3‬‬

‫أه َله األُد َم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما‬ ‫النبي ﷺ َ‬


‫سأل‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫جابر ‪ ،‬أن‬ ‫‪ -412‬وعن‬
‫عم األُد ُم‬‫األُدم ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫فجعل ُ‬
‫َ‬ ‫عندنا إال ٌّ‬
‫اخلل‪ ،‬ن َ‬ ‫ُ‬ ‫عم‬
‫ويقول‪« :‬ن َ‬ ‫يأكل‪،‬‬ ‫خل‪ ،‬فدعا به‪،‬‬
‫ُّ‬
‫اخلل»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5452‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)1012‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1042‬ومسلم (‪.)5460‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5415‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪050‬‬

‫(‪ )3‬باب ما يَقولُه من حضرَ الطعامَ وهو صائمٌ إذا مل يُفطِر‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا ُد ِع َي أحدُ كم‬


‫ُ‬ ‫‪ -413‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫جب‪ ،‬فإن كان صائِام فل ُي َص ِّل‪ ،‬وإن كان ُمفطرا فل َيط َعم»(‪.)1‬‬
‫فل ُي ِ‬

‫قال العلامء‪ :‬معنى «فل ُي َص ِّل»‪ :‬فليدْ ُع‪ ،‬ومعنى «فل َيط َعم»‪ :‬فليأكل‪.‬‬

‫(‪ )4‬باب ما يقولُه من دُ ِع َي إىل طعامٍ فتَ ِبعه غريُه‬

‫النبي ﷺ لطعا ٍم‬ ‫البدري ‪ ‬قال‪ :‬دعا ٌ‬ ‫ٍ‬


‫رجل َّ‬ ‫ِّ‬ ‫مسعود‬ ‫‪ -414‬وعن أيب‬
‫النبي ﷺ‪« :‬إن هذا‬ ‫الباب‪ ،‬قال‬ ‫رجل‪ ،‬فلام َ‬
‫بلغ‬ ‫ٍ‬
‫ُخسة‪ ،‬فتَبِعهم ٌ‬ ‫خامس‬ ‫صنعه له‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫آذن له يا َر َ‬
‫سول اهلل(‪.)2‬‬ ‫جع» قال‪ :‬بل ُ‬
‫شئت َر َ‬ ‫ا َّت َب َعنا‪ ،‬فإن ِش َ‬
‫ئت أن تأ َذن له‪ ،‬وإن َ‬

‫(‪ )5‬باب األكلِ مما يَليه ووعظِه وتَأديبِه مَن يُسي ُء أكلَه‬

‫ِ‬
‫رسول‬ ‫ِ‬
‫حجر‬ ‫عمر بن أيب سلم َة ‪ ،‬قال‪ :‬كنت ُغال ًما يف‬ ‫‪ -415‬وعن َ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا ُغال ُم‪َ ،‬س ِّم اهلل‬ ‫ِ‬
‫الصحفة‪ ،‬فقال يل‬ ‫اهلل ﷺ وكانت َيدي ت ُ‬
‫َطيش يف‬
‫تعاىل‪ ،‬وكل ب َيمينِك‪ ،‬وكُل مما َيليك»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5035‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5425‬ومسلم (‪.)5436‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1376‬ومسلم (‪.)5455‬‬
‫‪ | 052‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )6‬باب النَّهيِ عن القِران بني تَمرَتني وحنوِهما‬


‫إذا أكلَ مجاعةً إال بإذنِ رُفقتِه‬

‫الزبري؛ ُفر ِزقنا‬


‫ِ‬ ‫‪ -416‬وعن جبل َة بن سحي ٍم‪ ،‬قال‪ :‬أصابنا عام ٍ‬
‫سنة مع ِ‬
‫ابن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُقارنوا‪ ،‬فإن‬ ‫يمر بنا ونحن نأك ُُل‪ ،‬فيقول‪ :‬ال ت ِ‬ ‫عمر ‪ُّ ‬‬ ‫مترا‪ ،‬فكان عبدُ اهلل بن َ‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫الرجل أخاه ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النبي ﷺ هنى عن اإلقران‪ ،‬ثم ُ‬
‫يقول‪ :‬إال أن َيستأذ َن‬ ‫َّ‬

‫(‪ )7‬باب ما يقولُه ويفعَلُه من يأكُلُ وال يشبَعُ‬


‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ قالوا‪:‬‬ ‫أصحاب‬ ‫رب ‪ :‬أن‬ ‫حيش بن َح ٍ‬
‫َ‬ ‫‪ -417‬وعن َو ِّ‬
‫نأكل وال نش َب ُع؟ قال‪« :‬ف َل َع َّلكُم ت َ ِ‬
‫َفَتقون» قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪:‬‬ ‫سول اهلل‪ ،‬إنا ُ‬
‫يا َر َ‬
‫بارك لكم فيه»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اسم اهلل‪ُ ،‬ي َ‬
‫«فاجتَمعوا عىل طعامكُم‪ ،‬واذكروا َ‬

‫(‪ )8‬باب األمرِ باألكلِ من جانبِ القصعةِ والنهي عن األكلِ من وسطِها‬


‫الربك ُة ُ‬
‫تنزل يف‬ ‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬‬
‫ِّ‬ ‫عباس ‪ ،‬عن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -418‬وعن ابن‬
‫َيه‪ ،‬وال تَأكُلوا من وسطِه»(‪.)3‬‬
‫وسط الطعامِ؛ فكلوا من حا َفت ِ‬
‫ِ‬

‫(‪ )9‬باب كراهيةِ األكلِ مُتَّكئًا‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال آك ُُل‬


‫ُ‬ ‫‪ -419‬وعن أيب ُجحيف َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫متَّكئا»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1006‬ومسلم (‪.)5401‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3760‬وابن ماجه (‪.)3526‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3775‬والرتمذي (‪ ،)5241‬وابن ماجه (‪.)3577‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)1322‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪053‬‬

‫ٍ‬
‫وطاء حتته‪ ،‬قال‪ :‬وأراد‬ ‫اجلالس معتمدً ا عىل‬ ‫املتكئ هاهنا‪ :‬هو‬ ‫قال اخلطايب‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اإلكثار من الطعا ِم‪ ،‬بل يقعدُ‬ ‫ِ‬
‫والوسائد كفعل َمن يريد‬ ‫ِ‬
‫الوطاء‬ ‫أنه ال يقعدُ عىل‬
‫َ‬
‫املائل عىل جنبِه‪،‬‬
‫املتكئ هو ُ‬
‫َ‬ ‫ويأكل ُب ْل َغ ًة‪ .‬وأشار ُ‬
‫غريه إىل أن‬ ‫ُ‬ ‫ُمستوفِ ًزا ال مستوط ًئا‪،‬‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬
‫يأكل‬ ‫رسول اهلل ﷺ جالِسا م ِ‬
‫قع ًيا ُ‬ ‫َ‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬ ‫‪ -411‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ً ُ‬
‫مترا(‪.)1‬‬
‫ً‬
‫وينصب ساقيه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫باألرض‬ ‫لص ُق أليتيه‬ ‫«املُ ِ‬
‫قعي»‪ :‬هو الذي ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫(‪ )11‬باب استحبابِ األكلِ بثالثِ أصابعَ‪ ،‬واستحبابِ َلعقِ األصابعِ‪ ،‬وكراهةِ‬
‫َمسحِها قبل لعقِها واستحبابِ لعقِ القَصعةِ وأخذ اللقمةِ اليت تَسقُط منه وأكلُها‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا َ‬


‫أكل‬ ‫ُ‬ ‫عباس ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -411‬وعن ابن‬
‫أحدُ كم طعاما‪ ،‬فال يمسح أصابعه حتى يلعقها أو ي ِ‬
‫لعقها»(‪.)2‬‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يأكل‬ ‫َ‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬ ‫مالك ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫كعب بن‬ ‫‪ -412‬وعن‬
‫أصابع‪ ،‬فإذا فر َغ ل َع َقها(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫بثالث‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا َو َق َعت ُلقم ُة‬ ‫َ‬ ‫‪ -413‬وعن جابر ‪ ،‬أن‬
‫ِ‬
‫للشيطان‪ ،‬وال‬ ‫أخذها فل ُي ِمط ما كان هبا من أذى‪ ،‬ول َيأكُلها‪ ،‬وال َيدعها‬ ‫ِ‬
‫أحدكم‪ ،‬فل َي ُ‬
‫ِ‬
‫طعامه الربك ُة»(‪.)4‬‬ ‫باملنديل حتى َيل َعق أصابِ َعه‪ ،‬فإنه ال َيدري يف ِّ‬
‫أي‬ ‫ِ‬ ‫مسح يدَ ه‬‫َي َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5400‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1016‬ومسلم (‪.)5435‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5435‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5433‬‬
‫‪ | 054‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )11‬باب تكثريِ األيدي على الطعامِ‬

‫ُ‬
‫يقول‪« :‬طعا ُم‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -414‬وعن‬
‫ِ‬
‫األربعة َيكفي‬ ‫ِ‬
‫الواحد َيكفي االثنَّي‪ ،‬و َطعا ُم االثنَّي َيكفي األربع َة‪ ،‬وطعا ُم‬
‫الثامني َة»(‪.)1‬‬

‫س‬ ‫(‪ )12‬باب أدبِ الشُّربِ واستحبابِ التنفُّ ِ‬


‫س ثالثًا خارجَ اإلناءِ وكراهةِ التنفُّ ِ‬
‫يف اإلناءِ واستحبابِ إدارةِ اإلناءِ على األمينِ فاألمينِ بعد املبتدئ‬

‫ِ‬
‫الرشاب‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ كان يتنَ َّفس يف‬ ‫ٍ‬
‫أنس ‪ :‬أن‬ ‫‪ -415‬وعن‬
‫ثال ًثا(‪.)2‬‬
‫بلبن قد شيب ٍ‬
‫بامء‪ ،‬وعن َيمينِه‬ ‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُأ ِ َ‬
‫يت ٍ‬ ‫َ‬ ‫‪ -416‬وعنه ‪ :‬أن‬
‫األيمن‬
‫َ‬ ‫يب‪ ،‬وقال‪« :‬‬
‫فرش َب‪ ،‬ثم أعطى األعرا َّ‬‫بكر ‪ِ ‬‬ ‫يب‪ ،‬وعن ِ‬
‫يساره أبو ٍ‬ ‫أعرا ٌّ‬
‫شيب» أي‪ :‬خلط‪.‬‬
‫فاأليمن» ‪ .‬قوله‪َ « :‬‬
‫(‪)3‬‬
‫َ‬

‫(‪ )13‬باب كراهةِ الشربِ من فَ ِم القِربةِ وحنوها‬


‫وبيانِ أنه كراهةُ تنزيهٍ ال حرامٌ‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ عن‬ ‫اخلدري ‪ ‬قال‪َ :‬هنى‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -417‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫ِ ِ (‪)4‬‬ ‫ِ ِ‬
‫رش َب منها‪.‬‬
‫أفواهها‪ ،‬و ُي َ‬
‫ُ‬ ‫ُكرس‬
‫اختناث األسقية ‪ .‬يعني‪ :‬أن ت َ‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1325‬ومسلم (‪.)5412‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1635‬ومسلم (‪.)5452‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5315‬ومسلم (‪.)5452‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5651‬ومسلم (‪.)5453‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪055‬‬

‫رسول اهلل ﷺ أن ُيرشب من ِ ْيف‬


‫ُ‬ ‫‪ -418‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪َ :‬هنى‬
‫ِ‬
‫القربة(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫السقاء أو‬

‫(‪ )14‬باب كراهةِ النفخِ يف الشرابِ‬


‫ِ‬
‫اإلناء أو‬ ‫تنفس يف‬ ‫ٍ‬
‫النبي ﷺ َهنى أن ُي َ‬
‫عباس ‪ :‬أن َّ‬ ‫‪ -419‬وعن ابن‬
‫ُين َف َخ فيه(‪.)2‬‬

‫(‪ )15‬باب بيان جوازِ الشُّربِ قائمًا وبيان أن األكملَ واألفضلَ الشربُ قاعدًا‬

‫مزم‪ِ َ ،‬‬
‫فرش َب‬ ‫النبي ﷺ من َز َ‬
‫قيت َّ‬ ‫ٍ‬
‫عباس ‪ ،‬قال‪َ :‬س ُ‬ ‫‪ -421‬وعن ابن‬
‫وهو ِ‬
‫قائ ٌم(‪.)3‬‬

‫قائام‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الرجل ً‬ ‫رشب‬
‫النبي ﷺ‪ :‬أنه َهنى أن َي َ‬
‫أنس ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫‪ -421‬وعن ٍ‬
‫أرش‪ ،‬أو أخ َب ُث(‪.)4‬‬ ‫ألنس‪ :‬فاألَ ُ‬
‫كل؟ قال‪ :‬ذلك ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫قال قتادةُ‪ :‬ف ُقلنا‬

‫(‪ )16‬باب استحبابِ َكونِ ساقي القومِ آخرَهم شُربًا‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬ساقي القو ِم ُ‬


‫آخرهم»‬ ‫‪ -422‬وعن أيب قتاد َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫يعني‪ُ :‬رش ًبا(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)1657‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3752‬والرتمذي (‪ ،)5222‬وابن ماجه (‪.)3522‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5637‬ومسلم (‪.)5457‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5450‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)625‬‬
‫‪ | 056‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )17‬باب جوازِ الشربِ من مجيعِ األواني الطاهرةِ غريِ الذَّهبِ والفِضةِ وجوازِ‬
‫الكَرعِ ‪ -‬وهو الشُّربُ بالفَ ِم من النهرِ وغريِه بغريِ إناءٍ وال يدٍ‪ -‬وتَحريمِ استعمالِ إناءِ‬
‫الذهبِ والفضةِ يف الشُّربِ واألكلِ والطهارةِ وسائرِ وجوهِ االستعمالِ‬

‫النبي ﷺ فأخرجنا له ما ًء‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫‪ -423‬وعن عبد اهلل بن زيد ‪ ‬قال‪ :‬أتانا ُّ‬
‫يف ٍ‬
‫تور من ُص ٍ‬
‫فر فتوضأ(‪.)1‬‬
‫ٍ‬
‫رجل من‬ ‫َ‬
‫دخل عىل‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫جابر ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -424‬وعن‬
‫بات هذه‬
‫ماء َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫كان عندَ ك ٌ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن َ‬ ‫صاحب له‪ ،‬فقال‬
‫ٌ‬ ‫األنصار‪ ،‬ومعه‬
‫الليل َة يف َشن ٍَّة‪َّ ،‬‬
‫وإال ك ََرعنا»(‪.)2‬‬
‫ِ‬
‫والديباج‪،‬‬ ‫حل ِ‬
‫رير‪،‬‬ ‫‪ -425‬وعن ُحذيف َة ‪ ‬قال‪ :‬إن َّ‬
‫النبي ﷺ هنانا عن ا َ‬
‫ِ‬
‫والفضة‪ ،‬وقال‪« :‬هن هلم يف الدُّ نيا‪ ،‬وهي لكم يف‬ ‫الذ ِ‬
‫هب‬ ‫ِ‬
‫والرشب يف آنية َّ‬
‫اآلخ ِ‬
‫رة»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)527‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)1653‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1235‬ومسلم (‪.)5467‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪057‬‬

‫كتابُ اللباسِ‬
‫(‪ )1‬باب استحبابِ الثوبِ األبيضِ‪ ،‬وجوازِ األمحرِ واألخضرِ واألصفرِ واألسودِ‪،‬‬
‫وجوازِه من قُطنٍ وكَتانٍ وشَ َع ٍر وصوفٍ وغريِها إال احلريرَ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ‬


‫ﮀ ﮁ﴾ [األعراف‪ ،]56 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ﴾ [النحل‪.]25 :‬‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َبسوا من‬ ‫عباس ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -426‬وعن ابن‬
‫خري ثِيابِكم‪ ،‬و َك ِّفنوا فيها موتاكُم»(‪.)1‬‬
‫البياض؛ فإَّنا من ِ‬
‫َ‬ ‫ثيابِكُم‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ َمربو ًعا‪ ،‬وقد رأيتُه يف‬ ‫ِ‬
‫الرباء ‪ ‬قال‪ :‬كان‬ ‫‪ -427‬وعن‬
‫حل ٍة َمحرا َء ما ُ‬
‫رأيت شي ًئا ُّ‬
‫قط أحس َن منه(‪.)2‬‬
‫رسول اهلل ﷺ وعليه َث ِ‬
‫وبان‬ ‫َ‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬ ‫‪ -428‬وعن أيب ِرمث َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫أخرضان(‪.)3‬‬

‫فتح مك َة وعليه‬ ‫رسول اهلل ﷺ َد َ‬


‫خل يو َم ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫جابر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -429‬وعن‬
‫عامم ٌة سودا ُء(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3272‬والرتمذي (‪.)220‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1202‬ومسلم (‪.)5337‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0461‬والرتمذي (‪.)5255‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5312‬‬
‫‪ | 058‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫غداة‪،‬‬ ‫ذات‬
‫رسول اهلل ﷺ َ‬ ‫‪ -431‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪َ :‬خ َ‬
‫رج‬
‫مرحل من ٍ‬
‫شعر أسود(‪.)1‬‬ ‫وعليه ِم ٌ‬
‫رط َّ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ ذات‬ ‫ِ‬
‫املغرية بن شعب َة ‪ ‬قال‪ :‬كنت مع‬ ‫‪ -431‬وعن‬
‫فمشى حتى‬ ‫ِ ِ‬ ‫مسري‪ ،‬فقال يل‪َ « :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ماء؟» قلت‪َ :‬ن َعم‪ ،‬فنزل عن راحلته َ‬
‫أمعك ٌ‬ ‫ليلة يف‬
‫فغسل وجهه وعليه‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫اإلداوة‪،‬‬ ‫فأفرغت عليه من‬
‫ُ‬ ‫سواد الليل‪ ،‬ثم جاء‬‫ِ‬ ‫توارى يف‬
‫يستطع أن ُخي ِرج ذراعيه منها حتى أخرجهام من أسفل ِ‬
‫اجلبة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫صوف‪ ،‬فلم‬‫ٍ‬ ‫جب ٌة من‬
‫َ‬
‫أدخلتُهام‬ ‫أهويت ِ‬
‫ألنز َع خفيه‪ ،‬فقال‪« :‬دعهام فإين َ‬ ‫ُ‬ ‫برأسه‪ ،‬ثم‬‫فغسل ذراعيه ومسح ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ومسح عليهام(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫طاه َرتَّي»‬
‫َ‬
‫(‪ )2‬باب استحبابِ القَميصِ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ِ‬
‫الثياب إىل‬ ‫‪ -432‬وعن أ ِّم سلم َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان ُّ‬
‫أحب‬
‫ال َق َ‬
‫ميص(‪.)3‬‬

‫(‪ )3‬باب صِفةِ طولِ القَميصِ والكُمِّ واإلزارِ وطرفِ العمامة وتَحريمِ إسبالِ‬
‫شيءٍ من ذلك على سبيلِ اخلُيالءِ وكراهتِه من غري خُيالء‬

‫يالء مل‬
‫جر ثو َبه ُخ َ‬
‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬من َّ‬
‫عمر ‪ :‬أن َّ‬ ‫‪ -433‬وعن ابن َ‬
‫سرتخي َّإال أن‬ ‫ِ‬
‫القيامة» فقال أبو بكر‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬إن إزاري َي َ‬ ‫َين ُظر اهلل إليه يو َم‬
‫لست ممن َيف َع ُله ُخيالء»(‪.)4‬‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إنَّك َ‬ ‫أتعاهده‪ ،‬فقال له‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5425‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1722‬ومسلم (‪.)570‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0451‬والرتمذي (‪.)5765‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)3661‬ومسلم (‪.)5421‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪059‬‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬ما أس َف َل من الك ِ‬


‫َعبَّي‬ ‫‪ -434‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫اإلزار ففي ِ‬
‫النار»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫ِ‬
‫اإلزار‪،‬‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬ا ِإل ُ‬
‫سبال يف‬ ‫ِّ‬ ‫عمر ‪ ،‬عن‬ ‫‪ -435‬وعن ابن َ‬
‫ِ‬
‫القيامة»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫والعاممة‪َ ،‬من ج َّر شيئا ُخيالء مل َين ُظر اهلل إليه يو َم‬ ‫ِ‬
‫ميص‪،‬‬ ‫وال َق‬

‫رسول اهلل ﷺ ويف إزاري‬ ‫ِ‬ ‫ررت عىل‬‫عمر ‪ ،‬قال‪َ :‬م ُ‬ ‫‪ -436‬وعن ابن َ‬
‫دت‪ ،‬فام ِز ُ‬ ‫إزارك» فر َفعتُه ثم قال‪ِ « :‬زد» ِ‬ ‫ِ‬
‫لت‬ ‫فز ُ‬ ‫اسرتخا ٌء‪ ،‬فقال‪« :‬يا عبدَ اهلل‪ ،‬ار َفع َ‬
‫ِ‬
‫أنصاف الساقني(‪.)3‬‬ ‫بعض القو ِم‪ :‬إىل أين؟ فقال‪ :‬إىل‬ ‫أحتراها بعدُ ‪ .‬فقال ُ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من َج َّر ثو َبه ُخيالء مل‬ ‫‪ -437‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫بذيوهلن؟ قال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫القيامة» فقالت أ ُّم سلم َة‪ :‬فكيف تصن َُع النسا ُء ُ‬ ‫ين ُظ ِر اهلل إليه يو َم‬
‫فريخينَه ذراعا‪ ،‬ال َي ِزدن»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رخَّي شربا» قالت‪ :‬إ ًذا تَنكَشف أقدا ُمهن‪ .‬قال‪ُ « :‬‬
‫َ‬ ‫« ُي‬

‫(‪ )4‬باب استحبابِ التوسُّ ِ‬


‫ط يف اللباسِ وال يقتصرُ على ما يَزري به لغريِ حاجةٍ‬
‫ٍّ‬
‫وال مقصودٍ َشرعي‬

‫ُ‬
‫رسول‬ ‫عمرو بن ُش ٍ‬
‫عيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جدِّ ه ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -438‬وعن ِ‬
‫اهلل ﷺ‪« :‬إن اهلل ُحيب أن يرى أثر نِعمتِه عىل ِ‬
‫عبده»(‪.)5‬‬ ‫َ‬ ‫ُّ َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)1727‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0420‬وابن ماجه (‪ ،)3176‬وأصله يف البخاري (‪ ،)3661‬ومسلم (‪.)5421‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5426‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5735‬والنسائي (‪.)1337‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه الرتمذي (‪.)5252‬‬
‫‪ | 061‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )5‬باب حتريمِ لباسِ احلريرِ على الرجالِ‪ ،‬وحتريمِ جُلوسِهم عليه‬
‫واستنادِ ِهم إليه وجوازِ ِلبا ِسه للنِّساءِ‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال تَل َبسوا‬ ‫اخلطاب ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِ‬ ‫عمر بن‬
‫‪ -439‬وعن َ‬
‫ِ‬
‫اآلخرة»(‪.)1‬‬ ‫احلرير؛ فإنه من لبِ َسه يف الدنيا مل َيل َبسه يف‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الذهب‬ ‫‪ -441‬وعن حذيف َة ‪ ‬قال‪ :‬هنانا النبي ﷺ أن نَرشب يف ِ‬
‫آنية‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫يباج‪ ،‬وأن نَجلِس عليه(‪.)2‬‬ ‫حل ِ‬
‫رير والدِّ ِ‬ ‫والف ِ‬
‫ضة‪ ،‬وأن نأك َُل فيها‪ ،‬وعن ُل ِ‬ ‫ِ‬
‫بس ا َ‬

‫(‪ )6‬باب جوازِ لُبسِ احلريرِ ملن به حِكَّة‬

‫ِ‬
‫الرمحن بن‬ ‫بري ِ‬
‫وعبد‬ ‫للز ِ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُّ‬ ‫رخص‬‫أنس ‪ ‬قال‪َّ :‬‬ ‫‪ -441‬وعن ٍ‬
‫احلرير ِحل ٍ‬
‫كة هبام(‪.)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫عوف ‪ ‬يف ُل ِ‬
‫بس‬

‫(‪ )7‬باب النهي عن افرتاشِ جُلودِ النُّمورِ والركوبِ عليها‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال تَركَبوا َ‬


‫اخل َّز وال‬ ‫ُ‬ ‫‪ -442‬وعن ُمعاوي َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِّامر»(‪.)4‬‬
‫الن َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1230‬ومسلم (‪.)5462‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)1237‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1232‬ومسلم (‪.)5476‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪.)0552‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪060‬‬

‫رسول اهلل ﷺ هنى عن ج ِ‬


‫لود‬ ‫َ‬ ‫ليح‪ ،‬عن ِ‬
‫أبيه ‪ :‬أن‬ ‫‪ -443‬وعن أيب املَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫السبا ِع(‪.)1‬‬
‫ِّ‬

‫(‪ )8‬باب ما يقولُ إذا لبسَ ثوبًا جديدًا أو نَعلًا أو حنوه‬

‫استجدَّ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ إذا‬ ‫اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬كان‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -444‬وعن أيب‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫باسمه ‪ِ -‬عامم ًة‪ ،‬أو قميصا‪ ،‬أو ِرداء‪ -‬يقول‪« :‬اللهم لك احلمدُ أنت كَسوت ِ‬
‫َنيه‪،‬‬ ‫َثوبا سامه ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫صنع له»(‪.)2‬‬
‫وَش ما َ‬
‫َشه ِّ‬‫وخري ما ُصن َع له‪ ،‬وأعو ُذ بك من ِّ‬
‫َ‬ ‫أسأ ُلك َ‬
‫خريه‬

‫(‪ )9‬كتاب آدابِ النومِ واالضطجاعِ‬

‫رسول اهلل ﷺ إذا أوى‬ ‫ُ‬ ‫عازب ‪ ،‬قال‪ :‬كان‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الرباء بن‬ ‫‪ -445‬وعن‬
‫هت‬
‫وو َّج ُ‬ ‫الله َّم أس َل ُ‬ ‫إىل فِ ِ‬
‫راشه نا َم عىل ش ِّقه األيمن‪ ،‬ثم َ‬
‫مت نفيس إليك‪َ ،‬‬ ‫قال‪ُ « :‬‬
‫ورهبة إليك‪ ،‬ال‬ ‫أت َظهري إليك‪َ ،‬رغبة َ‬ ‫ضت أمري إليك‪َ ،‬‬
‫وأجل ُ‬ ‫وجهي إليك‪ ،‬و َف َّو ُ‬
‫آمنت بكتابِك الذي أنزَلت‪ ،‬و َنبِ ِّيك الذي‬ ‫ُ‬ ‫لجأ وال َمنجا منك إال إليك‪،‬‬ ‫َم َ‬
‫أرسلت»(‪.)3‬‬
‫َ‬
‫أخذ َمضج َعه من‬ ‫النبي ﷺ إذا َ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -446‬وعن ُحذيف َة ‪ ‬قال‪ :‬كان‬
‫أموت وأحيا» وإذا استي َق َظ‬ ‫ِ‬
‫باسمك‬ ‫الله َّم‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وضع يدَ ه حتت خدِّ ه‪ ،‬ثم يقول‪ُ « :‬‬
‫َ‬ ‫الليل‬
‫ُّشور»(‪.)4‬‬
‫قال‪« :‬احلمدُ هلل الذي أحيانا َبعدَ ما أماتَنا وإليه الن ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0535‬والرتمذي (‪.)5774‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0454‬والرتمذي (‪.)5767‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)6351‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)6350‬‬
‫‪ | 062‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )11‬باب جوازِ االستِلقاءِ على القَفا‪ ،‬ووضعِ إحدى الرِّجلني على األُخرى إذا مل‬
‫َي َخف انكشافَ العورةِ‪ ،‬وجوازِ القُعودِ مُحتبِ ًيا‬
‫رسول اهلل ﷺ مست ِ‬
‫َلق ًيا يف‬ ‫َ‬ ‫زيد ‪ :‬أنه رأى‬ ‫‪ -447‬وعن عبد اهلل بن ٍ‬
‫واض ًعا إحدى ِر ِ‬
‫جليه عىل األُخرى(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫املسجد‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫الكعبة‬ ‫ِ‬
‫بفناء‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫رأيت‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -448‬وعن ابن َ‬
‫ووصف بيديه االحتبا َء‪ ،‬وهو ال ُقرفصاء(‪.)2‬‬
‫ُحمتب ًيا بيديه هكذا‪َ ،‬‬

‫(‪ )11‬باب يف آدابِ اجمللسِ واجلليسِ‬

‫قيم َّن‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال ُي َ‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -449‬وعن ابن َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫عمر‬‫أحدُ كم َرجال من ُملسه ثم جيل ُس فيه‪ ،‬ولكن ت ََو َّسعوا وت َف َّسحوا» وكان ابن َ‬
‫رجل من جملِ ِسه مل جيلِس فيه(‪.)3‬‬
‫إذا قا َم له ٌ‬
‫‪ -451‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن رس َ‬
‫ول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا قا َم أحدُ كم‬
‫أحق به»(‪.)4‬‬
‫رجع إليه؛ فهو ُّ‬ ‫ٍ‬
‫ُملس‪ ،‬ثم َ‬ ‫من‬

‫جلس‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ‬
‫سمر َة ‪ ،‬قال‪ :‬كنَّا إذا أتينا َّ‬ ‫ِ‬
‫جابر بن ُ‬ ‫‪ -451‬وعن‬
‫أحدُ نا حيث ينتهي(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)071‬ومسلم (‪.)5544‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)6575‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6574‬ومسلم (‪.)5577‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5572‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0251‬والرتمذي (‪.)5751‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪063‬‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫اخلدري ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -452‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫املجالس أوس ُعها»(‪.)1‬‬ ‫خري‬
‫يقول‪ُ « :‬‬
‫جلس يف‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من‬ ‫‪ -453‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ُملسه ذلك‪ :‬سبحانَك اللهم‬ ‫ِ‬ ‫ُملس‪ ،‬فك ُثر فيه لغ ُطه فقال قبل أن يقو َم من‬‫ٍ‬
‫وأتوب إليك؛ إال غ ُِفر له ما كان يف‬
‫ُ‬ ‫أستغفرك‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وبحمدك‪ ،‬أشهدُ أن ال إله َّإال أنت‪،‬‬
‫َُملِسه ذلك»(‪.)2‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما ِمن قو ٍم يقومون من‬‫ُ‬ ‫‪ -454‬وعنه ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫جيفة ِمح ٍ‬
‫ار‪ ،‬وكان هلم حرس ٌة»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ُملس ال َيذكرون اهلل تعاىل فيه‪ ،‬إال قاموا عن ِ‬
‫مثل‬ ‫ٍ‬

‫لس قو ٌم ُملسا مل َيذكروا‬


‫النبي ﷺ قال‪« :‬ما َج َ‬
‫‪ -455‬وعنه ‪ ،‬عن ِّ‬
‫عذهبم‪ ،‬وإن‬‫عليهم تِرةٌ؛ فإن شاء َّ‬
‫اهلل تعاىل فيه‪ ،‬ومل ُيص ُّلوا عىل نب ِّيهم فيه‪ ،‬إال كان ِ‬

‫شاء غَ َ‬
‫فر هلم»(‪.)4‬‬

‫(‪ )12‬باب الرؤيا وما يتعلَّقُ بها‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ﴾ [الروم‪.]53 :‬‬

‫الزمان مل‬
‫ُ‬ ‫اقَتب‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬إذا‬
‫َّ‬ ‫‪ -456‬وعن أيب هريرة ‪ ،‬أن‬
‫ِ‬ ‫املؤمن جزء من ٍ‬ ‫املؤمن ت ِ‬
‫النبوة»(‪.)5‬‬ ‫ستة وأربعَّي ُجزءا من‬ ‫ِ ُ ٌ‬ ‫َكذب‪ ،‬ورؤيا‬ ‫ِ‬ ‫تَكد رؤيا‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪.)0254‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي (‪.)3033‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪.)0211‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الرتمذي (‪.)3324‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)7457‬ومسلم (‪.)5563‬‬
‫‪ | 064‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫فسرياين‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من رآين يف املنا ِم َ‬ ‫‪ -457‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫الشيطان يب»(‪.)1‬‬ ‫يتم َّثل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫يف ال َيقظة ‪-‬أو لكأنَّام رآين يف اليقظة‪ -‬ال َ‬
‫النبي ﷺ‪« :‬الرؤيا الصاحل ُة ‪-‬ويف‬
‫‪ -458‬وعن أيب قتاد َة ‪ ‬قال‪ :‬قال ُّ‬
‫يكرهه فلين ُفث‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الشيطان‪ ،‬فمن رأى شيئا‬ ‫واحللم من‬ ‫رواية‪ :‬الرؤيا احلسن ُة‪ -‬من اهلل‪ُ ،‬‬
‫تَّضه»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عن شامله ثالثا‪ ،‬وليتع َّوذ من الشيطان؛ فإَّنا ال ُّ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا َرأى أحدُ كُم‬ ‫ِ‬ ‫جابر ‪ ،‬عن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -459‬وعن‬
‫الش ِ‬
‫يطان َثالثا‪،‬‬ ‫ساره َثالثا‪ ،‬ول َيست َِعذ باهلل من َّ‬‫بصق عن َي ِ‬ ‫كرهها‪ ،‬فل َي ُ‬
‫الرؤيا َي َ‬
‫وليت ََح َّول عن جنبِه الذي كان عليه»(‪.)3‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن ِمن‬


‫ُ‬ ‫‪ -461‬وعن واثل َة بن األسق ِع ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ري عينَه ما مل تَر‪ ،‬أو َي َ‬
‫قول عىل‬ ‫الرجل إىل ِ‬
‫َ‬ ‫أعظ ِم ِ‬
‫غري أبيه‪ ،‬أو ُي َ‬ ‫الفرى أن َيدَّ عي‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ ما مل َي ُقل»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6223‬ومسلم (‪.)5566‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3525‬ومسلم (‪.)5565‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5565‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)3142‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪065‬‬

‫كتابُ السالمِ‬
‫(‪ )1‬باب فضلِ السالمِ واألمر بإفشائِه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬


‫ﯹ ﯺ ﯻ﴾ [النور‪ ،]57 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬
‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ﴾ [النور‪ ،]65 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯿ ﰀ ﰁ‬
‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ﴾ [النساء‪ ،]26 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬
‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ﴾ [الذاريات‪.]51 - 50 :‬‬
‫أي‬ ‫َ‬ ‫رجال َ‬
‫عمرو ‪ :‬أن ً‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬‫‪ -461‬وعن ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ُّ :‬‬ ‫سأل‬
‫ُ‬ ‫ُطعم ال َّطعا َم‪،‬‬
‫رفت ومن مل‬
‫السال َم عىل من َع َ‬
‫وتقرأ َّ‬ ‫اإلسال ِم ٌ‬
‫خري؟ قال‪« :‬ت ُ‬
‫ت ِ‬
‫َعرف»(‪.)1‬‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬ملا َخلق اهلل تعاىل آد َم‬
‫‪ -462‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬عن ِّ‬
‫جلوس‪ -‬فاست َِم ْع ما حييونك؛‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫املالئكة‬ ‫ﷺ قال‪ :‬اذهب فس ِّلم عىل أولئك ‪-‬ن ٍ‬
‫َفر من‬
‫فإَّنا حت َّيتك وحتي ُة ذريتِك‪ .‬فقال‪ :‬السال ُم عليكم‪ ،‬فقالوا‪ :‬السال ُم عليك ورمح ُة اهلل‪،‬‬
‫فزادوه‪ :‬ورمح ُة اهلل»(‪.)2‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال تَدخلون اجلن َة حتَّى‬ ‫ُ‬ ‫‪ -463‬وعنه ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ٍ‬
‫يشء إذا ف َعلتُموه َحتا َببتُم؟ أفشوا‬ ‫تُؤمنوا‪ ،‬وال تُؤمنِوا حتى َحتا ُّبوا‪َ ،‬أو َال أ ُد ُّلكم عىل‬
‫السال َم بينَكم»(‪.)3‬‬
‫َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)55‬ومسلم (‪.)32‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3356‬ومسلم (‪.)5205‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)10‬‬
‫‪ | 066‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )2‬باب كيفيةِ السالمِ‬

‫املبتدئ بالسال ِم‪ :‬السال ُم عليكم ورمح ُة اهلل وبركاتُه‪ .‬ف َي ِأيت‬
‫ُ‬ ‫ستحب أن َ‬
‫يقول‬ ‫ُّ‬ ‫ُي‬
‫السال ُم‬‫املجيب‪ :‬وعليكم َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويقول‬ ‫املس َّل ُم عليه واحدً ا‪،‬‬
‫مري اجلَمعِ‪ ،‬وإن كان َ‬ ‫بض ِ‬ ‫َ‬
‫العطف يف قولِه‪ :‬وعليكُم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ورمح ُة اهلل وبركاتُه‪ ،‬فيأيت بواو‬
‫النبي ﷺ‬
‫ِّ‬ ‫رجل إىل‬ ‫ِ‬
‫احلصني ‪ ،‬قال‪ :‬جا َء ٌ‬ ‫‪ -464‬وعن ِع َ‬
‫مران بن‬
‫آخر‪،‬‬
‫رش» ثم جا َء ُ‬
‫النبي ﷺ‪َ « :‬ع ٌ‬
‫جلس‪ ،‬فقال ُّ‬
‫َ‬ ‫فقال‪ :‬السال ُم عليكم‪ ،‬فر َّد عليه ثم‬
‫آخر‪،‬‬
‫فجلس‪ ،‬فقال‪« :‬عرشون» ثم جا َء ُ‬
‫َ‬ ‫فقال‪ :‬السال ُم عليكُم ورمح ُة اهلل‪ ،‬فر َّد عليه‬
‫فجلس‪ ،‬فقال‪« :‬ثالثون»(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫فقال‪ :‬السال ُم عليكم ورمح ُة اهلل وبركاتُه‪ ،‬فر َّد عليه‬
‫رسول اهلل ﷺ ف ُقلت‪:‬‬‫َ‬ ‫أتيت‬
‫يمي ‪ ‬قال‪ُ :‬‬ ‫ري اهل ُ َج ِّ‬
‫‪ -465‬وعن أيب ُج ٍّ‬
‫عليك السال ُم حتي ُة‬
‫َ‬ ‫السال ُم؛ فإن‬
‫سول اهلل‪ .‬قال‪« :‬ال تقل عليك َّ‬‫عليك السال ُم يا َر َ‬
‫املوتى»(‪.)2‬‬

‫(‪ )3‬باب آدابِ السالمِ‬


‫ِ‬
‫ب‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪ُ « :‬ي َس ِّل ُم َّ‬
‫الراك ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ -466‬وعن أيب ُهرير َة ‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫والقليل عىل الكثِ ِري»(‪.)3‬‬
‫ُ‬ ‫القاع ِد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫عىل املايش‪ ،‬واملايش عىل‬
‫إن َأ ْوىل‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َّ « :‬‬ ‫الباهل ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِّ‬ ‫‪ -467‬وعن أيب أمام َة‬
‫دأهم بالسال ِم»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬
‫الناس باهلل من َب ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1521‬والرتمذي (‪.)5622‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0427‬والرتمذي (‪.)5755‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6535‬ومسلم (‪.)5564‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1527‬والرتمذي (‪.)5620‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪067‬‬

‫(‪ )4‬باب استحبابِ إعادة السالمِ على من تكرَّر لقاؤه على قربٍ بأن دخلَ ثم‬
‫خرجَ ثم دخلَ يف احلالِ‪ ،‬أو حالَ بينهما شجرةٌ وحنوهما‬

‫فصىل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫امليسء صالتَه‪ :‬أنه جاء َّ‬ ‫‪ -468‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬يف حد ِ‬
‫يث‬ ‫ُ‬
‫فص ِّل فإنك مل‬ ‫النبي ﷺ فس َّل َم عليه‪ ،‬فر َّد عليه السال َم‪ ،‬فقال‪ِ « :‬‬
‫ارجع َ‬ ‫ثم جا َء إىل ِّ‬
‫ٍ‬ ‫النبي ﷺ حتى َ‬
‫مرات(‪.)1‬‬ ‫َ‬
‫ثالث‬ ‫فعل ذلك‬ ‫فصىل‪ ،‬ثم جاء فس َّلم عىل ِّ‬ ‫فرجع َّ‬
‫َ‬ ‫ت ِّ‬
‫ُصل»‬
‫لقي أحدُ كم أخاه‬ ‫ِ‬
‫‪ -469‬وعنه ‪ ،‬عن رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا َ‬
‫حجر‪ ،‬ثم لقي ُه‪ ،‬فليس ِّلم‬
‫ٌ‬ ‫فل ُيس ِّلم عليه‪ ،‬فإن حا َلت بينهام شجرةٌ‪ ،‬أو ِج ٌ‬
‫دار‪ ،‬أو‬
‫عليه»(‪.)2‬‬
‫(‪ )5‬باب استحبابِ السالمِ إذا دخلَ بيته‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬


‫ﯧ ﯨ﴾ [النور‪.]65 :‬‬
‫لت‬
‫دخ َ‬
‫ني‪ ،‬إذا َ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال يل رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا ُب َّ‬ ‫‪ -471‬وعن ٍ‬
‫عىل أهلِك‪ ،‬فس ِّلم‪ ،‬يكن بركة عليك‪ ،‬وعىل أهل بيتِك»(‪.)3‬‬

‫(‪ )6‬باب السالمِ على الصِّبيانِ‬


‫ٍ‬
‫صبيان‪ ،‬فس َّلم عليهم‪ ،‬وقال‪ :‬كان‬ ‫مر عىل‬ ‫‪ -471‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ :‬أنه َّ‬
‫رسول اهلل ﷺ يف َع ُله(‪.)4‬‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)717‬ومسلم (‪.)327‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪.)1544‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪.)5622‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6507‬ومسلم (‪.)5562‬‬
‫‪ | 068‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )7‬باب سالمِ الرجلِ على زوجتِه واملرأةِ من مَحارِ ِمه‪ ،‬وعلى أجنبيةٍ وأجنبياتٍ‬
‫ال خيافُ الفتنةَ بهن وسالمِهنَّ بهذا الشَّرطِ‬
‫ِ‬
‫أصول‬ ‫تأخ ُذ من‬
‫سعد ‪ ‬قال‪ :‬كانت فينا امرأ ٌة ُ‬ ‫سهل بن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -472‬وعن‬
‫ٍ‬
‫حبات من َش ٍ‬
‫عري‪ ،‬فإذا َص َّلينا اجلمع َة انرصفنا‬ ‫در‪ ،‬وتُكركِ ُر‬ ‫لق فتطرحه يف ِ‬
‫الق ِ‬ ‫الس ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ِّ‬
‫نُس ِّلم عليها‪ ،‬فتُقدِّ مه إلينا(‪.)1‬‬
‫‪ -473‬وعن أسامء بنت يزيدَ ‪ ،‬قالت‪ :‬مر علينا النبي ﷺ يف نِ ٍ‬
‫سوة‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫فس ِّلم علينا(‪.)2‬‬

‫(‪ )8‬باب حتريمِ ابتدائِنا الكافرَ بالسالمِ وكيفية الردِّ عليهم واستحبابِ‬
‫السالم على أهل جملسٍ فيهم مسلمون وكفارٌ‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال تَبدأوا اليهو َد‬‫َ‬ ‫‪ -474‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫أضيقه»(‪.)3‬‬ ‫طريق فاض َطروه إىل‬‫ٍ‬ ‫وال النصارى بالسالمِ‪ ،‬فإذا لقيتُم أحدَ هم يف‬
‫أهل‬‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا س َّلم عليكم ُ‬‫ُ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -475‬وعن ٍ‬
‫ِ‬
‫الكتاب فقولوا‪ :‬وعليكم»(‪.)4‬‬
‫ٌ‬
‫أخالط من‬ ‫ٍ‬
‫جملس فيه‬ ‫مر عىل‬
‫النبي ﷺ َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -476‬وعن أسام َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املسلمني واملرشكني ‪-‬عبدة األوثان‪ -‬واليهود فس َّلم عليهم ُّ‬
‫النبي ﷺ(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)6502‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1540‬وابن ماجه (‪.)3745‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5567‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6512‬ومسلم (‪.)5563‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)1663‬ومسلم (‪.)5722‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪069‬‬

‫(‪ )9‬باب استحبابِ السالمِ إذا قامَ من اجمللسِ وفارقَ جلساءَه أو جليسَه‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا انتَهى‬ ‫‪ -477‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫بأحق من‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫املجلس فليس ِّلم‪ ،‬فإذا أرا َد أن يقو َم فل ُيس ِّلم‪ ،‬فليست األوىل‬ ‫أحدُ كُم إىل‬
‫اآلخ ِ‬
‫رة»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬

‫(‪ )11‬باب االستئذانِ وآدابِه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬


‫ﯹ ﯺ ﯻ﴾ [النور‪ ،]57 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ﴾ [النور‪.]12 :‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫األشعري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِّ‬ ‫‪ -478‬وعن أيب موسى‬
‫وإال ِ‬
‫فارجع»(‪.)2‬‬ ‫ثالث‪ ،‬فإن ِ‬
‫أذن لك َّ‬ ‫ٌ‬ ‫«االستِ ُ‬
‫ئذان‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫الساعدي ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫سهل بن ٍ‬
‫سعد‬ ‫ِ‬ ‫‪ -479‬وعن‬
‫ِّ‬
‫أجل ال َب ِ‬
‫ِص»(‪.)3‬‬ ‫االستئذان من ِ‬
‫ُ‬ ‫«إنَّام ُج َ‬
‫عل‬

‫لت عليه‬ ‫النبي ﷺ َ‬


‫فدخ ُ‬ ‫أتيت َّ‬
‫احلنبل ‪ ‬قال‪ُ :‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -481‬وعن َك َلد َة بن‬
‫ُ‬
‫أأدخل؟»(‪.)4‬‬ ‫النبي ﷺ‪ِ « :‬‬
‫ارجع فقل‪ :‬السال ُم عليكم‪،‬‬ ‫ومل أس ِّلم‪ ،‬فقال ُّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1542‬والرتمذي (‪.)5746‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6501‬ومسلم (‪.)5513‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6505‬ومسلم (‪.)5516‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1576‬والرتمذي (‪.)5754‬‬
‫‪ | 071‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )11‬باب بيانِ أن السنةَ إذا قيل للمستأذِن‪ :‬مَن أنت؟ أن يقولَ‪ :‬فالن‪ ،‬فيُسمي‬
‫نفسَه مبا يُعرفُ به من اسمٍ أو كنيةٍ وكراهة قوله‪« :‬أنا» وحنوها‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل‬ ‫ِ‬
‫اإلرساء‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِ‬
‫املشهور يف‬ ‫أنس ‪ ‬يف حديثِه‬ ‫‪ -481‬وعن ٍ‬
‫ُ‬
‫جربيل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫السامء الدنيا فاستَفتَح‪ ،‬فقيل‪ :‬من هذا؟ قال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫جربيل إىل‬ ‫ﷺ‪« :‬ثم صعدَ يب‬
‫ِ‬
‫والرابعة‬ ‫ِ‬
‫والثالثة‬ ‫ِ‬
‫الثانية‬ ‫ِ‬
‫السامء‬ ‫قيل‪ :‬ومن معك؟ قال‪ :‬حممدٌ ‪ ،‬ثم صعدَ إىل‬
‫ُ‬
‫جربيل»(‪.)1‬‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪:‬‬ ‫كل ٍ‬
‫سامء‪ :‬من هذا؟‬ ‫ُ‬
‫ويقال يف باب ِّ‬ ‫هن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وسائر َّ‬
‫النبي ﷺ وهو يغت َِسل وفاطم ُة‬
‫أتيت َّ‬
‫هانئ ‪ ،‬قالت‪ُ :‬‬ ‫‪ -482‬وعن أم ٍ‬
‫تسرته‪ ،‬فقال‪« :‬من ِ‬
‫هذه؟» فقلت‪ :‬أنا أم ٍ‬
‫هانئ(‪.)2‬‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬
‫الباب‪ ،‬فقال‪َ « :‬من‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ فد َق ُ‬
‫قت‬ ‫أتيت َّ‬‫جابر ‪ ‬قال‪ُ :‬‬ ‫‪ -483‬وعن ٍ‬
‫فقال‪« :‬أنا‪ ،‬أنا!» كأنَّه ِ‬
‫كر َهها(‪.)3‬‬ ‫ذا؟» فقلت‪ :‬أنا‪َ ،‬‬

‫(‪ )12‬باب استحبابِ َتشميتِ العاطِ ِ‬


‫س إذا محدَ اهلل تعاىل وكراهةِ َتشميتِه إذا مل‬
‫َيحمدِ اهلل تعاىل وبيانِ آداب التَّشميتِ والعُطاسِ والتثاؤبِ‬

‫طاس‪،‬‬ ‫ب ال ُع َ‬‫النبي ﷺ قال‪« :‬إن اهلل ُحي ُّ‬


‫‪ -484‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن َّ‬
‫سم َعه أن‬‫ويكره التثاؤب‪ ،‬فإذا عطس أحدُ كم ومحد اهلل تعاىل كان ح ًّقا عىل كل مسل ٍم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فلري َّده‬
‫تثاء َب أحدُ كم َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫التثاؤب فإنَّام هو من الشيطان‪ ،‬فإذا َ‬
‫ُ‬ ‫محك اهلل‪ ،‬وأما‬‫يقول له‪َ :‬ير ُ‬
‫الشيطان»(‪.)4‬‬
‫ُ‬ ‫فإن أحدَ كم إذا تثاءب َض ِ‬
‫حك منه‬ ‫استطاع‪َّ ،‬‬ ‫ما‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3547‬ومسلم (‪.)565‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)317‬ومسلم (‪.)336‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6514‬ومسلم (‪.)5511‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)6556‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪070‬‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬إذا‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -485‬وعن أيب موسى ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُشمتوه»(‪.)1‬‬ ‫َع َطس أحدُ كم فحمد اهلل ِّ‬
‫فشمتوه‪ ،‬فإن مل حيمد اهلل فال ت ِّ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا تَثاءب‬ ‫سعيد ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -486‬وعن أيب‬
‫دخل»(‪.)2‬‬
‫فإن الشيطان َي ُ‬ ‫أحدُ كم فلي ِ‬
‫مسك بيده عىل فيه؛ َّ‬ ‫ُ‬

‫(‪ )13‬باب استحبابِ املصافحةِ عند اللقاءِ وبشاشةِ الوجهِ وتَقبيلِ يد الرجلِ‬
‫الصالِ ِح وتَقبيلِ ولدِه شفقةً ومعانقةِ القادمِ من سفرٍ وكراهية االحنناءِ‬

‫ٍ‬
‫ألنس ‪ :‬أكانت املصافح ُة يف‬ ‫‪ -487‬وعن قتادةَ‪ ،‬قال‪ :‬قلت‬
‫النبي ﷺ؟ قال‪ :‬نَعم(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ِّ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما ِمن مسلِ َمَّي‬
‫ُ‬ ‫الرباء ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِ‬ ‫‪ -488‬وعن‬
‫َيلتَقيان فيتَصا َفحان إال غ ُِفر هلام َ‬
‫قبل أن َي َ ِ‬
‫فَتقا»(‪.)4‬‬
‫ُ‬
‫الرجل منا َيلقى‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال رجل‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪،‬‬ ‫‪ -489‬وعن ٍ‬
‫نحني له؟ قال‪« :‬ال» قال‪ :‬أف َيلت َِزمه ويق ِّبله؟ قال‪« :‬ال» قال‪:‬‬ ‫أخا ُه‪ ،‬أو صدي َقه‪ ،‬أ َي َ‬
‫بيده ويصافِحه؟ قال‪« :‬نَعم»(‪.)5‬‬ ‫فيأخ ُذ ِ‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5225‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5221‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)6563‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1555‬والرتمذي (‪ ،)5757‬وابن ماجه (‪.)3743‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5752‬وابن ماجه (‪.)3745‬‬
‫‪ | 072‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫سول اهلل ﷺ‪« :‬ال َحت ِق َر َّن من‬


‫ذر ‪ ‬قال‪ :‬قال يل َر ُ‬ ‫‪ -491‬وعن أيب ٍّ‬
‫ليق»(‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫بوجه َط ٍ‬ ‫َ‬
‫أخاك‬ ‫ِ‬
‫املعروف شيئا‪ ،‬ولو أن تَلقى‬

‫عل‬
‫احلسن بن ٍّ‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ‬‫ُّ‬ ‫‪ -491‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪َ :‬ق َّب َل‬
‫لت منهم أحدً ا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الولد ما ق َّب ُ‬ ‫ٍ‬
‫حابس‪ :‬إن يل عرش ًة من‬ ‫األقرع بن‬ ‫‪ ،‬فقال‬
‫ُ‬
‫رحم!»(‪.)2‬‬
‫رحم ال ُي َ‬
‫النبي ﷺ‪َ « :‬من ال َي َ‬
‫فقال ُّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5656‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1227‬ومسلم (‪.)5352‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪073‬‬

‫كتابُ عيادةِ املريضِ وتشييعِ امليتِ والصالةِ عليه وحضو ِر دفنِه‬


‫واملكثِ عند قربِه بعد دفنِه‬
‫(‪ )1‬باب عيادةِ املريضِ‬

‫إن اهلل عز وجل‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪َّ « :‬‬ ‫‪ -492‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫رب‪ ،‬كيف أعو ُدك وأنت‬ ‫ِ‬
‫القيامة‪ :‬يا ابن آد َم‪ِ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ضت فلم َت ُعدين! قال‪ :‬يا ِّ‬
‫مر ُ‬ ‫يقول يو َم‬
‫مت أنك‬ ‫مرض فلم ت ُعده! أما علِ َ‬‫مت أن عبدي فالنا َ‬ ‫رب العاملَّي؟! قال‪ :‬أما علِ َ‬ ‫ُّ‬
‫رب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫لوجدتني عندَ ه! يا ابن آد َم‪ ،‬استَط َعمتُك فلم تُطعمني! قال‪ :‬يا ِّ‬ ‫لو ُعدته َ‬
‫رب العاملَّي؟! قال‪َ :‬أما علِمت أنه استَط َع َمك عبدي فال ٌن‬ ‫ِ‬
‫وكيف ُأطعمك وأنت ُّ‬
‫دت ذلك عندي! يا ابن آد َم‪،‬‬ ‫لو َج َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فلم تُطعمه! أما علمت أنك لو أط َعمتَه َ‬
‫رب العاملَّي؟! قال‪:‬‬‫رب‪ ،‬وكيف أسقيك وأنت ُّ‬ ‫استَس َقيتُك فلم تسقني! قال‪ :‬يا ِّ‬
‫وجدت ذلك عندي!»(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫فالن فلم تسقه! أما أنك لو َسقيتَه‬
‫استَسقاك عبدي ٌ‬
‫َ‬
‫املريض‪،‬‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬عودوا‬ ‫‪ -493‬وعن أيب موسى ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫اجلائع‪ ،‬و ُفكُّوا العاين»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫وأطعموا‬
‫َ‬
‫املسلم إذا عاد أخاه‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫النبي ﷺ قال‪َّ « :‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ثوبان ‪ ‬عن‬ ‫‪ -494‬وعن‬
‫ِ‬
‫اجلنة؟‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬وما ُخرف ُة‬ ‫يرج َع» قيل‪ :‬يا‬ ‫ِ‬
‫اجلنة حتى ِ‬ ‫املسلم‪ ،‬مل يزَ ل يف ُخ ِ‬
‫رفة‬ ‫َ َ‬
‫قال‪َ « :‬جناها»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5162‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)1602‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5162‬‬
‫‪ | 074‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )2‬باب ما يُدعى به للمريضِ‬

‫ُ‬
‫اإلنسان اليش َء‬ ‫النبي ﷺ كان إذا اشتَكى‬‫‪ -495‬وعن عائش َة ‪ :‬أن َّ‬
‫ُ‬
‫سفيان بن‬ ‫ووضع‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ بأص َب ِعه هكذا ‪-‬‬‫رح‪ ،‬قال ُّ‬ ‫منه‪ ،‬أو كانت به َقرح ٌة أو ُج ٌ‬
‫ِ‬
‫بريقة‬ ‫باألرض ثم رفعها‪ -‬وقال‪« :‬بس ِم اهلل‪ ،‬تُرب ُة ِ‬
‫أرضنا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُعيين َة الراوي س َّبا َبته‬
‫َ‬
‫قيمنا‪ِ ،‬‬
‫بإذن ر ِّبنا»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫بعضنا‪ُ ،‬يشفى به َس ُ‬
‫بيده‬‫بعض أهلِه يمسح ِ‬ ‫النبي ﷺ كان َيعو ُد َ‬ ‫‪ -496‬وعنها ‪ ،‬أن‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فاء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويقول‪« :‬اللهم رب الناس‪ِ ،‬‬ ‫ُ‬
‫البأس‪ ،‬اشف وأنت الشايف‪ ،‬ال ش َ‬ ‫َ‬ ‫أذهب‬ ‫ُ َّ َّ‬ ‫ال ُيمنى‪،‬‬
‫إال شفاؤك‪ ،‬شفاء ال ِ‬
‫يغاد ُر َسقام»(‪.)2‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ِ‬ ‫العاص ‪ :‬أنه َشكا إىل‬ ‫ِ‬ ‫عثامن بن أيب‬‫َ‬ ‫‪ -497‬وعن‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬ضع يدك عىل الذي ت ََّأمل من‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫جسده‪ ،‬فقال له‬ ‫وج ًعا‪ ،‬جيدُ ه يف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫سبع مرات‪ :‬أعو ُذ بعزة اهلل وقدرته من ِّ‬
‫َش ما‬ ‫جسدك وقل‪ :‬بس ِم اهلل ثالثا‪ ،‬وقل َ‬
‫وأحاذر»(‪.)3‬‬
‫ُ‬ ‫أجدُ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬من عا َد َمريضا مل‬
‫ِّ‬ ‫عباس ‪ ،‬عن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -498‬وعن ابن‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫العرش العظي ِم أن‬ ‫رب‬
‫العظيم َّ‬
‫َ‬ ‫أسأل اهلل‬ ‫مرات‪:‬‬ ‫حيَّض أج ُله‪ ،‬فقال عنده َ‬
‫سبع‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫املرض»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬
‫يشف َيك؛ إال عافاه اهلل من ذلك‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1701‬ومسلم (‪.)5520‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1703‬ومسلم (‪.)5525‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5545‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3546‬والرتمذي (‪.)5423‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪075‬‬

‫يب َيعو ُده‪،‬‬


‫دخل عىل أعرا ٍّ‬‫عباس ‪ ،‬أن النب َّي ﷺ َ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -499‬وعن ابن‬
‫شاء اهلل»(‪.)1‬‬ ‫بأس؛ َط ٌ‬
‫هور إن َ‬ ‫وكان إذا َ‬
‫دخل عىل من َيعو ُده‪ ،‬قال‪« :‬ال َ‬
‫النبي‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫جربيل عليه السالم أتى َّ‬ ‫سعيد اخلدري ‪ :‬أن‬ ‫‪ -511‬وعن أيب‬
‫ٍ‬
‫يشء‬ ‫َيت؟ قال‪َ « :‬ن َعم» قال‪ :‬بس ِم اهلل َأرقيك‪ ،‬من ِّ‬
‫كل‬ ‫ﷺ فقال‪ :‬يا حممدُ ‪ ،‬اش َتك َ‬
‫ٍ‬
‫حاسد‪ ،‬اهلل َيشفيك‪ ،‬بس ِم اهلل َأرقيك(‪.)2‬‬ ‫نفس أو ِ‬
‫عني‬ ‫كل ٍ‬ ‫رش ِّ‬ ‫ِ‬
‫ُيؤذيك‪ ،‬من ِّ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل‬ ‫سعيد وأيب هرير َة ‪ :‬أهنام َشهدَ ا عىل‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -511‬وعن أيب‬
‫أكرب‪ ،‬صدَّ ق ُه ر ُّبه‪ ،‬فقال‪ :‬ال إله َّإال أنا‪،‬‬
‫ﷺ أنه قال‪« :‬من قال‪ :‬ال إله َّإال اهلل‪ ،‬واهلل ُ‬
‫يقول‪ :‬ال إله َّإال أنا‬
‫َشيك له‪ ،‬قال‪ُ :‬‬
‫َ‬ ‫أكرب‪ .‬وإذا قال‪ :‬ال إله َّإال اهلل وحدَ ه ال‬
‫وأنا ُ‬
‫امللك وله احلمدُ ‪ ،‬قال‪ :‬ال إله َّإال‬
‫َشيك يل‪ .‬وإذا قال‪ :‬ال إله َّإال اهلل له ُ‬
‫َ‬ ‫َوحدي ال‬
‫حول وال قو َة َّإال باهلل‪ ،‬قال‪ :‬ال‬
‫امللك ويل احلمدُ ‪ .‬وإذا قال‪ :‬ال إله َّإال اهلل وال َ‬
‫أنا يل ُ‬
‫مات مل‬
‫مرضه ثم َ‬ ‫يقول‪« :‬من قاهلا يف ِ‬ ‫حول وال قو َة َّإال يب» وكان ُ‬ ‫إله َّإال أنا وال َ‬
‫النار»(‪.)3‬‬
‫تَط َعم ُه ُ‬

‫(‪ )3‬باب استحبابِ سؤالِ أهلِ املريضِ عن حالِه‬

‫خرج من‬
‫َ‬ ‫طالب ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫عل بن أيب‬ ‫عباس ‪ :‬أن َّ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -512‬وعن ابن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عند ر ِ‬
‫احلسن‪ ،‬كيف‬ ‫الناس‪ :‬يا أبا‬
‫ُ‬ ‫ُويف فيه‪ ،‬فقال‬‫وجعه الذي ت ِّ َ‬ ‫سول اهلل ﷺ يف َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫بحمد اهلل تعاىل بارئًا(‪.)4‬‬ ‫أصبح‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ؟ قال‪:‬‬ ‫أصبح‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)1616‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5526‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)3034‬وابن ماجه (‪.)3720‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)0007‬‬
‫‪ | 076‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )4‬باب ما يقولُه من أيِ َ‬


‫س من حياتِه‬

‫النبي ﷺ وهو ُمستندٌ إ َّيل‪،‬‬


‫َّ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -513‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫بالر ِ‬
‫فيق األعىل»(‪.)1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وارمحني‪ ،‬وأحلقني َّ‬
‫الله َّم اغفر يل َ‬
‫يقول‪ُ « :‬‬

‫(‪ )5‬باب استحبابِ وصيةِ أهل املريضِ ومن خيدمُه باإلحسا ِن إليه واحتمالِه‬
‫والصربِ على ما يشقُّ من أمرِه وكذا الوصيةُ مبن قربَ سببُ موتِه حبدّ أو قصاصٍ‬
‫وحنوهما‬

‫النبي‬
‫احلصني ‪ :‬أن أمرأ ًة من ُج َهينة أتت َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -514‬وعن ِع َ‬
‫مران بن‬
‫عل‪ ،‬فدعا‬ ‫ِ‬ ‫الزنا‪ ،‬فقالت‪ :‬يا َر َ‬
‫بت حدًّ ا فأقمه َّ‬
‫أص ُ‬
‫سول اهلل‪َ ،‬‬ ‫ﷺ وهي ُحبىل من ِّ‬
‫فأمر هبا‬
‫ففعل‪َ ،‬‬‫أحسن إليها‪ ،‬فإذا َو َض َعت فأتِني هبا» َ‬ ‫سول اهلل ﷺ وليها‪ ،‬فقال‪ِ « :‬‬
‫َّ‬ ‫َر ُ‬
‫مجت‪ ،‬ثم صىل عليها(‪.)2‬‬ ‫أمر هبا ُفر ِ َ‬
‫ثياهبا‪ ،‬ثم َ‬
‫فشدَّ ت عليها ُ‬‫النبي ﷺ ُ‬
‫ُّ‬

‫(‪ )6‬باب جوازِ قولِ املريضِ‪ :‬أنا وجِ ٌع‪ ،‬أو شَديدُ الوجعِ أو مَوعوكٌ أو وارأساه‬
‫ط وإظهارِ اجلزعِ‬
‫وحنو ذلك‪ ،‬وبيان أنه ال كَراهةَ يف ذلك إذا مل يكن على سَبيلِ التسخُّ ِ‬

‫النبي ﷺ وهو يو َع ُك‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -515‬وعن ِ‬


‫دخلت عىل ِّ‬ ‫ُ‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ابن‬
‫فقلت‪ :‬إنك لتو َع ُك َوعكًا َشديدً ا‪ ،‬فقال‪َ « :‬أ َجل‪ ،‬كام يو َعك َرجالن‬
‫ُ‬ ‫فم َسستُه‪،‬‬
‫َ‬
‫ِمنكُم»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)0004‬ومسلم (‪.)5000‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5626‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1667‬ومسلم (‪.)5175‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪077‬‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫‪ -516‬وعن القاس ِم بن حممد‪ ،‬قال‪ :‬قالت عائش ُة ‪َ :‬‬
‫وارأسا ُه! فقال‬
‫وارأسا ُه!»(‪.)1‬‬ ‫النبي ﷺ‪ْ « :‬‬
‫بل أنَا‪َ ،‬‬ ‫ُّ‬

‫(‪ )7‬باب تَلقنيِ احملتَ َ‬


‫ض ِر‪ :‬ال إله إلَّا اهلل‬
‫ِ‬
‫كالمه‬ ‫آخر‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من كان ُ‬ ‫معاذ ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -517‬وعن‬
‫ال إله َّإال اهلل َ‬
‫دخل اجلن َة»(‪.)2‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬ل ِّقنوا‬


‫ُ‬ ‫اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -518‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫موتاكُم ال إله َّإال اهلل»(‪.)3‬‬

‫(‪ )8‬باب ما يقولُه بعد تَغميضِ امليتِ‬

‫رسول اهلل ﷺ عىل أيب َسلم َة‬ ‫ُ‬ ‫دخل‬ ‫‪ -519‬وعن أ ِّم سلم َة ‪ ،‬قالت‪َ :‬‬
‫ناس‬‫فضج ٌ‬ ‫َّ‬ ‫البِص»‬
‫ُ‬ ‫الروح إذا ُقبِ َض‪ ،‬تبِ َعه‬
‫َ‬ ‫فأغم َض ُه‪ ،‬ثم قال‪« :‬إن‬
‫َ‬ ‫برصه‪،‬‬
‫شق ُ‬‫وقد َّ‬
‫بخري‪ ،‬فإن املالئك َة ُي َؤ ِّمنون عىل ما‬ ‫ٍ‬ ‫من أهلِه‪ ،‬فقال‪« :‬ال تَدعوا عىل أن ُف ِسكم إال‬
‫اغفر أليب سلم َة‪ ،‬وار َفع درجتَه يف ِ‬
‫املهد ِّيَّي‪ ،‬واخ ُلفه يف‬ ‫قال‪« :‬اللهم ِ‬ ‫تَقولون» ثم َ‬
‫َ‬ ‫ُ َّ‬
‫رب العاملَّي‪ ،‬وافسح له يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ونور له‬‫قربه‪ِّ ،‬‬ ‫عقبِه يف الغابِرين‪ ،‬واغفر لنا وله يا َّ‬
‫فيه»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)1666‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪.)3556‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)256‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)254‬‬
‫‪ | 078‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )9‬باب ما يقالُ عند امليتِ‪ ،‬وما يَقولُه من ماتَ له ميتٌ‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬ما‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -511‬وعن أ ِّم سلم َة ‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫أجرين يف ُمصي َبتي‬ ‫فيقول‪ :‬إنَّا هلل وإنا إليه ِ‬‫ُ‬ ‫عبد تُصي ُبه مصيب ٌة‪،‬‬‫من ٍ‬
‫الله َّم ُ‬
‫راجعون‪ُ ،‬‬
‫ف له خريا منها» قالت‪:‬‬ ‫أجره اهلل تعاىل يف ُمصي َبتِه وأخ َل َ‬
‫وأخلف يل خريا منها‪َّ ،‬إال َ‬
‫ِ‬

‫ف اهلل يل َخ ًريا منه‪:‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ؛ فأخ َل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُويف أبو َس َلمة ُ‬
‫قلت كام أ َم َرين‬ ‫فلام ت ِّ َ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ(‪.)1‬‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬ي ُ‬
‫قول اهلل تعاىل‪ :‬ما‬ ‫َ‬ ‫‪ -511‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬أن‬
‫ضت َص ِف َّيه من أهل الدنيا‪ ،‬ثم احت ََسبه إال‬
‫جزاء إذا ق َب ُ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫املؤمن عندي‬ ‫لِ َعبدي‬
‫اجلن َة»(‪.)2‬‬

‫(‪ )11‬باب جوازِ البكاءِ على امليتِ بغريِ َندبٍ وال نِياحةٍ‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ عا َد سعدَ بن ُعبادةَ‪،‬‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -512‬وعن ابن َ‬
‫مسعود ‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وقاص‪ ،‬وعبدُ اهلل بن‬ ‫عوف‪ ،‬وسعدُ بن أيب‬ ‫ٍ‬ ‫ومعه عبدُ الرمحن ب ُن‬
‫رسول اهلل ﷺ َبكَوا‪ ،‬فقال‪« :‬أال‬‫ِ‬ ‫رسول اهلل ﷺ فلام رأى القو ُم بكا َء‬ ‫ُ‬ ‫ف َبكى‬
‫لب‪ ،‬ولكن ِّ‬
‫يعذ ُب هبذا أو‬ ‫بح ِ‬
‫زن ال َق ِ‬ ‫ِ‬
‫العَّي‪ ،‬وال ُ‬ ‫عذب بدم ِع‬‫َسمعون؟ إن اهلل ال ُي ِّ‬
‫ت َ‬
‫وأشار إىل لسانِه(‪.)3‬‬
‫َ‬ ‫رحم»‬‫َي َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)252‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)6050‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5340‬ومسلم (‪.)250‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪079‬‬

‫ابن ابنتِه‬ ‫ِ‬ ‫َ‬


‫رسول اهلل ﷺ ُرف َع إليه ُ‬ ‫زيد ‪ :‬أن‬ ‫‪ -513‬وعن أسام َة بن ٍ‬

‫سول اهلل؟!‬ ‫ِ‬


‫رسول اهلل ﷺ فقال له سعدٌ ‪ :‬ما هذا يا َر َ‬ ‫ففاضت عينا‬ ‫املوت‪َ ،‬‬‫ِ‬ ‫وهو يف‬
‫ِ‬
‫عباده‬ ‫رح ُم اهلل من‬ ‫ِ‬ ‫قال‪« :‬هذه رمح ٌة ج َع َلها اهلل تعاىل يف‬
‫قلوب عباده‪ ،‬وإنام َي َ‬
‫محاء»(‪.)1‬‬
‫الر َ‬‫ُّ‬

‫(‪ )11‬باب ِّ‬


‫الكف عن ما يَرى من امليت من مكروهٍ‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬من غ ََّسل ميتا‬ ‫‪ -514‬وعن أيب راف ٍع ‪ :‬أن‬
‫غفر اهلل له أربعَّي مرة»(‪.)2‬‬
‫فكتَم عليه‪َ ،‬‬

‫(‪ )12‬باب الصالةِ على امليتِ وتَشييعِه وحضورِ دفنِه‪ ،‬وكراه ِة اتباعِ النساءِ‬
‫اجلنائز‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من ِ‬


‫شهدَ اجلناز َة‬ ‫ُ‬ ‫‪ -515‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫قرياط‪ ،‬ومن َش ِهدها حتى تُد َفن‪ ،‬فله قرياطان» قيل‪ :‬وما‬
‫ٌ‬ ‫حتى ُي َّ‬
‫صىل عليها‪ ،‬فله‬
‫مثل َ‬
‫اجلبلَّي ال َعظيمَّي»(‪.)3‬‬ ‫القرياطان؟ قال‪ُ « :‬‬

‫عزم‬ ‫ِ‬
‫اجلنائز‪ ،‬ومل ُي َ‬ ‫‪ -516‬وعن أ ِّم عطي َة ‪ ،‬قالت‪ُ :‬هنينا عن اتبا ِع‬
‫علينا(‪.)4‬‬
‫ِ‬
‫املحرمات‪.‬‬ ‫ومعناه‪ :‬ومل ُيشدَّ د يف النهي كام ُيشدَّ د يف‬

‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬البخاري (‪ ،)5520‬ومسلم (‪.)253‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الطرباين يف الكبري ‪ ،)252( 351/5‬واحلاكم ‪ ،365 ،313/5‬والبيهقي ‪.110/3‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5351‬ومسلم (‪.)201‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5572‬ومسلم (‪.)232‬‬
‫‪ | 081‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )13‬باب استحبابِ َتكثريِ املصلني على اجلنازةِ وجعلِ صُفوفِهم ثالثةً فأكثرَ‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬ما‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫عباس ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -517‬وعن ابن‬
‫يموت‪ ،‬فيقو ُم عىل جنازتِه أربعون رجال ال ُي ِ‬
‫رشكون باهلل شيئا؛ إال‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫رجل مسل ٍم‬ ‫ِمن‬
‫َش َّفعهم اهلل فيه»(‪.)1‬‬

‫(‪ )14‬باب ما يَقرأُ يف صالةِ اجلنازةِ‬


‫ٍ‬
‫يتعو ُذ بعد األوىل‪ ،‬ثم َيقر ُأ فاحت َة الكتاب‪ ،‬ثم ُي ِّ‬
‫كرب‬ ‫أربع تَكبريات‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫كرب‬
‫ُي ِّ‬
‫ِ‬ ‫كرب الثالث َة‪ ،‬و َيدعو‬
‫للميت وللمسلمني‪ ،‬ثم‬ ‫الثاني َة‪ ،‬ثم ُيصل عىل ِّ‬
‫النبي ﷺ‪ ،‬ثم ُي ِّ‬
‫كرب الرابع َة و َيدعو‪.‬‬
‫ُي ِّ‬
‫ٍ‬
‫جنازة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ عىل‬ ‫مالك ‪ ‬قال‪ :‬صىل‬ ‫عوف بن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -518‬وعن‬
‫واعف عنه‪ِ ،‬‬
‫وأكرم‬ ‫ُ‬ ‫وارمح ُه‪ ،‬وعافِه‬ ‫ِ‬
‫الله َّم اغفر له َ‬
‫ِ‬
‫ظت من دعائه‪ ،‬وهو يقول‪ُ « :‬‬
‫ِ‬
‫فحف ُ‬
‫والرب ِد‪ ،‬ون ِّقه من اخلطايا كام َن َّقيت‬
‫ََ‬
‫ِ‬
‫باملاء والثلجِ‬ ‫ِ‬
‫واغسله‬ ‫دخله‪،‬‬ ‫ُنزُله‪ِّ ،‬‬
‫ووسع ُم َ‬
‫داره‪ ،‬وأهال خريا من أهلِه‪،‬‬ ‫وأبدله دارا خريا من ِ‬ ‫الدنس‪ِ ،‬‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫األبيض من‬ ‫الثوب‬
‫َ‬
‫عذاب ِ‬
‫النار»‬ ‫ِ‬ ‫عذاب ال َق ِرب‪ ،‬ومن‬
‫ِ‬ ‫وأعذه من‬ ‫وأدخله اجلن َة‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫وزوجا خريا من ِ‬
‫زوجه‪،‬‬
‫امليت(‪.)2‬‬ ‫َ‬
‫أكون أنا ذلك َ‬ ‫َّيت أن‬
‫حتى متن ُ‬
‫األشهل عن أبيه ‪-‬وأبوه‬ ‫ِّ‬ ‫إبراهيم‬
‫َ‬ ‫‪ -519‬وعن أيب ُهرير َة وأيب قتاد َة وأيب‬
‫جنازة‪ ،‬فقال‪« :‬اللهم ِ‬
‫اغفر حل ِّينا‬ ‫ٍ‬ ‫نبي ﷺ أنه َّ‬
‫صىل عىل‬
‫ُ َّ‬ ‫يب‪ ، -‬عن ال ِّ‬ ‫َصحا ٌّ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫غرينا وك ِ‬
‫وص ِ‬
‫َبرينا‪ ،‬و َذك َِرنا وأنثانا‪ ،‬وشاهدنا وغائبِنا‪ُ ،‬‬
‫الله َّم من أح َييتَه منا‬ ‫وم ِّيتنا‪َ ،‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)202‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)263‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪080‬‬

‫الله َّم ال َحت ِرمنا َ‬


‫أجره‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫اإليامن‪ُ ،‬‬ ‫فأحيِه عىل اإلسالمِ‪ ،‬ومن تو َّفيتَه منا َ‬
‫فتو َّفه عىل‬
‫تَفتِنا بعدَ ه»(‪.)1‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬إذا صليتُم عىل‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -521‬وعنه ‪ ‬قال‪:‬‬
‫الدعاء»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫امليت‪ ،‬فأخلِصوا له‬
‫ِ‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ عىل‬ ‫‪ -521‬وعن واثل َة بن األسق ِع ‪ ‬قال‪ :‬صىل بنا‬
‫ِ‬
‫وحبل‬ ‫ذمتِك‬
‫اللهم إن فالن ابن فالن يف َّ‬ ‫ٍ‬
‫رجل من املسلمني‪ ،‬فسمعتُه ُ‬
‫يقول‪َّ « :‬‬
‫ِ‬
‫واحلمد‪ ،‬اللهم فاغفر له‬ ‫ِ‬
‫الوفاء‬ ‫وعذاب ِ‬
‫النار‪ ،‬وأنت أهل‬ ‫جوارك‪ِ ،‬‬
‫فقه فتن َة ِ‬
‫القرب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫الرحيم»(‪.)3‬‬
‫ُ‬ ‫الغفور‬
‫ُ‬ ‫وارمحه‪ ،‬إنك أنت‬

‫(‪ )15‬باب اإلسراعِ باجلنازةِ‬


‫ِ‬
‫باجلنازة‪ ،‬فإن‬ ‫أِسعوا‬‫النبي ﷺ قال‪ِ « :‬‬‫‪ -522‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫فخري ُت َقدِّ موَّنا‪ ،‬وإن تك ِسوى ذلك‪ ،‬فرش تَضعونَه عن رقابِكم»(‪.)4‬‬
‫ٌ‬ ‫َك صاحلة‪،‬‬ ‫ت ُ‬
‫النبي ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬إذا‬ ‫سعيد اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬كان‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -523‬وعن أيب‬
‫ُّ‬
‫أعناقهم‪ ،‬فإن كانت صاحلة‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الرجال عىل‬ ‫ُو ِضعت اجلنازةُ‪ ،‬فاحتم َلها‬
‫يسمع‬
‫ُ‬ ‫صاحلة‪ ،‬قالت ألهلِها‪ :‬يا َوي َلها أين تَذهبون هبا؟‬
‫ٍ‬ ‫غري‬
‫قدِّ موين‪ ،‬وإن كانت َ‬
‫ٍ‬
‫لصعق»(‪.)5‬‬
‫َ‬ ‫نسان‬ ‫كل يشء َّإال اإلنسان‪ ،‬ولو َ‬
‫سمع اإل ُ‬ ‫صوِتا ُّ‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3545‬وابن ماجه (‪.)5022‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3522‬وابن ماجه (‪.)5027‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3545‬وابن ماجه (‪.)5022‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5351‬ومسلم (‪.)200‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪.)5356‬‬
‫‪ | 082‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )16‬باب تعجيلِ قضاءِ الدَّين عن امليتِ واملبادرةِ إىل جتهيزِه إال أن ميوتَ‬
‫فُجاء ًة فيُرتك حتى يتيقَّن موتُه‬

‫ِ‬
‫املؤمن معلق ٌة‬ ‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬ن ْف ُس‬
‫‪ -524‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫بدَ ينِه حتى ُيقىض عنه»(‪.)1‬‬

‫(‪ )17‬باب املوعظةِ عند القربِ‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل‬ ‫جنازة يف بقي ِع ال َغ ِ‬
‫رقد‪ ،‬فأتانا‬ ‫ٍ‬ ‫عل ‪ ‬قال‪ :‬كنا يف‬ ‫‪ -525‬وعن ٍّ‬
‫ﷺ فق َعدَ ‪ ،‬وقعدنا حو َله ومعه ِخم َرص ٌة فنَكَّس وجعل َينكُت بمخرصتِه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫ِ‬
‫اجلنة» فقالوا‪ :‬يا‬ ‫ُتب مقعدُ ه من ِ‬
‫النار ومقعدَ ُه من‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫«ما منكُم من أحد إال قد ك َ‬
‫ميرس ملا ُخلِ َق له»(‪.)2‬‬
‫اعملوا؛ فكل َّ ٌ‬
‫ِ‬
‫سول اهلل‪ ،‬أفال نتَّكل عىل كتابِنا؟ فقال‪َ « :‬‬
‫َر َ‬

‫(‪ )18‬باب الدعاءِ للميِّت بعد دفنِه والقعودِ عند قربِه ساعةً للدعاءِ له‬
‫واالستغفارِ والقراءةِ‬

‫النبي ﷺ إذا فر َغ من ِ‬
‫دفن‬ ‫عفان ‪ ‬قال‪ :‬كان ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عثامن بن‬ ‫‪ -526‬وعن‬
‫َّثبيت‪ ،‬فإنه اآلن‬ ‫ف عليه‪ ،‬فقال‪« :‬است ِ‬
‫َغفروا اهلل ألخيكُم وسلوا له الت َ‬ ‫ِ‬
‫امليت َو َق َ‬
‫سأل»(‪.)3‬‬ ‫ُي َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5472‬وابن ماجه (‪.)5053‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)0202‬ومسلم (‪.)5607‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪.)3555‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪083‬‬

‫(‪ )19‬باب الصدقةِ عن امليتِ والدعاءِ له‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬


‫ﭚ ﭛ ﭜ﴾ [احلرش‪.]54 :‬‬

‫للنبي ﷺ‪ :‬إن أ ِّمي افتُلِتَت‬


‫ِّ‬ ‫ً‬
‫رجال قال‬ ‫‪ -527‬وعن عائش َة ‪ ،‬أن‬
‫قت عنها؟ قال‪:‬‬ ‫نفسها‪ ،‬وأراها لو تك َّل َمت تصدَّ قت‪ ،‬فهل هلا ٌ‬
‫أجر إن تصدَّ ُ‬ ‫ُ‬
‫« َن َعم»(‪.)1‬‬

‫اإلنسان‬
‫ُ‬ ‫مات‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -528‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫صالح َيدعو‬
‫ٍ‬ ‫جارية‪ ،‬أو ِعل ٍم ينتفع به‪ ،‬أو و ٍ‬
‫لد‬ ‫ٍ‬ ‫ثالث‪ :‬ص ٍ‬
‫دقة‬ ‫ٍ‬ ‫انق َط َع عم ُله إال من‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫له»(‪.)2‬‬

‫(‪ )21‬باب ثناءِ الناسِ على امليتِ‬

‫خريا‪ ،‬فقال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫أنس ‪ ‬قال‪َ :‬مروا بجنازة‪ ،‬فأثنوا عليها ً‬ ‫‪ -529‬وعن‬
‫النبي ﷺ‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫النبي ﷺ‪َ « :‬و َجبَت» ثم َمروا ب ُأخرى‪ ،‬فأثنوا عليها َ ًّ‬
‫رشا‪ ،‬فقال‬ ‫ُّ‬
‫اخلطاب ‪ :‬ما َو َج َبت؟ فقال‪« :‬هذا أثنَيتُم عليه‬ ‫ِ‬ ‫عمر بن‬
‫« َو َج َبت» فقال ُ‬
‫النار‪ ،‬أنتم ُش ُ‬
‫هداء اهلل‬ ‫فو َجبَت له ُ‬ ‫فو َجبَت له اجلن ُة‪ ،‬وهذا أثنَيتُم عليه َ ًّ‬
‫َشا‪َ ،‬‬ ‫خريا‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫األرض»(‪.)3‬‬ ‫يف‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5322‬ومسلم (‪.)5440‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5635‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5367‬ومسلم (‪.)202‬‬
‫‪ | 084‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )21‬باب فضلِ من ماتَ له أوالدٌ صغارٌ‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما ِمن مسل ٍم َي ُ‬


‫موت‬ ‫ُ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -531‬وعن ٍ‬
‫ضل ر ِ‬ ‫له ثالث ٌة مل يبلغوا ِ‬
‫إياهم»(‪.)1‬‬
‫محته ُ‬‫أدخل ُه اهلل اجلن َة ب َف ِ َ‬ ‫احل َ‬
‫نث إال َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫ألحد‬ ‫يموت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال‬ ‫‪ -531‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫الولد متسه النار إال َ ِ‬
‫حت َّلة ال َقس ِم»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫من املسلمَّي ثالث ٌة من‬
‫ُّ‬
‫وحتل ُة القس ِم‪ :‬قول اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾ [مريم‪ ]75 :‬والورو ُد‪:‬‬
‫منصوب عىل ِ‬
‫ظهر جهنَّم‪ ،‬عافانا اهلل منها‪.‬‬ ‫جرس‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫العبور عىل الرصاط‪ ،‬أو هو ٌ‬
‫ُ‬ ‫هو‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل‬ ‫ِ‬
‫جاءت امرأ ٌة إىل‬ ‫ٍ‬
‫سعيد اخلدري ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫‪ -532‬وعن أيب‬
‫نفسك يو ًما‬‫الرجال بحديثِك‪ ،‬فاجعل لنا من ِ‬ ‫ُ‬ ‫ذهب‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‪،‬‬ ‫ﷺ فقالت‪ :‬يا‬
‫َ‬
‫نأتيك فيه ُت َع ِّلمنا مما ع َّلمك اهلل‪ ،‬قال‪« :‬اجت َِمعن يو َم كذا وكذا» فاجت ََمعن‪ ،‬فأتاه َّن‬
‫ِ‬
‫الولد‬ ‫ٍ‬
‫امرأة ُت َقدِّ م ثالثة من‬ ‫النبي ﷺ فع َّلمه َّن مما ع َّلمه اهلل‪ ،‬ثم قال‪« :‬ما منكن من‬
‫ُّ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫النار» فقالت امرأةٌ‪ :‬واثنني؟ فقال‬‫ِ‬ ‫َّإال كانوا هلا ِحجابا من‬
‫«واثنَّي»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)5325‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5515‬ومسلم (‪.)5635‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)545‬ومسلم (‪.)5633‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪085‬‬

‫(‪ )22‬باب البكاءِ واخلوفِ عند املرورِ بقُبورِ الظاملني ومَصارِ ِعهم وإظهارِ‬
‫االفتقارِ إىل اهلل تعاىل والتَّحذيرِ من الغَفلةِ عن ذلك‬

‫رسول اهلل ﷺ قال ألصحابِه – َيعني‪ :‬ملا‬ ‫َ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -533‬وعن ابن َ‬
‫َدخلوا عىل هؤالء امل َع َّذبَّي إال أن تكونوا باكَّي‪،‬‬
‫ديار َثمو َد‪« :-‬ال ت ُ‬ ‫ِ‬
‫جر‪َ :‬‬ ‫َو َصلوا احل َ‬
‫أصاهبم»(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫َدخلوا عليهم‪ ،‬ال ُيصي ُبكم ما‬
‫فإن مل تَكونوا باكَّي‪ ،‬فال ت ُ‬
‫مساكن‬ ‫جر‪ ،‬قال‪« :‬ال تَدخلوا‬ ‫رسول اهلل ﷺ ِ‬
‫باحل ِ‬ ‫ُ‬ ‫مر‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ويف رواية‪ :‬قال‪ :‬ملا َّ‬
‫ثم َقن ََّع َ‬
‫رأسه‬ ‫أصاهبم‪ ،‬إال أن تكونوا باكَّي» َّ‬
‫َ‬ ‫الذين َظلموا َ‬
‫أنفسهم‪ ،‬أن ُيصي َبكم ما‬
‫أجاز الوادي(‪.)2‬‬
‫السري حتى َ‬
‫َ‬ ‫وأرس َع‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)0052‬ومسلم (‪.)5224‬‬


‫( ) أخرجه البخاري (‪ ،)3324‬ومسلم (‪.)5224‬‬
‫‪ | 086‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫كتاب آدابِ السَّفرِ‬


‫(‪ )1‬باب استحبابِ اخلروجِ يومَ اخلميسِ‪ ،‬واستحبابِه أولَ النَّهارِ‬

‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫تبوك‬ ‫غزوة‬ ‫النبي ﷺ َخ َ‬
‫رج يف‬ ‫َّ‬ ‫مالك ‪ :‬أن‬ ‫كعب بن‬ ‫‪ -534‬وعن‬
‫ِ‬
‫اخلميس(‪.)1‬‬ ‫حيب أن َخي ُرج يوم‬ ‫ِ‬
‫اخلميس‪ ،‬وكان ُّ‬ ‫يو َم‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫خر بن وداع َة الغامدي ‪ :‬أن‬ ‫‪ -535‬وعن ص ِ‬


‫جيشا بع َثهم من ِ‬
‫أول‬ ‫بعث رسي ًة أو ً‬ ‫ألمتي يف ُب ِ‬
‫كورها» وكان إذا َ‬ ‫اللهم ِ‬
‫بارك َّ‬ ‫« َّ‬
‫ِ‬
‫النهار‪ ،‬فأثرى وك ُث َر ما ُله(‪.)2‬‬ ‫تاجرا‪ ،‬وكان ُ‬
‫يبعث َتارتَه أول‬ ‫ِ‬
‫النهار‪ ،‬وكان صخر ً‬

‫(‪ )2‬باب استحبابِ َ‬


‫طلبِ الرُّفقةِ وتَأمريِهم على أنفُ ِسهم واحدًا يُطيعونَه‬

‫الناس‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬لو َّ‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬‫‪ -536‬وعن ابن َ‬
‫راكب ٍ‬
‫بليل وحدَ ه!»(‪.)3‬‬ ‫سار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫أعلم‪ ،‬ما َ‬
‫َيعلمون من الوحدة ما ُ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا‬ ‫ٍ‬
‫سعيد وأيب ُهرير َة ‪ ،‬قاال‪ :‬قال‬ ‫‪ -537‬وعن أيب‬
‫ؤمروا أحدَ هم»(‪.)4‬‬ ‫رج ثالث ٌة يف ٍ‬
‫سفر فل ُي ِّ‬ ‫َخ َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)5214‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5646‬والرتمذي (‪ ،)5555‬وابن ماجه (‪.)5536‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)5222‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪.)5642‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪087‬‬

‫(‪ )3‬باب آدابِ السريِ والنُّزولِ واملبيتِ والنومِ يف السفرِ واستحبابِ السُّ َرى‬
‫والرفقِ بالدوابِ ومُراعاةِ َمصلحتِها وأمرِ من قصَّر يف حقِّها بالقيامِ حبقِّها وجوازِ‬
‫اإلِردافِ على الدابةِ إذا كانت تُطيقُ ذلك‪.‬‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا سا َفرتُم يف‬ ‫‪ -538‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫فأِسعوا‬ ‫اجل ِ‬
‫دب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األرض‪ ،‬وإذا سا َفرتُم يف َ‬ ‫اإلبل ح َّظها من‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ،‬فأعطوا‬ ‫اخلص ِ‬‫ِ‬
‫الطريق؛ فإَّنا ُط ُ‬
‫رق‬ ‫َ‬ ‫وبادروا هبا نِ ْق َيها‪ ،‬وإذا َع َّرستُم‪ ،‬فاجتَنِبوا‬ ‫ِ‬ ‫السري‪،‬‬
‫َ‬ ‫عليها‬
‫ِ‬
‫بالليل»(‪.)1‬‬ ‫ومأوى اهلوا ِّم‬‫واب‪َ ،‬‬
‫الدَّ ِّ‬
‫«نِ ْقيها»‪ :‬املخ‪ ،‬معناه‪ :‬أرسعوا هبا حتى تصلوا املقصد قبل أن يذهب خمها‬
‫من ضنك السري‪ .‬و«التعريس»‪ :‬النزول يف الليل‪.‬‬
‫رسول اهلل ﷺ إذا كان يف ٍ‬
‫سفر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -539‬وعن أيب قتاد َة ‪ ‬قال‪ :‬كان‬
‫ووضع‬
‫َ‬ ‫نصب ذراعه‪،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الصبح‬ ‫بليل اضطجع عىل يمينِه‪ ،‬وإذا عرس ُق َ‬
‫بيل‬ ‫فعر َس ٍ‬
‫َّ‬
‫رأسه عىل ك ِّفه(‪.)2‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬عليكم بالدُّ ِ‬
‫جلة‪ ،‬فإن‬ ‫ُ‬ ‫‪ -541‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫بالليل»(‪.)3‬‬ ‫َ‬
‫األرض تُطوى‬
‫الناس إذا نَزلوا ً‬
‫منزال‬ ‫ُ‬ ‫شني ‪ ‬قال‪ :‬كان‬ ‫‪ -541‬وعن أيب َثعلب َة اخلُ ِّ‬
‫ِ‬
‫الشعاب‬ ‫إن ت َف ُّر َقكم يف هذه‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َّ « :‬‬ ‫فقال‬ ‫ِ‬
‫واألودية‪َ .‬‬ ‫ِ‬
‫الشعاب‬ ‫َت َف َّرقوا يف‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5256‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)623‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪.)5175‬‬
‫‪ | 088‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫بعض ُهم إىل‬


‫انض َّم ُ‬ ‫ِ‬
‫الشيطان!» فلم َي ِنزلوا بعد ذلك َم ً‬
‫نزال َّإال َ‬ ‫ودية إنَّام ذلِكُم من‬
‫واألَ ِ‬
‫ٍ‬
‫بعض(‪.)1‬‬
‫‪ -542‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬كنا إذا ن ََزلنا ً‬
‫منزال‪ ،‬ال ن َُس ِّبح حتى ن َُحل‬
‫الر َ‬
‫حال(‪.)2‬‬ ‫ِّ‬
‫وقوله‪« :‬ال نُسبح»‪ :‬أي‪ :‬ال نُصل النافل َة‪ ،‬ومعناه‪ :‬أنا كنا مع ِح ِ‬
‫رصنا عىل‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬
‫وإراحة الدواب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الرحال‬ ‫ِ‬
‫الصالة ال نُقدِّ مها عىل ِّ‬
‫حط‬

‫(‪ )4‬باب إعانةِ الرَّفيقِ‬

‫غزو‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ :‬أنه أرا َد أن َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫جابر ‪ ،‬عن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -543‬وعن‬
‫مال‪ ،‬وال َعشريةٌ‪،‬‬‫واألنصار‪ ،‬إن من إخوانِكم قوما ليس هلم ٌ‬ ‫ِ‬
‫«يا َم َ َ‬
‫عرش املهاجرين‬
‫هر َحي ِم ُله إال عقب ٌة كع ِ‬
‫قبة»‬ ‫ِ‬
‫ألحدنا من َظ ٍ‬ ‫الر ُجلَّي والثالث َة‪ ،‬فام‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فل َي ُض َّم أحدُ كم إليه َّ‬
‫أحدهم‬‫كعقبة ِ‬
‫ِ‬ ‫مت إ َّيل اثنني أو ثالث ًة وما يل إال ُعقب ٌة‬
‫فض َم ُ‬‫أحدهم‪ -‬قال‪َ :‬‬ ‫‪-‬يعني‪ِ :‬‬

‫من َمجل(‪.)3‬‬
‫ِ‬
‫املسري‪ ،‬ف ُيزجي‬ ‫رسول اهلل ﷺ يتخ َّل ُ‬
‫ف يف‬ ‫ُ‬ ‫‪ -544‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬كان‬
‫الضعيف‪ ،‬وي ِ‬
‫ردف ويدعو له(‪.)4‬‬ ‫َ ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪.)5652‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪.)5115‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪.)5130‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪.)5632‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪089‬‬

‫(‪ )5‬باب ما يقولُه إذا ركِ َ‬


‫ب دابته للسفرِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬


‫ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ‬
‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ﴾ [الزخرف‪.]50 - 55 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ كان إذا استَوى عىل‬ ‫َ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -545‬وعن ابن َ‬
‫سبحان الذي سخَّ َر لنا هذا‪ ،‬وما كُنا له‬
‫َ‬ ‫كرب ثال ًثا‪ ،‬ثم قال‪« :‬‬‫سفر‪َّ ،‬‬ ‫خارجا إىل ٍ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫بعريه‬
‫الرب والتَّقوى‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُم ِ‬
‫ومن‬ ‫الله َّم إنا نَسأ ُلك يف س َفرنا هذا ِ َّ‬
‫قرنَّي‪ ،‬وإنَّا إىل ر ِّبنا ملن َقلبون‪ُ ،‬‬
‫الله َّم أنت‬ ‫ِ‬
‫واطو عنَّا ُبعدَ ه‪ُ ،‬‬ ‫هون علينا َس َف َرنا هذا‪،‬‬ ‫الله َّم ِّ‬
‫العمل ما تَرىض‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫السفر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وعثاء‬ ‫الله َّم إين أعو ُذ بك من‬ ‫ِ‬ ‫فر‪ ،‬واخلليف ُة يف‬ ‫الس ِ‬
‫األهل‪ُ ،‬‬ ‫الصاحب يف َّ‬
‫ُ‬
‫فيه َّن «آيِ َ‬
‫بون‬ ‫رجع قاهلن‪ .‬وزا َد ِ‬ ‫ِ‬
‫واألهل» وإذا‬ ‫ب يف ِ‬
‫املال‬ ‫ِ‬
‫وسوء املنق َل ِ‬ ‫ِ‬
‫املنظر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وكآبة‬
‫َ‬
‫حامدون»(‪.)1‬‬ ‫تائِبون عابِدون لربنا ِ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫النفس من‬ ‫الو ْعثا ُء»‪ :‬الشدَّ ةُ‪ ،‬و«الكآب ُة»‪ُ :‬‬
‫تغري‬ ‫معنى «مقرنني»‪ :‬مطيقني‪ ،‬و« َ‬
‫املرجع‪.‬‬ ‫املنقلب»‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫حزن ونحوه‪ ،‬و«‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫(‪ )6‬باب تَكبريِ املسافرِ إذا صعدَ الثنايا وشِبهها‪ ،‬وتَسبيحِه إذا هبطَ األوديةَ‬
‫وحنوها‪ ،‬والنهي عن املبالغةِ برفعِ الصوتِ بالتكبريِ وحنوه‬

‫كربنا‪ ،‬وإذا ن ََزلنا س َّبحنا(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -546‬وعن ٍ‬


‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬كنا إذا َصعدنا َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5305‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)5223‬‬
‫‪ | 091‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫النبي ﷺ إذا َق َفل من ِّ‬


‫احلج أو‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪ :‬كان ُّ‬ ‫‪ -547‬وعن ابن َ‬
‫كرب ثال ًثا‪ ،‬ثم قال‪« :‬ال إله َّإال اهلل وحده ال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫العمرة‪ ،‬كلام َأ َ‬
‫وَف عىل َثنية أو َفد َفد َّ‬
‫قدير‪ ،‬آيبون‪ ،‬تائِبون‪ ،‬عابِدون‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫كل يشء ٌ‬ ‫يك له‪ ،‬له امللك وله احلمدُ ‪ ،‬وهو عىل ِّ‬ ‫ََش َ‬
‫األحزاب‬ ‫َِص عبدَ ه‪ ،‬وهز َم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫صدق اهلل وعدَ ه‪ ،‬ون َ‬ ‫ساجدون‪ ،‬لر ِّبنا حامدون‪،‬‬
‫وحدَ ه»(‪.)1‬‬

‫قو ُله‪َ « :‬أوىف» أي‪ :‬ار َت َفع‪ ،‬وقوله‪َ « :‬فد َفد» هو ِ‬


‫بفتح الفائني بينهام ٌ‬
‫دال مهملة‬
‫ِ‬
‫األرض‪.‬‬ ‫ساكن ٌة‪ ،‬وآخره ٌ‬
‫دال أخرى وهو‪ :‬ال َغ ُ‬
‫ليظ املرتفع من‬

‫النبي ﷺ‪ ،‬فكنا إذا‬


‫األشعري ‪ ‬قال‪ :‬كنَّا مع ِّ‬
‫ِّ‬ ‫‪ -548‬وعن أيب موسى‬
‫ٍ‬
‫الناس‪،‬‬
‫ُ‬ ‫النبي ﷺ‪« :‬يا أَيا‬ ‫أرشفنا عىل واد َه َّللنا َّ‬
‫وكربنا‪ ،‬ارتف َعت أصواتُنا‪ ،‬فقال ُّ‬ ‫َ‬
‫سميع‬ ‫أصم وال غائبا‪ ،‬إنه معكُم‪ ،‬إنه‬ ‫ِ‬
‫ار َبعوا عىل أن ُفسكم‪ ،‬فإنَّكم ال تَدعون‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫بأنفسكم‪.‬‬ ‫َق ٌ‬
‫ريب»(‪« .)2‬ار َبعوا» أي‪ :‬ارفقوا‬

‫(‪ )7‬باب ما يَدعو به إذا خافَ ناسًا أو غريَهم‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ كان إذا‬ ‫األشعري ‪ :‬أن‬‫ِّ‬ ‫‪ -549‬وعن أيب موسى‬
‫ُحورهم‪ ،‬ونعو ُذ بك من َُش ِ‬
‫ورهم»(‪.)3‬‬ ‫الله َّم إنا نج َع ُلك يف ن ِ‬
‫خاف َقو ًما‪ ،‬قال‪ُ « :‬‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6321‬ومسلم (‪.)5300‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ‪ ،)6320( 5‬ومسلم (‪.)5740‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪.)5137‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪090‬‬

‫(‪ )8‬باب ما يَقولُ إذا نزلَ منزلًا‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫بنت َحكي ٍم ‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫‪ -551‬وعن خول َة ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يقول‪َ « :‬من َ‬
‫يَّضه‬
‫خلق‪ ،‬مل َّ‬ ‫نزل منزال ثم قال‪ :‬أعو ُذ بكلامت اهلل التامات من ِّ‬
‫َش ما َ‬ ‫ُ‬
‫منزلِه ذلك»(‪.)1‬‬ ‫يشء حتى َ ِ‬
‫يرحتل من ِ‬ ‫ٌ‬

‫(‪ )9‬باب استحبابِ َتعجيلِ املسافرِ الرجوعَ إىل أهلِه إذا قَضى حاجتَه‬

‫فر ِقطع ٌة من‬


‫الس ُ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َّ « :‬‬ ‫‪ -551‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫َّنمتَه من ِ‬
‫سفره‪،‬‬ ‫ونومه‪ ،‬فإذا َقىض أحدُ كم َ‬ ‫طعامه َ‬
‫وَشا َبه َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫العذاب‪َ ،‬يمن َُع أحدَ كم‬
‫ِ (‪)2‬‬
‫َّنمتَه»‪ :‬مقصوده‪.‬‬
‫فل ُي َع ِّجل إىل أهله» ‪َ « .‬‬

‫(‪ )11‬باب استحبابِ القُدومِ على أهلِه نهارًا وكراهي ِته يف الليلِ لغَ ِ‬
‫ري حاجةٍ‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا َ‬


‫أطال أحدُ كم‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫جابر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -552‬وعن‬
‫طر َق َّن أه َله ليال»(‪.)3‬‬
‫الغَيبة فال َي ُ‬
‫طرق أهله ً‬
‫ليال‪،‬‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ ال َي ُ‬ ‫‪ -553‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬كان‬
‫وكان يأتيهم ُغدو ًة أو عشي ًة(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5742‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3445‬ومسلم (‪.)5257‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1503‬ومسلم (‪.)751‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5244‬ومسلم (‪.)5252‬‬
‫‪ | 092‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )11‬باب ما يَقولُه إذا رجعَ وإذا رأى بَلدَتهُ‬

‫النبي ﷺ حتى إذا كنَّا ب َظ ِ‬


‫هر‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬أق َبلنا مع‬ ‫‪ -554‬وعن‬
‫يقول ذلك حتَّى‬ ‫بون‪ ،‬تائِبون‪ ،‬عابِدون‪ ،‬لربنا ِ‬
‫حامدون» فلم َي َزل ُ‬ ‫ِ‬
‫املدينة‪ ،‬قال‪« :‬آيِ َ‬
‫َ ِّ‬
‫ِ‬
‫قدمنا املدين َة(‪.)1‬‬

‫(‪ )12‬باب استحبابِ ابتِداءِ القادمِ باملسجدِ الذي يف جِوارِه وصالتِه فيه ركعتني‬

‫رسول اهلل ﷺ كان إذا َق ِد َم من‬


‫َ‬ ‫ٍ‬
‫مالك ‪ :‬أن‬ ‫ِ‬
‫كعب بن‬ ‫‪ -555‬وعن‬
‫ِ‬
‫باملسجد فرك ََع فيه ركعتني(‪.)2‬‬ ‫َس ٍ‬
‫فر‪ ،‬بد َأ‬

‫(‪ )13‬باب تَحريمِ َسفرِ املرأةِ َوحدَها‬


‫ٍ‬
‫المرأة‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال ُّ‬
‫حيل‬ ‫ُ‬ ‫‪ -556‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ٍ‬
‫وليلة إال مع ذي َحمر ٍم عليها»(‪.)3‬‬ ‫تسافر مسري َة يوم‬ ‫ِ‬
‫اآلخر‬ ‫تؤمن باهلل واليوم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يقول‪« :‬ال َُي ُل َو َّن‬
‫النبي ﷺ ُ‬ ‫عباس ‪ :‬أنه ِ‬
‫سم َع‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -557‬وعن ابن‬
‫َّ‬
‫رجل‪ :‬يا‬ ‫بامرأة إال ومعها ذو َحمرمٍ‪ ،‬وال تُسافِر املرأ ُة إال مع ذي َحمر ٍم» فقال ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫رجل‬
‫ِ‬ ‫حاج ًة‪ ،‬وإين اكتُتِ ُ‬ ‫َر َ‬
‫غزوة كذا وكذا؟ قال‪:‬‬ ‫بت يف‬ ‫َّ‬ ‫رجت‬ ‫سول اهلل‪ ،‬إن امرأيت َخ َ‬
‫امرأتِك»(‪.)4‬‬
‫فحج مع َ‬ ‫ِ‬
‫«ان َطلق َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5301‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3422‬ومسلم (‪.)756‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5422‬ومسلم (‪.)5332‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)3446‬ومسلم (‪.)5305‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪093‬‬

‫كتابُ الفَضائلِ‬
‫(‪ )1‬باب فضلِ قراءةِ القُرآنِ‬

‫اقرؤوا‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬


‫يقول‪َ « :‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -558‬وعن أيب أمام َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫القرآن؛ فإنه يأيت يو َم القيامة شفيعا ألصحابِه»(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫سمعان ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫النواس بن‬ ‫‪ -559‬وعن‬
‫القيامة بالقرآن وأهلِه الذين كانوا َيعملون به يف الدنيا‪ ،‬تَقدم ُه‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يقول‪ُ « :‬يؤتى يوم‬
‫ِ‬
‫صاحبِ ِهام»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫سور ُة البقرة وآل عمران‪ُ ،‬حت َّ‬
‫اجان عن‬

‫خريكُم من‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬‬ ‫َ‬
‫عفان ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫عثامن ِ‬
‫بن‬ ‫َ‬ ‫‪ -561‬وعن‬
‫القرآن وع َّلمه»(‪.)3‬‬
‫َ‬ ‫تع َّلم‬
‫ُ‬
‫يقرأ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬الذي‬ ‫ُ‬ ‫‪ -561‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫ويتتعتع فيه وهو‬ ‫يقرأ القرآن‬ ‫السفرة الكرا ِم الرب ِ‬
‫رة‪ ،‬والذي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ماهر به مع‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫القرآن وهو ٌ‬
‫َ‬
‫عليه شاق له أجران»(‪.)4‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬م ُ‬
‫ثل‬ ‫ُ‬ ‫األشعري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -562‬وعن أيب موسى‬
‫ثل املؤمن‬ ‫وم ُ‬
‫طيب وطعمها طيب‪َ ،‬‬ ‫حيها ٌ‬ ‫قرأ القرآن مثل األُ ُتر َّجة‪ :‬ر ُ‬
‫املؤمن الذي َي ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذي ال َي ُ‬
‫املنافق الذي‬ ‫حلو‪ ،‬ومثل‬
‫عمها ٌ‬ ‫ريح هلا و َط ُ‬
‫كمثل التَّمرة‪ :‬ال َ‬ ‫قرأ القرآن‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)240‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)241‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)1457‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)0237‬ومسلم (‪.)722‬‬
‫‪ | 094‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫املنافق الذي ال ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يقرأ‬ ‫ُ‬
‫ومثل‬ ‫طيب و َط ُ‬
‫عمها ُمر‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫حيها‬
‫كمثل الرحيانة‪ :‬ر ُ‬ ‫يقرأ القرآن‬
‫وطعمها ُمر»(‪.)1‬‬ ‫ريح‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫القرآن كمثل احلنظلة‪ :‬ليس هلا ٌ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال حسدَ إال يف اثنتَّي‪:‬‬
‫عمر ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫‪ -563‬وعن ابن َ‬
‫ٍ‬
‫ورجل آتاه اهلل ماال‪ ،‬فهو‬ ‫ِ‬
‫النهار‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الليل وآناء‬ ‫ناء‬
‫القرآن‪ ،‬فهو يقو ُم به آ َ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫رجل آتاه اهلل‬
‫ِ‬
‫النهار»(‪.)2‬‬ ‫وآناء‬
‫َ‬ ‫آناء ِ‬
‫الليل‬ ‫ينف ُقه َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من َ‬
‫قرأ حرفا‬ ‫ُ‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -564‬وعن ابن‬
‫حرف‪ ،‬ولكن‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫أقول‪﴿ :‬ﭑ﴾‬ ‫ِ‬
‫بعرش أمثاهلا‪ ،‬ال ُ‬ ‫ِ‬
‫كتاب اهلل فله حسن ٌة‪ ،‬واحلسن ُة‬ ‫من‬
‫رف»(‪.)3‬‬
‫وميم ح ٌ‬
‫حرف‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫حرف‪ ،‬وال ٌم‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ألف‬

‫(‪ )2‬باب األمرِ بتعَهُّ ِد القرآنِ والتَّحذيرِ عن تَعريضِه للنسيان‬

‫َعاهدوا هذا ال ُق َ‬
‫رآن‪،‬‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬ت َ‬ ‫‪ -565‬وعن أيب موسى ‪ ،‬عن ِّ‬
‫اإلبل يف ُعقلِها»(‪.)4‬‬
‫ِ‬ ‫حممد ِ‬
‫بيده ُهل َو أشدُّ ت َف ُّلتا من‬ ‫َفس ٍ‬
‫فوالذي ن َ ُ‬

‫(‪ )3‬باب استحبابِ َتحسنيِ الصوتِ بالقرآنِ‪،‬‬


‫وطلبِ القِراء ِة من حَسنِ الصوتِ واالستماعِ هلا‬

‫يقول‪« :‬ما َأ ِذ َن‬


‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -566‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫هر به»(‪.)5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصوت يت َغنَّى‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ليشء ما َأ َ‬
‫بالقرآن َجي ُ‬ ‫حسن‬ ‫لنبي‬
‫ذن ٍّ‬ ‫اهلل‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1057‬ومسلم (‪.)727‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1451‬ومسلم (‪.)251‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪.)5254‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)1433‬ومسلم (‪.)725‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)7100‬ومسلم (‪.)725‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪095‬‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال له‪« :‬لقد‬ ‫األشعري ‪ :‬أن‬
‫ِّ‬ ‫‪ -567‬وعن أيب موسى‬
‫مزامري ِ‬
‫آل داو َد»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫أوتيت ِمزمارا من‬
‫َ‬
‫الع ِ‬
‫شاء بالت ِ‬
‫ِّني‬ ‫سمعت النبي ﷺ قر َأ يف ِ‬ ‫ِ‬
‫الرباء ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫‪ -568‬وعن‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫سمعت أحدً ا أحس َن صوتًا منه(‪.)2‬‬
‫ُ‬ ‫والزيتون‪ ،‬فام‬

‫(‪ )4‬باب احلثِّ على سورٍ وآياتٍ َمخصوصةٍ‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬أال‬ ‫عىل ‪ ‬قال‪ :‬قال يل‬ ‫‪ -569‬وعن راف ِع بن املُ َّ‬
‫َ‬
‫فأخذ بيدي‪ ،‬فلام‬ ‫ِ‬
‫املسجد؟»‬ ‫سورة يف القرآن قبل أن ََت ُرج من‬‫ٍ‬ ‫أعظم‬ ‫أ َع ِّلمك‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫سورة يف‬ ‫أعظم‬ ‫قلت‪ :‬ألُ َع ِّلمنَّك‬
‫سول اهلل‪ ،‬إنك َ‬ ‫َخرج‪ ،‬قلت‪ :‬يا َر َ‬
‫َ‬ ‫َأردنا أن ن ُ‬
‫العظيم‬
‫ُ‬ ‫بع املثاين والقرآ ُن‬ ‫القرآن؟ قال‪﴿« :‬ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾ هي َّ‬
‫الس ُ‬
‫الذي أوتيتُه»(‪.)3‬‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال يف‪﴿ :‬ﭑ‬ ‫اخلدري ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -571‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫القرآن»(‪.)4‬‬
‫َ‬ ‫لث‬ ‫بيده إَّنا لت ِ‬
‫َعدل ُث َ‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔ﴾‪« :‬وا َّلذي نَفيس ِ‬
‫َّ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬أمل تَر ٍ‬
‫آيات‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫عامر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -571‬وعن ُعقب َة بن‬
‫َ‬
‫ُأ ِنز َلت هذه الليل َة مل ُي َر مث ُل ُه َّن ُّ‬
‫قط؟ ﴿ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ﴾ و ﴿ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ﮃ ﮄ﴾»(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1402‬ومسلم (‪.)723‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)7106‬ومسلم (‪.)060‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)0607‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)1453‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)250‬‬
‫‪ | 096‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬من َ‬


‫قرأ‬ ‫البدري ‪ ،‬عن‬ ‫ٍ‬
‫مسعود‬ ‫‪ -572‬وعن أيب‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫البقرة يف ٍ‬
‫ليلة َك َفتاه»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سورة‬ ‫باآليتَّي من ِ‬
‫آخ ِر‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َجتعلوا بيوتَكم‬ ‫َ‬ ‫‪ -573‬وعن أيب هرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫البقرة»(‪.)2‬‬ ‫قرأ فيه سور ُة‬ ‫ِ‬
‫البيت الذي ُي ُ‬ ‫الشيطان ِ‬
‫ينف ُر من‬ ‫َ‬ ‫مقابر‪ ،‬إن‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا أبا ِ‬
‫املنذ ِر‪،‬‬ ‫يب بن ك ٍ‬
‫ُ‬ ‫َعب ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -574‬وعن ُأ ِّ‬
‫ظ ُم؟» ُقلت‪﴿ :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ﴾‬ ‫آية من ك ِ‬
‫تاب اهلل معك أع َ‬ ‫أتدري أي ٍ‬
‫ُّ‬
‫العلم أبا ِ‬
‫املنذ ِر»(‪.)3‬‬ ‫فرضب يف صدري‪ ،‬وقال‪« :‬ليهنَك ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫[البقرة‪َ َ ]511 :‬‬
‫ِ‬
‫زكاة‬ ‫ِ‬
‫بحفظ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -575‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬وكَّلني‬
‫فجعل َحيثو من الطعا ِم‪ ،‬فأخذتُه فقلت‪ :‬ألرفعنَّك إىل‬ ‫َ‬ ‫آت‬‫رمضان‪ ،‬فأتاين ٍ‬

‫يت عنه‪،‬‬ ‫عيال‪ ،‬ويب حاج ٌة شديدةٌ‪ ،‬فخ َّل ُ‬


‫وعل ٌ‬ ‫تاج‪،‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬قال‪ :‬إين ُحم ٌ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫أسريك البارح َة؟» قلت‪ :‬يا‬ ‫فعل ُ‬‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا أبا هريرةَ‪ ،‬ما َ‬ ‫ُ‬ ‫فأصبحت‪ ،‬فقال‬
‫ُ‬
‫كذ َبك‬ ‫وعياال‪ِ ،‬‬
‫فرمحتُه فخ َّليت سبي َله‪ .‬فقال‪َ « :‬أما إنه قد َ‬ ‫ً‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬شكا حاج ًة‬ ‫َ‬
‫فرصدتُه‪ ،‬فجا َء َحيثو من‬ ‫رسول اهلل ﷺ َ‬ ‫ِ‬ ‫فعرفت أنه سيعو ُد؛ لقو ِل‬ ‫ُ‬ ‫وسيعو ُد»‬
‫وعل ٌ‬
‫عيال‬ ‫تاج‪،‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬قال‪ :‬دعني فإين ُحم ٌ‬ ‫ِ‬ ‫الطعا ِم‪ ،‬فقلت‪ :‬ألرفعنَّك إىل‬
‫َّ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬يا أبا هريرةَ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فأصبحت فقال يل‬
‫ُ‬ ‫يت سبي َله‪،‬‬ ‫ال أعود‪ِ ،‬‬
‫فرمحته فخ َّل ُ‬ ‫ُ‬
‫يت‬ ‫ً‬
‫وعياال‪ ،‬فرمحته فخ َّل ُ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬شكا حاج ًة‬ ‫أسريك البارح َة؟» قلت‪ :‬يا‬
‫فعل ُ‬‫ما َ‬
‫سبي َله‪ .‬فقال‪« :‬إنه قد َ‬
‫كذ َبك وسيعو ُد» فرصدتُه الثالث َة‪ ،‬فجاء َحيثو من الطعا ِم‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)0442‬ومسلم (‪.)242‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)724‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)254‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪097‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َزعم‬
‫ثالث مرات إنك ت ُ‬ ‫فأخذته‪ ،‬فقلت‪ :‬ألر َف َعنَّك إىل رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وهذا ُ‬
‫آخر‬
‫ٍ‬
‫كلامت ينف ُعك اهلل هبا‪ ،‬قلت‪ :‬ما‬ ‫أنك ال تعو ُد‪ ،‬ثم تعو ُد! فقال‪ :‬دعني فإين ُأع ِّلمك‬
‫فراش َك فاقرأ آي َة الكريس‪ ،‬فإنه لن َ‬
‫يزال عليك من اهلل‬ ‫أويت إىل ِ‬ ‫َ‬ ‫ه َّن؟ قال‪ :‬إذا‬
‫فأصبحت‪ ،‬فقال يل‬
‫ُ‬ ‫فخليت سبي َله‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حافظ‪ ،‬وال يقر ُبك شيطان حتى تُصبِح‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫زعم أنه يع ِّلمني‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‪َ ،‬‬ ‫أسريك البارح َة؟» قلت‪ :‬يا‬
‫فعل ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما َ‬ ‫ُ‬
‫أويت إىل‬
‫َ‬ ‫فخليت سبي َله‪ ،‬قال‪« :‬ما هي؟» قلت‪ :‬قال يل‪ :‬إذا‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫كلامت ينف ُعني اهلل هبا‪،‬‬
‫ِ ِ‬
‫ختتم اآلية‪﴿ :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ﴾‬ ‫فراشك فاقرأ آي َة الكريس من أوهلا حتى َ‬
‫شيطان حتى تُصبِح‪ .‬فقال‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حافظ‪ ،‬ولن يقر َبك‬ ‫يزال عليك من اهلل‬ ‫وقال يل‪ :‬ال ُ‬
‫ٍ‬
‫ثالث يا أبا‬ ‫تعلم من َُت ُ‬
‫اطب منذ‬ ‫ُ‬ ‫كذوب‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫النبي ﷺ‪َ « :‬أما إنه قد صدَ َقك وهو‬ ‫ُّ‬
‫شيطان»(‪.)1‬‬
‫ٌ‬ ‫هريرةَ؟» قلت‪ :‬ال‪ .‬قال‪« :‬ذاك‬

‫عرش‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬


‫حفظ َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من‬ ‫الدرداء ‪ :‬أن‬ ‫‪ -576‬وعن أيب‬
‫ِ‬
‫الدجال»‪.‬‬ ‫الكهف‪ُ ،‬ع ِص َم من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سورة‬ ‫ٍ‬
‫آيات من أول‬

‫سمع‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ‬‫ِّ‬ ‫جربيل قاعدٌ عند‬ ‫ُ‬ ‫عباس ‪ :‬بينام‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -577‬وعن ابن‬
‫قط إال‬ ‫ِ‬
‫السامء ُفتِح اليو َم ومل ُيفتَح ُّ‬ ‫باب من‬ ‫ِ‬
‫رأسه‪ ،‬فقال‪ :‬هذا ٌ‬ ‫فرفع َ‬
‫َقيضا من فوقه‪َ ،‬‬ ‫ن ً‬
‫قط إال اليو َم فس َّلم‬
‫األرض مل ينزل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ملك َ‬
‫نزل إىل‬ ‫ملك‪ ،‬فقال‪ :‬هذا ٌ‬ ‫اليوم‪ ،‬فنزل منه ٌ‬
‫ِ‬
‫سورة‬ ‫ِ‬
‫الكتاب‪ ،‬وخواتي ِم‬ ‫ِ‬
‫فاحتة‬ ‫نبي قب َلك‪:‬‬ ‫وقال‪ِ :‬‬
‫يؤهتام ٌّ‬
‫أبرش بنورين أوتيتَهام مل َ‬
‫ٍ‬
‫بحرف منها َّإال أعطيتَه(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫البقرة‪ ،‬لن تقر َأ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)5355‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)246‬‬
‫‪ | 098‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )5‬باب استحبابِ االجتماعِ على القراءةِ‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬وما اجت ََمع قو ٌم‬ ‫ُ‬ ‫‪ -578‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫َدارسونَه بينَهم‪َّ ،‬إال ن َز َلت عليهم‬ ‫ِ‬ ‫يف ٍ‬
‫كتاب اهلل‪ ،‬ويت َ‬ ‫َ‬ ‫يتلون‬
‫َ‬ ‫بيوت اهلل‬ ‫بيت من‬
‫السكين ُة‪ ،‬وغ َِش َيتهم الرمح ُة‪ ،‬وح َّف ُتهم املالئك ُة‪ ،‬و َذك ََرهم اهلل في َمن عندَ ه»(‪.)1‬‬

‫(‪ )6‬باب فضلِ الوُضوءِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬


‫ﭙ﴾ إىل قوله تعاىل‪﴿ :‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ﴾ [املائدة‪.]6 :‬‬

‫إن‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬


‫يقول‪َّ « :‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -579‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫استطاع منكم أن‬ ‫ِ‬
‫الوضوء» فمن‬ ‫حم َّجلَّي من ِ‬
‫آثار‬ ‫غرا ُ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّأمتي ُيد َعون يو َم القيامة ًّ‬
‫ُي َ‬
‫طيل ُغ َّرته فل َيف َعل(‪.)2‬‬
‫ُ‬
‫يقول‪« :‬تبلغُ احللي ُة من‬ ‫سمعت َخليل ﷺ‬
‫ُ‬ ‫‪ -581‬وعنه ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫الوضوء»(‪.)3‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫املؤمن حيث يب ُلغُ‬
‫توضأ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من َّ‬ ‫عفان ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عثامن بن‬ ‫‪ -581‬وعن‬
‫ِ‬
‫أظفاره»(‪.)4‬‬ ‫فأحسن الوضوء‪ ،‬خرجت خطاياه من جس ِده حتى ََترج من ِ‬
‫حتت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5622‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)536‬ومسلم (‪.)506‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)514‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)501‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪099‬‬

‫رسول اهلل ﷺ توض َأ مثل ُوضوئي هذا‪،‬‬


‫َ‬ ‫رأيت‬
‫‪ -582‬وعنه ‪ ،‬قال‪ُ :‬‬
‫توض َأ هكذا‪ ،‬غ ُِفر له ما تقد َم من ذنبِه‪ ،‬وكانت صالتُه ومش ُيه إىل‬
‫ثم قال‪« :‬من َّ‬
‫ِ‬
‫املسجد نافلة»(‪.)1‬‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬ما ِمنكُم من‬ ‫اخلطاب ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫عمر بن‬
‫‪ -583‬وعن َ‬
‫الوضوء‪ ،‬ثم قال‪ :‬أشهدُ أن ال إله َّإال اهلل وحدَ ه ال‬
‫َ‬ ‫يتوض ُأ ف ُيبلِغ ‪-‬أو ف ُيسبِغ‪-‬‬
‫أحد َّ‬‫ٍ‬
‫ِ‬
‫اجلنة الثامني ُة‬ ‫أبواب‬ ‫يك له‪ ،‬وأشهدُ أن حممدا عبدُ ه ورسو ُله؛ َّإال ُفتحت له‬ ‫ََش َ‬
‫ُ‬
‫شاء»(‪.)2‬‬
‫يدخل من ِّأَيا َ‬ ‫ُ‬

‫(‪ )7‬باب فضلِ األذانِ‬

‫الناس ما‬
‫علم ُ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬لو َي ُ‬ ‫‪ -584‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫والصف األول‪ ،‬ثم مل َجيِدوا إال أن َيست َِهموا عليه الست ََهموا عليه‪ ،‬ولو‬
‫ِّ‬ ‫يف الن ِ‬
‫ِّداء‬
‫َومها‬ ‫َّهجري الس َتبقوا إليه‪ ،‬ولو يع َلمون ما يف العت ِ‬
‫َمة والصبحِ ألَت ُ‬ ‫َيعلمون ما يف الت ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ولو َحبوا»(‪.)3‬‬
‫رسول اهلل ﷺ يقول‪« :‬املؤذنون‬‫َ‬ ‫‪ -585‬وعن معاوي َة ‪ ‬قال‪ :‬سمعت‬
‫ِ‬
‫القيامة»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬
‫الناس أعناقا يو َم‬ ‫ُ‬
‫أطول‬
‫ٍ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دري‬ ‫عصع َة‪ :‬أن أبا سعيد ا ُ‬
‫خل َّ‬ ‫محن بن أيب َص َ‬ ‫‪ -586‬وعن عبد اهلل بن عبد َّ‬
‫نمك ‪-‬أو ِ‬ ‫كنت يف َغ ِ‬ ‫‪ ‬قال له‪« :‬إين َأ َ‬
‫باد َيتك‪-‬‬ ‫الغنم والبادي َة‪ ،‬فإذا َ‬
‫َ‬ ‫ب‬‫راك ُحت ُّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)552‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪ ،)530‬والرتمذي (‪.)11‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ‪ ،)651( 2‬ومسلم (‪.)037‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)327‬‬
‫‪ | 211‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫صوت املؤ ِّذن جن‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فأ َّذ َ‬
‫نت للصالة‪ ،‬فار َفع صوتَك بالنِّداء‪ ،‬فإنه ال َي ُ‬
‫سمع َمدى‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل‬ ‫سمعتُه من‬ ‫سعيد‪ِ :‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫القيامة» قال أبو‬ ‫يشء‪ ،‬إال َش ِهدَ له يو َم‬ ‫إنس‪ ،‬وال‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ﷺ(‪.)1‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا نودي‬ ‫ُ‬ ‫‪ -587‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫النداء َ‬
‫أقبل‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يسمع التأذين‪ ،‬فإذا ُق ِيض‬
‫َ‬ ‫اط حتى ال‬ ‫الشيطان‪ ،‬وله ُرض ٌ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بالصالة‪ ،‬أد َب َر‬
‫أقبل‪ ،‬حتى َُيطِر بَّي ِ‬ ‫التثويب َ‬ ‫أدبر‪ ،‬حتى إذا ُقيض‬
‫املرء‬ ‫ُ‬ ‫حتى إذا ُث ِّوب للصالة َ‬
‫ُ‬
‫الرجل ما‬ ‫قبل‪ -‬حتى َّ‬
‫يظل‬ ‫ونفسه‪ ،‬يقول‪ :‬اذكر كذا‪ ،‬واذكر كذا ‪-‬ملا مل َيذكُر من ُ‬ ‫ِ‬
‫يدري كم َّ‬
‫صىل»(‪.)2‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫عمرو ‪ :‬أنه َس ِم َع‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬ ‫‪ -588‬وعن ِ‬
‫عيل؛ فإنه من َّ‬ ‫مثل ما َي ُ‬
‫النداء فقولوا َ‬ ‫«إذا ِ‬
‫عيل صالة‬‫صىل َّ‬ ‫قول‪ُ ،‬ث َّم صلوا َّ‬ ‫َ‬ ‫سمعتُم‬
‫ِ‬
‫اجلنة ال تَن َبغي إال‬ ‫صىل اهلل عليه هبا عرشا‪ُ ،‬ث َّم سلوا اهلل يل الوسيل َة؛ فإَّنا منزل ٌة يف‬
‫سأل يل الوسيل َة ح َّلت له‬ ‫فمن َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫أكون أنا هو‪َ ،‬‬‫َ‬ ‫عباد اهلل‪ ،‬وأرجو أن‬ ‫لعبد من‬
‫الشفاع ُة»(‪.)3‬‬
‫الدعاء ال ُير ُّد بَّي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬‬ ‫‪ -589‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫واإلقامة»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬
‫األذان‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)642‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)642‬ومسلم (‪.)322‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)320‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)155‬والرتمذي (‪.)555‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪210‬‬

‫(‪ )8‬باب فضلِ الصلواتِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ﴾ [العنكبوت‪:‬‬


‫‪.]01‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪َ « :‬أرأيتُم‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -591‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫مرات‪ ،‬هل َيبقى من َدرنِه‬
‫ٍ‬ ‫أحدكُم يغت َِسل منه َّ‬
‫كل يو ٍم َ‬
‫مخس‬ ‫بباب ِ‬ ‫لو أن ََّنرا ِ‬
‫ِ‬
‫اخلمس‪َ ،‬يمحو‬ ‫ِ‬
‫الصلوات‬ ‫فذلِك َم ُ‬
‫ثل‬ ‫يشء؟» قالوا‪ :‬ال َيبقى من َدرنِه يش ٌء‪ ،‬قال‪َ « :‬‬
‫ٌ‬
‫هبن اخلطايا»(‪.)1‬‬
‫اهلل َّ‬
‫لوات‬
‫الص ُ‬‫رسول اهلل ﷺ قال‪َّ « :‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -591‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ُغش الكبائِ ُر»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫اخلمس‪ ،‬واجلمع ُة إىل اجلمعة‪ ،‬كفار ٌة ملا ُ‬
‫بينه َّن‪ ،‬ما مل ت َ‬ ‫ُ‬
‫يقول‪« :‬ما‬‫رسول اهلل ﷺ ُ‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫عفان ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عثامن بن‬ ‫‪ -592‬وعن‬
‫كوعها‪َّ ،‬إال‬ ‫حتَّضه صال ٌة مكتوبة في ِ‬ ‫ٍ‬
‫ور َ‬
‫شوعها‪ُ ،‬‬
‫وخ َ‬ ‫حسن وضوءها؛ ُ‬ ‫ُ‬ ‫امرئ مسل ٍم ُ ُ‬ ‫من‬
‫الدهر ك َّله»(‪.)3‬‬ ‫الذنوب‪ ،‬ما مل ت ِ‬
‫ُؤت كبرية‪ ،‬وذلك‬ ‫ِ‬ ‫كانت كفارة ملا قبلها من‬
‫َ‬

‫(‪ )9‬باب فَضلِ صالةِ الصُّبحِ والعَصرِ‬

‫الرب َدين‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من َّ‬


‫صىل َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -593‬وعن أيب موسى ‪ :‬أن‬
‫َ‬
‫دخل اجلن َة»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)152‬ومسلم (‪.)667‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)533‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)552‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)170‬ومسلم (‪.)631‬‬
‫‪ | 212‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -594‬وعن عامر َة بن ُر َويب َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫الشمس وقبل غ ِ‬
‫ُروهبا» يعني‪ :‬ال َف َ‬
‫جر‬ ‫ِ‬ ‫قبل ُطلو ِع‬
‫النار أحدٌ صىل َ‬ ‫َ‬ ‫«لن َيلِ َج‬
‫والعرص(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫فنظر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النبي ﷺ َ‬
‫جل ‪ ‬قال‪ :‬كنا عند ِّ‬ ‫‪ -595‬وعن جرير بن عبد اهلل ال َب ِّ‬
‫القمر‪ ،‬ال تُضامون‬
‫َ‬ ‫سَتون ر َّبكم كام ترون هذا‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫البدر‪ ،‬فقال‪« :‬إنكم‬ ‫ِ‬
‫القمر ليل َة‬ ‫إىل‬
‫الشمس وقبل غ ِ‬
‫ُروهبا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫صالة قبل طلو ِع‬ ‫يف رؤيتِه‪ ،‬فإن است َطعتُم أن ال تُغ َلبوا عىل‬
‫فاف َعلوا»(‪.)2‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من َ‬
‫ترك صال َة‬ ‫ُ‬ ‫‪ -596‬وعن ُبريد َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِص َحبِط عم ُله»(‪.)3‬‬
‫ال َع ِ‬

‫(‪ )11‬باب فضلِ املشي إىل املساجِ ِد‬


‫ِ‬
‫املسجد أو‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬من َغدا إىل‬ ‫‪ -597‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن َّ‬
‫راح»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬
‫راح‪ ،‬أعدَّ اهلل له يف اجلنة نُزال كلام غدَ ا أو َ‬
‫َ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬من َت َط َّهر يف بيتِه‪ ،‬ثم مىض إىل‬‫‪ -598‬وعنه ‪ ،‬أن َّ‬
‫ض اهلل‪ ،‬كانت ُخطواتُه‪ ،‬إحدامها ُّ‬
‫حتط‬ ‫بيوت اهلل‪ ،‬ليقيض َفريضة من فرائِ ِ‬‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بيت من‬
‫َرفع درجة»(‪.)5‬‬
‫َخطيئة‪ ،‬واألخرى ت ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)630‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)110‬ومسلم (‪.)633‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)113‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)665‬ومسلم (‪.)662‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)666‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪213‬‬

‫أعلم‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األنصار ال‬ ‫كعب ‪ ‬قال‪ :‬كان ٌ‬
‫رجل من‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -599‬وعن ُأ ِّ‬
‫يب بن‬
‫اشرتيت ِمح ًارا‬
‫َ‬ ‫املسجد منه‪ ،‬وكانت ال ُخت ِطئه صالةٌ‪ ،‬فقيل له‪ :‬لو‬ ‫ِ‬ ‫أحدً ا أبعدَ من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املسجد‪ ،‬إين أريد‬ ‫جنب‬ ‫ترك ُبه يف ال َّظلامء ويف الرمضاء‪ ،‬قال‪ :‬ما َي ُّ‬
‫رسين أن منزيل إىل‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل‬ ‫رجعت إىل أهل‪ .‬فقال‬
‫ُ‬ ‫املسجد‪ ،‬ورجوعي إذا‬‫ِ‬ ‫ممشاي إىل‬ ‫أن ُيكتَب يل‬
‫َ‬
‫ﷺ‪« :‬قد َمج َع اهلل لك ذلك ك َّله»(‪.)1‬‬

‫املسجد‪ ،‬فأراد بنو‬ ‫ِ‬ ‫َ‬


‫حول‬ ‫البقاع‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪َ :‬خ َلت‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -611‬وعن‬
‫ُ‬
‫النبي ﷺ فقال هلم‪« :‬ب َلغَني أنكم‬ ‫ِ‬
‫املسجد‪ ،‬فبلغ ذلك‬ ‫سلِمة أن ينت َِقلوا قرب‬
‫َّ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬قد أردنا ذلك‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫املسجد؟» قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬يا‬ ‫قرب‬ ‫ِ‬
‫تُريدون أن تنتَقلوا َ‬
‫ِ‬
‫رسنا أنا كنا‬
‫آثاركم» فقالوا‪ :‬ما َي ُ ُّ‬‫دياركُم تُكتَب ُ‬
‫آثاركم‪َ ،‬‬ ‫«بني َسلم َة‪َ ،‬‬
‫دياركُم تُكتَب ُ‬
‫حتولنا(‪.)2‬‬
‫َّ‬

‫(‪ )11‬باب فضل انتِظارِ الصالةِ‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َي ُ‬


‫زال أحدُ كم‬ ‫َ‬ ‫‪ -611‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬ ‫ب إىل أهلِه إال‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الصالة»(‪.)3‬‬ ‫الصال ُة َحتبِ ُسه‪ ،‬ال َيمن ُعه أن ينقل َ‬
‫دامت َّ‬
‫يف صالة ما َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬املالئك ُة تصيل عىل ِ‬
‫أحدكم‬ ‫َ‬ ‫‪ -612‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫اللهم‬ ‫ما دام يف مصاله الذي صىل فيه‪ ،‬ما مل ُحي ِدث‪ ،‬تقول‪ :‬اللهم ِ‬
‫اغفر له‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ارمح ُه»(‪.)4‬‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)663‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)661‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)612‬ومسلم (‪.)602‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)001‬‬
‫‪ | 214‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )12‬باب فضلِ صالةِ اجلماعةِ‬

‫ِ‬
‫اجلامعة‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬صال ُة‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -613‬وعن ابن َ‬
‫الفذ بسب ٍع وعرشين درجة»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫صالة ِّ‬ ‫أفض ُل من‬
‫النبي ﷺ ٌ‬
‫رجل أعمى‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬ ‫‪ -614‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬قال‪ :‬أتى َّ‬
‫رخص له‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ أن ُي ِّ‬ ‫َ‬
‫فسأل‬ ‫ِ‬
‫املسجد‪،‬‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬ليس يل قائدٌ يقودين إىل‬
‫وىل دعاه‪ ،‬فقال له‪« :‬هل تَسمع النداء بالص ِ‬
‫الة؟»‬ ‫فرخص له‪ ،‬فلام َّ‬ ‫ف ُيصل يف بيتِه‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فأجب»(‪.)2‬‬‫قال‪ :‬نَعم‪ .‬قال‪ِ « :‬‬

‫بيده‪ ،‬لقد‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬والذي نَفيس ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ -615‬وعنه ‪ :‬أن‬
‫ِ‬ ‫بح ٍ‬
‫آمر رجال فيؤ َّم‬
‫ثم َ‬‫آمر بالصالة فيؤ َّذن هلا‪َّ ،‬‬
‫ثم َ‬‫طب ف ُيحتَطب‪َّ ،‬‬ ‫مت أن ُآم َر َ‬ ‫ََ‬
‫مه ُ‬
‫حر َق عليهم ُب َ‬
‫يوِتم»(‪.)3‬‬ ‫فأ ِّ‬
‫ٍ‬
‫رجال ُ‬ ‫الناس‪ ،‬ثم أخالِ َ‬
‫ف إىل‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ يقول‪« :‬ما‬ ‫سمعت‬ ‫الدرداء ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -616‬وعن أيب‬
‫ُ‬
‫ثالثة يف َق ٍ‬
‫رية‪ ،‬وال ٍ‬
‫بدو‪ ،‬ال تقا ُم فيهم الصال ُة إال قد استحو َذ عليهم الشيطان؛‬ ‫ٍ‬ ‫من‬
‫الذئب من الغن ِم القاصي َة»(‪.)4‬‬ ‫يأكل‬ ‫ِ‬
‫باجلامعة؛ فإنام ُ‬ ‫فعليكم‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)601‬ومسلم (‪.)614‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)613‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)600‬ومسلم (‪.)615‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)107‬والنسائي (‪.)207‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪215‬‬

‫(‪ )13‬باب احلثِّ على حضورِ اجلماعةِ يف الصبحِ والعِشاءِ‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫عفان ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عثامن بن‬ ‫‪ -617‬وعن‬
‫ٍ‬
‫مجاعة‪،‬‬ ‫الصبح يف‬ ‫َ‬
‫نصف الليل‪ ،‬ومن صىل‬ ‫ٍ‬
‫مجاعة‪ ،‬فكأنَّام قا َم‬ ‫شاء يف‬ ‫«من َّ ِ‬
‫َ‬ ‫صىل الع َ‬ ‫َ‬
‫الليل ك َّله»(‪.)1‬‬
‫فكأنَّام صىل َ‬

‫ليس َصال ٌة‬


‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬‬‫ُ‬ ‫‪ -618‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫َومها ولو‬ ‫ِ‬
‫والعشاء‪ ،‬ولو َيعلمون ما فيهام ألَت ُ‬ ‫جر‬ ‫ِ‬
‫صالة ال َف ِ‬ ‫َ‬
‫أثقل عىل املنافقَّي من‬
‫َحبوا»(‪.)2‬‬

‫(‪ )14‬باب األمرِ باحملافظةِ على الصلواتِ املكتوباتِ والنهيِ األكيدِ والوَعيدِ‬
‫الشَّديدِ يف تركِ ِهنَّ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ﴾ [البقرة‪،]532 :‬‬


‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ﴾ [التوبة‪.]1 :‬‬
‫ِ‬
‫األعامل‬ ‫أي‬ ‫سألت َر َ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -619‬وعن ِ‬
‫سول اهلل ﷺ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ابن‬
‫أي؟ قال‪ُّ « :‬بر الوالِدين» قلت‪ :‬ثم‬
‫ثم ُّ‬
‫ِ‬
‫الصال ُة عىل َوقتها» قلت‪َّ :‬‬
‫أفضل؟ قال‪َّ « :‬‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫سبيل اهلل»(‪.)3‬‬ ‫أي؟ قال‪« :‬اجلها ُد يف‬
‫ُّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪ ،)616‬والرتمذي (‪.)555‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)617‬ومسلم (‪.)615‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5725‬ومسلم (‪.)21‬‬
‫‪ | 216‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ رأى يف أصحابِه ُّ‬


‫تأخ ًرا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫سعيد ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -611‬وعن أيب‬
‫يتأخرون حتى‬ ‫يزال قو ٌم َّ‬ ‫فقال هلم‪َ « :‬ت َقدَّ موا ْ‬
‫فأمتَ ُّوا يب‪ ،‬وليأت ََّم بكم َمن بعدَ كم‪ ،‬ال ُ‬
‫ؤخ َرهم اهلل»(‪.)1‬‬
‫ُي ِّ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬أ ِمرت أن َ‬
‫أقاتل‬ ‫ُ‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -611‬وعن ِ‬
‫ابن َ‬
‫الناس حتى َيشهدوا أن ال إله َّإال اهلل‪ ،‬وأن حممدا َر ُ‬
‫سول اهلل‪ ،‬و ُيقيموا الصالةَ‪،‬‬ ‫َ‬
‫و ُيؤتوا الزَّكاةَ‪ ،‬فإذا َفعلوا ذلك‪َ ،‬عصموا ِمنِّي ِدماءهم وأمواهلم‪ ،‬إال ِّ‬
‫بحق اإلسالمِ‪،‬‬
‫وحساهبم عىل اهلل»(‪.)2‬‬
‫ُ‬
‫إن بَّي‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪َّ « :‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -612‬وعن‬
‫ِ‬
‫الصالة»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫والكفر‪ ،‬ت ُ‬
‫َرك‬ ‫الرش ِك‬ ‫ِ‬
‫الرجل وبَّي ِّ‬

‫إن َ‬
‫أول ما‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َّ « :‬‬ ‫‪ -613‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أفلح وأنجح‪،‬‬‫اسب به العبدُ يو َم القيامة من عمله صالتُه‪ ،‬فإذا ص َل َحت‪ ،‬فقد َ‬
‫ُحي ُ‬
‫الرب عز‬
‫ُّ‬ ‫يشء‪ ،‬قال‬
‫ٌ‬ ‫انتقص من فريضتِه‬
‫َ‬ ‫وخرس‪ ،‬فإن‬
‫َ‬ ‫خاب‬
‫َ‬ ‫وإن فسدت‪ ،‬فقد‬
‫ِ‬
‫الفريضة؟ ثم تكون‬ ‫انتقص من‬ ‫تطوعٍ‪ ،‬فيكمل هبا ما‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وجل‪ :‬انظروا هل ل َعبدي من ُّ‬
‫سائر أعاملِه عىل هذا»(‪.)4‬‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)032‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)51‬ومسلم (‪.)55‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)25‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الرتمذي (‪.)053‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪217‬‬

‫(‪ )15‬باب فضلِ الصفِّ األولِ واألمرِ بإمتامِ الصفوف األُ َو ِل‬
‫وتسويتها والرتاصِّ فيها‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫رج علينا‬‫بن َس ُمر َة ‪ ،‬قال‪َ :‬خ َ‬ ‫ِ‬
‫جابر ِ‬ ‫‪ -614‬وعن‬
‫وكيف‬
‫َ‬ ‫رهبا؟» فقلنا‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪،‬‬ ‫ف املالئك ُة عند ِّ‬ ‫فقال‪« :‬أال ت َُص ُّفون كام ُ‬
‫تص ُّ‬
‫فوف األُ َو َل‪ ،‬ويَتاصون يف‬
‫الص َ‬‫تمون ُّ‬ ‫رهبا؟ قال‪ُ « :‬ي ُّ‬‫ف املالئكة عند ِّ‬ ‫تص ُّ‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫الصف»(‪.)1‬‬
‫ِ‬
‫الرجال‬ ‫ِ‬
‫صفوف‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬خ ُري‬ ‫‪ -615‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫وَشها ُ‬
‫أوهلا»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫آخرها‪ُّ ،‬‬
‫وخري صفوف النساء ُ‬
‫ُ‬ ‫آخرها‪،‬‬
‫وَشها ُ‬
‫أوهلا‪ُّ ،‬‬
‫رسول اهلل ﷺ يمسح ِ‬
‫مناكبنا يف‬ ‫ُ‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬كان‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -616‬وعن أيب‬
‫َ ُ‬
‫فتختلف ُقلو ُبكم‪ ،‬لِ َيلِيني منكُم ُأولو‬
‫َ‬ ‫الصالة‪ ،‬ويقول‪« :‬استَووا وال ََتتَلِفوا‬
‫ِ‬

‫األَحال ِم والنُّهى‪ ،‬ثم الذين َي َ‬


‫لوَّنم‪ُ ،‬ثم الذين َي َ‬
‫لوَّنم»(‪.)3‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬س ُّووا ُصفو َفكم فإن‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -617‬وعن ٍ‬
‫إقامة الص ِ‬
‫الة»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصفوف من‬ ‫تَسوي َة‬
‫َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)034‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)004‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)035‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)753‬ومسلم (‪.)033‬‬
‫‪ | 218‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )16‬باب فضلِ السُّننِ الراتِبةِ مع الفرائضِ وبيان أقلِّها وأكمَِلها وما بينهما‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬ما‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -618‬وعن أ ِّم َحبيب َة ‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫ٍ‬
‫فريضة‪ ،‬إال َبنى‬ ‫عبد ُمسل ٍم ُيصيل هلل تعاىل كل يو ٍم ثِنتَي عرش َة ركعة تطوعا غري‬‫ِمن ٍ‬
‫بيت يف ِ‬
‫اجلنة»(‪.)1‬‬ ‫ني له ٌ‬ ‫ِ‬
‫اهلل تعاىل له بيتا يف اجلنة» أو «إال ُب َ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ ركعتني‬ ‫صليت مع‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -619‬وعن ابن َ‬
‫ِ‬
‫املغرب‪،‬‬ ‫هر‪ ،‬وركعتني بعدَ ها‪ ،‬وركعتني بعدَ اجل ِ‬
‫معة‪ ،‬وركعتني بعد‬ ‫ق َبل ال ُّظ ِ‬
‫ُ‬
‫الع ِ‬
‫شاء(‪.)2‬‬ ‫وركعتني بعدَ ِ‬

‫بَّي ِّ‬
‫كل‬ ‫ُ‬ ‫عبد اهلل بن ُمغ َّف ٍل ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -621‬وعن ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬‬
‫ِ‬
‫الثالثة‪« :‬ملن‬ ‫ِ‬
‫أذانَّي َصال ٌة» قال يف‬ ‫كل‬ ‫ِ‬
‫أذانَّي َصالةٌ‪ ،‬بَّي ِّ‬ ‫بَّي ِّ‬
‫كل‬ ‫أذان ِ‬
‫ََّي صالةٌ‪َ ،‬‬
‫شاء»(‪.)3‬‬
‫َ‬
‫املرا ُد باألذانني‪ :‬األذان واإلقام ُة‪.‬‬

‫(‪ )17‬باب تَأكيدِ َركعيت سنةِ الصُّبحِ‬


‫ٍ‬
‫يشء من‬ ‫النبي ﷺ عىل‬ ‫‪ -621‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬مل َيكُن‬
‫ُّ‬
‫النوافِ ِل أشدَّ تعاهدً ا منه عىل ركعتي ال َف ِ‬
‫جر(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)752‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5575‬ومسلم (‪.)752‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)657‬ومسلم (‪.)232‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5562‬ومسلم (‪.)750‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪219‬‬

‫خري من‬ ‫ِ‬


‫الفجر ٌ‬ ‫‪ -622‬وعن عائش َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬ركعتا‬
‫الدنيا وما فيها»(‪.)1‬‬

‫(‪ )18‬باب تَخفيفِ ركعيتِ الفَجرِ وبيان ما يُقرأ فيهما وبيان وَقتِهما‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ كان ُي ِّ‬
‫صل ركعتني‬ ‫‪ -623‬وعن عائش َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫الصبح(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫ِ‬
‫واإلقامة من‬ ‫َخفيفتَني بني الن ِ‬
‫ِّداء‬
‫ِ‬
‫ركعتي‬ ‫رسول اهلل ﷺ كان َيقر ُأ يف‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫عباس ‪ :‬أن‬ ‫‪ -624‬وعن ابن‬
‫ال َف ِ‬
‫جر يف األوىل منهام‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ﴾ [البقرة‪ ]536 :‬اآلية التي يف‬
‫اآلخرة منهام‪﴿ :‬ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ﴾ [آل عمران‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البقرة‪ ،‬ويف‬
‫‪.)3(]15‬‬
‫هرا وكان َيقر ُأ يف‬
‫النبي ﷺ َش ً‬
‫قت َّ‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪َ :‬ر َم ُ‬
‫‪ -625‬وعن ابن َ‬
‫جر‪﴿ :‬ﭑﭒﭓﭔ﴾ و ﴿ﭑﭒﭓﭔﭕ﴾(‪.)4‬‬ ‫قبل ال َف ِ‬
‫الركعتني َ‬

‫(‪ )19‬باب استحبابِ االضطِجاعِ بعد ركعيتِ الفَجرِ على جنبِه األمينِ واحلثِّ‬
‫عليه سواءٌ كان تهجَّ َد بالليلِ أم ال‬

‫كعتي ال َف ِ‬
‫جر‪،‬‬ ‫‪ -626‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان ُّ‬
‫النبي ﷺ إذا صىل َر ِ‬
‫ِ‬
‫األيمن(‪.)5‬‬ ‫اضطج َع عىل ِش ِّقه‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)751‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)652‬ومسلم (‪.)750‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)757‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)057‬وابن ماجه (‪.)5502‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪.)5564‬‬
‫‪ | 201‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )21‬باب سنةِ الظُّهرِ‬

‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ َركعتني‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪ :‬ص َّل ُ‬
‫يت مع‬ ‫‪ -627‬وعن ابن َ‬
‫قبل ال ُّظ ِ‬
‫هر وركعتني َبعدَ ها(‪.)1‬‬ ‫َ‬

‫النبي ﷺ يصل يف بيتي َ‬


‫قبل‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -628‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان‬
‫يدخل فيصل ركعتني‪ ،‬وكان ُيصل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بالناس‪ ،‬ثم‬ ‫خيرج‪ ،‬فيصل‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الظهر أرب ًعا‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬
‫ويدخل بيتي‬ ‫ِ‬
‫بالناس العشا َء‪،‬‬ ‫يدخل فيصل ركعتني‪ ،‬ويصل‬‫ُ‬ ‫املغرب‪ ،‬ثم‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالناس‬
‫فيصل ركعتني(‪.)2‬‬

‫(‪ )21‬باب سنةِ العصرِ‬

‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬ر ِحم اهلل امرءا صىل‬


‫عمر ‪ ،‬عن ِّ‬
‫‪ -629‬وعن ابن َ‬
‫قبل ال َع ِ‬
‫ِص أربعا»(‪.)3‬‬ ‫َ‬

‫(‪ )22‬باب سُنةِ املغربِ بعدَها وقبلَها‬

‫وحديث عائش َة(‪ ،)5‬ومها‬


‫ُ‬ ‫عمر‬
‫(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حديث ابن‬ ‫ِ‬
‫األبواب‬ ‫تقدَّ م يف هذه‬
‫ِ‬
‫املغرب ركعتني‪.‬‬ ‫النبي ﷺ كان ُيصل بعدَ‬
‫َصحيحان‪ :‬أن َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5575‬ومسلم (‪.)752‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)734‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5575‬والرتمذي (‪.)034‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5575‬ومسلم (‪.)752‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)734‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪200‬‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬ص ُّلوا قبل‬ ‫ٍ‬


‫مغفل ‪ ،‬عن‬ ‫‪ -631‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن‬
‫ِّ‬
‫شاء»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املغرب» قال يف الثالثة‪« :‬ملن َ‬

‫(‪ )23‬باب سُنةِ العِشاءِ بعدَها وقبلَها‬


‫الع ِ‬
‫شاء‪،‬‬ ‫صليت مع النبي ﷺ ركعتني بعدَ ِ‬ ‫السابق‪:‬‬ ‫عمر‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حديث ابن َ‬ ‫فيه‬
‫وحديث ِ‬
‫عبد اهلل بن ُمغ َّف ٍل‪« :‬بَّي ك ُِّل أذانَّي َصال ٌة»(‪.)2‬‬ ‫ُ‬

‫(‪ )24‬باب سنةِ اجلُمعةِ‬

‫أحدُ كم‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا َّ‬


‫صىل َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -631‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫اجلمع َة‪ ،‬فل ُي ِّ‬
‫صل بعدَ ها أر َبعا»(‪.)3‬‬
‫ِ‬
‫اجلمعة‬ ‫النبي ﷺ كان ال ُيصل بعد‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬
‫َّ‬ ‫‪ -632‬وعن ابن َ‬
‫ف‪ ،‬ف ُيصل ركعتني يف بيتِه(‪.)4‬‬ ‫ِ‬
‫ينرص َ‬ ‫حتى‬

‫(‪ )25‬باب استحبابِ جعلِ النوافِ ِل يف البيتِ سواءٌ الراتبةُ وغريها واألمرِ‬
‫بالتحولِ للنافلةِ من موض ِع الفريضةِ أو الفصلِ بينهما بكالمٍ‬

‫الناس‬ ‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬ص ُّلوا أَيا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫ُ‬ ‫‪ -633‬وعن زيد بن ثابت ‪ :‬أن َّ‬
‫املرء يف بيتِه إال املكتوبة»(‪.)5‬‬
‫الصالة صال ُة ِ‬
‫ِ‬ ‫أفض َل‬ ‫يف بيوتِكم‪َّ ،‬‬
‫فإن َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)5523‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)657‬ومسلم (‪.)232‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)225‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)225‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)735‬ومسلم (‪.)725‬‬
‫‪ | 202‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬اج َعلوا من َصالتِكم‬


‫عمر ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫‪ -634‬وعن ابن َ‬
‫يف بيوتِكم‪ ،‬وال تت ِ‬
‫َّخذوها ُقبورا»(‪.)1‬‬
‫السائب ابن ِ‬
‫أخت‬ ‫ِ‬ ‫نافع بن ٍ‬
‫جبري أرس َله إىل‬ ‫ٍ‬
‫عمر بن عطاء‪ :‬أن َ‬ ‫‪ -635‬وعن َ‬
‫صليت معه اجلمع َة يف‬ ‫الصالة‪ ،‬فقال‪ :‬نَعم‪،‬‬‫ِ‬ ‫ن َِم ٍر يسأ ُله عن ٍ‬
‫يشء رآه منه معاوي ُة يف‬
‫ُ‬
‫إيل‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫يت‪ ،‬فلام َ‬ ‫ِ‬
‫املقصورة‪ ،‬فلام س َّلم اإلما ُم‪ ،‬قمت يف مقامي‪ ،‬فص َّل ُ‬
‫أرسل َّ‬ ‫دخل‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ال َت ُعد ملِا‬
‫صليت اجلمع َة فال تَصلها بصالة حتى تتك َّلم أو َ‬
‫خترج؛ فإن‬ ‫َ‬ ‫فعلت؛ إذا‬
‫َ‬
‫نخرج(‪.)2‬‬ ‫ٍ‬
‫بصالة حتى نتك َّلم أو‬ ‫َ‬
‫نوصل صال ًة‬ ‫أمرنا بذلك‪ ،‬أن ال‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ َ‬

‫(‪ )26‬باب احلثِّ على صالةِ الوِترِ وبيانِ أنه سُنةٌ متأكدةٌ وبيان وقتِه‬
‫ِ‬
‫املكتوبة‪ ،‬ولكن‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫بحت ٍم ك‬ ‫‪ -636‬وعن عل ‪ ‬قال‪ِ :‬‬
‫الو ُتر ليس َ‬ ‫ٍّ‬
‫ِ (‪)3‬‬
‫أهل القرآن» ‪.‬‬‫الوتر‪ ،‬فأوتِروا يا َ‬
‫حيب َ‬ ‫إن اهلل ِو ٌتر ُّ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬قال‪َّ « :‬‬ ‫َس َّن‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ِ‬
‫الليل قد أوت ََر‬ ‫‪ -637‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ِ :‬من ِّ‬
‫كل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حر(‪.)4‬‬ ‫الليل‪ ،‬ومن أوسطه‪ ،‬وآخ ِره‪ ،‬وانتهى ِو ُتره إىل َّ‬
‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ِّ‬
‫أول‬

‫آخر صالتِكم‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬اج َعلوا َ‬
‫عمر ‪ ،‬عن ِّ‬
‫‪ -638‬وعن ابن َ‬
‫بالليل ِوترا»(‪.)5‬‬
‫ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)035‬ومسلم (‪.)777‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)223‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5056‬والرتمذي (‪ ،)013‬والنسائي (‪ ،)5671‬وابن ماجه (‪.)5562‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)226‬ومسلم (‪.)701‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)222‬ومسلم (‪.)715‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪203‬‬

‫خاف أن ال يقو َم‬


‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -639‬وعن ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫آخر الليل‪ ،‬فإن صال َة‬
‫آخره فليوتر َ‬ ‫آخر الليل‪ ،‬فليوتر أو َله‪ ،‬ومن َ‬
‫طمع أن يقو َم َ‬
‫ُ‬
‫أفضل»(‪.)1‬‬ ‫آخر ِ‬
‫الليل مشهود ٌة وذلك‬ ‫ِ‬

‫(‪ )27‬باب فضلِ صالةِ الضُّحى وبيانِ أقلِّها وأكثَ ِرها وأوسَ ِ‬
‫طها‪ ،‬واحلثِّ على‬
‫احملافظةِ عليها‬
‫‪ -641‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬أوصاين َخليل ﷺ بصيا ِم َث ِ‬
‫الثة أيا ٍم‬ ‫ُ‬
‫الضحى‪ ،‬وأن أوتِ َر قبل أن أر ُقدَ (‪.)2‬‬ ‫كل َش ٍ‬
‫هر‪ ،‬وركعتي ُّ‬ ‫من ِّ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ يصل الضحى‬ ‫‪ -641‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان‬
‫أرب ًعا‪ ،‬ويزيدُ ما شا َء اهلل(‪.)3‬‬
‫ِ‬
‫الفتح‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ عا َم‬ ‫هانئ ‪ ،‬قالت‪َ :‬ذ َه ُ‬
‫بت إىل‬ ‫‪ -642‬وعن أ ِّم ٍ‬
‫ٍ‬
‫ركعات‪ ،‬وذلك ُض ًحى(‪.)4‬‬ ‫فوجدتُه يغت َِسل‪ ،‬فلام َفر َغ من ُغسلِه‪ ،‬صىل َثامين‬
‫(‪ )28‬باب تَجوز صالةُ الضُّحى من ارتفاعِ الشَّمسِ إىل زوالِها واألفضلُ أن تُصلَّى‬
‫عند اشتِدادِ احلَرِّ وارتفاعِ الضُّحى‬

‫زيد بن أر َق َم ‪ :‬أنه رأى َقو ًما ُيص ُّلون من ُّ‬


‫الضحى‪،‬‬ ‫‪ -643‬وعن ِ‬
‫إن َر َ‬
‫سول اهلل ﷺ قال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫أفضل‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الساعة‬ ‫الصال َة يف ِ‬
‫غري هذه‬ ‫فقال‪ :‬أ َما لقد َعلِموا َّ‬
‫أن َّ‬
‫«صال ُة األوابَّي حَّي تَرم ُض ِ‬
‫الف ُ‬
‫صال»(‪.)5‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)711‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5225‬ومسلم (‪.)755‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)752‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)317‬ومسلم (‪.)336‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)702‬‬
‫‪ | 204‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫صغري من‬ ‫ٍ‬


‫فصيل‪ ،‬وهو‪ :‬ال‬ ‫مجع‬ ‫«تَرم ُض» يعني‪ :‬شدة احلر‪ .‬و« ِ‬
‫الف ُ‬
‫ُ‬ ‫صال» ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اإلبل‪.‬‬

‫(‪ )29‬باب احلثِّ على صالةِ حتيةِ املسجدِ بركعتني وكراهةِ اجللوسِ قبلَ أن يُصلي‬
‫ركعتني يف أيِّ وقتٍ دخلَ وسواءٌ صلى ركعتني بنيةِ التحيةِ أو صالةِ َفريضةٍ أو سنةٍ راتبةٍ‬
‫أو غريها‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا َد َ‬
‫خل أحدُ كُم‬ ‫ُ‬ ‫‪ -644‬وعن أيب قتاد َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫صيل َركعتَّي»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املسجدَ ‪ ،‬فال َجيلس حتى ُي َ‬
‫املسج ِد‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ِ‬ ‫النبي ﷺ وهو يف‬‫َّ‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪َ :‬أ ُ‬
‫تيت‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -645‬وعن‬
‫« َص ِّل ركعتَّي»(‪.)2‬‬

‫(‪ )31‬باب استحبابِ َركعتني بعد الوُضوءِ‬

‫الل‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫لبالل‪« :‬يا بِ ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‬ ‫َ‬ ‫‪ -646‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ي يف‬‫ف نَع َليك بَّي َيدَ َّ‬ ‫عملتَه يف ا ِإلسالمِ‪ ،‬فإين س ِم ُ‬
‫عت َد َّ‬ ‫عمل ِ‬
‫ٍ‬ ‫حدِّ ثني َبأرجى‬
‫ساعة من ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اجلنة» قال‪ :‬ما ِ‬
‫ِ‬
‫ليل‬ ‫عمال أرجى عندي من أين مل أ َت َط َّهر ُط ً‬
‫هورا يف‬ ‫لت ً‬ ‫عم ُ‬
‫أصل(‪.)3‬‬ ‫هور ما كُتِب يل أن ِّ‬
‫هنار إال َص َّليت بذلك ال ُّط ِ‬
‫أو ٍ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)000‬ومسلم (‪.)750‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)003‬ومسلم (‪.)751‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5502‬ومسلم (‪.)5012‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪205‬‬

‫(‪ )31‬باب فضلِ يومِ اجلمعةِ‪ ،‬ووجوبِها‪ ،‬واالغتسالِ هلا‪ ،‬والطِّيبِ‪ ،‬والتَّبكريِ‬
‫إليها‪ ،‬والدُّعاءِ يومَ اجلمعةِ‪ ،‬والصال ِة على النيبِّ ﷺ فيه‪ ،‬وبيانُ ساعةِ اإلجابةِ‪،‬‬
‫واستحبابِ إكثارِ ذكرِ اهلل تعاىل بعد اجلمعةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬


‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ﴾ [اجلمعة‪.]54 :‬‬

‫خري يو ٍم طلعت‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬‬‫ُ‬ ‫‪ -647‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫خرج منها»(‪.)1‬‬‫أدخل اجلنة‪ ،‬وفيه ُأ ِ‬
‫َ‬ ‫اجلمعة‪ :‬فيه ُخلِق آد ُم‪ ،‬وفيه‬
‫ِ‬ ‫عليه الشم ُس يوم‬

‫فأحسن‬
‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من َّ‬
‫توضأ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -648‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫اجلمعة وزيادة ِ‬
‫ِ‬
‫ثالثة‬ ‫ُفر له ما بينَه وبَّي‬
‫ت‪ ،‬غ َ‬ ‫الوضوء ثم أتى اجلمع َة‪ ،‬فاست ََم َع َ‬
‫وأنص َ‬ ‫َ‬
‫مس احلىص‪ ،‬فقد َلغا»(‪.)2‬‬ ‫أيامٍ‪ ،‬ومن َّ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول عىل‬ ‫َ‬ ‫سم َعا‬‫‪ -649‬وعنه وعن ابن عمر ‪ :‬أهنام ِ‬
‫َ‬
‫اجلمعات أو َل َيختِ َم َّن اهلل عىل ِ‬
‫قلوهبم ثم‬ ‫ِ‬ ‫منربه‪َ « :‬لينت َِهَّي أقوام عن و ِ‬
‫دع ِهم‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ِ‬
‫أعواد ِ‬
‫َليكون َُّن من الغافِلَّي»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)210‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)217‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)261‬‬
‫‪ | 206‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫توضأ يو َم‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من َّ‬ ‫‪ -651‬وعن َس ُمر َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫أفض ُل(‪.)1‬‬ ‫َسل فالغ ُ‬
‫ُسل َ‬ ‫ومن اغت َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عمت‪َ ،‬‬
‫اجلمعة فبها ون َ‬
‫رجل يوم‬‫يغتسل ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال‬ ‫سلامن ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫َ‬ ‫‪ -651‬وعن‬
‫طيب بيته‪ ،‬ثم‬‫يمس من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫استطاع من ٍ‬ ‫ِ‬
‫طهر‪ ،‬ويدَّ هن من ُدهنه‪ ،‬أو ُّ‬ ‫َ‬ ‫ويتطه ُر ما‬
‫َّ‬ ‫اجلمعة‪،‬‬
‫نصت إذا تك َّلم اإلما ُم‪ ،‬إال غ ُِفر‬
‫ُيرج فال ي َفر ُق بَّي اثنَّي‪ ،‬ثم يصيل ما كُتِب له‪ ،‬ثم ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اجلمعة األخرى»(‪.)2‬‬ ‫له ما بينه وبَّي‬

‫َسل يوم‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬من اغت َ‬‫َ‬ ‫‪ -652‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجلمعة غ َ‬
‫الثانية‪ ،‬فكأنَّام‬ ‫الساعة‬ ‫راح فكأنَّام َق َّر َب َبدنة‪ ،‬ومن َ‬
‫راح يف‬ ‫ُسل اجلنابة‪ ،‬ثم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫راح يف‬ ‫أقر َن‪ ،‬ومن َ‬ ‫راح يف الساعة الثالثة‪ ،‬فكأنَّام َق َّرب كبشا َ‬ ‫قر َب بقرة‪ ،‬ومن َ‬‫َّ‬
‫قرب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫راح يف الساعة اخلامسة‪ ،‬فكأنَّام َّ‬
‫قر َب َدجاجة‪ ،‬ومن َ‬ ‫الساعة الرابعة‪ ،‬فكأنام َّ‬
‫كر»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫حَّضت املالئك ُة َيستَمعون ِّ‬
‫الذ َ‬ ‫خرج اإلما ُم‪،‬‬
‫بيضة‪ ،‬فإذا َ‬
‫ِ‬
‫اجلمعة‪ ،‬فقال‪« :‬فيها‬ ‫ذكر يو َم‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ َ‬ ‫‪ -653‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫وأشار‬
‫َ‬ ‫قائم يصيل ُ‬
‫يسأل اهلل شيئا‪ ،‬إال أعطاه إياه»‬ ‫مسلم‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ساع ٌة ال يوافِ ُقها عبد‬
‫ِ‬
‫بيده ُي َق ِّللها(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)310‬والرتمذي (‪.)027‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)223‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)225‬ومسلم (‪.)214‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)231‬ومسلم (‪.)215‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪207‬‬

‫(‪ )32‬باب فَضلِ قيامِ الليلِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬


‫ﮈ ﮉ﴾ [اإلرساء‪ ،]72 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ﴾‬
‫[السجدة‪ ،]56 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾ [الذاريات‪.]57 :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلطاب‪ ،‬عن أبيه ‪ :‬أن‬ ‫‪ -654‬وعن ساملِ بن عبد اهلل بن َ‬
‫عمر بن‬
‫ِ‬
‫الليل» قال ساملٌ‪ :‬فكان عبدُ‬ ‫ُ‬
‫الرجل عبدُ اهلل‪ ،‬لو كان ُيصيل من‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬نِعم‬
‫قليال(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫الليل َّإال ً‬ ‫اهلل بعدَ ذلك ال ينا ُم من‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ي ِ‬
‫عقدُ الشيطا ُن‬ ‫َ‬ ‫‪ -655‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫َ‬
‫ليل‬ ‫ٍ‬
‫عقدة‪ :‬عليك ٌ‬ ‫يَّضب عىل كل‬ ‫ثالث ُع َق ٍد‪،‬‬
‫َ‬ ‫عىل قافِ ِية رأس ِ‬
‫أحدكم‪ ،‬إذا هو نا َم‪،‬‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫توضأ‪ ،‬انح َّلت‬ ‫كر اهلل تعاىل انح َّلت عقدةٌ‪ ،‬فإن‬‫فذ َ‬ ‫طويل فارقد‪ ،‬فإن استي َق َظ‪َ ،‬‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫خبيث‬ ‫أصبح‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫النفس‪ ،‬وإال‬ ‫طيب‬
‫فأصبح نشيطا َ‬
‫َ‬ ‫عقدةٌ‪ ،‬فإن صىل‪ ،‬انح َّلت عقدةٌ‪،‬‬
‫كسالن»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫النفس‬

‫الناس‪:‬‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬أَيا‬ ‫عبد اهلل بن سال ٍم ‪ :‬أن‬ ‫‪ -656‬وعن ِ‬


‫ُ‬ ‫َّ‬
‫تدخلوا اجلن َة‬
‫والناس نيا ٌم‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫وأطعموا الطعا َم‪ ،‬وص ُّلوا بالليل‬ ‫السال َم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أفشوا َّ‬
‫بسال ٍم»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5555‬ومسلم (‪.)5072‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5505‬ومسلم (‪.)776‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5021‬وابن ماجه (‪.)5330‬‬
‫‪ | 208‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫الشهر حتى‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُيفطِر من‬
‫ُ‬ ‫‪ -657‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬كان‬
‫فطر منه شيئا‪ ،‬وكان ال تَشا ُء أن‬
‫نظن أن ال ُي َ‬
‫نظ َّن أن ال يصو َم منه‪ ،‬ويصو ُم حتى َّ‬
‫نائام إال رأيتَه(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫الليل ُمص ِّل ًيا إال رأيتَه‪ ،‬وال ً‬ ‫تراه من‬

‫َ‬
‫رمضان‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ َيزيدُ يف‬ ‫‪ -658‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬ما كان‬
‫ركعة‪ُ :‬يصل أرب ًعا فال تَسأل عن ُحسنِ ِه َّن وطوهلن‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫غريه عىل إِحدى عرش َة‬
‫وال يف ِ‬
‫ثم ُيصل أرب ًعا فال تَسأل عن ُحسنه َّن وطوهلن‪ ،‬ثم ُيصل ثال ًثا‪ .‬فقلت‪ :‬يا َر َ‬
‫سول‬
‫قبل أن توتِ َر؟ فقال‪« :‬يا عائش ُة‪ ،‬إن عين ََّي تنامان وال َينا ُم َقلبي»(‪.)2‬‬
‫اهلل‪ ،‬أتنا ُم َ‬

‫فافتتح‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ ذات ليلة‬
‫ِّ‬ ‫صليت مع‬
‫ُ‬ ‫‪ -659‬وعن حذيف َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ركعة فمىض‪ ،‬فقلت‪:‬‬‫ٍ‬ ‫املائة‪ ،‬ثم مىض‪ ،‬فقلت‪ُ :‬يصل هبا يف‬ ‫البقرةَ‪ ،‬فقلت‪ :‬يركع عند ِ‬
‫ُ‬
‫مر‬ ‫ً‬
‫مرتسال‪ :‬إذا َّ‬ ‫افتتح آل عمران فقرأها‪ ،‬يقرأ‬
‫فقرأها‪ ،‬ثم َ‬ ‫افتتح النسا َء َ‬
‫يركع هبا‪ ،‬ثم َ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫بسؤال َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ركع‪ ،‬فجعل‬ ‫تعو َذ‪ ،‬ثم َ‬
‫سأل‪ ،‬وإذا مر بتعوذ َّ‬ ‫مر‬
‫َسبيح سبح‪ ،‬وإذا َّ‬ ‫بآية فيها ت ٌ‬
‫سمع اهلل ملن‬ ‫ِ‬ ‫يقول‪« :‬سبحان ريب العظي ِم» فكان‬
‫نحوا من قيامه‪ ،‬ثم قال‪َ « :‬‬ ‫ركوعه ً‬
‫ُ‬
‫ركع‪ ،‬ثم سجد‪ ،‬فقال‪« :‬سبحان ريب‬ ‫ً‬
‫طويال قري ًبا مما َ‬ ‫محده‪ ،‬ربنا لك احلمدُ » ثم قا َم‬
‫األعىل» فكان سجوده قريبا من ِ‬
‫قيامه(‪.)3‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)5505‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5507‬ومسلم (‪.)732‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)775‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪209‬‬

‫أحب‬ ‫َ‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬‫‪ -661‬وعن ِ‬


‫رسول اهلل ﷺ قال‪ُّ « :‬‬ ‫عمرو ‪ :‬أن‬
‫وأحب الصيا ِم إىل اهلل صيا ُم داود‪ ،‬كان ينا ُم‬ ‫ِ‬
‫الصالة إىل اهلل عز وجل صال ُة داود‪،‬‬
‫ُّ‬
‫نصف ِ‬
‫الليل ويقو ُم ثل َثه وينا ُم سدسه‪ ،‬ويصو ُم يوما و ُيفطر يوما»(‪.)1‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الليل‬ ‫إن يف‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪َّ « :‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -661‬وعن ٍ‬
‫جابر ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ِ‬
‫واآلخرة‪ ،‬إال أعطاه‬ ‫يسأل اهلل خريا من ِ‬
‫أمر الدنيا‬ ‫رجل مسلم ُ‬
‫َلساعة‪ ،‬ال يوافقها ٌ‬
‫كل ٍ‬
‫ليلة»(‪.)2‬‬ ‫إياه‪ ،‬وذلك َّ‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬إذا قا َم أحدُ كم من‬


‫َّ‬ ‫‪ -662‬وعن أيب هرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫الليل فليفتتحِ الصال َة بركعتَّي خفيفتَّي»(‪.)3‬‬
‫ِ‬
‫الليل‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ إذا قا َم من‬ ‫‪ -663‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان‬
‫افتتح صالتَه بركعتني خفيفتني(‪.)4‬‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من نا َم‬‫ُ‬ ‫اخلطاب ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِ‬ ‫عمر بن‬
‫‪ -664‬وعن َ‬
‫ُتب له‬ ‫ِ‬
‫وصالة ال ُّظ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يشء منه‪َ ،‬‬ ‫عن ِحزبِه‪ ،‬أو عن‬
‫هر‪ ،‬ك َ‬ ‫الفجر‬ ‫صالة‬ ‫فقرأه فيام بَّي‬
‫قرأه من ِ‬
‫الليل»(‪.)5‬‬ ‫كأنام َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3054‬ومسلم (‪.)5521‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)717‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)762‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)767‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)707‬‬
‫‪ | 221‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رحم اهلل رجال‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬‬ ‫‪ -665‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫رحم اهلل امرأة‬
‫َ‬ ‫املاء‪،‬‬ ‫نضح يف ِ‬
‫وجهها َ‬ ‫َ‬ ‫وأيقظ امرأتَه‪ ،‬فإن َأ َبت‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الليل‪ ،‬فصىل‬ ‫قا َم من‬
‫املاء»(‪.)1‬‬
‫وجهه َ‬‫زوجها‪ ،‬فإن أبى ن ََض َحت يف ِ‬
‫قامت من الليل‪ ،‬فص َّلت وأيق َظت َ‬
‫نعس أحدُ كم يف‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬إذا َ‬
‫َّ‬ ‫‪ -666‬وعن عائش َة ‪ :‬أن‬
‫ناعس‪ ،‬لعله‬ ‫يذهب عنه النو ُم‪ ،‬فإن أحدَ كم إذا صىل وهو‬ ‫فلري ُقد حتى‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫الصالة؛ َ‬
‫نفسه»(‪.)2‬‬
‫فيسب َ‬
‫ُّ‬ ‫يستغفر‬
‫ُ‬ ‫يذهب‬
‫ُ‬

‫(‪ )33‬باب استحبابِ ِقيامِ رمضانَ وهو الرتاويحُ‬

‫رمضان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من قا َم‬ ‫‪ -667‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬أن‬
‫فر له ما تقدَّ َم من ذنبِه»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫إيامنا واحتسابا غُ َ‬

‫(‪ )34‬باب فضلِ قيامِ ليلةِ القَ ْد ِر وبيانِ أرجى لياليها‬


‫ِ‬
‫السورة‪،‬‬ ‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ﴾ [القدر‪ ]5 :‬إىل ِ‬
‫آخر‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ﴾ [الدخان‪ ]3 :‬اآليات‪.‬‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬من قا َم ليل َة ال َقدْ ِر‬


‫ِّ‬ ‫‪ -668‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫فر له ما تقدَّ م من ذنبِه»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬
‫إيامنا واحتسابا غُ َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5342‬والنسائي (‪ ،)5654‬وابن ماجه (‪.)5336‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)555‬ومسلم (‪.)726‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)37‬ومسلم (‪.)712‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5245‬ومسلم (‪.)764‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪220‬‬

‫اور يف ال َع ِ‬
‫رش‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُجي ُ‬ ‫‪ -669‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان‬
‫ِ‬
‫األواخر من‬ ‫ِ‬
‫العرش‬ ‫در يف‬‫حتروا ليل َة ال َق ِ‬ ‫َ‬
‫رمضان‪ ،‬ويقول‪َّ « :‬‬ ‫ِ‬
‫األواخر من‬
‫رمضان»(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫أي‬ ‫أرأيت إن علِ ُ‬
‫مت ُّ‬ ‫َ‬ ‫‪ -671‬وعنها ‪ ،‬قالت‪ُ :‬قلت‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ليلة ليل َة القدْ ِر ما ُ‬
‫ُ‬
‫فاعف‬ ‫فو‬ ‫الله َّم إنك ع ُفو ُ‬
‫حتب ال َع َ‬ ‫أقول فيها؟ قال‪« :‬قويل‪ُ :‬‬
‫عني»(‪.)2‬‬

‫(‪ )35‬باب فضلِ السِّواكِ وخِصالِ الفِطرةِ‬

‫أش َّق عىل‬ ‫َ‬


‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬لوال أن ُ‬ ‫‪ -671‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ٍ‬
‫صالة»(‪.)3‬‬ ‫كل‬ ‫ألمرِتم بالس ِ‬
‫واك مع ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الناس‪-‬‬ ‫َّأمتي ‪-‬أو عىل‬
‫ِّ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ إذا قا َم من النو ِم‬ ‫‪ -672‬وعن ُحذيف َة ‪ ‬قال‪ :‬كان‬
‫ِ‬
‫بالسواك(‪.)4‬‬ ‫شوص فا ُه‬ ‫َي‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يشء كان‬ ‫هانئ‪ ،‬قال‪ :‬قلت لعائش َة ‪ِّ :‬‬
‫بأي‬ ‫‪ -673‬وعن ُرش ِ‬
‫يح بن‬
‫بالسواك(‪.)5‬‬ ‫النبي ﷺ إذا َ‬
‫دخل بيتَه؟ قالت‪ِّ :‬‬ ‫َيبدأ ُّ‬
‫عرش من‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ٌ « :‬‬ ‫‪ -674‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫وقص‬ ‫ِ‬
‫املاء‪،‬‬ ‫والسواك‪ ،‬واستِ ُ‬
‫نشاق‬ ‫الشارب‪ ،‬وإعفاء ال ِّل ِ‬
‫حية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫قص‬ ‫ِ ِ‬
‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الفطرة‪ُّ :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5454‬ومسلم (‪.)5562‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)3153‬وابن ماجه (‪.)3214‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)227‬ومسلم (‪.)515‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)501‬ومسلم (‪.)511‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)513‬‬
‫‪ | 222‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫وانتقاص املاء» قال‬ ‫ِ‬


‫العانة‪،‬‬ ‫وحلق‬ ‫ِ‬
‫اإلبط‪،‬‬ ‫اجم‪ ،‬ونتف‬ ‫الرب ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وغسل َ‬ ‫األظفار‪،‬‬
‫وكيع ‪-‬وهو أحدُ رواتِه‪:-‬‬
‫ٌ‬ ‫ونسيت العارش َة إال أن تكون املضمض ُة‪ .‬قال‬
‫ُ‬ ‫الراوي‪:‬‬
‫انتقاص ِ‬
‫املاء‪َ :‬يعني االستِنجا َء(‪.)1‬‬ ‫ُ‬

‫(‪ )36‬باب تأكيدِ وُجوبِ الزكاةِ وبيان فضلِها وما يتعَلَّق بها‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ﴾ [البقرة‪ ،]03 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮘ‬


‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ﴾ [البينة‪ ،]1:‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ﴾‬
‫[التوبة‪.]543 :‬‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪ُ « :‬بن ِ َي اإلسال ُم عىل‬


‫َ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -675‬وعن ابن َ‬
‫ِ‬
‫وإيتاء‬ ‫ِ‬
‫الصالة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫شهادة أن ال إله َّإال اهلل‪ ،‬وأن ُحممدا عبدُ ه ورسو ُله‪ ،‬وإقا ِم‬ ‫ٍ‬
‫مخس‪:‬‬
‫رمضان»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫البيت‪ ،‬وصو ِم‬ ‫وحج‬ ‫ِ‬
‫الزكاة‪،‬‬
‫ِّ‬
‫عث ُمعا ًذا ‪ ‬إىل‬ ‫النبي ﷺ َب َ‬
‫َّ‬ ‫عباس ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -676‬وعن ابن‬
‫سول اهلل‪ ،‬فإن ُهم أطاعوا‬ ‫ِ‬
‫شهادة أن ال إله َّإال اهلل وأين َر ُ‬ ‫ِ‬
‫اليمن‪ ،‬فقال‪« :‬اد ُع ُهم إىل‬
‫ٍ‬
‫وليلة‪ ،‬فإن هم‬ ‫كل يو ٍم‬ ‫ٍ‬
‫صلوات يف ِّ‬ ‫افَت َض عليهم َمخ َس‬ ‫مهم أن اهلل‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫لذلك؛ فأعل ُ‬
‫افَت َض عليهم صدقة تُؤخذ من أغنيائِهم‪ ،‬وتُر ُّد‬ ‫مهم أن اهلل َ‬ ‫ِ‬
‫أطاعوا لذلك؛ فأعل ُ‬
‫عىل ُفقرائِهم»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)565‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)2‬ومسلم (‪.)56‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5321‬ومسلم (‪.)52‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪223‬‬

‫رسول اهلل ﷺ وكان أبو ٍ‬


‫بكر‬ ‫ُ‬ ‫‪ -677‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬ملا تُويف‬
‫الناس وقد‬
‫َ‬ ‫عمر ‪ :‬كيف تقاتِ ُل‬ ‫ِ‬
‫العرب‪ ،‬فقال ُ‬ ‫كفر من‬ ‫َفر َمن َ‬
‫‪ ‬وك َ‬
‫أقاتل الناس حتى يقولوا‪ :‬ال إله َّإال اهلل‪ ،‬فمن َ‬
‫قاهلا‬ ‫رت أن َ‬‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬أ ِم ُ‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫َفسه إال بح ِّقه‪ ،‬وحسا ُبه عىل اهلل»؟ فقال‪ :‬واهلل‪ ،‬ألُقاتِل َّن من‬ ‫ِ‬
‫صم منِّي ماله ون َ‬
‫فقد َع َ‬
‫قاال كانوا‬‫املال‪ ،‬واهلل‪ ،‬لو َمنعوين ِع ً‬‫حق ِ‬ ‫ِ‬
‫والزكاة‪ ،‬فإن الزكا َة ُّ‬ ‫ِ‬
‫الصالة‬ ‫َف َّرق بني‬
‫عمر ‪ :‬فواهلل ما هو إال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُيؤ ُّدونه إىل رسول اهلل ﷺ لقاتلتُهم عىل منعه‪ .‬قال ُ‬
‫فت أنه احل ُّق(‪.)1‬‬
‫فعر ُ‬ ‫ِ‬ ‫صدر أيب ٍ‬
‫بكر للقتال‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫أيت اهلل قد َرش َح‬
‫أن َر ُ‬
‫ٍ‬
‫بعمل‬ ‫للنبي ﷺ‪ :‬أخربين‬
‫ِّ‬ ‫أيوب ‪ :‬أن ً‬
‫رجال قال‬ ‫َ‬ ‫‪ -678‬وعن أيب‬
‫ُقيم الصالةَ‪ ،‬وتُؤيت الزكاةَ‪،‬‬ ‫ي ِ‬
‫دخلني اجلن َة‪ ،‬قال‪« :‬تعبدُ اهلل‪ ،‬وال ت ُ‬
‫ُرشك به شيئا‪ ،‬وت ُ‬ ‫ُ‬
‫الرحم»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫وت ُ‬
‫َصل‬

‫ب‬ ‫ِ‬
‫صاح ِ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما ِمن‬
‫ُ‬ ‫‪ -679‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫القيامة ُص ِّفحت له صفائِ ُح‬
‫ِ‬ ‫هب‪ ،‬وال فِ ٍ‬
‫ضة‪ ،‬ال يؤدي منها ح َّقها إال إذا كان يو ُم‬ ‫َذ ٍ‬
‫وظهره‪ ،‬كلام بر َدت‬
‫ُ‬ ‫وجبينُه‪،‬‬
‫نار جهنَّم‪ ،‬ف ُيكوى هبا َجن ُبه‪َ ،‬‬ ‫نار‪ُ ،‬‬
‫فأمحي عليها يف ِ‬ ‫من ٍ‬
‫ِ‬
‫العباد فريى‬ ‫سنة‪ ،‬حتى ُيقىض بَّي‬ ‫أعيدت له يف يو ٍم كان ِمقداره مخسَّي ألف ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫سبي ُله‪ ،‬إما إىل ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬وإما إىل ِ‬
‫النار»‪.‬‬
‫إبل ال يؤدي منها ح َّقها‪،‬‬ ‫ب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫قيل‪ :‬يا َر َ‬
‫فاإلبل؟ قال‪« :‬وال صاح َ‬ ‫سول اهلل‪،‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومن ح ِّقها حل ُبها يو َم ِوردها‪ ،‬إال إذا كان يو ُم القيامة ُبط َح هلا بقا ٍع َقر َق ٍر َ‬
‫أوفر ما‬
‫مر عليه‬ ‫ِ‬ ‫تطؤه بأخفافِها‪،‬‬ ‫كانت‪ ،‬ال ي ِ‬
‫وتعضه بأفواهها‪ ،‬كلام َّ‬ ‫ُّ‬ ‫فقدُ منها فصيال واحدا‪ُ ،‬‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5044 ،5322‬ومسلم (‪.)54‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5326‬ومسلم (‪.)53‬‬
‫‪ | 224‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫أوالها‪ ،‬رد عليه ُأخراها‪ ،‬يف يو ٍم كان مقداره َمخسَّي ألف ٍ‬


‫سنة‪ ،‬حتى ُيقىض بَّي‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫العباد‪ ،‬فريى سبي ُله‪ ،‬إما إىل ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬وإما إىل ِ‬
‫النار»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫صاحب ٍ‬
‫بقر وال َغن ٍم ال يؤدي‬ ‫ِ‬ ‫والغنم؟ قال‪« :‬وال‬
‫ُ‬ ‫فالبقر‬
‫ُ‬ ‫قيل‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪،‬‬
‫فقد منها شيئا‪ ،‬ليس‬ ‫منها ح َّقها‪ ،‬إال إذا كان يوم القيامة‪ ،‬بطِح هلا بقا ٍع َقر َق ٍر‪ ،‬ال ي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫مر‬ ‫ِ‬ ‫تنطحه ب ُقروَّنا‪ ،‬وت ُ‬
‫َطؤه بأظالفها‪ ،‬كلام َّ‬ ‫ُ‬ ‫ضباء‪،‬‬
‫لحاء‪ ،‬وال َع ُ‬
‫قصاء‪ ،‬وال َج ُ‬ ‫ُ‬ ‫فيها َع‬
‫عليه أوالها‪ ،‬رد عليه ُأخراها‪ ،‬يف يو ٍم كان ِمقداره مخسَّي ألف ٍ‬
‫سنة حتى ُيقىض بَّي‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫العباد‪ ،‬فريى سبي ُله‪ ،‬إما إىل ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬وإما إىل ِ‬
‫النار»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫لرجل‬ ‫لرجل ِوزر‪ ،‬وهي‬ ‫ٍ‬ ‫اخليل ثالث ٌة‪ :‬هي‬ ‫فاخليل؟ قال‪ُ « :‬‬ ‫ُ‬ ‫قيل‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‬
‫فرجل َر َب َطها رياء و َفخرا ونِواء عىل‬ ‫ٌ‬ ‫فأما التي هي له ِو ٌ‬
‫زر‬ ‫أجر‪َّ ،‬‬ ‫لرجل ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫َت‪ ،‬وهي‬ ‫س ٌ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫فرجل َر َب َطها يف سبي ِل اهلل‪ ،‬ثم مل‬
‫ٌ‬ ‫َت‪،‬‬
‫وأما التي هي له س ٌ‬ ‫زر‪َّ ،‬‬ ‫أهل اإلسالمِ‪ ،‬فهي له ِو ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فرجل‬‫ٌ‬ ‫أجر‪،‬‬
‫َت‪ ،‬وأما التي هي له ٌ‬ ‫حق اهلل يف ُظهورها‪ ،‬وال رقاهبا‪ ،‬فهي له س ٌ‬ ‫نس َّ‬ ‫َي َ‬
‫وروضة فام أكلت من ذلك املرجِ أو‬ ‫ٍ‬ ‫ألهل اإلسال ِم يف مرجٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبيل اهلل‬ ‫ر َب َطها يف‬
‫وكتب له عد َد أرواثِها‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫حسنات‪،‬‬ ‫ُتب له عد َد ما أك َلت‬ ‫ٍ‬
‫الروضة من يشء إال ك َ‬
‫ِ‬
‫كتب اهلل له عد َد‬ ‫ٍ‬
‫تقطع طوهلا فاس َتنَّت َشفا أو َشفَّي إال َ‬ ‫ُ‬ ‫حسنات‪ ،‬وال‬ ‫وأبواهلا‬
‫فرش َبت منه‪ ،‬وال ُيريدُ أن‬ ‫َّنر‪ِ ،‬‬ ‫مر هبا صاح ُبها عىل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫آثارها وأرواثها حسنات‪ ،‬وال َّ‬
‫ٍ‬
‫حسنات»‪.‬‬ ‫َش َبت‬ ‫كتب اهلل له عد َد ما َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َيسق َيها إال َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يشء إال هذه اآلي ُة‬
‫احلمر ٌ‬ ‫مر؟ قال‪« :‬ما أ ِنز َل َّ‬
‫عيل يف‬ ‫قيل‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل فاحلُ ُ‬
‫الفاذ ُة اجلامع ُة‪﴿ :‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ﴾ [الزلزلة‪.)1(»]2 - 7 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5045‬ومسلم (‪.)227‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪225‬‬

‫(‪ )37‬باب وجوبِ َ‬


‫صومِ رمضانَ وبيانِ فضلِ الصيامِ وما يتعلَّق به‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬


‫ﭭ ﭮ﴾ إىل قوله‪﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬
‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ﴾ [البقرة‪.]521 - 523 :‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬قال اهلل عزَّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -681‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ابن آد َم له إال الصيا َم‪ ،‬فإنه يل وأنا َأجزي به‪ ،‬والصيا ُم ُجنَّ ٌة‪ ،‬فإذا‬ ‫عمل ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجل‪ُّ :‬‬
‫كل‬
‫أحدكم فال َير ُفث وال َيصخَ ب‪ ،‬فإن سا َّبه أحدٌ أو قا َت َله فل َي ُقل‪ :‬إين‬ ‫كان يوم صو ِم ِ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫املسك‪،‬‬ ‫أطيب عند اهلل من ريحِ‬ ‫خللوف َف ِم الصائِ ِم‬
‫ُ‬ ‫حممد ب َي ِده‬
‫صائم‪ ،‬والذي نفس ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫طره‪ ،‬وإذا ِ‬
‫لق َي ر َّبه ِ‬ ‫فر َح ِبف ِ‬‫حهام‪ :‬إذا أف َط َر ِ‬
‫بصومه»(‪.)1‬‬ ‫فر َح‬ ‫فر ُ‬‫للصائ ِم َفرحتان َي َ‬
‫ِ‬
‫اجلنة بابا‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬إن يف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫سهل بن سعد ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫‪ -681‬وعن‬
‫يدخل منه أحدٌ غريهم‪،‬‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫القيامة‪ ،‬ال‬ ‫ُ‬
‫يدخل منه الصائمون يوم‬ ‫يقال له‪ :‬الريان‪،‬‬
‫غريهم‪ ،‬فإذا دخلوا ُأغلِق فلم‬
‫يدخل منه أحدٌ ُ‬
‫يقال‪ :‬أين الصائمون؟ فيقومون ال ُ‬
‫دخل منه أحدٌ »(‪.)2‬‬
‫َي ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما ِمن ع ٍ‬
‫بد‬ ‫ُ‬ ‫سعيد ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -682‬وعن أيب‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫النار سبعَّي‬ ‫وجهه عن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫سبيل اهلل إال باعدَ اهلل بذلك اليو ِم‬ ‫َيصو ُم يوما يف‬
‫خريفا»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)7025 ،5240‬ومسلم (‪.)5515‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5226‬ومسلم (‪.)5515‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5204‬ومسلم (‪.)5513‬‬
‫‪ | 226‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬من صا َم رمضان إيامنا‬


‫‪ -683‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬عن ِّ‬
‫واحتسابا‪ ،‬غ ُِفر له ما تقدَّ م من ذنبِه»(‪.)1‬‬

‫رمضان‪ُ ،‬فت َِّحت‬


‫ُ‬ ‫جاء‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -684‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫وص ِّفدت الشياطَّي»(‪.)2‬‬ ‫أبواب ِ‬ ‫أبواب ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬و ُغ ِّلقت‬
‫النار‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وأفطِروا‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬صوموا لرؤيتِه‪َ ،‬‬‫َ‬ ‫‪ -685‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫لرؤيتِه‪ ،‬فإن َغبِي عليكم‪ِ ،‬‬
‫فأكملوا عد َة شعبان ثالثَّي»(‪.)3‬‬ ‫َ‬

‫(‪ )38‬باب اجلودِ وفِعلِ املعروفِ واإلِكثارِ من اخلريِ يف شهرِ رمضانَ والزيادةِ من‬
‫ذلك يف العشرِ األواخرِ منه‬

‫ِ‬
‫الناس‪،‬‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ أجو َد‬ ‫عباس ‪ ،‬قال‪ :‬كان‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -686‬وعن ابن‬
‫كل ٍ‬
‫ليلة‬ ‫ربيل‪ ،‬وكان ِج ُ‬
‫ربيل َيلقاه يف ِّ‬ ‫وكان أجو ُد ما يكون يف رمضان حني َيلقاه ِج ُ‬
‫ِ‬
‫باخلري من‬ ‫ُ‬
‫جربيل أجو ُد‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ حني َيلقاه‬ ‫من رمضان ف ُي ِ‬
‫دارسه القرآن‪ ،‬ف َل‬
‫ِ‬
‫املرسلة(‪.)4‬‬ ‫ِ‬
‫الريح‬

‫لعرش‬ ‫رسول اهلل ﷺ إذا َ‬


‫دخل ا ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -687‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان‬
‫وأيقظ أه َله‪ ،‬وشدَّ َ‬
‫املئز َر(‪.)5‬‬ ‫َ‬ ‫أحيا َ‬
‫الليل‪،‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)32‬ومسلم (‪.)571‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5222‬ومسلم (‪.)5472‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5242‬ومسلم (‪.)5425‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6‬ومسلم (‪.)5342‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)5450‬ومسلم (‪.)5570‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪227‬‬

‫(‪ )39‬باب النهيِ عن تقدُّ ِم رمضانَ بصومٍ بعد نِصفِ شعبانَ إلَّا ملن وصلَه مبا‬
‫َقبلَه‪ ،‬أو وافقَ عادةً له بأن كان عادتُه صومَ االثنني واخلميس فوافقه‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال ي َت َقدَّ من أحدُ كُم‬


‫ِّ‬ ‫‪ -688‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫صومه‪ ،‬فل َي ُصم ذلك‬ ‫ِ‬ ‫رجل كان يو َم‬‫ٌ‬ ‫ضان بصو ِم يو ٍم أو يومَّي‪ ،‬إال أن يكون‬
‫رم َ‬
‫اليو َم»(‪.)1‬‬

‫(‪ )41‬باب ما يقالُ عندَ رؤيةِ اهلاللِ‬

‫َ‬ ‫ِ‬
‫اهلالل‪،‬‬ ‫‪ -689‬وعن طلح َة بن عبيد اهلل ‪ :‬أن َّ‬
‫النبي ﷺ كان إذا رأى‬
‫ِ‬
‫والسالمة واإلسالمِ‪ ،‬ريب ور ُّبك اهلل‪ُ ،‬‬
‫هالل‬ ‫ِ‬
‫واإليامن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫باألمن‬ ‫قال‪« :‬اللهم ِ‬
‫أه َّله علينا‬ ‫ُ َّ‬
‫وخ ٍري»(‪.)2‬‬ ‫ر ٍ‬
‫شد َ‬ ‫ُ‬

‫(‪ )41‬باب فضلِ السُّحورِ وتأخريِه ما مل يُخشَ طُلوعُ الفجرِ‬

‫َسحروا؛ فإن يف‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ت َّ‬ ‫ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -691‬وعن‬
‫ِ‬
‫السحور بركة»(‪.)3‬‬

‫ثم قمنا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫تسحرنا مع رسول اهلل ﷺ َّ‬
‫‪ -691‬وعن زيد بن ثابت ‪ ‬قال‪َّ :‬‬
‫ِ‬
‫الصالة‪ .‬قيل‪ :‬كم كان بينَهام؟ قال‪ُ :‬خسون آي ًة(‪.)4‬‬ ‫إىل‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5250‬ومسلم (‪.)5425‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي (‪.)3015‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5253‬ومسلم (‪.)5421‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)171‬ومسلم (‪.)5427‬‬
‫‪ | 228‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪ُ « :‬‬


‫فصل ما‬ ‫َ‬ ‫‪ -692‬وعن عمرو بن العايص ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫حر»(‪.)1‬‬ ‫الكتاب‪َ ،‬أكل ُة َّ‬
‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫صيامنا وصيا ِم أهل‬ ‫بَّي‬

‫(‪ )42‬باب فضلِ تعجيلِ الفِطرِ وما يفطرُ عليه‪ ،‬وما يقولُه بعد إفطارِه‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َي ُ‬


‫زال‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫سعد ‪ :‬أن‬ ‫ِ‬
‫سهل بن‬ ‫‪ -693‬وعن‬
‫طر»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫الناس ِ ٍ‬
‫عجلوا الف َ‬
‫بخري ما َّ‬ ‫ُ‬
‫ومرسوق عىل عائش َة ‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫لت أنا‬ ‫‪ -694‬وعن أيب عطي َة‪ ،‬قال‪َ :‬‬
‫دخ ُ‬
‫أصحاب ٍ‬
‫حممد ﷺ كالمها ال َيألو عن اخلَ ِري؛ أحدُ مها‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫رسوق‪ :‬رجالن من‬ ‫فقال هلا َم‬
‫ُ‬
‫يعجل‬ ‫واإلفطار؟ فقالت‪ :‬من‬
‫َ‬ ‫املغرب‬
‫َ‬ ‫واآلخر ِّ‬
‫يؤخر‬ ‫ُ‬ ‫واإلفطار‪،‬‬
‫َ‬ ‫املغرب‬
‫َ‬ ‫عجل‬
‫ُي ِّ‬
‫ُ‬
‫رسول‬ ‫ٍ‬
‫سعود‪ -‬فقالت‪ :‬هكذا كان‬ ‫واإلفطار؟ قال‪ :‬عبدُ اهلل ‪َ -‬يعني‪ :‬ابن َم‬ ‫املغرب‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اهلل َيصنَع(‪.)3‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا َ‬
‫أقبل‬ ‫ُ‬ ‫اخلطاب ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِ‬ ‫عمر بن‬
‫‪ -695‬وعن َ‬
‫الشمس‪ ،‬فقد أف َط َر الصائِ ُم»(‪.)4‬‬
‫ُ‬
‫الليل من هاهنا‪ ،‬وأدبر النَّهار من هاهنا‪ ،‬وغ ِ‬
‫َربت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫رسول اهلل ﷺ ُيفطِر قبل أن ُيصل عىل‬ ‫ُ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬كان‬ ‫‪ -696‬وعن ٍ‬
‫سوات من ٍ‬
‫ماء(‪.)5‬‬ ‫ٍ‬ ‫ر ٍ‬
‫طبات‪ ،‬فإن مل تكن ُرطبات فتُمريات‪ ،‬فإن مل تكن ُمتريات حسا َح‬ ‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5426‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5217‬ومسلم (‪.)5422‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5422‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5210‬ومسلم (‪.)5544‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5316‬والرتمذي (‪.)626‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪229‬‬

‫(‪ )43‬باب أمرِ الصائمِ ِ‬


‫حبفظِ لسانِه وجوارِحه عن املخالَفاتِ واملشامتةِ وحنوها‬

‫كان يو ُم‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -697‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫صخب‪ ،‬فإن سا َّبه أحدٌ أو قاتَله‪ ،‬فلي ُقل‪ :‬إين‬ ‫صو ِم ِ‬
‫أحدكم‪ ،‬فال َير ُفث وال َي َ‬ ‫َ‬
‫صائِ ٌم»(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫والعمل‬ ‫ِ‬
‫الزور‬ ‫النبي ﷺ‪َ « :‬من مل َيدَ ع َ‬
‫قول‬ ‫‪ -698‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال ُّ‬
‫طعامه وَشا َبه»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫به فليس هلل حاج ٌة يف أن َ‬
‫يدع‬

‫(‪ )44‬باب يف مسائلَ من الصومِ‬


‫ِ‬
‫َيس أحدُ كم‪،‬‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬إذا ن َ‬
‫ِّ‬ ‫‪ -699‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫وسقاه»(‪.)3‬‬‫صومه‪ ،‬فإنَّام أط َعمه اهلل َ‬
‫َ‬ ‫تم‬ ‫فأكل‪ ،‬أو ِ‬
‫َش َب‪ ،‬فل ُي َّ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‪ِ ،‬‬
‫أخربين عن‬ ‫َ‬ ‫قيط بن َص ْرب َة ‪ ‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا‬ ‫‪ -711‬وعن َل ِ‬
‫ِ‬
‫االستنشاق‪ ،‬إال أن‬ ‫الوضوء‪ ،‬وخ ِّلل بَّي األصابعِ‪ ،‬وبالِغ يف‬ ‫ِ‬
‫الوضوء؟ قال‪« :‬أسبِغ‬
‫َ‬
‫تكون صائام»(‪.)4‬‬
‫‪ -711‬وعن ِ‬
‫عائش َة وأ ِّم سلم َة ‪ ،‬قالتا‪ :‬كان رسو ُل اهلل ﷺ ُيصبِح‬
‫ُجن ًبا من ِ‬
‫غري ُحلم‪ ،‬ثم يصو ُم(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5240‬ومسلم (‪.)5515‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)5243‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪،)5233‬ومسلم (‪.)5511‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)505‬والرتمذي (‪ ،)722‬وابن ماجه (‪.)047‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)5235 ،5235‬ومسلم (‪.)5542‬‬
‫‪ | 231‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )45‬باب بيان فضلِ صومِ احملرَّ ِم وشعبانَ‬

‫ُ‬
‫أفضل الصيا ِم‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬‬ ‫‪ -712‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫الليل»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫ريضة‪ :‬صال ُة ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالة بعد ال َف‬ ‫ُ‬
‫وأفضل‬ ‫املحرمِ‪،‬‬
‫شهر اهلل َّ‬
‫رمضان‪ُ :‬‬
‫َ‬ ‫بعدَ‬
‫أكثر‬
‫شهر َ‬‫النبي ﷺ َيصو ُم من ٍ‬
‫‪ -713‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬مل يكن ُّ‬
‫عبان ك َّله(‪.)2‬‬
‫من شعبان‪ ،‬فإنَّه كان َيصو ُم َش َ‬

‫(‪ )46‬باب فضلِ الصو ِم وغريه يف العَشرِ األُول من ذي احلجةِ‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما ِمن أيامٍ‪،‬‬


‫ُ‬ ‫عباس ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -714‬وعن ابن‬
‫ِ‬
‫العرش‪ .‬قالوا‪ :‬يا‬ ‫أحب إىل اهلل من هذه األيا ِم» يعني‪ :‬أيا َم‬
‫ُّ‬ ‫الصالح فيها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العمل‬
‫رج‬
‫رجل َخ َ‬ ‫ِ‬
‫سبيل اهلل‪ ،‬إال ٌ‬ ‫ِ‬
‫سبيل اهلل؟ قال‪« :‬وال اجلها ُد يف‬ ‫َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬وال اجلها ُد يف‬
‫ٍ‬
‫بيشء»(‪.)3‬‬ ‫رجع من ذلك‬ ‫ِ‬
‫بنفسه وماله‪ ،‬فلم َي ِ‬

‫(‪ )47‬باب فضلِ صومِ يومِ عرفةَ وعاشوراءَ وتاسوعاءَ‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ عن َصو ِم يو ِم‬ ‫‪ -715‬وعن أيب قتاد َة ‪ ‬قال‪ُ :‬س َئل‬
‫السن َة املاضي َة والباقية»(‪.)4‬‬
‫عرف َة‪ ،‬قال‪ُ « :‬يك ِّفر َّ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬لئِن َب ُ‬
‫قيت إىل‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫عباس ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -716‬وعن ابن‬
‫التاسع»(‪.)5‬‬
‫َ‬ ‫ألصومن‬
‫َّ‬ ‫قابِ ٍل‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5563‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5274‬ومسلم (‪.)5516‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)262‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5565‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)5530‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪230‬‬

‫(‪ )48‬باب استحبابِ صومِ ستةِ أيامٍ من شوال‬

‫رمضان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من صا َم‬ ‫أيوب ‪ :‬أن‬ ‫َ‬ ‫‪ -717‬وعن أيب‬
‫ِ‬
‫الدهر»(‪.)1‬‬ ‫ُث َّم أت َبع ُه ِستًّا ِمن شوال‪ ،‬كان كصيا ِم‬

‫(‪ )49‬باب استحبابِ َ‬


‫صومِ االثنني واخلَميسِ‬

‫رسول اهلل ﷺ ُس ِئل عن صو ِم االثنني‪،‬‬


‫َ‬ ‫‪ -718‬وعن أيب قتاد َة ‪ :‬أن‬
‫ُ‬ ‫دت فيه‪ ،‬ويو ٌم ُب ِع ٌ‬
‫ثت» أو «أ ِنزل َّ‬
‫عيل فيه»(‪.)2‬‬ ‫ذلك يو ٌم ُولِ ُ‬
‫فقال‪َ « :‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ يتحرى صو َم‬ ‫‪ -719‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان‬
‫ِ‬
‫واخلميس(‪.)3‬‬ ‫االثنني‬

‫(‪ )51‬باب استحبابِ صومِ ثالثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ‬

‫عرش‬
‫َ‬ ‫رش والرابِ َع‬ ‫َ‬
‫الثالث َع َ‬ ‫ِ‬
‫البيض وهي‪:‬‬ ‫ُ‬
‫واألفضل صو ُمها يف األيا ِم‬
‫رش‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واخلام َس َع َ‬
‫ٍ‬
‫بثالث لن‬ ‫رداء ‪ ‬قال‪ :‬أوصاين َحبيبي ﷺ‬ ‫‪ -711‬وعن أيب الدَّ ِ‬

‫الضحى‪ ،‬وبأن ال أنا َم‬


‫هر‪ ،‬وصالة ُّ‬ ‫ِ‬
‫ثالثة أيا ٍم من كل َش ٍ‬ ‫أ َد َع ُه َّن ما ِع ُ‬
‫شت‪ :‬بصيا ِم‬
‫حتى أوتِ َر(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5560‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5565‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)701‬والنسائي (‪ ،)5526‬وابن ماجه (‪.)5732‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)755‬‬
‫‪ | 232‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬صو ُم‬ ‫عمرو ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬ ‫‪ -711‬وعن ِ‬
‫هر صو ُم الدَّ ِ‬
‫هر ك ِّله»(‪.)1‬‬ ‫كل َش ٍ‬ ‫ِ‬
‫ثالثة أيا ٍم من ٍّ‬

‫مت من‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا ُص َ‬ ‫ذر ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -712‬وعن أيب ٍّ‬
‫ومخس عرش َة»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫وأربع عرشةَ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ثالث عرشةَ‪،‬‬ ‫فصم‬ ‫ِ‬
‫الشهر ثالثا‪ُ ،‬‬

‫(‪ )51‬باب فضلِ من َّ‬


‫فط َر صائمًا ودعاء اآلكلِ للمأكولِ عنده‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬من َف َّطر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫ني ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫جل َه ِّ‬
‫‪ -713‬وعن زيد بن خالد ا ُ‬
‫أجره‪ ،‬غري أنه ال َين ُقص من ِ‬
‫أجر الصائ ِم ٌ‬
‫يشء»(‪.)3‬‬ ‫صائِام‪ ،‬كان له ُ‬
‫مثل ِ‬
‫أنس ‪ :‬أن النبي ﷺ جاء إىل ِ‬
‫سعد بن ُعباد َة ‪‬‬ ‫‪ -714‬وعن ٍ‬
‫َّ‬
‫النبي ﷺ‪« :‬أف َط َر عندكم الصائمون؛ َ‬
‫وأك ََل‬ ‫يت‪َ ،‬‬
‫فأكل‪ ،‬ثم قال‬ ‫وز ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بخبز َ‬ ‫فجا َء‬
‫ُّ‬
‫ت عليكم املالئك ُة»(‪.)4‬‬‫وص َّل ْ‬
‫األبرار‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫طعامكم‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5272‬ومسلم (‪.)5512‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)765‬والنسائي (‪.)5050‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)247‬وابن ماجه (‪.)5706‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪.)3210‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪233‬‬

‫كتابُ االعتكافِ‬
‫ِ‬ ‫النبي ﷺ كان َيعتَكِ ُ‬
‫األواخ َر من‬ ‫العرش‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪ -715‬وعن عائش َة ‪ :‬أن َّ‬
‫أزواجه َبعدَ ه(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫رمضان‪ ،‬حتى تو َّفا ُه اهلل تعاىل‪ ،‬ثم اع َتكَف‬
‫َ‬

‫َ‬
‫رمضان‬ ‫كل‬ ‫النبي ﷺ يعتكِ ُ‬
‫ف يف ِّ‬ ‫‪ -716‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬كان ُّ‬
‫اعتكف عرشين يو ًما(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫عرش َة أيام‪ ،‬فلام كان العا ُم الذي ُقبِض فيه‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5456‬ومسلم (‪.)5575‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)5400‬‬
‫‪ | 234‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫كتابُ احلَجِّ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬


‫ﯛ ﯜ ﯝ﴾ [آل عمران‪.]27 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ فقال‪ُّ « :‬أَيا‬ ‫ُ‬ ‫‪ -717‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪َ :‬خ َطبنا‬
‫سول اهلل؟‬ ‫أكل عا ٍم يا َر َ‬
‫رجل‪َّ :‬‬
‫فحجوا» فقال ٌ‬ ‫احلج ُ‬ ‫النا ُس‪ ،‬قد َف َ‬
‫رض اهلل عليكُم َّ‬
‫لو َج َبت‪ ،‬وملا‬
‫لت‪ :‬نَعم؛ َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬لو ُق ُ‬ ‫فسكَت‪ ،‬حتى قاهلا َثال ًثا‪ .‬فقال‬
‫ِ‬
‫بكثرة سؤاهلم‪،‬‬ ‫است َطعتُم» ثم قال‪َ « :‬ذروين ما تركتُكم؛ فإنام َهلك من كان قب َلكم‬
‫ٍ‬
‫بيشء فأتوا منه ما استَطعتُم‪ ،‬وإذا َّنيتُكم عن‬ ‫واختِالفِهم عىل أنبيائِهم‪ ،‬فإذا أمرتُكم‬
‫ٍ‬
‫يشء فدَ عوه»(‪.)1‬‬
‫إيامن‬ ‫ُ‬
‫أفضل؟ قال‪ٌ « :‬‬ ‫ِ‬
‫العمل‬ ‫أي‬ ‫ِ‬
‫النبي ﷺ‪ُّ :‬‬
‫‪ -718‬وعنه ‪ ،‬قال‪ُ :‬سئل ُّ‬
‫ِ‬
‫سبيل اهلل» قيل‪ :‬ثم ماذا؟ قال‪« :‬حج‬ ‫باهلل ورسولِه» قيل‪ :‬ثم ماذا؟ قال‪« :‬اجلها ُد يف‬
‫ربور»(‪.)2‬‬
‫َم ٌ‬
‫حج‪ ،‬فلم‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬من َّ‬ ‫َ‬ ‫عت‬
‫‪ -719‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬سم ُ‬
‫جع كيو ِم ولدَ ته ُّأمه»(‪.)3‬‬ ‫َير ُفث‪ ،‬ومل َي ُ‬
‫فسق‪َ ،‬ر َ‬
‫ِ‬
‫العمرة كفار ٌة ملا‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال ُعمر ُة إىل‬ ‫‪ -721‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫جزاء إال اجلن َة»(‪.)4‬‬
‫ٌ‬ ‫املربور ليس له‬
‫ُ‬ ‫واحلج‬
‫ُّ‬ ‫بينَهام‪،‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5337‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)56‬ومسلم (‪.)23‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5155‬ومسلم (‪.)5314‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5773‬ومسلم (‪.)5302‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪235‬‬

‫عباس ‪ :‬أن النبي ﷺ ِلقي ركبا بالروح ِ‬


‫اء‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -721‬وعن ابن‬
‫َ َ ً‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل» َفر َف َعت امرأ ٌة‬ ‫« َمن القو ُم؟» قالوا‪ :‬املسلمون‪ .‬قالوا‪َ :‬من أنت؟ قال‪« :‬‬
‫أجر»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫حج؟ قال‪« :‬نَعم‪ ،‬ولك ٌ‬‫صب ًّيا‪ ،‬فقالت‪ :‬أهلذا ٌّ‬
‫ِ‬
‫املجاز أسوا ًقا يف‬ ‫‪ -722‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬كانت ُعكاظ‪ِ ،‬‬
‫وجمَنَّة‪ ،‬وذو‬
‫املواس ِم‪ ،‬فنزلت‪﴿ :‬ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬ ‫ِ‬ ‫اجلاهلية‪ ،‬فتأ َّثموا أن يت ِ‬
‫َّجروا يف‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ﴾ [البقرة‪ ]522 :‬يف مواس ِم ِّ‬
‫احلج(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5336‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)0152‬‬
‫‪ | 236‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫كتابُ اجلِهادِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ‬


‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ﴾ [التوبة‪ ،]36 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ﴾ [البقرة‪ ،]556 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾ [التوبة‪.]05 :‬‬

‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬


‫ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬
‫ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ﴾ [التوبة‪.]555 :‬‬

‫وقال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬


‫ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ﴾ [النساء‪:‬‬
‫‪.]26 - 21‬‬

‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬


‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬
‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ‬
‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ﴾ [الصف‪،]53 - 54 :‬‬
‫مشهورةٌ‪.‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪237‬‬

‫ِ‬
‫العمل‬ ‫أي‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا َر َ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -723‬وعن ِ‬
‫سول اهلل‪ُّ ،‬‬ ‫ابن‬
‫أي؟ قال‪« :‬بِ ُّر الوالِدَ ين»‬ ‫ِ‬
‫الصال ُة عىل َوقتها» قلت‪ :‬ثم ُّ‬
‫أحب إىل اهلل تعاىل؟ قال‪َّ « :‬‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫سبيل اهلل»(‪.)1‬‬ ‫أي؟ قال‪« :‬اجلها ُد يف‬
‫قلت‪ :‬ثم ُّ‬
‫رجل َر َ‬
‫سول اهلل ﷺ‬ ‫اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬أتى ٌ‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -724‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫ثم‬ ‫ِ‬
‫سبيل اهلل» قال‪َّ :‬‬ ‫بنفسه ومالِه يف‬
‫ِ‬ ‫مؤمن ُجياهدُ‬
‫أفضل؟ قال‪ٌ « :‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الناس‬ ‫أي‬
‫فقال‪ُّ :‬‬
‫َشه»(‪.)2‬‬
‫الناس من ِّ‬
‫ويدع َ‬
‫ُ‬ ‫الش ِ‬
‫عاب يعبدُ اهلل‪،‬‬ ‫عب من ِّ‬‫مؤمن يف ِش ٍ‬
‫ٌ‬ ‫من؟ قال‪« :‬ثم‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪ِ « :‬ر ُ‬
‫باط يو ٍم يف‬ ‫َ‬ ‫سعد ‪ :‬أن‬ ‫سهل بن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -725‬وعن‬
‫خري من الدنيا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وموضع سوط أحدكم من اجلنة ٌ‬ ‫ُ‬ ‫خري من الدنيا وما عليها‪،‬‬
‫سبيل اهلل ٌ‬
‫خري من الدنيا وما‬ ‫ِ‬
‫سبيل اهلل‪ ،‬أو الغدوة‪ٌ ،‬‬ ‫يروحها العبدُ يف‬
‫ُ‬ ‫والروح ُة‬
‫وما عليها‪َّ ،‬‬
‫عليها»(‪.)3‬‬
‫رسول اهلل ﷺ يقول‪ِ « :‬ر ُ‬
‫باط يو ٍم‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫سلامن ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -726‬وعن‬
‫وقيامه‪ ،‬وإن مات فيه؛ جرى عليه عم ُله الذي كان‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫شهر‬ ‫خري من صيا ِم‬ ‫ٍ‬
‫وليلة ٌ‬
‫جري عليه رز ُقه‪ِ ،‬‬ ‫عم ُل‪ُ ،‬‬
‫وأم َن الفتان»(‪.)4‬‬ ‫وأ ِ َ‬ ‫َي َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما ِمن َمكلو ٍم‬
‫ُ‬ ‫‪ -727‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ريح‬‫والريح ُ‬
‫ُ‬ ‫لون دمٍ‪،‬‬ ‫جاء يو َم القيامة‪ ،‬و َك ْل ُمه َي َ‬
‫دمى‪ :‬اللون ُ‬ ‫سبيل اهلل إال َ‬ ‫ُيك َلم يف‬
‫مسك»(‪.)5‬‬ ‫ٍ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5725‬ومسلم (‪.)21‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5726‬ومسلم (‪.)5222‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5225‬ومسلم (‪.)5225‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5253‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)1133‬ومسلم (‪.)5276‬‬
‫‪ | 238‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫سبيل‬ ‫سول اهلل‪ ،‬ما ِ‬
‫يعد ُل اجلها َد يف‬ ‫‪ -728‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قيل‪ :‬يا َر َ‬
‫ُ‬
‫يقول‪« :‬ال‬ ‫مرتني أو ثال ًثا كل ذلك‬ ‫اهلل؟ قال‪« :‬ال تَستطيعونَه» فأعادوا عليه َّ‬
‫ثل الصائِ ِم القائ ِم القانِت‬‫كم ِ‬ ‫ِ‬
‫سبيل اهلل َ‬ ‫املجاه ِد يف‬
‫ِ‬ ‫تَستَطيعونَه!» ثم قال‪َ « :‬م ُ‬
‫ثل‬
‫ِ‬
‫سبيل اهلل»(‪.)1‬‬ ‫رجع املجاهدُ يف‬ ‫ٍ‬
‫صالة‪ ،‬وال صيامٍ‪ ،‬حتى َي ِ‬ ‫فَت من‬ ‫ِ‬
‫بآيات اهلل ال َي ُ‬
‫ٍ‬
‫درجة‬ ‫ِ‬
‫اجلنة مائ َة‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إن يف‬ ‫َ‬ ‫‪ -729‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫ِ‬
‫واألرض»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫السامء‬ ‫ِ‬
‫سبيل اهلل‪ ،‬ما بَّي الدَّ رجتَّي كام بَّي‬ ‫ِ‬
‫للمجاهدين يف‬ ‫أعدَّ ها اهلل‬
‫سمعت أيب ‪‬‬
‫ُ‬ ‫األشعري‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ -731‬وعن أيب ِ‬
‫بكر بن أيب موسى‬
‫حتت ظِ ِ‬
‫الل‬ ‫ِ‬
‫اجلنة َ‬ ‫أبواب‬
‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن‬ ‫ُ‬ ‫العدو‪ ،‬يقول‪ :‬قال‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫بحرضة‬ ‫وهو‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫سمعت‬
‫َ‬ ‫أنت‬
‫اهليئة‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا موسى َ‬ ‫ِ‬ ‫رث‬‫رجل ُّ‬ ‫ِ‬
‫السيوف» فقا َم ٌ‬
‫َرس‬ ‫قر ُأ عليكم َّ‬
‫السال َم‪ ،‬ثم ك َ‬ ‫جع إىل أصحابِه‪ ،‬فقال‪َ :‬أ َ‬ ‫يقول هذا؟ قال‪َ :‬ن َعم‪َ ،‬فر َ‬
‫فرضب به حتى ُقتِ َل(‪.)3‬‬ ‫َ‬ ‫العدو‬
‫ِّ‬
‫سيفه فألقاه‪ ،‬ثم مشى ِ‬
‫بسيفه إىل‬ ‫َ‬
‫جفن ِ‬
‫َ َ‬
‫جه َز‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -731‬وعن ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من َّ‬ ‫خالد ‪ :‬أن‬ ‫زيد بن‬
‫بخري فقد غَزا»(‪.)4‬‬‫غازيا يف أهلِه ٍ‬ ‫لف ِ‬‫سبيل اهلل فقد غَزا‪ ،‬ومن َخ َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غازيا يف‬

‫يدخ ُل اجلن َة ُّ‬


‫حيب‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬ما أحدٌ ُ‬ ‫أنس ‪ :‬أن َّ‬ ‫‪ -732‬وعن ٍ‬
‫يتمنَّى أن ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أن ِ‬
‫يرج َع إىل‬ ‫األرض من يشء َّإال الشهيد‪َ ،‬‬ ‫يرج َع إىل الدنيا وله ما عىل‬
‫ِ‬
‫الكرامة»(‪.)5‬‬ ‫ٍ‬
‫مرات؛ ملا يرى من‬ ‫عرش‬
‫الدنيا‪ ،‬ف ُيقتَل َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5721‬ومسلم (‪.)5272‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)5724‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5245‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5203‬ومسلم (‪.)5221‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)5257‬ومسلم (‪.)5277‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪239‬‬

‫ِ‬
‫الرباء وهي أ ُّم حارث َة بن رساق َة‪،‬‬ ‫الربي ِع َ‬
‫بنت‬ ‫‪ -733‬وعنه ‪ :‬أن أ َّم َّ‬
‫سول اهلل‪ ،‬أال ُحتدِّ ثني عن حارث َة ‪-‬وكان ُقتِ َل يو َم بدر‪-‬‬
‫النبي ﷺ فقالت‪ :‬يا َر َ‬
‫أتت َّ‬
‫ِ‬
‫البكاء‪ ،‬فقال‪« :‬يا‬ ‫َهدت عليه يف‬ ‫ِ‬
‫صرب ُت‪ ،‬وإن كان غري ذلك اجت ُ‬ ‫فإن كان يف اجلنة َ‬
‫وس األعىل»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫نان يف ِ‬
‫أ َّم حارث َة‪ ،‬إَّنا ِج ٌ‬
‫أصاب الفر َد َ‬
‫َ‬ ‫اجلنة‪ ،‬وإن ابنَك‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من َس َأل‬


‫َ‬ ‫نيف ‪ :‬أن‬ ‫هل بن ح ٍ‬ ‫‪ -734‬وعن َس ِ‬
‫ُ‬
‫مات عىل فِ ِ‬
‫راشه»(‪.)2‬‬ ‫الش ِ‬
‫هداء‪ ،‬وإن َ‬ ‫َ‬
‫منازل ُّ‬ ‫دق ب َّلغه اهلل‬ ‫اهلل تعاىل الشهاد َة ِ‬
‫بص ٍ‬

‫يل َمعقو ٌد يف‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬‬


‫اخل ُ‬ ‫َ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -735‬وعن ابن َ‬
‫ِ‬
‫القيامة»(‪.)3‬‬ ‫اخلري إىل يو ِم‬
‫نواصيها ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫هني ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫عامر اجلُ ِّ‬ ‫‪ -736‬وعن عقب َة بن‬
‫يقول‪﴿« :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ﴾ [األنفال‪َ ]64 :‬أال َّ‬
‫إن‬ ‫املنرب‪ُ ،‬‬ ‫وهو عىل ِ‬
‫مي»(‪.)4‬‬
‫الر ُ‬ ‫مي‪َ ،‬أال َّ‬
‫إن القو َة َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫مي‪َ ،‬أال َّ‬
‫إن القو َة َّ‬ ‫الر ُ‬
‫القو َة َّ‬
‫مات ومل‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من َ‬ ‫‪ -737‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫النفاق»(‪.)5‬‬ ‫ٍ‬
‫شعبة من‬ ‫نفسه ٍ‬
‫بغزو‪ ،‬مات عىل‬ ‫َيغ ُز‪ ،‬ومل حيدِّ ث َ‬
‫العدو‪ ،‬فإذا‬
‫ِّ‬ ‫لقاء‬
‫َتمنَّوا َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال ت َ‬ ‫‪ -738‬وعنه ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫َلقيتُموهم صابِروا»(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)5242‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5242‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)3600‬ومسلم (‪.)5275‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5257‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)5254‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه البخاري (‪ ،)3456‬ومسلم (‪.)5705‬‬
‫‪ | 241‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رب َخدع ٌة»(‪.)1‬‬ ‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬‬


‫احل ُ‬ ‫‪ -739‬وعنه‪ ،‬وعن ٍ‬
‫جابر ‪ :‬أن َّ‬

‫(‪ )1‬باب بيانِ مجاعةٍ من الشُّهداءِ يف ثوابِ اآلخرةِ ويُغسَّلون ويُصلَّى عليهم خبالفِ‬
‫القَتيلِ يف حربِ الكفارِ‬

‫الشهداء مخس ٌة‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬‬ ‫‪ -741‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫سبيل اهلل»(‪.)2‬‬ ‫وصاحب َاهلدمِ‪َّ ،‬‬
‫والشهيدُ يف‬ ‫ُ‬ ‫َريق‪،‬‬
‫املطعون واملبطو ُن‪ ،‬والغ ُ‬
‫ُ‬
‫هداء‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما تَعدون ُّ‬
‫الش َ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -741‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫شهداء‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫سبيل اهلل فهو شهيدٌ ‪ .‬قال‪« :‬إن‬ ‫سول اهلل‪ ،‬من ُقتِل يف‬
‫فيكم؟» قالوا‪ :‬يا َر َ‬
‫ِ‬
‫سبيل اهلل فهو‬ ‫سول اهلل؟ قال‪« :‬من ُقتِل يف‬
‫ليل!» قالوا‪ :‬فمن هم يا َر َ‬ ‫َّأمتي إذا ل َق ٌ‬
‫مات يف الطاعون فهو َشهيدٌ ‪ ،‬ومن‬ ‫ِ‬
‫سبيل اهلل فهو َشهيدٌ ‪ ،‬ومن َ‬ ‫َشهيدٌ ‪ ،‬ومن َ‬
‫مات يف‬
‫َريق َشهيدٌ »(‪.)3‬‬ ‫مات يف ال َب ِ‬
‫طن فهو شهيدٌ ‪ ،‬والغ ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من‬ ‫عمرو ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -742‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن ٍ‬
‫ُقتِل دون مالِه فهو شهيدٌ »(‪.)4‬‬

‫(‪ )2‬باب فَضلِ العِتقِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ﴾ اآلية‬


‫[البلد‪.]53 - 55 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3434 ،3452‬ومسلم (‪.)5732‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)613‬ومسلم (‪.)5250‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5251‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5024‬ومسلم (‪.)505‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪240‬‬

‫النبي ﷺ‪َ « :‬من أعت ََق رقبة ُمسلمة‬


‫‪ -743‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال ُّ‬
‫رجه»(‪.)1‬‬‫فرجه ب َف ِ‬ ‫عضو منه‪ُ ،‬عضوا منه يف ِ‬
‫النار‪ ،‬حتى َ‬ ‫ٍ‬ ‫أع َتق اهلل ِّ‬
‫بكل‬

‫(‪ )3‬باب فضلِ اإلحسانِ إىل اململوكِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬


‫ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ‬
‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ﴾ [النساء‪.]36 :‬‬

‫ذر ‪ ‬وعليه حل ٌة وعىل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫رأيت أبا ٍّ‬
‫سويد‪ ،‬قال‪ُ :‬‬ ‫املعرور بن‬ ‫‪ -744‬وعن‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ِ‬ ‫رجال عىل ِ‬
‫عهد‬ ‫ساب ً‬ ‫فذكر أنه‬ ‫غالمه مث ُلها‪ ،‬فسألتُه عن ذلك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫وخ َو ُلكم‬
‫النبي ﷺ‪« :‬إنك امرؤٌ فيك جاهلي ٌة‪ ،‬هم إخوا ُنكُم َ‬ ‫ُّ‬ ‫فعريه بأ ِّمه‪ ،‬فقال‬ ‫َّ‬
‫يده‪ ،‬فلي ِ‬
‫طعمه مما يأك ُُل‪ ،‬ول ُيلبِسه مما‬ ‫جع َلهم اهلل حتت أيديكُم‪ ،‬فمن كان أخوه حتت ِ‬
‫ُ‬
‫عينوهم»(‪.)2‬‬
‫ُ‬ ‫يلبس‪ ،‬وال ُت َك ِّلفوهم ما َيغلِبهم‪ ،‬فإن ك َّلفتموهم َ‬
‫فأ‬ ‫ُ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬إذا َأتى أحدَ كُم‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -745‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫بطعامه‪ ،‬فإن مل ُجيلِسه معه‪ ،‬فل ُي ِ‬
‫ناوله ُلقمة أو ُلقمتَّي أو ُأكلة أو ُأك َلتَّي؛ فإنه‬ ‫ِ‬ ‫خادمه‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫َو ِ َيل ع َ‬
‫الجه»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6751‬ومسلم (‪.)5142‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)34‬ومسلم (‪.)5665‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5117‬ومسلم (‪.)5663‬‬
‫‪ | 242‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )4‬باب فضلِ اململوكِ الذي يؤدي حقَّ اهلل تعاىل وحقَّ َمواليه‬

‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬‫ُ‬ ‫األشعري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -746‬وعن أيب موسى‬
‫ِ‬
‫َّصيحة‪،‬‬ ‫اململوك الذي ُحي ِسن عباد َة ر ِّبه‪ ،‬ويؤدي إىل س ِّي ِده الذي عليه من ِّ‬
‫احلق‪ ،‬والن‬ ‫ُ‬ ‫«‬
‫ِ‬
‫والطاعة‪ ،‬له أجران»(‪.)1‬‬

‫(‪ )5‬باب فضلِ العبادةِ يف اهلَرجِ‬


‫االختالط ِ‬
‫والفت ُن ونحوها‬ ‫ُ‬ ‫وهو‪:‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬العباد ُة يف‬ ‫ٍ‬
‫يسار ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِ‬
‫معقل بن‬ ‫‪ -747‬وعن‬
‫ِ ٍ‬
‫َاهلرجِ كهجرة َّ‬
‫إيل»(‪.)2‬‬

‫(‪ )6‬باب فضلِ السماحةِ يف البيعِ والشِّراءِ واألخذِ والعَطاءِ وحُسنِ القضاءِ‬
‫والتقاضي وإرجاحِ املكيالِ وامليزانِ‪ ،‬والنَّهيِ عن التَّطفيفِ وفضلِ ِإنظارِ املوسِ ِر املعسِ َر‬
‫والوضعِ عنه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ﴾ [البقرة‪ ،]551 :‬وقال‬


‫تعاىل‪﴿ :‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ﴾ [هود‪ ،]21 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬
‫ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ‬
‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ﴾ [املطففني‪.]6 - 5 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)5115‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5202‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪243‬‬

‫النبي ﷺ يتقاضاه فأغ َل َظ‬‫َّ‬ ‫‪ -748‬وعن أيب هرير َة ‪ :‬أن ً‬


‫رجال أتى‬
‫احلق مقاال» ثم‬ ‫ِ‬
‫لصاحب ِّ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬دعوه‪ ،‬فإن‬ ‫ُ‬ ‫فه َّم به أصحا ُبه‪ ،‬فقال‬ ‫له‪َ ،‬‬
‫رسول اهلل‪ ،‬ال نجدُ إال َ‬
‫أمثل من سنِّه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫قال‪َ « :‬أعطو ُه ِسنًّا مثل سنِّه» قالوا‪ :‬يا‬
‫أحسنُكم قضاء»(‪.)1‬‬ ‫خريكم َ‬ ‫َ‬
‫«أعطوه‪ ،‬فإن َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬ر ِح َم اهلل رجال َسمحا‬
‫َ‬ ‫جابر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -749‬وعن ٍ‬
‫باع‪ ،‬وإذا اش ََتى‪ ،‬وإذا اقتَىض»(‪.)2‬‬
‫إذا َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬‫ُ‬ ‫البدري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬
‫مسعود‬ ‫‪ -751‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫يشء‪َّ ،‬إال أنه كان ُُيالِط‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫اخلري‬ ‫يوجد له ِمن‬
‫رجل ممن كان قب َلكم‪ ،‬فلم َ‬ ‫ب ٌ‬ ‫ِ‬
‫«حوس َ‬
‫املعرس‪ ،‬قال اهلل عز َّ‬
‫وجل‪:‬‬ ‫َجاوزوا عن ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يأم ُر غلامنَه أن يت َ‬
‫ِ‬
‫الناس وكان موِسا‪ ،‬وكان ُ‬‫َ‬
‫أحق بذلك منه؛ َجتاوزوا عنه»(‪.)3‬‬
‫نحن ُّ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من أن َظر م ِ‬
‫عرسا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -751‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ظل إال ظ ُّله»(‪.)4‬‬ ‫حتت ظِ ِّل ِ‬
‫عرشه يو َم ال َّ‬ ‫ِ‬
‫القيامة َ‬ ‫ضع له‪ ،‬أظ َّله اهلل يو َم‬
‫أو َو َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5346‬ومسلم (‪.)5645‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)5476‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5165‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الرتمذي (‪.)5346‬‬
‫‪ | 244‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫كتابُ العِلمِ‬

‫(‪ )1‬باب فضلِ العلمِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ﴾ [طه‪ ،]550 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯴ ﯵ‬


‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ﴾ [الزمر‪ ،]2 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ‬
‫ﰎ ﰏ ﰐ﴾ [املجادلة‪ ،]55 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ﴾‬
‫[فاطر‪.]52 :‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من ُي ِرد اهلل به َخريا‬


‫ُ‬ ‫‪ -752‬وعن معاوي َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫الدين»(‪.)1‬‬ ‫يف ِّقهه يف‬
‫النبي ﷺ‪َ « :‬م ُ‬
‫ثل ما َبع َثني اهلل به‬ ‫‪ -753‬وعن أيب موسى ‪ ‬قال‪ :‬قال ُّ‬
‫ٍ‬ ‫من اهلدى ِ‬
‫كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائف ٌة طيب ٌة‪ ،‬قبِ َلت َ‬
‫املاء‬ ‫ِ‬ ‫والعل ِم‬
‫فنفع اهلل هبا‬ ‫املاء‬ ‫ِ‬ ‫فأنبتَت الك َ‬
‫َ‬ ‫أجادب أمسكت َ‬ ‫ُ‬ ‫الكثري‪ ،‬وكان منها‬
‫َ‬ ‫شب‬
‫أل وال ُع َ‬
‫قيعان ال‬
‫ٌ‬ ‫وأصاب طائفة منها أخرى إنام هي‬ ‫َ‬ ‫وس َقوا وزرعوا‪،‬‬
‫الناس‪ ،‬فرشبوا منها َ‬
‫َ‬
‫دين اهلل ونف َعه ما َبع َثني اهلل به ف َعلِم‬ ‫متُ ِسك ماء وال ُتنبِت كأل‪ ،‬فذلك َم ُ‬
‫ثل من َف ُقه يف ِ‬
‫لت به»(‪.)2‬‬ ‫رس ُ‬ ‫ومثل من مل يرفع بذلك رأسا ومل يقبل هدى اهلل الذي ُأ ِ‬ ‫و َع َّلم‪ُ ،‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)75‬ومسلم (‪.)5437‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)72‬ومسلم (‪.)5525‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪245‬‬

‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬ب ِّلغوا عنِّي‬ ‫عمرو ‪ :‬أن‬ ‫‪ -754‬وعن ِ‬


‫عبد اهلل بن ٍ‬
‫َّ‬
‫فليتبوأ‬
‫َّ‬ ‫متعمدا‬
‫ِّ‬ ‫عيل‬
‫كذب َّ‬
‫َ‬ ‫رج‪ ،‬ومن‬ ‫َ‬
‫إِسائيل وال َح َ‬ ‫ولو آية‪ ،‬وحدِّ ثوا عن بني‬
‫مقعدَ ه من ِ‬
‫النار»(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬من دعا إىل ُهدى‬ ‫‪ -755‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬أن‬
‫ِ‬
‫أجورهم شيئا»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫أجور من تبِ َعه ال ين ُق ُص ذلك من‬ ‫ِ‬
‫األجر ُ‬
‫مثل‬ ‫كان له من‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬الدُّ نيا َملعون ٌة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -756‬وعنه ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كر اهلل تعاىل‪ ،‬وما وااله‪ ،‬وعامل ِا‪ ،‬ومت َع ِّلام»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫لعون ما فيها‪ ،‬إال ذ َ‬
‫َم ٌ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫عمرو ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬ ‫‪ -757‬وعن ِ‬

‫الناس‪ ،‬ولكن َيقبِ ُض‬ ‫ِ‬


‫العلم‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يقول‪« :‬إن اهلل ال يقبِ ُض الع َ‬
‫لم انتزاعا ينت َِز ُعه من‬ ‫ُ‬
‫فسئِلوا فأفتَوا ِ‬
‫بغري‬ ‫الناس رؤوسا جهاال‪ُ ،‬‬
‫اَتذ َ‬ ‫بق عاملا‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫العلامء‪ ،‬حتى إذا مل ُي ِ‬ ‫ِ‬
‫بقبض‬
‫ِعلمٍ‪ ،‬فض ُّلوا َ‬
‫وأض ُّلوا»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)3065‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5202‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5355‬وابن ماجه (‪.)0555‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)544‬ومسلم (‪.)5673‬‬
‫‪ | 246‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫كتابُ محدِ اهلل تعاىل وشُكرِه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ﴾ [البقرة‪]515 :‬‬


‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭰ ﭱ ﭲ﴾ [إبراهيم‪ ]7 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮣ ﮤ‬
‫ﮥ﴾ [اإلرساء‪ ]555 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ﴾‬
‫[يونس‪.]54 :‬‬

‫مات ولدُ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -758‬وعن أيب موسى ‪ :‬أن‬
‫ُ‬
‫فيقول‪ :‬ق َبضتُم‬ ‫بد قال اهلل تعاىل ملالئِكته‪ :‬ق َبضتُم ولدَ عبدي؟ فيقولون‪ :‬نَعم‪،‬‬ ‫الع ِ‬
‫َ‬
‫واسَت َجع‪،‬‬
‫َ‬ ‫فؤاده؟ فيقولون‪ :‬نَعم‪ ،‬ف َيقول‪ :‬فامذا قال عبدي؟ ف َيقولون‪ :‬محِدَ ك‬‫َثمر َة ِ‬
‫ِ‬
‫احلمد»(‪.)1‬‬ ‫بيت‬
‫وس ُّموه َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فيقول اهلل تعاىل‪ :‬ابنوا ل َعبدي بيتا يف اجلنة‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن اهلل َلريىض عن‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -759‬وعن ٍ‬
‫ِ‬
‫العبد أن يأك َُل األَكل َة‪ ،‬فيحمدَ ه عليها‪ ،‬و َي َ‬
‫رشب الرشب َة‪ ،‬فيحمدَ ه عليها»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي (‪.)5455‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5730‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪247‬‬

‫كتابُ الصالةِ على رسول اهلل ﷺ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬


‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ﴾ [األحزاب‪.]16 :‬‬
‫يقول‪َ « :‬من َّ‬
‫صىل‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫َ‬ ‫مع‬ ‫‪ -761‬وعن ابن ٍ‬
‫عمرو ‪ :‬أنه َس َ‬
‫عيل صالة‪ ،‬صىل اهلل عليه هبا َعرشا»(‪.)1‬‬
‫َّ‬
‫إن ِمن‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َّ « :‬‬ ‫أوس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أوس بن‬ ‫‪ -761‬وعن‬
‫فإن صالتَكم َمعروض ٌة‬ ‫ِ‬
‫الصالة فيه‪َّ ،‬‬ ‫عيل من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أفضل أيامكُم يو َم اجلمعة‪ ،‬فأكثروا َّ‬
‫مت؟! قال‪ُ :‬‬
‫يقول‬ ‫ُعرض صالتُنا عليك وقد َأر َ‬ ‫ع َّيل» فقالوا‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬وكيف ت َ‬
‫ِ‬
‫األنبياء»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫األرض أجسا َد‬ ‫حر َم عىل‬
‫إن اهلل َّ‬
‫َبليت‪ .‬قال‪َّ « :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ ً‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫رجال يدعو‬ ‫‪ -762‬وعن َفضال َة بن ُعبيد ‪ ‬قال‪َ :‬س َ‬
‫مع‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬ع ِج َل‬
‫ُ‬ ‫يف صالتِه مل ُي َم ِّجد اهلل تعاىل‪ ،‬ومل ُي َص ِّل عىل النب ِّي ﷺ فقال‬
‫ِ‬
‫َمجيد ربه سبحانَه‪،‬‬ ‫لغريه‪« :-‬إذا َّ‬
‫صىل أحدُ كُم فل َيبدَ أ بت‬ ‫هذا» ثم دعا ُه فقال له ‪-‬أو ِ‬
‫شاء»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫والثناء عليه‪ ،‬ثم ُي ِّ‬
‫النبي ﷺ‪ ،‬ثم َيدعو بعدُ بام َ‬ ‫صيل عىل ِّ‬
‫النبي ﷺ ف ُقلنا‪ :‬يا‬
‫رج علينا ُّ‬ ‫َعب بن ُعجر َة ‪ ‬قال‪َ :‬خ َ‬ ‫‪ -763‬وعن ك ِ‬
‫صل‬‫الله َّم ِّ‬
‫ُصل عليك؟ قال‪« :‬قولوا‪ُ :‬‬ ‫كيف نُس ِّلم عليك‪ ،‬فكيف ن ِّ‬
‫علمنا َ‬ ‫سول اهلل قد ِ‬ ‫َر َ‬
‫الله َّم بارك عىل‬ ‫حممد‪ ،‬وعىل آل ٍ‬
‫حممد‪ ،‬كام ص َّليت عىل ِ‬ ‫عىل ٍ‬
‫إبراهيم‪ ،‬إنك محيدٌ ُميدٌ ‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫آل‬
‫إبراهيم‪ ،‬إنك محيدٌ ُميدٌ »(‪.)4‬‬ ‫حممد‪ ،‬كام باركت عىل ِ‬
‫آل‬ ‫حممد‪ ،‬وعىل آل ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)320‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5135‬وابن ماجه (‪.)5636‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5025‬والرتمذي (‪.)3077‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6317‬ومسلم (‪.)046‬‬
‫‪ | 248‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫كتابُ األذكارِ‬
‫(‪ )1‬باب فضلِ الذِّكرِ واحلثِّ عليه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯪ ﯫ ﯬ﴾ [العنكبوت‪ ،]01 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯩ‬


‫ﯪ﴾ [البقرة‪ ،]515 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬
‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ﴾ [األعراف‪ ،]541 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ﴾ [اجلمعة‪ ،]54 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮢ‬
‫ﮣ ﮤ﴾‪ .‬إىل قوله تعاىل‪﴿ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬
‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ﴾ [األحزاب‪ ،]31 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯺ ﯻ‬
‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ﴾ [األحزاب‪ ]05 - 05 :‬اآلية‪.‬‬
‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة معلوم ٌة‪.‬‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫فيفتان‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬كلِ ِ‬
‫متان َخ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -764‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫بحان اهلل وبِ ِ‬
‫حمده‪ُ ،‬سبحا َن‬ ‫ِ‬
‫الرمحن‪ُ :‬س َ‬ ‫ِ‬
‫بيبتان إىل‬ ‫ِ‬
‫امليزان‪َ ،‬ح‬ ‫ِ‬
‫قيلتان يف‬ ‫عىل ال ِّل ِ‬
‫سان‪َ ،‬ث‬
‫اهلل العظي ِم»(‪.)1‬‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬من قال‪ :‬ال إله َّإال اهلل وحدَ ه‬
‫َ‬ ‫‪ -765‬وعنه ‪ ،‬أن‬
‫قدير‪ ،‬يف يو ٍم مائ َة مرة؛ كانت‬ ‫ٍ‬ ‫امللك وله احلمدُ ؛ وهو عىل ِّ‬ ‫يك له‪ ،‬له ُ‬‫ال ََش َ‬
‫كل يشء ٌ‬
‫وحم َيت عنه مائ ُة سيئ ٍة‪ ،‬وكانت له‬ ‫حسنة‪ِ ُ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫عرش رقاب‪ ،‬وكُتِ َبت له مائ ُة‬‫له عدل ِ‬
‫الشيطان يومه ذلك حتى يميس‪ ،‬ومل ي ِ‬
‫جاء به إال‬
‫بأفضل مما َ‬ ‫َ‬ ‫أت أحدٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫حرزا من‬
‫ٌ ِ‬
‫رجل عم َل َ‬
‫أكثر منه»‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6046‬ومسلم (‪.)5620‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪249‬‬

‫مده‪ ،‬يف يو ٍم مائ َة ٍ‬


‫مرة‪ ،‬ح َّطت َخطاياه‪ ،‬وإن‬ ‫سبحان اهلل وبح ِ‬
‫َ‬ ‫وقال‪« :‬من َ‬
‫قال‪:‬‬
‫َ‬
‫حر»(‪.)1‬‬ ‫مثل َز ِ‬
‫بد ال َب ِ‬ ‫كانت َ‬

‫انرصف من‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ إذا‬ ‫َ‬
‫ثوبان ‪ ‬قال‪ :‬كان‬ ‫‪ -766‬وعن‬
‫ِ‬
‫كت ذا‬
‫تبار َ‬ ‫صالته استغ َف َر ثال ًثا‪ ،‬وقال‪ُ « :‬‬
‫الله َّم أنت السال ُم‪ ،‬ومنك السال ُم‪َ ،‬‬
‫الل واإلكرا ِم»(‪.)2‬‬‫اجل ِ‬
‫َ‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من س َّب َح اهلل يف‬ ‫ِ‬ ‫‪ -767‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫وكرب اهلل ثالثا وثالثَّي‪ ،‬وقال‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُد ِبر ِّ‬
‫كل صالة ثالثا وثالثَّي‪ ،‬ومحدَ اهلل ثالثا وثالثَّي‪َ َّ ،‬‬
‫كل ٍ‬
‫يشء‬ ‫احلمدُ ‪ ،‬وهو عىل ِّ‬ ‫امللك وله َ‬‫يك له‪ ،‬له ُ‬ ‫متام ِ‬
‫املائة‪ :‬ال إله َّإال اهلل وحدَ ه ال ََش َ‬ ‫َ‬
‫مثل َز ِ‬
‫بد ال َب ِ‬
‫حر»(‪.)3‬‬ ‫قدير‪ ،‬غ ُِف َرت خطاياه وإن كانت َ‬ ‫ٌ‬
‫رسول اهلل ﷺ كان يت َع َّوذ ُد َبر‬ ‫َ‬ ‫وقاص ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -768‬وعن ِ‬
‫سعد بن أيب‬
‫بن‪ ،‬وأعو ُذ بك أن ُأ َر َّد إىل‬ ‫اجل ِ‬
‫الله َّم إين أعو ُذ بك من ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالة هبؤالء الكلامت‪ُ « :‬‬
‫تنة الدنيا‪ ،‬وأعو ُذ بك من ِ‬
‫فتنة ال َق ِرب»(‪.)4‬‬ ‫مر‪ ،‬وأعو ُذ بك من فِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أرذل ال ُع ِ‬

‫تش َّهد أحدُ كم‬ ‫َ‬


‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا َ‬ ‫‪ -769‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ذاب جهنَّم‪ ،‬ومن َع ِ‬
‫ذاب‬ ‫الله َّم إين أعو ُذ بك من َع ِ‬ ‫ِ‬
‫فل َيستَعذ باهلل من أربعٍ‪ ،‬يقول‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫الدجال»(‪.)5‬‬ ‫واملامت‪ ،‬ومن ََش ِ‬
‫فتنة املسيحِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َق ِرب‪ ،‬ومن ِ‬
‫فتنة املحيا‬
‫ِّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6041 ،3523‬ومسلم (‪.)5625‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)125‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)127‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)5255‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)122‬‬
‫‪ | 251‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫َ‬
‫يقول يف‬ ‫النبي ﷺ ُيكثِ ُر أن‬
‫ُّ‬ ‫‪ -771‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان‬
‫وبحمدك‪ ،‬اللهم ِ‬
‫اغفر يل»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫الله َّم ر َّبنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫وسجوده‪« :‬سبحانَك ُ‬
‫ُركوعه ُ‬
‫أقر ُب ما يكو ُن‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬‬ ‫َ‬ ‫‪ -771‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫الدعاء»(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫ساجدٌ ‪ ،‬فأكثِروا‬
‫ال َعبدُ من ر ِّبه وهو ِ‬

‫سول اهلل ﷺ‬‫وقاص ‪ ‬قال‪ :‬كنا عندَ ر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫سعد بن أيب‬ ‫‪ -772‬وعن‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫سائل من‬ ‫ٍ‬
‫حسنة!» فسأله‬ ‫كل يو ٍم َ‬
‫ألف‬ ‫كسب يف ِّ‬ ‫عجزُ أحدُ كُم أن ي ِ‬
‫فقال‪« :‬أ َي ِ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫سبيحة ف ُيكتَب له ُ‬
‫ألف‬ ‫ٍ‬
‫حسنة؟ قال‪ُ « :‬يس ِّبح مائ َة َت‬ ‫ألف‬
‫كسب َ‬ ‫لسائه‪ :‬كيف ي ِ‬
‫ج ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫حسنة‪ ،‬أو ُحي ُّط عنه ألف َخ ٍ‬
‫طيئة»(‪.)3‬‬ ‫ٍ‬

‫ث ‪ :‬أن النبي ﷺ خرج من ِ‬


‫عندها‬ ‫احلار ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -773‬وعن جويري َة ِ‬
‫بنت‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫رجع بعد أن أضحى وهي جالِسة‪،‬‬
‫َ‬ ‫مسج ِدها‪ ،‬ثم‬
‫ِ‬ ‫الصبح وهي يف‬
‫َ‬ ‫ُبكر ًة حني َّ‬
‫صىل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النبي ﷺ‪« :‬ل َقد‬ ‫فقال‪« :‬ما ِزلت عىل احلال التي َ‬
‫فارقتُك عليها؟» قالت‪َ :‬ن َعم‪ ،‬فقال ُّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لت بعدَ ك أربع ك ٍ‬
‫الث مرات‪ ،‬لو ُو ِزنَت بام ُقلت منذ اليو ِم لو َزن ُ‬
‫َته َّن‪:‬‬ ‫َلامت َث َ‬ ‫َ‬ ‫ُق ُ‬
‫ومدا َد كلِامتِه»(‪.)4‬‬
‫رشه‪ِ ،‬‬
‫وزن َة ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبحمده عد َد َخلقه‪ ،‬ورضا نَفسه‪َ ِ ،‬‬‫سبحان اهلل َ‬
‫َ‬
‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬م ُ‬
‫ثل الذي‬ ‫األشعري ‪ ،‬عن ِّ‬
‫ِّ‬ ‫‪ -774‬وعن أيب موسى‬
‫احلي وامل ِّيت»(‪.)5‬‬
‫ثل ِّ‬‫َيذك ُُر ر َّبه والذي ال َيذكُره َم َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)257‬ومسلم (‪.)020‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)025‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5622‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪ ،)5756‬والرتمذي (‪.)3111‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)6047‬ومسلم (‪.)772‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪250‬‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬س َبق امل َف ِّردون»‬ ‫‪ -775‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫سول اهلل قال‪« :‬الذاكِرون اهلل كَثريا والذاكِرات»(‪.)1‬‬‫قالوا‪ :‬وما امل َف ِّردون؟ يا َر َ‬

‫سول اهلل‪ ،‬إن‬ ‫رجال قال‪ :‬يا َر َ‬ ‫رس ‪ :‬أن ً‬ ‫‪ -776‬وعن ِ‬


‫عبد اهلل بن ُب ٍ‬
‫زال لِسانُك‬ ‫أتش َّبث به قال‪« :‬ال َي ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بيشء َ‬ ‫فأخربين‬ ‫رشائ َع اإلسال ِم قد ك ُث َرت َّ‬
‫عل‪،‬‬
‫رطبا من ِذ ِ‬
‫كر اهلل»(‪.)2‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬أال أ ُد ُّلك‬


‫ُ‬ ‫‪ -777‬وعن أيب موسى ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫قال يل‬
‫ول وال قو َة َّإال‬
‫سول اهلل‪ .‬قال‪« :‬ال َح َ‬ ‫ِ‬
‫اجلنة؟» فقلت‪َ :‬بىل يا َر َ‬ ‫َنز من ك ِ‬
‫ُنوز‬ ‫عىل ك ٍ‬
‫باهلل»(‪.)3‬‬

‫(‪ )2‬باب ذِكرِ اهلل تعاىل قائِ ًما أو قاعدًا ومضطَجعًا ومُحدِ ًثا وجُنبًا وحائضًا إال‬
‫القُرآنَ فال حيلُّ جلُنبٍ وال حائضٍ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬


‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ﴾‬
‫[آل عمران‪.]525 ،524 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ َيذكُر اهلل عىل ِّ‬
‫كل‬ ‫ُ‬ ‫‪ -778‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪َ :‬‬
‫كان‬
‫أحيانِه(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5676‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)3371‬وابن ماجه (‪.)3723‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6042‬ومسلم (‪.)5740‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)373‬‬
‫‪ | 252‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )3‬باب ما َيقولُه عند نَومِه واستيقاظِه‬

‫سول اهلل ﷺ إذا أوى‬‫ذر ‪ ،‬قاال‪ :‬كان َر ُ‬ ‫‪ -779‬وعن ُحذيف َة‪ ،‬وأيب ٍّ‬
‫وأموت» وإذا استَي َق َظ قال‪« :‬احلمدُ هلل الذي‬ ‫الله َّم أحيا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫إىل فراشه‪ ،‬قال‪« :‬باسمك ُ‬
‫ُّشور»(‪.)1‬‬
‫أحيانا بعدَ ما أماتَنا وإليه الن ُ‬

‫(‪ )4‬باب فَضلِ ِحَل ِق الذِّكرِ والندبِ إىل مالزَ َم ِتها والنهيِّ عن مفارَ َق ِتها لغريِ عذرٍ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬


‫ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ﴾ [الكهف‪.]52 :‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال‬ ‫عيد ‪ ،‬قاال‪ :‬قال‬ ‫‪ -781‬وعن أيب هريرةَ‪ ،‬وأيب س ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َيق ُعد قو ٌم َيذكرون اهلل عز وجل َّإال ح َّف ُتهم املالئك ُة وغَ ش ُ‬
‫يتهم الرمح ُة ونز َلت عليهم‬
‫السكين ُة؛ وذك ََرهم اهلل َ‬
‫فيمن عندَ ه»(‪.)2‬‬ ‫َّ‬
‫جالس يف‬ ‫رسول اهلل ﷺ بينَام هو‬ ‫َ‬ ‫واقد ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -781‬وعن أيب‬
‫ٌ‬
‫هب‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ و َذ َ‬ ‫َ‬
‫فأقبل اثنان إىل‬ ‫أقبل ثالث ُة ن ٍ‬
‫َفر‪،‬‬ ‫والناس معه‪ ،‬إذ َ‬‫ُ‬ ‫املسج ِد‪،‬‬
‫ِ‬
‫لس فيها‪،‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فأما أحدُ مها فرأى ُفرج ًة يف ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫واحدٌ ؛ فو َقفا عىل‬
‫فج َ‬‫حللقة َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫فجلس خل َفهم‪ ،‬وأما الثال ِ ُث فأد َبر ذاه ًبا‪ ،‬فلام فر َغ‬
‫َ‬ ‫اآلخر‬
‫ُ‬ ‫وأما‬
‫ِ‬ ‫أخربكُم عن الن ِ‬
‫اآلخر‬
‫ُ‬ ‫وأما‬
‫َّفر الثالثة‪ :‬أما أحدُ ُهم فأوى إىل اهلل؛ فآواه اهلل‪َّ ،‬‬ ‫«أال ِ ُ‬
‫فأعر َض اهلل عنه»(‪.)3‬‬
‫اآلخ ُر‪ ،‬فأع َر َض؛ َ‬
‫وأما َ‬
‫فاستَحيى؛ فاستَحيى اهلل منه‪َّ ،‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ )6355‬عن حذيفة‪ ،‬ويف (‪ )6351‬عن أيب ذر‪.‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5744‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)66‬ومسلم (‪.)5576‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪253‬‬

‫(‪ )5‬باب الذِّكرِ عند الصباحِ واملساءِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ‬


‫ﯭﯮﯯﯰﯱﯲ﴾ [األعراف‪ .]541 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮊﮋﮌﮍ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ﴾ [طه‪ .]534 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬
‫ﮖ﴾ [غافر‪ .]11 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ‬
‫ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾ اآلية [النور‪36 :‬‬
‫‪ .]37 -‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ﴾ [ص‪.]52 :‬‬

‫قال حَّي‬‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من َ‬


‫ُ‬ ‫‪ -782‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫القيامة‬ ‫مرة‪ ،‬مل ِ‬
‫يأت أحدٌ يوم‬ ‫مده‪ ،‬مائ َة ٍ‬ ‫يصبِح وحَّي يميس‪ :‬سبحان اهلل وبح ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫مثل ما َ‬
‫قال أو زا َد»(‪.)1‬‬ ‫جاء به‪ ،‬إال واحد قال َ‬ ‫َ‬
‫بأفضل مما َ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬ما‬ ‫النبي ﷺ فقال‪ :‬يا‬ ‫‪ -783‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬جا َء ٌ‬
‫رجل إىل ِّ‬
‫ِ‬
‫بكلامت‬ ‫أمسيت‪ :‬أعو ُذ‬
‫َ‬ ‫قلت حَّي‬ ‫ٍ‬
‫عقرب لدغتني البارح َة! قال‪« :‬أما لو َ‬ ‫لقيت من‬
‫ُ‬
‫تَّضك»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫خلق‪ :‬مل َّ‬
‫َش ما َ‬
‫اهلل التامات من ِّ‬
‫أصبح‪« :‬اللهم بك أص َبحنا‪،‬‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ أنه كان ُ‬
‫يقول إذا‬ ‫‪ -784‬وعنه‪ ،‬عن ِّ‬
‫اللهم‬
‫النشور» وإذا أمسى قال‪َّ « :‬‬
‫ُ‬ ‫نموت‪ ،‬وإليك‬
‫ُ‬ ‫وبك أمسينا‪ ،‬وبك نحيا‪ ،‬وبك‬
‫النشور»(‪.)3‬‬
‫ُ‬ ‫نموت‪ ،‬وإليك‬
‫ُ‬ ‫بك أمسينا‪ ،‬وبك نحيا‪ ،‬وبك‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5625‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5742‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1462‬والرتمذي (‪ ،)3325‬وابن ماجه (‪.)3262‬‬
‫‪ | 254‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ٍ‬
‫بكلامت‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‪ُ ،‬مرين‬ ‫الصديق ‪ ‬قال‪ :‬يا‬
‫َ‬ ‫‪ -785‬وعنه‪ :‬أن أبا ٍ‬
‫بكر‬
‫ِ‬
‫ألرض عامل‬ ‫فاطر الساموات وا‬
‫اللهم َ‬
‫َّ‬ ‫أمسيت‪ ،‬قال‪« :‬قل‪:‬‬
‫ُ‬ ‫أصبحت وإذا‬
‫ُ‬ ‫أقوهلن إذا‬
‫ٍ‬
‫يشء ومليكه‪ ،‬أشهدُ أن ال إله َّإال أنت‪ ،‬أعو ُذ بك من‬ ‫رب ِّ‬
‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الغيب والشهادة؛ َّ‬
‫أمسيت‪ ،‬وإذا‬
‫َ‬ ‫وَشكِه» قال‪ُ « :‬قلها إذا أص َب َ‬
‫حت‪ ،‬وإذا‬ ‫َش نفيس‪ ،‬وَش الشيطان ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫مضج َعك»(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫أخذت‬
‫َ‬

‫نبي اهلل ﷺ إذا أمسى قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -786‬وعن ِ‬


‫ابن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬كان ُّ‬
‫يك له» قال‬ ‫وأمسى املُلك هلل‪ ،‬واحلمدُ هلل‪ ،‬ال إله َّإال اهلل وحدَ ه ال ََش َ‬ ‫أمسينا َ‬
‫« َ‬
‫رب أسأ ُلك‬ ‫ٍ‬ ‫احلمدُ وهو عىل ِّ‬ ‫امللك وله َ‬ ‫الراوي‪ُ :‬أراه قال ِ‬
‫كل يشء َق ٌ‬
‫دير‪ِّ ،‬‬ ‫فيه َّن‪« :‬له ُ‬
‫ِ‬
‫وَش ما‬
‫َش ما يف هذه الليلة ِّ‬ ‫وخري ما بعدَ ها‪ ،‬وأعو ُذ بك من ِّ‬
‫َ‬ ‫خري ما يف هذه الليلة‬ ‫َ‬
‫عذاب يف ِ‬
‫النار‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وسوء الكِ ِرب‪ ،‬أعوذ بك من‬‫ِ‬ ‫رب أعو ُذ بك من الك ِ‬
‫َسل‪،‬‬ ‫َبعدَ ها‪ِّ ،‬‬
‫أيضا «أص َبحنا وأص َب َح ُ‬
‫امللك هلل»(‪.)2‬‬ ‫أصبح قال ذلك ً‬
‫َ‬ ‫وعذاب يف ال َق ِرب» وإذا‬
‫ٍ‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬اقرأ‪:‬‬ ‫يب ‪ ‬قال‪ :‬قال يل‬ ‫‪ -787‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن ُخ َب ٍ‬
‫مرات تَكفيك من ِّ‬‫ٍ‬
‫كل‬ ‫قل هو اهلل أحدٌ ‪ ،‬واملعوذتَّي حَّي متُ يس وحَّي ت ُ‬
‫ُصبح‪ ،‬ثالث‬
‫ٍ‬
‫يشء»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1467‬والرتمذي (‪.)3325‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5753‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1425‬والرتمذي (‪ ،)3171‬والنسائي (‪.)1052‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪255‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما ِمن ٍ‬


‫عبد‬ ‫ُ‬ ‫عفان ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عثامن بن‬ ‫‪ -788‬وعن‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يقول يف صباحِ ِّ‬
‫يشء يف‬ ‫كل يو ٍم ومساء كل ليلة‪ :‬بس ِم اهلل الذي ال ُّ‬
‫يَّض مع اسمه ٌ‬
‫يشء»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يَّضه ٌ‬
‫العليم‪ ،‬ثالث مرات‪ ،‬إال مل َّ‬
‫ُ‬ ‫السميع‬
‫ُ‬ ‫السامء وهو‬ ‫األرض وال يف‬

‫(‪ )6‬باب ما يَقولُه عند النومِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬


‫ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ‬
‫ﮟ ﮠ﴾ [آل عمران‪ ]525 - 524 :‬اآليات‪.‬‬

‫رسول اهلل ﷺ قال له ولِفاطم َة ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫عل ‪ :‬أن‬ ‫‪ -789‬وعن ٍّ‬
‫فكربا َثالثا وثالثَّي‪ ،‬وس ِّبحا‬ ‫أخذمتُ ا َم ِ‬ ‫«إذا َأويتُام إىل فِ ِ‬
‫ضاج َعكام‪ِّ -‬‬ ‫راشكام ‪-‬أو إذا َ‬ ‫َ‬
‫ثالثا و َثالثَّي‪ ،‬وامحدا َثالثا وثالثَّي»(‪.)2‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا َأوى َ‬


‫أحدُ كُم‬ ‫ُ‬ ‫‪ -791‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫زاره؛ فإنه ال َيدري ما َخ َلفه عليه‪ ،‬ثم ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫بداخ ِ‬
‫لة إِ ِ‬ ‫راشه ِ‬ ‫راشه فلين ُفض فِ َ‬ ‫إىل فِ ِ‬
‫ِ‬
‫فارمحها‪ ،‬وإن‬
‫َ‬ ‫مسكت نفيس‬ ‫عت َجنبي‪ ،‬وبك أر َف ُعه‪ ،‬إن َأ َ‬ ‫باسمك ريب َو َض ُ‬
‫أرسلتَها‪ ،‬فاح َفظها بام َحت َف ُظ به عبا َدك الصاحلَّي»(‪.)3‬‬
‫َ‬
‫أخذ مضجع ُه َ‬
‫نفث‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ كان إذا َ‬ ‫‪ -791‬وعن عائش َة ‪ :‬أن‬
‫ومسح هبام جسدَ ه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫باملعوذات‪،‬‬ ‫يف يديه‪ ،‬وقر َأ‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1422‬والرتمذي (‪ ،)3322‬وابن ماجه (‪.)3262‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3553‬ومسلم (‪.)5757‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6354‬ومسلم (‪.)5750‬‬
‫‪ | 256‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا‬ ‫عازب ‪ ،‬قال‪ :‬قال يل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الرباء بن‬ ‫‪ -792‬وعن‬
‫ِ‬
‫اضطجع عىل ش ِّقك األيمن‪ ،‬وقل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫للصالة‪ ،‬ثم‬ ‫َّ‬
‫فتوضأ وضوءك‬ ‫مضجعك‬ ‫أتيت‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وأجلأت َظهري إليك‪ ،‬رهبة‬
‫ُ‬ ‫ضت أمري إليك‪،‬‬
‫وفو ُ‬
‫أسلمت نفيس إليك‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫اللهم‬
‫َّ‬
‫آمنت بكتابك الذي أن َزلت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫لجأ وال منجا منك إال إليك‪،‬‬ ‫ورغبة إليك‪ ،‬ال َم َ‬
‫آخر ما ُ‬
‫تقول»(‪.)1‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ت عىل الفطرة‪ ،‬واجعلهن َ‬‫ت ُم َّ‬
‫أرسلت‪ ،‬فإن ُم َّ‬
‫َ‬ ‫وبنب ِّيك الذي‬
‫أنس ‪ :‬أن النبي ﷺ كان إذا أوى إىل ِ‬
‫فراشه قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -793‬وعن‬
‫َّ‬
‫«احلمدُ هلل الذي أط َع َمنا وسقانا‪ ،‬وكفانا وآوانا‪ ،‬فكم ممن ال ِ َ‬
‫كايف له وال‬
‫ُمؤوي»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)507‬ومسلم (‪.)5754‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5751‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪257‬‬

‫كتابُ الدَّعواتِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ﴾ [غافر‪ ،]64 :‬وقال تعاىل‪:‬‬


‫﴿ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﴾ [األعراف‪ .]11 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ﴾ اآلية‬
‫[البقرة‪ ،]526 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ﴾‬
‫[النمل‪.]65 :‬‬

‫الدعاء هو‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬‬ ‫شري ‪ ،‬عن‬ ‫‪ -794‬وعن الن ِ‬


‫ُّعامن بن َب ٍ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫العباد ُة»(‪.)1‬‬

‫اجلوامع‬
‫َ‬ ‫َحب‬
‫رسول اهلل ﷺ َيست ُّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -795‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان‬
‫ويدع ما سوى ذلك(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫الدعاء‪،‬‬ ‫من‬
‫ُ‬
‫النبي ﷺ‪« :‬ال َّل ُه َّم آتِنا يف‬ ‫ِ‬
‫دعاء‬ ‫أكثر‬ ‫‪ -796‬وعن ٍ‬
‫ِّ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬كان ُ‬
‫عذاب ِ‬
‫النار»(‪.)3‬‬ ‫اآلخرة حسنة‪ِ ،‬‬
‫وقنا‬ ‫ِ‬ ‫الدنيا حسنة‪ ،‬ويف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -797‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬عن النبي ﷺ قال‪َ « :‬تعوذوا باهلل من ج ِ‬
‫هد‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األعداء»(‪.)4‬‬ ‫وش ِ‬
‫امتة‬ ‫وسوء ال َق ِ‬
‫ضاء‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الش ِ‬
‫قاء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫البالء‪ ،‬و َد َرك َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)5072‬والرتمذي (‪ ،)5262‬وابن ماجه (‪.)3252‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪.)5025‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6322‬ومسلم (‪.)5624‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6656‬ومسلم (‪.)5747‬‬
‫‪ | 258‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫الله َّم أصلِح يل‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬


‫يقول‪ُ « :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -798‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬كان‬
‫ديني الذي هو ِعصم ُة أمري‪ ،‬وأصلِح يل ُدنياي التي فيها َمعايش‪ ،‬وأصلِح يل‬ ‫َ‬
‫املوت راحة يل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫واجعل‬ ‫كل ٍ‬
‫خري‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واجعل احليا َة زيادة يل يف ِّ‬ ‫ِ‬
‫آخ َريت التي فيها َمعادي‪،‬‬
‫َش»(‪.)1‬‬
‫من كل ٍّ‬
‫الصديق ‪ :‬أنه قال لر ِ‬
‫سول اهلل ﷺ‪َ :‬ع ِّلمني‬ ‫ِ‬ ‫‪ -799‬وعن أيب ٍ‬
‫بكر‬
‫َ‬
‫مت نَفيس ُظلام كَثريا‪ ،‬وال ُ‬
‫يغفر‬ ‫الله َّم إين ظ َل ُ‬
‫دعا ًء أدعو به يف صاليت‪ ،‬قال‪« :‬قل‪ُ :‬‬
‫الغفور‬ ‫وارمحني؛ إنك أنت‬ ‫فاغفر يل مغفرة من ِ‬
‫عندك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الذنوب إال أنت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الرحيم»(‪.)2‬‬

‫اء‪:‬‬ ‫‪ -811‬وعن أيب موسى ‪ ،‬عن النبي ﷺ‪ :‬أنه كان يدعو هبذا الدُّ ع ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫الله َّم‬ ‫ِ‬ ‫وجهيل‪ ،‬وإِسايف يف َأمري‪ ،‬وما َ‬ ‫ِ‬
‫أعلم به منِّي‪ُ ،‬‬‫ُ‬ ‫أنت‬ ‫الله َّم اغفر يل َخطيئتي َ‬
‫« ُ‬
‫وكل ذلك ِعندي‪ ،‬اللهم ِ‬ ‫ِ‬
‫اغفر يل ما‬ ‫ُ َّ‬ ‫وخطئي و َعمدي؛ َّ‬ ‫اغفر يل ِجدِّ ي َ‬
‫وهزيل؛ َ‬
‫رت وما أع َلنت‪ ،‬وما أنت أع َل ُم به منِّي‪ ،‬أنت املقدِّ ُم‪،‬‬‫أِس ُ‬‫رت‪ ،‬وما َ‬ ‫أخ ُ‬
‫مت وما َّ‬ ‫قدَّ ُ‬
‫قدير»(‪.)3‬‬ ‫ٍ‬ ‫املؤخ ُر‪ ،‬وأنت عىل ِّ‬
‫كل يشء ٌ‬ ‫وأنت ِّ‬
‫الله َّم‬ ‫ِ‬
‫دعاء ر ِ‬
‫سول اهلل ﷺ‪ُ « :‬‬ ‫َ‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪ :‬كان من‬ ‫‪ -811‬وعن ابن َ‬
‫جاءة نِقمتِك‪ ،‬ومجي ِع‬ ‫وحتول عافيتِك‪ ،‬و ُف ِ‬
‫ِ‬ ‫َوال نِعمتِك‪،‬‬ ‫إين أعو ُذ بك من ز ِ‬
‫َسخَ طِك»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5754‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6356‬ومسلم (‪.)5741‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6322‬ومسلم (‪.)5752‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5732‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪259‬‬

‫الله َّم‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬


‫يقول‪ُ « :‬‬ ‫أرقم ‪ ‬قال‪ :‬كان‬ ‫‪ -812‬وعن زيد بن َ‬
‫آت نفيس‬ ‫وعذاب ال َق ِرب‪ ،‬اللهم ِ‬
‫ِ‬ ‫والكسل‪ ،‬وال ُب ِ‬
‫خل واهلرمِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫إين أعو ُذ بك من ال َع ِ‬
‫جز‬
‫ُ َّ‬
‫الله َّم إين أعو ُذ بك من‬ ‫ِ‬
‫خري من زكَّاها‪ ،‬أنت ول ُّيها وموالها‪ُ ،‬‬ ‫تَقواها‪ ،‬وزكِّها أنت ُ‬
‫ٍ‬ ‫ُيشع‪ ،‬ومن ن ٍ‬ ‫ينفع؛ ومن ٍ‬ ‫ِ‬
‫ستجاب‬
‫ُ‬ ‫دعوة ال ُي‬ ‫َفس ال تَش َب ُع؛ ومن‬ ‫ُ‬ ‫قلب ال‬ ‫عل ٍم ال ُ‬
‫هلا»(‪.)1‬‬
‫الله َّم لك‬ ‫رسول اهلل ﷺ كان ُ‬
‫يقول‪ُ « :‬‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫عباس ‪ :‬أن‬ ‫‪ -813‬وعن ابن‬
‫مت‪ ،‬وإليك‬ ‫خاص ُ‬
‫َ‬ ‫َبت‪ ،‬وبك‬‫آمنت‪ ،‬وعليك توكَّلت‪ ،‬وإليك أن ُ‬‫ُ‬ ‫أس َل ُ‬
‫مت‪ ،‬وبك‬
‫نت‪ ،‬أنت املقدِّ ُم‪،‬‬‫رت‪ ،‬وما أع َل ُ‬
‫أِس ُ‬ ‫َمت‪ِ ،‬‬
‫رت‪ ،‬وما َ‬‫أخ ُ‬
‫فاغفر يل ما قدَّ مت‪ ،‬وما َّ‬ ‫حاك ُ‬
‫املؤخ ُر‪ ،‬ال إله َّإال أنت»(‪.)2‬‬
‫وأنت ِّ‬

‫(‪ )1‬باب فضلِ الدعاءِ بظَهرِ الغَيبِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬


‫ﭚ ﭛ ﭜ﴾ [احلرش‪ ،]54:‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﰐ ﰑ ﰒ‬
‫إبراهيم ﷺ‪﴿ :‬ﯭ ﯮ ﯯ‬
‫َ‬ ‫إخبارا عن‬
‫ً‬ ‫ﰓ﴾ [حممد‪ ،]52:‬وقال تعاىل‬
‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ﴾ [إبراهيم‪.]05 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ كان ُ‬
‫يقول‪َ « :‬دعو ُة‬ ‫َ‬ ‫‪ -814‬وعن أيب الدرداء ‪ ،‬أن‬
‫ِ‬
‫ألخيه‬ ‫الغيب مستجاب ٌة‪ ،‬عند ِ‬
‫رأسه َم َلك موك ٌَّل كلام دعا‬ ‫ِ‬ ‫هر‬ ‫ِ‬
‫ألخيه ب َظ ِ‬ ‫ِ‬
‫املرء املسل ِم‬
‫بخري قال امل َل ُك املوك َُّل به‪ :‬آمَّي‪ ،‬ولك ِ‬
‫بمثل»(‪.)3‬‬ ‫ٍ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5755‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5554‬ومسلم (‪.)762‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5735‬‬
‫‪ | 261‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )2‬باب يف مسائلَ من الدعاءِ‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال تَدعوا عىل‬ ‫ُ‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -815‬وعن‬
‫أوالدكُم‪ ،‬وال تَدعوا عىل أموالِكُم‪ ،‬ال تُوافِقوا من اهلل‬
‫ِ‬ ‫أن ُف ِسكم؛ وال تَدعوا عىل‬
‫ستجيب لكم»(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫ساعة ُي َ‬
‫سأ ُل فيها عطاء ف َي‬

‫ستجاب‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪ُ « :‬ي‬ ‫‪ -816‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬أن‬
‫وت ريب‪ ،‬فلم َي ِ‬
‫ستجب يل»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫ألحدكم ما مل َي ْع َجل‪ُ :‬‬
‫يقول‪ :‬قد َد َع ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ما عىل‬ ‫َ‬ ‫الصامت ‪ :‬أن‬ ‫ِ‬ ‫‪ -817‬وعن عباد َة بن‬
‫ِ‬
‫السوء‬ ‫رصف عنه من‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫بدعوة إال آتاه اهلل إ َّياها‪ ،‬أو‬ ‫مسلم َيدعو اهلل تعاىل‬ ‫ِ‬
‫األرض‬
‫ٌ‬
‫رجل ِمن القو ِم‪ :‬إ ًذا نُكثِر قال‪« :‬اهلل‬ ‫قطيعة َر ِح ٍم» فقال ٌ‬
‫ِ‬
‫مث َلها‪ ،‬ما مل َي ُ‬
‫دع بإثمٍ‪ ،‬أو‬
‫أك َث ُر»(‪.)3‬‬

‫(‪ )3‬باب كراماتِ األولياءِ وفَضلِهم‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬


‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ﴾ [يونس‪ ،]60 - 65 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭑ ﭒ﴾ [مريم‪،]56 ،51 :‬‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)3442‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6304‬ومسلم (‪.)5731‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪.)3173‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪260‬‬

‫ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ﴾ [آل عمران‪ ،]37 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ‬


‫ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ‬
‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ﴾ اآلية [الكهف‪.]57 - 56 :‬‬

‫أصحاب‬ ‫الصديق ‪ :‬أن‬ ‫ِ‬ ‫بن أيب ٍ‬


‫بكر‬ ‫الرمحن ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -818‬وعن ِ‬
‫عبد‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ناسا ُفقرا َء‪ ،‬وأن‬ ‫ِ‬
‫اثنَّي‪،‬‬ ‫النبي ﷺ قال مرةً‪« :‬من كان عندَ ُه طعا ُم‬ ‫َّ‬ ‫الص َّفة كانوا ً‬
‫ُّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بخام ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بسادس» أو كام‬ ‫س‬ ‫ذهب‬ ‫ذهب بثالث‪ ،‬ومن كان عند ُه َطعا ُم أربعة‪ ،‬فل َي َ‬ ‫فل َي َ‬
‫بعرشة‪ ،‬وأن أبا ٍ‬
‫بكر‬ ‫ٍ‬ ‫النبي ﷺ‬ ‫ٍ‬
‫بثالثة‪ ،‬وانط َل َق‬ ‫قال‪ ،‬وأن أبا بك ٍر ‪ ‬جا َء‬
‫ُّ‬
‫رجع‪ ،‬فجا َء بعد ما‬ ‫َ‬ ‫صىل العشا َء‪ ،‬ثم‬ ‫النبي ﷺ‪ ،‬ثم لبِ َث حتى َّ‬ ‫‪َ ‬ت َع َّشى عند ِّ‬
‫الليل ما شا َء اهلل‪ .‬قالت له امرأتُه‪ :‬ما ح َب َسك عن أضيافِك؟ قال‪َ :‬أ َوما‬ ‫ِ‬ ‫َمىض من‬
‫أت‪،‬‬ ‫بت أنا فاخ َت َب ُ‬ ‫َع َّشيتِهم؟ قالت‪َ :‬أ َبوا حتَّى ََتي َء وقد َع َرضوا عليهم‪ ،‬قال‪َ :‬‬
‫فذ َه ُ‬
‫ب‪ ،‬وقال‪ :‬كُلوا ال َهني ًئا‪ ،‬وقال‪ :‬واهلل ال أط َع ُمه أبدً ا‪،‬‬ ‫وس َّ‬ ‫فقال‪ :‬يا ُغن َثر‪َ ،‬‬
‫فجدَّ َع َ‬
‫أكثر منها حتَّى َشبِعوا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫نأخذ من ُلقمة إال َر َبا من أس َفلها ُ‬‫ُ‬ ‫وايم اهلل‪ ،‬ما كنا‬
‫قال‪ُ :‬‬
‫خت بني‬ ‫بكر فقال المرأتِه‪ :‬يا ُأ َ‬
‫ظر إليها أبو ٍ‬ ‫قبل ذلك‪ ،‬فنَ َ‬ ‫أكثر مما كانت َ‬
‫وصارت َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فِ ٍ‬
‫مرات!‬ ‫بثالث‬ ‫راس‪ ،‬ما هذا؟ قالت‪ :‬ال َو ُق َّرة عيني‪َ ،‬هلي اآلن ُ‬
‫أكثر منها قبل ذلك‬
‫أكل منها‬ ‫ِ‬
‫الشيطان ‪-‬يعني‪ :‬يمينه‪ -‬ثم َ‬ ‫بكر وقال‪ :‬إنام كان ذلك من‬ ‫فأكل منها أبو ٍ‬ ‫َ‬
‫مح َلها إىل ِّ‬
‫النبي ﷺ فأص َب َحت عنده‪ ،‬وكان بينَنا وبني قو ٍم َعهدٌ ‪ ،‬فمىض‬ ‫لقم ًة‪ ،‬ثم َ‬
‫أعلم كم مع كل‬
‫ُ‬ ‫أناس‪ ،‬اهلل‬ ‫ٍ‬
‫رجل منهم ٌ‬ ‫رجال‪ ،‬مع ِّ‬
‫كل‬ ‫عرش ً‬ ‫ُ‬
‫األجل‪ ،‬فت َف َّرقنا اثنَي َ‬
‫ٍ‬
‫رجل فأكلوا منها أمجعون(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)645‬ومسلم (‪)5417‬‬


‫‪ | 262‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫الكوفة َسعدً ا ‪-‬‬ ‫جابر بن َس ُمر َة ‪ ،‬قال‪ :‬شكا ُ‬
‫أهل‬ ‫ِ‬ ‫‪ -819‬وعن‬
‫ستعم َل‬
‫فعز َله‪ ،‬وا َ‬
‫اخلطاب ‪َ ‬‬ ‫ِ‬ ‫عمر بن‬ ‫وقاص ‪ -‬إىل َ‬ ‫ٍ‬ ‫يعني‪ :‬اب َن أيب‬
‫َ‬
‫فأرسل إليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا‬ ‫عامرا‪ ،‬فشكوا حتى َذكروا أنه ال ُحي ِسن ُيصل‪،‬‬ ‫عليهم ً‬
‫إسحاق‪ ،‬إن هؤالء َيزعمون أنك ال ُحت ِسن تُصل‪ ،‬فقال‪ :‬أ َّما أنا واهلل‪ ،‬فإين كنت‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫العشاء فأر ُكدُ يف‬ ‫خرم عنها‪ ،‬أصل صال َة‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ ال َأ ِ‬ ‫أصل هبم صال َة‬
‫وأرسل معه‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إسحاق‪،‬‬ ‫خريني‪ .‬قال‪ :‬ذلك الظ ُّن بك يا أبا‬ ‫وأخف يف األُ َ‬ ‫ُّ‬ ‫األوليني‪،‬‬
‫سأل‬ ‫الكوفة‪ ،‬فلم َيدَ ع مسجدً ا إال َ‬ ‫ِ‬ ‫يسأل عنه َ‬
‫أهل‬ ‫ِ‬
‫الكوفة ُ‬ ‫رجاال‪ -‬إىل‬ ‫ً‬ ‫رجال ‪-‬أو‬ ‫ً‬
‫رجل منهم‪ ،‬يقال له‪:‬‬ ‫عبس‪ ،‬فقام ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫عنه‪ ،‬و ُيثنون معرو ًفا‪ ،‬حتى دخل َمسجدً ا لبني‬
‫ِ‬
‫سري‬‫أسام ُة بن قتادةَ‪ُ ،‬يكنى أبا سعدةَ‪ ،‬فقال‪ :‬أما إذ ن ََشدتنا فإن سعدً ا كان ال َي ُ‬
‫ضية‪ .‬قال سعدٌ ‪ :‬أما واهلل ألَد ُع َو َّن‬ ‫عد ُل يف ال َق ِ‬
‫بالسوية‪ ،‬وال ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالرسية‪ ،‬وال ي ِ‬
‫قسم‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عمره‪ ،‬و َأطِل‬ ‫ِ‬
‫وسمع ًة‪ ،‬فأطل َ‬
‫ِ‬
‫بثالث‪ :‬اللهم إن كان عبدُ ك هذا كاذ ًبا‪ ،‬قا َم ريا ًء ُ‬
‫ٍ‬

‫مفتون‪ ،‬أصا َبتني‬ ‫ٌ‬ ‫كبري‬


‫شيخ ٌ‬ ‫للفتن‪ .‬وكان بعد ذلك إذا ُس ِئل يقول‪ٌ :‬‬ ‫فقره‪ ،‬و َعرضه ِ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫بن َس ُمرةَ‪ :‬فأنا رأيتُه بعدُ قد‬ ‫جابر ِ‬ ‫مري الراوي عن ِ‬ ‫امللك ب ُن ُع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫سعد‪ .‬قال عبدُ‬ ‫دعو ُة ٍ‬
‫ِ‬
‫الطرق‬ ‫ليتعرض للجواري يف‬ ‫ُ‬ ‫حاجباه عىل َعينَيه من الكِرب‪ ،‬وإنه‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫سقط‬
‫زه َّن(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫فيغم ُ‬
‫ُفيل ‪‬‬ ‫عمرو بن ن ٍ‬ ‫زيد بن ِ‬ ‫الزبري‪ :‬أن سعيدَ بن ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -811‬وعن عرو َة بن‬
‫َ‬
‫أرضها‪،‬‬ ‫بن احلك ِم‪ ،‬واد َعت أنه أخذ شي ًئا من ِ‬ ‫روان ِ‬
‫أوس إىل َم َ‬ ‫ٍ‬ ‫بنت‬
‫خاص َمتْه أروى ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ!؟‬ ‫ِ‬ ‫عت من‬ ‫أرضها شي ًئا بعد الذي َس ِم ُ‬ ‫آخ ُذ من ِ‬ ‫فقال َسعيدٌ ‪ :‬أنا كنت ُ‬
‫يقول‪َ « :‬من‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ؟ قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫عت من‬ ‫قال‪ :‬ماذا َس ِم َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)711‬ومسلم (‪.)013‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪263‬‬

‫األرض ُظلام‪ُ ،‬ط ِّو َق ُه إىل سب ِع َأ َرضَّي» فقال له َم ُ‬


‫روان‪ :‬ال أسأ ُل َك ب ِّين ًة‬ ‫ِ‬ ‫أخذ ِشربا من‬
‫َ‬
‫أرضها‪،‬‬ ‫بعدَ هذا‪ ،‬فقال سعيدٌ ‪ :‬اللهم إن كانت ِ‬
‫كاذب ًة‪ ،‬ف َأع ِم برصها‪ ،‬واقتُلها يف ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫حفرة‬ ‫قال‪ :‬فام ماتَت حتى َذهب برصها‪ ،‬وبينَام هي َمتيش يف ِ‬
‫أرضها إذ َو َق َعت يف‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫فامتَت(‪.)1‬‬

‫خرجا من‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ‬ ‫ِ‬
‫أصحاب ِّ‬ ‫أنس ‪ :‬أن َر ُجلني من‬ ‫‪ -811‬وعن ٍ‬
‫صار‬ ‫ليلة م ٍ‬
‫ظلمة ومعهام ُ‬ ‫عند النبي ﷺ يف ٍ‬
‫افرتقا‪َ ،‬‬
‫مثل املصباحني بني أيدتهام‪ .‬فلام َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫ٍ‬
‫واحد منهام واحدٌ حتى أتى أه َله(‪.)2‬‬ ‫مع ِّ‬
‫كل‬
‫ٍ‬
‫ليشء‬ ‫عمر ‪ُ ‬‬
‫يقول‬ ‫‪ -812‬وعن ابن عمر ‪ ،‬قال‪ :‬ما ِ‬
‫عت َ‬‫سم ُ‬ ‫َ‬
‫قط‪ :‬إين أل ُظنُّه كذا‪َّ ،‬إال كان كام يظ ُّن(‪.)3‬‬
‫ُّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3522‬ومسلم (‪.)5654‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)061‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)3266‬‬
‫‪ | 264‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫كتابُ األمورِ املنهيِّ عنها‬


‫(‪ )1‬باب تَحريمِ الغيبةِ واألمرِ ِ‬
‫حبفظِ اللسانِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬


‫ﭫﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ﴾ [احلجرات‪ ،]55 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ﴾ [اإلرساء‪،]36 :‬‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ﴾ [ق‪.]52 :‬‬
‫ف أن حي َف َظ لسانَه عن مجي ِع الكال ِم إال كال ًما‬‫لكل مك َّل ٍ‬
‫اع َلم أنه ينبغي ِّ‬
‫ُ‬ ‫فالسن ُة‬ ‫ِ‬
‫اإلمساك‬ ‫ظه َرت فيه املصلح ُة‪ ،‬ومتى استوى الكال ُم وت َْركُه يف املصلحة‪ُّ ،‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫العادة‪،‬‬ ‫ينج ُّر الكال ُم املباح إىل حرا ٍم أو مكروه‪ ،‬وذلك ٌ‬
‫كثري يف‬ ‫عنه‪ ،‬ألنه قد َ‬
‫والسالم ُة ال ي ِ‬
‫عد ُهلا يشء‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ -813‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬عن النبي ﷺ قال‪« :‬من كان ي ِ‬
‫ؤمن باهلل‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫واليو ِم اآلخ ِر فل َي ُقل خريا أو ل َي ُ‬
‫صمت»(‪.)1‬‬
‫ضم ُن‬ ‫ُ‬ ‫هل بن س ٍ‬
‫‪ -814‬وعن َس ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من َي َ‬ ‫عد ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫يل ما بَّي َحل َييه وما بَّي ِرج َليه َ‬
‫أضم ُن له اجلن َة»(‪.)2‬‬
‫إن ال َعبدَ ليت َك َّل ُم‬
‫النبي ﷺ قال‪َّ « :‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -815‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫رجات‪ ،‬وإن العبدَ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ضوان اهلل تعاىل ما ُيلقي هلا باال َير َف ُعه اهلل هبا َد‬ ‫ِ‬
‫بالكلمة من ِر‬
‫خط اهلل تعاىل ال ُيلقي هلا باال ََيوي هبا يف جهنَّم»(‪.)3‬‬ ‫بالكلمة من س ِ‬
‫ِ‬ ‫ليت َك َّلم‬
‫َ‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6071‬ومسلم (‪.)07‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)6070‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)6072‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪265‬‬

‫‪ -816‬وعن عقب َة بن ِ‬
‫عام ٍر ‪ ‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬ما النَّجاةُ؟‬
‫وابك عىل َخطيئتِك»(‪.)1‬‬
‫أمسك عليك لِسانَك‪ ،‬وليسعك بيتُك‪ِ ،‬‬
‫ََ‬
‫قال‪ِ « :‬‬

‫َدرون ما‬
‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬أت‬ ‫َ‬ ‫‪ -817‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫كر ُه» قيل‪ :‬أفر َأ َ‬ ‫َ‬ ‫كر َك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يت إن‬ ‫أخاك بام َي َ‬ ‫الغيب ُة؟» قالوا‪ :‬اهلل ورسو ُله أع َل ُم‪ ،‬قال‪« :‬ذ ُ‬
‫أقول؟ قال‪« :‬إن كان فيه ما ت ُ‬
‫َقول‪ ،‬فقد اغتَبتَه‪ ،‬وإن مل يكن فيه ما‬ ‫كان يف أخي ما ُ‬
‫ت ُ‬
‫َقول فقد َ َهبتَّه»(‪.)2‬‬
‫للنبي ﷺ‪َ :‬حس ُبك من َصفي َة‬
‫ِّ‬ ‫لت‬‫‪ -818‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ُ :‬ق ُ‬
‫لت كلمة لو م ِزجت ِ‬
‫بامء‬ ‫الرواة‪ :‬تَعني‪َ :‬قصريةً‪ ،‬فقال‪َ « :‬ل َقد ُق ِ‬
‫ِ‬ ‫بعض‬
‫كذا وكذا‪ .‬قال ُ‬
‫ُ َ‬
‫َيت إِنسانا وأن‬ ‫َيت له إنسانًا فقال‪« :‬ما ُأ ُّ‬
‫حب أين َحك ُ‬ ‫وحك ُ‬ ‫ال َب ِ‬
‫حر ملز ََجت ُه!» قالت‪َ :‬‬
‫يل كذا وكذا»(‪.)3‬‬

‫(‪ )2‬باب تَحريمِ َسماعِ الغِيبةِ‪ ،‬وأمرِ من مسِ َع غيبةً حمرَّمةً ِب َردِّها‪ ،‬واإلنكارِ‬
‫س إن أمكَنهُ‬
‫على قائِِلها‪ ،‬فإن عَجزَ أو مل يُقبَل منه؛ فارَ َق ذلك اجمللِ َ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ﴾ [القصص‪ ،]11 :‬وقال تعاىل‪:‬‬


‫﴿ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ﴾ [املؤمنون‪ ،]3 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯷ ﯸ ﯹ‬
‫ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ﴾ [اإلرساء‪ ،]36 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯷ ﯸ ﯹ‬
‫ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ‬
‫ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ﴾ [األنعام‪.]62 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي (‪.)5046‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5122‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0271‬والرتمذي (‪.)5145‬‬
‫‪ | 266‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬من ر َّد عن ِع ِ‬


‫رض‬ ‫ِ‬
‫‪ -819‬وعن أيب الدرداء ‪ ،‬عن ِّ‬
‫ِ‬
‫القيامة»(‪.)1‬‬ ‫النار يو َم‬ ‫ِ‬
‫أخيه‪ ،‬ر َّد اهلل عز وجل عن َو ِ‬
‫جهه َ‬
‫أين‬ ‫ِ‬ ‫‪ -821‬وعن ِع َ‬
‫النبي ﷺ ُيصل فقالوا‪َ « :‬‬
‫تبان بن مالك ‪ ‬قال‪ :‬قا َم ُّ‬
‫ِ‬
‫حيب اهلل وال رسو َله‪ ،‬فقال ُّ‬
‫النبي‬ ‫خشم؟» فقال ٌ‬
‫رجل‪ :‬ذلك مناف ٌق ال ُّ‬ ‫ُ‬
‫مالك بن الدُّ ُ‬
‫قال‪ :‬ال إله َّإال اهلل ُيريدُ بذلك وج َه اهلل تعاىل؟! وإن‬
‫ﷺ‪« :‬ال َت ُقل ذلك؛ َّأال تَراه قد َ‬
‫النار من قال‪ :‬ال إله َّإال اهلل يبتَغي بذلك وج َه اهلل»(‪.)2‬‬‫اهلل َقد َح َّرم عىل ِ‬

‫(‪ )3‬باب ما يُباحُ من الغيبةِ‬

‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُباح ل َغ ٍ‬


‫الوصول إليه إال هبا‪،‬‬ ‫رشع ٍّي ال ُيمك ُن‬ ‫ٍ‬
‫صحيح‬ ‫رض‬ ‫اع َلم أن الغيب َة ت ُ‬
‫ٍ‬
‫أسباب‪:‬‬ ‫وهو ِ‬
‫بستة‬
‫ِ‬
‫وغريمها‬ ‫ِ‬
‫السلطان والقايض‬ ‫جوز للمظلو ِم أن يتظ َّلم إىل‬ ‫ُ‬
‫األول‪ :‬الت َظ ُّلم‪ ،‬في ُ‬
‫ممن له والي ٌة‪ ،‬أو قدر ٌة عىل إنصافِه من ظامله‪ ،‬فيقول‪ :‬ظ َل َمني فالن بكذا‪.‬‬
‫ِ‬
‫الصواب‪ ،‬فيقول ملن‬ ‫الثاين‪ :‬االستِعان ُة عىل ت ِ‬
‫َغيري املنك َِر‪ ،‬ور ِّد العايص إىل‬
‫ازجره عنه ونحو ذلك‪ ،‬ويكون‬ ‫ِ‬
‫املنكر‪ :‬فالن َي ُ‬ ‫ِ‬
‫عمل كذا‪ ،‬ف ُ‬ ‫إزالة‬ ‫َيرجو قدرتَه عىل‬
‫يقصد ذلك كان حرا ًما‪.‬‬ ‫املنكر‪ ،‬فإن مل ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫التوصل إىل إزالة‬ ‫َمقصو ُده‬

‫فيقول للمفتي‪ :‬ظ َل َمني أيب‪ ،‬أو أخي‪ ،‬أو زوجي‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬ ‫الثالث‪ :‬االستِفتا ُء‪،‬‬
‫ُ‬
‫صيل حقي‪ ،‬ودف ِع‬‫وحت ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلالص منه‪َ ،‬‬ ‫فالن بكذا فهل له ذلك؟ وما َطريقي يف‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي (‪.)5235‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)051‬ومسلم (‪.)33‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪267‬‬

‫َ‬
‫واألفضل أن يقول‪ :‬ما‬ ‫َ‬
‫األحوط‬ ‫ِ‬
‫للحاجة‪ ،‬ولكن‬ ‫الظل ِم؟ ونحو ذلك‪ ،‬فهذا جا ٌئز‬
‫رض من‬ ‫ُ‬
‫حيصل به ال َغ ُ‬ ‫زوج‪ ،‬كان من ِ‬
‫أمره كذا؟ فإنه‬ ‫شخص‪ ،‬أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫رجل أو‬ ‫ُ‬
‫تقول يف‬
‫غري تَعيني‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فالتَّعيني ِ‬
‫جائ ٌز‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وجوه‪:‬‬ ‫الرش ونَصيحتُهم‪ ،‬وذلك من‬ ‫الرابع‪َ :‬حت ُ‬
‫ذير املسلمني من ِّ‬ ‫ُ‬
‫جائز بإمجا ِع املسلمني‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والشهود وذلك ٌ‬ ‫ِ‬
‫الرواة‬ ‫رح املجروحني من‬
‫منها‪َ :‬ج ُ‬
‫واجب للحاجة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫بل‬

‫إيداعه‪ ،‬أو ُمعا َملتِه‪ ،‬بغري‬


‫ِ‬ ‫إنسان أو مشاركتِه‪ ،‬أو‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫صاهرة‬ ‫ومنها‪ :‬املشاور ُة يف ُم‬
‫املساوئ التي فيه‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫املشاو ِر أن ال ُخيفي حا َله‪ ،‬بل َيذكُر‬ ‫وجماورتِه‪ ،‬وجيب عىل‬ ‫ذلك‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫النصيحة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بنية‬

‫وخاف‬
‫َ‬ ‫العلم‪،‬‬ ‫ُ‬
‫يأخذ عنه‬ ‫ٍ‬
‫فاسق‬ ‫ومنها‪ :‬إذا رأى مت َف ِّقها يرتدد إىل ِ‬
‫مبتدعٍ‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ط أن يقصدَ النصيح َة‪،‬‬‫برش ِ‬ ‫يترض َر املتف ِّق ُه بذلك‪ ،‬فعليه نَصيحتُه ببيان حالِه‪َ ،‬‬ ‫أن‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫الشيطان عليه ذلك‪،‬‬ ‫املتكلم بذلك احلسدُ ‪ ،‬و ُيل ِّبس‬
‫َ‬ ‫وهذا مما ُيغ َلط فيه‪ .‬وقد ُ‬
‫حيمل‬
‫ُ‬
‫وخييل إليه أنه نَصيحة؛ فل ُيت َف َّطن لذلك‪.‬‬

‫حلا‬ ‫يكون له والي ٌة ال يقو ُم هبا عىل َو ِ‬


‫جهها‪ :‬إما بأن ال يكون صا ً‬ ‫َ‬ ‫ومنها‪ :‬أن‬
‫فاس ًقا‪ ،‬أو مغ َّف ًال‪ ،‬ونحو ذلك فيجب ذكر ذلك ملن له عليه‬ ‫هلا‪ ،‬وإما بأن يكون ِ‬
‫ِ‬
‫بمقتَىض حاله‪ ،‬وال‬ ‫والي ٌة عامة ل ُيزي َله‪ ،‬ويويل من َيص ُلح‪ ،‬أو َ‬
‫يعلم ذلك منه ل ُيعامله ُ‬
‫االستقامة أو ي ِ‬
‫ستبد َل به‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫رت به‪ ،‬وأن َيسعى يف أن حي َّثه عىل‬
‫َ‬ ‫يغ َّ‬
‫ِ‬
‫اخلمر‪،‬‬ ‫ب‬‫برش ِ‬ ‫ِ‬
‫كاملجاه ِر ُ‬ ‫سقه أو بدعته‬‫اخلامس‪ :‬أن يكون ُجماهرا ِبف ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األمور الباطلة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األموال ُظ ًلام‪ ،‬وتويل‬ ‫وج ِ‬
‫باية‬ ‫املكس‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأخذ‬ ‫ِ‬
‫صادرة الناس‪،‬‬ ‫و ُم‬
‫‪ | 268‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫جلوازه‬ ‫ِ‬
‫العيوب‪ ،‬إال أن يكون‬ ‫كره ِ‬
‫بغريه من‬ ‫ِ‬
‫وحير ُم ذ ُ‬
‫اهر به‪َ ،‬‬
‫فيجوز ذكره بام ُجي ُ‬
‫ُ‬
‫آخر مما ذكرناه‪.‬‬
‫سبب ُ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫كاألعمش‪،‬‬ ‫اإلنسان َمعرو ًفا بلقب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َّعريف‪ ،‬فإذا كان‬
‫ُ‬ ‫السادس‪ :‬الت‬
‫ُ‬
‫وحير ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جاز تعريفهم بذلك‪ُ ،‬‬
‫وغريهم َ‬ ‫واألحول‪،‬‬ ‫واألصم‪ ،‬واألعمى‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫واألعرج‪،‬‬
‫إطال ُقه عىل جهة الت ِ‬
‫َّنقص‪ ،‬ولو أمكن تَعري ُفه بغري ذلك كان أوىل‪ ،‬فهذه ست ُة‬
‫ِ‬
‫الصحيحة‬ ‫ِ‬
‫األحاديث‬ ‫ِ‬
‫ودالئ ُلها من‬ ‫مع عليه‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫أسباب َذك ََرها العلام ُء‬
‫وأكثرها ُجم ٌ‬
‫ُ‬
‫َمشهورةٌ‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫النبي ﷺ فقال‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫رجال استأ َذ َن عىل‬
‫ً‬ ‫‪ -821‬وعن عائش َة ‪ :‬أن‬
‫ائذنوا له‪ ،‬بِئس أخو الع ِ‬
‫شرية؟»(‪.)1‬‬ ‫« َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما أ ُظ ُّن فالنا وفالنا‬ ‫ُ‬ ‫‪ -822‬وعنها ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫عرفان من دينِنا َشيئا»(‪.)2‬‬
‫َي ِ‬

‫النبي ﷺ ف ُقلت‪ :‬إن‬ ‫بنت ٍ‬‫‪ -823‬وعن فاطم َة ِ‬


‫أتيت َّ‬
‫قيس ‪ ،‬قالت‪ُ :‬‬
‫علوك ال َ‬
‫مال‬ ‫ٌ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪َّ « :‬أما ُمعاوي ُة‪ُ ،‬‬
‫فص‬ ‫ُ‬ ‫جله ِم ومعاوي َة َخطباين؟ فقال‬
‫أبا ا َ‬
‫يضع العصا عن عاتِ ِقه»(‪.)3‬‬
‫له‪ ،‬وأما أبو اجلهمِ‪ ،‬فال ُ‬

‫‪ -824‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قالت هندُ امرأ ُة أيب سفيان ِّ‬


‫للنبي ﷺ‪:‬‬
‫أخذت منه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وو َلدي إال ما‬
‫شحيح وليس ُيعطيني ما َيكفيني َ‬ ‫ٌ‬ ‫سفيان ٌ‬
‫رجل‬ ‫َ‬ ‫إن أبا‬
‫ِ‬
‫باملعروف»(‪.)4‬‬ ‫علم؟ قال‪ُ « :‬خذي ما َيكفيك وو َلدَ ك‬
‫وهو ال َي ُ‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6410‬ومسلم (‪.)5125‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)6467‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5024‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)1360‬ومسلم (‪.)5750‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪269‬‬

‫(‪ )4‬باب تَحريمِ النَّميمةِ وهي نقلُ الكالمِ بني الناسِ على جهةِ اإلفسادِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ﴾ [ن‪ ]55 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬


‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ﴾ [ق‪.]52 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال َي ُ‬
‫دخل اجلن َة‬ ‫ُ‬ ‫‪ -825‬وعن ُحذيف َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫نَام ٌم»(‪.)1‬‬

‫مر ب َقربين فقال‪َّ « :‬إَّنام‬ ‫َ‬


‫رسول اهلل ﷺ َّ‬ ‫عباس ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -826‬وعن ابن‬
‫وأما‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عذبان‪ ،‬وما ُي َّ‬
‫ُي َّ‬
‫َبري‪ :‬أما أحدُ مها‪ ،‬فكان َيميش بالنَّميمة‪َّ ،‬‬
‫عذبان يف كبري! بىل‪ ،‬إنه ك ٌ‬
‫ستَت من بولِه»(‪.)2‬‬
‫ِ‬
‫اآلخر فكان ال َي ُ‬
‫ُ‬

‫(‪ )5‬باب ذمِّ ذي الوجهني‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬


‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ﴾ اآليتني [النساء‪.]542 :‬‬

‫الناس‬
‫َ‬ ‫جتدون‬‫رسول اهلل ﷺ‪ِ َ « :‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -827‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫الناس يف‬ ‫خيار‬ ‫ِ‬
‫اجلاهلية خي ُارهم يف اإلسال ِم إذا َف ُقهوا‪َ ،‬‬
‫وجتدون َ‬ ‫خيارهم يف‬
‫عادن‪ُ :‬‬
‫َم َ‬
‫ِ‬
‫الناس ذا الوجهَّي‪ ،‬الذي يأيت هؤالء‬ ‫َش‬ ‫ِ‬
‫الشأن أشدَّ هم له كراهية‪َ ،‬‬
‫وجتدون َّ‬ ‫هذا‬
‫ٍ‬
‫بوجه»(‪.)3‬‬ ‫ٍ‬
‫بوجه‪ ،‬وهؤالء‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6416‬ومسلم (‪.)541‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)552‬ومسلم (‪.)525‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)3023‬ومسلم (‪.)5156‬‬
‫‪ | 271‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )6‬باب حتريمِ الكَذبِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ﴾ [اإلرساء‪ .]36 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭪ‬


‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ﴾ [ق‪.]52 :‬‬
‫الص َ‬
‫دق‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -828‬وعن ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إن ِّ‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ابن‬
‫َ‬
‫الرجل ل َيصدُ ق حتى ُيكتب عند اهلل‬ ‫ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬وإن‬ ‫الرب ََيدي إىل‬ ‫الرب‪ ،‬وإن َّ‬
‫َيدي إىل ِّ‬
‫الفجور َيدي إىل ِ‬
‫النار‪ ،‬وإن الرجل‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫الفجور‪ ،‬وإن‬ ‫الكذب ََيدي إىل‬‫َ‬ ‫ِصدِّ يقا‪ ،‬وإن‬
‫كذب حتى ُيكتب عند اهلل ك ََّذابا»(‪.)1‬‬‫ل َي ُ‬
‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬من َحت َّلم بحل ٍم مل‬ ‫ِّ‬ ‫عباس ‪ ،‬عن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -829‬وعن ابن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يره‪ ،‬ك ِّل َ‬
‫وهم له‬ ‫َمع إىل حديث قو ٍم ُ‬ ‫ف أن يعقد بَّي َشعريتَّي ولن َيف َعل‪ ،‬ومن است َ‬
‫عذب‪ ،‬وك ِّلف أن‬ ‫ِ‬
‫القيامة‪ ،‬ومن َص َّو َر صورة ِّ‬ ‫ُك يو َم‬‫ب يف أذنيه اآلن ُ‬ ‫ِ‬
‫كارهون‪ُ ،‬ص َّ‬
‫الروح‪ ،‬وليس بنافِخٍ »(‪.)2‬‬
‫َ‬ ‫ينفخ فيها‬
‫َ‬
‫الفرى أن ُيري‬ ‫‪ -831‬وعن ابن عمر ‪ ،‬قال‪ :‬قال النبي ﷺ‪َ « :‬أفرى ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫الرجل عين ِ‬
‫َيه ما مل تَريا»(‪.)3‬‬ ‫ُ‬

‫(‪ )7‬باب بيان ما يَجوزُ من الكَ ِذ ِ‬


‫ب‬

‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫برشوط‬ ‫األحوال‬ ‫بعض‬ ‫جوز يف‬ ‫الكذب‪ ،‬وإن كان أص ُله َّ‬
‫حمر ًما‪ ،‬ف َي ُ‬ ‫َ‬ ‫اع َلم أن‬
‫املقاص ِد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وخمترص ذلك‪ :‬أن الكال َم وسيل ٌة إىل‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫كتاب «األذكار»‬ ‫أوضحتُها يف‬
‫قد َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6420‬ومسلم (‪.)5647‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)7405‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)7403‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪270‬‬

‫الكذب فيه‪ ،‬وإن مل يمكن‬ ‫ِ‬


‫الكذب َحي ُر ُم‬ ‫ٍ‬
‫حممود يمكن َحتصي ُله بغري‬ ‫ٍ‬
‫قصود‬ ‫فكل َم‬
‫ُ‬
‫مباحا كان‬ ‫ِ‬ ‫الكذب‪ ،‬ثم إن كان َحت ُ‬ ‫ِ‬ ‫َحتصي ُله إال‬
‫صيل ذلك املقصود ً‬ ‫ُ‬ ‫جاز‬
‫بالكذب‪َ ،‬‬
‫مسلم من ظاملٍ‬
‫ٌ‬ ‫الكذب واج ًبا‪ ،‬فإذا اختَفى‬
‫ُ‬ ‫مباحا‪ ،‬وإن كان واج ًبا‪ ،‬كان‬ ‫الكذب ً‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بإخفائه‪،‬‬ ‫الكذب‬ ‫وجب‬ ‫َ‬
‫وسئل إنسان عنه‪،‬‬ ‫أخذ مالِه‪ ،‬أو أخفى ما َله‬‫ُيريد قت َله‪ ،‬أو َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫واألحوط‬ ‫ِ‬
‫بإخفائها‪،‬‬ ‫الكذب‬ ‫أخذها‪ ،‬وجب‬ ‫وكذا لو كان عنده وديع ٌة‪ ،‬وأرا َد ظامل َ‬
‫ُ‬
‫صحيحا ليس هو‬
‫ً‬ ‫يقصدَ بعبارتِه مقصو ًدا‬ ‫ِ‬
‫التورية‪ :‬أن ِ‬ ‫يف هذا ك ِّله أن ُي َو ِّري‪ ،‬ومعنى‬
‫يفهمه املخا َطب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظاهر اللفظ‪ ،‬وبالنسبة إىل ما ُ‬ ‫بالنسبة إليه‪ ،‬وإن كان كاذ ًبا يف‬ ‫كاذ ًبا‬
‫ِ‬
‫احلال‪.‬‬ ‫الكذب‪ ،‬فليس بحرا ٍم يف هذا‬ ‫وأطلق عبارة ِ‬ ‫َ‬ ‫ولو ترك التوري َة‬

‫احلال بحديث أم كُلثو ٍم ‪ ،‬أهنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الكذب يف هذا‬ ‫ِ‬
‫بجواز‬ ‫َّ‬
‫واستدل العلام ُء‬
‫ِ‬
‫الناس‪ ،‬ف َينمي خريا‬ ‫الكذاب الذي ُيصلِ ُح بَّي‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬ليس‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬
‫أو ُ‬
‫يقول خريا»(‪.)1‬‬

‫(‪ )8‬باب احلثِّ على التثَبُّ ِ‬


‫ت فيما يقولُه ويَحكيه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ﴾ [اإلرساء‪ ]36 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭪ‬


‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ﴾ [ق‪.]52 :‬‬

‫باملرء ك َِذبا أن‬


‫ِ‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬كَفى‬
‫َّ‬ ‫‪ -831‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫بكل ما ِ‬
‫سم َع»(‪.)2‬‬ ‫ُحيدِّ ث ِّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5625‬ومسلم (‪.)5641‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم يف مقدمة «صحيحه» ‪.54/5‬‬
‫‪ | 272‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من َحدَّ ث عني‬ ‫‪ -832‬وعن َس ُمر َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫كذب؛ فهو أحدُ الكاذبَّي»(‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫بحديث ُيرى أنه‬
‫ٌ‬

‫(‪ )9‬باب بيانِ ِغلظِ َتحريمِ شهادةِ الزُّورِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯭ ﯮ ﯯ﴾ [احلج‪ ،]34 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯯ‬


‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ﴾ [اإلرساء‪ ،]36 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬
‫ﭲ﴾ [ق‪ ،]52 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾ [الفجر‪ ،]50 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ﴾ [الفرقان‪.]75 :‬‬
‫ِ‬
‫بأكرب‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬أال أن ِّبئُكم‬‫ُ‬ ‫‪ -833‬وعن أيب بكر َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫قوق الوالِدَ ين» وكان‬ ‫ُ‬
‫اإلَشاك باهلل‪ ،‬و ُع ُ‬ ‫الكبائِ ِر؟» قلنا‪ :‬بىل‪ ،‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪ .‬قال‪« :‬‬
‫كر ُرها حتى قلنا‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الزور» فام زال ُي ِّ‬ ‫ِ‬
‫الزور‪ ،‬وشهاد ُة‬ ‫لس‪ ،‬فقال‪« :‬أال ُ‬
‫وقول‬ ‫فج َ‬
‫متَّك ًئا َ‬
‫كت(‪.)2‬‬
‫ليتَه َس َ‬

‫(‪ )11‬باب تَحريمِ لعنِ إنسانٍ بعَينِه أو دابةٍ‬

‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من‬ ‫ُ‬ ‫حاك ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫الض ِ‬


‫ثابت بن َّ‬‫‪ -834‬وعن ِ‬
‫ٍ‬ ‫متعمدا‪ ،‬فهو كام قال‪ ،‬ومن َ‬ ‫حلف عىل ٍ ِ ٍ‬ ‫َ‬
‫بيشء‪،‬‬ ‫نفسه‬
‫قتل َ‬ ‫يمَّي بملة غري اإلسال ِم كاذبا ِّ‬
‫املؤمن ك َقتلِه»(‪.)3‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نذر فيام ال يملكُه‪ ،‬و َل ُ‬
‫عن‬ ‫ِ‬
‫القيامة‪ ،‬وليس عىل ٍ‬
‫رجل ٌ‬ ‫ُع ِّذب به يوم‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم يف مقدمة «صحيحه» ‪.2/5‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5610‬ومسلم (‪.)27‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6407‬ومسلم (‪.)554‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪273‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال يكو ُن‬‫ُ‬ ‫الدرداء ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِ‬ ‫‪ -835‬وعن أيب‬
‫ِ‬
‫القيامة»(‪.)1‬‬ ‫شهداء يو َم‬
‫َ‬ ‫ال َّلعانون ُش َ‬
‫فعاء‪ ،‬وال‬
‫‪ -836‬وعن أيب برز َة األسلمي ‪ ‬قال‪ :‬بينَام جاري ٌة عىل ٍ‬
‫ناقة عليها‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫اجلبل فقالت‪َ :‬ح ْل‪ُ ،‬‬
‫الله َّم‬ ‫بالنبي ﷺ وتضا َيق هبم ُ‬ ‫ِّ‬ ‫بعض متا ِع القو ِم‪ .‬إذ َب ُرصت‬
‫ُ‬
‫العنها‪ .‬فقال النبي ﷺ‪« :‬ال ت ِ‬
‫ُصاحبنا ناق ٌة عليها َلعن ٌة»(‪.)2‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬

‫(‪ )11‬باب جوازِ َلعنِ أصحابِ املعاصي غريِ املعَيَّنني‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ﴾ [هود‪ ،]52 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭧ‬


‫ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ﴾ [األعراف‪.]00 :‬‬
‫ِ‬
‫الواصل َة‬ ‫عن اهلل‬‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬ل َ‬
‫َ‬ ‫حيح أن‬‫الص ِ‬‫وثبت يف َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الربا» ‪ ،‬وأنه َلعن َ‬
‫املص ِّورين(‪ ،)5‬وأنه‬ ‫عن اهلل َ‬
‫آكل ِّ‬ ‫واملستوصل َة» ‪ ،‬وأنه قال‪َ « :‬ل َ‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫ِ‬
‫األرض»(‪ ،)6‬وأنه قال‪َ « :‬من أحدَ َ‬
‫ث فيها حدثا أو آوى‬ ‫قال‪َ « :‬لعن اهلل َمن غَ َّري َم َ‬
‫نار‬
‫ِ‬
‫والناس أمجعَّي»(‪.)7‬‬ ‫ِ‬
‫واملالئكة‬ ‫ُحم ِدثا فع ِ‬
‫ليه لعن ُة اهلل‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5122‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5126‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري من حديث أيب هريرة (‪ ،)1233‬ومن حديث عائشة (‪ ،)1230‬ومن حديث ابن عمر‬
‫(‪ ،)1237‬ومسلم من حديث أسامء بنت أيب بكر (‪.)5555‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أمحد ‪ )3751( 574-562/6‬من حديث عبد اهلل بن مسعود‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ )1307‬من حديث أيب جحيفة‪.‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه مسلم (‪ )5272‬عل بن أيب طالب‪.‬‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري (‪ ،)3575‬ومسلم (‪.)5272 ،5374‬‬
‫‪ | 274‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )12‬باب تَحريمِ سبِّ املؤمنِ بغريِ حق‬


‫ٍّ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬


‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ﴾ [األحزاب‪.]12 :‬‬

‫باب املسلِ ِم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬س ُ‬
‫ٍ‬
‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -837‬وعن ِ‬
‫ابن‬
‫سوق‪ ،‬وقتا ُله كف ٌر»(‪.)1‬‬
‫ُف ٌ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬ال َيرمي‬ ‫َ‬ ‫سمع‬
‫َ‬ ‫ذر ‪ :‬أنه‬ ‫‪ -838‬وعن أيب ٍّ‬
‫ِ‬
‫الكفر‪ ،‬إال ارتَدَّ ت عليه‪ ،‬إن مل يكن صاح ُبه كذلك»(‪.)2‬‬ ‫سق أو‬ ‫رجل رجال ِ‬
‫بالف ِ‬ ‫ٌ‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬املتسا َّبان ما قاال‬ ‫‪ -839‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ف َعىل البادي منهام‪ ،‬حتَّى يعتَدي املظلو ُم»(‪.)3‬‬

‫(‪ )13‬باب تَحريمِ سبِّ األمواتِ بغريِ حق‬


‫ٍّ ومصلحةٍ شرعيةٍ‬
‫ِ‬
‫وفسقه‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫االقتداء به يف بِدعتِه‪،‬‬ ‫َّحذير من‬
‫وهي الت ُ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال تَس ُّبوا‬ ‫‪ -841‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫فإَّنم قد َأ َ‬
‫فضوا إىل ما َقدَّ موا»(‪.)4‬‬ ‫األموات‪َّ ،‬‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)02‬ومسلم (‪.)60‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)6401‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5127‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)5323‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪275‬‬

‫(‪ )14‬باب النَّهيِ عن اإليذاءِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬


‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ﴾ [األحزاب‪.]12 :‬‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬املسلِ ُم‬


‫ُ‬ ‫عمرو ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -841‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن ٍ‬
‫هجر ما ََّنى اهلل عنه»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫من سلِم املسلمون من لِسانِه ِ‬
‫واملهاج ُر من َ‬ ‫ويده‪،‬‬ ‫َ َ‬
‫أحب أن ُيزَحز ََح عن‬
‫َّ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من‬ ‫ُ‬ ‫‪ -842‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫اآلخر‪ ،‬ولي ِ‬
‫أت إىل‬ ‫ِ‬ ‫دخل اجلنة‪ ،‬فلتَأتِه منِيتُه وهو ي ِ‬
‫ؤمن باهلل تعاىل واليو ِم‬ ‫ِ‬
‫النار‪ ،‬و ُي َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫حيب أن ُيؤتى إليه»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫الناس الذي ُّ‬

‫(‪ )15‬باب النَّهيِ عن التباغُ ِ‬


‫ض والتقاطُ ِع والتدابرِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯜ ﯝ ﯞ﴾ [احلجرات‪ ،]54 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮪ ﮫ‬


‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ﴾ [املائدة‪ ،]10 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ﴾ [الفتح‪.]52 :‬‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال تَباغَضوا‪ ،‬وال َحت َ‬


‫اسدوا‪،‬‬ ‫‪ -843‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ :‬أن َّ‬
‫وال تَدا َبروا‪ ،‬وال تَقا َطعوا‪ ،‬وكونوا عبا َد اهلل إخوانا‪ ،‬وال ُّ‬
‫حيل ملسل ٍم أن ََي ُج َر أخاه‬
‫ٍ‬
‫ثالث»(‪.)3‬‬ ‫َ‬
‫فوق‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6020‬ومسلم (‪.)04‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5200‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6461‬ومسلم (‪.)5112‬‬
‫‪ | 276‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬تُفتَح أبواب ِ‬


‫اجلنة‬ ‫َ‬ ‫‪ -844‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫يرشك باهلل شيئا‪ ،‬إال رجال كانت بينَه‬ ‫لكل ٍ‬
‫عبد ال‬ ‫غفر ِّ‬ ‫اخل ِ‬
‫يو َم االثنَّي ويو َم َ‬
‫ميس‪ ،‬ف ُي ُ‬
‫حناء‪ ،‬فيقال‪ :‬أنظِروا هذين حتَّى َيص َطلِحا! أنظِروا هذين حتَّى‬
‫وبَّي أخيه َش ُ‬
‫َيص َطلِحا!»(‪.)1‬‬

‫(‪ )16‬باب تَحريمِ احلسدِ‬

‫صاحبها‪ ،‬سوا ٌء كانت نِعم َة دين أو دنيا‪ ،‬قال اهلل‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النعمة عن‬ ‫وهو َمتنِّي َ‬
‫زوال‬
‫ُ‬
‫حديث‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾ [النساء‪ ]10 :‬وفيه‬
‫ِ‬
‫السابق يف الباب قب َله(‪.)2‬‬ ‫ٍ‬
‫أنس‬

‫(‪ )17‬باب النهيِ عن التجسُّ ِ‬


‫س والتسمُّ ِع لكالمِ من يَكرَهُ استِماعَه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭝ ﭞ﴾ [احلجرات‪ ،]55 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮐ ﮑ‬


‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ﴾‬
‫[األحزاب‪.]12 :‬‬

‫اسدوا‪،‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َحت َ‬


‫َ‬ ‫‪ -845‬وعن أيب ُه رير َة ‪ :‬أن‬
‫حت َّسسوا‪ ،‬وال َجت َّسسوا‪ ،‬وال ت َ‬
‫َناجشوا‪ ،‬وكونوا عبا َد اهلل‬ ‫وال تَبا َغضوا‪ ،‬وال َ َ‬
‫إخوان ا»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5161‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6461‬ومسلم (‪.)5112‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5160‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪277‬‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬إنَّك إن‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -846‬وعن ُمعاوي َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫دت أن ت ِ‬
‫ُفسدَ هم»(‪.)1‬‬ ‫دِتم‪ ،‬أو كِ َ‬ ‫ِ‬
‫أفس َ ُ‬
‫عت َعورات املسلمَّي َ‬
‫ا َّت َب َ‬

‫(‪ )18‬باب النَّهيِ عن سوءِ الظنِّ باملسلمني من غريِ َ‬


‫ضرورةٍ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ﴾‬


‫[احلجرات‪.]55 :‬‬

‫والظن‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إ َّياكُم‬ ‫‪ -847‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫احلديث»(‪.)2‬‬ ‫أكذب‬ ‫الظن‬
‫ُ‬ ‫فإن َّ‬

‫(‪ )19‬باب تَحريمِ احتقارِ املسلمني‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬


‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ‬
‫ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ﴾ [احلجرات‪ ]55 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭢ‬
‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ﴾ [اهلمزة‪.]5 :‬‬
‫ٍ‬
‫امرئ من‬ ‫بح ِ‬
‫سب‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬‬ ‫‪ -848‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫الرش أن َحي ِق َر أخاه املسلِ َم»(‪.)3‬‬
‫ِّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪.)0222‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5160‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1503‬مسلم (‪.)5163‬‬
‫‪ | 278‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )21‬باب حتريمِ الطَّعنِ يف األنسابِ الثابتةِ يف ظاهِ ِر الشَّرعِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬


‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ﴾ [األحزاب‪.]12 :‬‬
‫ِ‬
‫الناس‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ِ « :‬‬
‫اثنتان يف‬ ‫ُ‬ ‫‪ -849‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫النسب‪ ،‬والنِّياح ُة عىل ِ‬
‫امليت»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫مها ِهبِم ك ٌ‬
‫ُفر‪ :‬ال َّط ُ‬
‫عن يف‬

‫(‪ )21‬باب النهيِ عن الغِشِّ واخلِداعِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬


‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ﴾ [األحزاب‪.]12 :‬‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من َمح َل علينا‬


‫َ‬ ‫‪ -851‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫الح فليس منَّا‪ ،‬ومن غَ َّشنا َ‬
‫فليس منَّا»(‪.)2‬‬ ‫الس َ‬
‫ِّ‬
‫رسول اهلل ﷺ َهنى عن الن َّْج ِ‬
‫ش(‪.)3‬‬ ‫َ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -851‬وعن ِ‬
‫ابن َ‬

‫(‪ )22‬باب تَحريمِ الغَدرِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ﴾ [املائدة‪ ،]5 :‬وقال تعاىل‪:‬‬


‫﴿ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ [اإلرساء‪.]30 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)67‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)545‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5505‬ومسلم (‪.)5156‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪279‬‬

‫النبي ﷺ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫سعود‪ِ ،‬‬ ‫‪ -852‬وعن ِ‬
‫وأنس ‪ ‬قالوا‪ :‬قال ُّ‬ ‫مر‪،‬‬
‫وابن ُع َ‬ ‫ابن َم‬
‫ِ‬
‫القيامة‪ ،‬يقال‪ :‬هذه غَدر ُة ٍ‬
‫فالن»(‪.)1‬‬ ‫واء يو َم‬‫«لك ُِّل ٍ ِ‬
‫غادر ل ٌ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬قال اهلل تَع َاىل‪ :‬ثالث ٌة‬
‫‪ -853‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫فأكل ثمنَه‪،‬‬ ‫باع ُح ًّرا‬
‫ورجل َ‬ ‫ثم غَ َ‬
‫در‪،‬‬ ‫رجل أعطى يب َّ‬ ‫القيامة‪:‬‬ ‫صمهم يو َم‬
‫أنا َخ ُ‬
‫أجره»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫استأج َر أجريا‪ ،‬فاستَوىف منه‪ ،‬ومل َيعطه َ‬
‫َ‬ ‫ورجل‬

‫(‪ )23‬باب النَّهيِ عن املنِّ بالعَطيةِ وحنوها‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ﴾ [البقرة‪:‬‬


‫‪ ،]560‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥ﴾ [البقرة‪.]565 :‬‬
‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬ثالث ٌة ال ُيك ِّل ُمهم اهلل يو َم‬
‫ذر ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫‪ -854‬وعن أيب ٍّ‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ُ‬ ‫القيامة‪ ،‬وال ين ُظر إليهم‪ ،‬وال ُي َزكِّيهم وهلم َع ٌ‬
‫ذاب أليم» قال‪ :‬ف َق َرأها‬
‫ول اهلل؟ قال‪« :‬املُسبِ ُل‪،‬‬ ‫وخ ِرسوا من هم يا َرس َ‬‫رار‪ :‬قال أبو َذ ٍّر‪ :‬خابوا َ‬ ‫ثالث ِم ٍ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الكاذب»(‪.)3‬‬ ‫لف‬ ‫باحل ِ‬
‫َّان‪ ،‬وامل َن ِّفق سل َعته َ‬
‫واملن ُ‬

‫(‪ )1‬حديث عبد اهلل بن مسعود أخرجه البخاري (‪ ،)3526‬ومسلم (‪ ،)5736‬وحديث ابن عمر أخرجه‬
‫البخاري (‪ ،)3522‬ومسلم (‪ ،)5731‬وحديث أنس أخرجه البخاري (‪ ،)3526‬ومسلم (‪.)5737‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪)5557‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)546‬‬
‫‪ | 281‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )24‬باب النهيِ عن االفتِخارِ والبغيِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ [النجم‪ ،]35 :‬وقال تعاىل‪:‬‬


‫﴿ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬
‫ﯸ﴾ [الشورى‪.]05 :‬‬
‫إن اهلل‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َّ « :‬‬ ‫محار ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬‫عياض بن ٍ‬
‫ِ‬ ‫‪ -855‬وعن‬
‫َواضعوا حتى ال يبغي أحدٌ عىل ٍ‬
‫أحد‪ ،‬وال َيفخَ ُر أحدٌ عىل‬ ‫أن ت َ‬
‫إيل ْ‬
‫َ‬ ‫تعاىل أوحى َّ‬
‫ٍ‬
‫أحد»(‪.)1‬‬
‫ُ‬
‫الرجل‪:‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا َ‬
‫قال‬ ‫َ‬ ‫‪ -856‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫الناس‪ ،‬فهو أه َلكَهم»(‪.)2‬‬
‫لك ُ‬ ‫َه َ‬

‫(‪ )25‬باب تَحريمِ اهلُجرانِ بني املسلمني فوقَ ثالثةِ أيَّامٍ إال لبِدعةٍ يف املهجورِ‪،‬‬
‫أو تَظاهُ ٍر بفِسقٍ أو حنو ذلك‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ﴾ [احلجرات‪،]54 :‬‬


‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ﴾ [املائدة‪.]5 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال حيِ ُّل ملسل ٍم أن‬
‫َ‬ ‫أيوب ‪ :‬أن‬ ‫َ‬ ‫‪ -857‬وعن أيب‬
‫وخريمها الذي‬ ‫عر ُض هذا‪ ،‬و ُي ِ‬
‫عر ُض هذا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫لتقيان‪ ،‬ف ُي ِ‬ ‫ليال‪َ :‬ي‬ ‫ِ‬
‫ثالث ٍ‬ ‫ََي ُج َر أخاه َ‬
‫فوق‬
‫ُ‬
‫بالسال ِم»(‪.)3‬‬ ‫َي ُ‬
‫بدأ َّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5261‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5653‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6477‬ومسلم (‪.)5164‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪280‬‬

‫يطان قد‬
‫الش َ‬ ‫النبي ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬إن َّ‬ ‫سمعت َّ‬ ‫ُ‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫‪ -858‬وعن ٍ‬
‫ِ‬
‫َّحريش بينَهم»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫العرب‪ ،‬ولكن يف الت‬ ‫ِ‬
‫جزيرة‬ ‫املص ُّلون يف‬ ‫ِ‬
‫َيئ َس أن َيع ُبدَ ه َ‬

‫(‪ )26‬باب النَّهيِ عن تَناجي اثنني دونَ الثالثِ بغريِ إذنِه إال حلاجةٍ‪ ،‬وهو أن‬
‫يتحدَّثا سِرًّا حبيثُ ال يَسمَعهما‪ ،‬ويف معناه ما إذا تَحدَّثا بلسانٍ ال يَفهَمُه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ﴾ [املجادلة‪.]54 :‬‬


‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا كنتُم َثالثة‪،‬‬ ‫مسعود ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -859‬وعن ِ‬
‫ابن‬
‫أجل أن ذلك ُحي ِزنُه»(‪.)2‬‬
‫بالناس‪ ،‬من ِ‬
‫ِ‬ ‫اآلخر حتى َُيتَلِطوا‬
‫ِ‬ ‫دون‬
‫فال يتناجى اثنان َ‬

‫رعي أو‬
‫ٍّ‬ ‫(‪ )27‬باب النَّهيِ عن تَعذيبِ العبدِ والدابةِ واملرأةِ والوَلدِ بغريِ سببٍ َش‬
‫زائِ ٍد على قَدرِ األدبِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬


‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ‬
‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ﴾ [النساء اآلية‪.]36 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪ُ « :‬ع ِّذ َبت امرأ ٌة يف‬
‫َ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -861‬وعن ابن َ‬
‫ِ ٍ‬
‫وس َقتها‪ ،‬إذ هي‬ ‫سجنَتها حتى ماتَت‪ ،‬فدَ َخ َلت فيها َ‬
‫النار‪ ،‬ال هي أط َع َمتها َ‬ ‫ه َّرة َ‬
‫رض»(‪َ « .)3‬خشاش األرض»‪:‬‬ ‫شاش األَ ِ‬
‫ِ‬ ‫َح َب َستها‪ ،‬وال هي تَركَتها تأك ُُل من َخ‬
‫هوامها وحرشاهتا‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5255‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6524‬ومسلم (‪.)5520‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5361‬ومسلم (‪.)5505‬‬
‫‪ | 282‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫طريا وهم‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -861‬وعنه ‪ :‬أنه مر ِبف ٍ‬


‫قريش قد ن ََصبوا ً‬ ‫تيان من‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كل خاطئة من نَبلهم‪ ،‬فلام َر َأوا ابن َ‬
‫عمر‬ ‫الطري َّ‬ ‫لصاحب‬ ‫َيرمونَه‪ ،‬وقد َجعلوا‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫لعن اهلل من َف َ‬
‫عل هذا‪ ،‬إن‬ ‫عمر‪ :‬من َف َ‬
‫عل هذا؟ َ‬ ‫َفرقوا‪ ،‬فقال اب ُن َ‬
‫ت َّ‬
‫الروح َغ ً‬
‫رضا(‪.)1‬‬ ‫ُ‬ ‫َلع َن من َّاخت َذ شي ًئا فيه‬

‫هائم(‪.)2‬‬
‫ُصرب ال َب ُ‬
‫سول اهلل ﷺ أن ت َ َ‬ ‫‪ -862‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪َ :‬هنى َر ُ‬
‫بن ِحزا ٍم ‪ :‬أنه َم َّر بالشا ِم عىل ُأ ٍ‬
‫ناس‬ ‫‪ -863‬وعن ِهشا ِم بن َحكي ِم ِ‬
‫يت! فقال‪ :‬ما هذا؟‬ ‫الز ُ‬ ‫ب عىل رؤوسهم َّ‬ ‫الش ِ‬ ‫ِ‬
‫األنباط‪ ،‬وقد ُأقيموا يف َّ‬
‫وص َّ‬
‫مس‪ُ ،‬‬ ‫من‬
‫إن اهلل‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪َّ « :‬‬ ‫َ‬ ‫لس ِم ُ‬
‫عت‬ ‫أشهدُ َ‬
‫فقال هشا ٌم‪َ :‬‬‫راج‪َ .‬‬‫قيل‪ُ :‬ي َع َّذبون يف اخلَ ِ‬
‫فحدَّ َثه‪َ ،‬‬
‫فأمر هبم‬ ‫ِ‬
‫األمري‪َ ،‬‬ ‫لناس يف الدنيا» فدَ َ‬
‫خل عىل‬ ‫ُي َع ِّذب الذين ُي ِّ‬
‫عذبون ا َ‬
‫فخ ُّلوا(‪.)3‬‬
‫ُ‬

‫محار قد ُو ِسم يف‬


‫مر عليه ٌ‬
‫النبي ﷺ َّ‬ ‫ٍ‬
‫عباس ‪ :‬أن َّ‬ ‫‪ -864‬وعن ابن‬
‫وسمه»(‪.)4‬‬
‫لعن اهلل الذي َ‬ ‫ِ‬
‫وجهه‪ ،‬فقال‪َ « :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1151‬ومسلم (‪.)5212‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1153‬ومسلم (‪.)5216‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5653‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5552( )5557‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪283‬‬

‫(‪ )28‬باب تَحريمِ التَّعذيبِ بالنارِ‬

‫رسول اهلل ﷺ يف ب ٍ‬
‫عث‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -865‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪َ :‬بع َثنا‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بالنار» ثم قال‬ ‫حرقومها‬ ‫قريش ساممها « َ‬
‫فأ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫«إن َو َجدتُم فالنا وفالنا» َلر ُجلني من‬
‫ُنت َأمرتُكم أن َحت ِرقوا فالنا وفالنا‪ ،‬وإن‬
‫اخلروج‪« :‬إين ك ُ‬
‫َ‬ ‫حني َأردنا‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ َ‬
‫عذب هبا َّإال اهلل‪ ،‬فإن َوجدمتُ ومها فاقت ُ‬
‫ُلومها»(‪.)1‬‬ ‫النار ال ُي ِّ‬
‫َ‬

‫(‪ )29‬باب تَحريمِ َمطلِ الغينِّ حبق‬


‫ٍّ طلبَه صاحبُه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ﴾ [النساء‪،]12 :‬‬


‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ﴾ [البقرة‪.]523 :‬‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬م ُ ِ‬
‫طل الغَن ِّي ُظ ٌ‬
‫لم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ -866‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫وإذا ُأتبِع أحدُ كم عىل م ٍ‬
‫يلء فل َي ْت َبع» ‪ .‬‏‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫معنى « ُأتبِ َع»‪ُ :‬أ ِح َيل‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)3456‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5527‬ومسلم (‪.)5160‬‬
‫‪ | 284‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )31‬باب كراهةِ َعودِة اإلِنسانِ يف هبةٍ مل يُسلِّمها إىل املوهوبِ له‪،‬‬
‫ويف هبةٍ َوهبَها لولَ ِده وسَلَّمها أو مل يُسلِّمها‪ ،‬وكَراهةِ ِشرائِه شيئًا تَصدَّق به‬
‫صدَّق عليه‪ ،‬أو أخرَجه عن زكاةٍ أو كفارةٍ وحنوها‪،‬‬
‫من الذي تَ َ‬
‫وال بأسَ بشِرائِه من شخصٍ آخرَ قد انتقَ َل إليه‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬الذي َيعو ُد يف ِه َبته‬ ‫ٍ‬


‫عباس ‪ :‬أن َّ‬ ‫‪ -867‬وعن ابن‬
‫يرج ُع يف َقيئِه»(‪.)1‬‬
‫َلب ِ‬
‫كالك ِ‬

‫ٍ‬
‫فرس يف َس ِ‬
‫بيل اهلل‬ ‫لت عىل‬‫مح ُ‬
‫اخلطاب ‪ ‬قال‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫عمر بن‬
‫‪ -868‬وعن َ‬
‫فسألت‬ ‫َنت أنه يبيعه ُبر ٍ‬
‫خص‪،‬‬ ‫دت أن َ ِ‬
‫أشرت َيه‪ ،‬و َظن ُ‬ ‫فأر ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫فأضاع ُه الذي كان عندَ ُه‪َ ،‬‬
‫فإن العائدَ يف‬ ‫َشَته وال َتعد يف صدَ َقتِك‪ ،‬وإن أعطاكَه ِ‬
‫بدرهمٍ؛ َّ‬ ‫قال‪« :‬ال ت َ ِ‬‫النبي ﷺ ف َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫كالعائد يف َقيئِه»(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫صدقتِه‬

‫(‪ )31‬باب تأكيدِ َتحريمِ مالِ اليَتيمِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬


‫ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾ [النساء‪ ،]54 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ﴾ [األنعام‪ ،]515 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ﴾ [البقرة‪.]554 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5655‬ومسلم (‪.)5655‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5024‬ومسلم (‪.)5654‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪285‬‬

‫بع‬ ‫ِ‬
‫الس َ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬اجتَنبوا َّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -869‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫املوبِ ِ‬
‫حر‪ ،‬وقتل‬ ‫الرش ُك باهلل‪ِّ ،‬‬
‫والس ُ‬ ‫سول اهلل‪ ،‬وما ه َّن؟ قال‪ِّ « :‬‬ ‫قات!» قالوا‪ :‬يا َر َ‬
‫وأكل ِ‬
‫مال ال َيتيمِ‪ ،‬والتويل يو َم‬ ‫ُ‬ ‫الربا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الن ِ‬
‫وأكل ِّ‬ ‫باحلق‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫َّفس التي حر َم اهلل إال‬
‫املحصنات املؤمنات الغافِالت»(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫وقذف‬
‫ُ‬ ‫الز ِ‬
‫َّحف‪،‬‬

‫(‪ )32‬باب تَغليظِ َتحريمِ الربا‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬


‫ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ﴾ إىل قوله تعاىل‪﴿ :‬ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ﴾ [البقرة‪.]572 - 571 :‬‬

‫الربا‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ َ‬ ‫ٍ‬
‫مسعود ‪ ‬قال‪َ :‬لع َن‬ ‫‪ -871‬وعن ِ‬
‫آكل ِّ‬ ‫ابن‬
‫وموكِ َله(‪.)2‬‬

‫(‪ )33‬باب تَحريمِ الرِّياءِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ﴾ [البينة‪ ،]1 :‬وقال‬


‫تعاىل‪﴿ :‬ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ﴾ اآلية [البقرة‪:‬‬
‫‪ ،]560‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮄ ﮅ﴾ اآلية [النساء‪.]505 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5766‬ومسلم (‪.)22‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5127‬‬
‫‪ | 286‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬قال‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -871‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫َ‬
‫أَشك فيه معي غريي‬ ‫الرش ِك‪ ،‬من َع ِم َل عمال‬ ‫الرش ِ‬
‫كاء عن ِّ‬ ‫اهلل تعاىل‪ :‬أنا َأغنى ُّ‬
‫تركتُه ِ‬
‫وَشكَه»(‪.)1‬‬
‫ِ‬
‫الناس‬ ‫رسول اهلل ﷺ يقول‪« :‬إن َ‬
‫أول‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -872‬وعنه ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فعرفه نعمتَه‪ ،‬فعرفها‪ ،‬قال‪ :‬فام‬ ‫شهد‪ُ ،‬‬
‫رجل اس ُت ِ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫فأيت به‪َّ ،‬‬ ‫القيامة عليه‬ ‫ُيقىض يوم‬
‫دت‪ .‬قال‪ :‬ك ََذبت‪ ،‬ولكنَّك قات َ‬
‫َلت ألن‬ ‫ُشه ُ‬‫َلت فيك حتى است ِ‬
‫لت فيها؟ قال‪ :‬قات ُ‬ ‫ِ‬
‫عم َ‬
‫ٌ‬
‫ورجل‬ ‫لق َي يف ِ‬
‫النار‪.‬‬ ‫وجهه حتى ُأ ِ‬
‫حب عىل ِ‬ ‫قال‪ :‬جريء! فقد قيل‪ ،‬ثم ُأ ِمر به فس ِ‬ ‫ُي َ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫فأ ِيت به فعرفه نعمه فعرفها‪ .‬قال‪ :‬فام ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫عملت فيها؟‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫لم وع َّل َمه‪ ،‬وقرأ القرآن‪َ ،‬‬ ‫تع َّلم الع َ‬
‫مت‬ ‫وقرأت فيك القرآن‪ ،‬قال‪ :‬ك ََذبت‪ ،‬ولكنك تع َّل َ‬ ‫ُ‬ ‫العلم وع َّلمتُه‪،‬‬
‫َ‬ ‫مت‬ ‫قال‪ :‬تع َّل ُ‬
‫حب عىل‬ ‫وقرأت القرآن ليقال‪ :‬هو قارئٌ ؛ فقد قيل‪ ،‬ثم ُأمر به فس ِ‬ ‫َ‬ ‫ل ُيقال‪ :‬عاملٌ!‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فأ ِيت به‬‫املال‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫أصناف ِ‬ ‫وس َع اهلل عليه‪ ،‬وأعطاه من‬ ‫ٌ‬ ‫لقي يف ِ‬ ‫وجهه حتى ُأ ِ‬ ‫ِ‬
‫ورجل َّ‬ ‫النار‪.‬‬
‫سبيل حتب أن ُين َف َق‬‫ٍ‬ ‫كت من‬‫لت فيها؟ قال‪ :‬ما ت ََر ُ‬ ‫فعرفه نعمه‪ ،‬فعر َفها‪ .‬قال‪ :‬فام ِ‬
‫عم َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫لت ل ُي َ‬
‫قال‪ :‬هو جوا ٌد! فقد قيل‪،‬‬ ‫أنفقت فيها لك‪ .‬قال‪ :‬ك ََذبت‪ ،‬ولكنك ف َع َ‬
‫ُ‬ ‫فيها إال‬
‫وجهه‪ ،‬ثم ُأ ِ‬
‫لق َي يف ِ‬
‫النار»(‪.)2‬‬ ‫حب عىل ِ‬ ‫ثم ُأ ِمر به فس ِ‬
‫ُ‬

‫(‪ )34‬باب ما يُ َتوهَّمُ أنه رِياءٌ وليس هو رِياء‬

‫عم ُل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬


‫الرجل َي َ‬ ‫أرأيت‬
‫َ‬ ‫لرسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫ذر ‪ ‬قال‪ :‬قيل‬ ‫‪ -873‬وعن أيب ٍّ‬
‫ِ‬
‫املؤمن»(‪.)3‬‬ ‫عاج ُل ُبرشى‬ ‫الناس عليه؟ قال‪« :‬تِ َ‬
‫لك ِ‬ ‫مل من ِ‬
‫اخلري‪ ،‬وحيمدُ ه ُ‬ ‫ال َع َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5221‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5241‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5605‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪287‬‬

‫(‪ )35‬باب حتريمِ النَّظرِ إىل املرأةِ األجنبيةِ واألَمردِ احلَسنِ‬


‫لغريِ حاجةٍ شرعيةٍ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ﴾ [النور‪ ،]34 :‬وقال تعاىل‪:‬‬


‫﴿ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ﴾‬
‫[اإلرساء‪ ،]36 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ﴾ [غافر‪:‬‬
‫‪ ،]52‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾ [الفجر‪.]50 :‬‬
‫ب عىل ِ‬
‫ابن آد َم‬ ‫ِ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬كُت َ‬
‫َّ‬ ‫‪ -874‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬عن‬
‫َّظر‪ ،‬واألذنان زنامها‬ ‫ُ‬
‫زنامها الن ُ‬ ‫در ٌك ذلك ال َحمال َة‪ :‬العينان‬ ‫نَصي ُبه من الزِّنا‪ُ ،‬م ِ‬
‫والقلب‬ ‫جل زناها ُ‬
‫اخلطا‪،‬‬ ‫والر ُ‬ ‫واللسان ِزناه الكَال ُم‪ ،‬واليدُ زناها ال َب ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫طش‪ِّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫امع‪،‬‬
‫االست ُ‬
‫الفرج أو ِّ‬
‫يكذ ُبه»(‪.)1‬‬ ‫ُ‬ ‫ََي َوى ويتمنَّى‪ ،‬و ُيصدِّ ق ذلك‬
‫ٍ‬
‫جل‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َين ُظر َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬ ‫سعيد ‪ :‬أن‬ ‫‪ -875‬وعن أيب‬
‫الرجل يف ٍ‬
‫ثوب‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الرجل إىل‬ ‫ِ‬
‫املرأة‪ ،‬وال ُيفيض‬ ‫ِ‬
‫عورة‬ ‫ِ‬
‫الرجل‪ ،‬وال املرأ ُة إىل‬ ‫ِ‬
‫عورة‬ ‫إىل‬
‫ِ‬
‫الواحد»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫الثوب‬ ‫واحد‪ ،‬وال تُفيض املرأ ُة إىل ِ‬
‫املرأة يف‬ ‫ٍ‬

‫(‪ )36‬باب حتريمِ اخللوةِ باألجنبيةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ﴾‬


‫[األحزاب‪.]13 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6503‬ومسلم (‪.)5617‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)332‬‬
‫‪ | 288‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إياكُم‬ ‫َ‬ ‫عامر ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -876‬وعن عقب َة بن‬
‫احل ْم ُو‬ ‫ِ‬
‫األنصار‪ :‬أفر َأ َ‬
‫يت احلَ ْمو؟ قال‪َ « :‬‬ ‫ِ‬
‫النساء!» فقال ٌ‬
‫رجل من‬ ‫َ‬
‫والدخول عىل‬
‫املوت!»(‪.)1‬‬
‫ُ‬

‫(‪ )37‬باب حتريمِ َتشبُّه الرجالِ بالنساءِ وتشبُّه النساءِ بالرجالِ يف لباسٍ‬
‫وحَركةٍ وغري ذلك‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ املخنثني من‬ ‫عباس ‪ ،‬قال‪ :‬لع َن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -877‬وعن ابن‬
‫ِ‬
‫النساء(‪.)2‬‬ ‫الرجال‪ ،‬واملرتج ِ‬
‫الت من‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ِ « :‬صنفان من‬ ‫ُ‬ ‫‪ -878‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ونساء‬
‫ٌ‬ ‫الناس‪،‬‬
‫َ‬ ‫َّضبون هبا‬ ‫ِ‬
‫البقر َي ِ‬ ‫ِ‬
‫كأذناب‬ ‫معهم ِس ٌ‬
‫ياط‬ ‫أهل ِ‬
‫النار مل أرمها‪ :‬قو ٌم ُ‬ ‫ِ‬
‫لن‬ ‫مة الب ِ‬ ‫الت‪ ،‬رؤوسهن كأسن ِ ِ‬ ‫يالت مائِ ٌ‬ ‫كاسيات ِ‬
‫يدخ َ‬
‫خت املائلة ال ُ‬ ‫ُ‬ ‫يات ُمم ٌ‬
‫عار ٌ‬ ‫ٌ‬
‫مسرية كذا وكذا»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ليوجدُ من‬ ‫اجلن َة‪ ،‬وال جيِ َ‬
‫حيها َ‬ ‫دن رحيها‪ ،‬وإن ر َ‬
‫شكرها‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫نعمة اهلل‪« ،‬عاريات»‪ِ :‬من‬
‫ِ‬ ‫معنى «كاسيات» أي‪ِ :‬من‬
‫تلبس ثو ًبا رقي ًقا‬ ‫ِ‬ ‫بعض ِ‬
‫إظهارا جلامهلا ونحوه‪ ،‬وقيل‪ُ :‬‬
‫ً‬ ‫بعضه‬
‫وتكشف َ‬
‫ُ‬ ‫بدهنا‬ ‫رت َ‬‫تس ُ‬
‫لون ِ‬
‫بدهنا‪.‬‬ ‫يصف َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫طاعة اهلل تعاىل وما يلزمهن حف ُظه‪« ،‬مميالت»‪:‬‬ ‫ومعنى «مائالت»‪ :‬قيل‪ :‬عن‬
‫ٍ‬
‫متبخرتات‪،‬‬ ‫مشني‬‫أي‪ :‬يع ِّلمن غريهن فع َلهن املذموم‪ ،‬وقيل‪« :‬مائالت»‪ :‬ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1535‬ومسلم (‪.)5575‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)1226‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5552‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪289‬‬

‫ٍ‬
‫مميالت»‪ :‬ألكتافهن‪ ،‬وقيل‪« :‬مائالت»‪ :‬يمتش ْط َن املشط َة امليال َء وهي مشط ُة‬ ‫«‬
‫غريهن تلك املشط َة‪.‬‬
‫البغايا‪ ،‬و«مميالت»‪ُ :‬يمشط َن َ‬
‫ٍ‬
‫عصابة‬ ‫ٍ‬
‫عاممة أو‬ ‫يكربهنا ويع ِّظ ْمنها ِّ‬
‫بلف‬ ‫«رؤوسهن كأسنمة البخت» أي‪ْ ِّ :‬‬
‫أو نحوه‪.‬‬

‫(‪ )38‬باب النهيِ عن التشبُّه بالشيطانِ والكفارِ‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َيأ ُك َل َّن أحدُ كُم‬


‫َ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -879‬وعن ابن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشيطان يأك ُُل بشامله و َي ُ‬
‫رشب هبا»(‪.)1‬‬ ‫َ‬ ‫يرش َب َّن هبا‪ ،‬فإن‬
‫بشامله‪ ،‬وال َ‬
‫إن ال َيهو َد‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َّ « :‬‬ ‫‪ -881‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫والنصارى ال َيصبِغون‪ ،‬فخالِفوهم»(‪.)2‬‬
‫بصفرة أو ٍ‬
‫محرة‪ ،‬وأ َّما السوا ُد‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫األبيض‬ ‫ِ‬
‫والرأس‬ ‫ِ‬
‫اللحية‬ ‫خضاب ِ‬
‫شعر‬ ‫املراد‪:‬‬
‫ُ‬
‫سنذكره يف الباب بعدَ ه‪ ،‬إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فمنهي عنه كام‬
‫ٌّ‬

‫(‪ )39‬باب نهيِ الرجلِ واملرأةِ عن خضابِ َشعرِهما بسوادٍ‬

‫ِ‬
‫الصديق‬ ‫بكر‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪ُ :‬أ ِيت بأيب ُقحاف َة ِ‬
‫والد أيب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -881‬وعن‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫بياضا‪ ،‬فقال‬ ‫فتح مكة ورأسه وحليته كال ُّث ِ‬
‫غامة ً‬ ‫‪ ،‬يو َم ِ‬
‫ُ‬
‫«غ َِّريوا هذا‪ ،‬واجتَنِبوا السوا َد»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5454‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3065‬ومسلم (‪.)5543‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5545‬‬
‫‪ | 291‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )41‬باب النهيِ عن القَ َز ِع وهو حلقُ بعضِ الرأسِ دون بعضٍ‪ ،‬وإباحةِ حلقِ ِه كلِّه‬
‫للرجلِ دون املرأةِ‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ عن ال َقز ِع(‪.)1‬‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪َ :‬هنى‬
‫‪ -882‬وعن ابن َ‬
‫شعره‬ ‫رسول اهلل ﷺ َصبِ ًّيا قد ُحلِق ُ‬
‫بعض ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -883‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬رأى‬
‫بعضه‪ ،‬فنهاهم عن ذلك‪ ،‬وقال‪« :‬احلِقوه ك َّله‪ ،‬أو اتركوه ك َّله»(‪.)2‬‬
‫وت ُِرك ُ‬

‫(‪ )41‬باب تَحريمِ َوصلِ الشعرِ والوَشمِ وال َوشرِ وهو تَحديدُ األسنانِ‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬


‫ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ﴾ اآلية‬
‫[النساء‪.]552 - 557 :‬‬
‫النبي ﷺ فقالت‪ :‬يا َر َ‬
‫سول‬ ‫‪ -884‬وعن أسام َء ‪ :‬أن امرأ ًة سألت َّ‬
‫اهلل إن ابنَتي أصابتها احلصب ُة‪ ،‬فتَمرق شعرها‪ ،‬وإين زوجتُها‪ ،‬أ ِ‬
‫فأص ُل فيه؟ فقال‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫« َل َ‬
‫عن اهلل الواصل َة واملوصول َة»(‪.)3‬‬

‫« َمت َ َّرق»‪ :‬انت َث َر وس َق َط‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1254‬ومسلم (‪.)5554‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0521‬والنسائي (‪ ،)1534‬وابن ماجه (‪.)3637‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1205‬ومسلم (‪.)5555‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪290‬‬

‫ِ‬
‫واملستوشامت‬ ‫الواش ِ‬
‫امت‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫مسعود ‪ ‬أنه قال‪ :‬لع َن اهلل‬ ‫‪ -885‬وعن ِ‬
‫ابن‬
‫ِ‬ ‫للح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خلق اهلل‪ ،‬فقالت له امرأة‬
‫املغريات َ‬ ‫سن‪،‬‬ ‫والنامصات واملتن َِّمصات واملتف ِّلجات ُ‬
‫ِ‬
‫كتاب اهلل تعاىل؟ قال‬ ‫فقال‪ :‬وما يل ال ألع ُن من لعنَه َر ُ‬
‫سول اهلل ﷺ وهو يف‬ ‫يف ذلك َ‬
‫اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ﴾ [سورة احلرش‪.)1(]7 :‬‬
‫قليال‪ُ ،‬‬
‫وحت ِّسنها‬ ‫بعض ً‬‫ٍ‬ ‫بعضها عن‬ ‫ِ‬
‫أسناهنا ليتباعدَ ُ‬ ‫«املتف ِّلجة»‪ :‬التي ترب ُد من‬
‫ليصري‬ ‫حاجب ِ‬
‫غريها وترق ُقه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شعر‬ ‫تأخذ من‬ ‫ُ‬ ‫الورش‪ ،‬و«النامصة»‪ :‬التي‬ ‫وهو‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تأمر َمن ُ‬
‫يفعل هبا ذلك‪.‬‬ ‫حسنًا‪ ،‬و«املتنمصة»‪ :‬التي ُ‬

‫(‪ )42‬باب النهيِ عن نَتفِ الشيبِ من اللحيةِ والرأسِ وغريِهما‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال‬


‫عيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جدِّ ه ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫وعن ِ‬
‫عمرو بن ُش ٍ‬
‫ِ‬
‫القيامة»(‪.)2‬‬ ‫نور املسل ِم يو َم‬ ‫تَنتِفوا‬
‫الشيب؛ فإنه ُ‬
‫َ‬

‫(‪ )43‬باب كراهةِ االستِنجاءِ باليَمني ومسِّ الفرجِ باليمني عند االستنجاءِ من‬
‫غريِ عذرٍ‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬إذا َ‬


‫بال أحدُ كُم‪ ،‬فال‬ ‫‪ -886‬وعن أيب قتاد َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫ِ‬ ‫ذكره بيمينِه‪ ،‬وال َيستَنجِ بيمينِه‪ ،‬وال يتن َّف ُس يف‬
‫اإلناء»(‪.)3‬‬ ‫يأخ َذ َّن َ‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)0226‬ومسلم (‪.)5551‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)0545‬والرتمذي (‪.)5255‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)510‬ومسلم (‪.)567‬‬
‫‪ | 292‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )44‬باب كراهةِ املشي يف نَعلٍ واحدةٍ‪ ،‬أو خُف‬


‫ٍّ واحدٍ لغري عذرٍ‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َي ِ‬


‫مش أحدكم‬ ‫َ‬ ‫‪ -887‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬ ‫يف ٍ‬
‫نعل واحدة‪ ،‬ل ُينعلهام مجيعا‪ ،‬أو ل َيخ َل ُ‬
‫عهام مجيعا»(‪.)1‬‬

‫(‪ )45‬باب النهيِ عن تركِ النارِ يف البيت عند النومِ وحنوه‪ ،‬سواءٌ كانت يف‬
‫سراجٍ أو غريه‬

‫النار يف‬
‫ََتكوا َ‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال ت ُ‬
‫ِّ‬ ‫عمر ‪ ،‬عن‬
‫‪ -888‬وعن ابن َ‬
‫بيوتِكم حَّي تنامون»(‪.)2‬‬
‫اإلناء‪َ ،‬‬
‫وأوكوا‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬غطوا‬ ‫جابر ‪ ،‬عن‬ ‫‪ -889‬وعن ٍ‬
‫َ‬
‫حيل سقاء‪ ،‬وال يفتح‬‫اج‪ ،‬فإن الشيطان ال ُّ‬ ‫ِ‬ ‫السقاء‪ ،‬وأغلِقوا‬
‫ِ‬
‫الرس َ‬
‫الباب‪ ،‬وأطفئوا ِّ‬‫َ‬
‫يعر َض عىل إنائِه عودا‪ ،‬ويذكر‬
‫بابا‪ ،‬وال يكشف إناء‪ ،‬فإن مل جيد أحدُ كم َّإال أن ُ‬
‫ِ‬
‫البيت بيتَهم»(‪.)3‬‬ ‫اسم اهلل؛ فليفعل‪ ،‬وإن ال ُفو ِ‬
‫يسقة ت ِ‬
‫َُّضم عىل أهل‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫«ال ُفو ِ‬
‫يسقةُ»‪ :‬الفأرةُ‪.‬‬ ‫َ‬

‫(‪ )46‬باب النهيِ عن التكلُّف‪ ،‬وهو فِعلُ وقولُ ما ال مَصلحةَ فيه مبشقةٍ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ﴾ [ص‪.]26 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1216‬ومسلم (‪.)5427‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)6523‬ومسلم (‪.)5451‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5455‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪293‬‬

‫‪ -891‬وعن عمر ‪ ‬قال‪ :‬هنينا عن التَّك ُّل ِ‬


‫ف(‪.)1‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫(‪ )47‬باب حتريمِ النياحةِ على امليتِ ولَطمِ اخلدِّ وشقِّ اجليبِ ونتفِ الشعرِ‬
‫وحلقِه والدعاءِ بالوَيلِ والثُّبورِ‬

‫ليس ِمنَّا من‬


‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬‬ ‫ُ‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -891‬وعن ِ‬
‫ابن‬
‫ِ‬
‫اجلاهلية»(‪.)2‬‬ ‫اجليوب‪ ،‬ودعا بدَ عوى‬ ‫اخلدو َد‪َ ،‬‬
‫وش َّق‬ ‫َرض َب ُ‬
‫َ‬
‫األشعري‪ ،‬ف ُغ ِيش عليه‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫وج َع أبو موسى‬ ‫‪ -892‬وعن أيب ُبردةَ‪ ،‬قال‪ِ :‬‬
‫َصيح َبرن ٍَّة فلم يستَطِع أن ير َّد عليها شي ًئا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫حجر امرأة من أهله‪ ،‬فأق َب َلت ت ُ‬ ‫ِ‬ ‫ورأسه يف‬
‫ُ‬
‫برئ من‬ ‫رسول اهلل ﷺ َ‬ ‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬إن‬ ‫ُ‬ ‫برئ منه‬
‫أفاق قال‪ :‬أنا بري ٌء ممن َ‬ ‫فلام َ‬
‫ِ‬
‫والشاقة(‪.)3‬‬ ‫قة‪ ،‬واحلال ِ ِ‬
‫قة‪،‬‬ ‫الصال ِ ِ‬

‫دب‪« ،‬واحلالِق ُة»‪ :‬التي َحتلِق‬ ‫ِ‬


‫بالنياحة والنَّ ِ‬ ‫صوهتا‬
‫َ‬ ‫َرفع‬
‫«الصالقة»‪ :‬التي ت ُ‬
‫ثوهبا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تشق َ‬
‫املصيبة‪« ،‬والشاقة»‪ :‬التي ُّ‬ ‫رأسها عند‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫املغرية بن شعب َة ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -893‬وعن‬
‫ِ‬
‫القيامة»(‪.)4‬‬ ‫نيح عليه يو َم‬ ‫نيح عليه‪ ،‬فإنَّه ُي َّ‬
‫عذب بام َ‬ ‫« َمن َ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫األشعري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬
‫مالك‬ ‫‪ -894‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫موِتا؛ تُقام يو َم القيامة وعليها ِِس ٌ‬
‫«النائِح ُة إذا مل َتتُب قبل ِ‬
‫بال من َقطران‪ ،‬ود ٌ‬
‫رع‬
‫من َج َرب»(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)7523‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5520‬ومسلم (‪.)543‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5526‬ومسلم (‪.)540‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5525‬ومسلم (‪.)233‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)230‬‬
‫‪ | 294‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫الناس‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬اثنتان يف‬ ‫‪ -895‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫النسب‪ ،‬والنياح ُة عىل ِ‬
‫ِ‬
‫امليت»(‪.)1‬‬ ‫ُفر‪ :‬ال َّط ُ‬
‫عن يف‬ ‫مها هبم ك ٌ‬

‫(‪ )48‬باب النهيِ عن إتيانِ الكهانِ واملنَجِّمني والعُّرافِ وأصحابِ الرملِ والطوارقِ‬
‫باحلصى وبالشعريِ وحنو ذلك‬

‫ناس عن‬ ‫رسول اهلل ﷺ ٌ‬ ‫َ‬ ‫‪ -896‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪َ :‬‬


‫سأل‬
‫ٍ‬
‫بيشء‪،‬‬ ‫بيشء» فقالوا‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬إهنم ُحيدِّ ثونا أحيانًا‬ ‫ٍ‬ ‫الكهان‪ ،‬فقال‪« :‬ليس‬‫ِ‬

‫اجلني ف َي ُق ُّرها يف‬


‫ُّ‬ ‫احلق ُيطفها‬‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬تلك الكلِم ُة من ِّ‬ ‫ُ‬ ‫فيكون ح ًّقا؟ فقال‬
‫أذن ولِ ِّيه‪ ،‬ف َيخلِطون معها مائ َة َك ْذ َب ٍة»(‪.)2‬‬
‫ِ‬

‫النبي ﷺ و‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -897‬وعن صفي َة بنت أيب ُع ٍ‬


‫أزواج ِّ‬ ‫بعض‬ ‫بيد‪ ،‬عن‬
‫عن النبي ﷺ قال‪« :‬من أتى عرافا فسأ َله عن ٍ‬
‫يشء فصدَّ قه‪ ،‬مل تُق َبل له صال ٌة أربعَّي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫يوما»(‪.)3‬‬
‫رسول اهلل ﷺ هنى عن ِ‬
‫ثمن‬ ‫َ‬ ‫البدري ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬
‫مسعود‬ ‫‪ -898‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الكاهن(‪.)4‬‬ ‫وحلوان‬ ‫الكلب‪ ،‬و َم ِ‬
‫ِ‬
‫البغي‪ُ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫هر‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)67‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3554‬ومسلم (‪.)5552‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)5534‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5537‬ومسلم (‪.)5167‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪295‬‬

‫(‪ )49‬باب النهيِ عن التطيُّ ِر‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال َعدوى وال طِ َرية‪،‬‬


‫ُ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -899‬وعن ٍ‬
‫و ُي ِ‬
‫عج ُبني ال َف ُأل» قالوا‪ :‬وما ُ‬
‫الفأل؟ قال‪« :‬كَلم ٌة طيب ٌة»(‪.)1‬‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال َعدوى وال‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -911‬وعن ابن َ‬
‫ِ‬
‫واملرأة‪ ،‬وال َف ِ‬ ‫الشؤم يف ٍ‬
‫يشء ففي ِ‬ ‫ِ‬
‫رس»(‪.)2‬‬ ‫الدار‪،‬‬ ‫ط َرية‪ ،‬وإن كان ُّ ُ‬

‫(‪ )51‬باب حتريمِ تصويرِ احليوانِ يف بساطٍ أو حجرٍ أو ثوبٍ أو درهمٍ أو خمدةٍ أو‬
‫دينارٍ أو وسادةٍ وغري ذلك‪ ،‬وحتريمِ اختاذِ الصور ِة يف حائطٍ وسقفٍ وسرت وعمامةٍ وثوب‬
‫وحنوها‪ ،‬واألمرِ بإتالفِ الصورةِ‬

‫إن الذين َيصنَعون‬


‫رسول اهلل ﷺ قال‪َّ « :‬‬ ‫َ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -911‬وعن ابن َ‬
‫ِ‬
‫القيامة‪ ،‬يقال هلم‪ :‬أحيوا ما َخ َلقتُم»(‪.)3‬‬ ‫الصور ُي َّ‬
‫عذبون يو َم‬ ‫هذه‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬كل‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫عباس ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -912‬وعن ابن‬
‫نفس ف ُي ِّ‬
‫عذبه يف جهنَّم» قال ابن‬ ‫ٍ‬ ‫عل له ِّ‬ ‫مصو ٍر يف ِ‬
‫النار‪ُ ،‬جي ُ‬
‫بكل صورة صورها ٌ‬ ‫ِّ‬
‫روح فيه(‪.)4‬‬ ‫كنت ال بد ِ‬
‫فاع ًال‪ ،‬فاصن ِع‬ ‫ٍ‬
‫الشجر وما ال َ‬
‫َ‬ ‫عباس‪ :‬فإن َ‬
‫َدخ ُل املالئك ُة‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال ت ُ‬ ‫‪ -913‬وعن أيب َطلح َة ‪ :‬أن‬
‫كلب وال صور ٌة»(‪.)5‬‬
‫بيتا فيه ٌ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1776‬ومسلم (‪.)5550‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1713‬ومسلم (‪.)5551‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1215‬ومسلم (‪.)5542‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5551‬ومسلم (‪.)5554‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)3551‬ومسلم (‪.)5546‬‬
‫‪ | 296‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫عل ‪ :‬أال أب َعثَك عىل ما َبعثَني‬


‫‪ -914‬وعن أيب اهلياجِ ‪ ،‬قال‪ :‬قال يل ٌّ‬
‫ربا ِ‬
‫مرش ًفا إال‬ ‫طمستَها‪ ،‬وال َق ً‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ؟ أن ال تَد َع صور ًة إال َ‬ ‫عليه‬
‫سويتَه(‪.)1‬‬
‫َّ‬

‫(‪ )51‬باب تَحريمِ اختاذِ الكلبِ إال لصيدٍ أو ماشيةٍ أو زرعٍ‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪َ « :‬من‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫‪ -915‬وعن ابن َ‬
‫ينقص من ِ‬
‫أجره كل يو ٍم قرياطان»(‪.)2‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كلب صيد أو ماشية فإنه ُ‬
‫اقتَنى كَلبا إال َ‬

‫(‪ )52‬باب كراهةِ تعليقِ اجلرسِ يف البعريِ وغريه من الدوابِّ‪ ،‬وكراهةِ استصحابِ‬
‫الكلبِ واجلرسِ يف السفرِ‬

‫َصحب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال ت‬ ‫‪ -916‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫جرس»(‪.)3‬‬
‫ٌ‬ ‫املالئك ُة ُرفقة فيها ٌ‬
‫كلب أو‬

‫(‪ )53‬باب كراهةِ ركوبِ اجلاللةِ‪ ،‬وهي البعريُ أو الناقةُ اليت تأكُلُ العَ ِذرةَ‪ ،‬فإن‬
‫أكلَت عَلفًا طاهرًا فطابَ حلمُها‪ ،‬زالت الكَراهة‬
‫ِ‬
‫اجلاللة يف‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ عن‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪َ :‬هنى‬
‫‪ -917‬وعن ابن َ‬
‫ِ‬
‫اإلبل أن ُيركَب عليها(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)262‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1025‬ومسلم (‪.)5170‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5553‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪.)5112‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪297‬‬

‫(‪ )54‬باب النهيِ عن البُصاقِ يف املسجدِ واألمرِ بإزالتِه منه إذا ُو ِج َد فيه‪ ،‬واألمرِ‬
‫بتَنزيهِ املسجدِ عن األقذارِ‬
‫ِ‬
‫املسجد‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال ُب ُ‬
‫صاق يف‬ ‫‪ -918‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ :‬أن‬
‫وكفار ُِتا َدفنُها»(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫خطيئ ٌة‪،‬‬
‫تصلح‬
‫ُ‬ ‫إن هذه املساجدَ ال‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪َّ « :‬‬‫َ‬ ‫‪ -919‬وعنه ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫القرآن»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫وقراءة‬ ‫ذر‪ ،‬إنام هي ِ‬
‫لذ ِ‬
‫كر اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫البول وال ال َق ِ‬ ‫ٍ‬
‫ليشء من هذا‬

‫(‪ )55‬باب كراهةِ اخلصومةِ يف املسجدِ‪ ،‬ورفعِ الصوتِ فيه‪ ،‬ونَشدِ الضالةِ‪،‬‬
‫والبيعِ والشراءِ واإلجارةِ‪ ،‬وحنوِها من املعامالتِ‬

‫يقول‪« :‬من َس ِم َع‬


‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫َ‬ ‫سمع‬
‫َ‬ ‫‪ -911‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أنه‬
‫ِ‬
‫رجال ينشد ضالة يف املسجد فل َي ُقل‪ :‬ال َر َّدها اهلل عليك‪ ،‬فإن املساجدَ مل ت َ‬
‫ُبن‬
‫هلذا»(‪.)3‬‬
‫بيع أو يبتا ُع‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا رأيتُم من َي ُ‬ ‫‪ -911‬وعنه ‪ :‬أن‬
‫جتارتَك‪ ،‬وإذا رأيتُم من ُ‬
‫ينشدُ ضالة فقولوا‪ :‬ال ر َّد‬ ‫ِ‬
‫يف املسجد‪ ،‬فقولوا‪ :‬ال أر َب َح اهلل َ‬
‫اهلل عليك»(‪.)4‬‬
‫فحصبني‬ ‫ِ‬
‫املسجد‬ ‫ِ‬
‫السائب بن َيزيدَ ‪ ‬قال‪ :‬كنت يف‬ ‫‪ -912‬وعن‬
‫َ‬
‫اذهب فأتِني هبذين‪ِ ،‬‬
‫فجئتُه‬ ‫ِ‬
‫اخلطاب ‪ ‬فقال‪َ :‬‬ ‫عمر بن‬ ‫ٌ‬
‫رجل‪ ،‬فن َظ ُ‬
‫رت فإذا ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)051‬ومسلم (‪.)115‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)521‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)162‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5355‬وأصله يف مسلم (‪.)162‬‬
‫‪ | 298‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫الطائف‪ ،‬فقال‪ :‬لو كنتُام من أهل ِ‬


‫البلد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫هبام‪ ،‬فقال‪ :‬من أين أنتُام؟ فقاال‪ :‬من ِ‬
‫أهل‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ!(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫مسجد‬ ‫ألوجعتُكام؛ تَرفعان أصوا َتكُام يف‬
‫َ‬

‫(‪ )56‬باب نهيِ من أكلَ ثُومًا أو بصلًا أو كُراثًا أو غريَه مما له رائحةٌ كريهةٌ عن‬
‫دخولِ املسجدِ قب َل زوالِ رائحتِه إال لضرورةٍ‬

‫َ‬
‫البصل‪ ،‬وال ُّثو َم‪،‬‬ ‫النبي ﷺ‪« :‬من َ‬
‫أكل‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬قال ُّ‬ ‫‪ -913‬وعن ٍ‬
‫ِ‬
‫مسجدنا‪ ،‬فإن املالئك َة تتأ َّذى مما يتأ َّذى منه بنو آد َم»(‪.)2‬‬ ‫والك َ‬
‫ُراث‪ ،‬فال يقر َب َّن‬

‫مجعة فقال يف‬‫ٍ‬ ‫خطب يو َم‬ ‫اخلطاب ‪ :‬أنه‬ ‫ِ‬ ‫عمر بن‬
‫َ‬ ‫‪ -914‬وعن َ‬
‫َ‬
‫البصل‪،‬‬ ‫الناس تأكلون ش َج َرتني ما ُأرامها إال َخبي َثتني‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫خطبتِه‪ :‬ثم إنَّكم أتها‬
‫ِ‬
‫الرجل يف املسجد َأ َ‬
‫مر به‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫حيهام من‬ ‫رسول اهلل ﷺ إذا وجدَ ر َ‬ ‫َ‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬ ‫وال ُّثو َم‪ .‬لقد‬
‫خرج إىل البقيعِ‪ ،‬فمن أك َلهام‪ ،‬فل ُي ِم ُتهام ً‬
‫طبخا(‪.)3‬‬ ‫ف ُأ ِ‬

‫(‪ )57‬باب نهي من دخلَ عليه عشرُ ذي احلجةِ وأرادَ أن يضحيَ عن أخذ شيءٍ من‬
‫شعرِه أو أظفارِه حتى يُضحِّي‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من كان له‬ ‫‪ -915‬وعن أ ِّم سلم َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫أظفاره شيئا‬ ‫يأخذن من ِ‬
‫شعره وال من‬ ‫أهل ُ‬
‫هالل ذي احلجة‪ ،‬فال‬ ‫يذبحه‪ ،‬فإذا َّ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫بح ُ‬ ‫ذ ٌ‬
‫حتى ُيضحي»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)074‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)211‬ومسلم (‪.)160‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)167‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5277‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪299‬‬

‫(‪ )58‬باب النهيِ عن احللفِ َ‬


‫مبخلوقٍ كالنيبِّ والكعبةِ واملالئكةِ والسماءِ واآلباءِ‬
‫واحلياةِ والروحِ والرأسِ وحياةِ السلطانِ ونِعمةِ السلطان وتُربةِ فالن واألمانةِ وهي من‬
‫أشدِّها نهيًا‬

‫إن اهلل تعاىل َينهاكُم أن‬


‫النبي ﷺ قال‪َّ « :‬‬
‫عمر ‪ ،‬عن ِّ‬ ‫‪ -916‬وعن ابن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صمت»(‪.)1‬‬ ‫َحتلفوا بآبائكم‪َ ،‬‬
‫فمن كان حالفا‪ ،‬فل َيحلف باهلل‪ ،‬أو ل َي ُ‬
‫ِ‬
‫باألمانة‬ ‫َ‬
‫حلف‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬من‬ ‫َ‬ ‫‪ -917‬وعن ُبريد َة ‪ :‬أن‬
‫فليس ِمنَّا»(‪.)2‬‬

‫َ‬
‫حلف فقال‪ :‬إين‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من‬ ‫‪ -918‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫بريء من اإلسالمِ‪ ،‬فإن كان كاذبا‪ ،‬فهو كام قال‪ ،‬وإن كان صادقا‪ ،‬فلن ِ‬
‫يرج َع إىل‬ ‫ٌ‬
‫اإلسال ِم ساملا»(‪.)3‬‬
‫ِ‬
‫والكعبة‪ ،‬فقال‬ ‫سمع ً‬
‫رجال يقول‪ :‬ال‬ ‫عمر ‪ :‬أنه‬
‫َ‬ ‫‪ -919‬وعن ابن َ‬
‫حلف ِ‬
‫بغري‬ ‫َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬من‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫عمر‪ :‬ال َحتلِف ِ‬
‫بغري اهلل‪ ،‬فإين‬ ‫اب ُن َ‬
‫َ‬
‫أَشك»(‪.)4‬‬ ‫كفر أو‬
‫اهلل‪ ،‬فقد َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6542‬ومسلم (‪.)5606‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪.)3513‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3512‬والنسائي (‪ ،)3775‬وابن ماجه (‪.)5544‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3515‬والرتمذي (‪.)5131‬‬
‫‪ | 311‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )59‬باب تَغليظِ اليمني الكاذبةِ َعمدًا‬

‫َطع‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬من اقت َ‬‫َ‬ ‫احلارثي ‪ :‬أن‬
‫ِّ‬ ‫‪ -921‬وعن أيب أمام َة‬
‫رجل‪:‬‬‫النار‪ ،‬وح َّرم عليه اجلن َة» فقال له ٌ‬
‫أوجب اهلل له َ‬
‫َ‬ ‫امرئ مسل ٍم بيمينِه‪ ،‬فقد‬
‫ٍ‬ ‫حق‬
‫َّ‬
‫سول اهلل؟ قال‪« :‬وإن َقضيب من ٍ‬
‫أراك»(‪.)1‬‬ ‫سريا يا َر َ‬
‫ٌ‬ ‫وإن كان شي ًئا َي ً‬
‫النبي ﷺ قال‪« :‬الكبائِ ُر‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫عمرو ‪ ،‬عن‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬‫‪ -921‬وعن ِ‬

‫َموس»(‪.)2‬‬
‫مَّي الغ ُ‬ ‫ِ‬
‫النفس‪ ،‬وال َي ُ‬ ‫وعقوق الوالدين‪ُ ،‬‬
‫وقتل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اإلَشاك باهلل‪،‬‬

‫(‪ )61‬باب نَدبِ من حلفَ على مينيٍ فرأى غريَها خريًا منها أن يفعلَ ذلك احمللوفَ‬
‫عليه‪ ،‬ثم يُ َكفِّر عن ميينِه‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫سمر َة ‪ ‬قال‪ :‬قال يل‬ ‫ِ‬ ‫‪ -922‬وعن ِ‬
‫الرمحن بن ُ‬ ‫عبد‬
‫خري وك ِّفر عن‬ ‫ٍ‬ ‫«وإذا َح َل َ‬
‫غريها خريا منها‪ ،‬فأت الذي هو ٌ‬
‫فت عىل يمَّي‪ ،‬فرأيت َ‬
‫يمينِك»(‪.)3‬‬

‫(‪ )61‬باب العفوِ عن لَغوِ اليمنيِ وأنه ال كفارةَ فيه‪ ،‬وهو ما يَجري على اللسانِ‬
‫بغري قصدِ لليمنيِ كقولِه على العادة‪ :‬ال واهلل‪ ،‬بَلى واهلل‪ ،‬وحنو ذلك‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬


‫ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)537‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)6671‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6755‬ومسلم (‪.)5615‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪310‬‬

‫ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ﴾‬
‫[املائدة‪.]22 :‬‬
‫‪ -923‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ُ :‬أ ِنز َلت هذه اآلية‪﴿ :‬ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ﴾ يف ِ‬
‫قول الرجل‪ :‬ال واهلل‪َ ،‬بىل واهلل(‪.)1‬‬

‫(‪ )62‬باب كراهةِ احللفِ يف البيعِ وإن كان صادقًا‬

‫ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -924‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ِ‬
‫للكسب»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫للسلعة‪َ ،‬مم َحق ٌة‬ ‫احللِ ُ‬
‫ف َمن َفق ٌة‬ ‫« َ‬

‫(‪ )63‬باب كراهةِ منعِ من سألَ باهلل تعاىل وتشَفَّ َع به‬

‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من استعا َذ باهلل؛‬


‫ُ‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -925‬وعن ابن َ‬
‫صنع إليكم‬ ‫َ‬ ‫فأجيبوه‪ ،‬ومن‬ ‫فأعطوه‪ ،‬ومن َدعاكم؛ َ‬
‫سأل باهلل؛ َ‬
‫ومن َ‬ ‫فأعيذوه‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫جتدوا ما تُكافِئونه فادعوا له حتَّى ت ََروا أنكم قد‬
‫َمعروفا فكافِئوه‪ ،‬فإن مل َ ِ‬
‫كافَأمتُ وه»(‪.)3‬‬
‫(‪ )64‬باب تَحريمِ قولِه‪ :‬شاهان شاه للسُّلطا ِن وغريه؛ ألنَّ معناه‪َ :‬مِلك امللوكِ‪،‬‬
‫وال يوصَف بذلك غريُ اهلل سبحانه وتعاىل‬

‫إن أخن ََع اس ٍم عندَ اهلل‬


‫النبي ﷺ قال‪َّ « :‬‬
‫‪ -926‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫ِ‬
‫األمالك»(‪.)4‬‬ ‫رجل ت ََس َّمى‪َ :‬ملِك‬
‫عز وجل ٌ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)0653‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5427‬ومسلم (‪.)5646‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪.)5675‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6546‬ومسلم (‪.)5503‬‬
‫‪ | 312‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )65‬باب النهيِ عن خماطبةِ الفاسِ ِق واملبتدِ ِع وحنوهما بسَيِّ ٍد وحنوه‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال تَقولوا للمنافِ ِق‬


‫ُ‬ ‫‪ -927‬وعن بريد َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫سيدٌ ‪ ،‬فإنَّه إن يك س ِّيدا فقد أسخَ طتُم ر َّبكم عز وجل»(‪.)1‬‬

‫(‪ )66‬باب كراهةِ سبِّ احلُمى‬

‫ِ‬
‫السائب ‪-‬أو أ ِّم‬ ‫رسول اهلل ﷺ َ‬
‫دخل عىل أ ِّم‬ ‫َ‬ ‫جابر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -928‬وعن ٍ‬
‫حل َّمى‬ ‫املسيب‪ُ -‬تز ِ‬
‫ِ‬ ‫املسيب‪ -‬فقال‪« :‬ما ِ‬
‫ِ‬
‫َفزفَّي؟» قالت‪ :‬ا ُ‬ ‫لك يا أ َّم السائب ‪-‬أو يا أ َّم‬
‫ذهب‬ ‫ُذهب خطايا بني آدم كام ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فإَّنا ت ُ‬ ‫احلمى َّ‬
‫بارك اهلل فيها! فقال‪« :‬ال ت َُسبي َّ‬ ‫ال‬
‫ِ‬
‫احلديد»(‪.)2‬‬ ‫الكري َ‬
‫خبث‬ ‫ُ‬
‫« ُتز ِ‬
‫َفزفَّي»‪ :‬تتحركني حرك ًة رسيع ًة‪ ،‬ومعناه‪ :‬ترتعدُ ‪.‬‬

‫(‪ )67‬باب النهيِ عن سبِّ الريحِ‪ ،‬وبيان ما يقالُ عند هبوبها‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال ت َُس ُّبوا‬ ‫كعب ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -929‬وعن ُأ ِّ‬
‫يب بن‬
‫ِ‬
‫وخري‬ ‫اللهم إنا نَسأ ُلك من ِ‬
‫خري هذه الريحِ ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َكرهون‪ ،‬فقولوا‪:‬‬ ‫الريح‪ ،‬فإذا َ‬
‫رأيتُم ما ت َ‬ ‫َ‬
‫ما فيها‪ِ ُ ِ َ ،‬‬
‫وَش ما‬‫وَش ما فيها‪ِّ َ ،‬‬ ‫وخري ما أم َرت به‪ ،‬ونَعو ُذ بك من ِّ‬
‫َش هذه الريحِ ‪ِّ ،‬‬
‫ُأ ِم َرت به»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أبو داود (‪.)0277‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5171‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي (‪.)5515‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪313‬‬

‫الريح قال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪ -931‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان ُّ‬
‫النبي ﷺ إذا َع َصفت‬
‫ُ ِ‬
‫وخري ما أرسلت به‪ ،‬وأعو ُذ بك من ِّ‬
‫َشها‬ ‫َ‬ ‫وخري ما فيها‬
‫َ‬ ‫الله َّم إين أسأ ُلك َ‬
‫خريها‬ ‫« ُ‬
‫وَش ما ُأ ِ‬
‫رسلت به»(‪.)1‬‬ ‫وَش ما فيها َ ِّ‬
‫ِّ‬

‫(‪ )68‬باب كراهةِ سبِّ الديك‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال‬ ‫جل َهنِ ِّي ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -931‬وعن زيد بن خالد ا ُ‬
‫ِ‬
‫للصالة»(‪.)2‬‬ ‫ُ‬
‫يوقظ‬ ‫ت َُسبوا الدِّ َ‬
‫يك فإنَّه‬
‫(‪ )69‬باب النهيِ عن قولِ‪ :‬مُ ِ‬
‫طرنا بنَوءِ كذا‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫هني ‪ ‬قال‪ :‬صىل بنا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫جل ِّ‬
‫‪ -932‬وعن زيد بن خالد ا ُ‬
‫ِ‬
‫الناس‪،‬‬ ‫انرصف َ‬
‫أقبل عىل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الليل‪ ،‬فلام‬ ‫إثر ٍ‬
‫سامء كانت من‬ ‫ِ‬
‫باحلديبية يف ِ‬ ‫ِ‬
‫الصبح‬ ‫صال َة‬
‫ورسو ُله أعلم‪ .‬قال‪« :‬قال‪ :‬أص َب َح‬ ‫فقال‪« :‬هل تَدرون ماذا َ‬
‫قال ر ُّبكم؟» قالوا‪ :‬اهلل َ‬
‫مؤمن‬
‫ٌ‬ ‫بفضل اهلل ورمحتِه‪ ،‬فذلك‬
‫ِ‬ ‫فأما من قال‪ُ :‬مطِرنا‬
‫وكافر‪َّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫مؤمن يب‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫من عبادي‬
‫مؤمن‬ ‫كافر يب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كافر بالك ِ‬
‫ٌ‬ ‫َوكب‪ ،‬وأما من قال‪ُ :‬مطرنا بنَوء كذا وكذا‪ ،‬فذلك ٌ‬ ‫يب ٌ‬
‫ِ‬
‫بالكوكب»(‪.)3‬‬
‫(‪ )71‬باب حتريمِ قولِه ملسلمٍ‪ :‬يا كافرُ‬

‫ُ‬
‫الرجل‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا َ‬
‫قال‬ ‫ُ‬ ‫مر ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -933‬وعن ابن ع َ‬
‫قال َّ‬
‫وإال َر َج َعت عليه»(‪.)4‬‬ ‫باء هبا أحدُ مها‪ ،‬فإن كان كام َ‬ ‫ِ‬
‫كافر‪ ،‬فقد َ‬
‫ألخيه‪ :‬يا ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)222‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪.)1545‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)206‬ومسلم (‪.)75‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6540‬ومسلم (‪.)64‬‬
‫‪ | 314‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )71‬باب النهيِ عن الفُحشِ وبَذاءِ اللسان‬

‫املؤمن‬ ‫ليس‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -934‬وعن ِ‬


‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ابن‬
‫عان‪ ،‬وال ا ِ‬
‫لفاح ِ‬
‫ش‪ ،‬وال ال َبذيء»(‪.)1‬‬ ‫ان‪ ،‬وال ال َّل ِ‬
‫بال َّط َّع ِ‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما كان ال ُف ُ‬
‫حش يف‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫‪ -935‬وعن ٍ‬
‫يشء إال شانَه‪ ،‬وما كان احلياء يف ٍ‬
‫يشء َّإال زا َن ُه»(‪.)2‬‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬

‫(‪ )72‬باب كراهةِ التَّقعريِ يف الكالمِ‪ ،‬والتشدُّ ِق فيه‪ ،‬وتكلُّ ِ‬


‫ف الفَصاحةِ‪،‬‬
‫واستعمالِ َوحشِيِّ اللغةِ‪ ،‬ودقائِ ِق اإلعرابِ يف مُخاطبةِ العوامِّ وحنوِهم‬

‫لك املتَن ِّطعون»‬


‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬ه َ‬ ‫ٍ‬
‫مسعود ‪ :‬أن‬ ‫‪ -936‬وعن ِ‬
‫ابن‬
‫َّ‬
‫قاهلا ثال ًثا(‪.)3‬‬
‫ِ‬
‫األمور‪.‬‬ ‫«املتَن ِّطعون»‪ :‬املبالِغون يف‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إن اهلل‬ ‫عمرو ‪ :‬أن‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬ ‫‪ -937‬وعن ِ‬
‫جال الذي يتخَ َّلل بلسانِه كام تتخ َّل ُل ال َبقر ُة»(‪.)4‬‬ ‫ي ِ‬
‫بغض ال َبليغَ من الر ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬

‫(‪ )73‬باب كراهةِ قولِه‪ :‬خبُ َثت نَفسي‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال َيقو َل َّن أحدُ كُم‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫‪ -938‬وعن عائش َة ‪ ،‬عن‬
‫َخ ُب َثت نَفيس‪ ،‬ولكن ل َي ُقل‪َ :‬ل ِق َست نَفيس»(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي (‪.)5277‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي (‪ ،)5270‬وابن ماجه (‪.)0521‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5674‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1441‬والرتمذي (‪.)5213‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)6572‬ومسلم (‪.)5514‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪315‬‬

‫قال العلامء‪ :‬معنى « َخ ُب َثت»‪َ :‬غ َثت‪ ،‬وهو بمعنى‪َ « :‬ل ِق َست»‪ ،‬ولكن ك َِره َ‬
‫لفظ‬
‫ِ‬
‫اخلبث‪.‬‬

‫(‪ )74‬باب كراهةِ َتسميةِ العِنبِ َكرمًا‬

‫نب‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫ُسموا الع َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال ت ُّ‬ ‫‪ -939‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫املسلم»(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫الكَر َم‪ ،‬فإن الكر َم‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال تَقولوا‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫جر ‪ ،‬عن‬ ‫بن ُح ٍ‬ ‫وائل ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ -941‬وعن‬
‫نب‪َ ،‬‬
‫واحل َبلة»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫الكَر ُم‪ ،‬ولكن قولوا‪ :‬الع ُ‬
‫ِ‬
‫إسكان الباء‪.‬‬ ‫أيضا ب‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بفتح ِ‬‫«احلبل ُة» ِ‬
‫ويقال ً‬ ‫والباء‪،‬‬ ‫احلاء‬

‫(‪ )75‬باب النهيِ عن وصفِ حماسنِ املرأةِ لرجلٍ إال أن حيتاجَ إىل ذلك لغرضٍ‬
‫شرعي كنكاحِها وحنوه‬

‫ُباَش املرأ ُة‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -941‬وعن ِ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال ت ُ‬ ‫مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ابن‬
‫املرأةَ‪ ،‬فتص َفها لز ِ‬
‫َوجها كأنَّه ين ُظ ُر إليها»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6525‬ومسلم (‪.)5507‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5502‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)1504‬‬
‫‪ | 316‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )76‬باب كراهةِ قولِ اإلنسان‪ :‬اللهُمَّ اغفر لي إن شئتَ بل يَجزمُ بالطلبِ‬

‫قولن‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال َي َّ‬ ‫َ‬ ‫‪ -942‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫الله َّم ارمحني إن ِش َ‬
‫ئت‪ ،‬ل َي ِ‬
‫عز ِم املسأل َة‪ ،‬فإنه ال‬ ‫شئت‪ُ :‬‬
‫َ‬ ‫الله َّم اغفر يل إن‬
‫أحدُ كم‪ُ :‬‬
‫ُم ِ‬
‫كر َه له»(‪.)1‬‬

‫(‪ )77‬باب كراهةِ قول‪ :‬ما شاءَ اهلل وشاءَ فالن‬

‫شاء اهلل‬ ‫‪ -943‬وعن حذيف َة ‪ ،‬عن ِّ‬


‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال تَقولوا‪ :‬ما َ‬
‫شاء فالن»(‪.)2‬‬
‫شاء اهلل‪ ،‬ثم َ‬
‫وشاء فالن؛ ولكن قولوا‪ :‬ما َ‬
‫َ‬

‫(‪ )78‬باب كراهةِ احلديثِ بعد العشاءِ اآلخرةِ‬

‫ِ‬
‫الوقت‪ ،‬وفع ُله وتركه‬ ‫مباحا يف غري هذا‬ ‫ُ‬
‫احلديث الذي يكون‬ ‫واملرا ُد به‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫الوقت أشدُّ‬ ‫ِ‬
‫الوقت‪ ،‬فهو يف هذا‬ ‫احلديث املحر ُم أو املكروه يف ِ‬
‫غري هذا‬ ‫ُ‬ ‫سوا ٌء‪ ،‬فأما‬
‫ستحب‪.‬‬
‫ٌّ‬ ‫احلديث يف ِ‬
‫اخلري فال كراه َة فيه‪ ،‬بل هو ُم‬ ‫ُ‬ ‫حتريام أو كراه ًة‪ ،‬وأما‬
‫ً‬
‫رسول اهلل ﷺ كان َيكر ُه النو َم َ‬
‫قبل‬ ‫َ‬ ‫‪ -944‬وعن أيب َبرز َة ‪ :‬أن‬
‫َ‬
‫واحلديث بعدَ ها(‪.)3‬‬ ‫الع ِ‬
‫شاء‬ ‫ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6332‬ومسلم (‪.)5672‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود (‪.)0224‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)162‬ومسلم (‪.)607‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪317‬‬

‫رسول اهلل ﷺ صىل العشا َء يف ِ‬


‫آخر‬ ‫َ‬ ‫عمر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -945‬وعن ابن َ‬
‫مائة ٍ‬
‫سنة ال َيبقى ممن‬ ‫رأس ِ‬
‫ِ‬ ‫حياتِه‪ ،‬فلام س َّلم قال‪« :‬أرأي َتكُم ليلتَكُم هذه؟ فإن عىل‬
‫ِ‬
‫األرض اليو َم أحدٌ »(‪.)1‬‬ ‫هو عىل ِ‬
‫ظهر‬

‫(‪ )79‬باب تَحريمِ امتناعِ املرأ ِة من فراشِ َزوجِها إذا دعاها ومل يكن هلا عُذرٌ‬
‫شرعيٌّ‬

‫ُ‬
‫الرجل‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬إذا َدعا‬ ‫ُ‬ ‫‪ -946‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫َضبان عليها‪ ،‬ل َعنَتها املالئِك ُة حتى‬
‫َ‬ ‫فبات غ‬
‫َ‬ ‫جتيء‪،‬‬
‫َ‬
‫امرأتَه إىل فِ ِ‬
‫راشه فأ َبت أن‬
‫تُصبِ َح»(‪.)2‬‬

‫(‪ )81‬باب تَحريمِ صومِ املرأةِ َتطوُّ ًعا وزوجُها حاضرٌ إال بإذنِه‬
‫ِ‬
‫للمرأة أن‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال ُّ‬
‫حيل‬ ‫َ‬ ‫‪ -947‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫تأذن يف بيتِه إال بإذنِه»(‪.)3‬‬
‫وزوجها شاهدٌ إال بإذنِه‪ ،‬وال َ‬
‫ُ‬ ‫تَصو َم‬

‫(‪ )81‬باب تَحريمِ رفعِ املأمومِ رأسَه من الركوعِ أو السجودِ قبل اإلمامِ‬

‫النبي ﷺ قال‪« :‬أما َُيشى أحدُ كُم إذا‬


‫‪ -948‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن َّ‬
‫صورته صور َة‬
‫َ‬ ‫جيعل اهلل‬ ‫رأس ٍ‬
‫محار! أو َ‬ ‫رأسه َ‬ ‫رأسه قبل اإلما ِم أن َ‬
‫جيعل اهلل َ‬ ‫رفع َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫محار!»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)556‬ومسلم (‪.)5137‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1523‬ومسلم (‪.)5036‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1521‬ومسلم (‪.)5456‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)625‬ومسلم (‪.)057‬‬
‫‪ | 318‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )82‬باب كراهةِ وضعِ اليد على اخلاصرةِ يف الصالةِ‬


‫ِ‬
‫الصالة(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫اخلرص يف‬ ‫‪ -949‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪َ :‬هنى عن‬

‫(‪ )83‬باب كراهةِ الصالةِ حبضرةِ الطعامِ ونفسُه تَتوقُ إليه‪ ،‬أو مع مُدافعةِ‬
‫األخبثني‪ :‬وهما البولُ والغائِطُ‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬ال‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫‪ -951‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫ِ‬
‫بحَّضة طعامٍ‪ ،‬وال وهو يداف ُعه األخبثان»(‪.)2‬‬ ‫َصال َة‬

‫(‪ )84‬باب النهيِ عن رفعِ البَصرِ إىل السماءِ يف الصالةِ‬

‫بال أقوا ٍم‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما ُ‬


‫ُ‬ ‫مالك ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫أنس بن ٍ‬ ‫‪ -951‬وعن ِ‬
‫ِ‬
‫صالِتم!» فاشتدَّ قو ُله يف ذلك حتى قال‪« :‬ل َينت َُه َّن‬ ‫ِ‬
‫السامء يف‬ ‫أبصارهم إىل‬ ‫َيرفعون‬
‫َ‬
‫أبصارهم!»(‪.)3‬‬
‫ُ‬ ‫عن ذلك‪ ،‬أو لتُخ َط َف َّن‬

‫(‪ )85‬باب كراهةِ االلتفاتِ يف الصالةِ لغَ ِ‬


‫ري عُذرٍ‬
‫ِ‬
‫االلتفات‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ عن‬ ‫سألت‬
‫ُ‬ ‫‪ -952‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫صالة ِ‬
‫العبد»(‪.)4‬‬ ‫ِ‬ ‫الشيطان من‬ ‫تلسه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الس َُي ُ‬
‫يف الصالة‪ ،‬فقال‪« :‬هو اخت ٌ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5552‬ومسلم (‪.)101‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)164‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)714‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)715‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪319‬‬

‫(‪ )86‬باب النهيِ عن الصالةِ إىل القبورِ‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪« :‬ال‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫رثد ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫‪ -953‬وعن أيب م ٍ‬
‫َ‬
‫القبور‪ ،‬وال َجتلِسوا عليها»(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫ُتصلوا إىل‬

‫(‪ )87‬باب تَحريمِ املرورِ بني يدي املصلِّي‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬لو‬ ‫األنصاري ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِّ‬ ‫جلهي ِم‬
‫‪ -954‬وعن أيب ا ُ‬
‫يمر بَّي‬ ‫لكان أن َي ِق َ‬
‫ف أربعَّي خريا له من أن َّ‬ ‫َ‬ ‫املار بَّي يدي املصيل ماذا عليه‬
‫علم ُّ‬‫َي ُ‬
‫يديه» قال الراوي‪ :‬ال َأدري قال‪ :‬أربعني يو ًما‪ ،‬أو أربعني ً‬
‫شهرا‪ ،‬أو أربعني سن ًة(‪.)2‬‬

‫(‪ )88‬باب كراهةِ شُروعِ املأمومِ يف نافلةٍ بعد شُروعِ املؤذِّن يف إقامةِ الصالةِ‪،‬‬
‫سواءٌ كانت النافلةُ سنةَ تلك الصالةِ أو غريها‬
‫‪ -955‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬عن النبي ﷺ قال‪« :‬إذا ُأ ِ‬
‫قيمت الصال ُة فال‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫صال َة َّإال املكتوب َة»(‪.)3‬‬
‫(‪ )89‬باب كراهةِ َتخصيصِ يومِ اجلمعةِ بصيامٍ أو ليلتِه بصالةٍ‬
‫ِ‬
‫اجلمعة‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬ال ََتُصوا ليل َة‬
‫‪ -956‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن ِّ‬
‫ِ‬
‫اجلمعة بصيا ٍم من بَّي األيامِ‪ ،‬إال أن يكون يف‬ ‫بقيا ٍم من بَّي الليايل‪ ،‬وال ََتصوا يو َم‬
‫يصومه أحدُ كم»(‪.)4‬‬
‫ُ‬ ‫صو ٍم‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)275‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)154‬ومسلم (‪.)147‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)754‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5500‬‬
‫‪ | 301‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫النبي ﷺ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫دخل عليها يو َم‬ ‫‪ -957‬وعن جويري َة بنت احلارث ‪ :‬أن َّ‬
‫ِ‬
‫أمس؟» قالت‪ :‬ال‪ ،‬قال‪« :‬تُريدين أن‬ ‫اجلمعة وهي صائم ٌة‪ ،‬فقال‪« :‬أص ِ‬
‫مت‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫فأفطِري»(‪.)1‬‬‫تَصومي غدا؟» قالت‪ :‬ال‪ .‬قال‪َ « :‬‬

‫(‪ )91‬باب تَحريمِ الوِصالِ يف الصومِ وهو أن يصومَ يومني أو أكثرَ وال يأكلَ وال‬
‫يشربَ بينهما‬

‫الو ِ‬
‫صال‪.‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ عن ِ‬
‫ُ‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪َ :‬هنى‬ ‫‪ -958‬وعن ابن َ‬
‫وأسقى»(‪.)2‬‬‫لست مث َلكم‪ ،‬إين ُأط َعم ُ‬ ‫ُ‬
‫تواصل؟ قال‪« :‬إين ُ‬ ‫قالوا‪ :‬إنَّك‬

‫(‪ )91‬باب تَحريمِ اجللوسِ على قربٍ‬

‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬ألَن َجيلِ َس‬


‫ُ‬ ‫‪ -959‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫مجرة‪ ،‬فت ِ‬
‫لس عىل‬ ‫َحر َق ثيا َبه فتخ ُل َص إىل جلده ٌ‬
‫خري له من أن جي َ‬ ‫أحدُ كُم عىل‬
‫ٍ‬
‫قرب»(‪.)3‬‬

‫(‪ )92‬باب النهيِ عن جتصيصِ القربِ والبناءِ عليه‬

‫رب‪ ،‬وأن‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ أن ُجي َّصص الق ُ‬ ‫‪ -961‬وعن ٍ‬
‫جابر ‪ ‬قال‪َ :‬هنى‬
‫ُيق َعد عليه‪ ،‬وأن ُيبنى عليه(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)5226‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5265‬ومسلم (‪.)5545‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)275‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)274‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪300‬‬

‫(‪ )93‬باب تَغليظِ َتحريمِ ِإباقِ العبدِ من سيِّده‬

‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬أيام ٍ‬


‫عبد َأ َب َق‪ ،‬فقد‬ ‫ُ‬ ‫‪ -961‬وعن َج ٍ‬
‫رير ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ُّ‬
‫َب ِرئَت منه الذم ُة»(‪.)1‬‬

‫النبي ﷺ‪« :‬إذا َأ َبق العبدُ ‪ ،‬مل تُق َبل له صال ٌة»(‪.)2‬‬
‫‪ -962‬وعنه ‪ ،‬عن ِّ‬

‫(‪ )94‬باب تَحريمِ الشفاعةِ يف احلدودِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬


‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ﴾ [النور‪.]5 :‬‬
‫ِ‬
‫املخزومية التي‬ ‫ِ‬
‫املرأة‬ ‫مههم ُ‬
‫شأن‬ ‫‪ -963‬وعن عائش َة ‪ :‬أن ُق ً‬
‫ريشا أ َّ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ؟ فقالوا‪ :‬ومن َجي َرت ُئ عليه إال أسام ُة‬ ‫رس َقت‪ ،‬فقالوا‪ :‬من ُيك ِّلم فيها‬
‫ََ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬أتَش َف ُع يف حدٍّ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ .‬فك َّلمه أسام ُة‪ ،‬فقال‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ٍ ِ‬
‫بن زيد‪ ،‬ح ُّ‬
‫ك الذين قب َلكم أَّنم‬
‫ب‪ ،‬ثم قال‪« :‬إنَّام أه َل َ‬ ‫ِ‬
‫من ُحدود اهلل تعاىل؟!» ثم قا َم فاخ َت َط َ‬
‫يف تَركوه‪ ،‬وإذا َِس َق فيهم َّ‬
‫الض ُ‬
‫عيف‪ ،‬أقاموا عليه احلدَّ ‪،‬‬ ‫كانوا إذا َِس َق فيهم َّ‬
‫الرش ُ‬
‫ِس َقت ل َق َط ُ‬
‫عت َيدَ ها»(‪.)3‬‬ ‫ٍ‬ ‫أن فاطم َة َ‬
‫بنت حممد َ‬ ‫وايم اهلل‪ ،‬لو َّ‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)62‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)62‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)3071‬ومسلم (‪.)5622‬‬
‫‪ | 302‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )95‬باب النهيِ عن التغوُّ ِ‬


‫ط يف طريقِ الناسِ وظِلِّهم وموارِ ِد املاءِ وحنوها‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬


‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ﴾ [األحزاب‪.]12 :‬‬

‫الال ِعنََّي»‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬اتَّقوا َّ‬
‫َ‬ ‫‪ -964‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫الناس أو يف ظِ ِّلهم»(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫قالوا‪ :‬وما الالعنان؟ قال‪« :‬الذي يتَخَ َّىل يف َط ِ‬
‫ريق‬

‫(‪ )96‬باب النهيِ عن البولِ وحنوه يف املاءِ الراكِ ِد‬

‫رسول اهلل ﷺ َهنى أن ُي َ‬


‫بال يف املاء‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫جابر ‪ :‬أن‬ ‫‪ -965‬وعن‬
‫ِ‬
‫الراكد(‪.)2‬‬

‫(‪ )97‬باب كراهةِ َتفضيلِ الوالدِ بعض أوالدِه على بعضٍ يف اهلبةِ‬

‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ فقال‪:‬‬ ‫بشري ‪ :‬أن أباه أتى به‬ ‫ِ‬
‫النعامن بن ٍ‬ ‫‪ -966‬وعن‬
‫مثل‬ ‫أكل ِ‬
‫ولدك نَحلتَه َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪َّ « :‬‬
‫ُ‬ ‫لت ابني هذا ُغال ًما كان يل‪ ،‬فقال‬‫إين ن ََح ُ‬
‫فأ ِ‬
‫رجع ُه»(‪.)3‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬‬
‫ُ‬ ‫هذا؟» فقال‪ :‬ال‪ ،‬فقال‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)562‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)525‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5126‬ومسلم (‪.)5653‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪303‬‬

‫(‪ )98‬باب تَحريمِ إحدادِ املرأةِ على ميتٍ فوقَ ثالثةِ أيامٍ إال على زوجها أربعةَ‬
‫أشهرٍ وعشرةَ أيامٍ‬

‫دخ ْل ُت عىل أ ِّم حبيب َة‬


‫بنت أيب َسلم َة ‪ ،‬قالت‪َ :‬‬ ‫‪ -967‬وعن زينب ِ‬
‫َ‬
‫رب ‪ ‬فدَ َعت‬ ‫فيان بن َح ٍ‬
‫تويف أبوها أبو ُس َ‬
‫النبي ﷺ حني َ‬
‫ِّ‬ ‫‪ِ ،‬‬
‫زوج‬
‫لوق أو غريه‪ ،‬فدَ َهنت منه جاري ًة‪ ،‬ثم َم َّست ِ‬
‫بعار َضيها‪ ،‬ثم‬ ‫بطيب فيه ُصفر ٌة َخ ٌ‬‫ٍ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول عىل‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫حاجة‪ ،‬غري أين‬ ‫ِ‬
‫بالطيب من‬ ‫قالت‪ :‬واهلل ما يل‬
‫ثالث ٍ‬
‫ليال‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اآلخر أن حتدَّ عىل ٍ‬
‫ميت فوق‬ ‫ِ‬ ‫تؤمن باهلل واليو ِم‬ ‫ٍ‬
‫المرأة‬ ‫ِ‬
‫املنرب‪« :‬ال ُّ‬
‫حيل‬
‫ُ‬
‫أشهر وعرشا»‪.‬‬‫ٍ‬ ‫إال عىل زوجٍ أربع َة‬

‫تويف أخوها‪،‬‬ ‫بنت َج ٍ‬‫لت عىل زينب ِ‬ ‫زينب‪ :‬ثم َد َخ ُ‬


‫حش ‪ ‬حني َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قالت‬
‫ٍ‬
‫حاجة‪ ،‬غري أين‬ ‫يب من‬ ‫فم َّست منه ثم قالت‪ :‬أما واهلل ما يل بال ِّط ِ‬ ‫ٍ‬
‫بطيب َ‬ ‫فدَ َعت‬
‫ِ‬
‫اآلخر أن‬ ‫تؤمن باهلل واليو ِم‬ ‫ٍ‬
‫المرأة‬ ‫حيل‬ ‫يقول عىل ِ‬
‫املنرب‪« :‬ال ُّ‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫أشهر و َعرشا»(‪.)1‬‬ ‫زوج أربع َة‬ ‫ٍ‬
‫ثالث‪ ،‬إال عىل ٍ‬ ‫ميت فوق‬ ‫حتدَّ عىل ٍ‬

‫(‪ )99‬باب تَحريمِ بيع احلاضرِ للبادي وتَلقِّي الرُّكبان‪ ،‬والبي ِع على بيعِ أخيهِ‪،‬‬
‫واخلطبةِ على خِطبتِه إال أن يَأذَن أو يُردَّ‬
‫رسول اهلل ﷺ أن يبيع حاَض ٍ‬
‫لباد وإن‬ ‫ُ‬ ‫‪ -968‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪َ :‬هنى‬
‫ٌ‬ ‫َ َ‬
‫كان أخاه ِ‬
‫ألبيه وأ ِّمه(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5525‬ومسلم (‪.)5026‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5565‬ومسلم (‪.)5153‬‬
‫‪ | 304‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫السلع‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال َتتَل َّقوا‬ ‫‪ -969‬وعن ابن عم َر ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫األسواق»(‪.)1‬‬ ‫حتى َُي َبط هبا إىل‬

‫املؤمن أخو‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬‬ ‫عامر ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -971‬وعن عقب َة بن‬
‫للمؤمن أن يبتاع عىل بي ِع أخيه‪ ،‬وال َُيطِب عىل ِخ ِ‬
‫طبة أخيه حتى‬ ‫ِ‬ ‫املؤمن‪ ،‬فال حيِ ُّل‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫َي َذ َر»(‪.)2‬‬

‫(‪ )111‬باب النهيِ عن إضاعةِ املالِ يف غريِ وجوهِه اليت أذن الشرعُ فيها‬

‫إن اهلل تعاىل‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪َّ « :‬‬ ‫‪ -971‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ُرشكوا به شيئا‪،‬‬ ‫فريىض لكم أن تَع ُبدوه‪ ،‬وال ت ِ‬
‫َيرىض لكم ثالثا‪ ،‬و َيكر ُه لكم ثالثا‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫السؤال‪،‬‬ ‫قيل َ‬
‫وقال‪ ،‬وكثر َة‬ ‫ِ‬
‫بحبل اهلل مجيعا وال َت َف َّرقوا‪ ،‬و َيكر ُه لكم‪َ :‬‬ ‫وأن تَعت َِصموا‬
‫وإضاع َة ِ‬
‫املال»(‪.)3‬‬

‫(‪ )111‬باب النهيِ عن اإلشارةِ إىل مُسلمٍ بسِالحٍ وحنوه‪ ،‬سواءٌ كان جادًّا أو مازِ ًحا‪،‬‬
‫والنهيِ عن تعاطي السيفِ َمسلولًا‬

‫شري أحدُ كم‬ ‫ِ‬


‫‪ -972‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال ُي ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫حفرة من‬ ‫شيطان َي ِنزع يف يده‪َ ،‬‬
‫فيقع يف‬ ‫َ‬ ‫بالسالحِ ‪ ،‬فإنه ال َيدري َّ‬
‫لعل ال‬ ‫إىل أخيه ِّ‬
‫رمي وي ِ‬
‫فسد‪.‬‬ ‫النار»(‪« .)4‬ي ِنزع»‪ :‬ي ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5561‬ومسلم (‪.)5157‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5050‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1271‬ومسلم (‪.)123‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)7475‬ومسلم (‪.)5656‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪305‬‬

‫(‪ )112‬باب كراهةِ اخلروجِ من املسجِ ِد بعد األذانِ إال لعُذرٍ حتى يُصلي املكتوبةَ‬
‫ِ‬
‫املسجد‪،‬‬ ‫الش ِ‬
‫عثاء‪ ،‬قال‪ :‬كنا ُقعو ًدا مع أيب ُهرير َة ‪ ‬يف‬ ‫‪ -973‬وعن أيب َّ‬
‫ِ‬ ‫فأ َّذ َن املؤ ِّذ ُن‪ ،‬فقا َم ٌ‬
‫برصه حتى َخ َ‬
‫رج من‬ ‫رجل من املسجد َيميش‪ ،‬فأتبعه أبو ُهرير َة َ‬
‫املسجد‪ ،‬فقال أبو هريرةَ‪ :‬أما هذا فقد َعىص أبا ِ‬
‫القاس ِم ﷺ(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬

‫(‪ )113‬باب كراهةِ ردِّ الرَّحيانِ لغريِ عذرٍ‬

‫رض عليه‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬من ُع َ‬ ‫‪ -974‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ب الريحِ »(‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫املحمل‪ ،‬ط ِّي ُ‬ ‫رحيان‪ ،‬فال ير ُّده‪ ،‬فإنه َخ ُ‬
‫فيف‬ ‫ٌ‬
‫الطيب(‪.)3‬‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ كان ال َي ُر ُّد‬ ‫‪ -975‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ :‬أن َّ‬

‫(‪ )114‬باب كراهةِ املدحِ يف الوجهِ ملن خيفَ عليه مَفسدةٌ من إعجابٍ وحنوه‪،‬‬
‫وجوازِه ملن أُ ِمن ذلك يف حقِّه‬

‫ٍ‬
‫رجل‬ ‫النبي ﷺ َر ً‬
‫جال ُيثني عىل‬ ‫سمع ُّ‬
‫َ‬ ‫‪ -976‬وعن أيب موسى ‪ ‬قال‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرجل»(‪.)4‬‬ ‫و ُيطريه يف املدحة‪ ،‬فقال‪« :‬أه َلك ُتم ‪-‬أو َق َطعتُم‪َ -‬‬
‫ظهر‬

‫النبي ﷺ فأثنى عليه‬


‫َّ‬ ‫رجال ُذكِ َر عند‬
‫‪ -977‬وعن أيب بكر َة ‪ :‬أن ً‬
‫ِ‬ ‫حيك! ق َط َ‬
‫عنق صاحبك» يقو ُله ً‬
‫مرارا‪« :‬إن‬ ‫عت َ‬ ‫النبي ﷺ‪« :‬و َ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫رجل َخ ًريا‪ ،‬فقال‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)611‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5513‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)5125‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5663‬ومسلم (‪.)3445‬‬
‫‪ | 306‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫كان أحدُ كُم مادحا ال َحمال َة فليقل‪َ :‬‬


‫أحسب كذا وكذ ‪-‬إن كان َيرى أنه كذلك‪-‬‬
‫وحسي ُبه اهلل‪ ،‬وال ُيزكَّى عىل اهلل أحدٌ »(‪.)1‬‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫تكون منهم»‬
‫َ‬ ‫بكر ‪« :‬أرجو أن‬ ‫ِ‬
‫اإلباحة قو ُله ﷺ أليب ٍ‬ ‫ومما جا َء يف‬
‫ِ‬
‫أبواب اجلنة لدُ خوهلا‪.‬‬ ‫دعون من مجي ِع‬
‫أي‪ :‬من الذين ُي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لست من الذين َيس َبلون ُأ َ‬
‫زرهم‬ ‫اآلخر‪« :‬لست منهم» ‪ :‬أي‪َ :‬‬ ‫احلديث‬ ‫ويف‬
‫(‪)3‬‬

‫خيالء‪.‬‬

‫سلك َف ًّجا غري‬


‫َ‬ ‫فجا إال‬ ‫ُ ِ‬ ‫لعمر ‪« :‬ما َ‬
‫شيطان سالكا ًّ‬ ‫رآك ال‬ ‫َ‬ ‫وقال ﷺ‬
‫فجك(‪.»)4‬‬
‫ِّ‬

‫(‪ )115‬باب كراهةِ اخلروجِ من بلدٍ وقعَ به الوَباءُ ِفرارًا منه وكراهةَ القُدومِ عليه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ﴾ [النساء‪:‬‬


‫‪ .]72‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ﴾ [البقرة‪.]521 :‬‬

‫الطاعون‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬إذا َس ِمعتُم‬
‫ِّ‬ ‫‪ -978‬وعن أسام َة ‪ ،‬عن‬
‫بأرض‪ ،‬وأنتم فيها‪ ،‬فال ََترجوا منها»(‪.)5‬‬
‫ٍ‬ ‫وقع‬
‫َدخلوها‪ ،‬وإذا َ‬ ‫ٍ‬
‫بأرض‪ ،‬فال ت ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6465‬ومسلم (‪.)3444‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5227‬ومسلم (‪ ،)5457‬من حديث أيب هريرة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6465‬من حديث ابن عمر ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)3520‬ومسلم (‪ ،)5326‬من حديث سعد بن أيب وقاص ‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)3073‬ومسلم (‪.)5552‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪307‬‬

‫(‪ )116‬باب التَّغليظِ يف تَحريمِ السحرِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬


‫ﭠ ﭡ﴾ اآلية [البقرة‪.]545 :‬‬

‫السبع‬
‫َ‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬اجتَنِبوا‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -979‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫وقتل‬‫ُ‬ ‫والسحر‪،‬‬ ‫الرش ُك باهلل‪،‬‬
‫هن؟ قال‪ِّ « :‬‬ ‫ِ‬
‫املوبقات» قالوا‪ :‬يا َر َ‬
‫ُ‬ ‫سول اهلل‪ ،‬وما َّ‬
‫مال اليتيم‪ ،‬والتويل يو َم‬ ‫وأكل ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وأكل الربا‪،‬‬ ‫باحلق‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫النفس التي حر َم اهلل إال‬
‫ِ‬
‫الغافالت»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫املحصنات املؤمنات‬ ‫وقذف‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الزحف؛‬

‫(‪ )117‬باب النهيِ عن املسافرةِ باملصحفِ إىل بالدِ الكفارِ إذا خيفَ وقوعُه بأيدي‬
‫العدو‬
‫ِ‬
‫بالقرآن‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ أن ُيسا َفر‬ ‫عمر ‪ ،‬قال‪َ :‬هنى‬
‫‪ -981‬وعن ابن َ‬
‫العدو(‪.)2‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫أرض‬ ‫إىل‬

‫(‪ )118‬باب تَحريمِ استعمالِ إناءِ الذهبِ وإناءِ الفضةِ يف األكلِ والشربِ‬
‫والطهارةِ وسائرِ وجوهِ االستعمالِ‬

‫رشب يف‬ ‫َ‬


‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬الذي َي ُ‬ ‫‪ -981‬وعن أ ِّم سلم َة ‪ :‬أن‬
‫نار جهنَّم»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬ ‫الف ِ‬
‫ضة‪ ،‬إنام ُجي ِ‬ ‫آنية ِ‬
‫ِ‬
‫رج ُر يف بطنه َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5766‬ومسلم (‪.)22‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5224‬ومسلم (‪.)5262‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)1630‬ومسلم (‪.)5461‬‬
‫‪ | 308‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫والديباج‪،‬‬ ‫ِ‬
‫احلرير‪،‬‬ ‫‪ -982‬وعن ُحذيف َة ‪ ‬قال‪ :‬إن َّ‬
‫النبي ﷺ هنانَا عن‬
‫هن هلم يف الدُّ نيا‪ ،‬وهي لكم يف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب يف ِ‬ ‫والرش ِ‬
‫الذهب والفضة‪ ،‬وقال‪َّ « :‬‬ ‫آنية‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫اآلخرة»(‪.)1‬‬

‫(‪ )119‬باب تَحريمِ لبسِ الرجلِ ثوبًا مُزعفرًا‬

‫ُ‬
‫الرجل(‪.)2‬‬ ‫يتزع َف َر‬
‫النبي ﷺ أن َ‬ ‫‪ -983‬وعن ٍ‬
‫أنس ‪ ‬قال‪َ :‬هنى ُّ‬
‫عل ثوبني‬ ‫عبد اهلل بن ٍ‬ ‫‪ -984‬وعن ِ‬
‫النبي ﷺ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫عمرو ‪ ،‬قال‪ :‬رأى‬
‫قهام»(‪.)3‬‬ ‫لهام؟ قال‪« :‬بل َأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُمعص َفرين‪ ،‬فقال‪ُّ « :‬أمك َأم َر َ‬
‫حر ُ‬ ‫تك هبذا؟!» قلت‪ :‬أغس ُ‬

‫(‪ )111‬باب النهيِ عن صَمتِ يومٍ إىل الليلِ‬

‫الصديق ‪ ‬عىل‬ ‫ُ‬ ‫دخل أبو ٍ‬


‫بكر‬ ‫قيس بن أيب حاز ٍم‪ ،‬قال‪َ :‬‬ ‫‪ -985‬وعن ِ‬
‫زينب‪ ،‬فرآها ال تت َك َّلم‪ .‬فقال‪ :‬ما هلا ال ت َك َّلم؟ فقالوا‪:‬‬ ‫محس يقال هلا‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫امرأة من أ َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اجلاهلية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫عمل‬ ‫صمت ًة‪ ،‬فقال هلا‪ :‬ت َك َّلمي‪ ،‬فإن هذا ال ِ‬
‫حي ُّل‪ ،‬هذا من‬ ‫حج ت م ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َّ‬
‫فت َك َّلمت ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪ )111‬باب تَحريمِ انتسابِ اإلنسانِ إىل غريِ أبيه وتوليه غريِ مواليه‬

‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬من ادعى إىل‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -986‬وعن ِ‬


‫وقاص ‪ ،‬أن َّ‬ ‫سعد بن أيب‬
‫ِ‬
‫غري أبيه وهو َيع َلم أنه ُ‬
‫غري أبيه‪ ،‬فاجلنُة عليه حرا ٌم»(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)1056‬ومسلم (‪.)5467‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1206‬ومسلم (‪.)5545‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5477‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪.)3230‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)6766‬ومسلم (‪.)63‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪309‬‬

‫رأيت عل ًّيا ‪ ‬عىل ِ‬


‫املنرب‬ ‫طارق‪ ،‬قال‪ُ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫رشيك بن‬ ‫‪ -987‬وعن َيزيدَ بن‬
‫كتاب نقرؤه إال كتاب اهلل‪ ،‬وما يف‬ ‫ٍ‬ ‫يقول‪ :‬ال واهلل‪ ،‬ما عندنا من‬ ‫فسمعتُه ُ‬ ‫خي ُطب‪ِ ،‬‬

‫اإلبل‪ ،‬وأشيا ُء من اجلراحات‪ ،‬وفيها‪ :‬قال‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫أسنان‬ ‫َرشها فإذا فيها‬ ‫ِ‬
‫هذه الصحيفة‪ ،‬فن َ َ‬
‫ور‪ ،‬فمن أحدَ ث فيها َحدثا‪ ،‬أو آوى‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬املدين ُة َحر ٌم ما بَّي َع ٍري إىل َث ٍ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫لقيامة‬ ‫قبل اهلل تعاىل منه يوم ا‬ ‫ِ‬
‫والناس أمجعَّي‪ ،‬ال َي ُ‬ ‫ِ‬
‫واملالئكة‬ ‫ُحم ِدثا‪ ،‬فعليه لعن ُة اهلل‬
‫َرصفا وال عدال‪ ،‬ذم ُة املسلمَّي واحدةٌ‪ ،‬يسعى هبا أدناهم‪ ،‬فمن أخ َف َر مسلام‪ ،‬فعليه‬
‫ِ‬
‫القيامة عدال وال رصفا‪،‬‬ ‫قبل اهلل منه يوم‬ ‫ِ‬
‫والناس أمجعَّي‪ ،‬ال َي ُ‬ ‫ِ‬
‫واملالئكة‬ ‫لعن ُة اهلل‬
‫ِ‬
‫الناس‬ ‫ِ‬
‫واملالئكة و‬ ‫غري مواليه‪ ،‬فعليه لعن ُة اهلل‬ ‫غري أبيه‪ ،‬أو انتمى إىل ِ‬ ‫ومن ادعى إىل ِ‬
‫أمجعَّي؛ ال ُ‬
‫يقبل اهلل منه يو َم القيامة رصفا وال َعدال»(‪.)1‬‬

‫(‪ )112‬باب التَّحذيرِ من ارتكابِ ما نهى اهلل عز وجل أو رسولُه ﷺ عنه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬


‫ﮘ﴾ [النور‪ ،]63 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯳ ﯴ ﯵ﴾ [آل عمران‪ ،]52 :‬وقال‬
‫تعاىل‪﴿ :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ﴾ [الربوج‪ ،]55 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ﴾ [هود‪.]545 :‬‬

‫غار‪،‬‬
‫إن اهلل تعاىل َي ُ‬
‫النبي ﷺ قال‪َّ « :‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -988‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫حر َم اهلل عليه»(‪.)2‬‬
‫املرء ما َّ‬
‫يأيت ُ‬‫وغري ُة اهلل‪ ،‬أن َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5274‬ومسلم (‪.)5374‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1553‬ومسلم (‪.)5765‬‬
‫‪ | 321‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫(‪ )113‬باب ما يقولُه ويفعلُه من ارتَ َك َ‬


‫ب َمنهيًّا عنه‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ﴾ [فصلت‪،]36 :‬‬


‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ ﮕ﴾ [األعراف‪ ،]545 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ‬
‫ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ‬
‫ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ﴾ [آل عمران‪ ،]536 - 531 :‬وقال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ﴾ [النور‪.]35 :‬‬
‫لف َ‬
‫فقال يف‬ ‫النبي ﷺ قال‪َ « :‬من َح َ‬
‫ِّ‬ ‫‪ -989‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬عن‬
‫تعال ِ‬
‫أقام َ‬
‫رك؛‬ ‫ِ‬
‫لصاحبِه‪َ :‬‬ ‫ت وال ُعزى؛ فل َي ُقل‪ :‬ال إله َّإال اهلل‪ ،‬ومن قال‬‫بالال ِ‬
‫حلِ ِفه‪َّ :‬‬
‫فليت ََصدَّ ق»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)0264‬ومسلم (‪.)5607‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪320‬‬

‫كتابُ املنثوراتِ واملُلحِ‬

‫َ‬
‫الدجال‬ ‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫ُ‬ ‫ذكر‬
‫سمعان ‪ ‬قال‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫النواس بن‬ ‫‪ -991‬وعن‬
‫ِ‬
‫طائفة الن ِ‬ ‫ور َّف َع حتى ظننا ُه يف‬ ‫ٍ‬
‫عرف‬
‫َ‬ ‫َّخل‪ ،‬فلام ُرحنا إليه‬ ‫ذات غداة‪ ،‬فخ َّف َض فيه َ‬ ‫َ‬
‫الدجال الغداةَ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫سول اهلل‪َ ،‬ذكَرت‬ ‫ذلك فينا‪ ،‬فقال‪« :‬ما َشأنُكم؟» قلنا‪ :‬يا َر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور َّفعت‪ ،‬حتى ظننا ُه يف‬
‫الدجال أخو ُفني‬ ‫غري‬ ‫النخل‪ ،‬فقال‪ُ « :‬‬ ‫طائفة‬ ‫فخ َّفضت فيه َ‬ ‫َ‬
‫فامرؤٌ‬‫ولست فيكم‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫جيجه دونَكم؛ وإن َُي ُرج‬ ‫إن َُي ُرج وأنا فيكم‪ ،‬فأنا َح ُ‬ ‫عليكم‪ْ ،‬‬
‫طط عينه طافي ٌة‪ ،‬كأين أش ِّب ُهه‬ ‫كل مسلمٍ‪ ،‬إنه شاب َق ٌ‬ ‫حجيج ن ِ‬
‫َفسه‪ ،‬واهلل َخلي َفتي عىل ِّ‬ ‫َ ُ‬
‫الكهف‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سورة‬ ‫قرأ عليه فواتِ َح‬ ‫بن َق ٍ‬ ‫ِ‬
‫بعبد ال ُعزى ِ‬
‫فمن أدركه منكم‪ ،‬فل َي َ‬ ‫طن‪َ ،‬‬
‫وعاث شامال‪ ،‬يا عبا َد اهلل‬ ‫َ‬ ‫فعاث يمينا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫والعراق‪،‬‬ ‫خارج َخلة بَّي الشا ِم‬
‫ٌ‬ ‫إنَّه‬
‫ٍ‬
‫كسنة‪،‬‬ ‫أربعون يوما‪ :‬يو ٌم‬
‫َ‬ ‫األرض؟ قال‪« :‬‬ ‫ِ‬ ‫سول اهلل‪ ،‬وما ُلب ُثه يف‬‫فاث ُبتوا» قلنا‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬فذلك‬ ‫كأيامكم» قلنا‪ :‬يا َر َ‬ ‫ٍ‬ ‫كجمعة‪ ،‬وسائر ٍ‬
‫أيامه‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كشهر‪ ،‬ويو ٌم‬ ‫ويو ٌم‬
‫ُ‬
‫دره» قلنا‪ :‬يا َر َ‬ ‫ٍ‬
‫سول‬ ‫اليو ُم الذي كسنة أتَكفينا فيه صال ُة يو ٍم؟ قال‪« :‬ال‪ ،‬اقدُ روا له َق َ‬
‫الريح‪ ،‬فيأيت عىل القومِ‪،‬‬ ‫َيث استد َب َرت ُه‬ ‫األرض؟ قال‪« :‬كالغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل‪ ،‬وما إرسا ُعه يف‬
‫ُ‬
‫ُنبت‪،‬‬
‫واألرض فت ُ‬ ‫َ‬ ‫ُمطر‪،‬‬
‫السامء فت ُ‬‫َ‬ ‫أمر‬
‫ف َيدعوهم ف ُيؤمنون به و َيستَجيبون له‪ ،‬ف َي ُ‬
‫َ‬ ‫وح عليهم ِ‬
‫أطول ما كانت ُذرى‪ ،‬وأش َب َعه ُرضوعا‪ ،‬وأمدَّ ه َخ َ‬
‫وارص‪،‬‬ ‫سار َحتُهم‬ ‫فَت ُ‬ ‫َ‬
‫حلَّي‬ ‫فينِصف عنهم‪ ،‬فيصبحون ُمم ِ‬ ‫فريدون عليه قو َله‪ِ َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ثم يأيت القو َم ف َيدعوهم‪َ ،‬‬
‫خرجي كُنوزَك‪ ،‬فتت َب ُعه‬ ‫فيقول هلا‪َ :‬أ ِ‬‫ُ‬ ‫باخل ِر ِبة‪،‬‬
‫ويمر َ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫أمواهلم‪،‬‬ ‫يشء من‬ ‫ليس بأيدَيم ٌ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫بالسيف‪ ،‬ف َيقط ُعه‬ ‫َّضبه‬‫َّحل‪ ،‬ثم يدعو رجال ممتلئا شبابا ف َي ِ‬ ‫ِ‬
‫عاسيب الن ِ‬ ‫كنوزُها ك َي‬
‫ُ‬
‫ضحك‪.‬‬ ‫فيقبل‪ ،‬ويته َّلل َ‬
‫وجهه َي‬ ‫ُ‬ ‫َجز َلتَّي َرمي َة الغ ِ‬
‫َرض‪ ،‬ثم َيدعوه‪،‬‬
‫‪ | 322‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫املنارة‬ ‫فينزل عند‬ ‫ُ‬ ‫مريم ﷺ‬ ‫ابن‬ ‫فبينام هو كذلك إذ َ‬
‫َ‬ ‫املسيح َ‬
‫َ‬ ‫بعث اهلل تعاىل‬
‫أجنحة َملكَّي‪ ،‬إذا َطأ َطأ‬‫ِ‬ ‫يه عىل‬‫دمشق بَّي مهرودتَّي‪ ،‬واضعا ك َّف ِ‬ ‫َ‬ ‫َشقي‬ ‫ِ‬
‫البيضاء‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ريح َن َف ِسه إال‬
‫لكافر جيدُ َ‬‫ٍ‬ ‫ان كاللؤلؤ‪ ،‬فال ُّ‬
‫حيل‬ ‫رأسه َق َ‬
‫طر‪ ،‬وإذا َرف َعه حتدَّ ر منه مج ٌ‬ ‫َ‬
‫دركه ِ‬
‫بباب ُلدٍّ ف َيقتُله‪.‬‬ ‫َفسه ينتَهي إىل حيث ينتهي طر ُفه‪ ،‬ف َيط ُلبه حتى ُي ِ‬ ‫مات‪ ،‬ون ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وجوههم‬ ‫مس ُح عن‬
‫صمهم اهلل منه‪ ،‬ف َي َ‬
‫مريم قوما قد َع َ‬
‫ُ‬ ‫ثم يأيت عيسى ابن‬
‫ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬فبينام هو كذلك إذ أوحى اهلل تعاىل إىل عيسى ﷺ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بدرجاِتم يف‬ ‫وحيدِّ ثهم‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫جت عبادا يل ال َي ِ‬
‫ُ‬
‫ويبعث‬ ‫الطور‪،‬‬ ‫فحرز عبادي إىل‬
‫دان ألحد بقتاهلم‪ِّ ،‬‬ ‫إين قد َأ َ‬
‫خر ُ‬
‫ِ‬
‫بحرية‬ ‫فيمر أوائِ ُلهم عىل‬ ‫ٍ ِ‬ ‫أجوج وهم من ِّ‬
‫حدب َينسلون‪ُّ ،‬‬ ‫كل‬ ‫َ‬ ‫وم‬
‫أجوج َ‬
‫َ‬ ‫اهلل تعاىل َي‬
‫آخرهم فيقولون‪ :‬لقد كان هب ِذه مرة ماء‪.‬‬ ‫َطرب َّية ف َيرشبون ما فيها‪ُّ ،‬‬
‫ويمر ُ‬
‫ألحدهم خريا‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الثور‬ ‫رأس‬
‫نبي اهلل عيسى ﷺ وأصحا َبه حتى يكون ُ‬ ‫وحي َِص ُّ‬
‫ُ‬
‫نبي اهلل عيسى ﷺ وأصحا ُبه ‪ ‬إىل اهلل‬ ‫ِ‬ ‫مئة ٍ‬ ‫من ِ‬
‫فريغب ُّ‬
‫ُ‬ ‫ألحدكم اليو َم‪،‬‬ ‫دينار‬
‫ٍ‬
‫نفس‬ ‫ِ‬
‫كموت‬ ‫رقاهبم‪ ،‬ف ُيصبِحون َفرسى‬
‫َف يف ِ‬ ‫فري ُ‬
‫سل اهلل تعاىل عليهم النَّغ َ‬ ‫تعاىل‪ُ ،‬‬
‫ٍ‬
‫واحدة‪.‬‬
‫ِ‬
‫األرض‪ ،‬فال َجيدون يف‬ ‫نبي اهلل عيسى ﷺ وأصحا ُبه ‪ ‬إىل‬ ‫ثم َي ُ‬
‫بط ُّ‬
‫نبي اهلل عيسى ﷺ وأصحا ُبه‬ ‫شرب إال م َ‬ ‫األرض ِ‬
‫موض َع ٍ‬ ‫ِ‬
‫فريغب ُّ‬
‫ُ‬ ‫مههم ونَتنُهم‪،‬‬
‫أله َز ُ‬
‫ِ‬ ‫كأعناق الب ِ‬
‫فتحم ُلهم‪،‬‬ ‫خت‪،‬‬ ‫ِ ُ‬ ‫فري ُ‬
‫سل اهلل تعاىل طريا‬ ‫‪ ‬إىل اهلل تعاىل‪ُ ،‬‬
‫بيت َم ٍ‬
‫در وال‬ ‫رسل اهلل عز وجل مطرا ال َيك ُُّن منه ُ‬‫شاء اهلل‪ ،‬ثم ُي ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث َ‬ ‫َطر ُحهم‬
‫فت َ‬
‫األرض حتى يَتكَها كالزَّلِ ِ‬
‫قة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فيغسل‬ ‫َو ٍبر‪،‬‬
‫ُ‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪323‬‬

‫ٍ‬
‫فيومئذ ُ‬
‫تأكل العصاب ُة من‬ ‫وردي بر َكتَك‪،‬‬‫لألرض‪ :‬أنبِتي َث َمرتَك‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ثم ُي ُ‬
‫قال‬
‫ِ‬
‫اإلبل لتَكفي‬ ‫سل حتى أن ال ِّلقح َة من‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الرمانة‪ ،‬و َيستَظلون بقحفها‪ ،‬ويبارك يف ِّ‬
‫ِ‬
‫الناس‪ ،‬وال ِّلقح َة من الغَن ِم‬ ‫الناس؛ وال ِّلقح َة من ِ‬
‫البقر لتَكفي القبيل َة من‬ ‫ِ‬ ‫الفئا َم من‬
‫َأخ ُذهم‬‫عث اهلل تعاىل رحيا طيبة فت ُ‬ ‫الناس؛ فبينام هم كذلك إذ َب َ‬ ‫ِ‬ ‫لتَكفي ال َف ِ‬
‫خ َذ من‬
‫َهارجون‬ ‫ِ‬
‫الناس يت َ‬ ‫مؤمن وكل ُمسلمٍ؛ ويبقى َِش ُار‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫روح ِّ‬
‫َقبض َ‬‫حتت آباطِهم‪ ،‬فت ُ‬
‫احل ِ‬
‫مر‪ ،‬فعليهم تقو ُم الساع ُة»(‪.)1‬‬ ‫ِتار َج ُ‬
‫فيها ُ‬
‫نبي َّإال وقد‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -991‬وعن ٍ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما من ٍّ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫مكتوب‬
‫ٌ‬ ‫بأعور‪،‬‬
‫َ‬ ‫ليس‬
‫أعور‪ ،‬وإن ر َّبكم عز وجل َ‬
‫ُ‬ ‫الكذاب‪ ،‬أال إنه‬
‫َ‬ ‫األعور‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أنذ َر َّأمتَه‬
‫ِ‬
‫عينيه‪ :‬ك ف ر»(‪.)2‬‬ ‫بَّي‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬ال تَقو ُم الساع ُة‬ ‫‪ -992‬وعن أيب ُهرير َة ‪ :‬أن‬
‫ِ‬
‫والشجر‪،‬‬ ‫احل ِ‬
‫جر‬ ‫ِ‬
‫وراء َ‬ ‫اليهودي من‬ ‫قاتل املسلمون اليهو َد‪ ،‬حتى َُيتبِ َئ‬
‫حتى ُي َ‬
‫ُّ‬
‫مسلم هذا َيودي َخلفي َ‬
‫تعال فاقتُله؛ إال الغَر َقد فإنه من‬ ‫ُ‬ ‫والشجر‪ :‬يا‬
‫ُ‬ ‫احلجر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فيقول‬
‫ِ‬
‫اليهود»(‪.)3‬‬ ‫جر‬‫َش ِ‬

‫َذهب‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬والذي نَفيس بيده ال ت ُ‬ ‫‪ -993‬وعنه ‪ ،‬قال‬
‫ِ‬
‫صاحب هذا‬ ‫ُ‬
‫ويقول‪ :‬يا َليتَني مكان‬ ‫الرجل عىل ِ‬
‫القرب‪ ،‬فيت ََم َّر َغ عليه‬ ‫ُ‬ ‫يمر‬
‫الدنيا حتى َّ‬
‫البالء»(‪.)4‬‬
‫ُ‬ ‫ين‪ ،‬ما به َّإال‬ ‫ِ‬
‫القرب‪ ،‬وليس به الدِّ ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5237‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)7535‬ومسلم (‪.)5233‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5256‬ومسلم (‪.)5255‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)7551‬ومسلم (‪.)517‬‬
‫‪ | 324‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ال تَقو ُم الساع ُة حتى‬ ‫‪ -994‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫كل ٍ‬
‫مائة تسع ٌة وتسعون‪،‬‬ ‫قتل من ِّ‬
‫قتتل عليه‪ ،‬ف ُي ُ‬ ‫جبل من َذ ٍ‬
‫هب ُي ُ‬ ‫الفرات عن ٍ‬ ‫رس‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َحي َ‬
‫أكون أنا أنجو»(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫لعيل أن‬ ‫ٍ‬
‫رجل منهم‪ِّ :‬‬ ‫ُ‬
‫فيقول كل‬

‫معهام‬‫يقول‪« :‬كانت امرأتان ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬ ‫َ‬ ‫سمع‬


‫َ‬ ‫‪ -995‬وعنه ‪ ،‬أنه‬
‫لصاح َبتها‪ :‬إنام َذهب بابنِك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بابن إحدامها‪ ،‬فقالت‬ ‫فذهب ِ‬ ‫َ‬ ‫الذئب‬
‫ُ‬ ‫جاء‬ ‫ُ‬
‫ابنامها‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫رجتا‬ ‫هب بابنك‪ ،‬فتحاكَام إىل داو َد ﷺ ف َقىض به للكُربى‪ ،‬فخَ َ‬ ‫وقالت األُخرى‪ :‬إنام َذ َ‬
‫أش ُّقه‬‫بالسكَّي ُ‬
‫فأخربتاه‪ ،‬فقال‪ :‬ائتوين ِّ‬
‫ََ‬ ‫ليامن بن داو َد صىل اهلل عليهام وسلم‬ ‫عىل ُس َ‬
‫ِ‬
‫محك اهلل‪ ،‬هو ابنُها‪ ،‬ف َقىض به ُّ‬
‫للصغرى»(‪.)2‬‬ ‫الصغرى‪ :‬ال تَف َعل! َر َ‬ ‫بينَهام‪ ،‬فقالت ُّ‬
‫ذهب‬
‫النبي ﷺ‪َ « :‬ي ُ‬ ‫ُّ‬ ‫األسلمي ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫رداس‬ ‫‪ -996‬وعن ِم‬
‫ِ‬
‫التمر ال ُيباليهم اهلل‬ ‫الش ِ‬
‫عري أو‬ ‫ِ‬
‫كحثالة َّ‬ ‫فاألول‪ ،‬وتَبقى ُحثال ٌة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األول‬ ‫ِ‬
‫الصاحلون‬
‫بالة»(‪.)3‬‬
‫وَف ‪ ،‬قال‪َ :‬غ َزونا مع ر ِ‬
‫سول اهلل ﷺ‬ ‫‪ -997‬وعن ِ‬
‫عبد اهلل بن أيب َأ َ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫سبع غزوات نأك ُُل ا َ‬
‫جلرا َد(‪.)4‬‬ ‫َ‬
‫‪ -998‬وعن أيب هرير َة ‪ :‬أن النبي ﷺ قال‪« :‬ال يلد ُغ ِ‬
‫املؤم ُن من‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫حر واح ٍد مرتَّي»(‪.)5‬‬
‫ُج ٍ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)7552‬ومسلم (‪.)5220‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3057‬ومسلم (‪.)5754‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)6030‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)1021‬ومسلم (‪.)5215‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)6533‬ومسلم (‪.)5222‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪325‬‬

‫ِ‬
‫مساجدُ ها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫البالد إىل اهلل‬ ‫أحب‬
‫النبي ﷺ قال‪ُّ « :‬‬
‫‪ -999‬وعنه ‪ ،‬عن ِّ‬
‫ِ‬
‫البالد إىل اهلل أسوا ُقها»(‪.)1‬‬ ‫ُ‬
‫وأبغض‬

‫النبي ﷺ‪« :‬إن مما‬ ‫ٍ‬


‫األنصاري ‪ ‬قال‪ :‬قال ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫مسعود‬ ‫‪ -1111‬وعن أيب‬
‫النبوة األوىل‪ :‬إذا مل تَستَحِ فاصنَع ما ِش َ‬
‫ئت»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫الناس من كال ِم‬
‫أدرك ُ‬ ‫َ‬
‫النبي ﷺ‪ُ « :‬‬
‫أول ما ُيقىض بَّي‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -1111‬وعن ِ‬
‫ابن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال ُّ‬
‫القيامة يف الدِّ ِ‬
‫ماء»(‪.)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الناس يو َم‬

‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬خلِ َقت‬


‫ُ‬ ‫‪ -1112‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫وخلِق آد ُم مما ُو ِصف لكم»(‪.)4‬‬ ‫اجلان من مارجٍ من ٍ‬
‫نار‪ُ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫وخلِق‬ ‫املالئك ُة من ٍ‬
‫نور‪ُ ،‬‬
‫لقاء اهلل‬
‫حب َ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬من أ َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -1113‬وعنها ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫رسول اهلل‪ ،‬أكراهي ُة‬ ‫َ‬ ‫فقلت‪ :‬يا‬
‫ُ‬ ‫لقاء اهلل ك َِره اهلل لقاءه»‬
‫أحب اهلل لقاءه‪ ،‬ومن ك َِره َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫برمحة اهلل‬ ‫املؤمن إذا ُب ِّرش‬ ‫املوت؟ قال‪« :‬ليس كذلك‪ ،‬ولكن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫املوت‪ ،‬ف ُك ُّلنا نكره‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بعذاب اهلل‬ ‫فأحب اهلل لقاءه‪ ،‬وإن الكافِ َر إذا ُب ِّرش‬
‫َّ‬ ‫لقاء اهلل؛‬
‫أحب َ‬‫َّ‬ ‫ورضوانِه وجنتِه؛‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫وسخطه؛ ك َِره َ‬
‫لقاء اهلل؛ وكره اهلل لقاءه»(‪.)5‬‬
‫النبي ﷺ معتَكِ ًفا‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -1114‬وعن صفي َة بنت ُح َي ٍّي ‪ ،‬قالت‪ :‬كان‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فمر رجالن من‬ ‫مت ألن َقلب‪ ،‬فقا َم معي ل َيقل َبني‪َّ ،‬‬ ‫ليال‪ ،‬فحدَّ ثتُه‪ ،‬ثم ُق ُ‬
‫أزوره ً‬ ‫فأتيتًه ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)675‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)3023‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6133‬ومسلم (‪.)5672‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5226‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (‪.)5620‬‬
‫‪ | 326‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫أرسعا؛ فقال ﷺ‪« :‬عىل ِرسلِكام‪ ،‬إَّنا صفي ُة ُ‬


‫بنت‬ ‫النبي ﷺ َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫األنصار‪ ،‬فلام رأيا‬
‫الشيطان َجيري من ِ‬
‫ابن آد َم َُمرى‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬فقال‪« :‬إن‬ ‫ُح َي ٍّي» فقاال‪ :‬سبحان اهلل يا‬
‫ِ‬
‫خشيت أن َيقذف يف قلوبِكام ًّ‬
‫َشا» أو قال‪ :‬شي ًئا(‪.)1‬‬ ‫ُ‬ ‫الدَّ مِ‪ ،‬وإين‬
‫الناس‪ ،‬إن‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬أَيا ُ‬‫ُ‬ ‫‪ -1115‬وعن أيب هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫أمر به املرسلَّي‪ .‬فقال تعاىل‪:‬‬ ‫قبل َّإال ط ِّيبا‪ ،‬وإن اهلل َ‬
‫أمر املؤمنَّي بام َ‬ ‫طيب ال َي ُ‬
‫اهلل ٌ‬
‫﴿ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ﴾ [املؤمنون‪ ،]15 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫َ‬
‫أشعث‬ ‫السفر‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يطيل‬ ‫َ‬
‫الرجل‬ ‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ﴾ [البقرة‪ ،]575 :‬ثم َ‬
‫ذكر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومطعمه حرا ٌم‪ ،‬ومرش ُبه حرا ٌم‪ ،‬وغُ ذ َ‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫رب‪،‬‬
‫رب‪ ،‬يا ِّ‬‫أغرب يمدُّ يديه إىل السامء‪ :‬يا ِّ‬
‫َ‬
‫ستجاب لذلك؟! ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ُ‬ ‫باحلرامِ‪ ،‬فأنى ُي‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬ثالث ٌة ال‬ ‫‪ -1116‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫شيخ‬
‫أليم‪ٌ :‬‬ ‫ِ‬
‫القيامة‪ ،‬وال ُيزكيهم‪ ،‬وال ين ُظ ُر إليهم‪ ،‬وهلم‬ ‫ُيك ِّل ُمهم اهلل يو َم‬
‫عذاب ٌ‬
‫ٌ‬
‫ٌِ‬
‫مستكرب»(‪.)3‬‬ ‫كذاب‪ ،‬وعائِ ٌل‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وملك‬ ‫زان‪،‬‬‫ٍ‬

‫يحان‬
‫وج ُ‬ ‫يحان َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪َ « :‬س ُ‬ ‫‪ -1117‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫أَّنار ِ‬
‫اجلنة»(‪.)4‬‬ ‫والنيل كل من ِ‬
‫ُ‬ ‫وال ُف ُ‬
‫رات‬
‫سول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫سمع َر َ‬‫َ‬ ‫العاص ‪ :‬أنه‬‫ِ‬ ‫‪ -1118‬وعن ِ‬
‫عمرو بن‬
‫َ‬
‫فأخطأ‪ ،‬فله‬ ‫أصاب‪ ،‬فله أجران‪ ،‬وإن َحك ََم واجتهدَ ‪،‬‬
‫َ‬ ‫احلاكم فاجتَهدَ ‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬ ‫كم‬
‫«إذا َح َ‬
‫أجر»(‪.)5‬‬
‫ٌ‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5431‬ومسلم (‪.)5571‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)5451‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)547‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5232‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري (‪ ،)7315‬ومسلم (‪.)5756‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪327‬‬

‫النبي ﷺ قال‪ُ « :‬‬


‫احلمى من فيحِ جهنَّم‬ ‫‪ -1119‬وعن عائش َة ‪ :‬أن َّ‬
‫فأبردوها ِ‬
‫باملاء»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬

‫خرج إىل قتىل‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‬ ‫عامر ‪ ،‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -1111‬وعن عقب َة بن‬
‫طلع إىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حد‪ ،‬فصىل عليهم بعد ِ‬ ‫ُأ ٍ‬
‫املنرب‪،‬‬ ‫ثامن سنَّي كاملو ِّد ِع لألحياء واألموات‪ ،‬ثم َ‬
‫ُ‬
‫احلوض‪ ،‬وإين‬ ‫رط‪ ،‬وأنا شهيدٌ عليكم‪ ،‬وإن ِ‬
‫موعدَ كم‬ ‫فقال‪« :‬إين بَّي أيديكُم َف ٌ‬
‫نظر إليه من َمقامي هذا‪ ،‬أال وإين لست أخشى عليكم أن ت ِ‬
‫ُرشكوا‪ ،‬ولكن أخشى‬ ‫أل ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫رسول اهلل ﷺ(‪.)2‬‬ ‫َظرهتا إىل‬
‫نظرة ن ُ‬ ‫عليكم الدنيا أن تَنا َفسوها» قال‪ :‬فكانت َ‬
‫آخر‬

‫طيع‬
‫َذر أن ُي َ‬
‫النبي ﷺ‪َ « :‬من ن َ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -1111‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬قال‬
‫اهلل فليطِعه‪ ،‬ومن نَذر أن يعيص اهلل فال ي ِ‬
‫عصه»(‪.)3‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫تل األَوزا ِغ‬
‫رسول اهلل ﷺ أمرها ب َق ِ‬
‫َ‬ ‫رشيك ‪ ،‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -1112‬وعن أم‬
‫إبراهيم»(‪.)4‬‬
‫َ‬ ‫وقال‪« :‬كان َين ُف ُخ عىل‬
‫ٌ‬
‫رجل‪:‬‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬قال‬ ‫َ‬ ‫‪ -1113‬وعن أيب هرير َة ‪ ،‬أن‬
‫ٍ‬ ‫فوضعها يف ِ‬ ‫فخرج بصدقتِه َ‬ ‫ٍ‬
‫سارق‪ ،‬فأصبحوا يتحدَّ ثون‪:‬‬ ‫يد‬ ‫َ‬ ‫بصدقة‪،‬‬ ‫ألَ َ‬
‫تصدَّ َق َّن‬
‫فخرج بصدقتِه‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫بصدقة‪،‬‬ ‫تصدَّ َق َّن‬ ‫سارق! فقال‪ :‬اللهم لك احلمدُ ‪ ،‬ألَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ت ُُصدِّ َق عىل‬
‫زانية؛ فأصبحوا يتحدَّ ثون‪ :‬تُصدِّ َق الليل َة عىل ٍ‬ ‫يد ٍ‬ ‫فوضعها يف ِ‬
‫اللهم لك‬
‫َّ‬ ‫زانية! فقال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َني؛ فأص َبحوا‬
‫فوض َعها يف يد غ ٍّ‬‫فخرج بصدقتِه َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫بصدقة‪،‬‬ ‫تصدَّ َق َّن‬ ‫ٍ‬
‫احلمدُ ‪ ،‬عىل زانية! ألَ َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3563‬ومسلم (‪.)5554‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)0405‬ومسلم (‪.)5526‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪.)6626‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري (‪ ،)3312‬ومسلم (‪.)5537‬‬
‫‪ | 328‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫سارق وعىل ٍ‬ ‫ٍ‬


‫زانية‪ ،‬وعىل‬ ‫اللهم لك احلمدُ ‪ ،‬عىل‬ ‫َّ‬ ‫يتحدَّ ثون‪ :‬ت ُُصدِّ َق عىل ٍّ‬
‫غني! فقال‪:‬‬
‫ف عن ِسقتِه‪ ،‬وأما الزاني ُة‬
‫سارق فلع َّله أن يست َِع َّ‬
‫ٍ‬ ‫غني! فأيت َ‬
‫فقيل له‪ :‬أما صد َقتُك عىل‬ ‫ٍّ‬
‫الغني فلع َّله َيعت َِرب ف ُي ُ‬
‫نفق مما آتاه اهلل»(‪.)1‬‬ ‫ُّ‬ ‫تستعف عن ِزناها‪ ،‬وأما‬
‫ُّ‬ ‫فلع َّلها‬

‫فع إليه‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫رسول اهلل ﷺ يف دعوة‪ُ ،‬فر َ‬ ‫‪ -1114‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬كنا مع‬
‫ِ‬
‫القيامة‪ ،‬هل‬ ‫ِ‬
‫الناس يوم‬ ‫فنهس منها َهنس ًة وقال‪« :‬أنا سيدُ‬ ‫الذراع‪ ،‬وكانت ت ِ‬
‫ُعجبه‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫بِصهم الناظِ ُر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مع اهلل األولَّي واآلخرين يف َصعيد واحد‪ ،‬ف ُي ُ‬
‫ِ‬
‫تَدرون م َّم ذاك؟ َجي ُ‬
‫ِ‬
‫والكرب ما ال‬ ‫الغم‬ ‫ِ‬
‫الشمس‪ ،‬فيبلغُ النا ُس من ِّ‬ ‫ُ‬ ‫عهم الداعي‪ ،‬وتَدنو منهم‬ ‫و ُيسم ُ‬
‫فيقول الناس‪ :‬أال ت ََرون إىل ما أنتُم فيه إىل ما َب َلغكُم‪ ،‬أال‬ ‫ُ‬ ‫تملون‪،‬‬ ‫يطيقون وال َحي ِ‬
‫ُ‬
‫لبعض‪ :‬أبوكُم آد ُم‪ ،‬فيأتونَه‬‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الناس‬ ‫فيقول ُ‬
‫بعض‬ ‫ُ‬ ‫شفع لكم إىل ر ِّبكم؟‬
‫تَنظرون من َي ُ‬
‫وأمر‬ ‫ِ‬ ‫البرش‪ ،‬خ َل َقك اهلل ِ‬
‫ِ‬
‫ونفخ فيك من روحه‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫بيده‪،‬‬ ‫ف َيقولون‪ :‬يا آد ُم أنت أبو‬
‫فسجدوا لك‪ ،‬وأسكنَك اجلن َة‪َ ،‬أال تَش َفع لنا إىل ر ِّبك؟ أال تَرى إىل ما نحن‬ ‫املالئك َة َ‬
‫يغضب قب َله مث َله‪ ،‬وال َ‬
‫يغضب‬ ‫َضب اليوم غضبا مل َ‬ ‫فيه وما ب َلغْنا؟ فقال‪ :‬إن ريب غ ِ‬
‫َ‬
‫اذهبوا إىل غريي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بعدَ ه مث َله‪ ،‬وإنه َّناين عن‬
‫صيت‪ ،‬نَفيس نفيس نفيس‪َ ،‬‬ ‫الشجرة ف َع ُ‬
‫اذهبوا إىل نوحٍ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫األرض‪ ،‬وقد‬ ‫الرسل إىل أهل‬ ‫ِ‬ ‫نوح‪ ،‬أنت ُ‬
‫أول‪،‬‬ ‫ف َيأتون نوحا ف َيقولون‪ :‬يا ُ‬
‫سامك اهلل عبدا شكورا‪ ،‬أال تَرى إىل ما نحن فيه‪ ،‬أال تَرى إىل ما ب َلغْنا‪ ،‬أال تَش َفع لنا‬
‫يغضب قبله مث َله‪ ،‬ولن َ‬
‫يغضب‬ ‫غضب اليوم غضبا مل َ‬
‫َ‬ ‫إىل ر ِّبك؟ فيقول‪ :‬إن ريب‬
‫دعوت هبا عىل قومي‪ ،‬نَفيس نفيس نفيس‪ ،‬اذه َبوا‬
‫ُ‬ ‫بعدَ ه مث َله‪ ،‬وإنه قد كانت يل دعو ٌة‬
‫إبراهيم‪.‬‬
‫َ‬ ‫إىل غريي‪ ،‬اذهبوا إىل‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5055‬ومسلم (‪.)5455‬‬


‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪329‬‬

‫أهل األرض‪،‬‬‫وخلي ُله من ِ‬


‫نبي اهلل َ‬
‫إبراهيم‪ ،‬أنت ُّ‬
‫ُ‬ ‫إبراهيم فيقولون‪ :‬يا‬
‫َ‬ ‫فيأتون‬
‫ِ‬
‫اش َفع لنا إىل ر ِّبك‪َ ،‬أال تَرى إىل ما نحن فيه؟ فيقول هلم‪ :‬إن ريب قد غض َ‬
‫ب اليوم‬
‫بت ثالث‬ ‫يغضب بعده مث َله‪ ،‬وإين كنت َ‬
‫كذ ُ‬ ‫غضب قب َله مث َله‪ ،‬ولن َ‬
‫غضبا مل َي َ‬
‫كذبات؛ نَفيس نَفيس نَفيس‪ ،‬اذهبوا إىل غريي‪ ،‬اذهبوا إىل موسى‪.‬‬

‫فضلك اهلل برساالتِه‬ ‫ُ‬


‫رسول اهلل‪َّ ،‬‬ ‫ف َيأتون موسى فيقولون‪ :‬يا موسى أنت‬
‫ُ‬
‫فيقول‪ :‬إن ريب‬ ‫ِ‬
‫الناس‪ ،‬اش َفع لنا إىل ر ِّبك‪ ،‬أما ترى إىل ما نحن فيه؟‬ ‫ِ‬
‫وبكالمه عىل‬
‫يغضب بعدَ ه مث َله‪ ،‬وإين قد قت ُ‬
‫َلت‬ ‫يغضب قب َله مث َله‪ ،‬ولن َ‬
‫غضب اليوم غضبا مل َ‬ ‫َ‬ ‫قد‬
‫نَفسا مل أومر ب َقتلِها‪ ،‬نَفيس نَفيس نَفيس‪ ،‬اذهبوا إىل غريي؛ اذهبوا إىل عيسى‪.‬‬

‫مريم‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل وكلمتُه ألقاها إىل‬ ‫فيأتون عيسى ف َيقولون‪ :‬يا عيسى‪ ،‬أنت‬
‫مت الناس يف ِ‬
‫املهد‪ ،‬اش َفع لنا إىل ر ِّبك‪ ،‬أال ترى إىل ما نحن فيه؟‬ ‫وروح منه‪ ،‬وك َّل َ‬
‫ٌ‬
‫يغضب‬‫يغضب قب َله مث َله‪ ،‬ولن َ‬‫ب اليو َم غَ ضبا مل َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فيقول عيسى‪ :‬إن ريب قد غض َ‬
‫ٍ‬
‫حممد‬ ‫بعده مثله‪ ،‬ومل َيذكُر ذنبا‪ ،‬نَفيس نَفيس نَفيس‪ ،‬اذهبوا إىل غريي‪ ،‬اذهبوا إىل‬
‫ﷺ‪.‬‬
‫ِ‬
‫األنبياء‪ ،‬وقد غ َف َر اهلل لك‬ ‫وخاتم‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل‬ ‫فيأتوين ف َيقولون‪ :‬يا حممدُ أنت‬
‫ُ‬
‫تأخ َر‪ ،‬اش َفع لنا إىل ر ِّبك‪ ،‬أال ترى إىل ما نحن فيه؟ فأن َطلِ ُق‬
‫ما تقدَّ َم من ذنبِك وما َّ‬
‫ِ‬
‫الثناء‬ ‫ِ‬
‫وحسن‬ ‫حمام ِده‪،‬‬
‫ساجدا لريب‪ ،‬ثم يفتح اهلل عيل من ِ‬ ‫فأقع ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫العرش ُ‬ ‫حتت‬
‫فآيت َ‬
‫رأسك‪َ ،‬سل تُع َطه‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫عليه شيئا مل يفتَح ُه عىل أحد قبيل‪ ،‬ثم ُيقال‪ :‬يا حممدُ ار َفع َ‬
‫رب‪َّ ،‬أمتي يا رب‪،‬‬ ‫رب‪َّ ،‬أمتي يا ِّ‬‫فأقول‪ُ :‬أ َّمتي يا ِّ‬
‫ُ‬ ‫فأرفع رأيس‪،‬‬
‫ُ‬ ‫واش َفع تُش َّفع‪،‬‬
‫‪ | 331‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫أبواب‬ ‫ِ‬
‫األيمن من‬ ‫ِ‬
‫الباب‬ ‫حساب عليهم من‬‫َ‬ ‫أدخل ِمن َّأمتِك من ال‬
‫فيقال‪ :‬يا حممدُ ِ‬‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األبواب» ثم قال‪« :‬والذي نَفيس‬ ‫الناس فيام سوى ذلك من‬ ‫اجلنة‪ ،‬وهم َُش ُ‬
‫كاء‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بيده‪ ،‬إن ما بَّي املِصا َعَّي من َمصاري ِع اجلنة كام بَّي َمك َة َ‬
‫وه َجر‪ ،‬أو كام بَّي مكة‬
‫و ُبِصى»(‪.)1‬‬

‫رسول اهلل ﷺ ُ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫سعيد بن ٍ‬
‫زيد ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1115‬وعن‬
‫شفاء للعَّي»(‪.)2‬‬
‫ٌ‬ ‫املن‪ ،‬وماؤها‬
‫«الكَمأ ُة من ِّ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3304‬ومسلم (‪.)520‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)0072‬ومسلم (‪.)5402‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪330‬‬

‫كتابُ االستِغفارِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﰐ ﰑ﴾ [حممد‪ ،]52 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭑ ﭒﭓ‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ﴾ [النساء‪ ،]546 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭿ ﮀ ﮁ‬
‫ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ﴾ [النرص‪ ،]3 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﯧ﴾ إىل قوله عز وجل‪﴿ :‬ﭡ ﭢ﴾ [آل عمران‪،]57 - 51 :‬‬
‫وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡ﴾ [النساء‪ ،]554:‬وقال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ﴾‬
‫[األنفال‪ ،]33 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ‬
‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة معلوم ٌة‪.‬‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫ﮄ﴾ [آل عمران‪]531 :‬‬

‫يقول‪« :‬واهلل‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُ‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬


‫ُ‬ ‫‪ -1116‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫إين ألست ِ‬
‫أكثر من سبعَّي مرة»(‪.)1‬‬‫وأتوب إليه يف اليو ِم َ‬
‫ُ‬ ‫َغفر اهلل‬
‫ِ‬
‫االستغفار‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬سيدُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أوس ‪ ‬عن ِّ‬ ‫شداد بن‬ ‫‪ -1117‬وعن‬
‫اللهم أنت ريب‪ ،‬ال إله َّإال أنت‪ ،‬خلقتني وأنا عبدُ ك‪ ،‬وأنا عىل‬ ‫َّ‬ ‫أن َ‬
‫يقول العبدُ ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عيل‪،‬‬
‫أبوء لك بنعمتك َّ‬ ‫صنعت‪ُ ،‬‬‫ُ‬ ‫استطعت‪ ،‬أعو ُذ بك من ِّ‬
‫َش ما‬ ‫ُ‬ ‫ووعدك ما‬ ‫عهدك‬
‫النهار ِ‬
‫موقنا‬ ‫ِ‬ ‫الذنوب َّإال أنت‪ .‬من قاهلا من‬ ‫يغفر‬
‫َ‬ ‫وأبوء بذنبي‪ ،‬فاغفر يل؛ فإنَّه ال ُ‬‫ُ‬
‫الليل‪ ،‬وهو‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬ومن قاهلا من‬ ‫ميس‪ ،‬فهو من أهل‬ ‫ِ‬
‫هبا‪ ،‬فامت من يومه قبل أن ُي َ‬
‫أهل ِ‬
‫اجلنة»(‪.)2‬‬ ‫قبل أن ُيصبِح‪ ،‬فهو من ِ‬ ‫موقن هبا‪ ،‬فامت َ‬‫ٌ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪.)6347‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪.)6346‬‬
‫‪ | 332‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫كثر أن يق َ‬
‫ول‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ ُي ُ‬ ‫‪ -1118‬وعن عائش َة ‪ ،‬قالت‪ :‬كان‬
‫وأتوب إليه»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫أستغف ُره‪،‬‬ ‫بحان اهلل وبِ ِ‬
‫حمده‪،‬‬ ‫قبل موتِه‪ُ « :‬س َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ يقول‪« :‬قال اهلل‬‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫أنس ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫‪ -1119‬وعن ٍ‬
‫غفرت لك عىل ما كان منك وال ُأبايل‪،‬‬‫ُ‬ ‫ورجوتَني‬
‫تعاىل‪ :‬يا ابن آد َم‪ ،‬إنك ما َد َعوتَني َ‬
‫ابن آدم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ابن آد َم‪ ،‬لو ب َلغَت ذنو ُبك عنان‬
‫غفرت لك‪ ،‬يا َ‬
‫ُ‬ ‫السامء‪ ،‬ثم استغفرتني‪،‬‬ ‫يا َ‬
‫ُرشك يب شيئا‪ ،‬ألتيتُك ب ُق ِ‬
‫راهبا‬ ‫األرض خطايا‪ ،‬ثم َلقيتَني ال ت ِ‬
‫ِ‬ ‫إنك لو َأتَيتَني ب ُق ِ‬
‫راب‬
‫مغفرة»(‪.)2‬‬
‫‪ -1121‬وعن ابن عمر ‪ :‬أن النبي ﷺ قال‪« :‬يا معرش الن ِ‬
‫ِّساء‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫منه َّن‪:‬‬ ‫أكثر أهل ِ‬
‫النار» قالت امرأ ٌة ُ‬ ‫ِ‬
‫االستغفار؛ فإين رأي ُتك َُّن َ‬ ‫تصدَّ قن‪ ،‬وأكثِ َ‬
‫رن من‬ ‫َ‬
‫ناق ِ‬ ‫رأيت من ِ‬ ‫النار؟ قال‪« :‬تُكثِ َ‬
‫أكثر أهل ِ‬
‫صات‬ ‫ُ‬ ‫عن‪ ،‬وتَك ُفرن ال َع َ‬
‫شري‪ ،‬ما‬ ‫رن ال َّل َ‬ ‫ما لنا َ‬
‫ِ‬
‫والدين؟ قال‪َ « :‬شهاد ُة‬ ‫ِ‬
‫العقل‬ ‫ُ‬
‫ُقصان‬ ‫ب منك َُّن» قالت‪ :‬ما ن‬ ‫أغلب لذي ُل ٍّ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫ودين‬ ‫َع ٍ‬
‫قل‬
‫ُث األيا َم ال تُصيل»(‪.)3‬‬ ‫ٍ‬
‫رجل‪ ،‬ومتَ ك ُ‬ ‫ِ‬
‫بشهادة‬ ‫امرأتَّي‬

‫(‪ )1‬باب بيانِ ما أعدَّ اهلل للمؤمنني يف اجلنةِ‬

‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬


‫ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ﴾ [احلجر‪ .]02 - 01 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)257‬ومسلم (‪.)020‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي (‪.)3104‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)72‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪333‬‬

‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬
‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ﴾ [الزخرف‪ .]73 - 62 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮖ‬
‫ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ‬
‫ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ‬
‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬
‫ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ﴾ [الدخان‪ .]17 - 15 :‬وقال تعاىل‪﴿ :‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬
‫ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞ‬
‫ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬
‫ِ‬
‫الباب كثري ٌة معلوم ٌة‪.‬‬ ‫واآليات يف‬
‫ُ‬ ‫ﯮ ﯯ﴾ [املطففني‪]52 - 55 :‬‬
‫ِ‬
‫اجلنة‬ ‫يأكل ُ‬
‫أهل‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬‬‫ُ‬ ‫جابر ‪ ‬قال‪ :‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -1121‬وعن‬
‫ِ‬
‫تغوطون‪ ،‬وال َيمتخطون‪ ،‬وال َيبولون‪ ،‬ولكن َط ُ‬
‫عامهم ذاك‬ ‫فيها‪ ،‬و َيرشبون‪ ،‬وال َي َّ‬
‫َّفس»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫َّكبري‪ ،‬كام ُيلهمون الن َ‬
‫َّسبيح والت َ‬
‫لهمون الت َ‬ ‫شح املسك‪ُ ،‬ي َ‬
‫كر ِ‬
‫جشاء َ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬قال اهلل تعاىل‪:‬‬ ‫‪ -1122‬وعن أيب ُهرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫طر عىل ِ‬
‫قلب‬ ‫لعبادي الصاحلَّي ما ال عَّي ر َأت‪ ،‬وال ٌ ِ‬
‫دت ِ‬
‫َأعدَ ُ‬
‫أذن َسم َعت‪ ،‬وال َخ َ‬ ‫َ ٌ َ‬
‫َب ٍ‬
‫رش‪ ،‬واقرؤوا إن شئتُم‪﴿ :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫ﮭ﴾ [السجدة‪.)2(»]57 :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم (‪.)5231‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3500‬ومسلم (‪.)5250‬‬
‫‪ | 334‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫مرة َيدخلون‬ ‫أول زُ ٍ‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ -1123‬وعنه ‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫ِ‬
‫السامء‬ ‫ي يف‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫مر ليل َة‬ ‫ِ‬
‫صورة ال َق ِ‬ ‫اجلن َة عىل‬
‫كوكب ُد ِّر ٍّ‬ ‫لوَّنم عىل أشدِّ‬
‫البدر‪ ،‬ثم الذين َي َ‬
‫َخطون‪ ،‬أمشا ُطهم‬ ‫إضاءة‪ ،‬وال يبولون‪ ،‬وال ي َتغَوطون‪ ،‬وال يت ُفلون‪ ،‬وال يمت ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫احلور‬
‫ُ‬ ‫أزواجهم‬
‫ُ‬ ‫وُم ِام ُرهم األَ ُل َّو ُة ‪-‬عو ُد الطيب‪،-‬‬ ‫شحهم املسك‪َ ،‬‬ ‫ور ُ‬ ‫الذهب‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫صورة أبيهم آد َم ستون ذراعا يف السامء»(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫واحد‪ ،‬عىل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫رجل‬ ‫لق‬ ‫العَّي‪ ،‬عىل َخ ِ‬

‫سأل‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪َ « :‬‬ ‫ِ‬ ‫املغرية بن شعب َة ‪ ،‬عن‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1124‬وعن‬
‫دخل ُ‬
‫أهل‬ ‫رجل َجييء بعد ما ُأ ِ‬ ‫اجلنة منزلة؟ قال‪ :‬هو ٌ‬‫أهل ِ‬ ‫موسى ﷺ ر َّبه‪ :‬ما أدنى ِ‬
‫ُ‬
‫الناس ِ‬
‫منازهلم‪،‬‬ ‫رب‪ ،‬كيف وقد َ‬ ‫ُ‬ ‫فيقال له‪ :‬ادخل اجلن َة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اجلنة اجلن َة‪ُ ،‬‬
‫نزل ُ‬ ‫فيقول‪ :‬أي ِّ‬
‫لك م ٍ‬ ‫مثل م ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لك من ُملوك‬ ‫َ‬ ‫فيقال له‪ :‬أتَرىض أن يكون لك ُ ُ‬ ‫وأخذوا أخذاِتم؟‬
‫ُ‬
‫فيقول يف‬ ‫رب‪ ،‬فيقول‪ :‬لك ذلك ومث ُله ومث ُله ومث ُله ومث ُله‪،‬‬ ‫ضيت ِّ‬‫فيقول‪َ :‬ر ُ‬ ‫ُ‬ ‫الدنيا؟‬
‫نفسك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫فيقول‪ :‬هذا َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫لك و َعرش ُة أمثاله‪ ،‬ولك ما اشت ََهت ُ‬ ‫رب‪،‬‬
‫ضيت ِّ‬ ‫اخلامسة‪َ ،‬ر ُ‬
‫عالهم منزلة؟ قال‪ :‬أولئك الذين‬ ‫فأ ُ‬ ‫رب َ‬
‫رب‪ ،‬قال‪ِّ :‬‬
‫ضيت ِّ‬ ‫فيقول‪َ :‬ر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ولذت عينُك‪،‬‬ ‫َّ‬
‫أذن‪ ،‬ومل‬‫َسمع ٌ‬ ‫عَّي‪ ،‬ومل ت َ‬
‫َمت عليها‪ ،‬فلم ت ََر ٌ‬ ‫كرامتَهم بيدي‪ ،‬وخت ُ‬ ‫ست َ‬ ‫دت؛ َغ َر ُ‬‫َأ َر ُ‬
‫قلب ٍ‬
‫برش»(‪.)2‬‬ ‫ُي ُطر عىل ِ‬
‫للمؤمن يف ِ‬
‫اجلنة‬ ‫ِ‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬إن‬
‫‪ -1125‬وعن أيب موسى ‪ :‬أن َّ‬
‫ِ‬
‫للمؤمن فيها أهلون‬ ‫ِ‬
‫السامء ستون ميال‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ُموفة طوهلا يف‬ ‫ٍ‬
‫واحدة‬ ‫ٍ‬
‫لؤلؤة‬ ‫خليم ٌة من‬
‫بعضهم بعضا»(‪.)3‬‬
‫يطوف عليهم املؤمن فال َيرى ُ‬
‫ُ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3357‬ومسلم (‪.)5230‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)522‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري (‪ ،)0272‬ومسلم (‪.)5232‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪335‬‬

‫ِ‬
‫اجلنة شجرة‬ ‫النبي ﷺ قال‪« :‬إن يف‬ ‫ٍ‬
‫‪ -1126‬وعن أيب سعيد ‪ ،‬عن ِّ‬
‫الرسيع مائ َة سنة ما َيق َط ُعها»(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫املضم َر‬
‫َّ‬ ‫الراكب اجلوا َد‬
‫ُ‬ ‫سري‬
‫َي ُ‬
‫ِ‬
‫اجلنة ل َي ََت َاءون أهل‬ ‫نبي ﷺ قال‪« :‬إن َ‬
‫أهل‬ ‫‪ -1127‬وعنه ‪ ،‬عن ال ِّ‬
‫ِ‬
‫املرشق أو‬ ‫ِ‬
‫األفق من‬ ‫الدري الغابِر يف‬ ‫الكوكب‬ ‫الغرف من ِ‬
‫فوقهم‪ ،‬كام َيَت َاءون‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫األنبياء ال َيب ُلغها‬ ‫ُ‬
‫منازل‬ ‫َفاض ِل ما بينهم» قالوا‪ :‬يا َر َ‬
‫سول اهلل‪ ،‬تلك‬ ‫ِ‬
‫املغرب لت ُ‬
‫وصدَّ قوا املرسلَّي»(‪.)2‬‬ ‫ٌ‬
‫رجال آمنوا باهلل َ‬ ‫غريهم قال‪َ « :‬بىل‪ ،‬والذي نفيس بيده‪،‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اجلنة سوقا‬ ‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إن يف‬ ‫َ‬ ‫أنس ‪ :‬أن‬ ‫‪ -1128‬وعن ٍ‬
‫ِ‬
‫وثياهبم‪ ،‬ف َيزدادون ُحسنا‬ ‫ِ‬
‫وجوههم‬ ‫ِ‬
‫الشامل‪ ،‬فتَحثو يف‬ ‫ريح‬ ‫يأتوَّنا كل ٍ‬
‫فتهب ُ‬
‫ُّ‬ ‫مجعة‪،‬‬
‫أهلوهم‪ :‬واهلل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فيقول هلم‬ ‫فريجعون إىل أهليهم‪ ،‬وقد ازدادوا ُحسنا ومجاال‪،‬‬
‫ومجاال َ‬
‫َ‬
‫لقد ازددتُم حسنا ومجاال! فيقولون‪ :‬وأنتم واهلل‪ ،‬لقد از َددتُم َبعدَ نا ُحسنا‬
‫ومجاال!»(‪.)3‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا‬ ‫سعيد وأيب هرير َة ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -1129‬وعن أيب‬
‫اجلنة اجلن َة ينادي ٍ‬
‫مناد‪ :‬إن لكم أن َحت َيوا‪ ،‬فال متَ وتوا أبدا‪ ،‬وإن لكم أن‬ ‫ِ‬ ‫دخل ُ‬
‫أهل‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ت َِصحوا فال تَس َقموا أبدا‪ ،‬وإن لكم أن ت َِشبوا فال َِت َرموا أبدا‪ ،‬وإن لكم أن تَن َعموا‬
‫فال تبأسوا أبدا»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6113‬ومسلم (‪.)5252‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3516‬ومسلم (‪.)5235‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم (‪.)5233‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم (‪.)5237‬‬
‫‪ | 336‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إن اهلل ع َّز‬ ‫َ‬ ‫اخلدري ‪ :‬أن‬ ‫ٍ‬
‫سعيد‬ ‫‪ -1131‬وعن أيب‬
‫ِّ‬
‫واخلري يف يديك‪،‬‬ ‫وسعدَ يك‪،‬‬ ‫اجلنة‪ :‬يا أهل ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬فيقولون‪َ :‬‬ ‫ألهل ِ‬
‫ِ‬ ‫وجل ُ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫لبيك ر َّبنا َ‬ ‫يقول‬
‫ُعط أحدا من‬ ‫فيقول‪ :‬هل رضي ُتم؟ فيقولون‪ :‬وما لنا ال نَرىض يا ربنا وقد أع َطيتَنا ما مل ت ِ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫أفضل من ذلك؟!‬ ‫ُ‬ ‫أفضل من ذلك؟ فيقولون‪ :‬وأي ٍ‬
‫يشء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪ :‬أال أعطيكُم‬ ‫خلقك!‬ ‫ِ‬
‫ُّ‬
‫أسخط عليكم بعده أبدا»(‪.)1‬‬ ‫ُ‬ ‫أحل عليكم ِرضواين فال‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪ُّ :‬‬
‫دخل ُ‬
‫أهل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إذا‬ ‫هيب ‪ :‬أن‬ ‫‪ -1131‬وعن ُص ٍ‬
‫ُريدون شيئا أزيدُ كم؟ فيقولون‪ :‬أمل تُب ِّيض‬
‫َ‬ ‫يقول اهلل تبارك وتعاىل‪ :‬ت‬ ‫ِ‬
‫اجلنة اجلن َة ُ‬
‫احلجاب‪ ،‬فام ُأعطوا شيئا‬ ‫ُنجنا من ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فيكشف‬ ‫النار؟‬ ‫وجوهنا؟ أمل تُدخلنا اجلن َة وت ِّ‬
‫َ‬
‫رهبم»(‪.)2‬‬ ‫أحب إليهم من الن ِ‬
‫َّظر إىل ِّ‬ ‫َّ‬
‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ‬
‫ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ‬
‫ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ﴾ [يونس‪.]54 - 2 :‬‬
‫صل عىل‬‫الله َّم ِّ‬
‫احلمدُ هلل الذي هدانا هلذا وما ُكنَّا لنهتَدي لوال أن هدانا اهلل‪ُ ،‬‬
‫وأزواجه وذر َّيتِه‪ ،‬كام ص َّل َ‬
‫يت عىل‬ ‫ِ‬ ‫عبدك ورسولِك النبي األمي‪ ،‬وعىل آل ٍ‬
‫حممد‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫حممد ِ‬ ‫ٍ‬
‫ِ‬
‫وأزواجه‬ ‫ٍ‬
‫حممد‬ ‫األمي‪ ،‬وعىل آل‬ ‫النبي‬ ‫ٍ‬
‫ِّ‬ ‫إبراهيم‪ ،‬وبارك عىل حممد ِّ‬
‫َ‬ ‫إبراهيم وعىل آل‬
‫َ‬
‫إبراهيم يف العاملني إنك محيدٌ َجميدٌ ‪.‬‬ ‫إبراهيم وعىل آل‬ ‫باركت عىل‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وذر َّيته‪ ،‬كام َ‬
‫رابع ِ‬
‫شهر رمضان سنة‬ ‫قال مؤ ِّل ُفه حييى النووي‪َ :‬فر ُ‬
‫غت منه يو َم االثنني َ‬
‫سبعني وستامئة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (‪ ،)6102‬ومسلم (‪.)5252‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪.)525‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪337‬‬

‫فهرس املوضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬

‫التعريف بموسوعة حممد رسول اهلل ﷺ‪7.........................................................‬‬


‫علم احلديث النبوي الرشيف ‪2....................................................................‬‬
‫ترمجة اإلمام النووي (ت‪676‬هـ) ‪55 .................................................... ‬‬
‫التعريف بكتاب رياض الصاحلني للنووي (ت‪676‬هـ) ‪53 .......................................‬‬

‫خمتصر رياض الصاحلني‬


‫[مقدمة املصنف] ‪57 .............................................................................‬‬
‫ِ‬
‫واخلفية ‪57 ...............‬‬ ‫ِ‬
‫البارزة‬ ‫ِ‬
‫واألحوال‬ ‫ِ‬
‫واألقوال‬ ‫ِ‬
‫األعامل‬ ‫وإحضار النية يف مجي ِع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلخالص‬ ‫باب‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُ‬
‫(‪ )2‬باب التوبة‪55 ...............................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫الصرب ‪53 ..............................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )3‬باب‬
‫الصدق‪57 .............................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )4‬باب‬
‫(‪ )5‬باب املراقبة‪52 ..............................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫(‪ )6‬باب التقوى ‪52 .............................................................................‬‬
‫والتوكل ‪34 .....................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اليقني‬ ‫(‪ )7‬باب‬
‫(‪ )8‬باب يف االستقامة‪35 ........................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫أمورمها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وسائر‬ ‫ِ‬
‫وأهوال اآلخرة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وفناء الدنيا‪،‬‬ ‫لوقات اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )9‬باب يف التفك ُِّر يف عظي ِم َخم‬
‫االستقامة‪33 ...............................................‬‬ ‫ِ‬ ‫س‪ ،‬وهتذيبِها‪ ،‬ومحلها عىل‬ ‫ِ‬
‫وتقصري النَّ ْف ِ‬
‫اإلقبال عليه باجلدِّ من غري تر ُّد ٍد ‪30 .......‬‬
‫ِ‬ ‫توجه ٍ‬
‫خلري عىل‬ ‫وحث من َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫اخلريات‪،‬‬ ‫ِ‬
‫املبادرة إىل‬ ‫(‪ )11‬باب‬
‫(‪ )11‬باب املجاهدة‪31 ............................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫العمر ‪36 .........................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أواخر‬ ‫االزدياد من ِ‬
‫اخلري يف‬ ‫ِ‬ ‫احلث عىل‬ ‫(‪ )12‬باب ِّ‬
‫ِ‬
‫(‪ )13‬باب يف بيان كثرة ُطرق اخلري ‪37 .............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العبادة‪05 ...............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫صاد يف‬‫(‪ )14‬باب يف االقتِ ِ‬
‫األعامل ‪03 ...............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫املحافظة عىل‬‫ِ‬ ‫(‪ )15‬باب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )16‬باب األمر باملحافظة عىل السنة وآداهبا‪00 ....................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بمعروف أو‬ ‫كم اهلل تعاىل وما يقو ُله من ُدعي إىل ذلك و ُأ َ‬
‫مر‬ ‫حل ِ‬ ‫وجوب االنقياد ُ‬ ‫(‪ )17‬باب يف‬
‫منكر‪06 .................................................................................‬‬ ‫ُهن َي عن ٍ‬
‫األمور‪07 .................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحمدثات‬ ‫َّهي عن البِد ِع ُ‬ ‫(‪ )18‬باب يف الن ِ‬
‫‪ | 338‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫سيئة‪02 ........................................................‬‬ ‫حسنة أو ً‬ ‫ً‬ ‫سنة‬‫سن ً‬ ‫فيمن َّ‬ ‫(‪ )19‬باب َ‬


‫ٍ‬
‫خري والدعاء إىل هدى أو ضاللة‪02 ......................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )21‬باب يف الداللة عىل ٍ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫رب والتقوى ‪14 ........................................................‬‬ ‫(‪ )21‬باب يف التعاون عىل ال ِّ‬
‫النصيحة‪14 .........................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )22‬باب يف‬
‫املنكر‪15 .................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫األمر باملعروف والنهي عن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )23‬باب يف‬
‫وخالف قو ُله فع َله ‪13 ...................‬‬ ‫أمر بمعروف أو هنى عن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫منكر‬ ‫(‪ )24‬باب تَغليظ عقوبة من َ‬
‫األمانة‪10 ...................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫األمر ِ‬
‫بأداء‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )25‬باب‬
‫(‪ )26‬باب حتري ِم الظل ِم واألمر بر ِّد املظاملِ‪11 .......................................................‬‬ ‫ِ‬
‫والشفقة عليهم ورمحتِهم‪12 ....................‬‬ ‫ِ‬ ‫حقوقهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبيان‬ ‫رمات املسلمني‬ ‫(‪ )27‬باب تَعظي ِم ح ِ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫والنهي عن إشاعتها لغري ََضورة‪12 ..............................‬‬ ‫ِ‬ ‫سرت عورات املسلمني‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )28‬باب ِ‬
‫ِّ‬
‫(‪ )29‬باب قضاء حوائ ِج املسلمني ‪12 ..............................................................‬‬ ‫ِ‬
‫الشفاعة ‪64 ............................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )31‬باب‬
‫الناس ‪65 ................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلصالح بني‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )31‬باب‬
‫ِ‬
‫فضل َضعفة املسلمني وال ُفقراء واخلاملني‪65 ............................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )32‬باب‬
‫واإلحسان إليهم والشفقةِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )33‬باب مالطفة اليتي ِم وال َبنات وسائر الضعفة واملساكني واملنكرسين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجلناح هلم ‪65 ....................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫وخ ِ‬
‫فض‬ ‫عليهم والتواض ِع معهم َ‬
‫النساء ‪60 .....................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫الوصية ب‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )34‬باب‬
‫الزوج عىل املرأة ‪66 ................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حق‬ ‫(‪ )35‬باب ِّ‬
‫(‪ )36‬باب النفقة عىل العيال‪67 ....................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجليد‪67 ..........................................................‬‬ ‫اإلنفاق مما حيب ومن ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )37‬باب‬
‫ُّ‬
‫وهنيهم عن املخالفةِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسائر من يف رع َّيته بطاعة اهلل تعاىل‬ ‫ِ‬ ‫أمر أهله وأوالده املميزين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وجوب ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )38‬باب‬
‫منهي عنه ‪62 .......................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫وتَأديبِهم ومنعهم من‬ ‫ِ‬
‫ارتكاب ٍّ‬
‫والوصية به ‪62 ...............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )39‬باب ح ِّق ِ‬
‫اجلار‬
‫وصلة األرحا ِم‪74 ..........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )41‬باب ِّبر الوالدين‬
‫الرحم ‪70 .......................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )41‬باب حتري ِم ال ُعقوق و َقطيعة‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قاء ِ‬ ‫أصد ِ‬ ‫فضل بر ِ‬
‫ندب إكرا ُمه ‪76 ............‬‬‫وسائر من ُي ُ‬ ‫واألقارب والزوجة‬ ‫واألم‬ ‫ِّ‬ ‫األب‬ ‫ِ ِّ‬ ‫(‪ )42‬باب‬
‫ِ‬
‫أهل بيت َرسول اهلل ﷺ وبيان فضلهم ‪76 .......................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )43‬باب إكرا ِم ِ‬
‫غريهم ورف ِع َجمال ِ ِسهم وإظهارِ‬ ‫وتقديمهم عىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفضل‬ ‫ِ‬
‫وأهل‬ ‫ِ‬
‫َوقري ال ُعلامء والكبار‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )44‬باب ت ِ‬
‫مز َّيتِهم‪77 ........................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫والدعاء منهم وزيارةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫زيارهتم‬ ‫ِ‬
‫وطلب‬ ‫وصحبتهم وحم َّبتهم‬ ‫أهل اخلَ ِري وجما َلستهم ُ‬ ‫(‪ )45‬باب زيارة ِ‬
‫املواض ِع الفاضلة ‪72 ..............................................................................‬‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪339‬‬

‫قول له‬ ‫الرجل من حي ِّبه‪ ،‬أنه حي ِّبه‪ ،‬وماذا َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫حل ِّث عليه وإعال ِم‬ ‫ب يف اهلل وا َ‬ ‫حل ِّ‬ ‫فضل ا ُ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )46‬باب‬
‫إذا أع َلمه‪25 ......................................................................................‬‬
‫واحلث عىل التخ ُّل ِق هبا‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫والسعي يف حتصيلها‪25 .............‬‬ ‫ِّ‬ ‫حب اهلل تعاىل العبد‬ ‫(‪ )47‬باب عالمات ِّ‬
‫عفة واملساكني ‪25 .....................................‬‬ ‫والض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )48‬باب‬
‫التحذير من إيذاء الصاحلني َّ‬
‫ورسائرهم إىل اهلل تعاىل ‪20 ............................‬‬ ‫الظاهر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )49‬باب إجراء أحكا ِم الناس عىل‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫اخلوف ‪26 .............................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )51‬باب‬
‫(‪ )51‬باب الرجاء‪22 ..............................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫الرجاء‪20 ........................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫فضل‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )52‬باب‬
‫(‪ )53‬باب اجلم ِع بني اخلوف والرجاء ‪21 ..........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خشية اهلل تعاىل وشو ًقا إليه‪26 ..........................................‬‬ ‫ِ‬ ‫البكاء من‬ ‫ِ‬ ‫فضل‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )54‬باب‬
‫وفضل الفقر ‪27 ...........................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واحلث عىل التق ُّلل منها‬ ‫ِّ‬ ‫فضل الزهد يف الدنيا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )55‬باب‬
‫ِ‬
‫وامللبوس‬ ‫ِ‬
‫واملرشوب‬ ‫ِ‬
‫يل من املأكول‬ ‫يش واالقتصار عىل القل ِ‬ ‫ِ‬ ‫وخشونة ال َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫فضل اجلو ِع ُ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )56‬باب‬
‫النفوس وترك الشهوات‪544 .................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وغريها من ُحظوظ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السؤال من غري َضورة ‪546 ............‬‬ ‫(‪ )57‬باب القناعة والعفاف واالقتصاد يف املعيشة واإلنفاق ِّ‬
‫وذم‬
‫مسألة وال تط ُّل ٍع إليه‪542 ..........................................‬‬ ‫ٍ‬ ‫األخذ من ِ‬
‫غري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جواز‬ ‫(‪ )58‬باب‬
‫ِ‬
‫والتعرض لإلعطاء ‪542 .........‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عمل يده والتع ُّفف به عن السؤال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األكل من ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلث عىل‬ ‫(‪ )59‬باب ِّ‬
‫ثقة باهلل تعاىل ‪554 ...............................‬‬ ‫اخلري ً‬ ‫ِ‬
‫(‪ )61‬باب الكر ِم واجلود واإلنفاق يف وجوه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والشح ‪555 ..........................................................‬‬ ‫ِّ‬ ‫خل‬ ‫َّهي عن ال ُب ِ‬ ‫(‪ )61‬باب الن ِ‬
‫(‪ )62‬باب اإليثار واملواساة ‪555 ..................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ربك به ‪553 ...................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫التنافس يف ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )63‬باب‬
‫واالستكثار مما ُيت َّ‬ ‫اآلخرة‬ ‫أمور‬
‫الشاكر ‪550 ...............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ني‬‫فضل ال َغ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )64‬باب‬
‫األمل‪551 ...........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫رص‬ ‫كر املوت وق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )65‬باب ذ ِ‬
‫الزائر‪557 ....................................‬‬ ‫للرجال وما يقو ُله‬ ‫ِ‬ ‫الق ِ‬
‫بور‬ ‫زيارة ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استحباب‬ ‫(‪ )66‬باب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بأس به خلوف الفتنة يف الدين ‪557 .............‬‬ ‫ِ‬ ‫َض َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )67‬باب كراهة متني املوت‬ ‫ِ‬
‫نزل به وال َ‬ ‫بسبب ٍّ‬
‫وترك الشبهات‪552 .............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )68‬باب الور ِع‬
‫ٍ‬
‫الناس والزمان أو اخلوف من فتنة يف الدين ووقو ٍع يف حرا ٍم‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استحباب ال ُعزلة عند فساد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )69‬باب‬
‫وشبهات ونحوها ‪552 ...........................................................................‬‬ ‫ٍ‬
‫كر‬ ‫الذ ِ‬ ‫ِ‬
‫وجمالس ِّ‬ ‫ِ‬
‫اخلري‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ومشاهد‬ ‫ومجاعاهتم‪،‬‬‫ِ‬ ‫وحضور ُمج ِعهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالناس‪،‬‬ ‫ِ‬
‫االختالط‬ ‫فضل‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )71‬باب‬
‫وغري ذلك من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضور جنائ ِزهم‪ ،‬ومواساة ُحمتاجهم‪ ،‬وإرشاد جاهلهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫معهم‪ ،‬وعيادة َمريضهم‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رب‬‫املنكر‪ ،‬و َقم ِع نفسه عن اإليذاء وص َ‬ ‫والنهي عن‬ ‫ِ‬ ‫األمر باملعروف‬ ‫قدر عىل‬ ‫َمصاحلهم ملن َ‬
‫عىل األذى‪552 ................................................................................. .‬‬
‫‪ | 341‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫اجلناح للمؤمنني ‪554 ................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وخفض‬ ‫(‪ )71‬باب التَّواض ِع‬
‫واإلعجاب‪555 ...........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكرب‬ ‫(‪ )72‬باب َحتري ِم‬
‫لق ‪553 ......................................................................‬‬ ‫حسن اخلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )73‬باب‬
‫احللم واألناة والرفق‪551 ..............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )74‬باب‬
‫عراض عن اجلاهلني‪556 ....................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫فو ِ‬
‫واإل‬ ‫(‪ )75‬باب ال َع ِ‬
‫احتامل األذى‪552 .....................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )76‬باب‬
‫الرش ِع واالنتصار لدين اهلل تعاىل ‪552 .....................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )77‬باب الغضب إذا انتُهكت ُحرمات َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فق برعاياهم ونَصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غ ِّشهم‬ ‫ِ‬ ‫بالر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )78‬باب ِ‬
‫األمور ِّ‬ ‫والة‬ ‫أمر‬
‫فلة عنهم وعن حوائِ ِجهم ‪552 ............................‬‬ ‫وإمهال مصاحلهم وال َغ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫والتشديد عليهم‬ ‫ِ‬
‫العاد ِل‪535 ......................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )79‬باب الوايل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫(‪ )81‬باب وجوب طاعة ُوالة األمور يف غري معصية وحتري ِم طاعتهم يف املعصية ‪535 ...............‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫حاجة إليه ‪530 ........‬‬ ‫َدع‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )81‬باب ِ‬
‫واختيار ترك الواليات إذا مل يتعني عليه أو ت ُ‬ ‫اإلمارة‬ ‫سؤال‬ ‫النهي عن‬
‫ِ‬
‫وحتذيرهم من‬ ‫ِ‬
‫وزير صال ٍح‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫األمور عىل اختاذ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وغريمها من والة‬ ‫ِ‬ ‫السلطان والقايض‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )82‬باب ِّ‬
‫حث ُّ‬
‫والقبول منهم ‪531 ...................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السوء‬ ‫ُق ِ‬
‫رناء‬
‫حرص عليها‬ ‫سأهلا أو‬ ‫الواليات ملن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وغريمها من‬ ‫والق ِ‬
‫ضاء‬ ‫اإلمارة َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تولية‬ ‫النهي عن‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )83‬باب‬
‫َ‬
‫ف َع َّر َض هبا ‪531 ..................................................................................‬‬
‫ِ‬
‫األدب‬ ‫كتاب‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫(‪ )1‬باب احلياء وفضله واحلث عىل التخلق به‪536 ...............................................‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫الرس‪537 ........................................................................‬‬ ‫(‪ )2‬باب حفظ ِّ‬
‫الوعد‪532 .......................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإنجاز‬ ‫بالعهد‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوفاء‬ ‫(‪ )3‬باب‬
‫اخلري ‪504 ............................................‬‬ ‫األمر باملحافظة عىل ما اعتاد ُه من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )4‬باب‬
‫ِ‬
‫طيب الكالم وطالقة الوجه عند اللقاء‪504 ..................................‬‬ ‫ِ‬ ‫استحباب ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )5‬باب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فهم‬
‫فهم إذا مل َي َ‬ ‫(‪ )6‬باب استحباب بيان الكال ِم وإيضاحه للمخا َطب وتكريره ل َي َ‬
‫إال بذلك‪505 ....................................................................................‬‬
‫ِ‬
‫والواعظ حاَضي‬ ‫ِ‬
‫واستنصات العامل‬ ‫جليسه الذي ليس بحرا ٍم‬ ‫ِ‬ ‫ث‬ ‫اجلليس حلدي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إصغاء‬ ‫(‪ )7‬باب‬
‫جملِ ِسه‪505 .......................................................................................‬‬
‫واالقتصاد فيه ‪505 .............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوعظ‬ ‫(‪ )8‬باب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوقار والسكينة ‪505 ..................................................................‬‬ ‫(‪ )9‬باب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والوقار ‪505 ............‬‬ ‫بالسكينة‬ ‫الندب إىل إتيان الصالة والعل ِم ونحومها من العبادات َّ‬ ‫(‪ )11‬باب‬
‫الضيف‪503 .....................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )11‬باب إِكرا ِم َّ‬
‫باخلري ‪500 ..................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والتهنئة‬ ‫استحباب التَّب ِ‬
‫شري‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )12‬باب‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪340‬‬

‫ِ‬
‫وطلب‬ ‫ِ‬
‫والدعاء له‬ ‫لسفر وغريه‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فراقه‬ ‫الصاحب ووص َّيتِه عند‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )13‬باب ودا ِع‬
‫الدعاء منه‪506 ...................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫رة ‪507 .............................................................‬‬ ‫االستخارة واملشاو ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )14‬باب‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫واحلج والغزو واجلنازة ونحوها من طريق‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املريض‬ ‫ِ‬
‫الذهاب إىل العيد وعيادة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استحباب‬ ‫(‪ )15‬باب‬
‫ِّ‬
‫َكثري مواض ِع العبادة‪502 ...............................................‬‬ ‫ِ‬ ‫آخر لت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫والرجو ِع من‬
‫طريق َ‬
‫التكريم ‪502 .............................‬‬ ‫ِ‬ ‫باب‬ ‫كل ما هو من ِ‬ ‫مني يف ِّ‬ ‫استحباب تقدي ِم ال َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )16‬باب‬
‫كتاب أدب الطعا ِم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫(‪ )1‬باب التسمية يف أو ِّله واحلمد يف آخره‪514 ...................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دحه ‪514 ................................................‬‬ ‫(‪ )2‬باب ال يعيب الطعام واستحباب م ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫صائم إذا مل ُيفطر ‪515 ...................................‬‬ ‫ِ‬ ‫الطعام وهو‬ ‫حرض‬ ‫(‪ )3‬باب ما َيقو ُله من‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫غريه ‪515 .............................................‬‬ ‫(‪ )4‬باب ما يقو ُله من ُدع َي إىل طعا ٍم فتَبِعه ُ‬
‫األكل مما َيليه ووعظِه وتَأديبِه َمن ُييس ُء أك َله ‪515 .......................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )5‬باب‬
‫ِ‬
‫مجاعة إال بإذن ُرفقته ‪515 .................‬‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫أكل‬ ‫ونحومها إذا َ‬ ‫ِ‬ ‫َّهي عن القران بني َمت َرتني‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )6‬باب الن ِ‬
‫(‪ )7‬باب ما يقو ُله ويف َع ُله من يأك ُُل وال يش َب ُع‪515 ................................................‬‬
‫وسطها ‪515 .....................‬‬ ‫ِ‬ ‫األكل من‬ ‫ِ‬ ‫القصعة والنهي عن‬ ‫ِ‬ ‫جانب‬ ‫ِ‬ ‫باألكل من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األمر‬ ‫(‪ )8‬باب‬
‫األكل ُمتَّكئًا ‪515 ...............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )9‬باب كراهية‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عق األصابعِ‪ ،‬وكراهة َمسحها قبل لعقها‬ ‫واستحباب َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫أصابع‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األكل بثالث‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استحباب‬ ‫(‪ )11‬باب‬
‫َ‬
‫َسقط منه وأك ُلها ‪513 ................................‬‬ ‫القصعة وأخذ اللقمة التي ت ُ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لعق َ‬ ‫واستحباب ِ‬ ‫ِ‬
‫تكثري األيدي عىل الطعا ِم‪510 ..........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )11‬باب‬
‫ِ‬
‫واستحباب‬ ‫ِ‬
‫س يف اإلناء‬ ‫ِ‬
‫خارج اإلناء وكراهة التن ُّف ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ثال ًثا‬ ‫واستحباب التن ُّف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫الرش ِ‬ ‫(‪ )12‬باب ِ‬
‫َ‬ ‫أدب ُّ‬
‫فاأليمن بعد املبتدئ‪510 ..................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األيمن‬ ‫ِ‬
‫اإلناء عىل‬ ‫ِ‬
‫إدارة‬
‫حرام‪510 .................‬‬ ‫تنزيه ال‬ ‫كراهة ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وبيان أنه‬ ‫ِ‬ ‫ربة ونحوها‬ ‫الق ِ‬ ‫الرشب من َف ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كراهة‬ ‫(‪ )13‬باب‬
‫ٌ‬
‫النفخ يف الرشاب‪511 ...........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )14‬باب كراهة‬
‫الرشب قاعدً ا ‪511 ..................‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫واألفضل‬ ‫َ‬
‫األكمل‬ ‫قائام وبيان أن‬ ‫ب ً‬ ‫الرش ِ‬ ‫(‪ )15‬باب بيان جواز ُّ‬‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آخرهم ُرش ًبا‪511 ..........................................‬‬ ‫استحباب كَون ساقي القو ِم َ‬ ‫(‪ )16‬باب‬
‫وحت ِ‬
‫ريم‬ ‫ِ‬
‫وجواز الكَر ِع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هب والفضة‬ ‫الذ ِ‬ ‫غري َّ‬ ‫ِ‬
‫الرشب من مجي ِع األواين الطاهرة ِ‬ ‫ِ‬ ‫جواز‬‫ِ‬ ‫(‪ )17‬باب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألكل والطهارة وسائر وجوه االستعامل ‪516 ............‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرشب‬ ‫ِ‬
‫استعامل إناء الذهب والفضة يف ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫اللباس‬ ‫كتاب‬‫ُ‬
‫وجوازه من ُق ٍ‬
‫طن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألصفر واألسود‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫واألخرض‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األمحر‬ ‫ِ‬
‫وجواز‬ ‫ِ‬
‫األبيض‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الثوب‬ ‫ِ‬
‫استحباب‬ ‫(‪ )1‬باب‬
‫احلرير ‪517 .....................................................‬‬ ‫وغريها إال‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وصوف‬ ‫وش َع ٍر‬ ‫َتان َ‬‫وك ٍ‬
‫َ‬
‫ميص ‪512 ...............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫الق‬ ‫استحباب َ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )2‬باب‬
‫‪ | 342‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫سبيل‬ ‫يشء من ذلك عىل‬ ‫إسبال ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وحتري ِم‬ ‫ِ‬
‫وطرف العاممة َ‬ ‫ِ‬
‫واإلزار‬ ‫ميص والك ُِّم‬ ‫ِ‬ ‫طول َ‬
‫الق‬ ‫فة ِ‬ ‫(‪ )3‬باب ِص ِ‬
‫يالء وكراهتِه من غري ُخيالء ‪512 ..............................................................‬‬ ‫اخل ِ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عي ‪512 ......‬‬ ‫يقترص عىل ما َيزري به لغري حاجة وال مقصود َرش ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫التوسط يف اللباس وال‬ ‫(‪ )4‬باب استحباب ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لباس احلرير عىل الرجال‪ ،‬وحتري ِم ُجلوسهم عليه واستنادهم إليه وجواز لباسه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )5‬باب حتري ِم‬
‫ِّساء ‪564 ......................................................................................‬‬ ‫للن ِ‬
‫احلرير ملن به ِحكَّة ‪564 .....................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫جواز ُل ِ‬
‫بس‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )6‬باب‬
‫ِ‬
‫(‪ )7‬باب النهي عن افرتاش ُجلود النُّمور والركوب عليها‪564 ...................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعال أو نحوه ‪565 ......................................‬‬ ‫لبس ثو ًبا جديدً ا أو ن ً‬ ‫يقول إذا َ‬ ‫(‪ )8‬باب ما ُ‬
‫آداب النو ِم واالضطجا ِع ‪565 ........................................................‬‬ ‫(‪ )9‬كتاب ِ‬
‫الرجلني عىل األُخرى إذا مل َخيَف‬ ‫جواز االستلقاء عىل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫انكشاف‬
‫َ‬ ‫القفا‪ ،‬ووض ِع إحدى ِّ‬ ‫(‪ )11‬باب‬
‫القعود ُحمتب ًيا ‪565 .................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العورة‪ ،‬وجواز ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واجلليس ‪565 ........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املجلس‬ ‫آداب‬ ‫(‪ )11‬باب يف ِ‬
‫(‪ )12‬باب الرؤيا وما يتع َّل ُق هبا ‪563 ...............................................................‬‬
‫كتاب السال ِم‬ ‫ُ‬
‫فضل السال ِم واألمر بإفشائه ‪561 ......................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )1‬باب‬
‫(‪ )2‬باب كيفية السال ِم‪566 ......................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫آداب السال ِم ‪566 .....................................................................‬‬ ‫(‪ )3‬باب ِ‬
‫دخل يف‬ ‫خرج ثم َ‬ ‫َ‬ ‫دخل ثم‬ ‫قرب بأن َ‬ ‫تكرر لقاؤه عىل ٍ‬ ‫استحباب إعادة السال ِم عىل من َّ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )4‬باب‬
‫حال بينهام شجر ٌة ونحومها ‪567 ........................................................‬‬ ‫احلال‪ ،‬أو َ‬ ‫ِ‬
‫دخل بيته ‪567 ....................................................‬‬ ‫استحباب السال ِم إذا َ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )5‬باب‬
‫ِ‬
‫الصبيان ‪567 ..............................................................‬‬ ‫(‪ )6‬باب السال ِم عىل ِّ‬
‫الفتنة هبن‬‫َ‬ ‫خياف‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ارمه‪ ،‬وعىل أجنبية وأجنبيات ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرجل عىل زوجته واملرأة من َحم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )7‬باب سال ِم‬
‫الرشط‪562 .......................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫هن هبذا َّ‬ ‫ِ‬
‫وسالم َّ‬
‫جملس فيهم‬ ‫ٍ‬ ‫واستحباب السالم عىل أهل‬‫ِ‬ ‫الكافر بالسال ِم وكيفية الر ِّد عليهم‬ ‫َ‬ ‫حتريم ابتدائِنا‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )8‬باب‬
‫وكفار ‪562 .............................................................................‬‬ ‫ٌ‬ ‫مسلمون‬
‫جليسه ‪562 ....................‬‬ ‫َ‬ ‫املجلس و َ‬
‫فارق جلسا َءه أو‬ ‫ِ‬ ‫قام من‬ ‫استحباب السال ِم إذا َ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )9‬باب‬
‫(‪ )11‬باب االستئذان وآدابه‪562 ..................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عرف به من‬ ‫نفسه بام ُي ُ‬ ‫للمستأذن‪َ :‬من أنت؟ أن َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫(‪ )11‬باب ِ‬
‫يقول‪ :‬فالن‪ ،‬ف ُيسمي َ‬ ‫السنة إذا قيل‬ ‫بيان أن‬
‫كنية وكراهة قوله‪« :‬أنا» ونحوها ‪574 .....................................................‬‬ ‫اسم أو ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مد اهلل تعاىل وبيانِ‬ ‫وكراهة تَشميتِه إذا مل َحي ِ‬ ‫ِ‬ ‫س إذا محدَ اهلل تعاىل‬ ‫ِ‬
‫استحباب تَشميت العاط ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )12‬باب‬
‫آداب التَّشميت وال ُعطاس والتثاؤب ‪574 .........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪343‬‬

‫َقبيل ِ‬
‫ولده‬ ‫الرجل الصال ِ ِح وت ِ‬
‫ِ‬ ‫الوجه وت ِ‬
‫َقبيل يد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبشاشة‬ ‫ِ‬
‫اللقاء‬ ‫املصافحة عند‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استحباب‬ ‫(‪ )13‬باب‬
‫سفر وكراهية االنحناء ‪575 ..............................................‬‬ ‫ِ‬ ‫شفقة ومعانقة القاد ِم من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫قربه بعد دفنِه‬
‫واملكث عند ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحضور دفنِه‬
‫ِ‬ ‫والصالة عليه‬‫ِ‬ ‫املريض وتشيي ِع ِ‬
‫امليت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عيادة‬ ‫كتاب‬
‫ُ‬
‫املريض‪573 .....................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )1‬باب عيادة‬
‫للمريض‪570 ..............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )2‬باب ما ُيدعى به‬
‫املريض عن حاله‪571 ............................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سؤال ِ‬
‫أهل‬ ‫ِ‬ ‫استحباب‬‫ِ‬ ‫(‪ )3‬باب‬
‫(‪ )4‬باب ما يقو ُله من أي َس من حياته‪576 ........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يشق من‬ ‫ِ‬
‫والصرب عىل ما ُّ‬ ‫باإلحسان إليه واحتاملِه‬‫ِ‬ ‫املريض ومن خيد ُمه‬ ‫ِ‬ ‫وصية أهل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استحباب‬ ‫(‪ )5‬باب‬
‫قصاص ونحومها‪576 ............................‬‬ ‫ٍ‬ ‫سبب موته بحدّ أو‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫قرب ُ‬ ‫الوصية بمن َ‬ ‫أمره وكذا‬
‫وعوك أو وارأساه ونحو ذلك‪ ،‬وبيان‬ ‫ٌ‬ ‫وج ٌع‪ ،‬أو َشديدُ الوج ِع أو َم‬ ‫املريض‪ :‬أنا ِ‬ ‫ِ‬ ‫جواز ِ‬
‫قول‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )6‬باب‬
‫التسخط وإظهار اجلز ِع ‪576 .............................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َراهة يف ذلك إذا مل يكن عىل َس ِ‬
‫بيل‬ ‫أنه ال ك َ‬
‫َرض‪ :‬ال إله َّإال اهلل ‪577 ......................................................‬‬ ‫(‪ )7‬باب تَلقني املحت َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َغميض امليت‪577 ........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )8‬باب ما يقو ُله بعد ت‬
‫ميت‪572 .....................................‬‬ ‫مات له ٌ‬ ‫يقال عند امليت‪ ،‬وما َيقو ُله من َ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )9‬باب ما ُ‬
‫ياحة‪572 ........................................‬‬ ‫َدب وال نِ ٍ‬ ‫بغري ن ٍ‬ ‫امليت ِ‬ ‫جواز البكاء عىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )11‬باب‬
‫الكف عن ما َيرى من امليت من مكروه ‪572 ............................................‬‬‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )11‬باب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحضور دفنه‪ ،‬وكراهة اتبا ِع النساء اجلنائز ‪572 ..............‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )12‬باب الصالة عىل امليت وتَشييعه‬ ‫ِ‬
‫فأكثر ‪524 ..................‬‬ ‫وجعل ُصفوفهم ً‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫استحباب ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )13‬باب‬
‫ثالثة َ‬ ‫َكثري املصلني عىل اجلنازة‬
‫(‪ )14‬باب ما َيقرأ يف صالة اجلنازة ‪524 ...........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫باجلنازة ‪525 ..................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )15‬باب اإلرسا ِع‬
‫يموت ُفجاء ًة ف ُيرتك حتى‬ ‫ِ‬
‫تعجيل قضاء الدَّ ين عن امليت واملبادرة إىل َته ِيزه إال أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )16‬باب‬
‫َ‬
‫يتيقن موتُه ‪525 ..................................................................................‬‬ ‫َّ‬
‫القرب ‪525 .................................................................‬‬ ‫املوعظة عند ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )17‬باب‬
‫للدعاء له واالستغفارِ‬‫ِ‬ ‫ً‬
‫ساعة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )18‬باب الدعاء للم ِّيت بعد دفنه والقعود عند قربه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والقراءة‪525 .....................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫والدعاء له‪523 ......................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫الصدقة عن ِ‬
‫امليت‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )19‬باب‬
‫(‪ )21‬باب ثناء الناس عىل امليت ‪523 ..............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صغار‪520 .....................................................‬‬ ‫ٌ‬ ‫مات له أوال ٌد‬ ‫فضل من َ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )21‬باب‬
‫ِ‬
‫االفتقار إىل اهلل تعاىل‬ ‫ِ‬
‫وإظهار‬ ‫ِ‬ ‫بور الظاملني و َم ِ‬
‫صارعهم‬ ‫املرور ُبق ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )22‬باب البكاء واخلوف عند‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فلة عن ذلك‪521 ................................................................‬‬ ‫َّحذير من ال َغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫والت‬
‫‪ | 344‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫الس ِ‬
‫فر‬ ‫آداب َّ‬ ‫كتاب ِ‬
‫َّهار ‪526 ............................‬‬ ‫أول الن ِ‬‫اخلميس‪ ،‬واستحبابِه َ‬ ‫ِ‬ ‫يوم‬
‫اخلروج َ‬ ‫ِ‬ ‫استحباب‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )1‬باب‬
‫ِ‬
‫الرفقة وتَأمريهم عىل أن ُفسهم واحدً ا ُيطيعونَه‪526 ......................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )2‬باب استحباب َطلب ُّ‬
‫بالدواب ومراعاةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ ُ‬ ‫الرسى والرفق‬ ‫ِ‬
‫واستحباب ُّ َ‬ ‫السري والنُّزول واملبيت والنو ِم يف السفر‬ ‫آداب‬ ‫(‪ )3‬باب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلرداف عىل الدابة إذا كانت تُطي ُق ذلك ‪527 .....‬‬ ‫وجواز ِ‬ ‫ِ‬ ‫بحقها‬ ‫حقها بالقيا ِم ِّ‬ ‫قرص يف ِّ‬ ‫َمصلحتِها ِ‬
‫وأمر من َّ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫فيق ‪522 ......................................................................‬‬ ‫(‪ )4‬باب إعانة َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للسفر ‪522 .....................................................‬‬ ‫ب دابته‬ ‫(‪ )5‬باب ما يقو ُله إذا رك َ‬
‫َ‬
‫األودية ونحوها‪ ،‬والنهي عن‬ ‫َسبيحه إذا َ‬
‫هبط‬ ‫وشبهها‪ ،‬وت ِ‬ ‫املسافر إذا صعدَ الثنايا ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )6‬باب ت ِ‬
‫َكبري‬
‫بالتكبري ونحوه‪522 .........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصوت‬ ‫ِ‬
‫املبالغة برف ِع‬
‫غريهم ‪524 ...............................................‬‬ ‫ناسا أو َ‬ ‫خاف ً‬ ‫َ‬ ‫(‪ )7‬باب ما َيدعو به إذا‬
‫منزال ‪525 .............................................................‬‬ ‫نزل ً‬ ‫قول إذا َ‬ ‫(‪ )8‬باب ما َي ُ‬
‫الرجوع إىل أهله إذا َقىض حاجتَه ‪525 .........................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعجيل املسافر‬ ‫ِ‬ ‫استحباب ت‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )9‬باب‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫الليل ل َغ ِري حاجة ‪525 .....................‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫استحباب ُ‬ ‫ِ‬
‫هنارا وكراهيته يف‬ ‫القدو ِم عىل أهله ً‬ ‫(‪ )11‬باب‬
‫رجع وإذا رأى َبلدَ ت ُه ‪525 ..................................................‬‬ ‫(‪ )11‬باب ما َيقو ُله إذا َ‬
‫واره وصالتِه فيه ركعتني ‪525 ...............‬‬ ‫باملسجد الذي يف ِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫داء القاد ِم‬ ‫استحباب ابتِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )12‬باب‬
‫(‪ )13‬باب َحتري ِم َسفر املرأة َوحدَ ها ‪525 ..........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ضائل‬ ‫كتاب ال َف‬
‫ُ‬
‫(‪ )1‬باب فضل قراءة القرآن ‪523 ................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعريضه للنسيان‪520 .................................‬‬ ‫َّحذير عن ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫القرآن والت‬ ‫ِ‬ ‫األمر بت َع ُّه ِد‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )2‬باب‬
‫راءة من حس ِن الصوتِ‬ ‫الق ِ‬ ‫وطلب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استحباب َحتسني الصوت بالقرآن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )3‬باب‬
‫َ‬
‫واالستام ِع هلا ‪520 ................................................................................‬‬
‫صوصة‪521 ..................................................‬‬ ‫ٍ‬ ‫وآيات َخم‬ ‫ٍ‬ ‫سور‬ ‫احلث عىل ٍ‬ ‫(‪ )4‬باب ِّ‬
‫القراءة‪522 ....................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫استحباب االجتام ِع عىل‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )5‬باب‬
‫الوضوء ‪522 ....................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )6‬باب‬
‫فضل ُ‬
‫فضل األذان ‪522 ......................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )7‬باب‬
‫فضل الصلوات ‪545 ..................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )8‬باب‬
‫بح وال َعرص‪545 .......................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )9‬باب َف ِ‬
‫ضل صالة ُّ‬
‫فضل امليش إىل املساجد ‪545 ...........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )11‬باب‬
‫ظار الصالة ‪543 ..............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )11‬باب فضل انت ِ‬ ‫ِ‬
‫صالة اجلامعة ‪540 ...............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فضل‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )12‬باب‬
‫ِ‬
‫الصبح والعشاء ‪541 ......................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلث عىل حضور اجلامعة يف‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )13‬باب ِّ‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪345‬‬

‫الش ِ‬
‫ديد‬ ‫عيد َّ‬ ‫األكيد والو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والنهي‬ ‫ِ‬
‫املكتوبات‬ ‫ِ‬
‫الصلوات‬ ‫باملحافظة عىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األمر‬ ‫(‪ )14‬باب‬
‫َ‬
‫يف تركِ ِه َّن ‪541 ...................................................................................‬‬
‫والرتاص فيها ‪547 .........‬‬ ‫ِّ‬ ‫واألمر بإمتا ِم الصفوف األُ َو ِل وتسويتها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األول‬ ‫الصف‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫فضل‬ ‫(‪ )15‬باب‬
‫وأكملها وما بينهام ‪542 ....................‬‬ ‫ِ‬ ‫الفرائض وبيان أق ِّلها‬ ‫ِ‬ ‫نن الراتبة مع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )16‬باب‬
‫َ‬ ‫فضل ُّ‬
‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بح‪542 ..........................................................‬‬ ‫(‪ )17‬باب تَأكيد َركعتي سنة ُّ‬
‫جر وبيان ما ُيقرأ فيهام وبيان َوقتهام ‪542 ..............................‬‬ ‫ِ‬ ‫ركعتي ال َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫فيف‬ ‫(‪ )18‬باب َخت ِ‬
‫هتجدَ‬
‫واحلث عليه سوا ٌء كان َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫األيمن‬ ‫جر عىل جنبِه‬ ‫ركعتي ال َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫استحباب االضطِجا ِع بعد‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )19‬باب‬
‫بالليل أم ال‪542 ..................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫هر ‪554 ........................................................................‬‬ ‫(‪ )21‬باب سنة ال ُّظ ِ‬ ‫ِ‬
‫العرص ‪554 .......................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )21‬باب ِ‬
‫سنة‬
‫املغرب بعدَ ها وقب َلها ‪554 .........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )22‬باب ُس ِنة‬
‫شاء بعدَ ها وقب َلها‪555 ..........................................................‬‬ ‫الع ِ‬ ‫(‪ )23‬باب س ِنة ِ‬
‫ُ‬
‫(‪ )24‬باب سنة اجلُمعة ‪555 .......................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للنافلة من موض ِع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالتحول‬ ‫ِ‬
‫واألمر‬ ‫الراتبة وغريها‬ ‫ُ‬ ‫البيت سوا ٌء‬ ‫ِ‬ ‫جعل النوافِ ِل يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استحباب‬ ‫(‪ )25‬باب‬
‫الفصل بينهام بكال ٍم‪555 ..............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفريضة أو‬
‫وبيان أنه ُس ٌنة متأكد ٌة وبيان وقتِه ‪555 ............................‬‬ ‫ِ‬ ‫الو ِتر‬ ‫صالة ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلث عىل‬ ‫(‪ )26‬باب ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واحلث عىل املحافظة عليها ‪553 .........‬‬ ‫ِّ‬ ‫وأوسطها‪،‬‬ ‫الضحى وبيان أق ِّلها وأك َث ِرها َ‬ ‫فضل صالة ُّ‬ ‫(‪ )27‬باب ِ‬
‫حل ِّر‬ ‫ِ ِ‬ ‫واألفضل أن ت َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫الضحى من ارتفا ِع َّ‬ ‫(‪ )28‬باب ََتوز صال ُة ُّ‬
‫ُصىل عند اشتداد ا َ‬ ‫زواهلا‬ ‫مس إىل‬
‫الضحى ‪553 ............................................................................‬‬ ‫وارتفا ِع ُّ‬
‫قبل أن يصل ركعتني يف أي وقتٍ‬ ‫ِ‬
‫اجللوس َ‬ ‫ِ‬
‫احلث عىل صالة حتية املسجد بركعتني وكراهة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )29‬باب ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫دخل وسوا ٌء صىل ركعتني بنية التحية أو صالة َفريضة أو سنة راتبة أو غريها ‪550 ..................‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫الوضوء‪550 ....................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )31‬باب‬
‫استحباب َركعتني بعد ُ‬
‫عاء يوم اجلمعة‪ِ،‬‬ ‫َّبكري إليها‪ ،‬والدُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب‪ ،‬والت‬ ‫ووجوهبا‪ ،‬واالغتسال هلا‪ ،‬وال ِّط ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فضل يو ِم اجلمعة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )31‬باب‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ذكر اهلل تعاىل بعد اجلمعة ‪551 ..............‬‬ ‫إكثار ِ‬ ‫واستحباب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبيان ساعة اإلجابة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫النبي فيه‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫والصالة عىل ِّ‬
‫الليل‪557 ...................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ضل قيا ِم‬ ‫(‪ )32‬باب َف ِ‬
‫الرتاويح‪554 ..............................................‬‬ ‫ُ‬ ‫رمضان وهو‬ ‫َ‬ ‫استحباب ِقيا ِم‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )33‬باب‬
‫القدْ ر وبيان أرجى لياليها‪554 ...........................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فضل قيا ِم ليلة َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )34‬باب‬
‫السواك وخصال الفطرة ‪555 ....................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )35‬باب‬
‫فضل ِّ‬
‫جوب الزكاة وبيان فضلها وما يت َع َّلق هبا ‪555 ...................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )36‬باب تأكيد ُو‬ ‫ِ‬
‫فضل الصيا ِم وما يتع َّلق به ‪551 ............................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رمضان وبيان‬ ‫َ‬ ‫وجوب َصو ِم‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )37‬باب‬
‫‪ | 346‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫العرش‬ ‫ِ‬
‫والزيادة من ذلك يف‬ ‫َ‬
‫رمضان‬ ‫اخلري يف ِ‬
‫شهر‬ ‫ِ‬ ‫كثار من‬ ‫واإل ِ‬ ‫املعروف ِ‬ ‫ِ‬ ‫عل‬ ‫اجلود وفِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )38‬باب‬
‫األواخر منه ‪556 .................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫وافق عاد ًة له‬‫شعبان َّإال ملن وص َله بام َقب َله‪ ،‬أو َ‬ ‫َ‬ ‫صف‬ ‫رمضان بصو ٍم بعد نِ ِ‬ ‫َ‬ ‫النهي عن تقدُّ ِم‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )39‬باب‬
‫صوم االثنني واخلميس فوافقه‪557 .................................................‬‬ ‫َ‬ ‫بأن كان عادتُه‬
‫اهلالل‪557 ...........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقال عندَ رؤية‬ ‫(‪ )41‬باب ما ُ‬
‫الفجر ‪557 ....................................‬‬ ‫ِ‬ ‫وتأخريه ما مل ُخي َش ُط ُ‬
‫لوع‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬
‫حور‬ ‫فضل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )41‬باب‬
‫ِ‬
‫يفطر عليه‪ ،‬وما يقو ُله بعد إفطاره ‪552 ..........................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )42‬باب‬
‫تعجيل الفطر وما ُ‬ ‫فضل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجوارحه عن املخا َلفات واملشامتة ونحوها ‪552 ...............‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أمر الصائ ِم بحفظ لسانه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )43‬باب ِ‬
‫مسائل من الصو ِم‪552 ..............................................................‬‬ ‫َ‬ ‫(‪ )44‬باب يف‬
‫وشعبان ‪534 ..................................................‬‬ ‫َ‬ ‫املحر ِم‬ ‫فضل صو ِم َّ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )45‬باب بيان‬
‫ِ‬
‫رش األُول من ذي احلجة‪534 .................................‬‬ ‫فضل الصو ِم وغريه يف ال َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )46‬باب‬
‫عرفة وعاشورا َء وتاسوعا َء‪534 ........................................‬‬ ‫فضل صو ِم يو ِم َ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )47‬باب‬
‫استحباب صو ِم ستة أيا ٍم من شوال‪535 ................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )48‬باب‬
‫خلميس ‪535 .................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )49‬باب استحباب َصو ِم االثنني وا َ‬ ‫ِ‬
‫كل شهر ‪535 ............................................‬‬ ‫ٍ‬ ‫ثالثة أيا ٍم من ِّ‬ ‫ِ‬ ‫استحباب صو ِم‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )51‬باب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلكل للمأكول عنده ‪535 ..................................‬‬ ‫صائام ودعاء‬ ‫فضل من ف َّط َر ً‬ ‫(‪ )51‬باب‬
‫كتاب االعتكاف ‪533 ............................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫كتاب احل ِّج‪530 ..................................................................................‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫كتاب اجلهاد ‪536 ................................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حرب‬ ‫ِ‬ ‫الق ِ‬
‫تيل يف‬ ‫ِ‬
‫بخالف َ‬ ‫صىل عليهم‬ ‫غسلون و ُي َّ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫اآلخرة‬ ‫ثواب‬ ‫ِ‬ ‫يف‬ ‫الش ِ‬
‫هداء‬ ‫ُّ‬ ‫من‬ ‫ٍ‬
‫مجاعة‬ ‫(‪ )1‬باب ِ‬
‫بيان‬
‫ُ َّ‬
‫الكفار ‪504 ......................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫الع ِتق‪504 .......................................................................‬‬ ‫ضل ِ‬ ‫(‪ )2‬باب َف ِ‬
‫فضل اإلحسان إىل اململوك‪505 ........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )3‬باب‬
‫وحق َمواليه‪505 ...............................‬‬ ‫حق اهلل تعاىل َّ‬ ‫فضل اململوك الذي يؤدي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )4‬باب‬
‫رج ‪505 ............................................................‬‬ ‫فضل العبادة يف اهل َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )5‬باب‬
‫ِ‬
‫وإرجاح‬ ‫ِ‬
‫وحسن القضاء والتقايض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فضل السامحة يف البي ِع ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )6‬باب‬
‫والرشاء واألخذ وال َعطاء ُ‬
‫املعرس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املورس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وفضل إنظار‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّهي عن التَّطفيف‬ ‫املكيال وامليزان‪ ،‬والن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫والوض ِع عنه ‪505 ................................................................................‬‬
‫كتاب ِ‬
‫العل ِم‬ ‫ُ‬
‫فضل العل ِم‪500 .......................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )1‬باب‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪347‬‬

‫كره ‪506 ..................................................................‬‬ ‫وش ِ‬ ‫محد اهلل تعاىل ُ‬ ‫كتاب ِ‬


‫ُ‬
‫كتاب الصالة عىل رسول اهلل ‪507 ................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫كتاب األذكارِ‬ ‫ُ‬
‫واحلث عليه ‪502 ..........................................................‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫الذكر‬ ‫فضل ِّ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )1‬باب‬
‫جل ٍ‬ ‫رآن فال ُّ‬
‫الق َ‬‫وحائضا إال ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )2‬باب ذ ِ‬‫ِ‬
‫نب‬ ‫حيل ُ‬ ‫ً‬ ‫وحمد ًثا ُ‬
‫وجن ًبا‬ ‫كر اهلل تعاىل قائ ًام أو قاعدً ا ومض َطج ًعا ُ‬
‫حائض‪515 ..................................................................................‬‬ ‫ٍ‬ ‫وال‬
‫ِ‬
‫(‪ )3‬باب ما َيقو ُله عند نَومه واستيقاظه‪515 ......................................................‬‬ ‫ِ‬
‫عذر ‪515 .............‬‬ ‫مفار َقتِها ِ‬
‫لغري ٍ‬ ‫والنهي عن َ‬ ‫ِّ‬ ‫والندب إىل مالزَ َمتِها‬ ‫ِ‬ ‫كر‬ ‫الذ ِ‬ ‫ضل ِح َل ِق ِّ‬ ‫(‪ )4‬باب َف ِ‬
‫الصباح واملساء ‪513 ........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كر عند‬ ‫الذ ِ‬ ‫(‪ )5‬باب ِّ‬
‫(‪ )6‬باب ما َيقو ُله عند النو ِم ‪511 ................................................................‬‬
‫عوات ‪517 .............................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫كتاب الدَّ‬ ‫ُ‬
‫يب ‪512 .........................................................‬‬ ‫فضل الدعاء ب َظهر ال َغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )1‬باب‬
‫مسائل من الدعاء ‪564 ..............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫(‪ )2‬باب يف‬
‫(‪ )3‬باب كرامات األولياء و َفضلهم ‪564 ........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املنهي عنها‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫األمور‬ ‫كتاب‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )1‬باب َحتري ِم الغيبة واألمر بحفظ اللسان ‪560 .................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واإلنكار عىل قائِلِها‪ ،‬فإن عَ جزَ أو مل‬
‫ِ‬ ‫مة بِ َر ِّدها‪،‬‬ ‫حمر ً‬ ‫سم َع ً‬
‫غيبة َّ‬
‫وأمر من ِ‬ ‫يبة‪ِ ،‬‬ ‫الغ ِ‬ ‫(‪ )2‬باب َحتري ِم سام ِع ِ‬
‫َ‬
‫فار َق ذلك املجل َس إن أمكَن ُه‪561 .......................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ُيق َبل منه؛ َ‬
‫ِ‬
‫باح من الغيبة ‪566 .................................................................‬‬ ‫(‪ )3‬باب ما ُي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الناس عىل جهة اإلفساد ‪562 .......................‬‬ ‫ِ‬ ‫نقل الكال ِم بني‬ ‫(‪ )4‬باب َحتري ِم النَّميمة وهي ُ‬ ‫ِ‬
‫ذم ذي الوجهني ‪562 ..................................................................‬‬ ‫(‪ )5‬باب ِّ‬
‫َذب‪574 .....................................................................‬‬ ‫(‪ )6‬باب حتري ِم الك ِ‬
‫ب‪574 ...........................................................‬‬ ‫(‪ )7‬باب بيان ما َجيوزُ من الك َِذ ِ‬
‫وحيكيه ‪575 ................................................‬‬ ‫ت فيام يقو ُله َ‬ ‫احلث عىل الت َثب ِ‬ ‫(‪ )8‬باب ِّ‬
‫ُّ‬
‫ور‪575 ......................................................‬‬ ‫ِ‬
‫بيان غلظ َحتري ِم شهادة الزُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )9‬باب ِ‬
‫دابة‪575 .....................................................‬‬ ‫إنسان بعينِه أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لعن‬ ‫(‪ )11‬باب َحتري ِم ِ‬
‫َ‬
‫غري امل َع َّينني ‪573 ..........................................‬‬ ‫أصحاب املعايص ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن‬ ‫جواز َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )11‬باب‬
‫حق ‪570 .......................................................‬‬ ‫املؤمن بغري ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سب‬‫(‪ )12‬باب َحتري ِم ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سب األموات ِ‬ ‫ِ‬
‫حق ومصلحة رشعية ‪570 ...................................‬‬ ‫بغري ٍّ‬ ‫(‪ )13‬باب َحتري ِم ِّ‬
‫َّهي عن اإليذاء ‪571 .................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )14‬باب الن ِ‬
‫ِ‬
‫التباغض والتقا ُط ِع والتدابر‪571 .............................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّهي عن‬ ‫(‪ )15‬باب الن ِ‬
‫‪ | 348‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫احلسد‪576 ......................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )16‬باب َحتري ِم‬


‫ِ‬ ‫التجس ِ‬
‫كر ُه استامعَ ه ‪576 .............................‬‬ ‫لتسم ِع لكال ِم من َي َ‬ ‫س وا ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫النهي عن‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )17‬باب‬
‫ٍ‬
‫الظن باملسلمني من غري ََضورة‪577 ....................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّهي عن سوء‬ ‫(‪ )18‬باب الن ِ‬
‫ِّ‬
‫(‪ )19‬باب َحتري ِم احتقار املسلمني ‪577 ............................................................‬‬ ‫ِ‬
‫الرش ِع‪572 ....................................‬‬ ‫الثابتة يف ِ‬
‫ظاه ِر َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األنساب‬ ‫عن يف‬ ‫(‪ )21‬باب حتري ِم ال َّط ِ‬
‫النهي عن الغ ِّش واخلدا ِع ‪572 .........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )21‬باب‬
‫(‪ )22‬باب َحتري ِم ال َغدر ‪572 ......................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫طية ونحوها‪572 ....................................................‬‬ ‫َّهي عن املن بالع ِ‬ ‫(‪ )23‬باب الن ِ‬
‫ِّ َ‬
‫والبغي‪524 ........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫خار‬ ‫ِ‬
‫النهي عن االفت ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )24‬باب‬
‫سق أو‬ ‫ِ‬
‫َظاه ٍر بف ٍ‬ ‫ِ‬
‫املهجور‪ ،‬أو ت ُ‬ ‫ٍ‬
‫فوق ثالثة أ َّيا ٍم إال لبِدعة يف‬‫ِ‬ ‫(‪ )25‬باب َحتري ِم اهلُجران بني املسلمني َ‬ ‫ِ‬
‫نحو ذلك‪524 ...................................................................................‬‬
‫ُ‬
‫بحيث ال‬ ‫رسا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّهي عن تَناجي اثنني َ‬ ‫(‪ )26‬باب الن ِ‬
‫دون الثالث بغري إذنه إال حلاجة‪ ،‬وهو أن يتحدَّ ثا ًّ‬
‫ٍ‬
‫فه ُمه ‪525 ..............................................‬‬ ‫سمعهام‪ ،‬ويف معناه ما إذا َحتدَّ ثا بلسان ال َي َ‬ ‫َي َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫عي أو زائد عىل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )27‬باب الن ِ‬
‫سبب َرش ٍّ‬ ‫بغري‬ ‫والولد‬
‫َ‬ ‫َعذيب العبد والدابة واملرأة‬ ‫َّهي عن ت‬
‫األدب‪525 ..................................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫َق ِ‬
‫در‬
‫بالنار‪523 ..............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫َّعذيب‬‫ِ‬ ‫(‪ )28‬باب َحتري ِم الت‬
‫بحق طل َبه صاح ُبه‪523 ...............................................‬‬ ‫الغني ٍّ‬ ‫ِّ‬ ‫طل‬ ‫(‪ )29‬باب َحتري ِم َم ِ‬
‫وس َّلمها أو مل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫كراهة عَ ودة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املوهوب له‪ ،‬ويف هبة َوه َبها لو َلده َ‬ ‫اإلنسان يف هبة مل ُيس ِّلمها إىل‬ ‫(‪ )31‬باب‬
‫زكاة أو كفارةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أخرجه عن‬ ‫ُيس ِّلمها‪ ،‬وكَراهة رشائه شيئًا تَصدَّ ق به من الذي ت ََصدَّ ق عليه‪ ،‬أو َ‬
‫انتق َل إليه‪520 ......................................‬‬ ‫آخر قد َ‬ ‫شخص َ‬ ‫ٍ‬ ‫برشائِه من‬ ‫ونحوها‪ ،‬وال بأس ِ‬
‫َ‬
‫تيم ‪520 ............................................................‬‬ ‫مال ال َي ِ‬ ‫تأكيد َحتري ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )31‬باب‬
‫(‪ )32‬باب تَغليظ َحتري ِم الربا ‪521 .................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ياء‪521 .......................................................................‬‬ ‫(‪ )33‬باب َحتري ِم الر ِ‬
‫ِّ‬
‫َوه ُم أنه ِريا ٌء وليس هو ِرياء‪526 ...................................................‬‬ ‫(‪ )34‬باب ما ُيت َّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫سن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )35‬باب حتري ِم الن ِ‬
‫لغري حاجة رشعية ‪527 ...................‬‬ ‫حل ِ‬ ‫َّظر إىل املرأة األجنبية واألَمرد ا َ‬
‫(‪ )36‬باب حتري ِم اخللوة باألجنبية ‪527 ............................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لباس وح ٍ‬
‫ركة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بالرجال يف‬ ‫ِ‬
‫النساء‬ ‫بالنساء وتش ُّبه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرجال‬ ‫(‪ )37‬باب حتري ِم تَش ُّبه‬
‫َ‬
‫وغري ذلك ‪522 ..................................................................................‬‬
‫والكفار ‪522 ...............................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالشيطان‬ ‫النهي عن التش ُّبه‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )38‬باب‬
‫عرمها بسواد ‪522 .....................................‬‬ ‫ٍ‬ ‫خضاب َش ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرجل واملرأة عن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )39‬باب ِ‬
‫هني‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪349‬‬

‫ِ‬
‫للرجل‬ ‫حلق ِه ك ِّله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإباحة‬ ‫بعض‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الرأس دون‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعض‬ ‫حلق‬ ‫ُ‬ ‫القزَ ِع وهو‬ ‫النهي عن َ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )41‬باب‬
‫املرأة ‪524 ...................................................................................‬‬ ‫دون ِ‬
‫ِ‬ ‫رش وهو َحتديدُ‬ ‫والو ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )41‬باب َحتري ِم َو ِ‬
‫األسنان ‪524 ...........................‬‬ ‫والوش ِم َ‬ ‫الشعر َ‬ ‫صل‬
‫والرأس وغريمها‪525 ................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشيب من اللحية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النهي عن نَتف‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )42‬باب‬
‫غري ٍ‬ ‫ِ‬
‫الفرج باليمني عند االستنجاء من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عذر ‪525 .........‬‬ ‫ومس‬ ‫(‪ )43‬باب كراهة االستنجاء بال َيمني ِّ‬
‫عذر‪525 ...............................‬‬ ‫ف واحد لغري ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫واحدة‪ ،‬أو ُخ ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫كراهة امليش يف ن ٍ‬
‫َعل‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )44‬باب‬
‫النهي عن ترك النار يف البيت عند النو ِم ونحوه‪ ،‬سوا ٌء كانت يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )45‬باب‬
‫رساج أو غريه ‪525 ...............................................................................‬‬ ‫ٍ‬
‫صلحة فيه بمشقة‪525 .......................‬‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫وقول ما ال َم‬ ‫عل ُ‬ ‫ِ‬
‫النهي عن التك ُّلف‪ ،‬وهو ف ُ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )46‬باب‬
‫وحلقه والدعاءِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشعر‬ ‫ِ‬
‫اجليب ونتف‬ ‫ِ‬ ‫وشق‬ ‫ِّ‬ ‫حتريم النياحة عىل امليت و َلط ِم اخلدِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )47‬باب‬
‫يل وال ُّثبور‪523 ...............................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫بالو ِ‬ ‫َ‬
‫الرمل والطوارق باحلىص‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأصحاب‬ ‫ِ‬
‫النهي عن إتيان الكهان واملن َِّجمني وال ُّعراف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )48‬باب‬
‫وبالشعري ونحو ذلك ‪520 ........................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫التطري ‪521 ..................................................................‬‬ ‫ُّ ِ‬ ‫النهي عن‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )49‬باب‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫(‪ )51‬باب حتري ِم تصوير احليوان يف بساط أو حجر أو ثوب أو دره ٍم أو خمدة أو دينار أو وسادة وغري‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫واألمر‬ ‫وعاممة وثوب ونحوها‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وسقف وسرت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫حائط‬ ‫ِ‬
‫الصورة يف‬ ‫ِ‬
‫اختاذ‬ ‫ِ‬
‫وحتريم‬ ‫ذلك‪،‬‬
‫بإتالف الصورة ‪521 .............................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ماشية أو زر ٍع ‪526 .....................................‬‬ ‫ٍ‬ ‫لصيد أو‬ ‫ٍ‬ ‫الكلب إال‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )51‬باب َحتري ِم ِ‬
‫اختاذ‬
‫ِ‬
‫واجلرس‬ ‫ِ‬
‫الكلب‬ ‫ِ‬
‫استصحاب‬ ‫ِ‬
‫وكراهة‬ ‫الدواب‪،‬‬ ‫البعري وغريه من‬ ‫ِ‬ ‫اجلرس يف‬ ‫ِ‬ ‫تعليق‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كراهة‬ ‫(‪ )52‬باب‬
‫ِّ‬
‫السفر ‪526 ....................................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫يف‬
‫طاهرا‬ ‫ِ‬
‫الناقة التي تأك ُُل ال َعذرةَ‪ ،‬فإن أك َلت عَ ل ًفا‬ ‫ُ‬ ‫البعري أو‬ ‫ركوب اجلاللة‪ ،‬وهي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )53‬باب كراهة‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫حلمها‪ ،‬زالت الكَراهة‪526 .................................................................‬‬ ‫فطاب ُ‬ ‫َ‬
‫َنزيه املسجدِ‬ ‫واألمر بت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النهي عن ال ُبصاق يف املسجد واألمر بإزالته منه إذا ُوجدَ فيه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )54‬باب‬
‫عن األقذار‪527 ..................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫واإلجارة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والرشاء‬ ‫الضالة‪ ،‬والبي ِع‬ ‫ِ‬ ‫الصوت فيه‪ ،‬ون ِ‬
‫َشد‬ ‫ِ‬ ‫املسجد‪ ،‬ورف ِع‬ ‫ِ‬ ‫اخلصومة يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كراهة‬ ‫(‪ )55‬باب‬
‫ونحوها من املعامالت ‪527 ......................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫املسجد َ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫هني من َ‬
‫قبل‬ ‫دخول‬ ‫كرتهة عن‬ ‫رائحة‬ ‫غريه مما له‬ ‫بصال أو كُرا ًثا أو َ‬ ‫أكل ُثو ًما أو ً‬ ‫(‪ )56‬باب ِ‬
‫زوال رائحتِه إال لرضورة ‪522 ....................................................................‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫أظفاره‬ ‫ِ‬ ‫شعره أو‬ ‫يشء من ِ‬ ‫احلجة وأراد أن يضحي عن أخذ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عرش ذي‬ ‫(‪ )57‬باب هني من َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫دخل عليه ُ‬
‫ضحي ‪522 ................................................................................‬‬ ‫حتى ُي ِّ‬
‫‪ | 351‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫ِ‬
‫والروح‬ ‫ِ‬
‫واحلياة‬ ‫ِ‬
‫واآلباء‬ ‫ِ‬
‫والسامء‬ ‫ِ‬
‫واملالئكة‬ ‫ِ‬
‫والكعبة‬ ‫كالنبي‬ ‫ٍ‬
‫خلوق‬ ‫بم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )58‬باب‬
‫ِّ‬ ‫النهي عن احللف َ‬
‫ِ‬
‫والرأس وحياة السلطان ونعمة السلطان وتُربة فالن واألمانة وهي من‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أشدِّ ها هن ًيا ‪522 ..................................................................................‬‬
‫الكاذبة عَ مدً ا‪344 ........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫َغليظ اليمني‬ ‫(‪ )59‬باب ت ِ‬
‫املحلوف عليه‪ ،‬ثم ُي َك ِّفر‬ ‫يفعل ذلك‬ ‫خريا منها أن َ‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )61‬باب ن ِ‬
‫َ‬ ‫غريها ً‬
‫حلف عىل يمني فرأى َ‬ ‫َ‬ ‫َدب من‬
‫عن يمينِه‪344 ....................................................................................‬‬
‫لليمني كقولِه‬
‫ِ‬ ‫اللسان بغري ِ‬
‫قصد‬ ‫ِ‬ ‫مني وأنه ال كفار َة فيه‪ ،‬وهو ما َجيري عىل‬ ‫غو الي ِ‬ ‫العفو عن َل ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )61‬باب‬
‫عىل العادة‪ :‬ال واهلل‪َ ،‬بىل واهلل‪ ،‬ونحو ذلك ‪344 ....................................................‬‬
‫احللف يف البي ِع وإن كان صاد ًقا ‪345 .............................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كراهة‬ ‫(‪ )62‬باب‬
‫وتش َّف َع به ‪345 ...........................................‬‬ ‫سأل باهلل تعاىل َ‬ ‫(‪ )63‬باب كراهة من ِع من َ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫(‪ )64‬باب َحتري ِم قولِه‪ :‬شاهان شاه للس ِ‬
‫غري‬
‫يوصف بذلك ُ‬ ‫ألن معناه‪َ :‬ملِك امللوك‪ ،‬وال َ‬ ‫لطان وغريه؛ َّ‬ ‫ُّ‬
‫اهلل سبحانه وتعاىل‪345 ...........................................................................‬‬
‫بس ِّي ٍد ونحوه ‪345 ...........................‬‬ ‫ِ‬
‫النهي عن خماطبة الفاس ِق واملبتد ِع ونحومها َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )65‬باب‬
‫ِ‬
‫سب احلُمى ‪345 ................................................................‬‬ ‫(‪ )66‬باب كراهة ِّ‬
‫يقال عند هبوهبا‪345 ...................................‬‬ ‫الريح‪ ،‬وبيان ما ُ‬ ‫ِ‬ ‫سب‬ ‫النهي عن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )67‬باب‬
‫ِ‬
‫سب الديك‪343 ................................................................‬‬ ‫(‪ )68‬باب كراهة ِّ‬
‫النهي عن قول‪ُ :‬مطرنا بنَوء كذا‪343 ....................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )69‬باب‬
‫ِ‬
‫كافر ‪343 .........................................................‬‬ ‫(‪ )71‬باب حتري ِم قوله ملسل ٍم‪ :‬يا ُ‬
‫حش وب ِ‬
‫ذاء اللسان‪340 ...................................................‬‬ ‫النهي عن ال ُف ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )71‬باب‬
‫حيش اللغة‪ِ،‬‬ ‫واستعامل و ِ‬
‫ِ‬ ‫ف ال َفصاحة‪ِ،‬‬ ‫َّقعري يف الكال ِم‪ ،‬والتشدُّ ِق فيه‪ ،‬وتك ُّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )72‬باب كراهة الت‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ونحوهم ‪340 ..................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫العوام‬ ‫ِ‬
‫اإلعراب يف ُخماطبة‬ ‫ِ‬ ‫ودقائِ ِق‬
‫ِّ‬
‫كراهة قولِه‪ :‬خ ُب َثت نَفيس ‪340 .........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )73‬باب‬
‫(‪ )74‬باب كراهة تَسمية العنب كَر ًما ‪341 .........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لغرض رشعي‬ ‫ٍ‬ ‫حيتاج إىل ذلك‬ ‫لرجل إال أن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫املرأة‬ ‫ِ‬
‫حماسن‬ ‫وصف‬ ‫ِ‬ ‫النهي عن‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )75‬باب‬
‫َ‬
‫كنكاحها ونحوه‪341 .............................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫بالطلب ‪346 ......................‬‬ ‫ِ‬ ‫زم‬ ‫كراهة ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )76‬باب‬
‫شئت بل َجي ُ‬ ‫الله َّم اغفر يل إن َ‬ ‫قول اإلنسان‪ُ :‬‬
‫(‪ )77‬باب كراهة قول‪ :‬ما شا َء اهلل وشا َء فالن ‪346 ................................................‬‬ ‫ِ‬
‫اآلخرة‪346 .................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العشاء‬ ‫احلديث بعد‬ ‫ِ‬ ‫كراهة‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )78‬باب‬
‫رشعي‪347 ..............‬‬ ‫ذر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )79‬باب َحتري ِم امتنا ِع املرأة من‬
‫ٌّ‬ ‫فراش زَ وجها إذا دعاها ومل يكن هلا عُ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حاَض إال بإذنه‪347 ..................................‬‬ ‫ٌ‬ ‫وزوجها‬
‫ُ‬ ‫َطوعًا‬ ‫(‪ )81‬باب َحتري ِم صو ِم املرأة ت ُّ‬
‫ِ‬
‫السجود قبل اإلما ِم ‪347 .........................‬‬ ‫رأسه من الركو ِع أو‬ ‫(‪ )81‬باب َحتري ِم رف ِع املأمو ِم َ‬
‫خمتصر رياض الصاحلني‏|‏‪350‬‬

‫الصالة ‪342 ..........................................‬‬ ‫ِ‬ ‫اخلارصة يف‬ ‫ِ‬ ‫كراهة وض ِع اليد عىل‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )82‬باب‬
‫ُ‬
‫البول‬ ‫ِ‬
‫َتوق إليه‪ ،‬أو مع ُمدافعة األخبثني‪ :‬ومها‬ ‫ونفسه ت ُ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )83‬باب كراهة الصالة بحرضة الطعا ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫والغائِ ُط‪342 .....................................................................................‬‬
‫الصالة ‪342 .........................................‬‬ ‫ِ‬ ‫السامء يف‬ ‫ِ‬ ‫رص إىل‬ ‫النهي عن رف ِع ال َب ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )84‬باب‬
‫عُذر ‪342 ..............................................‬‬ ‫ِ‬
‫(‪ )85‬باب كراهة االلتفات يف الصالة ل َغ ِري ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القبور‪342 .......................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫الصالة إىل‬ ‫ِ‬ ‫النهي عن‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )86‬باب‬
‫املصل ‪342 ......................................................‬‬ ‫ِّ‬ ‫(‪ )87‬باب َحتري ِم املرور بني يدي‬ ‫ِ‬
‫النافلة َ‬
‫سنة‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كراهة ُرشو ِع املأمو ِم يف نافلة بعد ُرشو ِع املؤ ِّذن يف إقامة الصالة‪ ،‬سوا ٌء كانت‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )88‬باب‬
‫تلك الصالة أو غريها ‪342 .......................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫بصالة‪342 ..................................‬‬ ‫ٍ‬ ‫اجلمعة بصيا ٍم أو ليلتِه‬ ‫ِ‬ ‫صيص يو ِم‬ ‫ِ‬ ‫كراهة َخت‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )89‬باب‬
‫يأكل‬‫َ‬ ‫أكثر وال‬ ‫يصوم يومني أو‬ ‫(‪ )91‬باب َحتري ِم الوصال يف الصو ِم وهو أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يرشب بينهام ‪354 ............................................................................‬‬ ‫َ‬ ‫وال‬
‫قرب‪354 ............................................................‬‬ ‫اجللوس عىل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )91‬باب َحتري ِم‬
‫القرب والبناء عليه‪354 ..............................................‬‬ ‫ِ‬ ‫َتصيص ِ‬ ‫ِ‬ ‫النهي عن‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )92‬باب‬
‫(‪ )93‬باب تَغليظ َحتري ِم إباق العبد من س ِّيده‪355 ..................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احلدود‪355 ..........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫الشفاعة يف‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )94‬باب َحتري ِم‬
‫وموارد املاء ونحوها ‪355 ....................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الناس وظ ِّلهم‬ ‫ِ‬ ‫طريق‬ ‫ِ‬ ‫التغوط يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )95‬باب‬
‫النهي عن ُّ‬
‫البول ونحوه يف املاء الراكد ‪355 .............................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النهي عن‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )96‬باب‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َفضيل الوالد بعض أوالده عىل بعض يف اهلبة‪355 ...............................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )97‬باب كراهة ت‬
‫أربعة أشهرٍ‬ ‫َ‬ ‫فوق ثالثة أيا ٍم إال عىل زوجها‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫يم إحداد املرأة عىل ميت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )98‬باب َحتر ِ‬
‫وعرش َة أيا ٍم ‪353 .................................................................................‬‬
‫واخلطبة عىل ِخطبتِه إال أن‬
‫ِ‬ ‫َلقي الركبان‪ ،‬والبي ِع عىل بي ِع ِ‬
‫أخيه‪،‬‬ ‫احلاَض للبادي وت ِّ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )99‬باب َحتري ِم بيع‬
‫َيأ َذن أو ُير َّد‪353 ..................................................................................‬‬
‫الرشع فيها ‪350 .........................‬‬ ‫وجوهه التي أذن‬ ‫ِ‬ ‫املال يف ِ‬
‫غري‬ ‫إضاعة ِ‬ ‫ِ‬ ‫النهي عن‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )111‬باب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والنهي عن‬ ‫الح ونحوه‪ ،‬سوا ٌء كان جا ًّدا أو ِ‬
‫ماز ًحا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫النهي عن اإلشارة إىل ُمسل ٍم بس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )111‬باب‬
‫سلوال ‪350 ......................................................................‬‬ ‫تعاطي السيف َم ً‬ ‫ِ‬
‫املكتوبة ‪351 .................‬‬‫َ‬ ‫ذر حتى ُيصل‬ ‫األذان إال ل ُع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫املسج ِد بعد‬ ‫ِ‬ ‫اخلروج من‬ ‫ِ‬ ‫كراهة‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )112‬باب‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرحيان لغري عذر‪351 ........................................................‬‬ ‫(‪ )113‬باب كراهة ر ِّد َّ‬
‫ِ‬
‫وجوازه ملن ُأمن ذلك‬ ‫ِ‬ ‫إعجاب ونحوه‪،‬‬‫ٍ‬ ‫خيف عليه َمفسد ٌة من‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫املدح يف الوجه ملن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كراهة‬ ‫(‪ )114‬باب‬
‫حقه‪351 ......................................................................................‬‬ ‫يف ِّ‬
‫القدو ِم عليه ‪356 .................‬‬ ‫وكراهة ُ‬‫َ‬ ‫رارا منه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )115‬باب‬
‫الوبا ُء ف ً‬ ‫وقع به َ‬ ‫اخلروج من بلد َ‬ ‫كراهة‬
‫‪ | 352‬خمتصر رياض الصاحلني‬

‫السحر ‪357 ..........................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )116‬باب الت ِ‬


‫َّغليظ يف َحتري ِم‬
‫خيف وقوعُ ه‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الكفار إذا‬ ‫ِ‬
‫بالد‬ ‫حف إىل‬ ‫املسافرة باملص ِ‬ ‫ِ‬ ‫النهي عن‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )117‬باب‬
‫بأيدي العدو ‪357 ................................................................................‬‬
‫ِ‬
‫وجوه‬ ‫ِ‬
‫وسائر‬ ‫ِ‬
‫والطهارة‬ ‫ِ‬
‫والرشب‬ ‫ِ‬
‫األكل‬ ‫ِ‬
‫الفضة يف‬ ‫ِ‬
‫وإناء‬ ‫ِ‬
‫الذهب‬ ‫استعامل ِ‬
‫إناء‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )118‬باب َحت ِ‬
‫ريم‬
‫االستعامل‪357 ...................................................................................‬‬ ‫ِ‬
‫زعفرا ‪352 ....................................................‬‬ ‫الرجل ثو ًبا ُم ً‬‫ِ‬ ‫(‪ )119‬باب َحتري ِم ِ‬
‫لبس‬
‫ِ‬
‫الليل ‪352 ....................................................‬‬ ‫مت يو ٍم إىل‬ ‫النهي عن ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )111‬باب‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تساب اإلنسان إىل غري أبيه وتوليه غري مواليه‪352 ...............................‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )111‬باب َحتري ِم ان‬
‫ارتكاب ما هنى اهلل عز وجل أو رسو ُله ﷺ عنه ‪352 .......................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّحذير من‬ ‫(‪ )112‬باب الت‬
‫َب َمنه ًّيا عنه‪354 ..............................................‬‬ ‫(‪)113‬باب ما يقو ُله ويفع ُله من ار َتك َ‬
‫املنثورات وا ُمللحِ ‪355 ......................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫كتاب‬‫ُ‬
‫كتاب االستغفار ‪356 ............................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫بيان ما أعدَّ اهلل للمؤمنني يف ِ‬
‫اجلنة‪335 ....................................................‬‬ ‫(‪ )1‬باب ِ‬
‫فهرس املوضوعات ‪337 .........................................................................‬‬

Anda mungkin juga menyukai