Anda di halaman 1dari 16

‫اإلعراب عن قواعد اإلعراب‬

‫تأليف‬
‫عبد هللا بن يوسف بن أحمد بن عبد هللا ابن هشام األنصاري‬
‫(ت‪761 :‬هـ)‬

‫• الكتاب منسوخ ومقابل‪.‬‬


‫(نسخ‪ :‬عبد هللا)‬
‫(بسم هللا الرمحن الرحيم)‬
‫قال الشيخ اإلمام العامل العامل مجال الدين بن هشام ـ نفع هللا املسلمني بربكته ـ‪ :‬أما بعد محد هللا حق محده‪ ،‬والصالة والسالم على‬
‫سيدان وعبده‪ ،‬حممد وآله من بعده؛ فهذه فوائد جليلة يف قواعد اإلعراب‪ ،‬تقتفي‪ ،‬مبتأملها جادة الصواب‪ ،‬وتطلعه يف األمد القصري‬
‫على نكت كثري من األبواب‪ ،‬عملتها عمل من طب ملن حب‪ ،‬ومسيتها بـ‪( :‬اإلعراب عن قواعد اإلعراب)‬
‫ومن هللا أستمد التوفيق واهلداية إىل أقوم طريق مبنه وكرمه‪ .‬وتنحصر يف أربعة أبواب‪.‬‬

‫الباب األول‬
‫يف اجلملة وأحكامها‬
‫وفيه أربع مسائل‬

‫املسألة األوىل‬
‫يف شرحها‬
‫اعلم أن اللفظ املفيد يسمى ‪ :‬كالما ومجلة‪ .‬ونعين ابملفيد ما حيسن السكوت عليه‪ .‬وأن اجلملة أعم مـن الكـالم‪ ،‬فكـل كـالم مجلـة‪ ،‬وال‬
‫يـنعك‪ ..‬أال تــرن أن ـو‪( :‬قــام نيـد) مــن قولـ ‪( :‬إن قــام نيــد قـام عمــرو) يسـمى مجلــة‪ ،‬وال يسـمى كالمــا ن ألنـه ال حيســن الســكوت‬
‫عليه‪.‬‬
‫وكذا القول يف مجلة اجلواب‪.‬‬
‫مث اجلملـة تسـمى امسيـة إن بـدئت ابســم كئيـد قـائم‪ ،‬وإن نيـدا قـائم‪ ،‬وهــل نيـدا قـائم‪ ،‬ومـا نيـد قائمــا‪ .‬وفعليـة إن بـدئت بفعـل كقـام نيــد‪،‬‬
‫وهل قام نيد‪ ،‬ونيدا ضربته‪ ،‬واي عبد هللا‪ .‬ألن التقدير‪ :‬ضربت نيدا ضربته‪ ،‬وأدعو عبد هللا‪.‬‬
‫وإذا قيـل‪( :‬نيـد أبـوه هالمــه منطلـق) فئيـد‪ :‬مبتــدأ أول‪ ،‬وأبـوه‪ :‬مبتـدأ ن‪ ،‬وهالمـه‪ :‬مبتــدأ لـم‪ ،‬ومنطلـق‪ :‬ثــرب الثالـم‪ ،‬والثالـم وثــربه‬
‫ثرب الثاين‪ ،‬والثاين وثربه ثرب األول‪.‬‬
‫ويسمى اجملموع مجلة كربن‪ ،‬و(هالمه منطلـق) مجلـة رـ رن و(أبـوه هالمـه منطلـق)‪ ،‬مجلـة كـربن ابلنسـبة إىل (هالمـه منطلـق)‪ ،‬ورـ رن‬
‫ابلنسبة إىل (نيد)‪.‬‬
‫ومثله {لكنا هو هللا ريب} إذ أرله‪ :‬لكن أان هو هللا ريب‪ ،‬وإال لقيل‪ :‬لكنه‪.‬‬

‫املسألة الثانية‬
‫يف اجلمل اليت هلا حمل من اإلعراب‬
‫وهي سبع‪:‬‬
‫إحــداها‪ :‬الواقعــة ثـربا‪ ،‬وموضــعها رفــع يف ابيب‪ :‬املبتــدأ وإن‪ ،‬ــو‪ :‬نيــد قــام أبــوه‪ ،‬وإن نيــدا أبــوه قــائم‪ .‬ونصــب يف ابيب كــان وكــاد‪ .‬ــو‪:‬‬
‫{كانوا يظلمون}‪{ ،‬وما كادوا يفعلون}‪.‬‬
‫الثانية‪ ،‬والثالثة‪ :‬الواقعة حاال‪ ،‬والواقعة مفعوال‪ ،‬وحملها النصب‪.‬‬
‫فاحلاليــة‪ ،‬ــو‪{ :‬وجــا وا أابهــم عشــا يبكــون}‪ .‬واملفعوليــة تقــع يف أربعــة مواضــع‪ :‬حمكيــة ابلقــول‪ ،‬ــو‪{ :‬قــال إين عبــد هللا} واتلي ــة‬
‫للمفعول األول يف ابب (ظن) و‪ :‬ظننت نيدا يقرأ‪ .‬واتلية للمفعول الثـاين يف ابب (أعلـم) ـو‪ :‬أعلمـت نيـدا عمـرا أبـوه قـائم‪ ،‬ومعلقـا‬
‫عنها العامل و‪{ :‬لنعلم أي احلئبني أحصى}‪{ ،‬فلينظر أيها أنكى}‪.‬‬
‫والرابعة‪ :‬املضاف إليها‪ ،‬وحملها اجلر‪ ،‬و‪{ :‬هذا يوم ينفع الصادقني ردقهم}‪{ ،‬يوم هم ابرنون}‪.‬‬
‫وكل مجلة وقعت بعد (إذ) أو (إذا) أو (حيم) أو (ملا) الوجودية ـ عند من قـال ابمسيتهـا ـ أو (بينمـا) أو (بينـا) فهـي يف موضـع ثفـ‬
‫إبضفتهن إليها‪.‬‬
‫واخلامسة‪ :‬الواقعة جوااب لشرط جانم‪ ،‬وحملها اجلئم إذا كانت مقرونة ابلفا ‪ ،‬أو بـ (إذا) الفجائية‪.‬‬
‫فاألوىل‪ ،‬و‪{ :‬من يضلل هللا فال هادي له ويذرهم} وهلذا قرئ جبئم {ويذرهم} عطفا على حمل اجلملة‪.‬‬
‫والثانية‪ ،‬و‪{ :‬وإن تصبهم سيئة مبا قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} فأما و‪ :‬إن قام أثوك قام عمرو‪ ،‬فمحل اجلئم حمكوم بـه للفعـل‬
‫وحده‪ ،‬ال للجملة أبسرها‪ ،‬وكذل القول يف فعل الشرط‪ ،‬وهلذا تقول ـ إذا عطفت عليه مضارعا‪ ،‬وأعلمت األول ـ و‪ :‬إن قام ويقعدا‬
‫أثواك قام عمرو‪ ،‬فتجئم املعطوف قبل أن تكمل اجلملة‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬إذا قلت‪ :‬إن قام نيد أقوم‪ ،‬ما حمل أقوم ن‬
‫فاجلواب‪ :‬قيل‪ :‬هو دليل اجلواب‪ ،‬وقيل‪ :‬هو إضمار الفا ‪ .‬فعلى األول ال حمل لـه‪ ،‬ألنـه مسـتأن ‪ .‬وعلـى الثـاين حملـه اجلـئم‪ .‬ويظهـر أ ـر‬
‫ذل يف التابع‪.‬‬
‫والسادسة‪ :‬التابعة ملفرد‪ ،‬كاجلملة املنعوت هبا‪ ،‬وحملها حبسب منعوهتا‪ ،‬فهي يف موضع رفع يف و‪{ :‬من قبل أن أييت يوم ال بيع فيه}‪.‬‬
‫ونصب يف و‪{ :‬واتقوا يوما ترجعون فيه}‪ ،‬وجر يف و‪{ :‬ليوم ال ريب فيه}‪.‬‬
‫والسابعة‪ :‬التابعة جلملة هلا حمل‪ ،‬و‪( :‬نيد قام أبوه‪ ،‬وقعد أثوه)‪ ،‬فجملة (قام أبـوه) يف موضـع رفـع؛ ألهنـا ثـرب املبتـدأ‪ ،‬وكـذل مجلـة‪:‬‬
‫(قعد أثوه)‪ ،‬ألهنـا معطوفـة عليهـا‪ .‬ولـو قـدرت العطـ علـى اجلملـة االمسيـة مل يكـن للمعطوفـة حمـل‪ ،‬ولـو قـدرت الـواو واو احلـال كانـت‬
‫اجلملة يف موضع نصب‪ ،‬وكانت (قد) فيها مضمرة‪.‬‬
‫وإذا فلت‪( :‬قال نيد‪ :‬عبد هللا منطلق‪ ،‬وعمرو مقيم) فلـي‪ .‬مـن هـذا القبيـل‪ ،‬بـل الـذي حملـه النصـب مـوع اجلملتـني‪ ،‬ألن اجملمـوع هـو‬
‫املقول فكل منهما جئ املقول‪ ،‬ال مقول‪.‬‬
‫املسألة الثالثة‬
‫يف بيان احلمل اليت ال حمل هلا من اإلعراب‬

‫وهي أيضا سبع‪:‬‬


‫إحداها‪ :‬املبتدأ‪ ،‬وتسمى املستأنفة أيضا و‪{ :‬إان أعطيناك الكو ر}‪ ،‬و و‪{ :‬إن العئة هلل مجيعا} بعد {وال حيئن قوهلم}‪.‬‬
‫وليست حمكية ابلقول‪ ،‬لفساد املعىن‪ ،‬و و‪{ :‬ال يسمعون} بعد {وحفظا من كل شيطان مارد}‪ .‬وليست رفة للنكرة وال حاال منهـا‬
‫مقدرة لورفها‪ ،‬لفساد املعىن‪.‬‬
‫وتقول‪( :‬ما لقيته مذ يومان) فهذا كالم تضمن مجلتني مستأنفتني‪ :‬فعلية مقدمة‪ ،‬وامسية مـخثرة‪ ،‬وهـي يف التقـدير جـواب سـخال مقـدر‪،‬‬
‫وكأن ملا قلت‪ :‬ما لقيته‪ ،‬قيل ل ‪ :‬ما أمد ذل ن فقلت‪ :‬أمده يومان‪.‬‬
‫ومثلهما‪ :‬قام القوم ثال نيدا‪ ،‬وحاشا عمرا‪ ،‬وعدا بكرا‪ .‬إال أهنما فعليتان‪.‬‬
‫ومن مثلهما قوله‪:‬‬
‫بدجلة‪ ،‬حىت ما دجلة أشكل‬ ‫فما نالت القتلى متج دما ها‬
‫وعن الئجاج‪ ،‬وابن درستويه‪ :‬أن اجلملة بعد (حىت)‪ ،‬االبتدائية يف موضع جر بـ (حـىت)‪ .‬وثالفهمـا اجلمهـور‪ ،‬ألن حـروف اجلـر ال تعلـق‬
‫عن العمل‪ ،‬ولوجوب كسر إن يف و‪( :‬مرض نيد حىت إهنم ال يرجونـه)‪ ،‬وإذا دثـل اجلـار علـى (إن) فتحـت ‪،‬ئهتـا‪ ،‬ـو‪{ :‬ذلـ أبن‬
‫هللا هو احلق}‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬الواقعة رلة السم‪ ،‬و‪ :‬جا الذي قام أبوه‪ .‬أو حلرف و‪ :‬عجبت مما قمت‪ ،‬أي‪ :‬من قيام ‪ .‬فـ (ما) وما (قمت) يف موضع‬
‫جر بـ (من)‪ ،‬وأما (قمت) وحدها فال حمل هلا‪.‬‬
‫الثالثــة‪ :‬املعةضــة بــني شــيئني للتســديد‪ ،‬أو للتبيــني‪ ،‬ــو‪{ :‬فــال أقســم مبواقــع النجــوم ‪ .........‬ا يــة} ‪ ،‬وذلـ ألن قولــه تعــاىل‪{ :‬إنــه‬
‫لقــرآن كــرم} ج ـواب {ال أقســم مبواقــع النجــوم}‪ ،‬ومــا بينهمــا اع ـةاض ال حمــل لــه‪ ،‬ويف أ نــا هــذا االع ـةاض اع ـةاض آثــر وهــو {لــو‬
‫تعلمون} فإنه معةض بني املوروف والصفة‪ ،‬و‪،‬ا‪{ :‬لقسم} و {وعظيم} وجيون االعةاض أبكثر من مجلة واحدة‪ ،‬ثالفا أليب علي‪،‬‬
‫ولي‪ .‬منه هذه ا ية‪ ،‬ثالفا للئخمشري‪ .‬ذكره يف سورة آل عمران‪.‬‬
‫الرابعــة‪ :‬التفســريية‪ ،‬وهــي الكاشــفة حلقيقــة مــا تليــه‪ ،‬وليســت عمــدة‪ ،‬ــو‪{ :‬وأســروا النجــون الــذين ظلم ـوا هــل هــذا إال بشــر مــثلكم}‬
‫فجملة االستفهام مفسرة لـ {النجون}‪ ،‬وقيل‪ :‬بدل منها‪.‬‬
‫و و‪{ :‬مستهم البأسا والضرا }‪ ،‬فإنه تفسري لـ {مثل الذين ثلوا}‪ ،‬وقيل‪ :‬حال من {الذين}‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫و و‪{ :‬كمثل آدم ثلقة هللا من تراب‪ .....‬ا ية}‪ ،‬فجملة ثلقه تفسري للمثل‪.‬‬
‫و ــو‪{ :‬تخمنــون ابهلل ورسـوله} بعــد‪{ :‬هــل أدلكــم علــى نــارة تنجــيكم مــن عــذاب ألــيم} وقيــل‪ :‬مســتأنفة مبعــىن‪ :‬آمنـوا‪ ،‬بــدليل {ي فــر‬
‫لكــم} ابجلــئم‪ .‬وعلــى األول هــو ج ـواب الســتفهام‪ ،‬ورــذ ذل ـ تن ـئيال لســبب الســبب وهــو الداللــة‪ ،‬منئلــة الســبب وهــو االمتثــال‪ ،‬إذ‬
‫الداللــة ســبب االمتثــال وثــرج بقــوس‪ :‬وليســت عمــدة‪ ،‬اجلملــة امل ــرب هبــا عــن ضــمري الشــأن فإهنــا مفســرة لــه‪ ،‬وهلــا حمــل ابالتفــا ‪ ،‬ألهنــا‬
‫عمدة‪ ،‬ال يصذ االست نا عنها‪ ،‬وهي حالة حمل املفرد‪.‬‬
‫وكون اجلملة املفسرة ال حمل هلا هو املشهور وقال الشلوبني‪:‬‬
‫التحقيق أن اجلملة املفسرة حبسب ما تفسره‪ .‬فإن كان له حمل فهي كذل ‪ ،‬وإال فال‪.‬‬
‫فالثاين‪ :‬و ضربته من و‪ :‬نيدا ضربته التقدير‪ :‬ضربت نيدا ضربته فال حمل للجملة املقدرة‪ ،‬ألهنا مستأنفة‪ ،‬فكذل تفسريها‬
‫واألول‪ :‬و‪{ :‬إان كل شي ثلقناه بقدر}‪ ،‬والتقدير‪ :‬إان ثلقنا كل شي ثلقناه‪ ،‬ف ـ {ثلقناه} املذكورة مفسرة خللقنا املقدرة‪ ،‬وتل‬
‫يف موضع رفع‪ ،‬ألهنا ثرب إلن‪ ،‬فكذل املذكورة‪.‬‬
‫ومن ذل ‪ :‬نيد اخلرب أيكله‪ ،‬فيأكلـه يف موضـع رفـع ألهنـا مفسـرة للجملـة ا ذوفـة‪ ،‬وهـي يف حمـل رفـع علـى اخلربيـة‪ .‬واسـتدل علـى ذلـ‬
‫بعضهم بقول الشاعر‪:‬‬
‫ومن ال جنئه مي‪ .‬منا مروعا‬ ‫فمن ن نخمنه يبت وهو آمن‬
‫فظهر اجلئم يف الفعل املفسر للفعل ا ذوف‪.‬‬
‫واخلامسة‪ :‬الواقعة جوااب لقسم‪ ،‬و‪{ :‬إن ملن املرسلني} بعد قوله تعاىل‪{ :‬ي‪ .‬والقرآن احلكيم}‪ ،‬و و‪{ :‬إن لكم ملا حتكمون} بعد‬
‫{أم لكم أميان علينا ابل ة} قيل‪ :‬ومن هنا قال علب‪ :‬ال جيون‪ :‬نيد ليقومن‪ ،‬ألن اجلملة امل رب هبا هلا حمل‪ ،‬وجواب القسم ال حمل له‪.‬‬
‫ورد بقوله تعاىل‪{ :‬والذين آمنوا وعملوا الصاحلات لنبوئنهم} واجلواب عما قاله‪ :‬أن التقدير‪ :‬والذين آمنوا وعملوا الصاحلات أقسم ابهلل‬
‫لنبوئنهم‪ ،‬وكذا التقدير فيما أشبه ذل ‪ ،‬فاخلرب موع مجلة القسم املقدرة‪ ،‬ومجلة اجلواب املذكورة‪ ،‬ال رد اجلواب‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬حيتمل قول الفرند ‪:‬‬
‫نكن مثل من اي ذئب يصطحبان‬ ‫تعش فإن عاهدتين ال ختونين‬
‫كون (ال ختونين) جوااب كقوله‪:‬‬
‫فكان كمــن أهريته بـ الف‬ ‫أرن حمرنا عاهدته ليوافقن‬
‫فال حمل له‪ .‬وكونه حاال من الفاعل‪ ،‬أو من املفعول‪ ،‬أو منهما‪ ،‬فيكون يف حمل نصب‪.‬‬
‫السادسـة‪ :‬الواقعــة جـوااب لشــرط هـري جــانم‪ ،‬كجـواب (إذا) و(لــو) و(لــوال)‪ .‬أو جـانم ومل يقــةن ابلفـا ‪ ،‬وال ب ـ (إذا) ـو‪ :‬إن جــا ين نيــدا‬
‫أكرمته‪.‬‬
‫السابعة‪ :‬التابعة ملا ال موضع له و‪ :‬قام نيد وقعد عمرو‪ ،‬إذا مل تقدر الواو للحال‪.‬‬
‫املسألة الرابعة‬
‫(اجلمل) اخلربية اليت مل يسبقها ما يطلبها لئوما‪ ،‬إن وقعت بعد النكرات ا ضة فصفات‪ ،‬أو بعد املعارف ا ضة فأحوال‪ .‬أو بعـد هـري‬
‫ا ضة منهما فمحتملة هلما‪.‬‬
‫مثال الواقعة رفة‪{ :‬حىت تنئل علينا كتاب نقر ه} فجملة‪{ :‬نقر ه} رفة لـ {كتااب}‪ ،‬ألنه نكرة حمضـة‪ .‬وقـد مضـت أمثلـة مـن ذلـ‬
‫يف املسألة الثانية‪.‬‬
‫ومثال الواقعة حاال‪{ :‬وال متنن تستكثر}‪.‬‬
‫فجملة {تستكثر} حال من الضمري املستة يف {متنن} املقدر أبنت‪ ،‬ألن الضمائر كلها معارف‪ ،‬بل هي أعرف املعارف‪.‬‬
‫ومثال ا تملة للوجهني بعد النكرة و‪ :‬مررت برجل رـا يصـلي‪ ،‬فـإن شـئت قـدرت (يصـلي) رـفة نيـة ل ـ (رجـل)‪ ،‬ألنـه نكـرة‪ .‬وإن‬
‫شئت قدرته حاالً منه‪ ،‬ألنه قد قرب من املعرفة ابثتصاره ابلصفة‪.‬‬
‫ومثال ا تملة (هلما) بعد املعرفة قوله تعاىل‪{ :‬كمثل احلمار حيمل أسفار} فـإن املـراد ابحلمـار اجلـن‪ .‬وذو التعريـ اجلنسـي يقـرب مـن‬
‫النكــرة فتحتمــل اجلملــة مــن قولــه تعــاىل‪{ :‬حيمــل أســفارا} وجهــني‪ :‬أحــد‪،‬ا‪ :‬احلاليــة ألن (احلمــار) بلفــظ املعرفــة‪ ،‬والثــاين‪ :‬الصــفة‪ ،‬ألنــه‬
‫كالنكرة يف املعىن‪.‬‬

‫الباب الثاين‬
‫يف اجلار واجملرور‬
‫وفيه أيضا أربع مسائل‬

‫املسألة األوىل‬
‫إحداها‪ :‬أنه البد من تعلق اجلار بفعل‪ ،‬أو ما يف معناه‪ .‬وقد اجتمعا يف قوله تعاىل‪{ :‬أنعمت عليهم هري امل ضـوب علـيهم} وقـول ابـن‬
‫دريد‪:‬‬
‫مثل اشتعال النار يف جئل ال ضا‬ ‫واشتعل املبي يف مسوده‬
‫وإن علقت األول بـ (املبي )‪ ،‬أو جعلته حاال متعلقا بـ (كائنا) فال دليل فيه‪.‬‬
‫ويستثىن من حروف اجلر أربعة فال تتعلق بشي ‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬اجلار الئائد كالبا يف {كفى ابهلل شهيدا}‪ ،‬و{أحسن بئيد} عند اجلمهور‪ ،‬و{ما رب ب افل}‪ .‬وكـ {من} يف {ما لكم من‬
‫إله هريه} و{هل من ثالق هري هللا}‪.‬‬
‫والثاين‪( :‬لعل) يف ل ة من جير هبا وهم عقيل‪ ،‬وهلم يف المها األوىل اإل بات واحلذف‪ ،‬ويف األثرية الفتذ والكسر‪.‬‬
‫قال شاعرهم‪:‬‬
‫لعل أيب امل وار من قريب‬
‫والثالم‪( :‬لوال) يف قول بعضهم‪ :‬لوالي‪ ،‬ولـوالك‪ ،‬ولـواله‪ .‬فـذهب سـيبويه إىل أن (لـوال) يف ذلـ جـارة‪ ،‬وال تتعلـق بشـي ‪ .‬واألكثـر أن‬
‫يقال‪ :‬لوال أان‪ ،‬ولوال أنت‪ ،‬ولوال هو‪ ،‬كما قال هللا تعاىل‪{ :‬لوال أنتم لكنا مخمنني}‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬كاف التشبيه‪ ،‬و‪ :‬نيد كعمرو‪ .‬فئعم األثفش وابن عصفور أهنا ال تتعلق بشي ‪ ،‬ويف ذل حبم‪.‬‬
‫املسألة الثانية‬
‫حكم اجلار واجملـرور إذا وقـع بعـد املعرفـة‪ ،‬والنكـرة كحكـم اجلملـة‪ .‬فهـو رـفة‪ ،‬يف ـو‪ :‬رأيـت طـائرا علـى هصـن‪ ،‬ألنـه بعـد نكـرة حمضـة‪،‬‬
‫وهو (طائرا)‪.‬‬
‫وحال‪ ،‬يف و‪ :‬قوله تعاىل‪{ :‬ف رج على قومه يف نينته} أي‪ :‬متئينا‪ ،‬ألنه بعد معرفة حمضة وهي الضمري املستة يف ثرج‪.‬‬
‫وحمتمل هلما يف و‪ :‬يعجبـين الئهـر يف أكمامـه‪ ،‬وهـذا نـر اينـع علـى أهصـانه‪ ،‬ألن (الئهـر) معـرف أبل اجلنسـية فهـو قريـب مـن النكـرة‪،‬‬
‫وقول ‪( :‬نر) موروف فهو قريب من املعرفة‪.‬‬
‫املسألة الثالثة‬
‫مىت وقع اجلار وا جملرور رفة‪ ،‬أو رلة‪ ،‬أو ثربا‪ ،‬أو حاال تعلق مبحذوف تقديره‪ :‬كـائن أو اسـتقر‪ ،‬إال أن الواقـع رـلة يتعـني فيـه اسـتقر‪،‬‬
‫ألن الصلة ال تكون إال مجلة‪.‬‬
‫وقد تقدم مثال الصفة‪ ،‬واحلال‪ .‬ومثال اخلرب‪( :‬احلمد هلل) ومثال الصلة‪{ :‬وله من يف السماوات واألرض}‪.‬‬
‫املسألة الرابعة‬
‫جيون يف اجلار واجملرور يف هذه املواضع األربعة‪ ،‬وحيم وقع بعد نفي‪ ،‬أو استفهام‪ ،‬أن يرفع الفاعل‪ ،‬تقول‪ :‬مـررت برجـل يف الـدار أبـوه‪،‬‬
‫فل يف (أبوه) وجهان‪:‬‬
‫أحد‪،‬ا‪ :‬أن تقدره فاعال ابجلار واجملرور‪ ،‬لنيابته عن استقر حمذوفا‪ ،‬وهذا هو الراجذ عند احلذا ‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬أن تقدره مبتدأ مخثراً‪ ،‬واجلار واجملرور ثربا مقدما‪ .‬واجلملة رفة‪ .‬وتقول‪ :‬ما يف الدار أحد‪ ،‬وقال هللا‪{ :‬أيف هللا ش }‪.‬‬
‫وأجان الكوفيون واألثفش رفعهما الفاعل يف هري هذه املواضع أيضا و‪ :‬يف الدار نيد‪.‬‬
‫تنبيــه‪ :‬مجيــع مــا ذكـرانه يف اجلــار واجملــرور بــت للظــرف‪ ،‬فــال بــد مــن تعلقــه بفعــل ـو‪{ :‬وجــا وا أابهــم عشــا يبكــون}‪{ ،‬أو اطرحــوه‬
‫أرضا}‪ .‬أو مبعىن فعل‪ ،‬و‪ :‬نيد مبكر يوم اجلمعة وجال‪ .‬أمام اخلطيب‪.‬‬
‫ومثال وقوعه رفة‪ ،‬و‪ :‬مررت بطائر فو هصن‪ ،‬وحاال و‪ :‬رأيت اهلالل بني السحاب‪.‬‬
‫وحمتمال هلما‪ :‬يعجبين الثمر فو األهصان‪ ،‬ورأيت نرة اينعة فو هصن‪.‬‬
‫ومثال وقوعه ثربا‪{ :‬والركب أسفل منكم}‪ ،‬يف قرا ة السبعة بنصب {أسفل}‪.‬‬
‫ورلة‪{ :‬ومن عنده ال يستكربون}‪.‬‬
‫ومثال رفعه الفاعل‪ ،‬و‪ :‬نيد عنده مال‪ ،‬وجيون تقدير‪،‬ا مبتدأ وثربا‪ ،‬وأييت يف و‪ :‬عندك نيد (املذهبان)‪.‬‬
‫الباب الثالم‬
‫يف تفسري‬
‫كلمات حيتاج إليها املعرب‬
‫وهي عشرون كلمة‪ ،‬وهي نانية أنواع‬

‫النوع األول‬
‫ما جا على وجه واحد‬
‫أحدها‪ :‬ما جا على وجه واحد وهو‪ :‬أربعة‪.‬‬
‫أحدها‪( :‬قط)‪ ،‬بفتذ القاف‪ ،‬وتشديد الطا وضمها يف الل ة الفصحى فيهن‪ ،‬وهو ظرف الست را ما مضى من الئمان و‪ :‬ما فعلته‬
‫قط‪ .‬وقول العامة‪ :‬ال أفعله قط حلن‪.‬‬
‫والثاين‪( :‬عوض)‪ ،‬بفتذ أوله‪ ،‬وتثليم آثره ‪ ،‬وهو ظرف الست را ما يستقبل من الئمان ـ ويسمى الئمان عوضا‪ ،‬ألنه كلما ذهبت منه‬
‫مدة عوضتها مدة أثـرن‪ ،‬أو ألنـه يعـوض مـا سـل يف نعمهـم ـ تقـول‪ :‬ال أفعلـه عـوض‪ .‬فـإن أضـفته نصـبته فقلـت‪ :‬عـوض العائضـني‪،‬‬
‫كمل تقول‪ :‬دهر الدهراين‪ .‬وكذل (أبدا)‪ ،‬تقول فيها‪ :‬ظرف الست را ما يستقبل من الئمان‪.‬‬
‫والثالم‪( :‬أجل) بسكون الالم‪ ،‬وهو حرف لتصديق اخلرب‪ ،‬يقال‪ :‬جا ين نيد‪ ،‬أو ما جا ين نيد‪ ،‬فتقول‪ :‬أجل‪ ،‬أي‪ :‬ردقت‪.‬‬
‫والرابــع‪( :‬بلــى) وهــو حــرف إلجيــاب املنفــي‪ ،‬ــردا كــان النفــي ــو‪{ :‬نعــم الــذين كفــروا أن لــن يبعثـوا قــل بلــى وريب لتبعــثن}‪ ،‬أو مقــروان‬
‫ابالستفهام و‪{ :‬ألست بربكم قالوا بلى} أي‪ :‬بلى أنت ربنا‪.‬‬

‫النوع الثاين‬
‫ما جا على وجهني‬
‫لشرطه‪ ،‬منصوب جبوابه‪ .‬وهذا أنفع‪ ،‬وأرشق‪ ،‬وأوجئ من قول املعربني‪ :‬ظرف ملا‬ ‫وهو‪( :‬إذا)‪ ،‬فتارة يقال فيها‪ :‬ظرف مستقبل‪ ،‬ثاف‬
‫يستقبل من الئمان‪ ،‬فيه معىن الشرط هالبا‪.‬‬
‫وختــت( (إذا) هــذه ابجلملــة الفعليــة‪ ،‬ــو‪{ :‬فــإذا انشــقت الســما } وأمــا ــو‪{ :‬إذا الســما انشــقت} فمحمــول علــى إضــمار الفعــل‪،‬‬
‫مثل‪{ :‬وإن امرأة ثافت}‪ .‬وقد تستعمل للماضي‪ ،‬و‪{ :‬وإذا رأوا نارة أو هلوا انفضوا إليها}‪.‬‬
‫واترة يقال فيها‪ :‬حرف مفاجأة‪ ،‬وختـت( ابجلملـة االمسيـة‪ ،‬ـو‪{ :‬ونـئع يـده فـإذا هـي بيضـا }‪ .‬وهـل هـي حـرف‪ ،‬أو ظـرف مكـان‪ ،‬أو‬
‫نمانن أقوال‪.‬‬
‫وقد اجتمعا يف قوله تعاىل‪{ :‬مث إذا دعاكم دعوة من األرض إذا أنتم خترجون}‪.‬‬

‫النوع الثالم‬
‫ما جا على ال ة أوجه‬

‫وهي سبع‪:‬‬
‫إحداها‪( :‬إذ)‪ ،‬فيقال فيهـا اترة‪ :‬ظـرف ملـا مضـى مـن الئمـان‪ ،‬ويـدثل علـى اجلملتـني‪ ،‬ـو‪{ :‬واذكـروا إذ أنـتم قليـل} {واذكـروا إذ كنـتم‬
‫قليال}‪.‬‬
‫وقد تستعمل للمستقبل‪ ،‬و قوله تعاىل‪{ :‬فسوف يعلمون إذ األهالل يف أعناقهم}‪.‬‬
‫ويقال فيها اترة‪ :‬حرف مفاجأة‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫فبينما العسر إذ دارت مياسري‬ ‫فاستقدر هللا ثريا وارضني به‬
‫واترة حرف تعليل‪ ،‬كقوله تعاىل‪{ :‬ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم} أي‪ :‬ألجل ظلمكم‪.‬‬
‫الثانية‪( :‬ملـا)‪ ،‬يقـال فيهـا يف ـو‪ :‬ملـا جـا نيـد جـا عمـرو‪ :‬حـرف وجـود لوجـود‪ ،‬وختـت( ابملاضـي‪ .‬ونعـم الفارسـي ومتـابعوه أهنـا ظـرف‬
‫مبعىن حني‪.‬‬
‫ويقــال فيهــا يف ــو‪{ :‬ملــا يــذوقوا عــذاب}‪ :‬حــرف جــئم لنفـي املضــارع‪ ،‬وقلبــه ماضــيا متصــال نفيــه (ابحلــال)‪ ،‬متوقعــا بوتــه‪ .‬أال يــرن أن‬
‫املعــىن أهنــم مل يــذقوه إىل ا ن‪ ،‬وأن ذوقهــم لــه متوقــعن ويقــال فيهــا‪ :‬حــرف اســتثنا ‪ ،‬يف ــو‪ :‬أنشــدك هللا ملــا فعلــت‪ .‬أي‪ :‬مــا أســأل إال‬
‫فعل ‪ .‬ومنه‪{ :‬إن كل نفـ‪ .‬ملـا عليهـا حـافظ} يف قـرا ة التشـديد‪ .‬أال يـرن أن املعـىن‪ :‬مـا كـل نفـ‪ .‬إىل عليهـا حـافظن وال التفـات إىل‬
‫إنكار اجلوهري ذل ‪.‬‬
‫الثالثة‪( :‬نعم)‪ ،‬فيقال فيها‪ :‬حرف تصديق‪ ،‬إذا وقعت بعد اخلرب‪ ،‬و‪ :‬قام نيد‪ ،‬أو ما قام نيد‪.‬‬
‫وحرف إعالم‪ ،‬إذا وقعت بعد االستفهام‪ ،‬و‪ :‬أقام نيدن وحرف وعد‪ ،‬إذا وقعت بعد الطلب‪ ،‬و‪ :‬أحسن إىل فالن‪.‬‬
‫ومن يئها لإلعالم‪{ :‬فهل وجدمت ما وعد ربكم حقا قالوا نعم}‪.‬‬
‫وهذا املعىن مل ينبه عليه سيبوبه‪ ،‬فإنه قال‪ :‬عدة وتصديق‪ .‬ومل يئد على ذل ‪.‬‬
‫الرابعة‪( :‬إي) بكسر اهلمئة‪ ،‬وسكون اليا ‪ .‬وهي مبنئلة (نعم) إال أهنا ختت( ابلقسم‪ ،‬و‪{ :‬قل إي وريب إنه حلق}‪.‬‬
‫اخلامسة‪( :‬حىت)‪ ،‬فأحد أوجهها أن تكون جارة‪ ،‬فتدثل على االسـم الصـريذ مبعـىن (إىل) ـو‪{ :‬حـىت مطلـع الفجـر}‪{ ،‬حـىت حـني}‬
‫وعلى االسم املخول من أن مضمرة ومن الفعل املضارع فتكون اترة مبعىن إىل‪ ،‬و‪{ :‬حىت يرجع إلينـا موسـى}‪ .‬األرـل حـىت أن يرجـع‪،‬‬
‫أي إىل رجوعه‪ ،‬أي‪ :‬إىل نمن رجوعه‪.‬‬
‫واترة مبعىن (كي)‪ ،‬و‪ :‬أسلم حىت تدثل اجلنة‪ .‬وقد حتتملهما كقوله تعاىل‪{ :‬فقاتلوا اليت تب ي حىت تفي } أي‪ :‬إىل أن تفي ‪.‬‬
‫ونعم ابن هشام اخلضراوي‪ :‬وابن مال ‪ :‬أهنا قد تكون مبعىن (إال) كقوله‪:‬‬
‫حىت نود وما لدي قليل‬ ‫لي‪ .‬العطا من الفضول مساحة‬
‫أي‪ :‬إال أن نود‪ .‬وهو استثنا منقطع‪.‬‬
‫والثــاين‪ :‬أن تك ــون ح ــرف عط ـ تفيــد اجلم ــع املطل ــق ك ــالواو‪ ،‬إال أن املعطــوف هب ــا‪ ،‬مش ــروط أبم ـرين‪ :‬أحــد‪،‬ا‪ :‬أن يك ــون بعض ــا م ــن‬
‫املعطوف عليه‪ ،‬والثاين‪ :‬أن يكون هاية له يف شي ‪ ،‬ـو‪ :‬مـات النـاىت حـىت األنبيـا ‪ .‬فـإن األنبيـا علـيهم السـالم هايـة للنـاىت يف شـرف‬
‫املقدار‪ .‬وعكسه‪ :‬نارين الناىت حىت احلجامون‪.‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫هتابوننا حىت بنينا األراهرا‬ ‫قهرانكم حىت الكماة فأنتم‬
‫فالكماة هاية يف القوة‪ ،‬والبنون األراهر هاية يف الضع ‪.‬‬
‫وتقول‪ :‬أعجبتين اجلارية حىت كالمها‪ ،‬ألن الكالم كجئئيها‪.‬‬
‫وميتنع حىت ولدها‪ .‬والضابط‪ :‬ما رذ استثنا ه رذ دثول (حىت) عليه‪ ،‬وما ال‪ ،‬فال‪.‬‬
‫والثالم‪ :‬أن تكون حرف ابتدا ‪ ،‬فتدثل علـى ال ـة أشـيا ‪ :‬الفعـل املاضـي‪ .‬ـو‪{ :‬حـىت عفـوا وقـالوا}‪ ،‬واملضـارع املرفـوع‪( :‬حـىت يقـول‬
‫الرسول) يف قرا ة من رفع‪ .‬واجلملة االمسية كقوله‪:‬‬
‫حىت ما دجلة أشكل‬
‫وقيل هي مع املاضي جارة‪ ،‬و(أن) بعدها مضمرة وقد مضى ثالف الئجاج‪ ،‬وابن درستويه فيهن‪.‬‬
‫السادسة‪( :‬كال)‪ ،‬فيقال فيها‪ :‬حرف ردع‪ ،‬ونجر‪ ،‬يف و‪{ :‬فيقول ريب أهانن كال} أي‪ :‬انته عن هذه املقالة‪.‬‬
‫وحرف جواب وتصديق يف و‪{ :‬كال والقمر}‪ ،‬واملعىن‪ :‬إي والقمر‪.‬‬
‫ومبعىن‪ :‬حقا‪ ،‬أو (أال) االستفتاحية على ثالف يف ذل و‪{ :‬كال ال تطعه}‪.‬‬
‫والصواب الثاين‪ ،‬لكسر اهلمئة يف و {كال إن اإلنسان ليط ى}‬
‫الســابعة‪( :‬ال) فتكــون انفيــة‪ ،‬وانهيــة‪ ،‬ونائــدة‪ .‬فالنافيــة تعمــل يف النك ـرات عمــل (إن) كث ـريا‪ .‬ــو‪ :‬ال إلــه إال هللا‪ ،‬وعمــل (لــي‪ ).‬قلــيال‪،‬‬
‫كقوله‪:‬‬
‫وال ونر مما قضى هللا واقيا‬ ‫تعئ فال شي على األرض ابقيا‬
‫والناهية نئم املضارع‪ ،‬و‪{ :‬وال متنن تستكثر}‪{ ،‬فال يسرف يف القتل}‪ .‬والئائـدة دثوهلـا ك روجهـا‪ ،‬ـو‪{ :‬مـا منعـ أال تسـجد}‬
‫‪ ،‬أي (أن) تسجد كما جا يف موضع آثر‪.‬‬
‫النوع الرابع‬
‫ما أييت على أربعة أوجه‬

‫وهو أربعة‪:‬‬
‫أحدها‪( :‬لوال)‪ ،‬فيقال فيها اترة‪ :‬حرف يقتضي امتناع جوابه لوجود شرطه‪ ،‬وختت( ابجلملة االمسية ا ذوفة اخلرب هالبـا‪ ،‬ـو‪ :‬لـوال نيـد‬
‫ألكرمت ‪ ،‬ومنه‪ :‬لوالي لكان كذا‪ ،‬أي لوال أان موجود‪.‬‬
‫واترة‪ :‬حــرف حتضــي وعــرض‪ ،‬أي طلــب إبنعــاج‪ ،‬أو برفــق‪ .‬فت ــت( ابملضــارع‪ ،‬أو مبــا هــو يف ويلــه‪ ،‬ــو‪{ :‬لــوال تســت فرون هللا}‪،‬‬
‫و و‪{ :‬لوال أثرتنا إىل أجل قريب}‪.‬‬
‫واترة‪ :‬حرف توبيخ‪ ،‬فت ت( ابملاضي‪ ،‬و‪{ :‬فلوال نصرهم الذين اختذوا من دون هللا قرابان آهلة}‪.‬‬
‫قيــل‪ :‬وتكــون حــرف اســتفهام‪ ،‬ــو‪{ :‬لــوال أث ـرتين إىل أجــل قريــب} {ولــوال أنــئل إليــه مل ـ } ‪ ،‬قالــه اهلــروي‪ .‬والظــاهر أهنــا يف األوىل‬
‫للعرض‪ ،‬ويف الثانية للتحضي ‪.‬‬
‫وناد معــىن آثــر‪ ،‬وهــو أن تكــون انفيــة مبنئلــة (مل) وجعــل منــه‪{ :‬فلــوال كانــت قريــة آمنــت} أي‪ :‬مل تكــن قريــة آمنــت‪ .‬والظــاهر أن املـراد‪:‬‬
‫فهــال‪ .‬وهــو قــول األثفــش‪ ،‬والكســائي‪ ،‬والفـرا ‪ .‬ويخيــده أن يف حــرف أيب‪ ،‬وعبــد هللا بــن مســعود‪( :‬فهــال) ويلــئم مــن ذلـ معــىن النف ـي‬
‫الذي ذكره اهلروي‪ ،‬ألن اقةان التوبيخ ابلفعل املاضي يشعر ابنتقا وقوعه‪.‬‬
‫الثانية‪( :‬إن) املكسورة اخلفيفة‪ ،‬فيقال فيها‪ :‬شرطية‪ ،‬و‪{ : :‬إن ختفوا ما يف ردوركم أو تبدوه يعلمه هللا}‪ .‬وحكمها أن نئم فعلني‪.‬‬
‫وانفيــة‪ ،‬يف ــو‪{ :‬إن عنــدكم مــن ســلطان هبــذا}‪ .‬وأهــل العاليــة يعملوهنــا عمــل لــي‪ ،.‬ــو قــول بعضــهم‪ :‬إن أحــد ث ـريا مــن أحــد إال‬
‫ابلعافية‪ .‬وقد اجتمعا يف قوله تعاىل ‪{ :‬ولئن نالتا إن أمسكهما من أحد من بعده}‪.‬‬
‫وخمففــة مــن الثقيلــة‪ ،‬يف ــو‪{ :‬وإن كــال ملــا ليــوفينهم}‪ .‬يف ق ـرا ة مــن ثف ـ النــون‪ .‬ويقــل إعماهلــا عمــل املشــددة كهــذه الق ـرا ة‪ .‬ومــن‬
‫إ‪،‬اهلا‪( :‬إن كل نف‪ .‬ملا عليها حافظ) يف قرا ة من ثف (ملا)‪.‬‬
‫ونائــدة‪ ،‬يف ــو‪ :‬مــا إن نيــد قــائم‪ .‬وحيــم اجتمعــت (مــا) و(إن) فــإن تقــدمت (مــا) فهــي انفيــة‪ ،‬وإن (نائــدة)‪ ،‬وإن تقــدمت (إن) فهــي‬
‫شرطية‪ ،‬و(ما) نائدة‪ ،‬و‪{ :‬وإما ختافن من قوم ثيانة}‪.‬‬
‫والثالثة ‪( :‬أن) املفتوحة اخلفيفة فيقـال فيهـا‪ :‬حـرف مصـدري ينصـب املضـارع‪ ،‬ـو‪{ :‬يريـد هللا أن خيفـ عـنكم}‪ .‬وهـي الداثلـة علـى‬
‫املاضي يف و‪ :‬أعجبين أن رمت‪ ،‬ال هريها‪ ،‬ثالفا البن طاهر‪.‬‬
‫ونائدة‪ ،‬يف و‪{ :‬فلما أن جا البشري}‪ ،‬وكذا حيم جا ت بعد (ملا)‪.‬‬
‫ومفسرة يف و‪{ :‬فأوحينا إليه أن ارنع الفل }‪ ،‬وكذل حيم وقعت بعد مجلة فيها معىن القول دون حروفه‪ ،‬ومل تقةن خباف ‪.‬‬
‫فلي‪ .‬منها‪{ :‬وآثر دعواهم أن احلمد هلل} ألن املقدم عليها هري مجلة‪ .‬وال و‪ :‬كتبت إليه أبن أفعل‪ ،‬لدثول اخلاف ‪.‬‬
‫وقول بع العلما يف قوله تعاىل‪{ :‬ما قلت هلم إال ما أمرتين به أن اعبدوا هللا ريب وربكـم}‪ :‬إهنـا مفسـرة‪ ،‬إن محـل علـى أهنـا مفسـرة ل ـ‬
‫{أم ـرتين} دون (قلــت) منــع منــه أنــه ال يصــذ أن يكــون {اعبــدوا هللا ريب وربكــم} مقــوال هلل تعــاىل‪ .‬أو علــى أهنــا مفســرة لـ ـ (قلــت)‪،‬‬
‫فحــروف القــول ابه‪ .‬وجــونه الئخمشــري إن أول (قلــت) أبمــرت‪ .‬وجــون مصــدريتها‪ ،‬علــى أن املصــدر بيــان للهــا ‪ ،‬ال بــدل‪ ،‬ألن تقــدير‬
‫إسقاط الضمري خيلي الصلة من عائد‪.‬‬
‫والصواب العك‪ ،.‬ألن البيان كالصفة‪ ،‬فـال يتبـع الضـمري‪ ،‬والعائـد املقـدر احلـذف موجـود ال معـدوم‪ ،‬وال يصـذ أن يبـدل مـن (مـا) ألن‬
‫العبادة ال يعمل فيها القول‪ .‬نعم جيون إن أول أبمرت‪.‬‬
‫وال ميتنع يف {وأوحى رب إىل النحل أن اختذي}‪ ،‬أن تكون مفسرة‪ ،‬مثلها يف {فأوحينا إليه أن ارنع الفلـ }‪ ،‬ثالفـا ملـن منـع ذلـ‬
‫ألن اإلهلام يف معىن القول‪.‬‬
‫وخمففة من الثقيلة يف‪{ :‬علـم أن سـيكون مـنكم}‪{ ،‬وحسـبوا أن ال تكـون} يف قـرا ة الرفـع‪ .‬وكـذا حيـم وقعـت بعـد علـم‪ ،‬أو ظـن نـئل‬
‫منئلة العلم‪.‬‬
‫الرابعة‪( :‬من) فتكون‪ :‬شرطية‪ ،‬يف و‪{ :‬من يعمل سو جيئ به}‪.‬‬
‫ومورولة‪ ،‬يف و‪{ :‬ومن الناىت من يقول}‪.‬‬
‫واستفهامية‪ ،‬يف و‪{ :‬من بعثنا من مرقدان}‪.‬‬
‫ونكرة موروفة‪ ،‬يف‪ :‬مررت مبن معجب ل ‪ ،‬أي‪ :‬إبنسان معجب ل ‪ .‬وأجان الفارسي أن تقع نكرة اتمة‪ ،‬ومحل عليه قوله‪:‬‬
‫ونعم من هو يف سر وإعالن‬
‫أي‪ :‬ونعم ش صا‪.‬‬
‫النوع اخلام‪.‬‬
‫ما أييت على مخسة أوجه‬

‫وهو شيئان‪ :‬أحد‪،‬ا‪( :‬أي)‪ ،‬فتقع شرطية‪ ،‬و‪{ :‬أميا األجلني قضيت فال عدوان علي}‪.‬‬
‫واستفهامية‪ ،‬و‪{ :‬أيكم نادته هذه إمياان}‪.‬‬
‫ومورلة‪ ،‬ـ ثالفــا لثعلــب ـ ــو‪{ :‬لننــئعن مــن كــل شــيعة أيهــم أشــد} أي‪ :‬الــذي هــو أشــد‪ ،‬قالــه ســيبويه ومــن اتبعــه‪ .‬وقــال مــن رأن أن‬
‫املورولة ال تبىن‪ :‬هي هنا استفهامية مبتدأ‪( ،‬وأشد) ثربه‪.‬‬
‫ودالة على معىن الكمال‪ ،‬فتقع رفة لنكرة‪ ،‬و‪ :‬هذا رجل أي (رجل)‪ ،‬أي هذا رجل كامل يف رفات الرجال‪ .‬وحـاالً للمعرفـة‪ ،‬ـو‪:‬‬
‫مررت بعبد هللا أي رجل‪.‬‬
‫وورلة إىل ندا ما فيه األل والالم‪ ،‬و‪{ :‬اي أيها اإلنسان}‪.‬‬
‫الثانية‪( :‬لو)‪ ،‬فأحد أوجهها أن تكون حرف شرط يف املاضي ـ وهذا هو أهلب أقسامها ‪ -‬فيقال فيها‪ :‬حرف يقتضي امتناع ما يليه‪،‬‬
‫‪ -‬واسـتلئامه لتاليــه‪ ،‬ــو‪{ :‬ولـو شــئنا لرفعنــاه هبـا} فلــو ههنــا دالـة علــى أمـرين‪ :‬أحـد‪،‬ا‪ :‬أن مشــيئة هللا تعــاىل لرفـع هــذا املنســلخ منتفيــة‪،‬‬
‫ويلئم من هذا أن يكون رفعه منتفيا‪ ،‬إذ ال سبب لرفعه إال املشيئة‪ ،‬وقد انتفت‪.‬‬
‫وهذا خبالف‪( :‬لو مل خي هللا مل يعصه)‪ ،‬ألنه ال يلئم من انتقا (مل خي ) انتقا (مل يع() حىت يكون قـد ثـاف وعصـى‪ ،‬وذلـ ألن‬
‫انتفا العصيان له سببان‪ :‬ثوف العقاب‪ ،‬وهي طريق العوام‪ ،‬واإلجالل واإلعظام‪ ،‬وهي طريق اخلواص‪ .‬واملراد أن رهيبا رضي هللا عنـه‬
‫من هذا القسم‪ ،‬وأنه لو قدر ثلوه عن اخلوف مل يقع منه معصية‪ ،‬فكي واخلوف حارل له‪.‬‬
‫ومن هنا يتبني فساد قول املعربني‪ :‬أن (لو) حرف امتناع المتناع‪ .‬والصواب أهنا ال تعرض هلا إىل امتناع اجلواب‪ ،‬وال إىل بوته‪ ،‬وإمنا هلا‬
‫تعرض المتناع الشرط‪ ،‬فإن مل يكن للجواب سبب سون ذل الشرط لئم من انتفائه انتفا ه‪ ،‬و‪ :‬لو كانت الشم‪ .‬طالعة كان النهار‬
‫موجودا‪.‬‬
‫وإن كان له سبب آثر مل يلئم من انتفائـه انتفـا اجلـواب‪ ،‬وال بوتـه‪ ،‬ـو‪ :‬لـو كانـت الشـم‪ .‬طالعـة كـان الضـو موجـودا‪ ،‬ومنـه‪( :‬لـو مل‬
‫خي هللا مل يعصه)‪.‬‬
‫األمــر الثــاين ممــا دلــت عليــه (لــو) يف املثــال املــذكور أن بــوت املشــيئة مســتلئم لثبــوت الرفــع ضــرورة‪ ،‬ألن املشــيئة ســبب‪ ،‬والرفــع مســبب‬
‫وهذان املعنيان قد تضمنتهما العبارة املذكورة‪.‬‬
‫الثاين ‪ :‬أن قد تكون حرف شرط يف املستقبل‪ ،‬فيقال فيها‪ :‬حرف شرط مرادف لـ (إن) إال أهنا ال نئم‪ ،‬كقوله تعاىل‪{ :‬ولي ش الذين‬
‫لو تركوا}‪ .‬أي ‪ :‬إن تركوا‪ ،‬أي‪ :‬شارفوا أن يةكوا‪ .‬وقول الشاعر ‪:‬‬
‫ومن دون رمسينا من األرض سبسب‬ ‫ولو تلتقـي أردا نـا بعد مـوتنا‬
‫لصـوت ردن ليلى يهش ويطـرب‬ ‫لظل ردن رويت وإن كنت رمة‬
‫الثالــم‪ :‬أن تكــون حرفــا مصــدراي مرادفــا ل ـ (أن)‪ ،‬إال أهنــا ال تنصــب‪ ،‬وأكثــر وقوعهــا بعــد (ود) ــو‪{ :‬ودوا لــو تــدهن} أو (يــود) ــو‪:‬‬
‫{يود أحدهم لو يعمر}‪ .‬وأكثرهم ال يثبت هذا القسم‪ ،‬وخيرج ا ية و وها على حذف مفعول الفعل قبلها‪ ،‬واجلواب بعدها‪ ،‬أي‪ :‬يود‬
‫أحدهم التعمري لو يعمر أل سنة لسره ذل ‪.‬‬
‫الرابــع‪ :‬أن تكــون للتمــين مبنئلــة (ليــت)‪ ،‬إال أهنــا ال تنصــب وال ترفــع‪ ،‬ــو‪{ :‬فلــو أن لنــا كــرة}‪ ،‬أي‪ :‬فليــت لنــا كــرة‪ ،‬قيــل‪ :‬وهلــذا نصــب‬
‫(فتكون) يف جواهبا‪ ،‬كما انتصب {فأفون} يف جواب {ليت} يف قوله تعاىل‪{ :‬اي ليتين كنت معهـم فـأفون}‪ .‬وال دليـل يف هـذا‪ ،‬جلـوان‬
‫أن يكون النصب يف {فأفون} مثله يف قوله‪:‬‬
‫أحب إس من لب‪ .‬الشفوف‬ ‫ولب‪ .‬عبا ة وتقر عيين‬
‫وقوله تعاىل‪{ :‬أو يرسل رسوال}‪.‬‬
‫اخلام‪ :.‬أن تكون للعرض‪ ،‬و‪ :‬لو تنئل عندان فتصيب راحة‪ ،‬ذكره يف (التسهيل)‪.‬‬
‫وذكر هلا ابن هشام الل مي معىن آثر‪ ،‬وهو أن تكون للتقليل‪ ،‬و‪(( :‬تصدقوا ولو بظل حمر ))‪(( ،‬واتقوا النار ولو بشق مترة))‪.‬‬

‫النوع السادىت‬
‫ما أييت علي سبعة أوجه‬
‫وهو‪( :‬قد)‪ ،‬فأحد أوجهها‪ :‬أن تكون امسا مبعىن‪( :‬حسب)‪ ،‬فيقال‪ :‬قدي ب ري نون كما يقال‪ :‬حسيب‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أن تكون اسم فعل مبعىن‪ :‬يكفي‪ ،‬فيقال‪ :‬قدين‪ ،‬كما يقال‪ :‬يكفيين‪.‬‬
‫الثالم‪ :‬أن تكون حرف حتقيق‪ ،‬فتدثل على املاضي‪ ،‬و‪{ :‬قد أفلذ من نكاها}‪ ،‬وعلى املضارع‪ ،‬و‪{ :‬قد يعلم ما أنتم عليه}‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن تكون حرف توقع‪ ،‬فتدثل عليهما أيضـا‪ .‬فتقـول‪ :‬قـد خيـرج نيـد‪ ،‬فتـدل علـى أن اخلـروج منتظـر متوقـع‪ .‬ونعـم بعضـهم أهنـا ال‬
‫تكون للتوقع مع املاضي‪ ،‬ألن التوقع انتظار الوقوع‪ ،‬واملاضي قد وقع‪ .‬وقال الذين أ بتوا معىن التوقع مع املاضي‪ :‬إهنا تدل على أنه كان‬
‫منتظرا‪ ،‬تقول‪ :‬قد ركب األمري‪ ،‬لقوم ينتظرون هذا اخلرب‪ ،‬ويتوقعون الفعل‪.‬‬
‫اخلام‪ :.‬تقريب املاضي من احلال‪ ،‬وهلذا تلئم (قد) مع املاضي الواقـع حـاال‪ ،‬إمـا ظـاهرة‪ ،‬ـو‪{ :‬وقـد فصـل لكـم مـا حـرم علـيكم}‪ .‬أو‬
‫مقدرة‪ ،‬و‪{ :‬هذه بضاعتنا ردت إلينا}‪.‬‬
‫وقال ابن عصفور‪ :‬إذا أجبت القسم مباض مثبت متصرف فإن كان قريبا من احلال جئت ابلالم وقد‪ ،‬و‪ :‬ابهلل لقد قام نيد‪ ،‬وإن كان‬
‫بعيدا جئت ابلالم فقط كقوله‪:‬‬
‫لناموا فما إن من حديم وال راس‬ ‫حلفت هلا ابهلل حلفة فاجـر‬
‫ونعم الئخمشري ـ عندما تكلم على قوله تعاىل‪{ :‬لقد أرسلنا نوحا} يف سـورة األعـراف ـ أن (قـد) للتوقـع‪ ،‬ألن السـامع يتوقـع اخلـرب عنـد‬
‫مساع املقسم به‪.‬‬
‫السادىت‪ :‬التقليل‪ ،‬وهو ضرابن‪ :‬تقليل وقوع الفعل‪ ،‬و‪ :‬قد يصد الكـذوب‪ ،‬وقـد جيـود الب يـل‪ .‬وتقليـل متعلقـه‪ ،‬ـو‪{ :‬قـد يعلـم مـا‬
‫أنتم عليه} أي‪ :‬أن ما هم عليه هو أقل معلوماته‪.‬‬
‫ونعم بعضهم أهنا يف ذل للتحقيق كما تقدم‪ ،‬وأن التقليل يف املثالني األولني مل يستفد من قد‪ ،‬بل من قول ‪ :‬الب يـل جيـود والكـذوب‬
‫يصد ‪ ،‬فإنه إن مل حيمل على أن ردور ذل من الب يل‪ ،‬والكذوب قليل كان متناقضا‪ ،‬ألن آثر الكالم يدفع أوله‪.‬‬
‫السابع‪ :‬التكثري‪ ،‬قاله سيبويه يف قوله‪:‬‬
‫كأن أ وابه ت بفرراد‬ ‫قد أترك القرن مصفرا أانمله‬
‫وقاله الئخمشري يف قوله تعاىل‪{ :‬قد نرن تقلب وجه }‪.‬‬

‫النوع السابع‬
‫ما أييت على نانية أوجه‬

‫وهو‪( :‬الـواو)‪ ،‬وذلـ أن لنـا واويـن يرتفـع مـا بعـد‪،‬ا‪ ،‬و‪،‬ـا‪ :‬واو االسـتئناف‪ ،‬ـو‪{ :‬لنبـني لكـم ونقـر يف األرحـام}‪ .‬فإهنـا لـو كانـت واو‬
‫العط النتصب الفعل‪.‬‬
‫وواو احلال‪ ،‬وتسمى واو االبتدا أيضا‪ ،‬و‪ :‬جا ين نيد والشم‪ .‬طالعة‪ ،‬وسيبويه يقدرها بـ (إذ)‪.‬‬
‫وواوين ينتصب بعد‪،‬ا‪ ،‬و‪،‬ا‪:‬‬
‫واو املفعول معه‪ ،‬و‪ :‬سرت والنيل‪.‬‬
‫وواو اجلمع الداثلة على املضارع املسبو بنفي‪ ،‬أو طلب‪ ،‬و‪{ :‬وملا يعلم هللا الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين}‪.‬‬
‫وقول أيب األسود‪:‬‬
‫عار علي إذا فعلت عظيم‬ ‫ال تنه عن ثلق و يت مثله‬
‫والكوفيون يسمون هذه واو الصرف‪.‬‬
‫وواوين ينجر ما بعد‪،‬ا‪ ،‬و‪،‬ا‪ :‬واو القسم‪ ،‬و‪{ :‬والتني والئيتون}‪.‬‬
‫وواو (رب) كقوله‪:‬‬
‫إال اليعافري وإال العي‪.‬‬ ‫وبلدة لي‪ .‬هبا أني‪.‬‬
‫وواو يكون ما بعدها على حسب ما قبلها‪ ،‬وهي واو العط ‪.‬‬
‫وواوا يكون دثوهلا يف الكالم ك روجها‪ ،‬وهي واو الئائدة‪ ،‬و‪{ :‬حىت إذا جا وها وفتحت عليها أبواهبا} بدليل ا ية األثرن‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إهنا عاطفة واجلواب حمذوف‪ ،‬والتقدير‪ :‬كان كيت وكيت وقول مجاعة‪ :‬إهنا واو الثمانية‪ ،‬وإن منها {و منهم كلـبهم} ال يرضـاه‬
‫وي‪.‬‬
‫والقول بذل يف هذه ويف {والناهون عن املنكر} أبعد منه يف آية الئمر‪.‬‬
‫والقول به يف { يبات وأبكارا} ظاهر الفساد‪.‬‬

‫النوع الثامن‬
‫ما أييت على ا ين عشر وجها‬

‫وهو‪( :‬ما) فإهنا على ضربني‪ :‬امسية‪ ،‬وأوجهها سبعة‪ :‬معرفة اتمة‪ ،‬و‪{ :‬فنعما هي}‪ ،‬أي فنعم الشي إبدا ها‪.‬‬
‫ومعرفة انقصة‪ ،‬وهي املورولة‪ ،‬و‪{ :‬ما عند هللا ثري من اللهو ومن التجارة}‪ .‬أي‪ :‬الذي عند هللا ثري‪.‬‬
‫وشرطية‪ ،‬و‪{ :‬وما تفعلوا من ثري يعلمه هللا}‪.‬‬
‫واستفهامية‪ ،‬و‪{ :‬وما تل بيمين اي موسى}‪.‬‬
‫وجيب حذف ألفها إذا كانت رورة‪ ،‬و‪{ :‬عم يتسا لون)‪{ ،‬فناظرة مب يرجـع املرسـلون}‪ ،‬وهلـذا رد الكسـائي علـى املفسـرين قـوهلم يف‬
‫{مبا هفر س ريب}‪ :‬إهنا استفهامية‪.‬‬
‫وإمنا جان و‪( :‬ملاذا فعلت)ن ألن ألفها رارت حشوا ابلةكيب مع (ذا)‪ ،‬فأشبهت املورولة‪.‬‬
‫ونكرة اتمة‪ ،‬وذل يف ال ة مواضع يف كل منها ثالف‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬و‪{ :‬فنعما هي}‪ ،‬و و‪ :‬نعم ما رنعت‪ ،‬أي‪ :‬فنعم شيئا هي‪ ،‬ونعم شيئا شي رنعته‪.‬‬
‫والثــاين‪ :‬قــوهلم‪ :‬إين ممــا أن أفعــل‪ ،‬أي‪ :‬إين خملــو مــن أمــر هــو فعلــي كــذا وكــذا‪ ،‬وذل ـ علــى ســبيل املبال ــة‪ ،‬مثــل قولــه تعــاىل‪{ :‬ثلــق‬
‫اإلنسان من عجل}‪.‬‬
‫والثالم‪ :‬قوهلم يف التعجب‪ :‬ما أحسن نيدا‪ ،‬أي‪ :‬شي حسن نيدا‪ ،‬وهو قول سيبويه‪.‬‬
‫ونكرة موروفة‪ ،‬كقوهلم‪ :‬مررت مبا معجب ل ‪ ،‬أي بشي معجب‪ ،‬ومنه يف قول‪ :‬نعم مـا رـنعت‪ ،‬أي نعـم شـيئا رـنعته‪ ،‬ومـا أحسـن‬
‫نيدا‪ ،‬أي‪ :‬شي موروف أبنه حسن نيدا عظيم‪ ،‬حبذف اخلـرب‪ .‬ونكـرة مورـوف هبـا‪ ،‬ـو‪{ :‬مـثال مـا}‪ ،‬وقـوهلم‪ :‬ألمـر مـا جـدع قصـري‬
‫أنفه‪ ،‬أي‪ :‬مثال ابل ا يف احلقارة‪ ،‬وألمر عظيم‪ ،‬وقيل‪ :‬إن (ما) يف هذه حرف ال موضع هلا‪.‬‬
‫وحرفية‪ ،‬وأوجهها مخسة‪:‬‬
‫انفية‪ ،‬فتعمل يف اجلملة االمسية عمل (لي‪ ).‬يف ل ة احلجانيني‪ ،‬و‪{ :‬ما هذا بشرا}‪.‬‬
‫ومصدرية هري ظرفية‪ ،‬و‪{ :‬مبا نسوا يوم احلساب} أي‪ :‬بنسياهنم إايه‪.‬‬
‫ومصدرية ظرفية‪ ،‬و‪{ :‬مادمت حيا}‪ ،‬أي‪ :‬مدة دوامي حيا‪ .‬وكافة عن العمل‪ ،‬وهي ال ة أقسام‪ :‬كافة عن عمل الرفع‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫ورال على طول الصدود يدوم‬ ‫رددت فأطولت الصدود وقلما‬
‫فـ (قل) فعـل‪ ،‬و(مـا) كافـة عـن طلـب الفاعـل‪ ،‬و(ورـال) فاعـل فعـل حمـذوف يفسـره الفعـل املـذكور‪ ،‬وهـو (يـدوم)‪ ،‬وال يكـون (ورـال)‬
‫مبتدأ‪ ،‬ألن الفعل املكفوف ال يدثل إال على اجلمل الفعلية‪ .‬ومل يك من األفعال إال‪ :‬قل‪ ،‬وطال‪ ،‬وكثر‪.‬‬
‫وكافة عن عمل النصب والرفع‪ ،‬وذل (يف إن) وأثواهتا‪ ،‬و‪{ :‬إمنا هللا إله واحد}‪.‬‬
‫وكافة عن عمل اجلر‪ ،‬و‪{ :‬رمبا يود الذين كفروا} وقوله‪:‬‬
‫كما سي عمرو مل ختنه مضاربه‬
‫(واثتل يف لفظ (ما) التالية (بعد) كقوله‪:‬‬
‫أفنان رأس كال ثام امل ل‪.‬‬ ‫أعالقة أم الوليد بعدما‬
‫فقيل‪ :‬كافة (بعد) عن اإلضافة‪ ،‬وقيل‪ :‬مصدرية‪.‬‬
‫ونائدة‪ ،‬وتسمى هي وهريها من احلروف الئائدة رلة وتوكيدا‪ ،‬ـو‪{ :‬فبمـا رمحـة مـن هللا لنـت هلـم}‪ ،‬و{عمـا قليـل ليصـبحن اندمـني}‪،‬‬
‫أي‪ :‬فربمحة‪ ،‬وعن قليل‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫الباب الرابع‬
‫يف اإلشارات‬
‫إىل عبارات حمررة مستوفاة موجئة‬
‫ينب ي أن تقول يف و‪( :‬ضرب) من (ضرب نيد)‪ :‬أبنه فعل ماض مل يسم فاعله‪ .‬وال تقل‪ :‬مبين ملـا مل يسـم فاعلـه‪ ،‬ملـا فيـه مـن التطويـل‬
‫واخلفا ‪ .‬وأن تقول‪ :‬يف و‪( :‬نيد) ‪ :‬انئب عن الفاعل‪ .‬وال تقل‪ :‬مفعول ملا مل يسم فاعله‪ ،‬خلفائه‪ ،‬وطولـه‪ ،‬ورـدقه علـى ـو‪( :‬در‪،‬ـا)‬
‫من‪( :‬أعطي نيد در‪،‬ا)‪.‬‬
‫وأن تقول يف (قد)‪ :‬حرف لتقليل نمن املاضي‪ ،‬وحدث املضارع‪ ،‬ولتحقيق حد يهما‪.‬‬
‫ويف (لن)‪ :‬حرف نصب‪ ،‬ونفي‪ ،‬واستقبال‪.‬‬
‫ويف (مل)‪ :‬حرف جئم لنفي املضارع‪ ،‬وقلبه ماضيا‪.‬‬
‫ويف (أما)‪ :‬املفتوحة املشددة‪ :‬حرف شرط‪ ،‬وتفصيل‪ ،‬وتوكيد‪.‬‬
‫ويف (أن)‪ :‬حرف مصدري ينصب املضارع‪.‬‬
‫ويف الفا اليت بعد الشرط‪ :‬رابطة (جلواب) الشرط وال تقل‪ :‬جواب الشرط كما يقولون‪ ،‬ألن اجلواب اجلملة أبسرها‪ ،‬ال الفا وحدها‪.‬‬
‫ويف ــو‪( :‬نيــد) مــن (جلســت أمــام نيــد)‪ :‬خمفــوض ابإلضــافة‪ ،‬أو ابملضــاف‪ .‬وال تقــل‪ :‬خمفــوض ابلظــرف‪ ،‬ألن املقتضــي لل ف ـ هــو‬
‫اإلضافة‪ ،‬أو املضاف من حيم هو مضاف‪ ،‬ال املضاف من حيم هو ظرف‪ ،‬بدليل‪ :‬هالم نيد‪ ،‬وإكرام عمرو‪.‬‬
‫ويف الفا يف و‪{ :‬فصل لرب وا ر}‪ :‬فا السببية‪ ،‬وال تقل‪ :‬فا العط ‪ ،‬ألنه ال جيون‪ ،‬أو ال حيسن عطـ الطلـب علـى اخلـرب‪ ،‬وال‬
‫العك‪..‬‬
‫وأن تقول يف الواو العاطفة‪ :‬حرف عط جملرد اجلمع‪.‬‬
‫ويف (حىت)‪ :‬حرف عط للجمع‪ ،‬وال اية‪.‬‬
‫ويف (مث)‪ :‬حرف عط للةتيب‪ ،‬واملهلة‪.‬‬
‫ويف (الفا )‪ :‬حرف عط للةتيب‪ ،‬والتعقيب‪.‬‬
‫وإذا اثتصــرت فــيهن‪( :‬فقــل) عــاط ومعطــوف‪ ،‬كمــل تقــول‪( :‬يف ــو بســم هللا) جــار و ــرور‪ .‬وكــذل إذا اثتصــرت يف ــو‪{ :‬لــن‬
‫نربح} وأن نفعل‪( ،‬فقل)‪ :‬انرب ومنصوب‪.‬‬
‫وأن تقــول يف (إن) املكســورة‪ :‬حــرف توكيــد ينصــب االســم ويرفــع اخلــرب‪ ،‬وتئيــد يف (أن) املفتوحــة فتقــول‪ :‬حــرف توكيــد مصــدري ينصــب‬
‫االسم ويرفع اخلرب‪.‬‬
‫واعلم أنه يعاب على الناشئ يف رناعة اإلعراب أن يـذكر فعـال وال يبحـم عـن فاعلـه‪ ،‬أو مبتـدأ‪ ،‬وال يـتفح( عـن ثـربه‪ ،‬أو ظرفـا‪ ،‬أو‬
‫رورا وال ينبه على متعلقه‪ ،‬أو مجلة‪ ،‬وال يذكر أهلا حمل أم ال‪ ،‬أو موروال وال يبني رلته وعائده‪.‬‬
‫وأن يقتصــر يف إعـراب االســم مــن ــو‪( :‬قــام ذا)‪ ،‬أو (قــام الــذي) علــى أن يقــول‪ :‬اســم إشــارة‪ ،‬أو اســم مورــول‪ ،‬فــإن ذلـ ال يقتضــي‬
‫إعرااب‪ .‬والصواب أن يقال‪ :‬فاعل وهو اسم إشارة‪ ،‬أو وهو اسم مورول‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬ال فائدة يف قوله يف و (ذا)‪ :‬إنه اسم إشارة‪ ،‬خبالف قوله يف (الذي)‪ :‬إنه اسم مورول‪ ،‬فإن فيه تنبيها على مـا يفتقـر إليـه‬
‫من الصلة والعائد‪ ،‬ليطلبهما املعرب‪ ،‬وليعلم أن اجلملة= الصلة ال حمل هلا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بلى فيه فائدة‪ ،‬وهي التنبيه إىل أن ما يلحقه من الكاف حرف ثطاب‪ ،‬ال اسم مضاف إليه‪ ،‬وإىل أن االسم الذي بعد (ذا) يف‬
‫و قول ‪ :‬جـا ين هـذا الرجـل‪ ،‬نعـت‪ ،‬أو عطـ بيـان علـى اخلـالف يف املعـرف أبل الواقـع بعـد اسـم اإلشـارة‪ ،‬وبعـد (أيهـا) يف ـو‪ :‬اي‬
‫أيها الرجل‪.‬‬
‫وممــا ال ينبــين عليــه إعـراب أن يقــول‪ :‬يف (هــالم)‪ ،‬مــن ــو‪( :‬هــالم نيــد) مضــاف‪ ،‬فــإن املضــاف لــي‪ .‬لــه إعـراب مســتقر‪ ،‬كمــا للفاعــل‪،‬‬
‫و ــوه‪ .‬وإمنــا إعرابــه حبســب مــا يــدثل عليــه‪ .‬فالص ـواب أن يقــال‪ :‬فاعــل أو مفعــول‪ ،‬و ــو ذل ـ ‪ .‬خبــالف املضــاف إليــه‪ ،‬فــإن لــه إع ـرااب‬
‫مستقر‪ ،‬وهو اجلر‪ ،‬فإذا قيل‪ :‬مضاف إليه علم أنه رور‪.‬‬
‫وينب ـي أن يتجنــب امل عــرب أن يقــول يف حــرف يف كتـاب هللا تعــاىل‪ :‬إنــه نائــد‪ ،‬ألنــه يســبق إىل األذهـان أن الئائــد هــو الــذي ال معــىن لــه‪،‬‬
‫وكالم هللا ـ سبحانه منئه عن ذل ‪.‬‬
‫وقد وقع هذا الوهم لإل مام ف ر الدين‪ ،‬فقال‪( :‬ا ققون على أن املهمل ال يقع يف كالم هللا سبحانه‪ ،‬فأمـا (مـا) يف قولـه تعـاىل‪{ :‬فبمـا‬
‫رمحة} فيمكن أن تكون استفهامية للتعجب‪ ،‬والتقدير‪ :‬فبأي رمحةن) انتهى‪.‬‬
‫والئائد عند النحويني معناه‪ :‬الذي مل يخت به إال جملرد التقوية‪ ،‬والتوكيد‪ ،‬ال املهمل‪.‬‬
‫والتوجيه املذكور يف ا ية ابطل ألمرين‪ :‬أحد‪،‬ا‪ :‬أن (ما) االستفهامية إذا ثفضت وجب حذف ألفها و‪} :‬عم يتسا لون}‪.‬‬
‫الثــاين‪:‬أن ثف ـ {رمحــة} حينئــذ يشــكل‪ ،‬ألنــه ال يكــون ابإلضــافة‪ ،‬إذ لــي‪ .‬يف أمســا االســتفهام مــا يضــاف إال (أي) عنــد اجلميــع‪،‬‬
‫و(كم) عند الئجاج‪ ،‬وال ابإلبدال من (ما) ألن املبدل من اسم االستفهام‪ ،‬البد أن يقرن هبمئة االستفهام‪ ،‬ـو‪ :‬كيـ أنـت‪ ،‬أرـحيذ‬
‫أم ســقيمن وال رــفة أل ن (مــا) ال تورـ إذا كانــت شــرطية‪ ،‬أو اســتفهامية‪ .‬وال بيــاان ألن مــا ال يورـ ال يعطـ عليــه عطـ البيــان‬
‫كاملضمرات‪.‬‬
‫وكثري من املتقدمني يسمون الئائد رلة ‪ . .‬وبعضهم يسـميه مخكـدا‪ ،‬وبعضـهم يسـميه مخكـدا‪ ،‬وبعضـهم يسـميه ل ـوا‪ ،‬لكـن اجتنـاب هـذه‬
‫العبارة يف التنئيل واجب‪.‬‬
‫ويف هذا القدر كفاية ملن مله‪.‬‬
‫كتب يف ‪ 10‬شهر رجب من شهور سنة ‪.971‬‬

Anda mungkin juga menyukai