Anda di halaman 1dari 16

‫تحديات التنظيم والتشريع الخاص بوسائل االتصال الجديدة في العالم العربي‬

‫اعداد‪:‬‬

‫د‪ .‬منى االشقر جبور‬

‫أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية واالدارية‬

‫منسقة المرصد العربي للسالمة واالمن في الفضاء السيبراني‬

‫‪Maj_aj@hotmail.com‬‬

‫مقدمة‬

‫تعتمد الحكومات المختلفة‪ ،‬حول العالم‪ ،‬كما الشركات الكبرى‪ ،‬والقطاعات االقتصادية والمالية‪ ،‬والمنظمات‬
‫الدولية‪ ،‬بكافة انواعها‪ ،‬على انظمة المعلومات‪ ،‬ليس فقط في الشؤون االدارية اليومية‪ ،‬وانما ايضا في اتخاذ‬
‫القرارات‪ ،‬ما يجعل‪ ،‬نوعية اداء هذه االنظمة‪ ،‬ومصداقيتها‪ ،‬وسالمة البيانات‪ ،‬التي تعالجها وتخزنها‪ ،‬العمود‬
‫الفقري‪ ،‬لحركة القطاعات المهنية واالدارية‪ ،‬بكافة انواعها‪ .‬اال ان ذلك يعني‪ ،‬شلال‪ ،‬او عجزا مؤقتا عن‬
‫الحركة‪ ،‬أو اضرارا بالغة‪ ،‬في كل مرة‪ ،‬توجه فيها ضربات الى هذه االنظمة‪ ،‬سواء عبر سرقة البيانات‪ ،‬او‬
‫عرقلة انسيابها‪ ،‬أو تشويهها‪ ،‬او اي اختراق‪ ،‬يؤدي الى العبث بها وبمصداقيتها‪ ،‬وبحركة الوصول اليها‪.‬‬

‫وعلى مستوى مواز‪ ،‬يرتبط استخدام االنظمة‪ ،‬بعوامل عديدة‪ ،‬ال توحي بالثقة في استخدام تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وليس أقلها‪ :‬اللجوء الى اخفاء الهوية‪ ،‬والمعلومات الشخصية‪ ،‬والتعقيدات التقنية‪،‬‬
‫واختالف االنظمة القانونية‪ ،‬وغياب حماية فاعلة لمستخدم االنترنت‪ ،‬كما للمستهلك‪ ،‬وللبيانات‪.‬‬

‫واذا كانت التقنية‪ ،‬والهندسة‪ ،‬والرقمنة‪ ،‬تتحكم بتوسع تقنيات المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وبالولوج الى الفضاء‬
‫السيبيري‪ ،‬ورسم حدوده‪ ،‬اال ان هذه التقنية‪ ،‬ليست قادرة‪ ،‬على ضبط التصرف االنساني‪ ،‬وتأمين سالمة‬
‫االفراد‪ ،‬والمؤسسات والدول‪ ،‬التي اصبحت‪ ،‬اكثر اعتمادا على هذه التقنيات‪ ،‬لدرجة‪ ،‬استدعت دق ناقوس‬
‫الخطر‪ ،‬من قبل اكثر الدول تقدما‪ ،‬وعلى اكثر من منبر عالمي‪ ،‬للفت االنتباه الى هشاشة الوضع‪ ،‬وحجم‬
‫المخاطر‪ ،‬التي يرتبها هذا االمر‪.‬‬

‫وفي هذا المجال‪ ،‬يؤكد االتحاد الدولي لالتصاالت‪ ،‬على حتمية االمن السيبراني‪ ،‬ويخصه بجزء اساسي في‬
‫برامجه‪ ،‬وخطط عمله المختلفة‪ ،‬بما يتيح العمل الجدي‪ ،‬على تحقيق نمو اقتصادي سليم‪ ،‬وبما يسمح بمواجهة‬
‫التهديد المتزايد المن الفضاء السيبيري‪ ،‬والذي اصبح يجاور‪ ،‬برأي العديدين‪ ،‬تهديد السالم العالمي‪ .‬فالى‬
‫جانب سيناريو هجمة سيبرانية على مثال بيرل هاربور‪ ،‬يبقى السيناريو الذي تخيله حمدون توريه‪( 1‬االمين‬
‫العام لالتحاد الدولي لالتصاالت)‪ ،‬حول النتائج الكارثية‪ ،‬التي يمكن ان تتجسد فيها التهديدات‪ ،‬افضل ما يمكن‬
‫ان يعبر‪ ،‬عن جدية االمر‪ ،‬والحاجة الى العمل‪ ،‬لتحقيق هذا االمن‪ ،‬السيما وان كلفة انتظار وقوع الكارثة‪،‬‬
‫يجعل نتائجها اكثر دراماتيكية‪.‬‬

‫بين االمن القومي وامن الفضاء السيبراني‬

‫يعطى االمن‪ ،‬تعري فات عديدة‪ ،‬تنطلق من االمكانات العسكرية‪ ،‬مرورا بالحفاظ على استقرار النظام‪ ،‬وصوال‬
‫الى حماية القيم الجوهرية لمجتمع ما‪ .‬لكن‪ ،‬وبغض النظر‪ ،‬عن تقارب او اختالف النظرات الفلسفية والسياسية‬
‫الى الموضوع‪ ،‬فان الراسخ‪ ،‬هو ان االمن في وقتنا الحاضر‪ ،‬لم يعد مرتبطا فقط بحق الدولة الحصري‪ ،‬في‬
‫اللجوء الى استخدام القوة‪ ،‬داخل اراضيها‪ ،‬أو في استخدامها القوة للدفاع عن اراضيها‪ ،‬ضد المخاطر‬
‫الخارجية‪ .‬فمع تحول االنظمة‪ ،‬وتغير انماط الحروب‪ ،‬وموازين القوى‪ ،‬وتطور مفهوم دور الدولة‪ ،‬اصبح‬
‫الحديث عن االمن‪ ،‬اكثر ارتباطا‪ ،‬باالمن االنساني واالجتماعي‪ .‬وال بد من االشارة هنا‪ ،‬الى الرأي القائل‪،2‬‬
‫بان المخاطر التي تهدد كيان الدولة‪ ،‬لم تعد خارجية بحت‪ ،‬ال بل انها‪ ،‬غالبا ما تصدر من الخالفات التي يمكن‬
‫ان تحدث‪ ،‬بين المكونات االثنية‪ ،‬والعرقية‪ ،‬والدينية‪ ،‬التي تتألف منها‪ ،‬معظم الدول الناشئة حديثا‪ ،‬السيما‬
‫منها‪ ،‬دول العالم الثالث‪.‬‬

‫في المقابل‪ ،‬حددت التوصية االوروبية الصادرة في العام ‪، 20023‬االمن القومي‪ ،‬بانه‪ ...":‬أمن الدولة‪،‬‬
‫والدفاع‪ ،‬والسالمة العامة‪ ."...،‬وعليه‪ ،‬فاالمن القومي هو جميع االجراءات القانونية‪ ،‬واالدارية‪ ،‬والعسكرية‬
‫واالمنية‪ ،‬التي تهدف الى حماية بلد معين‪ ،‬ضد اي نوع من التهديدات واالخطار‪ ،‬التي يمكن ان تعرض‬
‫سالمة مواطنيه او اراضيه‪ ،‬أوسيادته‪ .‬ويأتي هذا التوجه‪ ،‬منسجما مع تعريف وولفرز لالمن القومي‪،‬‬
‫باعتباره‪ ،‬انعدام التهديد الموجه ضد القيم المكتسبة والراسخة‪ ،‬من ناحية موضوعية‪ ،‬وانعدام الخوف من‬
‫امكانية تعرض هذه القيم للتهديد او الخطر‪ ،‬من ناحية ذاتية‪ ،‬السيما وان تقنيات المعلومات واالتصاالت‪،‬‬

‫‪ - -‬البحث عن السالم السيبراني ‪ "... 2011‬وثيقة صادرة عن االتحاد الدولي لالتصاالت‪ " .‬وهذه الهجمات يمكن‬ ‫‪1‬‬
‫أن تأتي دون مقدمات‪ .‬فالحواسيب والهواتف الخلوية تتوقف عن العمل فجأة كما أن شاشات آالت صرف النقد‬
‫واآلالت المصرفية تنطفئ في وجه العمالء وتتعطل أنظمة مراقبة الحركة الجوية والسكك الحديدية وحركة‬
‫السيارات وتعم فوضى الطرق السريعة والجسور والممرات المائية وتتوقف السلع غير المعمرة بعيدا ً عن السكان‬
‫الجائعين‪ .‬ومع اختفاء الكهرباء تهوي المستشفيات والمساكن والمراكز التجارية بل ومجتمعات بأكملها‬
‫في غياهب الظالم‪ .‬ولن تستطيع السلطات الحكومية معرفة مدى الضرر أو االتصاالت ببقية العالم إلبالغه‬
‫بالكارثة أو حماية مواطنيها الضعفاء من الهجمات التالية‪ .‬وهذه هي المحنة القاسية التي يواجهها مجتمع تعرض‬
‫للشلل بسبب ضياع شبكاته الرقمية في لحظة واحدة‪ .‬وهذا هو التدمير الذي يُمكن أن ينجم عن نوع جديد من‬
‫الحروب هي "الحرب السيبرانية"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Stephen E. Sachs - The Changing Definition of Security - International Relations - Merton College, Oxford‬‬
‫‪Week 5, Michaelmas Term 2003- “In the Third World, the security threats to the state apparatus are far more‬‬
‫‪frequently internal than external, especially given that many decolonized nations were formed containing‬‬
‫‪substantial linguistic, cultural, or ethnic minorities with few ties to the state” .‬‬
‫‪http://www.stevesachs.com/papers/paper_security.html‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- la directive européenne 2002/58/CE, remplacée par la directive 2006/24/CE.‬‬
‫”…‪La sécurité nationale est “… la sûreté de l’état, la défense, et la sécurité publique‬‬
‫رفعت منسوب الخطر‪ ،‬عبر اتاحتها‪ ،‬مصادر جديدة‪ ،‬متشعبة ومتعددة‪ ،‬وامكانات هائلة‪ ،‬لتحقيقه‪ ،‬مقابل الحد‬
‫االدنى من المخاطر‪ ،‬في جانب الجهة المعتدية‪.‬‬

‫في هذا االطار‪ ،‬يالحظ اتساع مفهوم االمن القومي‪ ،‬في العصر الحالي‪ ،‬ليشمل السالمة المادية للشخص او‬
‫الوطن‪ ،‬الى جانب االمن االقتصادي‪ ،‬واالمن االجتماعي‪ ،‬واالمن االنساني‪ .‬وما الدليل على ذلك‪ ،‬سوى‬
‫التنسيق المتزايد بين ادارات االمن واالقتصاد‪ ،4‬اضافة الى الترابط الذي يراه قادة العالم بين أمن الفضاء‬
‫السيبيري‪ ،‬واالقتصاد واالمن القومي‪ .‬فقد أعلن الرئيسي االميركي‪ ،‬باراك اوباما‪ ،‬ان امن الفضاء السيبيري‪،‬‬
‫يأتي في مقدمة اهتماماته‪ ،‬معتبرا التهديد اآلتي من الفضاء السيبيري‪ ،‬من أخطر المسائل‪ ،‬التي تطرح على‬
‫المستوى االقتصادي‪ ،‬كما على مستوى االمن القومي‪ ،‬ما دفعه الى تعيين مسؤول عن أمن الفضاء السيبيري‪،‬‬
‫يكون على اتصال وتنسيق دائمين معه‪ ،‬وفي المجلس االقتصادي الوطني‪ .5‬ولم تتأخر االدارة االميركية‪ ،‬عن‬
‫استحداث قيادة عسكرية جديدة‪ ،‬تتولى أمن الفضاء السيبيري‪ .6‬وكان رئيس الوزراء االنكليزي‪ ،‬غوردن‬
‫براون‪ ،‬قد اعلن هو ايضا‪ ،‬عن انشاء وحدة خاصة لمكافحة الجريمة السيبيرانية‪.7‬‬

‫اال ان الرئيس االميركي‪ ،‬حرص في المقابل‪ ،‬على تأكيد التزام ادارته‪ ،‬بحرية االنترنت‪ ،‬وبحرية االتصاالت‪،‬‬
‫معتبرا ان من واجبها‪ ،‬حماية الحريات المدنية‪ ،‬والحق في الخصوصية‪ ،‬والمحافظة عليها‪.‬‬

‫اما على المستوى العربي‪ ،‬وبالرغم من غياب تعريف واضح لالمن القومي‪ ،‬اال ان هنالك محاولة‪ ،‬قامت بها‬
‫االمانة العامة لجامعة الدول العربية‪ ،‬باعدادها دراسة في العام ‪ ،1992‬جاء فيها‪ :‬ان االمن القومي‪ ،‬هو قدرة‬
‫االمة على الدفاع عن أمنها‪ ،‬وحقوقها‪ ،‬وصياغة استقاللها‪ ،‬وسيادتها على اراضيها‪ ،‬وتنمية القدرات‬
‫واالمكانات العربي‪ ،‬في مختلف المجاالت السياسية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والثقافية واالجتماعية‪ ،‬مستندة الى القدرة‬
‫العسكرية والديبلوماسية‪ ،‬آخذة في االعتبار االحتياجات االمنية الوطنية لكل دولة‪ ،‬واالمكانات المتاحة‪،‬‬
‫والمتغيرات الداخلية واالقليمية والدولية‪ ،‬والتي تؤثر على االمن القومي العربي‪.‬‬

‫االبعاد الخاصة باالمن السيبراني‬

‫يطاول االمن السيبيري جميع المسائل االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية والسياسية‪ ،‬واالنسانية‪ ،‬وذلك انطالقا‪ ،‬من‬
‫التعريف المعطى له‪ ،‬على انه قدرة الدولة على حماية مصالحها وشعبها‪ ،‬في مختلف مجاالت حياته اليومية‪،‬‬
‫ومسيرته نحو التقدم‪ ،‬بامان‪ ،‬من جهة اولى‪ ،‬ومن كونه يرتبط ارتباطا وثيقا بسالمة مصادر الثروة في العصر‬
‫الحالي‪ ،‬ونعني بها‪ ،‬البيانات‪ ،‬والمعلومات‪ ،‬والقدرة على االتصال والتواصل‪ ،‬وهي المحور الذي يتكون حوله‬
‫االنتاج‪ ،‬واالبداع‪ ،‬والقدرة على المنافسة‪ ،‬من جهة ثانية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪- l’institution militaire en France loge, le poste de Haut représentant charge de l’intelligence économique (HRIE),‬‬
‫‪responsable de la coordination des réponses gouvernementales en ce domaine, a savoir le secrétariat général de‬‬
‫‪la défense nationale (SGDN).‬‬

‫‪5‬‬
‫‪- Loppsi en France et Cyber-securite aux USA http://www.natchers.com/actualite-2009/8239/loppsi-en-france-et-‬‬
‫‪cyber-securite-aux-usa‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- les USA se dotent d’un commandement militaire pour le cyberspace. …porte parole du pentagone : « les risques‬‬
‫‪lies a la cybersecurite figurent parmi les defis economiques et de securite nationale les plus serieux du XXIe‬‬
‫‪siecle ». http://www.elwatan.com/Les-USA-se-dotent-d-un‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- le cyberspace anglais desormais protégé par d’anciens pirates informtiques. http://techno.branchez-‬‬
‫‪vous.com/actualite/2009/06/le_cyberspace_anglais_desormais‬‬
‫من هنا ال بد من التوقف عند ابعاد االمن‪ ،‬على ان نستعرضها كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬االبعاد االجتماعية‬

‫اذا كان الحق في الولوج الى الشبكة العالمية للمعلومات‪ ،‬كما الوصول الى المعلومات‪ ،‬من الحقوق التي اقرت‬
‫للجميع‪ ،‬دون اي تمييز‪ ،‬فال بد في المقابل‪ ،‬من التزام الجميع‪ ،‬بقواعد سلوك‪ ،‬ال تعرض سالمة الفضاء‬
‫السيبراني‪ .‬وما الحديث عن نشر ثقافة االمن في الفضاء السيبراني‪ ،‬اال مؤشرا الى ضرورة تعاون المجتمع‪،‬‬
‫بكل مكوناته‪ ،‬على تحقيق االمن السيبراني وضمانه‪ .‬ومما ال شك فيه‪ ،‬ان المخاطر السيبرانية‪ ،‬تطاول‬
‫المجتمع ككل‪ ،‬اقله عبر المحتويات غير المشروعة‪ ،‬وغير المرغوب بها‪ ،‬بما تمثله من تاثير سلبي على‬
‫اخالقيات مجتمع معين‪ ،‬وبامكانية تحولها الى ممارسات جرمية‪ .‬اما االمثلة التي تساق هنا فكثيرة‪ ،‬ونذكر‬
‫منها‪ :‬االباحية‪ ،‬والترويج لالتجار بالممنوعات من مخدرات‪ ،‬والدعارة‪ ،‬واالرهاب‪ ،‬والتجنيد لقضايا تمس‬
‫االمن والسالم الدوليين‪ .‬وعليه‪ ،‬ال بد من بناء مجتمع مسؤول‪ ،‬ومدرك لمخاطر الفضاء السيبيراني‪ ،‬قادر على‬
‫التعامل بحد ادنى من قواعد السالمة‪ ،‬مع ادراك للعواقب القانونية‪ ،‬التي يمكن ان تترتب على التصرفات‪،‬‬
‫والتي تعرض سالمة الغير‪ ،‬وسالمة رؤوس االموال وحركتها‪ ،‬للخطر‪.‬‬

‫‪ -‬االبعاد السياسية‬

‫و تؤثر التقنيات‪ ،‬في موازين القوى داخل المجتمع نفسه‪ ،‬حيث اصبح بامكان المواطن‪ ،‬ان يتحول الى العب‬
‫أساسي‪ ،‬في اللعبة السياسية‪ .‬كما اصبح بامكانه االطالع‪ ،‬على خلفيات ومبررات القرارات السياسية‪ ،‬التي‬
‫تتخذها حكومته‪ ،‬عبر الكم الهائل من المعلومات‪ ،‬التي يمكنه الوصول اليها‪ ،‬او الني يمكن ان توزع وتنشر‬
‫على االنترنت‪ ،‬وبقية االجهزة التي توصل بها‪ .‬هذا عدا عن لجوء العديد من رجال الدولة‪ ،‬والعاملين بالشان‬
‫العام‪ ،‬الى استخدام االنترنت‪ ،‬مثال‪ ،‬للوصول الى اكبر شريحة ممكنة من العالم‪ .‬وغني عن البيان‪ ،‬مدى التأثير‬
‫الذي يتركه هذا االمر‪ ،‬بغض النظرعن صحة السياسات‪ ،‬والمبادىء والمواقف‪ ،‬التي يروج لها‪ .‬فقد استخدم‬
‫اوباما‪ ،‬مثال‪ ،‬الشبكات االجتماعية بشكل كثيف‪ ،‬خالل حملته االنتخابية‪.‬‬

‫‪ -‬االبعاد االقتصادية‬

‫يرتبط االمن السيبيراني‪ ،‬ارتباطا وثيقا باالقتصاد‪ .‬فالتالزم واضح‪ ،‬بين اقتصاد المعرفة وتوسع استخدام‬
‫تقنيات المعلومات واالتصاالت‪ ،‬كما بالقيمة التي تمثلها البيانات والمعلومات المتداولة‪ ،‬والمخزنة‪،‬‬
‫والمستخدمة‪ ،‬على كل المستويات‪ .‬كذلك‪ ،‬تتيح تقنيات المعلومات واالتصاالت‪ ،‬تعزيز التنمية االقتصادية‬
‫لبلدان كثيرة‪ ،‬عبر افادتها‪ ،‬من فرص االستخدام‪ ،‬التي تقدمها الشركات الدولية‪ ،‬والشركات الكبرى‪ ،‬التي‬
‫تبحث عن ادارة كلفة انتاجها‪ ،‬بافضل الشروط‪ .‬اال ان هذا التواصل‪ ،‬يطرح مسائل مختلفة‪ ،‬سواء منها ما‬
‫يتعلق بحماية مقدم الخدمة‪ ،‬والعمل‪ ،‬كما يطرح مسالة حماية المستهلك على االنترنت‪.‬‬

‫واالمن السيبراني‪ ،‬يضمن ركون الجمهور‪ ،‬الى الخدمات التي تقدم بواسطة تقنيات المعلومات واالتصاالت‪،‬‬
‫كما يضمن االقبال عليها‪ ،‬بما يترجم عمليا‪ ،‬بتطوير اسس اقتصاد سليم‪ .‬ولعل الدليل االوضح‪ ،‬على هذه‬
‫القيمة‪ ،‬هو استهداف هذه المعلومات‪ ،‬منذ القديم‪ ،‬سواء من خالل عمليات التجسس الصناعي والعسكري‪ ،‬او‬
‫من خالل االعتداء على الملكية الفكرية‪ .‬هذا عدا عن التأثيرات المالية السلبية التي يتركها‪ ،‬االعتداء على‬
‫انظمة المعلومات‪ ،‬وتعطيلها‪ ،‬كما سرقة نتائج ابحاث‪ ،‬او غيرها من معلومات‪ .‬ويربط المسؤولون عن‬
‫مقدرات الحكومات‪ ،‬وسياساتها‪ ،‬بين االمن والنمو االقتصادي‪ ،‬بشكل واضح‪.8‬‬

‫اال ان االبعاد االقتصادية‪ ،‬يمكن ان تتجاوز خسائر عدم استخدام تقنيات االتصاالت والمعلومات‪ ،‬الى خسائر‬
‫تقدر بمليارات الدوالرات‪ ،‬على غرار ما حصل‪ ،‬نتيجة تفشي فيروس الحب‪ ،‬كما اطلق عليه‪ ،‬والذي انطلق‬
‫من الفيليبين‪ ،‬في العام ‪.2000‬‬

‫‪ -‬االبعاد القانونية‬

‫يرتب النشاط الفردي والمؤسساتي والحكومي‪ ،‬في الفضاء السيبراني‪ ،‬نتائج قانونية‪ ،‬وموجبات‪ ،‬تستدعي‬
‫اهتماما‪ ،‬لجهة ايجاد القواعد الخاصة‪ ،‬بحل النزاعات التي يمكن ان تنشأ عنا‪ .‬ومما ال شك فيه‪ ،‬ان من واجب‬
‫الدول‪ ،‬مراعاة الحقوق التقليدية والمستجدة‪ ،‬كالحق في النفاذ الى الشبكة العالمية للمعلومات‪ ،‬وذلك‪ ،‬عبر‬
‫تأمين البنى التحتية الالزمة‪ .‬كما ان من واجبها‪ ،‬تأمين حماية هذه البنى وضمان أمنها‪ ،‬لما يتصل بها من‬
‫مصالح حيوية‪ .‬اال انه ال بد في المقابل‪ ،‬من حماية حقوق االفراد‪ ،‬واحترام حرياتهم‪ ،‬بما يضمن عدم التعرض‬
‫لهم‪ ،‬ولخصوصيتهم‪ ،‬دون مسوغ شرعي‪.‬‬

‫المشكالت التي يواجهها العالم العربي‬

‫اذا اخذنا طبيعة المخاطر والتهديدات‪ ،‬وابعاد االمن السيبراني‪ ،‬بعين االعتبار‪ ،‬يمكن ترتيب المشكالت التي‬
‫يواجهها العالم العربي‪ ،‬تحت عناوين ابرزها‪ ،‬الجوانب التقنية‪ ،‬الجوانب التنظيمية والقانونية‪ ،‬الجوانب‬
‫التنظيمية والهيكلية‪ ،‬الجوانب االنسانية‪.‬‬

‫‪ -‬قصور الحلول التقنية‬

‫يفتقر العالم عامة‪ ،‬الى حلول تقنية فاعلة‪ ،‬تضمن االمن السيبراني‪ ،‬وينطبق ذلك‪ ،‬على العالم العربي ايضا‪.‬‬
‫ويعود ذلك السباب عديدة ‪ ،‬ياتي في عدادها‪:‬‬

‫انها تتبع بروز المشكلة‪ ،‬وبالتالي فهي رد محدود بمسألة معينة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انها ال تستطيع مواكبة الدينامية التي توجدها‪ ،‬كما ال تستطيع مواكبة التحوالت المستمرة في طبيعة‬ ‫‪-‬‬
‫المخاطر‪.‬‬
‫مهارات المتسللين الى االنظمة والمخربين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاجة االجراءات االمنية نفسها الى حماية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعدد الجهات المعنية باالمن السيبراني (تقنيين‪ ،‬مستثمرين‪ ،‬عمالء‪ ،‬مهندسين‪ ،‬مطوري برامج‬ ‫‪-‬‬
‫وتطبيقات‪ ،)...‬وانعكاس ذلك‪ ،‬تعقيدات على مستوى الرؤية‪ ،‬والفهم الجامع للمخاطر‪ ،‬كما للتدابير‬
‫المفروض اتخاذها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪- Senators Unveil Major Cybersecurity Bill Measure Would Update FISMA, Encourage Sharing of Cyber threats‬‬
‫‪By Eric Chabrow, February 14, 2012. “Sen. Susan Collins, R-Maine, one of the bill's sponsors, said in a Senate‬‬
‫"‪speech. "The threat is not just to our national security, but also to our economic well-being.‬‬
‫‪http://www.govinfosecurity.com/articles.php?art_id=4506&opg=1‬‬
‫‪ -‬انها تؤمن حماية محدودة في الموضوع وفي الزمان‪.‬‬
‫‪ -‬الخلل العضوي الذي يطال البرمجيات والتجهيزات على السواء‪ ،‬والذي يشكل نقاط ضعف يمكن‬
‫استغاللها بسهولة من قبل الخبراء‪ ،‬في خرق االنظمة المعلوماتية‪.‬‬

‫من هنا القول‪ ،‬ان الركون الى الحلول التقنية‪ ،‬هو ركون الى المجهول‪ ،‬السيما مع صعوبة التحكم بهذه‬
‫التقنيات‪ ،‬ومع االعطال التي يمكن ان تطرأ عليها‪ ،‬هذا عدا عن العيوب الخفية التي تعتريها‪ ،‬والتي ال‬
‫يمكن اكتشافها‪ ،‬اال بعد وضعها قيد العمل‪ .‬ويأتي في هذا السياق‪ ،‬ما توفره من امكانيات الحركة‪ ،‬بطريقة‬
‫سرية‪ ،‬وان بدرجة نسبية‪ .‬اال ان هذا ال يعني عدم االلتفات الى تطوير آليات الحماية التقنية‪ ،‬واالستعانة‬
‫بالبرامج والتطبيقات الخاصة‪ ،‬بمنع الولوج الى البنى التحتية‪ ،‬والى االنظمة المعلوماتية‪ ،‬لمن ليس له‬
‫الحق في ذلك‪ .‬وتتوزع التدابير التقنية‪ ،‬على ادارة الهوية االلكترونية‪ ،‬واستخدام برامج الحماية من‬
‫الفيروسات‪ ،‬وبروتوكوالت التشفير‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫كذلك‪ ،‬وبالرغم من انشاء عدد من مراكز االستجابة لطوارىء االنترنت‪ ،‬في بعض البلدان العربية‪ ،‬كقطر عام‬
‫‪ ،2006‬وتونس ‪ ،2005‬واالمارات‪ ،‬والسعودية‪ ،‬ومصر‪ 2010‬والمغرب‪ ،‬فان بعضها ما زال غير فاعل‪،‬‬
‫بشكل كاف‪.‬‬

‫‪ -‬نقص وعدم وضوح في البيئة التشريعية‬

‫يشهد االطار التنظيمي والقانوني‪ ،‬الحالي للفضاء السيبراني ‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬حالة من انعدام الوضوح‪،‬‬
‫والشرذمة‪ ،‬ما يؤشر الى غياب الوعي‪ ،‬وعدم توفر القدرة‪ ،‬احيانا كثيرة‪ ،‬لدى اصحاب القرار والسلطة للعمل‬
‫معا‪ ،‬على وضع االطار المالئم لطبيعة هذا الفضاء‪ ،‬وللمسائل المستجدة التي يطرحها‪ ،‬وليس اقلها‪ ،‬ايجاد‬
‫اطار تنظيمي – قانوني‪ -‬قضائي‪ ،‬يتصف بدينامية‪ ،‬تسمح بمواكبة طبيعة وخصائص التهديدات‪ ،‬واالخطار‪،‬‬
‫والعالقات القانونية‪ ،‬التي تتصل بممارسات النشاط االنساني‪ ،‬في الفضاء السيبيري‪.‬‬

‫فال بد للقوانين ان تحوي قواعد ملزمة‪ ،‬ورادعة‪ ،‬تطال فيما تطال‪ ،‬ليس فقط اقرار عقوبات واصول محاكمات‬
‫وتحقيق خاصة‪ ،‬بل أيضا‪ ،‬مجموعة من االلتزامات القانونية الخاصة باالمن‪ ،‬كاعتماد المقاييس والمعايير‬
‫الدولية‪ ،‬الصادرة عن المنظمات والهيئات الدولية المتخصصة‪ ،‬في كل ما يتعلق بحماية االنظمة المعلوماتية‪،‬‬
‫والبنى التحتية‪ ،‬والبيانات والمعلومات الحساسة‪ .‬يضاف اليها‪ ،‬اتخاذ االحتياطات الالزمة‪ ،‬لدفع المسؤولية في‬
‫حال وقوع اضرار‪ ،‬ناتجة عن نقاط ضعف في البرامج واالنظمة واالجهزة‪ .‬اال ان التشريعات العربية‪ ،‬التي‬
‫ترعى المسائل المتصلة باالمن والسالمة في الفضاء السيبراني‪ ،‬ال تتجاوب وما تقدم‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬يالحظ وجود ثغرات تشريعية في االنظمة القانونية العربية‪ ،‬لجهة المواضيع التي تتصل بتحقيق االمن‬
‫والثقة في الفضاء السيبراني‪ .‬ويعود ذلك‪ ،‬الى غياب تشريعي كامل لبعض المواضيع‪ ،‬واللجوء الى تطبيق‬
‫القوانين التقليدية في مواضيع اخرى‪ ،‬اضافة الى تعارض بعض ما اقر من تشريعات‪ ،‬مع االرشادات العالمية‬
‫او الممارسات الفضلى‪ ،‬التي تتولى المنظمات الدولية اصدارها‪.‬‬
‫واستنادا الى التعريف المعطى الدارة االنترنت‪ ،9‬في اعمال القمة العالمية لمجتمع المعلومات‪ ،‬المنعقدة في‬
‫تونس‪ -‬على انها تطوير وتطبيق المبادىء المشتركة‪ ،‬والمعايير‪ ،‬والقواعد‪ ،‬واصول اتخاذ القرارات‪،‬‬
‫والبرامج التي تساعد في تشكيل وتطوير استخدام االنترنت‪ ،‬وذلك بالتعاون بين الحكومات‪ ،‬والقطاع الخاص‪،‬‬
‫والمجتمع‪ ،‬كل بحسب دوره‪ -‬نالحظ غيابا شبه كلي‪ ،‬لهذا التعاون في العالم العربي‪ ،‬بالرغم من بروز العديد‬
‫من الهيئات المدنية‪ ،‬التي تعنى بامور االنترنت‪ ،‬وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وبالرغم من مبادرات‬
‫عديدة من قبل القطاع الخاص‪ .‬فالمشترع العربي‪ ،‬عامة‪ ،‬ما زال يميل الى العمل منفردا‪ ،‬والى ممارسة دوره‬
‫في هذا المجال‪ ،‬دون الرجوع الى المعنيين والمهنيين‪ .‬ونورد هنا على سبيل المثال‪ :‬قانون تنظيم االعالم‬
‫االلكتروني‪ ،‬الذي طرحه وزير االعالم اللبناني‪ ،‬والذي اثار حركة احتجاجات قوية‪ ،‬ليس فقط لخروجه على‬
‫مبادىء قانونية اساسية‪ ،‬كاحترام مبدا تراتبية القوانين‪ ،‬حين اعتمد تكبيل الحريات خالفا للدستور‪ ،‬واعطى‬
‫وزيرا حق الحد منها‪ ،‬بل ايضا‪ ،‬من خالل تجاهله الكلي‪ ،‬الستطالع آراء العاملين‪ ،‬والناشطين في القطاع‪.10‬‬

‫على مستوى متصل‪ ،‬تتوزع المسائل التي ال بد من ايجاد االطار القانوني لها‪ ،‬على محاور‪ ،‬تطاول فيما‬
‫تطاول‪ :‬اسماء النطاقات‪ ،‬الفجوة الرقمية‪ ،‬حماية المعلومات الشخصية‪ ،‬الحق في الخصوصية‪ ،‬تنظيم التجارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬االمن والسالمة في الفضاء السيبراني ‪ ،‬حرية التعبير‪ ،‬بناء القدرات‪ ،‬مكافحة الجريمة‬
‫االلكترونية‪ ،‬تطوير مجتمع المعلومات‪ ،‬الحكومة االلكترونية‪ ،‬وغيرها‪ .‬وكل ما تقدم‪ ،‬مسائل ال بد من اخذها‬
‫بعين االعتبار‪ ،‬لدى وضع االطر التشريعية والتنظيمية‪ ،‬المالئمة لمجتمع المعلومات‪ ،‬فاين عالمنا العربي من‬
‫ذلك؟‬

‫لكن‪ ،‬قبل استعراض االطار التشريعي والتنظيمي في البلدان العربية‪ ،‬وبغض النظر عن كيفية التطبيق ومدى‬
‫صحته‪ ،‬ال بد من االشارة الى تميز تونس‪ ،‬كبلد عربي رائد‪ ،‬على مستوى اقرار تشريعات مجتمع المعلومات‪،‬‬
‫وذلك من خالل سلسلة من القوانين‪ ،‬والمراسيم والقرارات‪ ،‬التي تتناول اوجه استخدام االنترنت كافة ‪،‬‬
‫والحقوق المتصلة بها‪ ،‬وذلك منذ العام ‪ ،111990‬حين اقرت مرسوما يحدد كيفية ادارة محطات االتصاالت‪.‬‬
‫كما تميزت باقرار قانون توجيهي رقم ‪ ،2007-13‬حول االقتصاد الرقمي‪ ،‬وقانون رقم ‪ 18‬عام ‪2010‬‬
‫والهادف الى خلق نظام تحفيز لالبداع واالختراع‪ ،‬في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ .‬وهذان‬
‫الموضوعان‪ ،‬لم تشر اليهما‪ ،‬اي من التشريعات العربية حتى اآلن‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪- Tunis Agenda for the Information Society (PDF 243 Kb), one of the two outcome documents of the second‬‬
‫‪phase of the World Summit on the Information Society (WSIS) in 2005.‬‬

‫‪"Internet governance is the development and application by governments, the private sector and civil society, in their respective roles, of‬‬
‫"‪shared principles, norms, rules, decision-making procedures, and programmes that shape the evolution and use of the Internet.‬‬

‫حملة اوقفوا قانون الداعوق‪ ،‬أوقفوا قانون تنظيم اإلنترنت اللبناني‬ ‫‪- 10‬‬
‫‪11‬‬
‫‪- Décret n°1990-1218 du 12/7/1990, fixant les modalités et les conditions de la gestion de terminaux de la‬‬
‫‪télécommunication‬‬
‫‪ -‬حماية البنى التحتية‬

‫يشكل ارتباط البنى التحتية الخاصة بتقنيات المعلومات واالتصاالت‪ ،‬كما االعتماد المتزايد عليها من قبل‬
‫الدول واالفراد والمؤسسات‪ ،‬عامال محفزا لتصاعد نسبة المخاطر‪ ،‬ما يفرض اتخاذ تدابير واجراءات‪ ،‬تضمن‬
‫ادارة فاعلة للمخاطر التقنية والسيبرانية‪ ،‬تعتمد على منهجية تتناسب واالبعاد الواسعة لهذا االرتباط‪ ،‬ما‬
‫ينسحب على البلدان اجمع‪ .‬فالبلدان النامية‪ ،‬ال بد وان تحرص على أمنها السيبيري‪ ،‬ليس فقط لحماية نفسها‪،‬‬
‫بل ودفعا الستبعادها‪ ،‬عن المجال السيبراني‪ ،‬باعتبارها مصدرا للخطر‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬ال بد ان تنطلق الحلول في هذا المجال‪ ،‬من فهم الطبيعة الخاصة لتقنيات المعلومات واالتصاالت‪،‬‬
‫السيما الجزء الخاص بتجاوزها للحدود‪ ،‬وللمجتمعات‪ ،‬واالنظمة‪ ،‬كما لطبيعة البنى التحتية نفسها‪ ،‬بما يعني‬
‫الطبيعة غير الملموسة للبيانات‪ ،‬وامكانات تناقلها‪ ،‬واختراق االنظمة التي تحويها‪ .‬ويعني هذا‪ ،‬بالدرجة‬
‫االولى‪ ،‬فهما مشتركا‪ ،‬لالمكانات التي تقدمها تقنيات المعلومات واالتصاالت‪ ،‬بوجهيها السلبي وااليجابي‪،‬‬
‫ووعيا لضرورة ايجاد ارضية مشتركة‪ ،‬لمواجهة تحديات بناء الثقة في مجتمع المعلومات‪ ،‬انطالقا من تحقيق‬
‫بيئة آمنة‪.‬‬

‫لكن الواقع التشريعي العربي على هذا المستوى‪ ،‬يبدو ضعيفا أوشبه معدوم‪ .‬فبما يختص بالبنية التحتية‬
‫وحمايتها‪ ،‬وهي االساس‪ ،‬كما اسلفنا‪ ،‬في تعزيز االمن والسالمة‪ ،‬نجد في دبي ‪ ،‬قانونا يشير الى نية في تامين‬
‫هذه الحماية‪ ،‬هو قانون انشاء وحماية شبكة االتصاالت الصادر عام ‪ ،2002‬وقانون رقم ‪ 5‬عام ‪ 2004‬حول‬
‫االمن المعلوماتي‪ ،‬اضافة الى مجموعة مكملة لهذا االخير‪ ،12‬تتناول التشفير‪ ،‬والخبرة في مجال السالمة‬
‫المعلوماتية‪ ،‬وآليات اصدار الشهادات‪ ،‬واقرار صالحيتها‪.‬‬

‫أما في لبنان‪ ،‬فتمكن االشارة الى انشاء هيئة متخصصة‪ ،‬في وزارة الصناعة‪ ،‬يتصل نشاطها بحماية امن‬
‫قواعد المعلومات والبياانت‪ ،‬هي المؤسسة اللبنانية للمعايير والمقاييس ‪ ،LIBNOR‬التي تسهر على التزام‬
‫القطاعات الصناعية‪ ،‬بشكل اولي‪ ،‬بالمعايير التي تقرها االيزو مثل األيزو ‪ 17799‬وهو معيار خاص‬
‫بممارسات إدارة األمن‪ ،‬ومرجعا ً لتعريف السياسات العامة المعنية باألمن‪ ،‬وقائمة مرجعية لتحليل المخاطر‪،‬‬
‫وأداة مراجعة خاصة باألمن‪ ،‬سواء أكان ذلك ألغراض االعتماد ‪ certification‬أم ال‪ .‬واذا كان من الممكن‬
‫تفسير هذا المعيار‪ ،‬وتنفيذه بطرق عدة‪ ،‬اال انه دائما مرتبط بالجوانب التنظيمية‪ ،‬والبشرية‪ ،‬والقانونية‪،‬‬
‫والتكنولوجية لألمن‪ ،‬في كل مرحلة من المراحل المختلفة‪ ،‬لتصميم وتنفيذ األمن وصيانته‪ ،‬ما يعني احاطة‬
‫بكل مصادر المخاطر‪ ،‬دون استثناء‪.‬‬

‫‪ -‬بعض الحقوق في مجتمع المعلومات‬

‫‪12‬‬
‫‪-Décret no 2004-1250 du 25/05/2004 fixant les systèmes informatiques et les réseaux des organismes soumis a‬‬
‫‪l'audit obligatoire périodique de la sécurité informatique et les critères relatifs a la nature de l'audit et a sa périodicité‬‬
‫‪et aux procédures de suivi de l'application des recommandations contenues dans le rapport d'audit‬‬
‫‪-Décret no 2004-1249 du 25/05/2004 fixant les conditions et les procédures de certification des experts auditeurs‬‬
‫‪dans le domaine de la sécurité informatique‬‬
‫‪- Décret n° 2001-2727 fixant les conditions et les procédures d’utilisation des moyens et services de cryptage‬‬
‫تشكل حماية الحقوق والحريات‪ ،‬سواء التقليدي منها‪ ،‬او الحديث‪ ،‬كحق النفاذ الى الشبكة العالمية للمعلومات‪،‬‬
‫محورا أساسيا‪ ،‬في تعزيز االنخراط السليم في مجتمع المعلومات‪ ،‬وضمان تطوره‪ .‬وفي هذا المجال‪ ،‬نجد‬
‫نصا وحيدا في الدول العربية‪ ،‬يتناول حق النفاذ الى الشبكة العالمية للمعلومات‪،‬هو قرار مجلس الوزراء رقم‬
‫‪ 35‬لعام ‪ 2004‬في فلسطين‪ .‬وربما يكون في هذا داللة على ادراك السلطة اهمية االتصال بالعالم الخارجي‪،‬‬
‫ودور االنترنت‪ ،‬في ايصال رأي مختلف لسلطة تحت االحتالل‪ .‬اما بالنسبة للحق في الوصول الى‬
‫المعلومات‪ ،‬الذي يدعم حكم القانون‪ ،‬ويعزز المحاسبة والشفافية‪ ،‬فهنالك مشروع قانون في لبنان منذ العام‬
‫‪ ،2008‬وقانون رقم ‪ 47‬عام ‪ 2007‬حول ضمان حق الوصول الى المعلومات في االردن‪ ،‬وقانون‬
‫االحصاءات العامة رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2000‬بشأن الحق في الوصول الى معلومات االحصاءات‪.‬‬

‫اما فيما يتعلق بحماية البيانات الشخصية‪ ،‬والحق في الخصوصية‪ ،‬هنالك قوانين عدة‪ ،‬وهي‪ :‬قانون رقم ‪63‬‬
‫عام ‪ 2004‬في تونس‪ ،‬والقانون المغربي رقم ‪ ،09-2008‬وقانون حماية البيانات الشخصية الصادر في‬
‫االمارات العربية المتحدة عام ‪ ،2007‬بينما وردت مواد عرضا في بعض القوانين‪ ،‬دون اي تفصيل او آلية‬
‫حماية‪ ،‬تضمن تنفيذا فاعال لها‪ ،‬السيما لدى تعارض هذا الحق وهذه الحماية مع المصلحة العامة وحقوق‬
‫الغير‪ ،‬كقانون االتصاالت رقم ‪ 18‬الصادر في سوريا عام ‪ ،132010‬الذي يؤكد على مبدأ احترام‬
‫الخصوصية‪ .‬وفي هذا التجاهل آلليات الحماية والتنفيذ‪ ،‬وحدود الممارسة‪ ،‬خطر أكيد‪ ،‬مع تصاعد وتيرة‬
‫معالجة البيانات الشخصية‪ ،‬وازدياد حجمها‪ ،‬وامكانات معالجتها‪ ،‬واستخدامها‪ ،‬والربط بينها‪ ،‬والتنقيب عنها‪،‬‬
‫بدون معرفة اصحابها وموافقتهم‪ .‬كذلك‪ ،‬نورد هنا‪ ،‬قانون االحصاءات العامة المؤقت لسنة ‪ 2008‬الصادر في‬
‫االردن‪ ،‬وفيه مواد خاصة بسرية البيانات االحصائية‪ ،‬ومنع افشائها ‪.14‬‬

‫ويبدو هذا الواقع التشريعي‪ ،‬متعارضا مع واقع كون الدول العربية اعضاء في االمم المتحدة‪ ،‬تلتزم االعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان‪ ،‬الذي اقر الحق في الخصوصية‪ ،‬وعدم جواز التدخل في الحياة الشخصية لالفراد‪،‬‬
‫بشكل تعسفي‪ ،‬في المادة ‪.12‬‬

‫أما في مجال حماية الملكية الفكرية‪ ،‬فتصبح التشريعات العربية‪ ،‬التي تطاول حقوق المؤلف‪ ،‬والعالمات‬
‫التجارية‪ ،‬والملكية الصناعية‪ ،‬وبراءات االختراع‪ ،‬اكثر كثافة‪ ،‬ونورد هنا‪ :‬قانون حماية حق المؤلف والحقوق‬
‫المجاورة عام ‪ ، 1992‬وتعديله عام ‪ ،2005‬وقانون براءات االختراع‪ ،‬في االردن‪ ،‬و قانون حماية حق‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة عام ‪ ،2002‬والقانون االتحادي لتنظيم الملكية الصناعية لبراءات االختراع‬
‫والرسوم والنماذج الصناعية عام ‪ ،1992‬في دبي‪ ،‬و قانون حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة عام‬
‫‪ ،2006‬وقانون براءات االختراع ونماذج المنفعة عام ‪ 2004‬في البحرين‪ ،‬وقرار جمهوري بحماية الحق‬
‫الفكري عام ‪ 1994‬في اليمن‪ ،‬وقانون حماية الملكية الفكرية عام ‪ 2002‬في مصر‪ ،‬وقانون حماية حق المؤلف‬
‫للعام ‪ 2003‬في السعودية‪ ،‬وقانون حماية الملكية الفكرية والفنية عام ‪ ،1999‬وقانون براءات االختراع عام‬
‫‪ 2000‬في لبنان‪ ،‬وقانون حق المؤلف الكويتي عام ‪ 1999‬في الكويت‪ ،‬وقانون حماية حق المؤلف عام ‪2000‬‬
‫وقانون براءات االختراع في عمان‪ ،‬وقانون حماية حق المؤلف عام ‪ 2001‬في سوريا‪ ،‬وقانون رقم ‪02-00‬‬
‫المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬وقانون رقم ‪ 17.97‬يتعلق بحماية الملكية الصناعية في المغرب‪،‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 50‬من القانون‬ ‫‪13‬‬

‫‪ -‬المواد ‪11‬و‪12‬و‪51‬و‪16‬و‪17‬‬ ‫‪14‬‬


‫وقانون رقم ‪ 63‬عام ‪ 2001‬لحماية العالمات التجارية والصناعية‪ ،‬والمعدل بقانون رقم ‪ 50‬عام ‪،2007‬‬
‫وقانون حماية براءات االختراع عام ‪ ، 2008‬وقانون رقم ‪ 35‬عام ‪ 1994‬خاص بحماية الملكية االدبية‬
‫والفنية‪ ،‬في تونس‪.‬‬

‫واذ تميل هذه التشريعات‪ ،‬الى اعتبار البرامج االلكترونية‪ ،‬مصنفات جديرة بالحماية‪ ،‬اال انها تبقى بعيدة عن‬
‫تامين حماية فعالة‪ ،‬كونها ال تتطرق الى مسائل اخرى‪ ،‬كحماية أسماء المواقع‪ ،‬أو قواعد البيانات‪ ،‬أو االعتداء‬
‫على العالمات التجارية‪ ،‬عبر أسماء المواقع‪ ،‬أوحماية هذه العالمات‪ ،‬ضد ما يمكن ان يطالها من تحقيرعلى‬
‫اإلنترنت‪ ،‬أو حماية المحتوى‪ ،‬أو التطبيقات االلكترونية‪.‬‬

‫وفي مجال حماية المستهلك‪ ،‬هنالك القوانين اآلتية‪ :‬قانون حماية المستهلك التونسي رقم ‪ 40‬لعام ‪1998‬‬
‫والخاص بأساليب البيع واالعالن التجاري‪،‬و قانون حماية المستهلك للعام ‪ 2006‬في االردن‪ ،‬وعام ‪ 2006‬في‬
‫سوريا‪ ،‬و‪ 2010‬في العراق‪ ،‬و‪ 2005‬في فلسطين ومرسوم رقم ‪ 13068‬عام ‪ 2004‬في لبنان‪ .‬ويعتبر غياب‬
‫هذه الحماية‪ ،‬شديد االرتباط بالمعامالت االلكترونية‪ ،‬من جهة‪ ،‬وبعقود االذعان من جهة اخرى‪ ،‬ما يشكل‬
‫عامل خطر مزدوج‪ ،‬في غياب التشريع المالئم‪ ،‬كون المستهلك في الفضاء السيبراني‪ ،‬اكثر تاثرا بمخاطر‬
‫العالقة التي تضم شخصا محترفا‪ ،‬هو التاجر او مقدم الخدمة على االنترنت‪ ،‬من جهة‪ ،‬والمستهلك نفسه من‬
‫جهة اخرى‪ .‬فالى االعالنات غير المرغوب فيها‪ ،‬والمعالجة غير المشروعة للبيانات الشخصية‪ ،‬هناك‬
‫العناصر التي ترتبط بصعوبة التاكد من مصداقية االعالن‪ ،‬وتفاصيل تطبيقه‪ ،‬وسالمة ونوعية الخدمة او‬
‫المنتج‪ ،‬ومن تاريخ تسليمه‪ ،‬وطرق االسترجاع‪ ،‬وشروطها‪ ،‬وطبيعة االلتزام الذي يقوم به على االنترنت‪،‬‬
‫االمر الذي يجعل القواعد التقليدية الخاصة بحماية المستهلك‪ ،‬غير صالحة للتطبيق‪ ،‬في جميع اوجه الحماية‪،‬‬
‫ما يستدعي‪ ،‬ضرورة ايجاد قواعد خاصة بالحماية في البيئة الرقمية‪ ،‬على غرار ما ذهب اليه المشرع‬
‫اللبناني‪.‬‬

‫‪ -‬االجرام المعلوماتي والسيبراني‬

‫يحجم العديد من الدول العربية حتى اليوم‪ ،‬عن وضع قوانين خاصة بالجرائم المعلوماتية والسيبرانية‪ .‬وكانت‬
‫تونس اول من بادر الى تعديل قانون الجزاء‪ ،‬في العام ‪ 1999‬بحيث بات يطاول الجرائم المعلوماتية‪ .‬ثم‬
‫اصدر عدد من الدول العربية‪ ،‬قوانين خاصة او متصلة‪ ،‬هي‪ :‬قانون جرائم المعلوماتية الصادر عام ‪2007‬‬
‫في السودان‪ ،‬والذي سبقه القانون االتحادي رقم ‪ 2‬للعام ‪ 2006‬الصادر في دبي‪ ،‬ونظام مكافحة الجرائم‬
‫المعلوماتية الصادر عن مجلس الوزراء السعودي في ‪ 7‬مارس ‪ ، 2007‬و قانون جرائم أنظمة المعلومات‬
‫المؤقت الصادر عام ‪ 2010‬في االردن‪ ،‬والمرسوم السلطاني العماني‪ ،‬الذي عدل القانون الجزائي بحيث‬
‫يشمل جرائم الحاسوب‪ ،‬وتعميم رقم ‪ 4‬عام ‪ 2006‬حول حماية برامج المعلوماتية ومكافحة القرصنة‪ ،‬في‬
‫لبنان‪.‬‬

‫ويالحظ في هذا السياق‪ ،‬صدور قوانين خاصة‪ ،‬بمكافحة غسيل االموال وبعض الجرائم المالية االخرى‪،‬‬
‫الخاصة بالتحويالت المالية والمصرفية‪ ،‬مثل قانون رقم ‪ 46‬لعام ‪ 2007‬الصادر في االردن‪ ،‬وقانون ‪2004‬‬
‫في ع مان‪ ،‬ونظام مراقبة العمليات المالية والمصرفية لمكافحة تبييض االموال في لبنان‪ ،‬وقانون عام ‪2003‬‬
‫الصادر في اليمن‪ ،‬اضافة الى تفرد دبي بقانون ‪ 2004‬الخاص بمكافحة الجرائم االرهابية‪ ،‬وتونس بالقانون‬
‫رقم ‪ 75‬الخاص بدعم الجهود الدولية في مكافحة االرهاب وتبييض االموال‪ ،‬الصادر عام ‪ 2003‬والمعدل في‬
‫العام ‪ ،2009‬وهذا بالرغم من اهمية االرهاب السيبراني‪ ،‬وما يمكن ان يسجله من توسع‪ ،‬على الشبكة العالمية‬
‫للمعلومات‪.‬‬

‫اما على المستوى الهيكلي والتنظيمي المكمل‪ ،‬فقد أنشأت مصر‪ ،‬ادارة متخصصة لمكافحة جرائم الحاسبات‬
‫والشبكات‪ ،‬في وزارة الداخلية‪ ،‬بمقتضى قرار وزاري رقم ‪ 327‬عام ‪ .2005‬كذلك انشىء في لبنان‪ ،‬مكتب‬
‫مكافحة الملكية الفكرية والجرائم المعلوماتية‪ ،‬في وزارة الداخلية‪ ،‬نتيجة ضرورة االستجابة لحاجات مكافحة‬
‫نوع جديد من النشاط غير الشرعي‪ ،‬المرتبط بالفضاء السيبراني والمعلوماتية‪.‬‬

‫‪ -‬المحتوى غير المشروع‬

‫بالرغم من االرتباط‪ ،‬بين نشر المحتوى غير المشروع والجرائم االلكترونية‪ ،‬فاننا نرى ضرورة ابرازه‬
‫كنقطة مستقلة‪ .‬فانطالقا من مقولة ان ما هو غير مشروع على المستوى التقليدي‪ ،‬يبقى غير مشروع في‬
‫الفضاء السيبيراني‪ ،‬ال بد من النظر الى المحتوى غير المشروع‪ ،‬كاحد المخاطر التي ترتبط مباشرة بأمن‬
‫المجتمع والدولة على السواء‪ ،‬ما جعل تنظيم وتشريع ما يمكن تداوله من معلومات‪ ،‬بواسطة اي من وسائل‬
‫النشر‪ ،‬مسألة لصيقة بمهمات الدولة االساسية في حماية المجتمع‪ ،‬وحماية النظام القائم فيه‪ .‬وبما ان مهمات‬
‫الدولة لم تتغير‪ ،‬يبقى المحتوى غير المشروع‪ ،‬على الشبكة العالمية للمعلومات‪ ،‬وعلى وسائل النشر‬
‫االلكترونية كافة‪ ،‬في طليعة المسائل‪ ،‬التي ال بد من تأطيرها وتنظيمها‪ .‬والمحتوى غير المشروع‪ ،‬يدعو الى‬
‫التوقف عنده‪ ،‬على اكثر من مستوى‪ ،‬ونكتفي هنا‪ ،‬بالمستوى االعالمي‪ ،‬ومستوى حماية االطفال والشباب‬
‫والثقافة التي ترتبط بهما‪ .‬فممارسة النشر واالعالم االلكتروني‪ ،‬سواء عبر المواقع االعالمية الرسمية‪ ،‬او‬
‫عبر المدونات‪ ،‬والصفحات الشخصية على المواقع االجتماعية‪ ،‬حولت مواقع عديدة‪ ،‬على الشبكة العالمية‬
‫للمعلومات‪ ،‬الى منابر اعالمية‪ ،‬تطرح وتناقش‪ ،‬مختلف اآلراء والتوجهات والسياسات‪ .‬اما بث المعلومات‪،‬‬
‫والصور‪ ،‬وعرض الخدمات بكافة انواعها‪ ،‬فقد طرحت اشكالية وصول الشباب‪ ،‬واالطفال بشكل خاص‪ ،‬الى‬
‫محتوى غير شرعي‪ :‬مثل عرض خدمات الدعارة‪ ،‬وبيع الكحول‪ ،‬والمواد الطبية غير المشروعة‪،‬‬
‫واالستشارات الطبية غير المشروعة‪ ،‬والفلك‪ ،‬والميسر‪ ،‬والخطابات العنصرية‪ ،‬هذا عدا‪ ،‬عن المواد االباحية‬
‫الخاصة باالطفال‪.‬‬

‫على المستوى التشريعي‪ ،‬تكمن مخاطر المحتوى غير الشرعي‪ ،‬في غياب تعريف محدد‪ ،‬ومتفق عليه‪ ،‬لما‬
‫يمكن اعتباره كذلك‪ ،‬ما يؤشر الى امكانات واسعة لالعتداء على حرية التعبير‪ ،‬وغيرها من الحريات‬
‫المرتبطة بها‪ ،‬كالحق في الخصوصية‪ ،‬والحق في التعبير عن الرأي‪.‬‬

‫اما واقع الحال في الدول العربية‪ ،‬فيشير الى مراقبة تونس لالنترنت منذ العام ‪ 1997‬والسعودية منذ العام‬
‫‪ 2001‬في محاولة لضبط هذا المحتوى‪ .‬اال ان خلفيات هذه الرقابة‪ ،‬تختلف باختالف الهدف منها‪ ،‬وباختالف‬
‫السياسات االجتماعية والثقافية‪ .‬فحين يهدف البعض الى حماية النظام ‪ ،‬يميل البعض اآلخر الى حماية‬
‫خصوصية دينية واجتماعية‪ ،‬ما يضيف التعرض للحكومات والديانات والرسميين‪ ،‬الى قائمة المحتوى غير‬
‫المشروع‪ ،‬ويبقيها مفتوحة على كل زيادة اخرى‪ .‬وهنا نورد مثاال من واقع الحال اللبناني‪ ،‬حول العنصرية‬
‫التي اشير اليها في محتويات بعض البرامج التلفزيزنية‪ .15‬ففي لبنان‪ ،‬وبحسب التشريعات القائمة‪ ،16‬حول‬
‫حماية الملكية الفكرية‪ ،‬والصحافة وقانون العقوبات‪ ،‬هنالك الجرائم المخلة باالخالق واآلداب العامة‪ ،‬وجرائم‬
‫التعرض للرؤساء‪ ،‬والقدح والذم والتشهير والتهويل‪ ،‬وغيرها‪ . 17‬واالخطر من ذلك‪ ،‬هو اغالق احد المواقع‬
‫لمدة شهر‪ ،‬في االمارات العربية المتحدة‪ ،‬ليس بسبب المحتوى‪ ،‬وانما بسبب تعليق اضافه احد القراء‪.‬‬

‫على مستوى آخر‪ ،‬يعمل المجلس االعلى للطفولة‪ ،‬في وزارة الشؤون االجتماعية في لبنان‪ ،‬على تعديل‬
‫القوانين الجزائية‪ ،‬بحيث تشمل‪ :‬الجرائم المرتكبة بواسطة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت ضد االطفال‪،‬‬
‫مع تشديد على الجرائم‪ ،‬ذات الطابع الجنسي‪.‬‬

‫‪ -‬المعامالت والمبادالت االلكترونية‬

‫يالحظ على هذا المستوى‪ ،‬اقبال اكثر كثافة‪ ،‬على اصدار تشريعات خاصة بالتوقيع االلكتروني‪ ،‬والمعامالت‬
‫اال لكترونية‪ ،‬واالثبات‪ ،‬وذلك بالرغم من الثغرات العديدة التي ما زالت قائمة على هذا المستوى‪ ،‬السيما لجهة‬
‫اإلجراءات الخاصة بحجية االثبات للمراسالت االلكترونية‪ ،‬وحجية العقود والعالقات التجارية‪ ،‬بما في ذلك‬
‫البيع واألعمال المصرفية‪ ،‬والخدمات االلكترونية‪ .‬ففي هذا المجال‪ ،‬وضع مشروع قانون التجارة‬
‫االلكترونية‪ ،‬ومن بعده مشروع قانون المعامالت االلكترونية‪ ،‬في لبنان‪ ،‬ومشروع قانون المبادالت والتجارة‬
‫االلكترونية في فلسطين‪ ،‬ومشروع قانون التجارة االلكترونية في الكويت‪ ،‬وقانون االوراق المالية لعام ‪2004‬‬
‫في فلسطين‪ ،‬الذي خصص مادة منه للتوقيع االلكتروني (مادة ‪ ،)26‬وقانون المعامالت االلكترونية رقم ‪85‬‬
‫للعام ‪ 2001‬في االردن‪ ،‬وقانون التوقيع االلكتروني في مصر‪ ،‬وقانون انظمة الدفع والعمايات المالية‬
‫والمصرفية االلكترونية عام ‪ 2004‬في اليمن‪ ،‬والمرسوم الملكي رقم ‪ 18‬حول نظام التعامالت االلكترونية‪،‬‬
‫والالئحة التنفيذية لنظام التعامالت االلكترونية للعام ‪ ،2007‬في السعودية‪ ،‬وقانون التوقيع االلكتروني‬
‫وخدمات الشبكة في سوريا‪ ،‬والصادر عام ‪ ،2009‬وقانون المعامالت االلكترونية عام ‪ 2007‬في السودان‪،‬‬
‫وقانون المعامالت االلكترونية رقم ‪ 69‬الصادر عام ‪ 2009‬في عمان‪ ،‬وقانون المعامالت والتجارة‬
‫االلكترونية في دبي عام ‪ ،2002‬وقانون المعامالت االلكترونية لعام ‪ ،2002‬والقانون الذي عدله في العام‬
‫‪ 2006‬في البحرين‪ .‬وفي تونس‪ ،‬وضع قانون رقم ‪ 83‬للعام ‪ ،2000‬حول المبادالت والتجارة االلكترونية‪،‬‬
‫ورقم ‪ 51‬حول التحويالت المالية االلكترونية‪،‬وفي المغرب القانون رقم ‪ 05-53‬المتعلق بالتبادل االلكتروني‬
‫للمعطيات القانونية (تعاقد إلكتروني وتوقيع إلكتروني)‪.‬‬

‫بناء على ما تقدم‪ ،‬ال بد من القول‪ ،‬ان البيئة التنظيمية والتشريعية العربية‪ ،‬ما زالت في طور التشكل‪ ،‬ذلك‪ ،‬ان‬
‫فاعلية ( بمعنى قدرته على تحقيق الهدف المرجو منه) هذه البيئة‪ ،‬تقاس بمدى انسجامها مع المجتمع‪ ،‬وبمدى‬

‫‪ - 15‬جريدة االخبار‪ -‬االربعاء ‪ 2‬كانون االول ‪ -2009‬حين تصبح العنصرية مادة للضحك‪.‬‬
‫‪- Code of IPRs, Press Code and Penal Code.16‬‬
‫‪17‬‬
‫‪- Dr. Mona al-achkar – illegal content- Building a National Consensus for Online Safety in Bahrain, April 26-28‬‬
‫‪April 2010 -This reality was brought under particular public attention in a significant Facebook case where the‬‬
‫‪Facebook considered as one of Medias’ outlets, and where four students were arrested under articles 531 and‬‬
‫‪582 of Lebanon's Penal Code, which cover defamation without specifying the means of dissemination. This‬‬
‫‪case stirred up a lot of discussions and controversial positions especially that the Lebanese legislations prohibit‬‬
‫‪admonitory arrest for defamation. In another case, where a website has published faked news about a plan to‬‬
‫‪murder a “political leader” the owner of the site was prosecuted according to article 403 of the Lebanese Penal‬‬
‫‪Code and about the slander, defame and offence.‬‬
‫احتوائها لطبيعة الموضوع الذي تنظمه‪ ،‬كما بمدى القدرة على التجاوب معه‪ ،‬واستيعابه من قبل المعنيين‪ .‬من‬
‫هنا‪ ،‬يفترض بواضعي القوانين‪ ،‬الهادفة الى تأمين وضمان االمن في الفضاء السيبراني‪ ،‬ان يأخذوا بعين‬
‫االعتبار‪ ،‬عددا من االمور التي يتقدمها‪ :‬طبيعة الفضاء السيبراني العالمية‪ ،‬والتقنية والدينامية‪ .‬ما يعني‪ ،‬ان‬
‫االطار القانوني‪ ،‬ال بد وان يتجاوب مع النزعة التقنية‪ ،‬بحيث يكون خاضعا للمراجعة والتطور بصورة‬
‫مستمرة‪ ،‬ومع النزعة العالمية‪ ،‬بحيث تتشكل مصادره من‪:‬‬

‫‪ -‬اتفاقيات دولية أو اقليمية‪ ،‬متعددة االطراف‪ ،‬تحدد موجبات وحقوق الدول‪ ،‬واصول التعامل والتعاون‬
‫فيما بينها‪ ،‬ومجاالته‪.‬‬

‫‪ -‬اتفاقيات او مالحق تقنية‪ ،‬تحدد المقاييس والمعايير التقنية العامة‪ ،‬الخاصة باالمن والسالمة‪ ،‬على ان‬
‫يتم تعديلها وتيويمها بشكل متواصل‪ ،‬لتنسجم مع المستجدات‪.‬‬

‫‪ -‬االرشادات والتوصيات‪ ،‬الصادرة عن الهيئات الدولية المتخصصة‪ ،‬والعاملة في المجال‪.‬‬

‫‪ -‬القواعد التي تصدر عن هيئات مهنية متخصصة‪ ،‬ذات طابع عالمي‪ ،‬او اقليمي‪.‬‬

‫‪ -‬البيئة التنفيذية‬
‫يشهد العالم العربي‪ ،‬صعوبات وعراقيل عديدة‪ ،‬على مستوى البيئة التنفيذية للتشريعات الخاصة بالفضاء‬
‫السيبراني‪ ،‬ناتجة عن تقاعس الجهات المعنية‪ ،‬عن اصدار المراسيم التنفيذية‪ ،‬واآلليات الضرورية‪ ،‬لتطبيق‬
‫التشريعات‪ .‬وتعود أسباب ذلك‪ ،‬بشكل أساسي‪ ،‬الى بنية االدارة‪ ،‬وطبيعة عملها‪ ،‬والتي تتجلى غالبا في بطء‬
‫العمل‪ ،‬أ و اللجوء الى اصول اجرائية وادارية‪ ،‬لم ينص عليها القانون‪ ،‬كطلب ترخيص‪ ،‬من وزارة معينة‪،‬‬
‫والتسجيل في ادارات مشرفة‪ ،‬أو اسناد مهمة اعطاء االذن الى ادارات غير معنية‪ ،‬كما هو حاصل بالنسبة‬
‫السماء النطاقات‪ ،‬والتوقيع االلكتروني‪ .‬يضاف الى ذلك‪ ،‬عجز الموارد البشرية‪ ،‬عن مواكبة التحديات‪ ،‬نتيجة‬
‫افتقارها الى الخبرة الضرورية‪ ،‬وحاجتها الى التاهيل‪ .‬وهنا‪ ،‬تبرز الحاجة الملحة الى بناء القدرات‪ ،‬والتاهيل‬
‫والتدريب‪ ،‬سواء على مضمون القوانين‪ ،‬واهدافها‪ ،‬او على الممارسات الفضلى في هذا المجال‪ ،‬والتي‬
‫تصدرها الهيئات الدولية المتخصصة‪ ،‬بحيث تتمكن االدارات المختلفة‪ ،‬من مواكبة المستجدات‪ ،‬والتعامل‬
‫معها بمهنية‪.‬‬
‫ويأتي في هذا االطار ايضا‪ ،‬تقاعس االدارة‪ ،‬أو عجزها‪ ،‬حتى عن تنفيذ القوانين التي وضعت آليات تنفيذها‪،‬‬
‫كما هو الحال مثال‪ ،‬مع قوانين حماية الملكية الفكرية واالدبية والصناعية‪ ،‬حيث تنتشر ظاهرة قرصنة‬
‫البرامج‪ ،‬بشكل كثيف‪ ،‬في مختلف الدول العربية‪ ،‬دون استثناء‪ .‬ويعود ذلك‪ ،‬اما الى غياب ادارة متخصصة‬
‫بالمالحقة‪ ،‬او الى عدم امكانية االدارة المعنية‪ ،‬متابعة الوضع بشكل فاعل‪ ،‬نتيجة عدم توافر االمكانات‬
‫التقنية‪ ،‬والمادية والبشرية‪ .‬وغالبا ما يترافق هذا االمر‪ ،‬مع غياب القدرة لدى الجهات القضائية المعنية‪ ،‬على‬
‫الضبط والتحقيق‪ ،‬بشكل فاعل‪ ،‬يضمن االعتماد‪ ،‬على النتائج الخاصة باالثبات‪.‬‬

‫مقترحات‬

‫من مراجعة التوصيات المختلفة‪ ،‬والمندرجات المفروضة‪ ،‬الستراتيجيات وسياسات‪ ،‬االمن السيبراني‪ ،‬نالحظ‬
‫دورا فاعال وأساسيا للدول والحكومات‪ ،‬بالرغم من ان الجميع معنيون‪ ،‬وبالرغم من ارتكاز امن مجتمع‬
‫المعلومات واالقتصاد الرقمي‪ ،‬الى تجاوب جميع اصحاب المصلحة‪ ،‬ومساهمتهم الفاعلة على جميع‬
‫المستويات‪ ،‬ومن مختلف البيئات المهنية‪ ،‬واالجتماعية‪ .‬فالدولة‪ ،‬هي من يفترض به‪ ،‬ان يضع السياسات‬
‫االنمائية‪ ،‬واستراتيجيات وخطط العمل‪ ،18‬ما يعني‪ ،‬ضرورة اعالنها وتوضيحها هذه السياسات‪ .‬كما يقع على‬
‫عاتقها‪ ،‬جزء أساسي من حماية البنى التحتية‪ ،‬بالرغم من ادارة القطاع الخاص لهذه البنى‪ ،‬اقله عبر وضع‬
‫آليات قانونية وتنظيمية‪ ،‬تضمن ادارة المخاطر‪ ،‬بما ال يعرض أمن الدولة‪ ،‬وامن االفراد والمؤسسات‪،‬‬
‫ورؤوس االموال‪.‬‬

‫على مستوى متصل‪ ،‬وانسجاما مع طبيعة الفضاء السيبيري‪ ،‬واستنادا الى االرتباط الجماعي به‪ ،‬ال بد وان‬
‫يأتي االهتمام به‪ ،‬عاما وشامال‪ ،‬ليس فقط باولئك الذين يستخدمون وسائل االتصاالت والمعلومات ‪ ،‬وانما‬
‫بجميع افراد المجتمع‪ ،‬الن المخاطر السيبيرية تطاول الجميع دون استثناء‪ .‬وعليه‪ ،‬فال بد من وضع اطار‬
‫متكامل‪ ،‬يضمن السيطرة على مخاطر تقنيات المعلومات واالتصاالت‪ ،‬بشكل فاعل‪ ،‬يقلل من احتمال تحقق‬
‫المخاطر‪ ،‬ويسمح بالحد من آثاراها لدى تحققها‪.‬‬

‫من هنا‪ ،‬يبدو ضروريا االنضمام الى الجهود الدولية‪ ،‬على ان يتم ذلك‪ ،‬انطالقا من مبدأ سيادة الدولة على‬
‫اقليمها‪ ،‬اذ ال يمكن الحديث عن تنظيم الفضاء السيبيري‪ ،‬وضمان سالمة االفراد فيه‪ ،‬بعيدا عن موجب الدولة‬
‫االساسي‪ ،‬في وضع السياسات الخاصة بهذا الموضوع‪ ،‬والسهر على تطبيقها‪ ،‬على المستوى الوطني‪ ،‬اوال‪،‬‬
‫وفي ايجاد االطر القانونية المناسبة للتعاون مع بقية الدول‪ ،‬في كل مرة تدعو الحاجة الى ذلك‪ ،‬ثانيا‪.i‬‬

‫واذا كانت بعض الدول العربية‪ ،‬عضوا في االتحاد الدولي لالتصاالت‪ ،‬وفي االمم المتحدة‪ ،‬وفي الشراكة‬
‫الدولية المتعددة االطراف لمكافحة التهديدات السيبرانية – امباكت‪ ،-‬اال ان االنضمام الى الجهود الدولية‪،‬‬
‫بحاجة الى دينامية اكثر فعالية‪ ،‬سواء عبر انضمام المزيد من الدول العربية‪ ،‬الى الجهود والمنظمات العاملة‬
‫على برامج امن وسالمة الفضاء السيبيراني‪ ،‬او عبر االنضمام الى المعاهدات الدولية‪ ،‬المعمول بها حاليا‪.‬‬

‫وكان المجلس االوروبي‪ ،‬قد اقر معاهدة مكافحة الجريمة السيبيرية التي دخات حيز التنفيذ‪ ،‬سنة ‪ ،2004‬اي‬
‫منذ نحو ثمانية اعوام‪ ،19‬داعيا جميع الدول الى التوقيع عليها‪ ،‬منذ تاريخ اقرارها في العام ‪ .2001‬وتعتبر‬
‫احكام هذه المعاهدة‪ ،‬منسجمة مع متطلبات مكافحة الجريمة السيبرانية‪ ،‬السيما وانها تطلب من الدول‬
‫االعضاء‪ ،‬انشاء مراكز اتصال‪ ،‬تعمل بحسب مبدأ استمرارية الخدمة‪ ،‬اي تأمين متابعة على امتداد ساعات‬
‫اليوم‪ ،‬بحيث تكون دائمة االستعداد‪ ،‬للتجاوب مع الطلبات القادمة من خارج الحدود الجغرافية‪ ،‬وللتعاون مع‬
‫القوات المعنية بمكافحة الجريمة‪ ،‬بسرعة وفعالية‪ .‬ويأتي في هذا السياق‪ ،‬أيضا‪ ،‬التزام الدولة‪ ،‬في حال كونها‬
‫مصدر الفعل الجرمي المالحق‪ ،‬االحتفاظ بالبيانات الخاصة بحركة االتصاالت‪ ،‬والكشف عنها‪ ،‬الى الدولة‬
‫التي تطلب ذلك‪ ،‬نتيجة وقوع نتائج الجرم فيها‪ .‬ويعني ذلك عمليا‪ ،‬ضرورة سن التشريعات الخاصة‪ ،‬التي‬
‫تسمح بتسهيل عمليات البحث‪ ،‬واالستقصاء‪ ،‬والمتابعة‪ ،‬ووضع اليد‪ ،‬على معلومات االتصاالت‪ ،‬وادخال‬
‫التعديالت الالزمة على القوانين الجزائية‪ ،‬بحيث تأتي منسجمة‪ ،‬مع متطلبات تسليم المطلوبين من العدالة‪،‬‬
‫وتبادل المعلومات‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪-‬‬‫‪- Report of the Working Group on Internet Governance - Château de Bossey - June - 2005 “ The roles and‬‬
‫‪responsibilities of Governments include: • Public policymaking and coordination and implementation, as‬‬
‫‪appropriate, at the national level, and policy development and coordination at the regional and international‬‬
‫‪levels” .‬‬
‫‪19‬‬
‫‪http://conventions.coe.int/Treaty/Commun/QueVoulezVous.asp?NT=185&CL=ENG‬‬
‫بناء عليه‪ ،‬ال يمكن تحقيق االمن والسالمة في الفضاء السيبراني‪ ،‬اال عبر‪:‬‬

‫التزام القرارات الصادرة عن االمم المتحدة‪ ،‬وعن القمة العالمية لمجتمع المعلومات‪ ،‬بشقيها‪ ،‬والداعية‬ ‫‪-‬‬
‫الى نشر ثقافة االمن السيبراني‪.‬‬
‫اتخاذ تدابير تعتمد االمن كعنصر ضروري في االنتاج‪ ،‬السيما ما يخص البرامج واالجهزة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المستخدمة في تقنيات االتصال‪.‬‬
‫وضع اطار تعاون يضمن تبادل المعلومات‪ ،‬ونقل افضل الممارسات‪ ،‬في المجال االمني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تأمين انسجام االنظمة القانونية المكافحة للجرائم السيبرانية‪ ،‬بما يمنع نشوء جنات رقمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع استراتيجية لنشر الوعي وبنائه‪ ،‬لدى مختلف شرائح المجتمع‪ ،‬سواء منها المستخدمين العاديين‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫او المهنيين‪ ،‬او متخذي القرار والمسؤولين عن سياسات االمن والسالمة‪.‬‬
‫اعتماد مبادىء اخالقية‪ ،‬للسلوك السيبراني‪ ،‬على غرار خلقيات واصول التعامل القائمة في المجتمع‬ ‫‪-‬‬
‫التقليدي‪ ،‬وتكون بمثابة عقد اجتماعي‪ ،‬يؤسس لسلوك يضمن أمن وسالمة الجماعة‪ ،‬وسالمة‬
‫مواردها‪.‬‬
‫وضع استراتيجية امنية واضحة وملزمة‪ ،‬لكل المعنيين بصناعة المعلومات‪ ،‬وبادراة وسائل‬ ‫‪-‬‬
‫االتصاالت‪ ،‬والبنى التحتية‪ ،‬كما الولئك المعنيين بصناعة ادوات وبرامج االتصال‪ ،‬وخزن‬
‫المعلومات ومعالجتها‪.‬‬
‫اخذ جميع ابعاد االمن السيبراني بعين االعتبار‪ ،‬لدى وضع اي استراتيجية او سياسة‪ ،‬بما في ذلك‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حاجات المواطنين والمؤسسات‪ ،‬كما حقوقهم وواجباتهم‪ ،‬بحيث تأتي الخطة متكاملة‪ ،‬ومنسجمة مع ما‬
‫يمكن توقع االلتزام به‪ ،‬من قبل المعنيين بامن مجتمع المعلومات‪.‬‬
‫االقرار بالمسؤولية عن تحقيق االمن السيبراني‪ ،‬كجزء ال يتجزا من االمن القومي والوطني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انشاء مراكز للسالمة المعلوماتية‪ ،‬ولطوارىء االتصاالت‪ ،‬تتعاون فيما بينها‪ ،‬وفق آلية واضحة‬ ‫‪-‬‬
‫وشفافة‪ ،‬وفاعلة‪.‬‬
‫تدريب وتأهيل وحدات عسكرية وامنية خاصة‪ ،‬يمكنها مراقبة البنى التحتية لالتصاالت‪ ،‬بحيث تقوم‬ ‫‪-‬‬
‫بتحديد المخاطر المحتملة‪ ،‬وازالتها‪.‬‬
‫تاهيل وحدات امنية وعسكرية خاصة‪ ،‬تتولىى التعاون على المستوى الخارجي‪ ،‬مع الجهود العاملة‬ ‫‪-‬‬
‫على مكافحة المخاطر والحد منها‪ ،‬ومن آثارها‪.‬‬
‫تأهيل االجهزة القضائية المختصة‪ ،‬والشرطة القضائية‪ ،‬بحيث تتمكن من القيام بواجبها‪ ،‬في مجال‬ ‫‪-‬‬
‫مالحقة‪ ،‬ومحاكمة المجرمين السيبرانيين‪.‬‬
‫تحويل االمن السيبراني‪ ،‬الى جزء من خطط التنمية والتطوير كافة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

Anda mungkin juga menyukai