Anda di halaman 1dari 66

‫البعوضة يف القرآن عند عبد الدائم الكحيل‬

‫قدمتها ‪:‬‬
‫أنيك أغوستني‬
‫‪36.2015.23.0531‬‬

‫قسم علوم القرآن والتفسري‬


‫كلية أصول ال ّدين‬
‫جامعة دار السالم كونتور‬
‫‪ 1440 \ 2019‬ه‬
‫البعوضة يف القرآن عند عبد الدائم الكحيل‪.‬‬

‫حبث جامعي‬
‫مقدم الستكمال شرط من شروط إمتام الدراسة‬
‫لدرجة الليسانس يف قسم علوم القرآن والتفسرب‬
‫قدمتها الطالبة‬

‫أنيك أغوستني‬
‫رقم التسجيل ‪36.2015.23.0531 :‬‬

‫حتت إشراف‬
‫الدكتور أسف ترسناين‪Lc.MA،‬‬

‫قسم علوم القرآن والتفسري‬


‫كلية أصول ال ّدين‬
‫جامعة دار السالم كونتور‬
‫‪ 1440 \ 2019‬ه‬
ABSTRAK

Nyamuk dalam Al-Qur’an

Anik Agustin
362015230531

Nyamuk adalah serangga yang sangat diketahui oleh manusia, keberadaannya


dimuka bumi ini sangat dibenci manusia karena dianggap mengganggu dan tidak
bermanfaat. Banyak orang yang menganggap remeh tentangnya, padahal tak ada satupun
dari mereka yang dapat menciptakan makhluk yang semisal dengannya. Keajaiban hewan
ini adalah di dalam tubuhnya yang sangat kecil, ia mempunyai segala sesuatu yang
dibutuhkan oleh dirinya dan masa pertumbuhannya dari larva hingga nyamuk dewasa
adalah fase yang sangat menakjubkan dimana seekor larva kecil dapat berubah kulit selama
3 kali pergantian. Didalam Al-Qur’an Allah telah menjelaskan bahwasannya Ia tak malu
untuk membuat permisalan dengan nyamuk atau yang lebih kecil dari itu. Dari penyebutan
nyamuk didalam Al-Qur’an timbullah pertanyaan, apa alasan Allah mengistimewakan
nyamuk sehingga namanya terukir indah didalam Al-Qur’an. Setelah berkembangnya ilmu
pengetahuan dan teknologi, terungkaplah bahwasannya nyamuk sebagai serangga yang
sangat kecil ia adalah serangga yang sangat berbahaya di muka bumi ini. Karena didalam
tubuhnya yang kecil, ia menjadi salah satu penyebab meninggalnya beberapa juta manusia
dengan sebuah hisapan darah yang dilakukan oleh sang nyamuk betina
Berangkat dari latar belakang diatas dan ayat Al-Qur’an yang menjelaskan tentang
nyamuk, maka tujuan dari pembahasan ini adalah untuk mengungkap rahasia penciptakan
dan penyebutan nyamuk di dalam Al-Qur’an yang mana kebanyakan orang menganggap
hina tentang makhluk ini,
Untuk mencapai tujuan penelitian yang diinginkan, maka penulis menggunakan
studi literature yaitu menggunakan buku-bukuyang membahas tentang nyamuk diantaranya
Tafsir Jawahirul Qur’an yang dikarang oleh Tanthowi Jauhari sebagai sumber primer dan
buku-buku karangan orang lain sebagai sember sekunder. Dalam pengelolaan data penulis
menggunakan metode deskripstif dana analisis untuk menjelaskan tentang nyamuk di
dalam Al-Qur’an yang dikaitkan dengan ilmu sains
Setelah pembahasan sebelumnya maka kesimpulan dan hasil yang dicapai dari
penelitian ini bahwasannya hikmah dari penyebutan nyamuk di dalam Al-Qur’an adalah
untuk menjadi permisalan manusia dalam melihat dunia ini, bagi yang memahami pasti
akan melihat didalamnya hikmah. Tetapi bagi yang tidak memahami pasti akan melihat
hina
Untuk menyempurnakan pembahasan yang sangat sederhana ini,dan jauh dari kata
sempurna. Peneliti berharap akan adanya penelitian selanjutnya yang dapat melengkapi
dan menyempurnakan penelitian sederhana ini

‫د‬
‫ملخص‬
‫البعوضة يف القرآن‬

‫أنيك أغوستني‬
‫‪135032510263‬‬

‫البعوضة هي احلشرة املعروفة لدي البشر‪ ،‬وجودها يف العامل أكرهها البشر ألهنا مزعجة وغري‬
‫نفية‪ .‬لقد استهان كثريا من الناس عنها‪ ،‬مع أن ليس واحد من الناس قادر على ان خيلق مثلها‪.‬‬
‫من عجائب هذه احلشرة‪ ،‬ومع ضالة حجمها فإهنا تستحق كل ما حتتاجها حلياهتا ومرحلة منوها‬
‫من الريقات إىل نضجها هي املعجبة‪ ،‬ألن تغري جلد الريقات ثالث مرات‪ .‬لقد بني هللا يف القرآن‬
‫الكرمي أبن هللا ال يستحي أن يضرب املثال ابلبعوضة وما فوقها‪ .‬من ذكر البعوضة يف القرآن الكرمي‬
‫ظهرت أسئلة كثرية حول هذه املشلكة‪ ،‬وهي ما حجة هللا يف خلقها تفضيل إمسها حىت رسم إسم‬
‫هذه البعوضة يف القرآن الكرمي‪ .‬ومبرور الزمان وتقدم العلم وتكنولوجيا‪ ،‬عرف الناس أن البعوضة هي‬
‫أخطر احلشرة يف العامل ألن يف جسمها الصغري وهي سبب ملوت ماليني البشر ابمتصاص الدم‬
‫الذي عملتها أنثى البعوض‬
‫من خلفية البحث اآلتية ومن آية القرآنية اليت تبني عن البعوضة أن اهلدف املنشود من هذا‬
‫البحث هو الكشف عن أسرار خلق البعوضة يف العامل وذكرها يف القرآن الكرمي الذي استهان كثري‬
‫من الناس عن هذا املخلوق‬
‫للوصول إىل غاية منشودة من هذا البحث‪ ،‬استخدمت الباحثة دراسة مكتبية يعين ابستخدام‬
‫كتاب تفسري جواهر القرآن ألفه طنطاوي جوهري ليكون مصدرا رئيسيا وكتب املؤلفة األخرى‬
‫للمراجع الثانوي‪ .‬وطريقة جلمع البياانت استخدمت الباحثة الدراسة التحليلية والوصفية لبيان عن‬
‫البعوضة يف القرآن متعلقة بعلم احلديث‬
‫بعد مطالعة البحث السابق استنتجت الباحثة أبن النقطة من هذا البحث أبن ذكر البعوضة‬
‫يف القرآن فيه احلكمة وهي متثيل جلميع الناس يف النظر العامل وما فيها‪ .‬فالعامل ينظر العامل حكمة‬
‫وعربة وأما اجلاهل ينظر العامل وما فيها استهزاء‬
‫لتكميل هذا البحث البسيط وبعيد عن الكمال فرجاء الباحثة أن أييت البحث والباحث‬
‫بعده لتكميل مجيع النقائص يف هذا البحث البسيط‬

‫ه‬
‫و‬
‫ز‬
‫ح‬
‫ط‬
‫من هدي القرآن الكريم‬

‫أعوذ ابهلل من الشيطان الرجيم‬


‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫قال هللا تعايل ‪:‬‬
‫ون ف َخلْق َّ‬
‫الس َم َ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َ َ ً َ ُ ُ ً َ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ‬
‫ات‬
‫او ِ‬ ‫ِ‬ ‫الِين يذكرون الل قِياما وقعودا وع جنوب ِ ِهم ويتفكر ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ً ُ ْ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫والر ِض ربنا ما خلقت هذا باطِل سبحانك فقِنا عذاب انلارِ‬
‫( آل عمران‪)191 :‬‬

‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬


‫من أراد ادلنيا فعليه بالعلم ومن أراد األخرة فعليه بالعلم ومن أرادهما فعليه‬
‫بالعلم‬
‫(رواه البخار ومسلم)‬

‫ي‬
‫إهداء‬
‫أهدي خبلوص فؤادي هذا البحث البسيط املتواضع‬
‫إىل‬
‫والدي احملبوبني احملرتمني السيد سفرايدي والسيدة لوسويدااييت‪ ،‬الذان ربياين‬
‫منذ صغري وعلماين عن معىن احلياة احلقيقية بكل صربمها وأسأل هللا هلما جنة‬
‫الفردوس‬
‫وإىل‬
‫مشريف احملبوب األستاذ أسف ترسناين‪ Lc.M.A ،‬الذي قد مشر جهده إلشراف‬
‫هذه الرسالة إىل هنايتها‪ ،‬وأسأل هللا عز وجل له دوام الصحة والعافية يف الدنيا‬
‫واآلخرة‬
‫وإىل‬
‫أساتذيت الكرام القائمني ابإلرشادات والتعليمات أبنواع العلوم النافعة‬
‫وإىل‬
‫أخوايت احملبوبة يف قسم علوم القرآن والتفسري خاصة ويف املرحلة عامة‪ ،‬الالئي قد‬
‫شجعنين وساعدنين ودفعنين يف كتابة هذه الرسالة‬
‫وإىل‬
‫معهد دار السالم كونتور للرتبية إلسالمية احلديثة وجامعة دار السالم كونتور‪،‬‬
‫الذان قد علماين احلياة السعيدة يف الدنيا واآلخرة‬

‫ك‬
‫كلمة شكر وتقدير‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫ احلمد هلل الذي علم القرآن خلق اإلنسان علمه البيان‪ ،‬والصالة والسالم‬
‫على املبعوث ابلبينات والفرقان‪ ،‬حممد آله وصحبه أتباعه إبحسان أما بعد‪.‬‬
‫فبنصر هللا تعاىل ورمحته متّت كتابة هذه الرسالة‪ ،‬ومت ّكن يف قلب الباحثة‬
‫الرجاء لتكون ذات القطعة من علوم هللا انفعة لنفسها ولغريها‪ ،‬وهذه الغاية ال تصل‬
‫إال مبعاونة أساتذتى وأخواتى الكرام الذين بذلوا جهدهم وأحسن ىف الرتبية والرعاية‬
‫احلنيفة فبهذا الواقع عزمت الباحثة أن تق ّدم كلمة الشكر إىل ‪:‬‬
‫‪ .1‬أصحاب الفضيلة رؤساء معهد دارالسالم كونتور كياهي احلاج الدكتور عبد‬
‫هللا شكري زركشي‪ M.A، ،‬وكياهي احلاج حسن عبد هللا سهل‪ ،‬وكياهي احلاج‬
‫مشس اهلادي عبدان‪ S.Ag، ،‬الذين بذلو جهدهم وأخلصوا نيتهم لرتبية أبناء‬
‫األمة وهتذيبهم‪.‬‬
‫‪ .2‬سادة رؤساء جامعة دار السالم اإلسالمية أمل فتح هللا زركشي‪ ،M.A،‬واحلاج‬
‫الدكتور حامد فهمى زركشى‪ MA.M.phil، ،‬واألستاذ ستياون بن هلورى‪M.A،،‬‬

‫واألستاذ عبد احلافظ بن زيد ‪ M.Pd،‬الذين قاموا بتزويد خري الزاد‬


‫‪.3‬فضيلة عميد كلية أصول الدين جبامعة دارالسالم اإلسالمية السيد احلاج مشس‬
‫اهلادى أنتونج‪M.A,M.L.s. ،‬‬

‫‪ .4‬فضيلة املشرف السيّد أسف ترسناين ‪ Lc.M.A‬الذى أخلص نفسه ابإلشراف‬


‫التام واملراجعة الدقيقة على هذا البحث إبرشاداته وتعاليمه‪.‬‬
‫ّ‬
‫أمي «لوسودايتى» اللذان قاما برتبيتها‬ ‫‪ .5‬والدي احملبوبني‪ ،‬أيب»سوفرايدي» و ّ‬
‫م‬
‫ومودهتما وعلى كل التشجيعات إىل أمتت كتابة هذا‬ ‫بغاية صربمها ولطفهما ّ‬
‫البحث يف وقت معني‪.‬‬
‫‪ .6‬أخيت»سفيت سولستياوايت» وأخي «إهلام يوسف موالان»‪ ،‬اللذان قد سليا‬
‫الباحثة عند ما كانت يف ضجر يف عمل هذا البحث‪.‬‬
‫‪ .7‬األخوات يف جامعة دار السالم على كل تشجيعات والنصائح للباحثة‬
‫‪ .8‬واألخوايت خرجيات ‪ 2015‬احملبوابت الالئي قامت مبساعدة الباحثة ماليا‬
‫وروحيا يف إمتام هذا البحث‪.‬‬
‫‪ .9‬كافة الطالبات الصف السادس ‪ ،2019‬اجليل احلامي خاصة ومجيع الطالبات‬
‫عامة بكلية املعاملات اإلسالمية مبعهد دارالسالم كونتور للبنات احلرم الثاين‬
‫للرتبية اإلسالمية احلديثة على دعاء وتشجيع إلمتام هذا البحث‬
‫هداية إىل هللا عسى أن يوافقهم ويوفر هلم اجلزاء والثواب يف الدنيا واآلخرة‪،‬‬
‫آمني اي رب العاملني‪ .‬حسبنا هللا ونعم الوكيل نعم املواىل ونعم النصري‪.‬‬

‫حتريرا مبانتنجان‪29 ،‬شعبان ‪1440‬ه‬


‫‪ 8‬مايو ‪2019‬م‬

‫الباحثة‬

‫(أنيك أغوستني)‬

‫ن‬
‫حمتوايت البحث‬

‫د‬ ‫ملخص البحث (إندونيسية) ‪ ........................................‬‬


‫ه‬ ‫ملخص البحث (عربية) ‪ ............................................‬‬
‫و‬ ‫رسالة مشرف البحث ‪ ..............................................‬‬
‫ز‬ ‫رسالة عميد كلية أصول الدين ‪ ......................................‬‬
‫ح‬ ‫تقرير جلنة مناقشة الرسالة ‪ ..........................................‬‬
‫ط‬ ‫إقرار‪ ............................................................. .‬‬
‫ي‬ ‫من هدى القرآن الكرمي ‪ ............................................‬‬
‫ك‬ ‫إهداء‪ .............................................................‬‬
‫م‬ ‫كلمة شكر وتقدير ‪ ................................................‬‬
‫احملتوايت‪ ..........................................................‬س‬

‫الباب األول‪ ::‬مقدمة‬


‫‪١‬‬ ‫أ‌ ‪ .‬خلفية البحث‪ .................................................‬‬
‫‪٣‬‬ ‫ب‌ ‪ .‬حتديد املسألة ‪ .................................................‬‬
‫‪٤‬‬ ‫ج ‪ .‬أهداف البحث ‪ ...............................................‬‬
‫‪٤‬‬ ‫د ‪ .‬أمهية البحث‪ ..................................................‬‬
‫‪٥‬‬ ‫ه ‪ .‬البحوث السابقة ‪ ..............................................‬‬
‫‪٦‬‬ ‫و ‪ .‬اإلطار النظري ‪ ................................................‬‬

‫س‬
‫‪٨‬‬ ‫ز ‪ .‬منهج البحث ‪ .................................................‬‬
‫ح‪ .‬خطة كتابة البحث ‪١١ .............................................‬‬

‫الباب الثاين‪ :‬تعربف البعوضة واإلعجاز العلمي‬


‫أ‌ ‪ .‬التعريف عن البعوضة ‪١٣ ..........................................‬‬
‫ب ‪ .‬التعريف عن اإلعجاز العلمي ‪١٥ ...................................‬‬
‫ج ‪ .‬التعريف عن التفسري العلمي ‪١٩ ....................................‬‬
‫د‌ ‪ .‬املؤيدون واملعارضون للتفسري العلمي ‪٢١ .............................‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬البعوضة يف القرآن‬


‫أ‌ ‪ .‬تفسري آية البعوضة ‪٢٩ ............................................‬‬
‫ب‪ .‬سر خلق البعوضة ‪٣٠ .............................................‬‬
‫ج‪ .‬حكمة إعجازية من اآلية‪٤٠ ........................................‬‬

‫الباب الرابع‪ :‬اخلامتة‬


‫‌أ ‪ .‬نتائج البحث ‪٤٣ .................................................‬‬
‫‌ب ‪ .‬االقرتاحات ‪٤٤ ...................................................‬‬
‫ج‌ ‪ .‬اخلامتة‪٤٥ ........................................................‬‬
‫مصادر البحث ‪47 ...................................................‬‬

‫ع‬
‫الباب األول‬
‫مقدمة‬

‫أ‌‪ .‬خلفية البحث‬


‫أنزل هللا القرآن على نيب حممد صلى هللا عله وسلم ليخرج الناس من‬
‫الظلمات إىل النور‪ ،‬ويهديهم إىل صراط املستقيم‪ 1.‬والقرآن هو البحر احمليط‪،‬‬
‫بشمول علومه الدينية واإلجتماعية والكونية‪ .‬وقد وردت يف كثري من آايت‬
‫القرآن عن فضائل القرآن وعلومه‪ .‬ومنها ما هو متعلق بفضائل العلم والتعلم‬
‫‪2‬‬
‫والتدبر عن آايت هللا عز وجل‪.‬‬
‫ما أكثر من اآلايت القرآنية اليت تستحق التدبر والتفكر والتعقل‪ ،‬وما‬
‫أكثر املعحزات اليت جاء هبا القرآن لتكون دليال وشاهدا على عظمة هذا‬
‫الكتاب‪ ،‬وكل ما يف هذا الكتاب ال يناقض العلم أبدا‪ .‬ففي زمن نزول القرآن‬
‫ومنذ أول آية نزلت اعرتض الكفار على هذا الكتاب‪ .‬ولقد اهتموا أبن هذا‬
‫الكتاب مكتوب عند النيب حممد صلى هللا عليه وسلم‪ 3‬ولكن نيب حممد أمي‬
‫ال يقدر على القراءة‬
‫لقد حث القرآن الكرمي يف آايته الكثرية على النظر يف الكون‪ ،‬والتأمل‬
‫يف آايته ونوامسه ونظامه‪ ،‬والتفقه يف كل من كتاب هللا املقروء وهو القرآن‪،‬‬
‫وكتابه املنظور وهو الكون الفسيح املشهود اينما توجه اإلنسان ابصاره إىل‬

‫‪ 1‬مناع القطان‪ ،‬مباحث يف علوم القرآن‪( ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪ ،‬دون السنة)‪ ،‬ص‪5 .‬‬
‫‪ 2‬حممد على الصابوين‪ ،‬التبيان يف علوم القرآن‪( ،‬مكة املكرمة‪ :‬دار الصابوين‪ ،)2003 ،‬ص‪7.‬‬
‫‪ 3‬عبد الدائم الكحيل‪ ،‬روائع اإلعجاز العلمي يف الكون‪( ،‬دون املكان‪ :‬دون املطبعة‪،‬‬
‫‪ ،)2009‬ص‪135 .‬‬

‫‪١‬‬
‫‪٢‬‬
‫‪4‬‬
‫أي اجتاه‪.‬‬
‫أول ما نزل من القرآن هو سورة العلق وهو كلمة إقرأ!‪ .‬هذه الكلمة‬
‫ال تدعو إىل قرأة القرآن أو الكتب فحسب بل هذه اآلية تدعو الناس إىل‬
‫مالحظة والنظر إىل مجيع الكون ألن خلق هللا اإلنسان يف أحسن خلق‬
‫وليكون خليفة يف األرض‬
‫لقد اهتم القرآن الكرمي بذكر الدواب واألنعام وقد مسيت بعض سور‬
‫القرآن أبمساء بعضها وتعددت اآلايت الكرمية اليت حتدث هللا سبحانه فيها عن‬
‫الدواب بصورة عامة حيث تشمل كثريا من األنواع‪ :‬األنعام‪ ،‬الطري‪ ،‬الوحوش‪،‬‬
‫احلشرات وغري ذلك ليلفت هللا سبحانه نظر اإلنسان إىل عظيم خلق هللا‬
‫‪6‬‬
‫سبحانه‪ 5.‬وقد ذكر هللا احليوان يف القرآن ليكون متثيال أولفهم احلياة‪.‬‬
‫من اإلشارات الكونية يف سورة البقرة‪ ،‬اإلشارة إىل البعوضة وما فوقها‬
‫من اخللق‪ .‬وهي من أبسط احلشرات ولكنها تبالغ يف روعة بنائها‪ ،‬ودقة‬
‫خلقها ما تعجز البشر عن اإلتيان مبثلها‪ ،‬كما تبلغ يف خطرها علي حياة‬
‫‪7‬‬
‫اإلنسان أهنا تعد اليوم واحدة من أخطر اآلفات احلشرية على اإلطالق‪.‬‬
‫البعوضة هي احلشرة الصغرية املعروفة لدي البشر‪ ،‬والناس يف القدمي ال‬
‫يهتمون هذه احلشرة الصغرية‪ .‬ومنهم من يقول أبن هذه احلشرة هي احلشرة‬
‫‪ 4‬الدكتور عبد العليم عبد الرمحن خضر‪ ،‬الطبيعات واإلعجاز العلمي للقرآن الكرمي‪ : ( ،‬الدار‬
‫السعودية للنشر والتوزيع‪ ،)1986 ،‬ص‪34.‬‬
‫‪ 5‬د ماهر أمحد الصويف‪ ،‬آايت هللا يف حلق احليواانت الربية والبحرية وبعثها وحساهبا‪( ،‬‬
‫بريوت‪ :‬املكتبة العصرية‪ ،)2007 ،‬ص‪83 .‬‬
‫ ‪6‬‬
‫‪Lajnah Pentashihan Mushaf Al-Qur’an Badan Litbang dan Diklat Kementrian‬‬
‫‪Agama RI, Hewan dalam Perspektif Al-Qur’an dan Sains (Tafsir Ilmi), (Jakarta: Lajnah‬‬
‫‪Pentashihan Al-Qur’an, 2012), hlm. 24‬‬
‫‪ 7‬زغلول راغب حممد النجار‪ ،‬تفسري اآلايت الكونية يف القرآن الكرمي‪ ،‬ج‪ ( ،1 .‬القاهرة‪:‬‬
‫مكتبة الشروق الدولية)‪ 2007 ،‬م‪ ،‬ص‪79 .‬‬
‫‪٣‬‬

‫الصغرية املؤذية وغري نفية‪ ،‬ولكن الناس ال يعلمون ما سر يف خلق هذه احلشرة‬
‫الصغرية‬
‫إن هذه احلشرة الصغرية مع ضالة حجمها قد أدت إىل أمراض‬
‫متنوعة‪ ،‬وقد يسبب إىل موت عدد كثري من الناس‪ ،‬فالبعوضة األنثى اليت‬
‫تتغذى على دماء اإلنسان واحليوان وهي وسيلة خطرية لنقل العديد من‬
‫مسببات األمراض‪ ،‬ومن مث فهي تنقل إىل هذه العوائل كثريا من الكائنات‬
‫الدقيقة املمرضة مثل‪ :‬املالراي‪ ،‬واملالراي اخلبيثة‪ ،‬وداء الفيل‪ ،‬واحلمى الصفراء‪،‬‬
‫واحلمى الدماغية‪ ،‬واحلمى الشوكية‪ ،‬واحلمى النازفة‪ ،‬ومرض محى أيب الركب‪،‬‬
‫ومحى الوادى املتصدع‪ ،‬ومرق دودة القلب‪ ،‬وااللتهاب السحاين‪ ،‬وااللتهب‬
‫‪8‬‬
‫املخى‪ ،‬واالهتاب املخى الشوكي وغري ذلك‪.‬‬
‫ومن ذكر األمراض املهلكة مما سبق عرفت الباحثة خبطر البعوضة يف‬
‫العامل‪ ،‬ولكن قال هللا تعاىل أبنه ال خيلق شيئا ابطال‪ 9‬يف هذه الدنيا مهما يف‬
‫شيئ صغري مثل البعوضة وما فوقها‪ .‬ومن خلقها وذكرها يف القرآن ظهرت‬
‫أسئلة كثرية ما سر يف خلقها‬

‫ب‌‪ .‬حتديد املسألة‬


‫بعد مالحظة عن األسرار املوجودة عن البعوضة ولسهولة الكتابة‪،‬‬
‫حددت الباحثة حبثها عن هذا األمر‪:‬‬
‫‪ .1‬ما هي البعوضة يف القرآن؟‬

‫‪ 8‬د زغلول رغيب حممد النجار‪ ،‬تفسري اآلايت الكونية يف القرآن الكرمي ‪ ،‬ج‪ ( ،1 .‬القاهرة‪:‬‬
‫مكتبة الشروق الدولية‪ )2007 ،‬ص‪82 .‬‬
‫‪ 9‬القرآن الكرمي‪ ،‬سورة آل عمران‪191 :‬‬
‫‪٤‬‬

‫ج‪ .‬أهداف البحث‬


‫من حتديد املسألة السابق‪ ،‬فاهلدف الذي عزمت الباحثة الوصول إليه‬
‫وهو‪:‬‬
‫‪ . 1‬الكشف عن أسرار خلق البعوضة‬
‫‪ .2‬الكشف عن احلكمة اإلعجازية من اآلية‬
‫د‪ .‬أمهية البحث‬
‫لتعقيد أبن هذا البحث ذو قيمة نفسية يف حبثه‪ ،‬ستعترب الباحثة عن‬
‫أمهية البحث منها‪:‬‬
‫‪ . 1‬األمهية النظرية‬
‫أ‌) ليكون اسهاما فكراي ملن أراد أن يكشف عن أشرار البعوضة يف‬
‫القرآن‬
‫ب) غرس الرغبة يف دراسة علوم القرآن بدقة وإتقان للحصول على‬ ‫‌‬
‫درجة التدبر‪ ،‬ولكشف إعجاز العلمي عن البعوضة‬
‫ت) إظهار احلق أبن القرآن هو املعجزة اخلالدة إىل آخر الزمان‬ ‫‌‬
‫‪ .2‬األمهية العملية‬
‫أ‌) ليكون هذا البحث إعانة جديدة على تفكري الطالب والطالبات‬
‫يف معرفة معىن البعوضة يف القرآن‬
‫ب‌) ليكون مرجعا انفعا جلميع طالب وطالبات قسم علوم القرآن‬
‫والتفسري كلية أصول الدين جبامعة دار السالم خاصة وجلامعة‬
‫أخرى عامة‬
‫‪٥‬‬

‫ه‪ .‬البحوث السابقة‬


‫البحث اليت تبحث عن البعوضة خاصة مل يكن موجودا‪ ،‬ولكن‬
‫وجدت الباحثة حبثا كاد يشبه هبذا البحث منها‪:‬‬
‫األول‪ ” Matsal Serangga dalam Al-Qur’an”،‬رسالة األخرية ألفه‬
‫حممد رفقي ‪ ،‬جاكرات‪ :‬قسم علوم القرآن والتفسري‪ ،‬كلية أصول الدين جامعة‬
‫حكومية اإلسالمية شريف هداية هللا جاكرات ‪(UIN Syarif Hidayatullah‬‬

‫)‪ .2017 ،Jakarta‬يف هذا البحث كتب الباحث أبن يف القرآن قد ذكر‬
‫حيواان كثريا‪ ،‬ولكن الذي تبحث عن األنثال أو التشبيه‪ ،‬ثالث آايت‬
‫فحسب‪ .‬واستنتاج هذا البحث أبمنن هذه اآلية الثالثة بييني عن املثل يف‬
‫العنكبوت‪ ،‬البعوضة والذابب يف حبث علمي‬
‫الثاين‪ .Sifat-sifat Fasik dalam Al-Qur’an»« ،‬رسالة األخرية ألفه‬
‫أحادي شوال‪ ،‬ماكاسار‪ :‬قسم علوم القرآن والتفسري كلية أصول الدين‪،‬‬
‫فلسفة والسياية‪ .2016 ،‬يف هذا البحث كتب الباحث عن صفة الفاسقني‬
‫مستدلة بسورة البقرة اآلية‪ 27-26 :‬ال على صفة األصلية اليت يسبب إىل‬
‫يؤدي ويؤثّر أثرا سابيا‬
‫الفسق الذي ّ‬
‫واحلاصل من هذا البحث يدل أن الفسق من وجهة أخرى من عمل‬
‫السيئة اليت ال ينصب إىل فرقة ما‪ ،‬بل الفسق داخل يف نفس الكافرين‪،‬‬
‫املسلمني أو املؤمنني‪ .‬وسبب الفسق ليس من ذنب كبري بل سبب الفسق‬
‫أييت من ذنب صغري كذلك‬
‫وجه االتفاق من هذا البحث‪ ،‬أبن هذا البحث يبيني عن سورة البقرة‬
‫خصص الباحث البحث عن صفة الفاسقني‬ ‫اآلية‪ ،26 :‬ولكن فيىهذا البحث ّ‬
‫‪٦‬‬

‫‪“Efek ekstrak etanol daun ungu (Graptophyllum pictum‬‬ ‫الثالث‪:‬‬


‫‪[L.] Griff.) terhadap mortalitas larva nyamuk Anopheles aconitus‬‬

‫”]‪ [L.‬ستيفانوس إيرداان فوترا‪ ،‬البحث العلمي للحصول على درجة لسانس‪،‬‬
‫سوراكارات‪ :‬كلية الطبية‪ ،‬جامعة ‪ 11‬مارس ‪ 2016‬يف هذا البحث كان‬
‫الباحث يبحث عن شيئ لطارد البعوضة املصنوع من ورقة (‪Graptophyllum‬‬

‫‪ ).pictum [L.] Griff‬وهذه الورقة تؤثر كثريا ملوت البعوضة‬

‫و‪ .‬اإلطار النظري‬


‫عنوان هذا البحث هو البعوضة يف القرآن فاملعروف من هذا املوضوع‬
‫أبن اهلدف من هذا البحث هو الكشف عن أسرار يف خلق البعوضة وحكمة‬
‫خلقها‪ ،‬وهذا البحث فيه اإلعجاز العلمي‪ .‬وقبل أن ختط الباحثة يف حبث‬
‫هذا املوضوع فالزم أن تواضح الباحثة أساس حبثها بتعيني الدراسة اليت‬
‫ستسلكها يف هذا البحث‬
‫مضّرة من ذوات‬ ‫البعوضة عند املعجم الوسيط جنس حشرات ِ‬
‫اجلناحني وهو الناموس‪ 10‬ويطلق على البعوض يف مصر الناموس‪ 11‬ويف جملة‬
‫العلوم اإلسالمية ذكر أبن البعوضة من احلشرة الصغرية املعروفة لدي البشر‪،‬‬
‫وتالزمه يف كثري من األماكن وميكن وصفها أبهنا صديقة مؤذية وغري وفية‪،‬‬
‫وهلا الصفات العامة أبهنا‪ :‬حشرة حنيفة‪ ،‬ذات أجزاء فم اثقبة ماصة طويلة‪،‬‬
‫‪12‬‬
‫وبعض أنواع البعوض انقل لكثري من األمراض اخلطرية‪.‬‬
‫‪ 10‬جممع اللغة العربية‪ ،‬املعجم الوسيط‪ ( ،‬القاهرة‪ :‬دار الدعوة‪ ،‬ط‪)4 .‬ص‪93 .‬‬
‫‪ 11‬ماهر أمحد الصويف آايت هللا يف ممالك الكري والنحل والنمل واحلشرات‪( ،‬بريوت‪ :‬املكتبة‬
‫العصرية‪ ،)2007 ،‬ص‪283.‬‬
‫‪ 12‬م‪ .‬م حممد عزيز خملف الفهداوي‪ ،‬اإلعجاز العلمي يف احلشرات الطائرة اليت ذكرت يف‬
‫القرآن‪( ،‬دون املكان‪ :‬دون املطبعة‪ ،‬دون السنة)‪ ،‬ص‪331 .‬‬
‫‪٧‬‬

‫والقرآن هو أول أمساء الكتاب العزيز وأشهرها‪ ،‬وأصح األقوال يف‬


‫شرح معناه اللغوي أنه مرادف للقراءة‪ ،‬وقد قيل أبن القرآن الكرمي هو اللفظ‬
‫املعجز املوحي به إىل حممد صلّى هللا عليه وسلم بواسطة جربيل وهو منقول‬
‫ابلتواتر‪ ،‬املكتوب يف املصحف‪ ،‬املتعبد بتالوته املبدوء بسورة الفاحتة واملختوم‬
‫‪13‬‬
‫بسورة الناس‪.‬‬
‫والقرآن لغة مصدر من الفعل املهموز على وزن فعالن مشتق من كلمة‬
‫‪14‬‬
‫قرأ مبعىن تال‪ ،‬للقرآن أمساء‪ ،‬منها‪ :‬القرآن‪ ،‬الفرقان‪ ،‬الذكر‪ ،‬الكتاب والتنزيل‬
‫وأما اإلعجاز العلمي وهو املصدر أعجز‪ ،‬واإلعجاز يف الكالم هو‬
‫يؤدى املعين بطريق هو أبلغ من مجيع ما عداه الطرق‪ ،‬ويقصد بع إعجازه‬
‫أن ّ‬
‫‪15‬‬
‫للناس يف عدم قدرهتم على اإلتيان مبثله‬
‫إن قصارى األمر يف مسألة اإلعجاز العلمي َّ‬
‫أن احلقيقة الكونية اليت‬
‫خلقها هللا‪ ،‬وافقت احلقيقة القرآنية اليت تكلم هبا هللا‪ ،‬وهذا هو األصل؛ َّ‬
‫ألن‬
‫‪16‬‬
‫املتكلم عن احلقيقة الكونية املخرب هبا هو خالقها‪ ،‬فال ميكن أن خيتلفا البتة‬
‫وأما التفسري العلمي عند األستاذ أمني خويل هو التفسري الذي حيكم‬
‫االصطالحات العلمية يف عبارة القرآن وجيتهد يف استخراج خمتلف العلوم‬
‫‪17‬‬
‫واآلراء الفلسفية منها‬

‫‪ 13‬مصطفى ديب البغا‪ ،‬الواضح يف علوم القرآن‪ ( ،‬دمشق‪ :‬دار الكلم الطيب‪ ،1998 ،‬ج‪.‬‬
‫‪ )2‬ص‪15 .‬‬
‫‪ 14‬حسن منصور‪ ،‬الدين اإلسالمي‪( ،‬فونوروكو‪ :‬دار السالم الطبعة والنشر‪ ،‬دون السنة)‪ ،‬ص‪2.‬‬
‫‪ 15‬الفهداوي‪ ،‬إعجاز العلمي يف احليوان احلشرات املذكورة يف القرآن‪ ،...‬ص‪323 .‬‬
‫‪ 16‬د‪ .‬مساعد بن سليمان بن انصر الطيار‪ ،‬اإلعجاز العلمي إيل أين؟ مقاالت تقوميية لإلعجاز‬
‫العلمي‪( ،‬دون املكان‪ :‬دار ابن اجلوزي‪1433 ،‬ه)‪ ،‬ص‪19 .‬‬
‫‪ 17‬فهد بن عبد احلمن بن سليمان الرومي‪ ،‬اجتاهات التفسري يف القرن الرابع عشر‪،‬اجلزء األول‪،‬‬
‫(بريوت‪ :‬مئسسة الرسالة‪ ،)1997 ،‬ص‪547 .‬‬
‫‪٨‬‬

‫ز‪ .‬منهج البحث‬


‫‪ .1‬نوعية البحث‬
‫إن الدراسة اليت استخدمت الباحثة يف كتابة هذا البحث هي‬
‫دراسة مكتبية‪ ،‬مبطالعة الكتب الكثرية اليت تكون مصادر حبثها وبدراسة‬
‫العلمية أبخذ الفكرة العلمية‪ 18‬عن البعوضة يف القرآن عند العلماء‬
‫واملفسرين يف التفسري العلمي‬
‫‪ .2‬منهج البحث‬
‫أ‌‪ .‬منهج حتليلي (‪)Analysis Methode‬‬
‫منهج حتليلي وهو عبارة عن طريقة حتليلية يف أخذ االستنباط‬
‫برتكيز الفكر يف حتليل املسائل املوجودة مث الشرح‪ 19.‬وهي دراسة‬
‫اليت استخدمت الباحثة يف حتليل اآلية وكذالك الكشف والبيان عن‬
‫املعاين يف اآلية القرآنية ما يتعلق بسورة البقرة اآلية ‪ .26‬والتحليل‬
‫ابإلجياز هو عملية تعريف وتقومي لألجزاء اليت تكون منها الكل‪،‬‬
‫وهو وسيلة للحصول على معرفة غنية وجديدة متكن الباحث من‬
‫‪20‬‬
‫التمييز بني ما هو أساسي وما هو اثنوي من عناصر الظاهرة‬
‫ب‪ .‬منهج الوصفي (‪)Descriptive Method‬‬
‫‌‬
‫الوصف مبعناه الشامل هو صفة البحث اليت تستهدف‬

‫ ‪18‬‬
‫‪Nashruddin Baidan, Metodologi Khusus Penelitian Tafsir, (Yogyakarta: Pustaka‬‬
‫‪Pelajar, 2016), hlm. 28‬‬
‫ ‪19‬‬
‫‪Sugiyono, Metodologi Penelitian Kuantitas Kualitas dan R & D, Cet. 11, (Bandung:‬‬
‫‪Alfabeta, 2010), hlm. 2‬‬
‫‪ 20‬د‪ .‬هدى حممد العمودي‪ ،‬مناهج البحث العلمي يف دراسات املكتبات واملعلومات‪ :‬دراسة‬
‫حتليلية لإلنتاج الفكري املنشور يف الدورايت املتخصصة‪( ،‬دون املكان‪ :‬دون الطيعة‪ ،‬دون السنة)‪ ،‬ص‪15 .‬‬
‫‪٩‬‬

‫الوصف الكمي أو الكيفي لظاهرة اجتماعية أو إنسانية أو إدارية‬


‫أو جمموعة من الظواهر املرتابطة معا من خالل استخدام أدةوات‬
‫مجع البياانت املختلفة‪21.‬هذا املنهج العلمى املستخدم يف توضيح‬
‫شرحا وافيًا‪ ،‬جبمع املعلومات واحلقائق املؤثرات‬
‫الصفة وشرح الطبيعة ً‬
‫بني املعاين مث ترتيبها ترتيبا منطيقيا وحتليلها حتليال منظما للوصول‬
‫إىل االستنباط‪ 22.‬استخدمت الباحثة هذا املنهج لشرح رأي عبد‬
‫الدائم الكحيل عن البعوضة يف القرآن وتكميل الشرح من علماء‬
‫الباحث عن اإلعجاز العلمي‪ ،‬وكذلك لتحليل املسائل املتعلقة‬
‫هبذا املوضوع‬
‫يرتكز هذا املنهج على وصف دقيق وتفصيلي لظاهرة أو‬
‫موضوع حمدد علي صورة نوعية أو كمية رقمية‪ .‬يقتصر هذا املنهج‬
‫علي وضع قائم يف فرتة زمنية حمددة أو تطوير يشمل فرتات زمنية‬
‫‪23‬‬
‫عدة‪.‬‬
‫‪ .3‬مصادر البحث‬
‫أما املصادر الذي استخدمتها الباحثة لشمولة حبثها وهي‪:‬‬
‫‌أ‪ .‬املصادر الرئيسية‬
‫املصدر األساسي من هذا البحث هو األول‪ :‬كتاب من‬
‫إعجاز العلمي احليوان يف القرآن وتفسري اآلية الكونية يف القرآن‬
‫د‪ .‬هدى حممد العمودي‪ ،‬مناهج البحث العلمي يف دراسات املكتبات واملعلومات‪ ،.... :‬ص‪16 .‬‬ ‫‪ 21‬‬

‫‪Muhammad Hasan Ridwan, Metode Penelitian Tafsir, (Surabaya: Dunia Ilmu,‬‬


‫ ‪22‬‬

‫‪1997), p. 14‬‬
‫‪ 23‬األستاذ الدكتور حممد عبيدات‪ ،‬منهجية البحث العلمي القواعد واملراحل والتطبيقات‪،‬‬
‫(عمان‪ :‬دار وائل للنشر‪،)1999 ،‬ص‪46 .‬‬
‫‪١٠‬‬

‫الكرمي‪ ،‬الذان ألّفهما دكتور زغلول رغيب حممد ّ‬


‫النجار‪ ،‬اختارت‬
‫الباحثة هذان كتاابن يكوانن املصدري األساسي ألن فيها بيان‬
‫شامل عن بيان إعجاز العلمي عن البعوضة اليت أرادت الباحثة‬
‫الكشف عنه‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬موسوعة الكحيل لإلعجاز العلمي يف القرآن‬
‫والسنة ألفه عبد الدائم الكحيل‪ ،‬اختارت الباحثة هذا الكتاب ألن‬
‫فيه بيان عن صغر البعوضة ولكن هلا خطر عظيم لدي اإلنسان‬
‫الثالث‪ :‬موسوعة كونية الكربي آايت هللا يف ممالك الطري‬
‫والنحل والنمل واحلشرات الذي ألفه د‪ .‬ماهر أمحد الصويف‪ ،‬فيه‬
‫بيان عن الوضع التصنيفي للبعوضة واألمهيو الطبية للبعوضة‬
‫ب‪ .‬املصادر الثانوية‬
‫املصدر اجلزئي أو املصدر الثانوي من هذا البحث هو‬
‫مجيع الكتب الذي يكشف عن البعوضة من كتب العلمي أو‬
‫التفسري منها‪:‬‬
‫األول‪ :‬كتاب موسوعة اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي‬
‫والسنة املطهرة ألفه يوسف احلاج أمحد يف هذا الكتاب هناك‬
‫البااين القليل عن البعوضة يف القرآن‬
‫الثاين‪ :‬كتاب دراسات يف علوم القرآن ألفه فهد عبد‬
‫الرمحن بن سليمان الرومي‪ ،‬أخذت الباحثة هذا الكتاب ليكون‬
‫مصدر األساسي ألن فيه بيان عن التفسري العلمي يف القرآن‬
‫‪١١‬‬

‫‪Tafsir Ilmi Hewan Perspektif Al-Qur’an‬‬ ‫الثالث‪ :‬كتاب‬


‫ألفه جلنة تصحيح القرآن‪ ،‬اختارت الباحثة هذا الكتاب ألن فيه‬
‫البيان اجململ عن البعوضة يف القرآن‬
‫الرابع‪ :‬كتاب املوسوعة املصورة لإلعجاز العلمي يف‬
‫القرآن الكرمي والسنة املطهرة ألفه عبد الدائم الكحيل‪ ،‬أخذت‬
‫الباحثة هذا الكتاب ألن فيه بيان علالقة البعوضة ابإلنسان‬

‫ح‪ .‬خطة كتابة البحث‬


‫لسهولة البحث والكتابة عن هذا املوضوع‪ ،‬قسمت الباحثة حبثها على‬
‫أربعة أبواب فيما يلي‪:‬‬
‫الباب األول‪ :‬كما العادة حيتوي هذا الباب على املقدمة وهي البيان اجململ‬
‫عن مسألة يف هذا البحث‪ .‬املشتمل على خلفية البحث‪،‬‬
‫حتديد املسألة‪ ،‬أهداف اليحث‪ ،‬أمهية البحث‪ ،‬البحوث‬
‫السابقة‪ ،‬اإلطار النظري‪ ،‬منهج البحث وخطة كتابة البحث‬
‫الباب الثاين‪ :‬يف هذا الباب قسمت الباحثة البحث إىل ثالثة أقسام الفصل‬
‫األول البحث عن تعريف البعوضة‪ ،‬والفصل الثاين اإلعجاز‬
‫العلمي‪ ،‬والفصل الثالث البحث عن تعريف التفسري العلمي‬
‫الباب الثالث‪ :‬يف هذا الباب كتبت الباحثة شرح والبيان عن حتديد املسألة‬
‫الذي حيتوي على ثالثة فصول‪ .‬الفصل األول عن تفسري‬
‫آية البعوضة‪ ،‬والفصل الثاين عن أسرار يف خلق البعوضة‬
‫اليت حتتوي على مخسة مباحث‪ ،‬والفصل الثالث عن احلكمة‬
‫‪١٢‬‬

‫اإلعجازية من اآلية‬
‫الباب الرابع‪ :‬هذا الباب هو الباب األخري من هذه الكتابة الذي حيتوي على‬
‫ثالثة فصول‪ .‬الفصل األول عن نتائج البحث‪ ،‬والفصل الثاين‬
‫عن االقرتاحات والفصل الثالث عن اخلامتة‬
‫الباب الثاين‬
‫تعربف البعوضة واإلعجاز العلمي‬

‫أ‌‪ .‬التعريف عن البعوضة‬


‫البعوضة هي حشرة صغرية معروفة لدي اإلنسان وتالزمه يف كثري‬
‫من األماكن وميكن وصفها أبهنا صديقة مؤذية وغري وفية‪ 24‬وهي من احلشرة‬
‫متطفلة تنشط يف الظالم وتتغذى على دماء اإلنسان واحليواانت الفقارية‬
‫االخرى ومن مث فهي تنقل إىل هذه العوائل كثريا من الكتئنات الدقيقة املمرضة‬
‫الوضع التصنيفي للبعوضة فإهنا يطلق على البعوض اصطالح‬
‫‪ ،Mosquitos‬ويتبع رتبة ثنائية األجنحة ‪ ،Order: Diptera‬ويقع حتت رتيبة‬
‫ثنائية األجنحة ذات القرون الطويلة ‪Order:Nomera Sub25‬‬

‫البعوضة هلا تركيب معقد جدا ال يزال العلماء يكتشفونه يوما بعد‬
‫يوم‪ 26.‬طول البعوضة بني الثالثة والتسعة ميلمرتات‪ ،‬ومع ضالة حجمها فإن‬
‫جسمها يتكون كما تتكون أجساد غريها من احلشرات من رأس وصدر‬
‫وبطن‪ ،‬وهلا ثالثة أزواج من األرجل الطويلة النحيلة‪ ،‬وزوج من األجنحة‬
‫الدقيقة القوية والقادرة على اخلفق املتواصل السريع الذي يصل إىل ستمئة‬
‫خفقة يف الثانية الواحدة‪ ،‬وهلا قران استشعار يف قمة احلساسة والكفاءة‪ ،‬وعني‬
‫البعوضة عني مركبة تتألف من مئات العيينات املستقلة تشرحييا واملتكاملة‬

‫م‪.‬م حممد عزيز خملف الفهداوي‪ ،‬اإلعجاز العلمي يف احلشرات الطائرة اليت ذكرت ‪،....‬‬ ‫‪ 24‬‬

‫ص‪331 .‬‬
‫ماهر أمحد الصويف‪ ،‬آايت هللا يف ممالك‪ ، ...‬ص‪283 .‬‬ ‫‪ 25‬‬

‫عبد الدائم الكحيل‪ ،‬موسوعة الكحيل لإلعجاز العلمي يف القرآن‪ ،...‬ص‪87 .‬‬ ‫‪ 26‬‬

‫‪١٣‬‬
‫‪١٤‬‬

‫وظيفيا مما يعطيها قدرة هائلة على الرؤية ابلليل وابلنهار يف كل أطياف‬
‫‪27‬‬
‫الضوء‪ ،‬وهلا مجيع األجهزة احليوتنية كاملة على الرغم من ضالة حجمها‬
‫يوجد أكثر من ألفي نوع من البعوض حول العامل‪ 28.‬أخطرها األنواع‬
‫الثالثة التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬بعوضة األنفيل (‪ :)Anopheles‬اليت تنقل مرض املالراي‪ ،‬مرض الربداء‪،‬‬
‫وهذا الطفيل معروف ابسم ‪)(Plasmodium‬خطري كما تنقل طفيليات‬
‫العديد من األمراض األخرى مثل‪ :‬طفيل مرض الفالراي )‪(Filaria‬الذي‬
‫يسبب داء الفيل(‪ ،)Elephantiatis‬وتنقل فريوس محى التهاب الدماغ‬
‫املعروف ابسم احلمى الدماغية(‪)Enchephalitis‬‬
‫‪ .2‬بعوضة الكولكس (‪ :)culex‬اليب تنقل كل من طفيل مرض الفالراي‬
‫وفريوس احلمى الدماغية‬
‫‪ .3‬بعوضة الزاعجة)‪ : (Aedes‬اليت تنقل فريوسات احلمى الصفراء‪(Yellow‬‬

‫)‪ Fever‬واحلمى الدماغية ومحى الضنك )‪ ،(Dengue Fever‬أومحر داء‬


‫‪29‬‬
‫الركب أو محى الركب النازفة أو محى تكسري العظام‬
‫وهناك نوع آخر من البعوضة منها‪:‬‬
‫‌أ)‪ .‬بعوضة جريونوميد ‪ :Chironomid‬هذه البعوضة له مخسة آالف‬
‫نوع‪ .‬وكان عالماهتا أبهنا لينة‪ ،‬لوهنا أمسر أو كاد أخضر‪ ،‬ولكن‬
‫ال تستحق هي الفم وظيفي وطوهلا ‪ 9-1‬ميليمرتات‪ .‬والفرق بني‬

‫‪ 27‬زغلول رغيب حممد النجار‪ ،‬من آايت اإلعجاز العلمي احليوان يف القرآن الكرمي‪( ،‬بريوت‪:‬‬
‫دار املعرفة‪175 ،)2006 ،‬‬
‫‪ 28‬الكحيل‪ ،‬موسوعة الكحيل‪،....‬ج‪ ،23 .‬ص‪87 .‬‬
‫‪ 29‬زغلول راغب حممد النجار‪ ،‬تفسري اآلايت الكونية يف القرآن الكرمي‪( ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة‬
‫الشروق الدولية‪ ،)2007 ،‬ج‪ ،1 .‬ص‪83 .‬‬
‫‪١٥‬‬

‫الذكر واألنثى‪ ،‬أبن ذكر البعوض له جسم هيف هبوائي مغطي‬


‫ابلرش وأما أنثى البعوض هلا جسم قوي هبوائي مغطى ابلشعر‪.‬‬
‫تعيش بيضة هذه البعوضة حواىل سنتني أو ثالث سنوات وأما عند‬
‫‪30‬‬
‫حياهتا تعيش ال أكثر من أسبوعني‪.‬‬
‫‌ب)‪ .‬بعوضة فطرة‪ :‬شكل هذه احلشرة صغرية‪ ،‬كادت تشبه ابلبعوضة‪.‬‬
‫لوهنا أمسر‪ ،‬أسود‪ ،‬أو كاد أصفر‪ ،‬وبعض جنسها لوهنا صاف‪ .‬وكان‬
‫شكل صدرها حمدودب‪ ،‬وهلا رجل طويل وأهيف‪ .‬طوهلا حوايل‬
‫‪ 44-2‬ميلمرتات‪ ،‬توضع البيضة يف فطرة‪ ،‬حتت أو على قشرة‬
‫الشجرة أو جدار الغار‪ .‬أتكل الريقات مادة الفطرة ةأحياان أتكل‬
‫‪31‬‬
‫احلشرة الصغرية أو دودة‬
‫ب‪ .‬التعريف عن اإلعجاز العلمي‬
‫اإلعجاز لغة مشتق من العجز مبعىن نقيض احلزم‪ 32،‬واإلعجاز مصدر‬
‫من أعجز وهو الفوت والسبق‪ .‬واملعجزة أمر خارق للعادة مقرون ابلتحدى‪،‬‬
‫سامل من املعارضة‪ .‬وهي أمر يعجز البشر متفرقني عن اإلتيان مبثله وجمتمعني‬
‫عن اإلتيان مبثله‪ ،‬جيريه هللا سبحانه وتعاىل على يد الرسول ليكون شاهدا على‬
‫صدقه‪ 33.‬وأما اإلعجاز القرآن يقصد له إعجاز القرآن الناس أن أيتوا مبثله‪،‬‬
‫أي نسبة العجز إىل الناس بسبب عدم قدرهتم على اإلتيان مبثله‬

‫ ‪30‬‬
‫‪Dorling Kindersley, Ensiklopdia Dunia Hewan, ( Jakarta: Lentera Abadi, 2010),‬‬
‫‪hlm. 567‬‬
‫ ‪31‬‬
‫‪Dorling Kindersley, Ensiklopdia Dunia Hewan, hlm. 567‬‬
‫‪ 32‬يوسف احلاج أمحد‪ ،‬موسوعة اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي والسنة املطهرة‪ ( ،‬دمشق‪:‬‬
‫مكتبة ابن حجر‪ ،)2003 ،‬ص‪14 .‬‬
‫‪ 33‬د‪ .‬أمحد أبو الوفا عبد اآلخر‪ ،‬املعجزة اخلالدة مدخل إىل دراسة اإلعجاز العلمي يف القرآن‬
‫والسنة‪( ،‬دون املكان‪:‬دون املطبعة‪ ،)2005 ،‬ص‪11 .‬‬
‫‪١٦‬‬

‫تعريف العلم‪ :‬وصف اإلعجاز هنا أبنه علمي نسبة إىل العلم‪ .‬والعلم‬
‫هو إدراك األشياء على حقائقها‪ .‬أو هو صفة ينكشف هبا املطلوب انكشافا‬
‫‪34‬‬
‫اتما‪ .‬واملقصود ابلعلم يف هذا املقام العلم التجرييب‬
‫لبيان اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي‪ ،‬ال بد من احلديث واملعرفة‬
‫‪35‬‬
‫عن أمرين هامني‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن القرآن ال يعارض مع اليقيين من العلم‪ ،‬أن القرآن الذي نزل‬
‫منذ أربعة عشر قران يف عهد اجلهل املطبق قد اشتمل على حقائق علمية كثرية‬
‫انصعة‪ ،‬أوردها هللا تعاىل ليدل الناس على وجوده ووحدانيته وقدرته وعظمته‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تقدم العلم يف هذا الزمان فغنه ال توجد حقيقة علمية منافية‬
‫ملا ورد يف القرآن الكرمي مطلقا‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬جاء القرآن حبقائق علمية كشف عنها العلم احلديث‪ ،‬إنه‬
‫العجاز البشر أي يذكر القرآن حقائق علمية دقيقة‪ ،‬كان اإلنسان جيهلها‪،‬‬
‫فكشف عنها العلم يف العصر احلديث عندما تطورت أجهزته وتقدمت وسائله‬
‫وأساليبه‪ .‬مثال ذلك يف قوله تعاىل يف سورة املئمنون الىية ‪ 13-12‬ابن يف‬
‫هذه الىية بيان عن مراحل منو نطفة ‪ ،‬فاملراحل اليت ذكرها القرآن هي املراحل‬
‫نفسها اليت حددها العلم احلديث بعد نشوء علم االجنة التشرحيي وتقدم‬
‫وسائله يف القرن األخري‬

‫‪ 34‬الشيخ عبد اجمليد الزانداين‪ ،‬أتصيل اإلعجاز العلمي يف القرآن والسنة‪( ،‬بريوت‪ :‬املكتبة‬
‫العصرية‪) ،‬ص‪14 .‬‬
‫‪ 35‬رحن ضياء الدين عرت‪ ،‬املعجزة اخلالدة‪( ،‬بريوت‪ :‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،)1994 ،‬ص‪334 .‬‬
‫‪١٧‬‬

‫من مثال اآليت تعرف هل يعقل أن يكون ظهور هذا الكشف العلمي‬
‫الدقيق منذ ثالثة عشر قران على لسان رجل أمي مل يتلق العلم‪ ،‬هل يعقل أن‬
‫‪36‬‬
‫يكون إال بوحي من هللا تعاىل خالق اإلنسان؟‬
‫‪37‬‬
‫وهناك شروط لتسمية املعجزة‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون احلادث مما ال يستطيع البشر‪ ،‬بل هللا عز وجل فقط يقدر عليه‬
‫‪ .2‬أن يكون هذا احلادث خارجا عن قوانني الطبيعة‬
‫‪ .3‬أن ينبئ عنه احلكيم وأييت موافقا ملا قال‬
‫اإلعجاز العلمي هو إخبار القرآن الكرمي ابحلقائق يف شىت العلوم‪ ،‬ويف‬
‫الكون‪ ،‬مبعطيات علمية وتعبريات دقيقة‪ ،‬تصرحيا أو إبشارات تلميحية‪ ،‬واليت‬
‫مل تكن معروفة يف عصر نزول القرآن كما مل تكن معلومة لرسول هللا حممد‬
‫صلى هللا عليه وسلم‬
‫املعىن بدراسة‬‫وصف اإلعجاز هنا أبنه علمى نسبة إىل العلم التجريىب ّ‬
‫الظواهر املطردة ىف اآلفاق وىف األنفس وصوال إىل القوانني الىت تفسر سلوكها‬
‫وتعلل حدوثها حبيث تنكشف حقائق األشياء انكشافا اتما‪ ،‬وتتجلى حقيقة‬
‫‪38‬‬
‫احلقائق متمثلة ىف اإلميان اخلالص على هدى وبصرية ابخلالق الواحد‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مصدقا لقوله تعاىل‪َ :‬سنُ ِري ِه ْم آايتنا ِف ْالفاق َوِف أَنـُْفس ِه ْم َح َّت يـَتـَبـََّ َ‬
‫ي َلُْم أَنَّهُ‬
‫‪39‬‬
‫ك أَنَّهُ َعلى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِهي ٌد‪.‬‬ ‫ال ُّق أَوَل ي ْك ِ‬
‫ف بَِربِّ َ‬ ‫َْ َ ْ َ‬
‫املعجزة ضرابن ‪:‬حسية وعقلية‪ ،‬القرآن الكرمي جيمع بني الصفتني فهو‬
‫‪ 36‬رحن ضياء الدين عرت‪ ،‬املعجزة اخلالدة‪( ،‬بريوت‪ :‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،)1994 ،‬ص‪334 .‬‬
‫‪ 37‬يوسف احلاج‪ ،‬موسوعة اإلعجاز العلمي‪ ،...‬ص‪14 .‬‬
‫‪ 38‬جمموعة من األساتذة والعلماء املتخصصني‪ ،‬املوسوعة القرآنية املتخصصة‪ ( ،‬مصر‪ :‬اجمللس‬
‫األعلى للشئون اإلسالمية‪ ،)2002 /‬ص‪693-692.‬‬
‫‪ 39‬القرآن الكرمي‪ ،‬سورة فصلت‪53 :‬‬
‫‪١٨‬‬

‫معجزة عقلية‪ ،‬فهو يف نفس نفسه معجزة حسية مبا يكون يشاهد‪ .‬واإلعجاز‬
‫العلين من وجوه اإلعجاز املوضوعي للقرآن الكرمي‪ ،‬وتعاظمت أمهيته يف‬
‫العصر احلديث لكيهر وجه اإلعجاز العلمي يتحدى به القرآن الثقافات‬
‫‪40‬‬
‫العلمية والتفكري املادي‬
‫‪ .1‬مسرية اإلعجاز العلمي للقرآن الكرمي عرب التاريخ‬
‫مسرية بيان اإلعجاز العلمي للقرآن الكرمي مسجلة عرب التاريخ‬
‫على صفحات الرتاث يف ساحة الثقافة والفكر اإلسالمي‪ ،‬لقد ظهر‬
‫وجه اإلعجاز العلمي القرآين منذ اللحظة األوىل لنزول القرآن كجزء من‬
‫اإلعجاز املوضوعي ابعتبار أن اللغة واملعىن مها وجها الكالم‪ ،‬والقرآن‬
‫الكرمي هو كالم هللا وهو معجز بوجهيه‪ :‬اللغوي واملوضوعي‪.‬‬
‫لقد الحظ العلماء واملفسرون منذ فجر اإلسالم كثرة اآلايت‬
‫الكونية واإلشارات العلمية ابلقرآن الكرمي‪ ،‬التوجيهات املتكررة إىل النزر‬
‫يف بديع صنع هللا يف ملكوت السموات واألرض‪ ،‬واستنبط العلماء‬
‫من ذلك االهتمام القرآين مبوضوعات الكونيات أن القرآن كنز للعلوم‬
‫‪41‬‬
‫واملعارف ومصدر للمعطيات العلمية‪.‬‬
‫مث جاء عصر النهضة العلمية العاملية وسطوح مشس العلوم الكوينة‬
‫لفضل الكم العالئل من االكتشافات‪ ،‬من خالل الدراسات واألحباث‬
‫التجريبية املدعومة ابلتطور التقين وظهرت العلوم الكونية املختلفة يف‬
‫شىت جماالت الفطرة‪ :‬علوم الطب والتشريع ووظائف األعضاء‪ ،‬علوم‬
‫‪ 40‬دكتور أمحد أبو الوفا عبد اآلخر‪ ،‬املعجزة اخلالدة مدخل إىل دراسة اإلعجاز العلمي يف‬
‫القرآن والسنة‪( ،‬ص‪13 .‬‬
‫‪ 41‬دكتور أمحد أبو الوفا ‪ ،‬املعجزات اخلالدة‪ ،...‬ص‪25 .‬‬
‫‪١٩‬‬

‫الفلك واألرصاد والفضاء‪ ،‬علوم األرض واملياه والبحار إىل غري ذلك‬
‫مصدقا بقوله اعاىل يف سورة فصلت وصار هلذه العلوم الكونية علماء‬
‫متخصصون‪ .‬وأصبح من السهل إدراك ما ينطوي عليه القرآن وآايته من‬
‫حقائق ومعطيات علمية‪ ،‬خاصة بعد ظهور الكشوف يف شىت العلوم‬
‫اليت تطابق بعض اإلشارات العلمية القرآنية‪ .‬أهل االختصاص من علماء‬
‫الكونيات إىل هذا الصدر العلمي الرابين‪ ،‬كما تنتبه إليه بعض العلماء‬
‫غري املسلمني‪ ،‬وبدا االهتمام ابلبحث يف القرآن الكرمي للتعريف على‬
‫‪42‬‬
‫غشارته العلمية وتطبيق الكشوف العلمية عليها‪.‬‬
‫وانكشف وحه اإلعجاز العلمي للقرآن الكرمي الكرمي بكل‬
‫وضوح‪ .‬وبدأ االهتمام ابلتعرف عليه ودراسته أبسلوب علمي ومنهجه‬
‫ذات ضوابط وشروط‪ .‬وتسابق العلماء والباحثون مبزيد من االهتمام‬
‫على تلك الدراسات اليت ظهرت بسائرها يف تكوين اجلمعيات واهلينات‬
‫وعقد الندوات واملؤمترات العاملية‪ ،‬وأتليف الكتب‪ ،‬كلها حرسص على‬
‫إظهار « اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي» دون جتاوزت فكرية أو‬
‫‪43‬‬
‫خروج عن ضوابط التفسري‬

‫ج‪ .‬التعريف عن التفسري العلمي‬


‫إن علم التفسري من أرفع العلوم يف علوم الشريعة واشرف العلوم‬
‫موضوعا وعرضا وحاجة‪ ،‬ألن موضوعه كالم هللا تعاىل الذي ينبوع كل حكمة‬
‫وعتدن كل فضيلة وغرضه االعتصام ابلعروة الوثقى والوصول إىل السعادة‬

‫دكتور أمحد أبو الوفا ‪ ،‬املعجزات اخلالدة‪ ،...‬ص‪25 .‬‬ ‫‪ 42‬‬

‫دكتور أمحد أبو الوفا ‪ ،‬املعجزات اخلالدة‪ ،...‬ص‪25 .‬‬ ‫‪ 43‬‬


‫‪٢٠‬‬
‫‪44‬‬
‫احلقيقة واحلاجة إليه ألن كل كمال ديين ودنيوي البد موافقا للشرع‬
‫لقد اختلف العلماء يف بيان عن معىن التفسري لغة واصطالحا منهم‬
‫من يقول أبن املعىن منه اإليضاح والتبيني‪ 45،‬ومن يقول أبن التفسري هو‬
‫التفعيل من الفسر مبعىن اإلابنة وكشف املراد عن اللظف املشكل‪ 46.‬والتفسري‬
‫يف االصطالح من يقول أبن هو علم يبحث فيه عن القرآن الكرمي من حيث‬
‫داللته على مراد هللا تعاىل بقدر الطاقة البشرية‪ .‬وقيل أبنه علم يعرف فيه عن‬
‫فهم كتاب هللا‪ ،‬وبيان معانيه‪ ،‬واستخراج أحكامه مستمدا على علم هللا العربية‬
‫والنحو والتصريف وعلم البيان وعألصول الفقه وغري ذلك‪ 47‬ومنهم من يقول‬
‫أبن املراد من التفسري اصطالحا هو علم يفهم به كتتاب هللا تعاىل املنزل على‬
‫‪48‬‬
‫نبيه حممد صلى هللا عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه‬
‫وللتفسري العلمي تعريفات كثرية منها‪ ،‬ما قاله أمن اخلويل أبنه التفسري‬
‫الذي حيكم االصطالحات العلمية يف عبارة القرآن وجيتهد يف استخراج‬
‫خمتلف العلوم واآلراء الفلسفية منها‪ 49.‬وقال فهد الرومي أبن التفسري العلمي‬
‫هو إجتهاد املفسر يف كشف الصلة بني اآلايت القرآن الكرمي ومكتشفات‬
‫العلم التجرييب والربط بينهما بوجه من الوجوه‪ .‬هذا التعريف مبا هو عليه‪ ،‬وأا‬
‫تعريفه بنا هو ينبغي أن يكون عليه فهو كشف الصلة بني النصوص القرآنية‬
‫‪ 44‬مناع القطان‪ ،‬مباحث يف ‪ ،....‬ص‪32 .‬‬
‫‪ 45‬رمضان خيلف‪ ،‬مناهج املفسرين من النشأة إىل ما قبل العصر احلديث‪( ،‬دون املكان‪ :‬دون‬
‫املطبعة‪ )2014 ،‬ص‪9 .‬‬
‫‪ 46‬د فهد عبد الرمحن بن سليمان الرومي‪ ،‬حبوث يف أصول التفسري ومناهجه‪( ،‬الرايض‪ :‬مكتبة‬
‫التوبة‪ ،)1413 ،‬ص‪7 .‬‬
‫‪ 47‬رمضان خيلف‪ ،‬مناهج املفسرين من النشأة إىل ما قبل العصر احلديث‪ ،...‬ص‪9 .‬‬
‫‪ 48‬الرومي‪ ،‬حبوث يف أصول ‪ ،...‬ص‪8 .‬‬
‫‪ 49‬فهد بن عبد الرمحن بن سليمان الرومي‪ ،‬اجتاهاجات التفسري يف القرن الرابع عشر‪،‬‬
‫(الرايض‪ :‬مئسسة الرسالة‪ ،)1997 ،‬ص‪5474.‬‬
‫‪٢١‬‬
‫‪50‬‬
‫وحقائق العلم التجرييب‬
‫التفسري العلمي للقرآن الكرمي هو شكل من أشكال التفسري لآلايت‬
‫القرآنية مبا ينفتح من املعارف الكونية اليت أصبحت حقائق علمية وحسب‬
‫املدلول اللغوي للكلمة ودون (يل) للمعىن أو خروج به عن قواعد اللغة‪،‬‬
‫‪51‬‬
‫وبدون تعسف يف التأويل‬

‫د‌‪ .‬املؤيدون واملعارضون للتفسري العلمي‬


‫القرآن الكرمي كالم هللا‪ ،‬والكون كله من خلق هللا‪ ،‬وال يشك مؤمن يف‬
‫التطابق التام بني كالم هللا تعاىل وبني حقائق هذا الكون ونظامه‪ .‬وال ريب أن‬
‫جديدا أثبته العلماء ابلربهان القاطع مث جيد‬
‫املؤمن حني يقرأ اكتشافًا علميًّا ً‬
‫مذكورا يف القرآن أو ما يوافقه فإنه يشعر بزايدة الطمأنينة القلبية‬
‫ً‬ ‫ذلك‬
‫لكن هذه املقارنة أو التوفيق بني النص القرآين الكرمي واالكتشاف‬
‫العلمي اجلديد ينبغي أن تكون له ضوابطه وأن تكون له موازينه‪ .‬وهلذا وقع‬
‫‪52‬‬
‫االختالف بني العلماء يف التفسري العلمي للقرآن الكرمي بني مؤيد ومعارض‪.‬‬
‫ومن املؤيدين للتفسري العلمي هم اإلمام الغزايل‪ ،‬فخر الدين الرازي‪،‬‬
‫الزخمشري‪ ،‬السيوطي‪ ،‬البيضاوي‪ ،‬نظام الدين النيسابوري‪ ،‬اآللوسي‪ ،‬طنطاوي‬
‫جوهري‪ ،‬اإلسكندراين‪ ،‬الكواكيب‪ ،‬حممد فريد وجدي‪ ،‬الرافعي‪ ،‬القامسي وغري‬
‫‪53‬‬
‫ذلك‬
‫‪ 50‬فهد عبد الرمحن بن سليمان الرومي‪ ،‬دراسات يف علوم القرآن‪( ،‬الرايض‪ :‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ط‪ ،)14 .‬ص‪316 .‬‬
‫‪ 51‬دكتور أمحد أبو الوفا ‪ ،‬املعجزات اخلالدة‪ ،...‬ص‪16 .‬‬
‫‪ 52‬فهد عبد الرمحن بن سليمان الرومي‪ ،‬دراسات يف علوم القرآن‪( ،‬الرايض‪ :‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،2003 ،‬ط‪ ،)14.‬ص‪290 .‬‬
‫‪ 53‬الرومي‪ ،‬دراسات ‪ ،...‬ص‪318 .‬‬
‫‪٢٢‬‬

‫‪ .1‬اإلمام الغزايل‬
‫أن اإلمام الغزاىل كان أكثر من استوىف بيان هذا القول ىف تفسري‬
‫القرآن‪ ،‬وأهم َمن أيده وعمل على تروجيه ىف األوساط العلمية اإلسالمية‪،‬‬
‫على رغم ما قرر فيها من قواعد فهم عبارات القرآن‪.‬‬
‫ويف كتاب اإلحياء للغزاىل أنه يعقد الباب الرابع من أبواب‬
‫آداب تالوة القرآن‪ ،‬ىف فهم القرآن وتفسريه ابلرأى من غري نقل‪ .‬وفيه‬
‫ينقل عن بعض العلماء «أن القرآن حيوى سبعة وسبعني ألف علم ومائىت‬
‫علم‪ ،‬إذ كل كلمة علم‪ ،‬مث يتضاعف ذلك أربعة أضعاف‪ ،‬إذ لكل كلمة‬
‫ظاهر وابطن‪ ،‬وحد ومطلع»‪ ،‬مث يروى عن ابن مسعود رضى هللا عنه أنه‬
‫‪54‬‬
‫األولني واآلخرين فليتدبر القرآن‬
‫«من أراد علم َّ‬
‫قال‪َ :‬‬
‫مث إذا كشف الناس كتاب جواهر القرآن الذى ألَّف الغزايل بعد‬
‫اإلحياء كما يظهر من مقدمته‪ ،‬فوجد فيه زايدة بياانً وتفصيالً الذي قرره‬
‫يف اإلحياء‪ ،‬فيعقد الفصل الرابع منه لكيفية انشعاب العلوم الدينية كلها‬
‫وما يتصل هبا من القرآن عن تقسيمات وتفصيالت توالها ال نطيل‬
‫بذكرها‪ ،‬ويكفى أن نقول‪ :‬إنه قسم علوم القرآن إىل قسمني‪:‬‬
‫األول‪ :‬علم الصدف والقشر‪ ،‬وجعل من مشتمالته‪ :‬علم اللُّغة‪.‬‬
‫وعلم النحو‪ :‬وعلم القراءات‪ ،‬وعلم خمارج احلروف‪ .‬وعلم التفسري الظاهر‪.‬‬

‫‪ 54‬الدكتور حممد السيد حسني الذهيب‪ ،‬التفسري واملفسرون‪( ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪ ،‬ج‪،)،3 .‬‬
‫ص‪356-349 .‬‬
‫‪٢٣‬‬

‫والثاىن‪ :‬علم اللُّباب‪ .‬وجعل من مشتمالته‪ :‬علم قصص َّ‬


‫األولني‪،‬‬
‫وعلم الكالم‪ ،‬وعلم الفقه‪ ،‬وعلم أُصول الفقه‪ ،‬والعلم ابهلل واليوم اآلخر‪،‬‬
‫والعلم ابلصراط املستقيم‪ ،‬وطريق السلوك‪.‬‬
‫مث يعقد الفصل اخلامس منه لكيفية انشعاب سائر العلوم من‬
‫القرآن‪ ،‬فيذكر علم الطب والنجوم‪ ،‬وهيئة العا َل‪ ،‬وهيئة بدن احليوان‪،‬‬
‫‪55‬‬
‫وتشريح أعضائه‪ ،‬وعلم السحر وغري ذلك‬
‫‪ .2‬جالل الدين السيوطي‬
‫كذلك جالل الدين السيوطى ينحو منحى الغزاىل ىف القول‬
‫ابلتفسري العلمى‪ ،‬ويقرر ذلك بوضوح وتوسع ىف كتابه اإلتقان يف النوع‬
‫اخلامس والستني منه‪ ،‬كما يقرر ذلك أيضاً مبثل هذا الوضوح والتوسع‬
‫ىف كتابه اإلكليل ىف استنباط التنزيل ويوجد أنه يسوق من اآلايت‬
‫واألحاديث واآلاثر ما يستدل به على أن القرآن مشتمل على كل‬
‫‪56‬‬
‫العلوم‪.‬‬
‫‪ .3‬طنطاوي جوهري‬
‫كان جوهري له كتاب التفسري املعروف وهو اجلواهر يف تفسري‬
‫القرآن‪ ،‬هلذا الكتاب جملدات كثرية حويل ‪ 25‬جملدات‪ .‬قال طانطاوي‬
‫جوهري يف كتابه أبنه خلق مغرما ابلعجائب الكونية‪ ،‬بدر يسري‪ ،‬ومشس‬
‫تدور‪ ،‬وطري يطري‪ ،‬وضياء يف خمارق األجواء‪ ،‬وليل داج‪ ،‬وسراج وهاج‪،‬‬
‫وكتاب من العجائب مسطور‪.‬‬

‫الدكتور حممد السيد حسني الذهيب‪ ،‬التفسري واملفسرون‪( ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪ ،‬ج‪ ،)،3 .‬ص‪350 .‬‬ ‫‪ 55‬‬

‫الدكتور حممد السيد حسني الذهيب‪ ،‬التفسري واملفسرون ‪ ،‬ص‪352 .‬‬ ‫‪ 56‬‬
‫‪٢٤‬‬

‫مث إنه ملا أتمل األمة اإلسالمية وتعاليمها الدينية‪ .‬ألفي أكثر‬
‫العقالء‪ ،‬وبعض أجلة العلماء‪ ،‬عن تلك املعاين معرضني‪ ،‬وعن النفرج‬
‫عليها ساهني الهني‪ ،‬فقليل منهم من فكر يف خلق العوامل وما أودع فيها‬
‫من الغرائب‬
‫ومن هذا السبب ألف طانطاوي حوهري هذا التفسري الذي يبني‬
‫عن هذه كلها ووضع فيها ما حيتاحون الناس من األحكام واألخالق‬
‫‪57‬‬
‫وعجائب الكون وغري ذلك‬
‫‪ .4‬فخر الدين الرازي‬
‫فخر الدين الرازي هو املفسرين الذي يتجه اجتاها علميا‬
‫متخصصا يف تفسري اآلايت العلمية والكونية‪ .‬وكتابه مفاتيح الغيب أو‬
‫تفسري الكبري هو أول تفسري للقرآن عىن عناية كبرية بتتبع املسائل العلمية‬
‫‪58‬‬
‫وخباصة ما ينتمي إىل علم اهليأة (الفلك)‪.‬‬
‫ويقال يف كتابه التفسري الكبري أبن هللا تعاىل قد مألكتابه من‬
‫االستدالل على العلم والقدرة واحلكمة أبحوال السموات واألرض وغري‬
‫ذلك‪ .‬وكرر يف أكثر من سوره‪ ،‬فهذا الدليل على أن هللا أيمر الناس أن‬
‫‪59‬‬
‫يتدبر عنه والتأمل يف أحواهلا‬

‫‪ 57‬الشيخ طانطاوي جوهري‪ ،‬اجلواهر يف تفسري القرآن الكرمي‪ ،‬ج‪( ،1.‬مصر‪ :‬ملتقى أهل‬
‫األثر‪ ،)1350،‬ص‪3 .‬‬
‫‪ 58‬دكتور أمحد أبو الوفا ‪ ،‬املعجزات اخلالدة ‪ ،...‬ص‪27 .‬‬
‫‪ 59‬فهد عبد الرمحن بن سليمان الرومي‪ ،‬حبوث يف أصول التفسري ومناهجه‪( ،‬الرايض‪ :‬مكتبة‬
‫التوبة‪ ،)1419 ،‬ص‪93 .‬‬
‫‪٢٥‬‬

‫‪ .5‬زغلول راغب حممد النجار‬


‫زغلول راغب حممد النجار أو املعروف بزغلول النجار هو واحد‬
‫من علماء التفسري العلمي‪ ،‬له مؤلفات كثرية اليت تبني واضحا متاما عن‬
‫اجلوانب العلمية مستدلة من القرآن الكرمي‪ ،‬لقد قال زغلول النجار يف‬
‫مقدمة كتابه تفسري اآلايت الكونية يف القرآن الكرمي أبن آايت هللا‬
‫يف الكون ويف النفس اإلنسانية ال تنتهي أبداً‪ ،‬ولقد وعد ونذر زغلول‬
‫النجار أبن يكون جزءا كبريا من حياته وعلمه يف خدمة القرآن الكرمي‪،‬‬
‫‪60‬‬
‫خاصة يف جمال تفسري اآلايت الكونية يف هذا الكتاب العزيز‬
‫مهما كثري من العلماء الذين يؤيدون للتفسري العلمي‪ ،‬ولكن ال‬
‫شك هناك العلماء الذين يعارضون التفسري العلمي‪ ،‬ومها‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو إسحاق الشاطيب‬
‫ميثل هذا الفريق من العلماء القدامي أبو إسحاق الشاطيب‪.‬‬
‫وقد أقام رفضه للتفسري العلمي للقرآن على مفهوم األمية‪ ،‬فالشريعة‬
‫يف نظره ينبغي أن تكون أمية ألهنا نزلت يف قوم أميني‪ .‬وليس من‬
‫احلكمة يف نظره أن خياطب القوم مبا ال يفهمون وأن يكلفوا ما‬
‫اال يعقلون‪ .‬وإن ما جاء يف القرآن الكرمي من آايت تذكر األرض‬
‫والسماء وما فيها من كائنات ال يتجاوز ما زكاه القرآن من علوم‬
‫كانت معهودة للعرب اايم نزول القرآن‪ ،‬وذكر منها علم النجوم‪،‬‬
‫وعلم األنواء وغري ذلك‪ .‬ويؤكد الشاطيب على أن تلك العلوم اليت‬
‫كانت لدى العرب ال تتجاوز حصيلة جتاريب االميني‪ ،‬فال وجه‬

‫زغلول راغب حممد النجار‪ ،‬تفسري اآلايت الكونية يف القرآن الكرمي‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪7-6 .‬‬ ‫‪ 60‬‬
‫‪٢٦‬‬
‫‪61‬‬
‫ملقارنتها مبا عند األقدمني مما هو مبين على العلوم الطبيعة‪.‬‬
‫‪ .2‬ئ‪.‬حممود شلتوت‬
‫وهو من أبرز املعارضني للتفسري العلمي وأشهرهم‪ .‬فقد ذكر‬
‫يف تفسريه انحيتني جيب تنزيه التفسري عنهما وجعل التفسري القرآن‬
‫على مقتضى النظرايت العلمية الناحية الثانية منهما قال‪:‬‬
‫فإن طائفة أخرى هي طائفة املثقفني الذين أخذوا بطرف‬
‫من العلم احلديث‪ ،‬وتلقنوا‪ ،‬أو تلقفوا شيئا من النظرايت العلمية‬
‫والفلسفة والصحية وغريها‪ ،‬أخذوا يستندون إىل ثقافتهم احلديثة‬
‫ويفسرون آايت القرآ‪ ،‬على مقتضاها‪ .‬وطبقوا آايته على ما وقعوا‬
‫عليه من قواعد العلوم الكونية‪ ،‬وظنوا أهنم بذلك خيدمون القرآن‪.‬‬
‫وحجة أخرى أن القرآن مل ينزل ليكون كتااب يتحدث فيه إىل الناس‬
‫‪62‬‬
‫عن نظرايت العلوم ودقائق الفنون وأنواع املعارف‬
‫‪ .3‬الرأي الراجح‪:‬‬
‫أنه ال أبس من إيراد احلقائق العلمية الثابتة اليت ال تقبل‬
‫الشك عند تناول النص القرآين مع إدراك معىن النص وفهمه الفهم‬
‫السليم اخلاىل من الشوائب واملئثرات اخلارجية أو امليل يه واإلحنراف‬
‫ملوافقة تلك احلقيقة العلمية وهذا كلهل مشروطا ب‪:‬‬
‫‪ .1‬أن ال تطغى تلك املباحث على املقصد األول من القرآن وهو‬
‫اهلداية‬
‫‪ 61‬الدكتور هند شليب‪ ،‬التفسري العلمي للقرآن الكرمي بني النظرايت والتطبيق‪ ( ،‬تونس‪ :‬دون‬
‫املطبعة‪)1985 ،‬ص‪22-19 .‬‬
‫‪ 62‬فهد الرومي‪ ،‬اجتاهات التفسري‪ ،...‬ص‪5 .‬‬
‫‪٢٧‬‬

‫‪ .2‬أن تذكر تلك العوم ألجل تعميق الشعور الديين لدى املسلم‬
‫والدفاع عن العقيدة ضد اعدائها‬
‫‪ .3‬أن تذكر تلك االحباث على وجه يدفع املسلمني إىل النهضة‬
‫ويلفتهم إىل جالل القلرآن وعظمته‪ ،‬وحيركهم إىل االنتفاع‬
‫بقوى هذا الكون الذي سخره هللا لنا انتفاعا يعيد لألمة‬
‫اإلسالمية جمدها‬
‫‪ .4‬أن ال تذكر هذه األحباث على أهنا هي التفسري الذي ال يدل‬
‫النص القرآين على سواه‪ ،‬بل تذكر لتوسيع امللول‪ ،‬ولالستشهاد‬
‫هبا على وجه ال يؤثر بطالهنا فيما بعد على قداسة النص‬
‫القرآين‪ ،‬ذلك أن التفسري النص القرآين بنظرية قابلة للتغيري‬
‫واإلبطال يثري الشكوك حول احلقائق القرآنية يف أذهان الناس‬
‫‪63‬‬
‫كلما تعرضت نظرية للرد أو البطالن‬
‫واستنتجت الباحثة من أقوال املؤيدين واملعارضني للتفسري‬
‫العلمي‪ ،‬أبن التفسري العلمي جيوز ولكن بشرط أال يتجاوز احلد‬
‫حىت يضيع عنصور من عناصر القرآن‪ .‬وأال يكون القرآن اتبعا لعلم‬
‫احلديث‬

‫فهد الرومي‪ ،‬حبوث يف أصول التفسري‪ ،....‬ص‪99 .‬‬ ‫‪ 63‬‬


‫الباب الثالث‬
‫البعوضة يف القرآن‬

‫أ‌‪ .‬تفسري آية البعوضة‬


‫قد كتب هللا يف القرآن اآلايت الكثرية اليت تبني عن الكائنات منها‬
‫عن اإلنسان‪ ،‬والنبااتت‪ ،‬واحليواانت‪ .‬فعزمت الباحثة أن تبحث عن اآلية‬
‫الكونية اليت تبحث عن البعوضة‪ .‬وقبل البيان عن آية البعوضة البد أن تبحث‬
‫الباحثة عن آايت القرآنية اليت تبني عن عجائب خلق احليوان‪ .‬وهي يف موضع‬
‫واحد يف القرآن وهو سورة البقرة اآلية ‪26‬‬
‫وضةً فَ َما فـَْوقـََها‬
‫ب َمثَ ًل َما بـَعُ َ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫قال هللا تعاىل‪ :‬إِ َّن َّ‬
‫اللَ ال يَ ْستَ ْحيِي أَ ْن يَ ْ‬
‫ين َك َف ُروا فـَيـَُقولُو َن َما َذا‬ ‫َّ ِ‬ ‫فَأ ََّما الَّ ِذين آمنُوا فـيـعلَمو َن أَنَّه ْ ِ ِِ‬
‫الَ ُّق م ْن َرّب ْم َوأ ََّما الذ َ‬ ‫َ َ َ َْ ُ ُ‬
‫ِ ِ ‪64‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫أَراد َّ ِ‬
‫اللُ بَ َذا َمثَ ًل يُض ُّل بِه َكث ًريا َويـَْهدي بِه َكث ًريا َوَما يُض ُّل بِه إَِّل الْ َفاسق َ‬
‫ني‬ ‫ََ‬
‫من هذه آية عرف (إِ َّن َّ‬
‫اللَ ال يَ ْستَ ْحيِي) بني هللا يف هذه اآلية أبن ال‬
‫وضةً فَ َما فـَْوقـََها) أي يبني للخلق مثال يف‬ ‫ض ِر َ‬
‫ب َمثَ ًل َما بـَعُ َ‬ ‫مينعه احلياء (أَ ْن يَ ْ‬
‫بعوضة فكيف ما فوقها؟ يعين الذابب والعنكبوت‪ ،‬وذلك أن الكفار واليهود‬
‫كانوا يقولون ماذا أراد هللا هبذا مثال‪ ،‬وكيف يذكر هللا هذه األشياء احلسيسة‪،‬‬
‫فرد هللا عليهم أبنه ال يستحي من ذلك‪ .‬وكيف يستحي من ذكر شيئ لو‬
‫اجتمع اخلالئق كلهم على ختليقه ما قدروا عليه‪ 65‬وكان هللا يعرف أبن يف خلق‬

‫‪ 64‬القرآن الكرمي‪ ،‬سورة البقرة‪26 :‬‬


‫‪ 65‬طانطاوي جوهري‪ ،‬اجلواهر يف تفسري القرآن الكرمي‪ ،‬ج‪( ،1 .‬مصر‪ :‬ملتقى أهل األثر‪،‬‬
‫‪ ،)1412‬ص‪31 .‬‬

‫‪٢٩‬‬
‫‪٣٠‬‬
‫‪66‬‬
‫هذه البعوضة الصغرية ال خيلقه ابطال‪.‬‬
‫إن سبب نزول هذه اآلية أن املشركني اعرتضوا‪ ،‬وقالوا كيف يضرب‬
‫استَ ِمعُوا لَهُ إِ َّن‬ ‫ض ِر َ‬
‫ب َمثَ ٌل فَ ْ‬ ‫(ي أَيـَُّها الن ُ‬
‫َّاس ُ‬ ‫هللا املثال ابلذابب يف قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫الَّ ِذين تَ ْدعو َن ِمن د ِ‬
‫ون َِّ‬
‫اجتَ َمعُوا لَهُ)‪67‬وهذا التمثيل‬ ‫الل لَ ْن َيْلُ ُقوا ذُ َب ًب َولَ ِو ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ابتالء بذلك عباد هللا واختبارا هلم‪ ،‬ليميز به أهل اإلميان والتصديق به‪ ،‬من‬
‫‪68‬‬
‫أهل الضاللة والكفر به اضالال منه به لقوم وهداية منه به آلخرين‬
‫إن تنكري لفظ (بعوضة) وإيراد إسم املوصول (ما) مكررا مرتني يشري‬
‫إىل تعدد أنواع البعوض‪ ،‬فضال عن مشول كل مما هو دوهنا حجما وما هو‬
‫أكثر منها ضخامة وكل ما هو دوهنا أو أكثر منها ضررا من خملوقات هللا‬
‫‪69‬‬
‫األخرى‬
‫قد بني هللا يف هذه اآلية أسرار جديدة يف عامل احليوان‪ ،‬وحث هللا‬
‫املؤمنني لنظر هذه اآلايت يف عامل احليوان إهنا قدرة اخلالق عز وجل‪ ،‬فهو‬
‫الذي خلق هذه الكائنات ومل يرتكها من دون رعاية أو توجيه‪ ،‬فسخر هلا كل‬
‫‪70‬‬
‫وسائل العيش‬

‫ب‪ .‬سر خلق البعوضة‬


‫وضةً‬ ‫ض ِر َ‬
‫ب َمثَ ًل ما‪ ،‬بـَعُ َ‬ ‫قال هللا تعاىل‪« :‬إِ َّن َّ‬
‫اللَ ال يَ ْستَ ْحيِي أَ ْن يَ ْ‬
‫فَما فـَْوقَها» فاهلل رب الصغري والكبري‪ ،‬وخالق البعوضة والفيل‪ ،‬واملعجزة يف‬
‫‪ 66‬القرآن الكرمي‪ ،‬سورة آل عمران‪191 :‬‬
‫‪ 67‬القرآن الكرمي‪ :‬سورة احلج‪73 :‬‬
‫‪ 68‬م م حممد عزيز‪ ،‬اإلعجاز العلمي يف احلشرات الطائرات اليت‪ ،....‬ص‪332 .‬‬
‫‪ 69‬زغلول النجار‪ ،‬من إعجاز العلمي احليوان‪ ،...‬ص‪178 .‬‬
‫‪ 70‬عبد الدائم الكحيل‪ ،‬املوسوعة املصورة لإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي والسنة املطهرة‪،‬‬
‫(ج‪ ،)2.‬ص‪ ،.‬ص‪83 .‬‬
‫‪٣١‬‬

‫البعوضة هي ذاهتا املعجزة يف الفيل‪ .‬إهنا معجزة احلياة‪ .‬معجزة السر املغلق‬
‫الذي ال يعلمه إال هللا‪ .‬على أن العربة يف املثل ليست يف احلجم والشكل‪،‬‬
‫إمنا األمثال أدوات للتنوير والتبصري‪ .‬وليس يف ضرب األمثال ما يعاب وما‬
‫من شأنه االستحياء من ذكره‪ 71.‬هناك أسرار كثرية من خلق البعوضة اليت مل‬
‫يعرفها اإلنسان من قبل‪ ،‬وستكشف الباحثة عن اسرار البعوضة اليت حتتوي‬
‫على هذا األشياء‪:‬‬
‫‪ .1‬أعضاء جسم البعوضة‬
‫ين َآمنُوا) مبحمد صلى هللا عليه وسلم والقرآن (فـَيـَْعلَ ُمو َن‬ ‫َّ ِ‬
‫(فَأ ََّما الذ َ‬
‫(م ْن َرّبِِ ْم)‪ 72.‬وهذا بيان أبن‬ ‫(ال ُّق) الصدق الثابت ِ‬
‫أَنَّهُ) ضرب املثال َْ‬
‫يف خلق البعوضة حق من هللا تعاىل‪ .‬وجود حقوق خلق هللا أبن تركيب‬
‫البعوضة‪ ،‬تركيب معقد صعب ألن يف هذا احلجم الدقيق وضع هللا‬
‫‪73‬‬
‫سبحانه وتعاىل كل األجهزة الالزمة هلا يف حياهتا‬
‫البعوضة هي حشرة ضئيلة احلجم من ثنائيات األجنحة‬
‫(‪ ،)Diptera‬تتبع عائلة ضخمة من اخلشرات تعرف ابسم (‪Family‬‬

‫‪ .)Culicidae‬يرتاوح طول البعوضة بني الثالثة والتسعة ميليمرتات‪،‬‬


‫مع ضالة حجمها فإن جسمها يتكون كما تتكون أجساد غريها من‬
‫احلشرات من رأس وصدر وبطن‪ ،‬وهلا ثالثة أزواج من األرجل الطويلة‬
‫النحيلة‪ ،‬وزوج من األجنحة الدقيقة القوية القادرة على اخلفق املتواصل‬

‫سيد قطب إبراهيم حسني الساريب‪ ،‬يف ظالل القرآن‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الشروق‪،)1412 ،‬‬ ‫‪ 71‬‬

‫ص‪50 .‬‬
‫طانطاوي جوهري‪ ،‬التفسري اجلواهر‪ ،‬ج‪ ،1.‬ص‪31 .‬‬ ‫‪ 72‬‬

‫حممد متويل الشعراوي‪ ،‬تفسري الشعراوي‪( ،‬دون املكان‪ :‬مطابع أخبار اليوم‪ ،)1997 ،‬ص‪211 .‬‬ ‫‪ 73‬‬
‫‪٣٢‬‬

‫السريع الذي يصل إىل ستمائة خفقة يف الثانية الواحدة‪ 74.‬وهلا دورة‬
‫تناسلية وهلا كل ما يلزم حلياهتا‪ ،‬كل هذا يف هذا احلجم الدقيق كلما دق‬
‫‪75‬‬
‫الشيء احتاج إىل دقة خلق أكرب‬
‫وللبعوضة خرطوم فيه سكاكني‪ ،‬أربع سكاكني حتدث يف جلد‬
‫امللدوغ جرحا مربعا‪ ،‬وال بد أن يصل اجلرح إىل وعاء دموي‪ ،‬والسكينتان‬
‫اخلامسة والسادسة تلقيان لتشكال أنواب المتصاص دم امللدوغ‪ 76‬ويف‬
‫فمها مثان وأربعون سنا وهلا قران استشعار يف قمة احلساسة والكفاءة‪،‬‬
‫وعينها مركبة تتألف من مئات العيينات ولو كرب رأس البعوضة ابجلهر‬
‫اإللكرتوين لرتى عيوهنا املئة على شكل خلية النحل املستقلة تشرحيياً‬
‫واملتكاملة وظيفيا مما يعطيها قدرة هائلة على الرؤية ابلليل والنهار يف كل‬
‫أطياف الضوء‪ ،‬وهلا مجيع األجهزة احليوانية كاملة على الرغم من ضالة‬
‫حجمها‪ 77.‬ويف صدر البعوضة ثالثة قلوب قلب مركزي‪ ،‬قلب لكل‬
‫‪78‬‬
‫جناح ويف كل قلب أذينان وبطينان ودسامان‬
‫يوجد أكثر من ألفي نوع من البعوضة حول العامل‪ ،‬واملعروف أبن‬
‫البعوضة هي مصاصة دماء من الطراز األول وتتفوق على مجيع احلشرات‬
‫األخرى يف هذا اجلانب‪ .‬والبعوضة هلا تركيب معقد جداً ال يزال العلماء‬
‫‪79‬‬
‫يكشفونه يوما بعد يوم‪.‬‬
‫‪ 74‬الدكتور زغلول النجار‪ ،‬من آايت اإلعجاز العلمي احليوان يف القرآن‪ ( ،‬لبنان‪ :‬دار املعرفة‪،‬‬
‫‪ ،)2006‬ص‪175 .‬‬
‫‪ 75‬حممد متويل الشعراوي‪ ،‬تفسري الشعراوي‪ ،‬ص‪211 .‬‬
‫‪ 76‬ماهر أمحد الصويف‪ ،‬آايت هللا يف ممالك الطري والنحل والنمل واحلشرات‪ ،‬ص‪280 .‬‬
‫‪ 77‬الدكتور زغلول النجار‪ ،‬من آايت اإلعجاز العلمي احليوان يف القرآن‪ ( ،‬لبنان‪ :‬دار املعرفة‪،‬‬
‫‪ ،)2006‬ص‪175 .‬‬
‫‪ 78‬ماهر أمحد الصويف‪ ،‬آايت هللا يف ممالك الطري ‪ ،.....‬ص‪279 .‬‬
‫ ‪79‬‬
‫‪Lajnah Pentashihan Al-Qur’an, Tafsir Ilmi Hewan…, hlm. 268‬‬
‫‪٣٣‬‬

‫تتفوق البعوضة عن احلشرات األخرى‪ ،‬ألهنا متلك ما ال متلك‬


‫احلشرات األخرى‪ ،‬إنه جهازاً (رادار) أو مستقبالت احلرارية‪ ،‬ألن‬
‫البعوضة ال ترى صيدها أبشكاهلا وألواهنا‪ ،‬بل حبرارهتا‪ .‬هلا جهازا لتحليل‬
‫‪80‬‬
‫الدم‪ ،‬ألن ليس كل الدم يناسبها‪ .‬وهلا جهازا للتحذير‪.‬‬
‫‪ .2‬زواج البعوضة‬
‫يستخدم ذكر البعوض الناضج اهلوائي (جهاز االستماع) للزواج‬
‫أبنثى البعوض‪ .‬ختتلف وطيفة هوائي ذكر البعوض عن أنثى البعوض‪.‬‬
‫الريش النحيف على اهلوائيات حساس جدا عن الصوت املنبعث من‬
‫أنثى البعوض‪ ،‬جبانب العضو الذكر البعوض هناك أطراف تساعده‬
‫على السيطرة على البعوضة عند الزواج يف اهلواء‪ .‬يطري ذكر البعوض يف‬
‫جمموهات حبيث يبدو وكأنه غيوم عندما تدخل أنثى البعوض اجملموعة‪،‬‬
‫فإن ذكر البعوض اليذي يسيطر بنجاح على البعوضة سوف يتزاوج‬
‫معها أثناء الرحلة‪ .‬الزواج مل يدم طويال وسوف يعود ذكر البعوض إىل‬
‫جمموعته بعد الزواج‪ ،‬ومنذ ذلك احلني حتتاج أنثى البعوض إىل الدم‬
‫‪81‬‬
‫لتطور بيضها‬
‫‪ .3‬طريقة امتصاص الدم‬
‫البعوضة عندما تقوم مبص الدم تستعمل تقنية جتلب احلرية‬
‫للعقول فالنظام املعقد املستعمل هو‪ :‬عندما حتط على اهلدف فتقوم‬
‫بتحديد مكان معني بواسطة الشفاه املوجودة يف اخلرطوم‪ ،‬فالبعوضة هلا‬
‫إبرة مغلفة بغالف خاص خترجها عندما تقوم مبص الدم‪ .‬وإن اجللد ال‬
‫ماهر أمحد الصويف‪ ،‬آايت هللا يف ممالك الطري ‪ ،.....‬ص‪279 .‬‬ ‫‪ 80‬‬

‫الفهداوي‪ ،‬اإلعجاز العلمي يف احلشرات‪ ،....‬ص‪335 .‬‬ ‫‪ 81‬‬


‫‪٣٤‬‬

‫يثقب بواسطة هذه اإلبرة كما هو متصور‪ ،‬ولكن هناك من يقوم ابلعمل‬
‫وهو الفك العلوي الذي يشبه السكني والفك السفلى الذي حيتوي‬
‫على اسنان مائلة حنو الداخل‪ .‬فالفك السفلى يعمل مبقام املنشار أي‬
‫يتحرك مثل املنشار‪ ،‬فيشق اجللد ومبساعدة الفك العلوي الذي يقوم‬
‫مبقام السكني مث تدخل اإلبرة من املكان املنشق إىل أن تصل العرق‬
‫‪82‬‬
‫وتقوم بعملية مص الدم‬
‫كما هو املعروف عن جسم اإلنسان عندما خيرج الدم من مكان‬
‫يتخثر يف مدة قصرية وذلك مبساعدة أنزميات موجودة يف اجلسم‪ ،‬وهذا‬
‫األنزمي يسبب مشكلة كبرية للبعوضة ألن ثقب الذي أحدثته البعوضة‬
‫يف مدة قليلة سينغلق وهذا يعين أهنا ال تستطيع أن متتص الدم‪ ،‬ولكن‬
‫مثل هذه املشكلة ال تواجه البعوضة ألهنا تقوم بصنع مادة يف جسمها‬
‫وتفرزها إىل عرق اإلنسان يف ذكل املنطقة متنع ختثر الدم هناك وهبذا‬
‫تكمل البعوضة عملية امتصاصها للدم‪ 83.‬والبعوضة عندما تلدغ من‬
‫مكان معني‪ ،‬هذا املكان ينتفخ ويكون فيه حكة وسبب ذلك هو األنزمي‬
‫‪84‬‬
‫الذي قامت بفرزه داخل اجلسم لتمنع ختثر الدم‬
‫‪ .4‬خطوة منو البعوضة‬
‫خطوة منو البعوضة هي شيئ املعجب‪ .‬تنمو بيضة البعوضة‬
‫بسبب غذاء من الدم‪ ،‬تبيض أنثى البعوضة على ورقة رطبية أو يف بركة‬

‫‪ 82‬يوسف احلاج أمحد‪ ،‬اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي والسنة املطهرة‪( ،‬دمشق‪ :‬مكتبة ابن‬
‫حجر‪ ،)2003 ،‬ص‪510 .‬‬
‫ ‪83‬‬
‫‪Lajnah Pentashihan Al-Qur’an, Tafsir Ilmi Hewan…. Hlm. 270‬‬
‫‪ 84‬يوسف احلاج أمحد‪ ،‬اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي والسنة املطهرة‪( ،‬دمشق‪ :‬مكتبة ابن‬
‫حجر‪ ،)2003 ،‬ص‪510 .‬‬
‫‪٣٥‬‬

‫جافة عند الصيف أو اخلريف‪ .‬قبل أن تبيض البعوضة‪ ،‬تفتش أنثى‬


‫البعوضة عن حال الطني آبلة يسمى ب ‪ Reseptor‬حتت بطنها‪ .‬بعد أن‬
‫وجدت املكان املناسب‪ ،‬تضع هي بيضتها‪ .‬طول هذه البيضة أقل من‬
‫ميليمرت‪ .‬توضع يف خط واحد مرتب‪ ،‬فرقة فرقة أو واحدة واحدة‪ .‬كلما‬
‫‪85‬‬
‫تبيض أنثى البعوض ميكن أن يبلغ عدد البيضة ثالمثائة بيضات‬
‫تضع أنثى البعوض البالغة ما بني مائة وأربعمائة بيضة يف املرة‬
‫الواحدة‪86،‬بعد مدة قصرية تغريت البيضات البيضاء أسودا‪ ،‬فائدة تغري‬
‫هذا اللون حلفظ البيضة من العدو كالعصفور‪ ،‬أو احلشرة األخرى‪ .‬ويف‬
‫مكان آخر تغري لون البيضة حسب املكان حملافظة النفس من العدو‪.‬‬
‫وتغري لون البيضة من األبيض إىل األسود أو لون آخر‪ ،‬هذا دليل من‬
‫عظمة هللا تعاىل‪ ،‬ألن ال ميكن أن تتغري لون البيضة بنفسها‪ .‬وقد خلق‬
‫هللا هذه احلشرة مبثل هذه الطريقة من أول خلقها سبحان هللا‬
‫الريقات تتنفس مع املسامات (املسام) على ذيلها‪ .‬تتدىل يرقات‬
‫البعوض كولكس ‪ Culex‬رأسا على عقب على سكح املاء‪ .‬يف حني تقع‬
‫الريقات األفيل ‪ Anopheles‬حتت سطح املاء‪ ،‬ولكنها تظل على اتصال‬
‫‪87‬‬
‫مع السطح‪.‬‬
‫بعد فرتة احلضانة ‪ ،‬تبدأ الريقات يف اخلروج من البيضة يف وقت‬
‫واحد تقريبًا‪ ،‬وتنموا منوا سريعا‪ .‬الريقات مستمرة لنمو بسرعة‪ .‬تصبح‬

‫ ‪85‬‬
‫‪Lajnah Pentashihan Al-Qur’an, Tafsir Ilmi Hewan …, hlm. 279‬‬
‫زغلول النجار‪ ،‬من إعجاز العلمي احليوان‪ ،.....‬ص‪176 .‬‬ ‫‪ 86‬‬
‫ ‪87‬‬
‫‪Maureen Ulevich, Khazanah Pengetahuan bagi Anak-anak Serangga, (Jakarta: PT‬‬
‫‪Tira Pustaka,1996), hlm 53‬‬
‫‪٣٦‬‬

‫بشرهتم ضيقة على الفور‪ ،‬لذلك ال ميكن أن تنمو أكرب مرة أخرى‪ .‬هذا‬
‫يعين أن قد حان الوقت األول لتغيري اجللد‪ .‬يف هذه املرحلة‪ ،‬يتم تكسري‬
‫اجللد الصلب واهلش بسهولة‪ .‬تغري يرقات البعوض اجللد مرتني إىل أن‬
‫‪88‬‬
‫ينتهي منوه‬
‫والبعوضة عندما خترج جيب أن ال يالمس رأسها املاء‪ ،‬ألن حلظة‬
‫واحدة ابلنسبة هلا دون هواء تكون سبب موهتا‪ ،‬وهلذا السبب فإن كانت‬
‫هناك ريح أو تيار مائي فإن هذا يعين للبعوضة اهلالك‪.‬‬
‫فالشرنقة تنشق من الطرف العلوي‪ ،‬ففي هذه املرحلة يوجد‬
‫هتلكة كبرية وهي دخول املاء إىل الغالف‪ ،‬ولكن املنطقة املنشقة من‬
‫الكيس هيهي املنطقة اليت خيرج الرأس منها ولكي متنع من متاس املاء‬
‫فإن الرأس تكون مغلفة بنوع خاص من الصمغ متنع وصول املاء إليها‬
‫وهذا شيء مهم‪ .‬ألن أي تيار من اهلواء جيعلها تسقط يف املاء وهلذا فإن‬
‫‪89‬‬
‫البعوضة تقوم بوضع رجلها على املاء عندما خترج‬
‫‪ .5‬األمراض املسببة من البعوضة‬
‫يقول العلماء إن البعوضة هي األخطر وهي اليت تستحق‬
‫الدراسة‪ ،‬وذكر هللا كلمة (بعوضة ) ابملؤنث ألن بعوضة األنثى اليت تنقل‬
‫املرض إىل اإلنسان‪ .‬وهذا النص القرآين املعجز يشري إىل عيشة االبعو‬
‫عيشة فردية سوى يف حالة التزوج‪ .‬وهذه احلقيقة مل يعرفها اإلنسان إال‬
‫يف أوخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين‪( 90‬وما فوقها) يشري‬
‫ ‪88‬‬
‫‪Lajnah Pentashihan Al-Qur’an, Tafsir Ilmi Hewan…., hlm 279‬‬
‫يوسف احلاج ‪ ،‬اإلعجاز العلمي ‪ ،....‬ص‪513-512 .‬‬ ‫‪ 89‬‬

‫زغلول النجار‪ ،‬من إعجاز اللعلمي احليوان‪ ،...‬ص‪179-178 .‬‬ ‫‪ 90‬‬


‫‪٣٧‬‬
‫‪91‬‬
‫إىل ما فوقها يف الصغر‪ ،‬وهي طفيلي املالراي الذي حتمله هذه احلشرة‬
‫ولكن هناك األمراض اليت تنقلها البعوضة‪ :‬داء الفيل‪ ،‬احلمى‬
‫الصفراء‪ ،‬احلمى الدماغية‪ ،‬احلمى الشوكية‪ ،‬احلمى النازفة‪ ،‬مرض محى‬
‫أيب الركب (أو محى تكسري العظام أو محى الركب النازفة)‪ ،‬محى الوادى‬
‫املتصدع‪ ،‬مرض دودة القلب‪ ،‬االلتهاب السحائي‪ ،‬االلتهاب املخي‪،‬‬
‫االلتهاب املخي الشوكي‪ ،‬وأمراض ضعف املناعة ومنها اإليدز‪ .‬ومن‬
‫أخطر ما حتمله البعوضة فريوسات تغزو اجلهاز العصيب لإلنسان مما قد‬
‫يصيبه بعدد من األمراض فائقة اخلطورة من مثل مرض التهاب الدماغ‬
‫والسحااي (‪ ،)Encephalo meningitis‬ومرض التهاب الدماغ والنخاع‬
‫‪92‬‬
‫(‪)Encephalo myelitis‬‬
‫أ) املالراي‬
‫‪(Plasmodium‬‬ ‫سبب املالراي هو طفيلي البالزموديوم‬
‫‪ )parasit‬الذي ينتقل عن طريق لدغة أنثى البعوضة‪ .‬ومن املعروف‬
‫أن هناك مخسة أنواع طفيلي البالزموديوم‪ ،‬وهي‪Plasmodium :‬‬

‫‪falciparum,‬‬ ‫‪Plasmodium‬‬ ‫‪vivax,‬‬ ‫‪plasmodium‬‬ ‫‪ovale,‬‬

‫‪ Plasmodium knowlesi‬و ‪plasmodium malaria‬‬

‫إن للمالراي مخسة أنواع‪ ،‬منها‪:‬‬


‫‪ )1‬املالراي فالسيياروم )‪ ،(Malaria Falsiparum‬يسبب املالراي‬
‫اخلبيثية‬

‫الكحيل‪ ،‬موسوعة الكحيل‪ ،...‬ج‪ ،23 .‬ص‪91 .‬‬ ‫‪ 91‬‬

‫عبد الدائم الكحيل‪ ،‬موسوعة الكحيل‪،....‬ج‪ 23.‬ص‪86 .‬‬ ‫‪ 92‬‬


‫‪٣٨‬‬

‫‪ )2‬املالراي فيفاكس )‪ ،(Malaria Vivaks‬يسبب املالراي الثالثية‬


‫‪)3‬املالراي أوفايل ‪ ،)(Malaria Ovale‬يسبب إىل املالراي الثالثية‬
‫البيضاوية‬
‫‪ )4‬املالراي املالراي ‪(Malaria Malarie)،‬يسبب إىل املالراي ارابعية‬
‫‪93‬‬
‫‪ )5‬املالراي نولسي )‪(Malaria Knowlesi‬‬

‫يعترب النوعان األوالن مسئولني عن تسعني من مائة من‬


‫حاالت املالراي املعروفة يف العامل‪ ،‬غري أن أشد هذه األنواع خطرا‬
‫وأكثرها فتكا ابإلنسان هو النوع الثين حيث يسبب املالراي اخلبيثة‬
‫)‪ (Malignant Malaria‬وترجع أمهية هذا املرض إىل ما يسببه من‬
‫أضرار طبية واقتصادية‪ ،‬ذلك ألنه يصيب عدة ماليني من البشر‬
‫‪94‬‬
‫سنواي‬
‫إن عرض محى املالراي خمتلف‪ ،‬متعلق بنوع املالراي‪ .‬إن‬
‫طبيعة احلمى احلادة )‪ (paroksismal‬اليت تسبقها الربد (االرتعاش)‬
‫تليها احلمى الشديدة ثة تعرق كثريا‪ .‬هذه األعراض توجد عادة يف‬
‫الرضي غري املناعني (تنشأ من مناطق غري مستوطنة)‪ .‬غري األعراض‬
‫السابقة هناك عرض آخر مثل الصداع‪ ،‬والغثيان‪ ،‬واألوجاع زأالم‬
‫العضالت‪ .‬هذه األعراض تظهر لسكان املناطق املسطونة (املناعية)‬
‫مرض املالراي ميكن أن يهدد نصف سكان العامل‪ .‬وخباصة‬
‫أن هذا الطفيلي تطور ومتكن من محاية نفسه من املضادات احليوية‬

‫ماهر أمحد الصويف‪ ،‬آايت هللا يف ممالك الطري‪ ،...‬ص‪284 .‬‬ ‫‪ 93‬‬

‫ماهر أمحد الصويف‪ ،‬آايت هللا يف ممالك الطري ‪ ،..‬ص‪284 .‬‬ ‫‪ 94‬‬
‫‪٣٩‬‬
‫‪95‬‬
‫اليت مل تعد تؤثر على هذا الطفيلي القاتل‬
‫ب) داء اخليطيات (‪)Filariasis‬‬‫‌‬
‫داء فيالرايت هو مرض معد يسببه الديدان اخليطية عن‬
‫طريق أنواع خمتلفة من البعوض‪ .‬وهناك ثالثة أنواع من الديدان‬
‫املسببة لداء الفيالرايت‪ ،‬وهي‪wuchereria bancrofti, brugia :‬‬

‫‪ malayi‬و ‪ .brugia timori‬تعيش هذه الديدان يف الغدد والقنوات‬


‫اللمفاوية‪ ،‬مما تسبب يف تلف اجلهاز اللمفاوي والذي ميكن أن‬
‫يسبب أعراضا حادة ومزمنة‪ .‬األعراض احلادة يف شكل التهاب‬
‫الغدد والقنوات اللمفاوية (التهاب الغدد اللمفاوية الغدية)‪ ،‬وخاصة‬
‫يف منطقة الفخذ واإلبط ولكن امكن أن تكون أيضا يف مناطق‬
‫اخرى‪ .‬حتدث األعراض املزمنة بسبب انسداد تدفق اللمفاوية‪،‬‬
‫خاصة يف املناطق اليت تتأثر التهاب اباللتهاب وتسبب أعراضا مثل‬
‫‪96‬‬
‫داء الفيل وقيلة دموية‪.‬‬
‫ميكن أن تنتقل االختالفات من قبل مجيع انواع نوع البعوض‪.‬‬
‫يف إندونيسيا‪ ،‬تشري التقديرات إىل أن أكثر من ثالثة وعشرين‬
‫نوعا من انقالت داء الفيالرايت الناقلة للبعوض تتكون من جنس‬
‫األنوفيل‪ ،‬والزاعجة‪ ،‬والكولكس‪ ،‬واملانسونيا‪ ،‬واألرميجريس‪.‬‬
‫داء الفيالرايت هو مرض مومن واندر ما يسبب املوت‬
‫للمصابني‪ ،‬ولكن إذا مل حيصل املرضى على العالج‪ ،‬فإن هذا‬
‫املرض ميكن أن يسبب إعاقة دائمة يف أجزاء تعاين من تورم مثل‬
‫الكحيل‪ ،‬موسوعة الكحيل‪ ،....‬ص‪89 .‬‬ ‫‪ 95‬‬

‫ماهر أمحد الصويف‪ ،‬آايت هللا يف ممالك الطري‪ ،....‬ص‪285 .‬‬ ‫‪ 96‬‬
‫‪٤٠‬‬

‫الساقني والذراعني واألعضاء التناسلية يف كل من املرضى الذكور‬


‫واإلانث‪ .‬ينشأ هذا املرض ويوجد يف البلدان املدارية حيث يوجد‬
‫‪97‬‬
‫نوع الدودة‬
‫وبعد النظر من األمراض اليت تنقلها ابعوضة فعرف الناس‬
‫أبهنا جندي من جنود هللا‪ ،‬ألن ما محلتها من األمراض كلها أبوامر‬
‫ين ِف‬ ‫هللا تعاىل‪ .‬كما قال هللا يف سورة املدثر اآلية‪( :‬ولِيـ ُق َ َّ ِ‬
‫ول الذ َ‬ ‫ََ‬
‫اللُ َم ْن‬ ‫كي ِ‬
‫ض ُّل َّ‬ ‫ِ‬ ‫قـلُوبِِم مرض والْ َكافِرو َن ما َذا أَراد َّ ِ‬
‫اللُ بَ َذا َمثَ ًل َك َذل َ ُ‬ ‫ُ ْ ََ ٌ َ ُ َ َ َ‬
‫ك إَِّل ُه َو َوَما ِه َي إَِّل‬
‫ود َربِّ َ‬
‫ِ‬
‫يَ َشاءُ َويـَْهدي َم ْن يَ َشاءُ َوَما يـَْعلَ ُم ُجنُ َ‬
‫ِذ ْكَرى لِْلبَ َشر)‬
‫ِ ‪98‬‬

‫ج‪ .‬حكمة إعجازية من اآلية‬


‫اآلية القرآنية عن البعوضة تدل إىل اإلنسان أبن مجيع خملوقات هللا‬
‫سبحانه وتعاىل من أصغرها أو أكربها هي اآلية دالة على استحقاق هللا عز‬
‫وجل للعبادة دون سواه‪ .‬فكان من ذكر البعوضة يف القرآن فيه حكمة وهي‬
‫كان ضرب املثال ابلبعوضة تبني اختالف مشارب الناس يف الفهم‪ ،‬ألن كل‬
‫ما يراه اإلنسان كل يوم من األحوال االنسانية وغريها فيه العلوم ملن يتفكر‬
‫ويتدبر‪.‬‬
‫كمثل يف حال امرأة مجيلة فرتى الناس يف شأهنا طرقا شىت‪ .‬فأمها‬
‫تنظر إلييها نظر االشفاق‪ ،‬وأبوها ينظر إليها نظر املساعدة األبوية‪ ،‬وابنها‬
‫ينظر إليها من قبيل االلتجاه واالستعانة وزوجها ينظر إليها نظرة املشاركة‬

‫ماهر أمحد الصويف‪ ،‬آايت هللا يف ممالك الطري‪ ،....‬ص‪286 .‬‬ ‫‪ 97‬‬

‫القرآن الكرمي‪ ،‬سورة املدثر‪31 :‬‬ ‫‪ 98‬‬


‫‪٤١‬‬

‫واملعاونة‪ .‬فهكذا كل حكمة وعلم وحمس ومعقول يدركها الناس على درجة‬
‫شىت ال حصر هلا‪ ،‬وهذا سر الوجود‪ ،‬فاألمثال اليت جاء هبا األنبياء وورود‬
‫هبا القرآن يعتورها ما يعرتى املوجودات من اختالف النظر‪ ،‬فينظر اجلاهل‬
‫‪99‬‬
‫استهزاء وينظر العاقل اعتبارا‬
‫والغرض من التمقيل اثنني‪ ،‬األول أن املقصد من هذا التمثيل حتقري‬
‫األواثن‪ .‬وكلما كان املشبه به أشد حقارة كان املقصود يف هذا البااب أكمل‬
‫حصوال‪ .‬والثاين‪ ،‬أن الغرض هنا بيان أن هللا تعاىل ال مينتنع من التمثيل‬
‫ابلشيء احلقري‪ ،‬ويف مثل هذا البموضوع جيب أن يكون املذكور اثنيا أشد‬
‫حقارة من األول يقال إن فالانا يتحمل الذل يف اكتساب الدينار‪ .‬ولثالث ‪،‬‬
‫أن الشيء كلما كان أصغر كان االطالع على أسراره أصعب ‪ ،‬فإذا كان يف‬
‫هناية الصغر مل حيط به إال علم هللا تعاىل‪ ،‬فكان التمثيل به أقوى يف الداللة‬
‫‪100‬‬
‫على كمال احلكمة من التمثيل ابلشيئ الكبري‪.‬‬
‫إن خلق البعوضة من رمحة هللا بعبادة حيث يقرر للناس املعاين املعقولة‬
‫بضرب األمثال احملسوسة لتتقرر املعاين يف عقول الناس‪ .‬وكل مثل ضربه هللا‬
‫يف القرآن فهو دليل فضائل اإلميان‪ ،‬ألن املؤمن ال ميكن أن يعارض ما أنزل‬
‫هللا عز وجل‪ .‬ألهنم عرفوا أبن هللا عز وجل له احلكمة البالغة فيما شرع وفيما‬
‫‪101‬‬
‫قدر‬

‫‪ 99‬طنطاوي جوهري‪ ،‬اجلواهر يف تفسري القرآن الكرمي‪ ،‬ج‪ ،1 .‬ص‪45 .‬‬


‫‪ 100‬فخر الدين الرازي‪ ،‬مفاتيح الغيب‪( ،‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪،)1420 ،‬ج‪ ،2.‬ص‪.‬‬
‫‪364‬‬
‫‪ 101‬حممد بن صاحل العشيمني‪ ،‬تفسري القرآن الكرمي‪( ،‬اجليزة‪ :‬دار النجاح للكتاب‪،2012 ،‬‬
‫ج‪ ،)1.‬ص‪122 .‬‬
‫‪٤٢‬‬

‫والبعوضة هي صغار البق أو الناموس‪ ،‬وكم امتاحت من أجسام‬


‫األحياء الدماء‪ ،‬وزرعت فيها مسببات اهلالك والفناء‪ ،‬وقد اكتشف اإلنسان‬
‫يف العصور املتأخرة وجود العوامل كثرية ملخلوقات صغرية ال برى إال بواسطة‬
‫‪102‬‬
‫املناظر املكربة‪ ،‬تدل على عظمة صانعها ومكوهنا جل وعال‪.‬‬
‫جيب على املسلم أن يقول كلمة احلق وال يستحي منها ‪ ،‬سواء ذلك‬
‫قليال او كثريا وال جيوز أن خيالف احلق بسبب قلته أو ضعف (قال رسول‬
‫هللا‪ :‬أفضل اجلهاد كلمة احلق عند سلكان جائز) رواه ابن ماجه ‪ .‬وليعلم‬
‫أن العبد أنه مىن تعقل امثال القرآن واستنار هبا هداه هللا وفتح عليه أبواب‬
‫العلم فيها‪ ،‬ومىت أعرض عنها معارضا معارضا أضل هللا وكان من اخلاسرين‬
‫‪103‬‬
‫يف الدنيا واآلخرة‬
‫بعد كل هذه احلقائق عن حشرة هي األخطر من نوعها‪ ،‬أال يستحق‬
‫هذا املخلوق الذي حسبه الناس أنه اتفها وضعيفا وال قيمة له‪ ،‬أال يستحق‬
‫‪104‬‬
‫هذا اجلندي املطيع خلالقه أن يذكره هللا يف كتابه اجمليد؟‬
‫وابلنظر إىل البحث السابق استنتجت الباحثة أبن ذكر البعوضة يف‬
‫القرآن حكمة ال يراها إال العامل‪ .‬وحكمة ذكر البعوضة يف القرآ هو متثيل جليع‬
‫الناس يف نظر خملوقات هللا‪ .‬فالعامل ينظر العامل وما فيها حكمة وعربة‪ ،‬وأما‬
‫اجلاهل ينظر العامل وما فيها حقرية ودنيئة‬

‫‪ 102‬عبد احلميد حممود طهماز‪ ،‬التفسري املوضوعي لسور القرآن العظيم‪( ،‬دمضق‪ :‬دار القلم‪،‬‬
‫‪ ،)2014‬ص‪74 .‬‬
‫‪ 103‬حممد ابن شامي بن مطاعن شيبه العدوي القرشي‪ ،‬التفسري املوجز ودروس من القرآن‬
‫الكيم‪( ،‬الرايض‪ :‬دار احلقيقة الكونية للنشر ةالتوزيع‪2015 ،‬ج‪ ،)1 .‬ص‪37-36 .‬‬
‫‪ 104‬الكحيل‪ ،‬موسوعة الكحيل لإلعجاز العلمي‪ ،....‬ص‪91 .‬‬
‫الباب الرابع‬
‫اخلامتة‬

‫‌أ‪ .‬نتائج البحث‬


‫بعد أن طلعت الباحثة الكتب املتعلقة ابلبعوضة وابلنظر إىل عرض‬
‫املباحث السابق‪ ،‬فعزمت الباحثة يف هذا الباب األخري لعرض النتائج واهلدف‬
‫املنشود اليت حصلت عليها الكشف عن البعوضة يف القرآن عند عبد الدائم‬
‫الكحيل‪ .‬فمن نتيجة البحث اليت حصلتها الباحثة من حالل حبثها وهي‪:‬‬
‫وإحدى من أمثال العلوم الكونية اليت وردت يف كتابه وهو الكشف‬
‫عن البعوضة‪ ،‬ذكر هللا البعوضة ليكون متثيال جلميع الناس أبن كل خملوقات‬
‫هللا فيه الفائدة‪ ،‬وال ميكن البشر أن أييت مثله‪ .‬والبعوضة من أخطر احلشرات‬
‫يف العامل‪ .‬إن أفراد لفظ البعوضة وأتنيثه يف القرآن تشري إىل متاييز األنثى عن‬
‫اخلطر يف هذه احلشرة اخلطرية‪ .‬والبعوضة هي املسؤولة على موت ماليني‬
‫البشر يف هذه الدنيا ألهنا مزودة بتقنيات عالية جدا جتعلها األخطر يف العامل‪.‬‬
‫إن للبعوضة أنواع كثرية‪ ،‬ولكن أخطر البعوضة يف العامل وهي‪ :‬بعوضة األنفيل‬
‫(‪ )Anopheles‬اليت تنقل مرض املالراي ومرض الربداء‪ ،‬بعوضة الكولكس‬
‫(‪ )culex‬اليت تنقل كل من طفيل مرض الفالراي وفريوس احلمى الدماغية و‬
‫بعوضة الزاعجة)‪ (Aedes‬اليت تنقل فريوسات احلمى الصفراء)‪(Yellow Fever‬‬

‫واحلمى الدماغية ومحى الضنك )‪ ،(Dengue Fever‬أومحى داء الركب أو محى‬


‫الركب النازفة أو محى تكسري العظام‬

‫‪٤٣‬‬
‫‪٤٤‬‬

‫سر يف خلق البعوضة هو أبن البعوضة مع ضالة حجمها فإهنا تستحق‬


‫كل ما حتتاجها يف حياهتا‪ ،‬وكانت مرحلة منو البعوضة هي صعب معقد‬
‫بتغري جلد الريقات ثالث مرات‪ ،‬وكان إفراد البعوضة يف القرآن يشري إىل‬
‫عيشة البعوض عيشة فردية سوي يف حالة التزاوج‪ ،‬وهناك أمراض مثري نقلتها‬
‫أنثى البعوضة مثل حمى الدموية‪ ،‬داء الفيل أو فيالراي‪،‬واملالراي‪ .‬وأخطر مرض‬
‫لإلنسان مها محى الدموية واملالراي‬
‫وكان حكمة إعجازية من ذكر البعوضة يف القرآن ليكون متثيال للناس‬
‫يف نظر احلياة‪ ،‬ألن العاقل سوف يرى كل شيئ حكمة وعربة‪ .‬ولكن اجلاهل‬
‫سوف يرى األشياء قدح واستهزاء‬

‫‌ب‪ .‬االقرتاحات‬
‫بعد أن متت الباحثة من تقدمي نتائج البحث مما سبق‪ ،‬فعزمت الباحثة‬
‫أن تضع االقرتاحات والتوصيات اليت تتعلق عن البعوضة يف القرآن عند عبد‬
‫الدائم الكحيل‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ . 1‬ترجوا الباحثة على كل مسلم أن يتفقه يف الدين بتدبر القرآن الكرمي وال‬
‫خيرج منه‪ .‬خاصة عن اآلايت القرآنية اليت تبني عن اآلايت الكونية‪ ،‬ألن‬
‫فيها كثريا من الدالالت املعجبة واملعجزة واإلشارات العلمية بقدرة هللا‬
‫‪ .2‬ترجوا الباحثة لشبان املسلمني أن يتدبر القرآن أكثر مما عملت الباحثة‬
‫لكشف عن أسرار املوجودة يف هذا العامل‪ ،‬ألن خري الناس من يتعلم‬
‫القرآن ويعلمه إىل غريه‪ .‬حىت تزيد طاعتهم وعبادهتم هلل عز وجل‬
‫‪ .3‬ترجوا الباحثة أن ال حيتقر الناس يف مجيع خملوقات هللا‪ ،‬ألن خملوق هللا‬
‫أصغره أو أكربه له الفائدة واحلكمة يف خلقها‬
‫‪٤٥‬‬

‫ج‪ .‬اخلامتة‬
‫‌‬
‫فلو ال نعمة هللا ونصره ومعونته وتوفيقه وتقديره لكانت الباحثة واصلة‬
‫واتمة يف كتابة هذا البحث البسيط‪ .‬هذا البحث هو حبث بسيط ألن مل تصل‬
‫الباحثة إىل كماله بعيد حد عن الكمال ولكن ترجو الباحثة عسى أن يكون‬
‫هذا البحث انفعا يف الدارين ويكون دافعا يف التأمل والتدبر والتفكر يف مجيع‬
‫خملوقات هللا العظيم‪ .‬عسى أن يكون هناك البحث بعده أحسن وأجود مما‬
‫عملت الباحثة حبيث من يتدبر هذه االشياء ازداد من الناس طاعة وعبادة‪،‬‬
‫وهللا اهلادي إىل سواء السبيل‬
‫مصادر البحث‬

‫‌أ‪ .‬القرآن الكرمي‬


‫ب‪ .‬اللغة العربية‬
‫أمحد‪ ،‬يوسف احلاج‪ .2003.‬موسوعة اإلعجاز العلمي يف القرآن الكرمي والسنة‬
‫املطهرة‪ ،‬دمشق‪ :‬مكتبة ابن حجر‪.‬‬
‫اآلخر‪ ،‬أمحد أبو الوفا عبد‪ .2005.‬املعجزة اخلالدة مدخل إىل دراسة اإلعجاز‬
‫العلمي يف القرآن والسنة‪ ،‬دون املكان‪:‬دون املطبعة‪.‬‬
‫بكري‪ ،‬عمر‪ .2001 .‬تفسري املدرسي‪ ،‬ج‪ ،1 .‬فونوروغو‪ :‬دار السالم للتباعة‬
‫والنشر‪.‬‬
‫البغا‪ ،‬مصطفى ديب‪ .1998 .‬الواضح يف علوم القرآن‪ ،‬دمشق‪ :‬دار الكلم‬
‫الطيب‪.‬‬
‫جوهري‪ ،‬طانطاوي‪ .1350 .‬اجلواهر يف تفسري القرآن الكرمي‪ ،‬مصر‪ :‬ملتقى‬
‫أهل األثر‬
‫خضر‪ ،‬عبد العليم عبد الرمحن‪ .1986.‬الطبيعات واإلعجاز العلمي للقرآن‬
‫الكرمي‪ ،‬دون املكان ‪ :‬الدار السعودية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫الذهيب‪ ،‬حممد السيد حسني‪ .‬دون السنة‪ .‬التفسري واملفسرون‪ ،‬ج‪ .3 .‬القاهرة‪:‬‬
‫مكتبة وهبة‪.‬‬
‫الرازي‪ ،‬فخر الدين‪ .‬مفاتيح الغيب‪ .1420،‬بريوت‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‬
‫الرومي‪ ،‬فهد بن عبد الرمحن بن سليمان‪ .1997 .‬اجتاهاجات التفسري يف القرن‬
‫الرابع عشر‪ ،‬الرايض‪ :‬مئسسة الرسالة‬

‫‪٤٧‬‬
‫‪٤٨‬‬

‫_________‪ .‬دون السنة‪ .‬دراسات يف علوم القرآن‪ ،‬ط‪ .14 .‬الرايض‪:‬‬


‫اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫_________‪ .1412 .‬حبوث يف أصول التفسري ومناهجه‪ ،‬الرايض‪ :‬مكتبة‬
‫التوبة‪.‬‬
‫الزانداين‪ ،‬الشيخ عبد اجمليد‪ .‬دون السنة‪ .‬أتصيل اإلعجاز العلمي يف القرآن‬
‫والسنة‪ ،‬بريوت‪ :‬املكتبة العصرية‪.‬‬
‫الشعراوي‪ ،‬حممد متويل‪ .‬تفسري الشعراوي‪ .1997 ،‬دون املكان‪ :‬مطابع أخبار‬
‫اليوم‬
‫شليب‪ ،‬هند‪ .1985 .‬التفسري العلمي للقرآن الكرمي بني النظرايت والتطبيق‪،‬‬
‫تونس‪ :‬دون املطبعة‪.‬‬
‫الصابوين‪ ،‬حممد على‪ .2003 .‬التبيان يف علوم القرآن‪ ،‬مكة املكرمة‪ :‬دار‬
‫الصابوين‬
‫الصويف‪ ،‬ماهر أمحد‪ .2007.‬آايت هللا يف حلق احليواانت الربية والبحرية وبعثها‬
‫وحساهبا‪ ،‬بريوت‪ :‬املكتبة العصرية‪.‬‬
‫الطربي‪ ،‬حممد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب اآلملي أبو جعفر‪.2001 .‬‬
‫تفسري الطربي جامع البيان عن أتويل آي القرآن‪ ،‬دار هجر للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع واإلعالن‬
‫طهماز‪ ،‬عبد احلميد حممود‪ .‬التفسري املوضوعي لسور القرآن العظيم‪.2014 ،‬‬
‫دمشق‪ :‬دار القلم‬
‫الطيار‪ ،‬مساعد بن سليمان بن انصر‪ .1433.‬اإلعجاز العلمي إيل أين؟‬
‫مقاالت تقوميية لإلعجاز العلمي‪ ،‬دون املكان‪ :‬دار ابن اجلوزي‪.‬‬
‫‪٤٩‬‬

‫العمودي‪ ،‬هدى حممد‪ .‬دون السنة‪ .‬مناهج البحث العلمي يف دراسات املكتبات‬
‫واملعلومات‪ :‬دراسة حتليلية لإلنتاج الفكري املنشور يف الدورايت‬
‫املتخصصة‪ ،‬دون املكان‪ :‬دون الطيعة‪.‬‬
‫عبيدات‪ ،‬حممد‪ .1999 .‬منهجية البحث العلمي القواعد واملراحل والتطبيقات‪،‬‬
‫عمان‪ :‬دار وائل للنشر‪.‬‬
‫عرت‪ ،‬رحن ضياء الدين‪ .1994 .‬املعجزة اخلالدة‪ ،‬بريوت‪ :‬دار البشائر اإلسالمية‪.‬‬
‫العشيمني‪ ،‬حممد بن صاحل‪ .‬تفسري القرآن الكرمي‪ .2012 ،‬اجليزة‪ :‬دار النجاح‬
‫للكتاب‬
‫الفهداوي‪ ،‬م‪ .‬م حممد عزيز خملف‪ .‬دون السنة‪ .‬اإلعجاز العلمي يف احلشرات‬
‫الطائرة اليت ذكرت يف القرآن‪ ،‬دون املكان‪ :‬دون املطبعة‪.‬‬
‫القرشي‪ ،‬حممد ابن شامي بن مطاعن شيبه العدوي‪ .‬التفسري املوجز ودروس من‬
‫القرآن الكيم‪ .2015 ،‬الرايض‪ :‬دار احلقيقة الكونية للنشر والتوزيع‬
‫القطان‪ ،‬مناع‪ .2000 .‬مباحث يف علوم القرآن‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪.‬‬
‫قطب‪ ،‬سيد‪1412.‬ه‪ .‬يف ظالل القرآن‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الشروق‬
‫الكحيل‪ ،‬عبد الدائم‪ .‬دون السنة‪ .‬موسوعة الكحيل لإلعجاز العلمي يف القرآن‬
‫والسنة ج‪ ،23 .‬دون املكان‪ :‬دون الطبعة‪.‬‬
‫________‪ .2009 .‬روائع اإلعجاز يف الكون جمموعة مباحث تتناول‬
‫أحدث احلقائق الكونية على ضوء القرآن الكرمي‪ ،‬دون املكان‪ :‬دون‬
‫املطبعة‪.‬‬
‫________‪ .‬دون السنة‪ .‬املوسوعة املصورة لإلعجاز العلمي يف القرآن‬
‫الكرمي والسنة املطهرة‪ ،‬ج‪ .2.‬دون املكان‪ :‬دون املطبعة‪.‬‬
٥٠

.‫ دار الدعوة‬:‫ القاهرة‬،4 .‫ ط‬،‫ املعجم الوسيط‬.‫ دون السنة‬.‫جممع اللغة العربية‬
‫ املوسوعة القرآنية‬.2002 .‫جمموعة من األساتذة والعلماء املتخصصني‬
.‫ اجمللس األعلى للشئون اإلسالمية‬:‫ مصر‬،‫املتخصصة‬
‫ دار السالم الطبعة‬:‫ فونوروكو‬،‫ الدين اإلسالمي‬.‫ دون السنة‬.‫ حسن‬،‫منصور‬
.‫والنشر‬
،‫ تفسري اآلايت الكونية يف القرآن الكرمي‬.2007 .‫ زغلول راغب حممد‬،‫النجار‬
.‫ مكتبة الشروق الدولية‬:‫ القاهرة‬،1 .‫ج‬
‫ من آايت اإلعجاز العلمي احليوان يف القرآن‬2006.__________
.‫ دار املعرفة‬:‫ بريوت‬،‫الكرمي‬
،‫ مناهج املفسرين من النشأة إىل ما قبل العصر احلديث‬.2014 .‫ رمضان‬،‫خيلف‬
.‫ دون املطبعة‬:‫دون املكان‬
‫اللغة اإلندونيسية‬ .‫ج‬
Baidan, Nashruddin. 2016. Metodologi Khusus Penelitian Tafsir, (Yogyakarta:
Pustaka Pelajar)
Kindersley, Dorling. 2010. Ensiklopdia Dunia Hewan, ( Jakarta: Lentera Abadi)
Lajnah Pentashihan Mushaf Al-Qur’an Badan Litbang dan Diklat Kementrian
Agama RI. 2012. Hewan dalam Perspektif Al-Qur’an dan Sains (Tafsir
Ilmi), (Jakarta: Lajnah Pentashihan Al-Qur’an)
Murawski, Darlyne. 2018. Serangga Pedia, (Jakarta: PT Centro Inti Media)
Ridwan, Muhammad Hasan. 1997 Metode Penelitian Tafsir, (Surabaya: Dunia
Ilmu)
Sugiyono. 2010. Metodologi Penelitian Kuantitas Kualitas dan R & D, Cet. 11,
(Bandung: Alfabeta)
Ulevich, Maureen.1996. Khazanah Pengetahuan bagi Anak-anak Serangga,
(Jakarta: PT Tira Pustaka)

Anda mungkin juga menyukai