Anda di halaman 1dari 7

‫خطبة ربيع الثاني‬

‫ الشيخ علي الحذيفي‬- ‫ الحذر من سوء الخاتمة‬- 1432 ‫ ربيع الثاني‬27 - ‫خطبة المسجد النبوي‬
‫الخطبة األولى‬
‫ ال إله إال هو إليه‬،‫شيء عددًا‬
ٍ ‫شيء عل ًما وأحصى كل‬ٍ ‫ أحاط بكل‬،‫ السميع البصير‬،‫الحمد هلل العليم الخبير‬
‫ي‬ُّ ‫ وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له العل‬،‫ وأتوب إليه وأستغفره‬،‫ أحمد ربي وأشكره‬،‫المصير‬
‫وبارك على عبدك‬ ِّ ‫وسلم‬
ِّ ‫صل‬
ِّ ‫ اللهم‬،‫ وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله البشير النذير‬،‫الكبير‬
.‫ورسولك محمد وعلى آله ذوي الفضل الكبير‬
:‫أما بعد‬
Maka bertakwalah -wahai hamba Allah- dengan sebenar-benar takwa,
bersegeralah menuju ampunan Allah dan keridhoan-Nya, sungguh telah
beruntung dan bahagia orang-orang yang menghadap kepada-Nya, dan
sebaliknya merugi dan sengsaralah orang-orang yang memperturutkan
hawa nafsunya dan berpaling dari selain-Nya tabaroka wata’ala.
Ibadallah..
Sesungguhnya Rabb kita tabaroka wata’ala tidak membutuhkan kita
semua, tidak akan memudharati-Nya maksiat yang dilakukan oleh orang
yang melakukannya, dan tidak akan memberikan manfaat ketaatan orang
yang melakukannya. Sebagaimana firman Allah ta’ala di dalam hadits
qudsi:
‫ ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني»؛ رواه مسلم من حديث أبي ذر‬،‫فتضروني‬ ُّ ‫«يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ض ُِّري‬
.- ‫ رضي هللا عنه‬-
ًّ‫َّللاُ أ َ َّال يَجْ عَ َل لَ ُه ْم َحظا‬
َّ ‫ش ْيئ ًا يُ ِّري ُد‬ ْ ْ
َّ ‫عونَ فِّي ال ُكف ِّر إِّنَّ ُه ْم لَ ْن يَض ُُّروا‬
َ َ‫َّللا‬ ْ
َ ُ‫ َو َال يَحْ ُزنكَ الَّ ِّذينَ ي‬:‫وكما قال تعالى‬
ُ ‫س ِّار‬
.]176 :‫اب ع َِّظي ٌم [آل عمران‬ ٌ ‫ع َذ‬ َ ‫فِّي ْاْل ِّخ َر ِّة َولَ ُه ْم‬
Amal-amal shalih adalah sebab segala kebaikan di dunia dan akhirat.
Dan yang paling utama dari itu adalah amalan-amalan hati; seperti ikhlas,
iman, tawakkal, rasa takut, rasa harap, rasa cinta, mencintai apa yang
Allah cintai dan membenci yang Allah benci, bergantungnya hati kepada
Allah saja dalam mendapatkan manfaat dan menolak mudharat.
Sebagaimana firman Allah ta’ala:
‫يب بِّ ِّه َم ْن يَشَا ُء ِّم ْن ِّعبَا ِّد ِّه‬ ْ َ‫ف لَهُ ِّإ َّال ُه َو َو ِّإ ْن يُ ِّردْكَ بِّ َخي ٍْر فَ ََل َرا َّد ِّلف‬
ُ ‫ض ِّل ِّه يُ ِّص‬ ِّ ‫َّللاُ ِّبض ٍُر فَ ََل كَا‬
َ ‫ش‬ َّ َ‫سك‬ َ ‫َو ِّإ ْن يَ ْم‬
ْ ‫س‬
.]107 :‫الر ِّحي ُم [يونس‬ ُ ُ‫َو ُه َو ا ْلغَف‬
َّ ‫ور‬
Dan adapun amalan-amalan anggota badan itu mengikuti amalan-amalan
hati tersebut. Sebagaimana yang disabdakan oleh Rasulullah ‫صلى هللا عليه‬
‫ وسلم‬:
‫امرئ ما نوى»؛ رواه البخاري ومسلم من حديث عمر ‪ -‬رضي هللا عنه‬
‫ٍ‬ ‫«إنما األعمال بالنيات‪ ،‬وإنما لكل‬
‫‪.-‬‬
‫‪Dan amal-amal yang buruk adalah sebab segal keburukan di dunia‬‬
‫‪dan akhirat. Sebagaimana firman Allah ta’ala:‬‬
‫ير [الشورى‪ ،]30 :‬وقال تعالى‪َ :‬ظ َه َر ا ْلفَ َ‬
‫سا ُد فِّي‬ ‫س َبتْ أ َ ْيدِّي ُك ْم َو َي ْعفُو ع َْن َكثِّ ٍ‬
‫صا َب ُك ْم ِّم ْن ُم ِّصي َب ٍة فَ ِّب َما َك َ‬‫َو َما أ َ َ‬
‫ض الَّذِّي ع َِّملُوا لَ َعلَّ ُه ْم يَ ْر ِّجعُونَ [الروم‪.]41 :‬‬ ‫اس ِّليُذِّيقَ ُه ْم َب ْع َ‬ ‫سبَتْ أ َ ْيدِّي النَّ ِّ‬ ‫ا ْل َب ِّر َوا ْلبَحْ ِّر بِّ َما َك َ‬
‫‪Dan seorang hamba itu diperintahkan untuk melakukan ketaatan-ketaatan‬‬
‫‪dan dilarang untuk melakukan hal-hal yang diharamkan dalam setiap‬‬
‫‪waktu, akan tetapi yang kepastian seseorang berada diatas ketaatan dan‬‬
‫‪amal shalih dan terhalang dari perbuatan dosa dan maksiat adalah pada di‬‬
‫‪ bersabda:‬صلى هللا عليه وسلم ‪akhir umurnya dan akhir waktu dari ajalnya. Nabi‬‬
‫«إنما األعمال بالخواتيم»؛ رواه البخاري من حديث سهل بن سعد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪.-‬‬
‫‪Barang siapa yang diberi taufik oleh Allah umtuk beramal shalih hingga‬‬
‫‪akhir usianya sampai ajalnya menjemput maka sungguh Allah telah‬‬
‫‪menetapkan untuknya husnul khotimah, dan siapa yang Allah hinakan dia‬‬
‫‪dan menutup ajalnya dengan amal keburukan dan dosa yang membuat‬‬
‫– ‪murka Allah, maka sungguh ditetapkan untuknya su’ul khotimah‬‬
‫‪wal’iaydzu billah -.‬‬
‫‪Dan Allah memerintahkan kita bersungguh-sungguh untuk meraih akhir‬‬
‫‪yang baik ini. Allah ta’ala berfirman :‬‬
‫ق تُقَاتِّ ِّه َو َال ت َ ُموت ُنَّ ِّإ َّال َوأ َ ْنت ُ ْم ُم ْ‬
‫س ِّل ُمونَ [آل عمران‪.]102 :‬‬ ‫يَا أَيُّ َها الَّ ِّذينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َّ‬
‫َّللاَ َح َّ‬
‫والسعي لحسن الخاتمة غايةُ الصالحين‪ ،‬وهمةُ العباد المتقين‪ ،‬ورجاء األبرار الخائفين‪ ،‬قال هللا تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬
‫س ِّل ُمونَ [البقرة‪:‬‬ ‫الدينَ فَ ََل ت َ ُموت ُنَّ إِّ َّال َوأ َ ْنت ُ ْم ُم ْ‬‫ص َطفَى لَ ُك ُم ِّ‬ ‫ي إِّنَّ ََّ‬
‫َّللا ا ْ‬ ‫صى بِّ َها إِّب َْرا ِّهي ُم بَنِّي ِّه َويَ ْعقُ ُ‬
‫وب يَا بَنِّ َّ‬ ‫َو َو َّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫سيِّئ َاتِّنا َوت َ َوفنا َم َع األب َْر ِّار [آل‬ ‫عنا َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ ،]132‬وقال تعالى في وصف أولي األلباب‪َ :‬ربَّنا فاغ ِّف ْر لنا ذنوبَنا َوك َِّف ْر َ‬
‫س ِّل ِّمينَ [األعراف‪.]126 :‬‬ ‫صب ًْرا َوت َ َوفَّنَا ُم ْ‬ ‫علَ ْينَا َ‬ ‫عمران‪ ،]193 :‬وقال تعالى عن التائبين‪َ :‬ربَّنَا أ َ ْف ِّر ْغ َ‬
‫وعن عبد هللا بن عمرو ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬سمعت رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬يقول‪« :‬إن‬
‫صرفه حيث يشاء»‪ ،‬ثم قال‬ ‫ب واحد يُ ِّ‬ ‫قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن ‪ -‬عز وجل ‪ -‬كقل ٍ‬
‫صرف قلوبنا على طاعتك»؛ رواه مسلم‪.‬‬ ‫صرف القلوب ِّ‬ ‫رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪« :-‬اللهم ُم ِّ‬
‫كرب عليه بعد ذلك التوفيق‪ ،‬ومن‬ ‫َ‬ ‫فمن وفَّقه هللا ل ُحسن الخاتمة فقد س ِّع َد سعادةً ال يشقى بعدها أبدًا‪ ،‬وال‬
‫سر في دنياه وأُخراه‪.‬‬ ‫ُختِّ َم له بسوء الخاتمة فقد خ ِّ‬
‫ظم عنايتُهم باألعمال الصالحة السوابق للخاتمة‪ ،‬كما أنهم يجتهدون في طلب الخاتمة‬ ‫والصالحون تع ُ‬
‫سنون الرجاء والظنَّ باهلل تعالى‪ ،‬ويُسيئ ُون الظن بأنفسهم‪ ،‬كما قال تعالى‪:‬‬ ‫سنون األعمال‪ ،‬ويُح ِّ‬ ‫الحسنة؛ فيُح ِّ‬
‫ور َر ِّحي ٌم [البقرة‪:‬‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫َّللاُ َ‬‫َّللا َو َّ‬‫َّللا أولَئِّكَ يَ ْر ُجونَ َرحْ َمتَ َّ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫إِّنَّ الَّ ِّذينَ آ َمنُوا َوالَّ ِّذينَ َها َج ُروا َو َجا َهدُوا فِّي َ‬
‫س ِّبي ِّل َّ ِّ‬
‫‪.]218‬‬
‫جرت‬ ‫هدي أصحابه؛ فقد َ‬ ‫َ‬ ‫وعمل بسنة رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬واتبع‬ ‫ِّ‬ ‫ومن صدقَ هللاَ في نيته‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ب أموره إلى خير‪ ،‬قال هللا تعالى‪ :‬إِّنا ال ن ِّضي ُع أجْ َر َم ْن‬ ‫بخير وأن يجعل عواقِّ َ‬ ‫ٍ‬ ‫سنةُ هللا تعالى أن يختِّ َم له‬
‫ض ًما‬ ‫ظ ْل ًما َو َال َه ْ‬ ‫اف ُ‬ ‫ت َو ُه َو ُم ْؤ ِّمنٌ فَ ََل يَ َخ ُ‬ ‫صا ِّل َحا ِّ‬ ‫ع َم ًَل [الكهف‪ ،]30 :‬وقال تعالى‪َ :‬و َم ْن يَ ْع َم ْل ِّمنَ ال َّ‬ ‫سنَ َ‬ ‫أَحْ َ‬
‫َّللاُ ِّليُ ِّضي َع إِّي َمانَ ُك ْم [البقرة‪.]143 :‬‬ ‫[طه‪ ،]112 :‬وقال تعالى‪َ :‬و َما كَانَ َّ‬
‫وأسباب التوفيق إلى ُحسن الخاتمة‪ :‬النية الصالحة واإلخَلص هلل والمتابعة لسنة رسول هللا ‪ -‬صلى هللا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عليه وسلم ‪-‬؛ ألن النية واإلخَلص شرط األعمال المقبولة‪.‬‬
‫ومن أسباب الخاتمة الحسنة‪ :‬المحافظةُ على الصلوات جماعة؛ ففي الحديث‪« :‬من صلَّى البر َديْن دخل‬ ‫ً‬
‫الجنة»؛ رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى‪.‬‬
‫َ‬
‫والعصر‪ ،‬وصَلتُه لغيرهما من باب أ ْولى‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الفجر‬
‫ُ‬ ‫والبردان‪:‬‬ ‫ْ‬
‫علَي ِّْه ْم‬ ‫ف َ‬ ‫صلَ َح ف ََل َخ ْو ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ومن أسباب التوفيق ل ُحسن الخاتمة‪ :‬اإليمان واإلصَلح‪ ،‬قال هللا تعالى‪ :‬ف َم ْن آ َمنَ َوأ ْ‬
‫َو َال ُه ْم يَحْ َزنُونَ [األنعام‪.]48 :‬‬
‫السر والعلَن‪ ،‬بامتثال أمره واجتناب نهيِّه والدوام‬ ‫ِّ‬ ‫ومن أسباب توفيق هللا ل ُحسن الخاتمة‪ :‬تقوى هللا في‬
‫سا ًدا َوا ْلعَاقِّبَةُ‬ ‫َ‬
‫ض َو َال ف َ‬ ‫َ‬
‫علُ ًّوا فِّي ْاأل ْر ِّ‬ ‫َّار ْاْل ِّخ َرةُ نَجْ عَلُ َها ِّللَّ ِّذينَ َال يُ ِّري ُدونَ ُ‬ ‫على ذلك‪ ،‬قال هللا تعالى‪ :‬تِّ ْلكَ الد ُ‬
‫ِّل ْل ُمت َّ ِّقينَ [القصص‪.]83 :‬‬
‫اجتناب الكبائر وعظائم الذنوب‪ ،‬قال هللا تعالى‪ِّ :‬إ ْن تَجْ تَنِّبُوا َكبَائِّ َر َما‬ ‫ُ‬ ‫ومن أسباب التوفيق ل ُحسن الخاتمة‪:‬‬
‫س ِّيئ َاتِّ ُك ْم َونُد ِّْخ ْل ُك ْم ُم ْد َخ ًَل ك َِّري ًما [النساء‪.]31 :‬‬ ‫ع ْن ُك ْم َ‬
‫ع ْنهُ نُك َِّف ْر َ‬
‫ت ُ ْن َه ْونَ َ‬
‫ومن أسباب التوفيق ل ُحسن الخاتمة‪ :‬لزوم هدي النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬واتباع طريق المهاجرين‬
‫سنَةٌ ِّل َم ْن كَانَ‬ ‫س َوةٌ َح َ‬ ‫َّللا أ ُ ْ‬ ‫سو ِّل َّ ِّ‬ ‫واألنصار والتابعين ‪ -‬رضي هللا عنهم ‪ ،-‬قال هللا تعالى‪ :‬لَقَ ْد كَانَ لَ ُك ْم فِّي َر ُ‬
‫اج ِّرينَ‬ ‫سا ِّبقُونَ ْاأل َ َّولُونَ ِّمنَ ا ْل ُم َه ِّ‬ ‫يرا [األحزاب‪ ،]21 :‬وقال تعالى‪َ :‬وال َّ‬ ‫َّللاَ َوا ْليَ ْو َم ْاْل ِّخ َر َو َذك ََر َّ َ‬
‫َّللا َكثِّ ً‬ ‫يَ ْر ُجو َّ‬
‫ت تَجْ ِّري تَحْ ت َ َها ْاأل َ ْن َه ُ‬
‫ار‬ ‫ع َّد لَ ُه ْم َجنَّا ٍ‬ ‫ع ْنهُ َوأ َ َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َو َرضُوا َ‬ ‫َّللاُ َ‬
‫ي َّ‬ ‫ان َر ِّض َ‬ ‫س ٍ‬ ‫ص ِّار َوالَّ ِّذينَ اتَّبَعُو ُه ْم ِّب ِّإحْ َ‬ ‫َو ْاأل َ ْن َ‬
‫[التوبة‪.]100 :‬‬
‫نفس أو ما ٍل‬ ‫ومن أسباب التوفيق ل ُحسن الخاتمة‪ :‬البُعد عن ظلم الناس‪ ،‬وعد ُم البغي والعُدوان عليهم في ٍ‬
‫هاج ُر من ه َج َر‬ ‫أو ِّعرض‪ ،‬قال ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪« :-‬المسلم من س ِّل َم المسلمون من لسانه ويده‪ ،‬وال ُم ِّ‬
‫حرم هللا»‪.‬‬ ‫ما َّ‬
‫واتق دعوةَ‬ ‫ِّ‬ ‫وعن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪« :-‬‬
‫حجاب»؛ رواه البخاري‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين هللا‬
‫الرحم»‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫عجل هللا عقوبته من البغي وقطيعة‬ ‫ب أسرع من أن يُ ِّ‬ ‫وفي الحديث‪« :‬ما من ذن ٍ‬
‫ومن أسباب التوفيق ل ُحسن الخاتمة‪ :‬اإلحسانُ إلى الخلق‪ ،‬قال هللا تعالى‪ :‬الَّ ِّذينَ يُ ْن ِّفقُونَ أ َ ْم َوالَ ُه ْم ِّباللَّ ْي ِّل‬
‫علَي ِّْه ْم َو َال ُه ْم يَحْ َزنُونَ [البقرة‪.]274 :‬‬ ‫ف َ‬ ‫س ًّرا َوع َََلنِّ َيةً فَلَ ُه ْم أَجْ ُر ُه ْم ِّع ْن َد َر ِّب ِّه ْم َو َال َخ ْو ٌ‬ ‫َوالنَّ َه ِّار ِّ‬
‫سبب للتوفيق ل ُحسن الخاتمة‪ ،‬قال ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪:-‬‬ ‫ٌ‬ ‫وصفةُ السخاء وسماحةُ النفس مع اإلسَلم‬
‫ع السوء»‪.‬‬ ‫مصار َ‬
‫ِّ‬ ‫«صنائ ُع المعروف ت ِّقي‬
‫س ُد‬ ‫ُ‬
‫ع هي التي تف ِّ‬ ‫ضررها كبير‪ ،‬وفسادَها خطير‪ ،‬والبد ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ومن أسباب ُحسن الخاتمة‪ :‬العافية من البدع؛ فإن‬
‫كَ‬
‫سو َل فأولئِّ َم َع‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الر ُ‬ ‫َّللا َو َّ‬ ‫القلوب‪ ،‬وته ِّد ُم الدين‪ ،‬وتنقُض اإلسَلم عروةً عُروة‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ :‬و َمن يُ ِّطعِّ َّ َ‬
‫ْ‬
‫سنَ أُولَئِّكَ َرفِّيقًا [النساء‪.]69 :‬‬ ‫صا ِّل ِّحينَ َو َح ُ‬ ‫َاء َوال َّ‬ ‫ش َهد ِّ‬ ‫الصدِّي ِّقينَ َوال ُّ‬ ‫علَي ِّْه ْم ِّمنَ النَّبِّيِّينَ َو ِّ‬ ‫َّللاُ َ‬‫الَّ ِّذينَ أ َ ْنعَ َم َّ‬
‫برأون من البدع كلها‪.‬‬ ‫وهؤالء ال ُمنعَ ُم عليهم ُم َّ‬
‫ست َ ِّج ْب لَ ُك ْم إِّنَّ الَّ ِّذينَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ومن أسباب ُحسن الخاتمة‪ :‬الدعاء بذلك للنفس‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ :‬وقا َل َربُّ ُك ُم ا ْدعُونِّي أ ْ‬
‫نجي حذ ٌر من قدَر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َاخ ِّرينَ [غافر‪ ،]60 :‬وفي الحديث‪« :‬ال يُ ِّ‬ ‫سيَ ْد ُخلُونَ َج َهنَّ َم د ِّ‬ ‫ست َ ْكبِّ ُرونَ ع َْن ِّعبَا َدتِّي َ‬ ‫يَ ْ‬
‫والدعا ُء ينف ُع مما نزل ومما لم ينزل»‪ ،‬ودعا ُء المسلم ألخيه المسلم ب ُحسن الخاتمة ُمستجاب‪ ،‬وفي‬
‫سلم يدعو ألخيه بالغيب إال قال الملَك‪ :‬آمين‪ ،‬ولك بمث ِّله»‪.‬‬ ‫الحديث‪« :‬ما من ُم ٍ‬
‫فاسعَوا ‪ -‬رحمكم هللا ‪ -‬إلى تحصيل أسباب ُحسن الخاتمة؛ ليُوفِّقكم هللا إلى ذلك‪ ،‬واحذروا أسباب سوء‬
‫والكسر الذي ال ينجبِّر‪ ،‬وال ُخسران‬ ‫ُ‬ ‫الخاتمة؛ فإن الخاتمة السيئة هي ال ُمصيبة العُظمى‪ ،‬والداهيةُ الكبرى‪،‬‬
‫ال ُمبين ‪ -‬والعياذ باهلل ‪ ،-‬فقد كان السلف الصالح يخافون من سوء الخاتمة أشد الخوف‪.‬‬
‫يخاف النفاقَ على‬ ‫ُ‬ ‫قال البخاري في "صحيحه"‪" :‬قال ابن أبي ُملَيْكة‪ :‬أدركتُ ثَلثين من الصحابة كلهم‬
‫نفسه"‪.‬‬
‫أخاف أن‬ ‫ُ‬ ‫وقال ابن رجب‪" :‬وكان سفيان الثوري يشت ُّد قلقه من السوابق والخواتم‪ ،‬فكان يبكي ويقول‪:‬‬
‫ب اإليمان عند الموت"‪.‬‬ ‫أخاف أن أُسلَ َ‬‫ُ‬ ‫أكون في ِّأم الكتاب شقيًّا‪ ،‬ويبكي ويقول‪:‬‬
‫الكتاب السابق"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وقال بعض السلف‪" :‬ما أبكى العيون ما أبكاها‬
‫ٌ‬
‫قربين ُمعلَّقة بالسوابق‬ ‫وقد قيل‪" :‬إن قلوب األبرار ُمعلَّقةٌ بالخواتيم يقولون‪ :‬ماذا يُختَم لنا؟!‪ ،‬وقلوب ال ُم َّ‬
‫يقولون‪ :‬ماذا سبق لنا؟! "‪.‬‬
‫يقول مالك بن دينار ‪ -‬يقوم طول الليل ‪ -‬ويقول‪" :‬رب قد علمتَ ساكنَ الجنة والنار‪ ،‬ففي أي منز ٍل مالك؟!‬
‫"‪.‬‬
‫وكَلم السلف في الخوف من سوء الخاتمة كثير‪.‬‬
‫ُ‬
‫ومن وفق على أخبار ال ُمحتضَرين عند الموت‪ ،‬وشا َه َد بعضًا منهم اشتدَّت رغبة المسلم في تحصيل أسباب‬
‫ُحسن الخاتمة‪ ،‬ليكون مع هؤالء ال ُموفِّقين ل ُحسن الخاتمة؛ فقد شُو ِّهد بعضهم وهو يقول‪ :‬مرحبًا بهذه‬
‫إنس وال جان‪.‬‬ ‫الوجوه التي ليست بوجوه ٍ‬
‫وشُو ِّهد من ال ُمحتضَرين من يل َه ُج بـ "ال إله إال هللا"‪« ،‬ومن كان آخر كَلمه من الدنيا‪ :‬ال إله إال هللا دخل‬
‫الجنة»‪.‬‬
‫قسم مسائ َل الفرائض ويتكلَّم في مسائل العلم‪.‬‬ ‫وشُو ِّهد بعضهم يتلو القرآن‪ ،‬وشُو ِّهد بعضهم يُ ِّ‬
‫ي؛ فقد بُشِّرتُ بالجنة الساعة‪.‬‬ ‫وقال بعضهم‪ :‬ال تخافوا عل َّ‬
‫ميراث السوابق"‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫قال بعض أهل العلم‪" :‬الخواتيم‬
‫سبُل‬ ‫أحب‪ ،‬وال تسلُكوا ُ‬ ‫َّ‬ ‫شر معهم‪ ،‬والمر ُء مع من‬ ‫فكونوا ‪ -‬عباد هللا ‪ -‬مع ال ُموفَّقين؛ فمن سلك سبيلَهم ُح ِّ‬
‫سوء ‪ -‬والعياذ باهلل ‪ ،-‬فاتبعوا أهواءهم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الهالكين المخذولين الذين ُختِّم لهم بخاتمة‬
‫رواد‪" :‬حضرتُ رجَلً عند الموت يُلقَّنُ ‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬فقال في آخر ما قال‪ :‬هو ٌ‬
‫كافر‬ ‫قال عبد العزيز بن َّ‬
‫بها‪ ،‬ومات على ذلك ‪ -‬والعياذ باهلل ‪ ،"-‬قال‪" :‬فسألتُ عنه‪ ،‬فإذا هو ُمدمنُ خمر"‪.‬‬
‫وقيل ْلخر عند الموت‪ :‬قل‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬فقال‪ :‬عشرة بأحد عشر‪ - ،‬وكان ُمرابيًا ‪ .-‬وقيل ْلخر‪ :‬اذكر هللا‪،‬‬
‫أحب إليه من رضا هللا‪ ،‬وكان يمي ُل إلى الفاحشة اللوطية‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫فقال‪ :‬رضا الغَلم فَلن‬
‫وقيل ْلخر‪ :‬قل‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ب؟‬
‫ق إلى حمام ِّمنجا ِّ‬ ‫ب قائل ٍة يو ًما وقد ت ِّع َبت‪ :‬أين الطري ُ‬ ‫يا ُر َّ‬
‫داره؛ ألنها تُشبِّه ذلك الحمام ‪ -‬يريد بها الفاحشة ‪ ،-‬فها َم‬ ‫ع جارية تريد حمام ِّمنجاب‪ ،‬فأدخلها َ‬ ‫وكان خ َد َ‬
‫بها‪ ،‬فغلبَت على عقله‪.‬‬
‫وقيل ْلخر‪ :‬قل‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬فقال‪ :‬سيجارة سيجارة؛ ألنه كان يشرب الدخان‪.‬‬
‫حرمات‪ ،‬وترك ال ُج َمع والجماعات؛ فإن‬ ‫وأسباب سوء الخاتمة كثيرة؛ منها‪ :‬ترك الفرائض‪ ،‬وارتكاب ال ُم َّ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫الذنوب ربما غلبَت على اإلنسان واستولت على قلبه بحبِّها‪ ،‬فيأتي الموتُ وهو ُم ِّص ٌّر على المعصية‪،‬‬
‫ب على‬ ‫ق بما أ ِّلفَه وغلَ َ‬ ‫فينط ُ‬
‫ِّ‬ ‫ضعف ودهش ٍة وحيرة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫فيستولي عليه الشيطان عند الموت‪ ،‬وهو في حالة‬
‫حاله‪ ،‬فيُختَم له بسوء الخاتمة‪.‬‬
‫وشر‬
‫ٌّ‬ ‫يشرعها الرسول ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬؛ فالبدعة شُؤ ٌم‬ ‫ومن أسباب سوء الخاتمة‪ :‬البدع التي لم َ‬
‫ير ُد‬ ‫على صاحبها‪ ،‬وهي أعظم من الكبائر‪ ،‬وفي الحديث‪ :‬عن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬أنه قال‪ِّ « :‬‬
‫أناس من أمتي الحوض‪ ،‬أعرفهم فتطردهم المَلئكة وتقول‪ :‬إنك ال تدري ما أحدَثوا بعدك‪ ،‬فأقول‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬
‫عل َّ‬
‫سحقا لمن غيَّر بعدي»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سحقا ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ومن أسباب سوء الخاتمة‪ :‬ظلم الناس‪ ،‬والعدوان عليهم في الدم أو المال أو ال ِّعرض أو األرض‪ ،‬وظل‬
‫ظا ِّل ُمونَ [األنعام‪:‬‬ ‫النفس بنوعٍ من أنواع الشرك باهلل ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ ،-‬قال هللا ‪ -‬عز وجل ‪ :-‬إِّنَّهُ َال يُ ْف ِّل ُح ال َّ‬
‫‪.]21‬‬
‫ومن أسباب سوء الخاتمة‪ :‬الزهد في بذل المعروف‪ ،‬وعدم نفع المسلمين‪ ،‬والزهد في الدعاء‪ ،‬فلم يطلب‬
‫وف‬ ‫ض يَأ ْ ُم ُرونَ بِّا ْل ُم ْنك َِّر َويَ ْن َه ْونَ ع َِّن ا ْل َم ْع ُر ِّ‬ ‫ض ُه ْم ِّم ْن بَ ْع ٍ‬ ‫الخير‪ ،‬قال هللا تعالى‪ :‬ا ْل ُمنَافِّقُونَ َوا ْل ُمنَافِّقَاتُ بَ ْع ُ‬
‫ف َرأ َ ْيت َ ُه ْم‬ ‫علَ ْي ُك ْم فَ ِّإ َذا َجا َء ا ْل َخ ْو ُ‬ ‫ش َّحةً َ‬ ‫سيَ ُه ْم [التوبة‪ ،]67 :‬وقال تعالى‪ :‬أ َ ِّ‬ ‫َّللا فَنَ ِّ‬
‫سوا َّ َ‬ ‫َويَ ْقبِّضُونَ أ َ ْي ِّديَ ُه ْم نَ ُ‬
‫ش َّحةً‬ ‫سنَ ٍة ِّحدَا ٍد أ َ ِّ‬ ‫سلَقُو ُك ْم بِّأ َ ْل ِّ‬ ‫ف َ‬ ‫ب ا ْل َخ ْو ُ‬ ‫ت فَ ِّإ َذا ذَ َه َ‬ ‫علَ ْي ِّه ِّمنَ ا ْل َم ْو ِّ‬ ‫ُور أ َ ْعيُنُ ُه ْم كَالَّذِّي يُ ْغشَى َ‬ ‫ظ ُرونَ إِّلَ ْيكَ تَد ُ‬ ‫يَ ْن ُ‬
‫َّللاُ أ َ ْع َمالَ ُه ْم [األحزاب‪.]19 :‬‬ ‫علَى ا ْل َخي ِّْر أُولَئِّكَ لَ ْم يُ ْؤ ِّمنُوا فَأَحْ بَ َط َّ‬ ‫َ‬
‫وزخرفها‪ ،‬وعدم ال ُمباالة باْلخرة‪ ،‬وتقدي ُم محبة‬ ‫الركون إلى الدنيا وشهواتها ُ‬ ‫ومن أسباب سوء الخاتمة‪ُّ :‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫الدنيا على محبة اْلخرة‪ ،‬قال هللا تعالى‪ :‬إِّنَّ الَّ ِّذينَ َال يَ ْر ُجونَ ِّلقَا َءنَا َو َرضُوا بِّا ْل َحيَا ِّة ال ُّد ْنيَا َواط َمأنُّوا بِّ َها‬
‫سبُونَ [يونس‪.]8 ،7 :‬‬ ‫ار بِّ َما كَانُوا يَ ْك ِّ‬ ‫غافِّلُونَ (‪ )7‬أُولَئِّكَ َمأ ْ َوا ُه ُم النَّ ُ‬ ‫َوالَّ ِّذينَ ُه ْم ع َْن آيَاتِّنَا َ‬
‫والحقد‪ ،‬وال ِّغل‪ ،‬والعُجب‪ ،‬واحتقار الناس‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ومن أسباب سوء الخاتمة‪ :‬أمراض القلوب؛ من الكبر‪ ،‬والحسد‪،‬‬
‫ض هللاُ‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ :‬و َال‬ ‫وحب ما يُب ِّغ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫حب هللاُ‪،‬‬ ‫والخداع‪ ،‬وال ِّغش‪ ،‬وبُغض ما يُ ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫والغدر‪ ،‬والخيانة‪ ،‬والمكر‪،‬‬
‫يم [الشعراء‪- 87 :‬‬ ‫س ِّل ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫َ‬
‫ت ُ ْخ ِّزنِّي يَ ْو َم يُ ْبعَثُونَ (‪ )87‬يَ ْو َم َال يَ ْنفَ ُع َما ٌل َو َال بَنُونَ (‪ِّ )88‬إ َّال َم ْن أتَى َّ‬
‫َّللاَ ِّبقَ ْل ٍ‬
‫‪.]89‬‬
‫َ‬
‫س ْيت ُ ْم ِّإ ْن ت َ َولَّ ْيت ُ ْم أ ْن‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫ومن أسباب سوء الخاتمة‪ :‬عُقوق الوالدَين وقطيعة األرحام‪ ،‬قال هللا تعالى‪ :‬ف َه ْل َ‬
‫ار ُه ْم [محمد‪،22 :‬‬ ‫ص َ‬ ‫ص َّم ُه ْم َوأ َ ْع َمى أ ْب َ‬
‫َ‬ ‫َّللاُ فَأ َ َ‬ ‫ض َوتُقَ ِّطعُوا أ َ ْر َحا َم ُك ْم (‪ )22‬أُولَئِّكَ الَّ ِّذينَ لَعَنَ ُه ُم َّ‬ ‫سدُوا فِّي ْاأل َ ْر ِّ‬ ‫ت ُ ْف ِّ‬
‫‪.]23‬‬
‫ومن أسباب سوء الخاتمة‪ :‬الوصية الظالمة المخالفة للشرع الحنيف‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ :‬واتَّقُوا يَ ْو ًما ت ُ ْر َجعُونَ‬
‫سبَتْ َو ُه ْم َال يُ ْظلَ ُمونَ [البقرة‪.]281 :‬‬ ‫َّللا ث ُ َّم ت ُ َوفَّى ُك ُّل نَ ْف ٍس َما َك َ‬ ‫فِّي ِّه ِّإلَى َّ ِّ‬
‫بارك هللا لي ولكم في القرآن العظيم‪ ،‬ونفعني وإياكم بما فيه من اْليات والذكر الحكيم‪ ،‬ونفعنا بهدي سيد‬
‫المرسلين وقوله القويم‪ ،‬أقول قولي هذا وأستغفر هللا العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب‪،‬‬
‫فاستغفروه‪ ،‬إنه هو الغفور الرحيم‪.‬‬
‫الخطبة الثانية‬
‫الحمد هلل ُم ِّع ِّز من أطاعه واتقاه‪ ،‬و ُمذ ِِّّل من خالف أمره وعصاه‪ ،‬أحمد ربي وأشكره على ما أسبغ من‬
‫رب سواه‪ ،‬وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده‬ ‫نعمه‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ال إله وال َّ‬
‫وبارك على عبدك ورسولك محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن‬ ‫وسلم ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫صل‬
‫ورسوله اصطفاه مواله‪ ،‬اللهم ِّ‬
‫وااله‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫حرماته؛ تنجو من عذابه‪ ،‬وتفوزوا بجنَّاته‪.‬‬ ‫فاتقوا هللا تعالى بلزوم طاعاته‪ ،‬و ُمجانبة ُم َّ‬
‫اخش َْوا يَ ْو ًما َال يَجْ ِّزي َوا ِّل ٌد ع َْن َولَ ِّد ِّه َو َال َم ْولُو ٌد ُه َو َج ٍاز ع َْن َوا ِّل ِّد ِّه‬ ‫اس اتَّقُوا َربَّ ُك ْم َو ْ‬ ‫قال هللا تعالى‪ :‬يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫ور [لقمان‪.]33 :‬‬ ‫اَّلل ا ْلغَ ُر ُ‬ ‫ق فَ ََل تَغُ َّرنَّ ُك ُم ا ْل َحيَاةُ ال ُّد ْنيَا َو َال يَغُ َّرنَّ ُك ْم بِّ َّ ِّ‬ ‫ش ْيئ ًا إِّنَّ َو ْع َد َّ ِّ‬
‫َّللا َح ٌّ‬ ‫َ‬
‫وعن ابن مسعود ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪« :-‬والذي نفسي بيده؛ إن‬
‫أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إال ذراع‪ ،‬فيسبق عليه الكتاب‪ ،‬فيعمل بعمل أهل‬
‫النار فيدخلها‪ ،‬وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إال ذراع‪ ،‬فيسبق عليه الكتاب‪،‬‬
‫فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها»؛ رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫فاطلبوا ُحسن الخاتمة بال ُمداومة على طاعة ربكم والبُعد عن معصيته‪ ،‬فما أعظمها من غاية‪ ،‬وما أج َّل‬
‫ُحسن الخاتمة من مطلب!!‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ستَقا ُموا فَل خ ْو ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّللاُ ث َّم ا ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الختام‪ ،‬قال هللا تعالى‪ :‬إِّنَّ ال ِّذينَ قالوا َربُّنا َّ‬ ‫ٌ‬
‫فاالستقامة على الدين ضامنة ل ُحسن ِّ‬
‫علَي ِّْه ْم َو َال ُه ْم يَحْ َزنُونَ [األحقاف‪.]13 :‬‬ ‫َ‬
‫عباد هللا‪:‬‬
‫ُّ‬
‫س ِّلي ًما [األحزاب‪ ،]56 :‬فصلوا‬ ‫س ِّل ُموا ت َ ْ‬ ‫َ‬
‫عل ْي ِّه َو َ‬‫صلوا َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫على النبِّي ِّ يَا أيُّ َها ال ِّذينَ آ َمنوا َ‬‫َّ‬ ‫َ‬ ‫صلونَ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫َّللا َو َمَلئِّ َكتَهُ يُ َ‬ ‫إِّنَّ َّ َ‬
‫وسلموا على سيد األولين واْلخرين وإمام المرسلين‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫صل على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪ ،‬إنك حمي ٌد مجيد‪ ،‬اللهم‬ ‫اللهم ِّ‬
‫وسلم تسلي ًما‬ ‫ِّ‬ ‫بارك على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪ ،‬إنك حمي ٌد مجيد‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫كثيرا‪.‬‬ ‫ً‬
‫وارض عن الصحابة أجمعين‪ ،‬وعن الخلفاء الراشدين‪ ،‬األئمة المهديين‪ :‬أبي بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اللهم‬
‫وارض‬
‫َ‬ ‫وعليٍ‪ ،‬وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين‪ ،‬وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪ ،‬اللهم‬
‫عنَّا معهم بمنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫اللهم أ ِّع َّز اإلسَلم والمسلمين‪ ،‬اللهم أ ِّع َّز اإلسَلم والمسلمين‪ ،‬اللهم أ ِّذ َّل الكفر والكافرين‪ ،‬اللهم اق َمع أهل‬
‫البدع يا رب العالمين‪ ،‬اللهم أ ِّذ َّل أهل البدع إلى يوم الدين يا رب العالمين يا ذا الجَلل واإلكرام‪.‬‬
‫اللهم انصر دينك‪ ،‬وكتابك‪ ،‬وسنة نبيك‪ ،‬وهدي نبيك يا رب العالمين إلى يوم الدين‪ ،‬إنك على كل شيء‬
‫قدير‪.‬‬
‫مكان يا رب‬ ‫ٍ‬ ‫اللهم اح ِّقن دماء المسلمين‪ ،‬اللهم اح ِّقن دماء المسلمين‪ ،‬اللهم اح ِّقن دماء المسلمين في أي‬
‫العالمين‪.‬‬
‫اللهم يا ذا الجَلل واإلكرام ادفع عنا ُم ِّضَلَّت الفتن‪ ،‬اللهم ادفع عنا الغَل والوبا والربا والزنا والزالزل‬
‫والم َحن‪ ،‬وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن برحمتك يا أرحم الراحمين‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫وثبت أقدامنا‪ ،‬وانصرنا على القوم الكافرين يا أرحم الراحمين‪.‬‬ ‫اللهم اغفر لنا ذنوبنا‪ ،‬وإسرافنا في أمرنا‪ِّ ،‬‬
‫وأجرنا من ِّخزي الدنيا وعذاب اْلخرة‪ ،‬اللهم أ ِّعذنا من شرور‬ ‫سن عاقبتنا في األمور كلها‪ِّ ،‬‬ ‫اللهم أح ِّ‬
‫شر يا رب العالمين يا أرحم الراحمين‪.‬‬ ‫أنفسنا‪ ،‬ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬وأ ِّعذنا من شر كل ذي ٍ‬
‫استعملنا في طاعاتك‪ ،‬وجنِّبنا معاصيك يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫اللهم‬
‫آمنَّا في أوطاننا‪ ،‬وأص ِّلح اللهم والة أمورنا‪.‬‬ ‫اللهم ِّ‬
‫تحب وترضى‪ ،‬اللهم وفِّقه ل ُهداك‪ ،‬واجعل عمله في ِّرضاك يا رب‬ ‫ُّ‬ ‫اللهم وفِّق خادم الحرمين الشريفين لما‬
‫ح لإلسَلم والمسلمين يا رب العالمين‪ ،‬اللهم وانصر به الدين‪،‬‬ ‫العالمين‪ ،‬اللهم أ ِّع ْنه على كل ما فيه صَل ٌ‬
‫شيء قدير‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫إنك على كل‬
‫وفق نائبَيْه لما تحب وترضى‪ ،‬ولما فيه ال ِّع ُّز لإلسَلم والمسلمين يا رب العالمين‪ ،‬ولما فيه الخير‬ ‫اللهم ِّ‬
‫للعباد والبَلد إنك على كل شيء قدير‪.‬‬
‫اللهم يا ذا الجَلل واإلكرام أص ِّلح أحوال المسلمين يا رب العالمين‪ ،‬اللهم أص ِّلح أحوال المسلمين‪ ،‬اللهم‬
‫وحبب إليهم الحق‪ ،‬اللهم اجمعهم على الحق يا رب العالمين‪ ،‬اللهم اجعل قلوبهم ُمتآلفةً ُمتحابَّة‬ ‫ِّ‬ ‫اجمعهم‬
‫على ما يُرضيك وعلى ما فيه الخير لهم‪ ،‬وعلى كتابك وسنة نبيك محمد ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪.-‬‬
‫شر أعداء اإلسَلم يا رب العالمين‪ ،‬اللهم‬ ‫اكف اإلسَل َم َّ‬ ‫اكف المسلمين شر أعداء المسلمين‪ ،‬اللهم ِّ‬ ‫اللهم ِّ‬
‫شيء قدير‪.‬‬‫ٍ‬ ‫اكف المسلمين المنافقين‪ ،‬إنك على كل‬ ‫شرارهم‪ ،‬اللهم ِّ‬ ‫اكف المسلمين ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اللهم يا ذا الجَلل واإلكرام أسألك أن تتوب علينا جميعًا‪ ،‬وأن تتوب على المسلمين يا أرحم الراحمين‪،‬‬
‫اللهم احفظ أعراض المسلمين‪ ،‬اللهم احفظ دما َء المسلمين‪ ،‬اللهم احفظ أموال المسلمين يا رب العالمين‪.‬‬
‫اللهم أ ِّعذنا وأ ِّعذ ذرياتنا من إبليس وذريته وشياطينه وجنوده يا رب العالمين‪ ،‬اللهم أ ِّعذ المسلمين يا رب‬
‫العالمين من إبليس وذريته وشياطينه وجنوده‪.‬‬
‫اب الن ِّار [البقرة‪.]201 :‬‬ ‫َّ‬ ‫عذ َ‬ ‫َ‬ ‫سنَةً َوقِّنا َ‬
‫َ‬ ‫سنَةً َوفِّي ْاْل ِّخ َر ِّة َح َ‬
‫َربَّنَا آتِّنَا فِّي ال ُّد ْنيَا َح َ‬
‫عباد هللا‪:‬‬
‫ظ ُك ْم لَعَلَّ ُك ْم ت َ َذك َُّرونَ‬
‫َاء َوا ْل ُم ْنك َِّر َوا ْلبَ ْغي ِّ يَ ِّع ُ‬
‫اء ذِّي ا ْلقُ ْربَى َويَ ْن َهى ع َِّن ا ْلفَحْ ش ِّ‬
‫ان َوإِّيت َ ِّ‬
‫س ِّ‬ ‫َّللا يَأ ْ ُم ُر بِّا ْلعَ ْد ِّل َو ْ ِّ‬
‫اإلحْ َ‬ ‫إِّنَّ َّ َ‬
‫َّللاَ يَ ْعل ُمَ‬ ‫ً‬
‫عل ْي ُك ْم َك ِّفيَل إِّنَّ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللا إِّذا عَا َه ْدت ُ ْم َوال تَنقضُوا األ ْي َمانَ بَ ْع َد ت َ ْو ِّكي ِّد َها َوق ْد َجعَلت ُ ُم َّ َ‬
‫َّللا َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(‪َ )90‬وأ ْوفوا بِّعَ ْه ِّد َّ ِّ‬
‫َما ت َ ْفعَلُونَ [النحل‪.]91 ،90 :‬‬
‫يزدكم‪ ،‬ولذكر هللا أكبر‪ ،‬وهللا يعلم ما تصنعون‪.‬‬ ‫واذكروا هللا العظيم الجليل يذكركم‪ ،‬واشكروه على نعمه ِّ‬

Anda mungkin juga menyukai