Anda di halaman 1dari 9

‫اع َو ُكلُّ ُك ْم َم ْسؤول َعنْ َر ِع َّيتِ ِه‬

ٍ ‫ُكلُّ ُك ْم َر‬
"Tiap-tiap kamu adalah pemimpin, dan tiap-tiap kamu akan dipertanyakan dari yang dipimpinnya"
(H.R. Bukhari Muslim)

Habib Abdullah Al-Haddah memperinci tentang kepemimpinan (‫)رعِ َّية‬ َ tersebut ada yang khusus dan
ada yang umum. Kepemimpinan yang umum adalah seorang raja terhadap rakyatnya, seorang ketua
terhadap anggotanya, seorang ayah terhadap keluarganya, dll. Namun kepemimpinan yang khusus (
َّ ‫)ر ِع َّية َخا‬
‫صة‬ َ adalah bagaimana seseorang memimpin anggota tubuhnya dari terjerumus ke dalam
perbuatan maksiat. Ada tujuh anggota tubuh yang harus dijaga dari perbuatan maksiat

1. ‫ اللسان‬Lidah
Organ ini ukurannya kecil, namun banyak sekali perbuatan yang harus dijaga yang datang
dari anggota badan ini, . Hadits diriwayatkan dari Sahl bin Saa’d r.a.:
“‫َمنْ َيضْ َمنْ لِي َما َبي َْن لَحْ َي ْي ِه َو َما َبي َْن ِرجْ لَ ْي ِه أَضْ َمنْ لَ ُه ْال َج َّن َة” متفق عليه‬
“Barang siapa yang bisa menjamin untukku apa yang ada di antara dua rahangnya
(lisan), dan yang ada di antara kedua pahanya (kemaluan) maka aku
akan menjaminnya masuk syurga” (Muttaqun ‘alaih)
Pepatah mengatakan jirmuhu shaghirun wa jurmuhu katsirun
a. Al-Ghibah,,
b. Namimah
c. Dusta
d. Mencaci
e. Melaknat orang
f. Menyakiti hati orang lain

2. ‫والسمع‬Telinga
Barangsiapa yg mendengar kepada pembicaraaan org lain. Akan dituangkan ketelinganya
timah dari api neraka. Fudhul

3. ‫والبصر‬Mata
Melihat wanita
Melihat aurat walau sesama jenis
Melihat sesama muslim dg istihgar (menganggap remeh) dg matanya
Melihat rumah orang tanpa izin

Mengurangi timbangan, membunuh, memukul

4. ‫والبطن‬Perut
Aklu riba, wa syurbu kulli muskirin, wa aklu maalul yatiim, wa kullu maa harramallahu minal
ma’kulaat wa masyrubaat. Man akala haram, asaat jawarihuh, ja-a am aba, alima am lam
ta’lam.
5. ‫والفرج‬Kemaluan
Onani, istimna’
6. ‫واليد‬Tangan mengurangi timbangan
7. ‫والرجل‬Kaki
‫األعضاء السبعة وهي‪ :‬العين‪ ،‬واألذن‪ ،‬واللسان‪ ،‬والبطن‪،‬‬
‫والفرج‪ ،‬واليد‪ ،‬والرجل‪.‬‬
‫أما العين فإنما خلقت لتهتدي بها في الظلمات‪ ،‬وتستعين بها في‬
‫الحاجات‪ ،‬وتنظر بها إلى عجائب ملكوت األرض والسماوات‪،‬‬
‫وتعتبر بما فيها من اآليات؛ فاحفظها عن أربع‪ :‬أن تنظر بها إلى‬
‫غير محرم‪ ،‬أو إلى صورة مليحة بشهوة نفس‪ ،‬أو تنظر بها إلى‬
‫مسلم بعين االحتقار‪ ،‬أو تطلع بها على عيب مسلم‪.‬‬
‫و أما األذن‪ ،‬فاحفظها عن أن تصغي بها إلى البدعة‪ ،‬أو الغيبة‪،‬‬
‫أو الفحش‪ ،‬أو الخوف في الباطل‪ ،‬أو ذكر مساوى ء الناس؛ فإنما‬
‫خلقت لك لتسمع بها كالم هّللا تعالى‪ ،‬وسنة رسول هّللا صلى هّللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وحكمة أوليائه‪ ،‬وتتوصل باستفادة العلم بها إلى‬
‫الملك المقيم والنعيم الدائم في جوار رب العالمين‪ .‬فإذا أصغيت‬
‫بها إلى شيء من المكاره‪ ،‬صار ما كان عليك‪ ،‬وانقلب ما كان‬
‫سبب فوزك سبب هالكك‪ ،‬وهذا غاية الخسران‪ .‬وال تظن أن اإلثم‬
‫يختص به القائل دون المستمع‪ ،‬ففي الخبر أن المستمع شريك‬
‫القائل وهو أحد المغتابين‪.‬‬
‫و أما اللسان‪ ،‬فإنما خلق لتكثر به ذكر هّللا تعالى وتالوة كتابه‪،‬‬
‫وترشد به خلق هّللا تعالى إلى طريقه‪ ،‬وتظهر به ما في ضميرك‬
‫من حاجات دينك ودنياك‪ ،‬فإذا استعملته في غير ما خلق له فقد‬
‫كفرت نعمة هّللا تعالى فيه‪ .‬وهو أغلب أعضائك عليه وعلى سائر‬
‫يكب الناس في النار على مناخرهم إلى حصائد‬ ‫الخلق‪ ،‬وال ّ‬
‫ألسنتهم؛ فاستظهر عليه بغاية قوتك حتى ال يكبك في قعر جهنم‪،‬‬
‫الرجل ليتك ّلم بالكلمة ليضحك بها أصحابه‬‫ففي الخبر‪« :‬إنّ ّ‬
‫فيهوي بها في قعر جهنم سبعين خريفا»‪ .‬وروي أنه قتل شهيد‬
‫في المعركة على عهد رسول هّللا صلى هّللا عليه وسلم‪ ،‬فقال‬
‫قائل‪ :‬هنيئا له بالجنة فقال صلى هّللا عليه وسلم‪ ":‬وما يدريك؟‬
‫لع ّله كان يتك ّلم فيما ال يعنيه‪ ،‬ويبخل بما ال يغنيه»‪.‬‬
‫فاحفظ لسانك من ثمانية‪ :‬األول‪ :‬الكذب؛ فاحفظ منه لسانك في‬
‫الجد والهزل‪ ،‬وال تعود لسانك الكذب هزال فيدعوك إلى الكذب في‬
‫الجد؛ والكذب من أمهات الكبائر‪ .‬ثم إنك إذا عرفت بذلك سقطت‬
‫عدالتك والثقة بقولك‪ ،‬وتزدريك األعين وتحتقرك‪ .‬وإذا أردت أن‬
‫تعرف قبح الكذب من نفسك فانظر إلى كذب غيرك‪ ،‬وإلى نفرة‬
‫نفسك عنه‪ ،‬واستحقارك لصاحبه‪ ،‬واستقباحك لما جاء به؛ وكذلك‬
‫فافعل في جميع عيوب نفسك‪ ،‬فإنك ال تدري قبح عيوبك من‬
‫نفسك بل من غيرك‪ ،‬فما استقبحته من غيرك يستقبحه غيرك‬
‫منك ال محالة‪ ،‬فال ترض لنفسك ذلك‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬الخلف في الوعد؛ فإياك أن تعد بشيء وال تفي به‪ ،‬بل‬
‫ينبغي أن يكون إحسانك إلى الناس فعال بال قول‪ ،‬فإن اضطررت‬
‫إلى الوعد فإياك أن تخلف إال لعجز أو ضرورة‪ ،‬فإن ذلك من‬
‫أمارات النفاق وخبائث األخالق‪ ،‬قال النبي صلى هّللا عليه‬
‫وسلم‪ ":‬ثالث من كنّ فيه فهو منافق وإن صام وص ّلى‪ :‬من إذا‬
‫حدّ ث كذب‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا اؤتمن خان»‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الغيبة؛ فاحفظ لسانك عنها‪ .‬والغيبة أشد من ثالثين زنية‬
‫في اإلسالم‪ ،‬كذلك ورد في الخبر‪ .‬ومعنى الغيبة أن تذكر إنسانا‬
‫بما يكرهه لو سمعه‪ ،‬فأنت مغتاب ظالم وإن كنت صادقا‪ .‬وإياك‬
‫وغيبة القراء المرائين‪ ،‬وهو أن تف ّهم المقصود من غير تصريح‬
‫فتقول‪ :‬أصلحه هّللا فقد ساءني وغمني ما جرى عليه‪ ،‬فنسأل هّللا‬
‫تعالى أن يصلحنا وإياه‪ .‬فإن هذا جمع بين خبيثين‪ :‬أحدهما‬
‫الغيبة؛ إذ بها حصل التفهم‪ ،‬واآلخر تزكية النفس والثناء عليها‬
‫بالتحرج والصالح‪ .‬ولكن إن كان مقصودك من قولك أصلحه هّللا‬
‫تعالى الدعاء‪ ،‬فادع له في السر إن اغتممت بسببه‪ ،‬فعالمته أنك‬
‫ال تريد فضيحته وإظهار عيبه‪ ،‬وفي إظهارك الغم بعيبه إظهار‬
‫تعييبه‪ .‬ويكفيك زاجرا عن الغيبة قوله تعالى‪ :‬وال َي ْغ َت ْب َب ْع ُ‬
‫ض ُك ْم‬
‫ِب أَ َح ُد ُك ْ_م أَنْ َيأْ ُكل َ َل ْح َم أَخِي ِه َم ْيتا ً َف َك ِرهْ ُت ُموهُ [الحجرات‪:‬‬
‫َب ْعضا ً أَ ُيح ُّ‬
‫‪ ]12‬فقد شبهك هّللا بآكل لحم الميتة‪ ،‬فما أجدرك أن تحترز منها‪.‬‬
‫ويمنعك عن غيبة المسلمين أمر لو تفكرت فيه‪ ،‬وهو أن تنظر في‬
‫نفسك هل فيك عيب ظاهر أو باطن‪ ،‬وهل أنت مفارق معصية‬
‫سرا أو جهرا‪ ،‬فإذا عرفت ذلك من نفسك فاعلم أن عجزه من‬ ‫ّ‬
‫التنزه عما نسبته إليه كعجزك‪ ،‬وعذره كعذرك‪ ،‬وكما تكره أن‬
‫تفتضح وتذكر عيوبك فهو أيضا يكرهه‪ ،‬فإن سترته ستر هّللا‬
‫عليك عيوبك‪ ،‬وإن فضحته سلط هّللا عليك ألسنة حدادا يمزقون‬
‫عرضك في الدنيا‪ ،‬ثم يفضحك هّللا في اآلخرة على رءوس‬
‫الخالئق يوم القيامة‪ .‬وإن نظرت إلى ظاهرك وباطنك فلم تطلع‬
‫فيهما على عيب ونقص في دين وال دنيا‪ ،‬فاعلم أن جهلك بعيوب‬
‫نفسك أقبح أنواع الحماقة‪ ،‬وال عيب أعظم من الحمق‪ ،‬ولو أراد‬
‫هّللا بك خيرا لبصرك بعيوب نفسك؛ فرؤيتك نفسك بعين الرضا‬
‫غاية غباوتك وجهلك‪ .‬ثم إن كنت صادقا في ظنك فاشكر هّللا‬
‫تعالى عليه وال تفسده بثلب الناس والتمضمض بأعراضهم فإن‬
‫ذلك أعظم العيوب‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬المراء والجدال ومناقشة الناس في الكالم؛ فذلك فيه إيذاء‬
‫للمخاطب وتجهيل له وطعن فيه‪ ،‬وفيه ثناء على النفس وتزكية‬
‫لها بمزيد الفطنة والعلم‪ .‬ثم هو مشوش للعيش‪ ،‬فإنك ال تماري‬
‫سفيها إال ويؤذيك‪ ،‬وال تماري حليما إال ويقليك ويحقد عليك‪ ،‬فقد‬
‫قال صلى هّللا عليه وسلم‪ ":‬من ترك المراء وهو مبطل بنى هّللا له‬
‫محق بنى هّللا له‬ ‫ّ‬ ‫بيتا في ربض الج ّنة‪ ،‬ومن ترك المراء‪ ،‬وهو‬
‫بيتا في أعلى الج ّنة"‪.‬‬
‫و ال ينبغي أن يخدعك الشيطان ويقول لك أظهر الحق وال تداهن‬
‫يستجر الحمقى إلى الشر في معرض‬ ‫ّ‬ ‫فيه‪ ،‬فإن الشيطان أبدا‬
‫الخير‪ ،‬فال تكن ضحكة للشيطان فيسخر منك؛ فإظهارك الحق‬
‫حسن مع من يقبله منك‪ ،‬وذلك بطريق النصيحة في الخفية ال‬
‫بطريق المماراة؛ وللنصيحة صفة وهيئة ويحتاج فيها إلى تلطف‪،‬‬
‫وإال صارت فضيحة‪ ،‬وكان فسادها أكثر من صالحها‪ .‬ومن خالط‬
‫متفقهة العصر غلب على طبعه المراء والجدال‪ ،‬وعسر عليه‬
‫الصمت‪ ،‬إذ ألقى إليه علماء السوء أن ذلك هو الفضل‪ ،‬والقدرة_‬
‫ففر منهم فرارك من‬ ‫على المحاجة والمناقشة هو الذي يتمدح به‪ّ .‬‬
‫األسد‪ ،‬واعلم أن المراء سبب المقت عند هّللا وعند الخلق‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬تزكية النفس؛ قال هّللا تعالى‪َ :‬فال ُت َز ُّكوا أَ ْنفُ َ‬
‫س ُك ْم ه َُو أَ ْع َل ُم‬
‫ِب َم ِن ا َّتقى [النجم‪ ]32 :‬وقيل لبعض الحكماء‪ :‬ما الصدق القبيح؟‬
‫فقال‪ :‬ثناء المرء على نفسه‪ .‬فإياك أن تتعود ذلك‪ ،‬واعلم أن ذلك‬
‫ينقص من قدرك عند الناس ويوجب مقتك عند هّللا تعالى‪ .‬فإذا‬
‫أردت أن تعرف أن ثناءك على نفسك ال يزيد في قدرك عند‬
‫غيرك‪ ،‬فانظر إلى أقرانك إذا أثنوا على أنفسهم بالفضل والجاه‬
‫والمال كيف يستنكره قلبك عليهم ويستثقله طبعك‪ ،‬وكيف تذمهم‬
‫عليه إذا فارقتهم‪ .‬فاعلم أنهم أيضا في حال تزكيتك لنفسك‬
‫يذمونك في قلوبهم ناجزا‪ ،‬وسيظهرونه بألسنتهم إذا فارقتهم‪.‬‬
‫السادس‪ :‬اللعن؛ فإياك أن تلعن شيئا مما خلق هّللا تعالى من‬
‫حيوان أو طعام أو إنسان بعينه‪ ،‬وال تقطع بشهادتك على أحد من‬
‫أهل القبلة بشكر أو كفر أو نفاق‪ ،‬فإن المطلع على السرائر هو‬
‫هّللا تعالى‪ ،‬فال تدخل بين العباد وبين هّللا تعالى‪ ،‬واعلم أنك يوم‬
‫القيامة ال يقال لك لم لم تلعن فالنا‪ ،‬ولم سكت عنه؛ بل لو لم تلعن‬
‫إبليس طول عمرك ولم تشغل لسانك بذكره‪ ،‬لم تسأل عنه‪ ،‬ولم‬
‫تطالب به يوم القيامة‪ ،‬وإذا لعنت أحدا من خلق هّللا تعالى طولبت‬
‫به‪ .‬وال تذمن شيئا مما خلق هّللا تعالى‪ ،‬فقد كان النبي صلى هّللا‬
‫عليه وسلم ال يذم الطعام الرديء قط‪ ،‬بل كان إذا اشتهى شيئا‬
‫أكله وإال تركه‪.‬‬
‫السابع‪ :‬الدعاء على الخلق؛ فاحفظ لسانك عن الدعاء على أحد‬
‫من خلق هّللا تعالى‪ ،‬وإن ظلمك فكل أمره إلى هّللا تعالى‪ ،‬ففي‬
‫الحديث‪ ":‬إنّ المظلوم ليدعو على ظالمه ح ّتى يكافئه ث ّم يبقى‬
‫لل ّظالم فضل عنده يطالبه به يوم القيامة»‪ .‬وطول بعض الناس‬
‫لسانه على الحجاج فقال بعض السلف‪ :‬إن هّللا لينتقم للحجاج‬
‫ممن تعرض له بلسانه كما ينتقم من الحجاج لمن ظلمه‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬المزاح والسخرية واالستهزاء بالناس؛ فاحفظ لسانك منه‬
‫في الجد والهزل‪ ،‬فإنه يريق ماء الوجه‪ ،‬ويسقط المهابة‪،‬‬
‫ويستجر الوحشة‪ ،‬ويؤذي القلوب‪ .‬وهو مبدأ اللجاج والغضب‬
‫والتصارم‪ ،‬ويغرس الحقد في القلوب؛ فال تمازح أحدا‪ ،‬فإن‬
‫مازحك فال تجبه؛ فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره‪،‬‬
‫وكن من الذين إذا مروا باللغو مروا كراما‪ .‬فهذه مجامع آفات‬
‫اللسان‪ ،‬وال يعينك عليك إال العزلة أو مالزمة الصمت إال بقدر‬
‫الضرورة‪ ،‬فقد كان أبو بكر الصديق رضي هّللا تعالى عنه يضع‬
‫حجرا في فيه ليمنعه ذلك من الكالم بغير ضرورة‪ ،‬ويشير إلى‬
‫لسانه ويقول‪ :‬هذا الذي أوردني الموارد كلها‪ .‬فاحترز منه‬
‫بجهدك‪ ،‬فإنه أقوى أسباب هالكك في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫و أما البطن؛ فاحفظ من تناول الحرام والشبهة‪ ،‬واحرص على‬
‫طلب الحالل‪ ،‬فإذا وجدته فاحرص على أن تقتصر منه على ما‬
‫دون الشبع‪ ،‬فإن الشبع يقسي القلب ويفسد الذهن ويبطل الحفظ‬
‫ويثقل األعضاء عن العبادة والعلم‪ ،‬ويقوي الشهوات وينصر‬
‫جنود الشيطان‪ .‬والشبع من الحالل مبدأ كل شر فكيف من الحرام‪،‬‬
‫وطلب الحالل فريضة على كل مسلم‪ .‬والعبادة والعلم مع أكل‬
‫سرجين‪ .‬فإذا قنعت في السنة بقميص‬ ‫الحرام كالبناء على ال ّ‬
‫خشن‪ ،‬وفي اليوم والليلة برغيفين من الخشكار‪ ،‬وتركت التلذذ‬
‫بأطيب األدم‪ ،‬لم يعوزك من الحالل ما يكفيك‪ .‬والحالل كثير‪،‬‬
‫وليس عليك أن تتيقن بواطن األمور‪ ،‬بل عليك أن تحترز مما‬
‫تعلم أنه حرام‪ ،‬أو تظن أنه حرام ظ ّنا حصل من عالمة ناجزة‬
‫مقرونة بالمال؛ أما المعلوم فظاهر‪ ،‬وأما المظنون بعالمة فهو‬
‫مال السلطان وعماله‪ ،‬ومال من ال كسب له إال من النياحة أو بيع‬
‫الخمر أو الربا أو المزامير وغير ذلك من آالت اللهو المحرمة؛_‬
‫فإن من علمت أن أكثر ماله حرام قطعا فما تأخذه من يده‪ ،‬وإن‬
‫أمكن أن يكون حالال نادرا فهو حرام‪ ،‬ألنه الغالب على الظن‪.‬‬
‫ومن الحرام المحض ما يؤكل من األوقات من غير شرط الواقف‪،‬‬
‫فمن لم يشتغل بالتفقه فما يأخذه من المدارس حرام‪ ،‬ومن ارتكب‬
‫معصية ترد بها شهادته فما يأخذه باسم الصوفية من وقف أو‬
‫غيره فهو حرام‪.‬‬
‫و قد ذكرنا مداخل الشبهات والحالل والحرام في كتاب مفرد من‬
‫كتاب إحياء علوم الدين‪ ،‬فعليك بطلبه‪ ،‬فإن معرفة الحالل وطلبه‬
‫فريضة على كل مسلم كالصلوات الخمس‪.‬‬
‫و أما الفرج؛ فاحفظه عن كل ما حرم هّللا تعالى‪ ،‬وكن كما قال هّللا‬
‫تعالى‪ :‬وا َّلذِينَ ُه ْم لِفُ ُرو ِج ِه ْم حافِ ُظونَ ‪ ،‬إِاَّل َعلى أَ ْزوا ِج ِه ْم أَ ْو ما‬
‫َم َل َك ْت أَ ْيما ُن ُه ْم َفإِ َّن ُه ْم َغ ْي ُر َملُومِينَ [المؤمنون‪ 6 ،5 :‬والمعارج‪:‬‬
‫‪ ]30 ،29‬وال تصل إلى حفظ الفرج إال بحفظ العين عن النظر‪،‬‬
‫وحفظ القلب عن التفكر‪ ،‬وحفظ البطن عن الشبهة وعن الشبع‪،‬‬
‫فإن هذه محركات للشهوة ومغارسها‪.‬‬
‫و أما اليدان؛ فاحفظهما عن أن تضرب بهما مسلما‪ ،‬أو تتناول‬
‫بهما ماال حراما‪ ،‬أو تؤذي بهما أحدا من الخلق‪ ،‬أو تخون بهما‬
‫في أمانة أو وديعة‪ ،‬أو تكتب بهما ما ال يجوز النطق به‪ ،‬فإن‬
‫القلم أحد اللسانين‪ ،‬فاحفظ القلم عما يجب حفظ اللسان عنه‪.‬‬
‫و أما الرجالن؛ فاحفظهما عن أن تمشي بهما إلى باب سلطان‬
‫ظالم‪ ،‬فإن المشي إلى السالطين الظلمة من غير ضرورة وإرهاق‬
‫معصية كبيرة‪ ،‬فإنه تواضع لهم وإكرام لهم على ظلمهم‪ ،‬وقد أمر‬
‫هّللا تعالى باإلعراض عنهم في قوله تعالى وال َت ْر َك ُنوا إِ َلى ا َّلذِينَ‬
‫ُون هَّللا ِ مِنْ أَ ْول َ‬
‫ِياء ُث َّم ال‬ ‫َظ َل ُموا َف َت َم َّ‬
‫س ُك ُم ال َّنا ُر وما َل ُك ْم مِنْ د ِ‬
‫ص ُرونَ [هود‪ ]113 :‬وإن كان ذلك لسبب طلب مالهم فهو‬ ‫ُت ْن َ‬
‫سعي إلى حرام‪ ،‬وقد قال النبي صلى هّللا عليه وسلم‪ ":‬من‬
‫لغني ذهب ثلثا دينه" وهذا في غني صالح‪ ،‬فما ظنك‬ ‫ّ‬ ‫تواضع‬
‫بالغني الظالم!‬
‫و على الجملة فحركاتك وسكناتك بأعضائك نعمة من نعم هّللا‬
‫تعالى عليك‪ ،‬فال تحرك شيئا منها في معصية هّللا تعالى أصال‪،‬‬
‫واستعملها في طاعة هّللا تعالى‪ ،‬واعلم أنك إن قصرت فعليك‬
‫يرجع وباله‪ ،‬وإن شمرت فإليك تعود ثمرته‪ ،‬وهّللا غني عنك وعن‬
‫عملك‪ ،‬وإنما كل نفس بما كسبت رهينة‪ .‬وإياك أن تقول‪ :‬إن هّللا‬
‫كريم رحيم يغفر الذنوب للعصاة؛ فإن هذه كلمة حق أريد بها‬
‫باطل‪ ،‬وصاحبها ملقب بالحماقة بتلقيب رسول هّللا صلى هّللا عليه‬
‫وسلم حيث قال‪ ":‬الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت‪،‬‬
‫األماني" واعلم أن‬ ‫ّ‬ ‫واألحمق من اتبع نفسه هواها وتم ّنى على هّللا‬
‫قولك هذا يضاهي قول من يريد أن يصير فقيها في علوم الدين‬
‫من غير أن يدرس علما واشتغل بالبطالة وقال‪ :‬إن هّللا كريم‬
‫رحيم قادر على أن يفيض على قلبي من العلوم ما أفاضه على‬
‫قلوب أنبيائه وأوليائه من غير جهد وتكرار وتعلم‪ .‬وهو كقول من‬
‫يريد ماال فترك الحراثة والتجارة والكسب وتعطل وقال‪ :‬إن هّللا‬
‫كريم وله خزائن السماوات واألرض‪ ،‬وهو قادر على أن يطلعني‬
‫على كنز من كنوزه أستغني به عن الكسب فقد فعل ذلك لبعض‬
‫عباده‪ .‬فأنت إذا سمعت كالم هذين الرجلين استحمقتهما وسخرت‬
‫منهما‪ ،‬وإن كان ما وصفاه من كرم هّللا تعالى وقدرته صدقا‬
‫وح ّقا‪ .‬فكذلك يضحك عليك أرباب البصائر في الدين إذا طلبت‬
‫سان إِاَّل‬ ‫س لِإْل ِ ْن ِ‬ ‫المغفرة_ بغير سعي لها‪ ،‬وهّللا تعالى يقول‪ :‬وأَنْ َل ْي َ‬
‫سعى [النجم‪ ]39 :‬ويقول‪ :‬إِ َّنما ُت ْج َز ْونَ ما ُك ْن ُت ْم َت ْع َملُونَ‬ ‫ما َ‬
‫ِيم* وإِنَّ‬ ‫رار َلفِي َنع ٍ‬ ‫[الطور‪ ،16 :‬التحريم‪ ]7 :‬ويقول‪ :‬إِنَّ اأْل َ ْب َ‬
‫ِيم [االنفطار‪.]14 ،13 :‬‬ ‫ا ْلفُ َّج َ‬
‫ار َلفِي َجح ٍ‬
‫فإذا لم تترك السعي في طلب العلم والمال اعتمادا على كرمه‪،‬‬
‫فكذلك ال تترك التزود لآلخرة وال تفتر‪ ،‬فإن رب الدنيا واآلخرة‬
‫واحد‪ ،‬وهو فيهما كريم رحيم‪ ،‬وليس يزيد له كرم بطاعتك‪ ،‬وإنما‬
‫كرمه في أن ييسر لك طريق الوصول إلى الملك المقيم والنعيم‬
‫الدائم المخلد بالصبر على ترك الشهوات أياما قالئل‪ ،‬وهذا نهاية‬
‫الكرم؛ فال تحدث نفسك بتهويسات البطالين‪ ،‬واقتد بأولي العزم‬
‫وال ّنهى من األنبياء والصالحين‪ ،‬وال تطمع في أن تحصد ما لم‬
‫تزرع‪ ،‬وليت من صام وصلى وجاهد واتقى غفر له‪.‬‬
‫فهذه جمل مما ينبغي أن تحفظ عنه جوارحك الظاهرة وأعمال‬
‫هذه الجوارح؛ فعليك بتطهير القلب فهو تقوى الباطن‪ ،‬والقلب هو‬
‫المضغة التي إذا صلحت صلح بها سائر الجسد‪ ،‬وإذا فسدت فسد‬
‫بها سائر الجسد؛ فاشتغل بإصالحه لتصلح به جوارحك؛ وصالحه‬
‫يكون بمالزمة المراقبة‪.‬‬
‫الكتاب‪ :‬مجموعة رسائل اإلمام الغزالي‬
‫المؤلف‪ :‬أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي‬

Anda mungkin juga menyukai