‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ ,‬الحمد هلل رب العالمين حمدًا ال‬

‫ُمنتهى له ‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪،‬‬

‫وأشهد أن مح َّمدًا عبده ورسوله ‪ ،‬اصطفاه من خلقه وجعله‬

‫منيرا‪،‬‬
‫ونذيرا وداعيًا إلى هللا بإذنه وسرا ًجا ً‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫ومبش ًرا‬ ‫هاديًا‬

‫وعلى آله وصحابته أجمعين‪.‬‬

‫المحترم صف الحاكمين من العارفين و العادلين و‬

‫المعلمين و المعلمات األعزاء‪ ،‬و األصدقاء األحباء و‬

‫الحاضرين و الحاضرات جميعا‪.‬‬

 ‫أيها الحاضرين السامعين الكرام ‪ ،‬مما ابتلينا به في هذا‬

‫الزمان ‪ ،‬ضعف الترابط واإلخاء ‪ ،‬وقلة المودة والمحبة في‬

‫هللا عز وجل ‪ ،‬كان النبي صلى هللا عليه و سلم أوصانا‬

‫بقوله ‪ " :‬ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه "‬

‫و قال تعالى في كتابه العظيم ‪ " :‬إنما المؤمنون أخوة‬

‫فأصلحوا بين أخويكم لعلكم تفلحون " لذلك اليوم سأقدم لكم‬

‫قصة رائعة عن التاجر و وصيته ألبنائه‪.‬‬

‫في قديم الزمان كان هناك تاجر وكان اسمه غالي ويعيش‬

‫في إحدى القرى وكان له أربعة أوالد وكان يعمل في‬

 ‫تجارة القطن و كانت تلك التجارة مجزية جدا ‪ .‬كانت‬

‫للغالي القطة النشيطة و شغل القطة تحرس و تطرد قطن‬

‫غالي من الفأر ‪ .‬أحب غالي القطة كثيرا ويعرف قيمتها‬

‫الحقيقية‪.‬‬

‫ومع مرور األيام أصبح غالي كاهال وضعيف وفي يوم من‬

‫األيام أمر أوالده أن يجتمعوا وقال لهم‪ -:‬اهتموا بأمر‬

‫تجارتكم وتقاسموا هذا المحل وال تتقاتلوا بل تعاونوا في‬

‫تجارتكم واكسبوا المزيد من المال ونصيحتي لكم هو أن‬

‫تبقوا يدا واحدة مدى الحياة وال تختلفوا‬

 ‫وبينما كان يقول ذلك ألوالده أتت إليهم القطة فقال ابنه‬

‫األصغر حينها متسائل عن وضع القطة ‪ -:‬أبي أنت أخبرتنا‬

‫بشأن المتجر فماذا عن القطة؟‬

‫ابتسم غالي حينها وقال ‪ -:‬إن هذه القطة لها فضل‬

‫كبيرعلينا جميعا بعد فضل هللا تعالى ويمكن أن تتشاركوا‬

‫القطة أيضا‬

‫للقطة أربعة أرجل كل واحد يمتلك رجل ‪ ،‬االبن األكبر‬

‫سيملك الرجل األمامية من اليسار ‪ ،‬والثاني يأخذ األمامية‬

 ‫من اليمين ‪ ،‬والثالث الخلفية من اليسار ‪ ،‬والرابع الخلفية‬

‫من اليمين وهكذا تتقاسمون في ملك القطة‬

‫في يوم من األيام تأذت إحدى قدميها حيث سقطت من أعلى‬

‫أكياس القطن وبما أن هذه القدم هي تخص االبن الرابع‬

‫فأخذها إلى الطبيب وهناك قام الطبيب بتدليك قدمها ثم‬

‫وضع بعض الدواء على القدم ولفها بقطعة قماش لحماية‬

‫تلك القدم ثم عاد بالقطة‪.‬‬

 ‫ونتيجة لأللم لم تستطع القطة أن تمشي بثبات وفي اليوم‬

‫التالي في المساء وبينما كانوا نائمين مشت القطة وهي تتألم‬

‫وحاولت أن تتسلق إحدى الفأر بجانب شعلة لإلضاءة وأن‬

‫القماش ملفوفا حول قدمها وأنها غير قادرة على السير‬

‫بشكل جيد فسقطت على مصباح الشعلة‬

‫وحينها اشتعلت النار بقطعة القماش فخافت القطة ثم‬

‫ركضت باتجاه مخزن القطن وحينها وصلت النار إلى‬

‫مخزن القطن واحترق القطن كليا‬

‫وفي الصباح وعندما شاهد األخوة األربعة أن النار التهمت‬

‫القطن بالكامل توصل األخوة إلى تفسير لهذه المشكلة‬

‫وقالوا إن النار كانت بسبب قطعة القماش الملفوفة حول قدم‬

‫القطة لذلك على األخ األصغر أن يتحمل المسؤولية وعليه‬

‫أن يدفع لإلخوة الثالث كل ما خسروه بسبب احتراق القطن‬

‫اختلف اإلخوة في اآلراء وقرروا الذهاب إلى قاضي‬

‫فقال القاضي بعدها ‪ -:‬حسنا أنتم تقولون بأن على أخيكم أن‬

‫يتحمل المسؤولية الن قدم القطة الملفوفة بالقماش هي ملكه‬

‫ولكن هناك شيء هام حين وصلت النار القدم الرابعة للقطة‬
 ‫ركضت القطة إلى مخزن القطن عن طريق باقي ارجلها‬

‫لذلك السبب وراء الحريق ليست القدم الرابعة بل األرجل‬

‫الثالث وعلى ما اعتقد أن القطة لم تستطيع استخدام قدمها‬

‫المصابة في الركض‬

‫أصيب اإلخوة الثالثة بالذهول عندما سمعوا كالم القاضي‬

‫ولم يقولوا شيء بل التزموا الصمت وبعدها قال القاضي‬

‫لهم ‪ -:‬ال جدوى من أن تختلفوا وتتقاتلوا على هذا األمر لقد‬

‫أوصى أباكم أن تتشاركوا هذه القطة و تبقوا يدا واحدة‬

 ‫وحين سمعوا كالم القاضي أدرك اإلخوة خطأهم ووعدوا‬

‫القاضي بأنهم سيكونون يدا واحدة ثم انصرفوا بعد ذلك‬

‫للعودة إلى عملهم وهم حقا يد واحدة‬

‫هذه القصة الرائعة عن األب و كيف يعلم أبناءه الوحدة و‬

‫األخوة‬

‫فيا أيها الحاضرين و السامعين الكرام نعتبر من هذه القصة‬

‫و نصير كاألوس و الخذرت و المهاجرين و األنصار و‬

‫نكون يدا واحدة في أي أحوال التي يصيبنا ان شاء هللا‬

 ‫و أقول قولي هذا و أستغفر هللا العظيم و أدعوا هللا أن‬

‫يجمعنا جميعا في جنته األعلى أمين و صلى هللا على النبي‬

‫المصطفى المختر و على عائلته و أصحابه أجمعين و‬

‫الحمد هلل رب العالمين‬